المجموع : 45
وزاكية قد كض أحشائها الطوى
وزاكية قد كض أحشائها الطوى / تعاني السرى ليلاً وتطوي الفيافيا
تنادي بصوت زلزل الكون شجوه / وأوهى الجبال الشامخات الرواسيا
أخي يا حمى عزي إذا الدهر سامني / بقارعة شجواً تشيب النواصيا
فما كنت أخضى أن أراع بحادثٍ / يجر إلى القارعات الدواهيا
وكانت بك الأيام بيضاً فأصبحت / بفقدك يا شمس الوجود لياليا
لقد كنت أهوى أن أشاطر الردى / ولكن قضى الرحمن دون مراديا
قضى اللَه أمراً بالذي قد مضى به / وكان قضاء اللَه بالأمر جاريا
فلو أن قرماً يفتدي بمنيةٍ / لأرخصت الأقدار ما كان غاليا
أقلب طرفي حيث لم أز من بني / نزارٍ كفيلاً أو ولياً وحاميا
وتقتادنا آل الدعي حواسراً / طوايا الحشا ذبل الشفاه ظواميا
كأنك لم تول الجميل ولم تنل / جزيلاً ولم تطلق من الأسر عانيا
سأبكيك حتى يرتوي عاطش الثرى / بصيب دمعٍ ليس ينفك جاريا
وإن كان لا يجدي البكاء ولم يعد / على الأسا من ذلك العهد ماضيا
وقد حق لي حزناً أذيب حشاشتي / فتسكبها عيني دموعاً جواريا
ألا أيها الناعي يقتل ابن فاطم / أأسمعت أم أصممت ويحك ناعيا
رويدك ما أبقيت للجود مطعاً / ولا لذوي الحاجات في الناس راجيا
نعيت في الزهراء أفلاذ قلبها / وأدميت منها مقلة ومآقيا
هذا نسيم رياض القدس قد نفحا
هذا نسيم رياض القدس قد نفحا / أم عندليب لسان الحق قد صدحا
وتلك حور بماء الحسن رسابةً / أم جوهر البحر منظوماً لنا طفحا
لعمر كل فصيحٍ إنها لعصا / للشعر تلقف ما تأتي به الفصحا
هي البلاغة قد لاذت بمحرمها / تنحو إلى فكره الوقاد أين نحا
ذاك ابن كسرى الذي قد عاد مفخره / بين الورى كعمود الصبح متضحا
رثاءه يخنس الخنسا ومدحته / نال ابن هاني بها هوناً ومن مدحا
يا من به قاس قساً في فصاحته / مهلاً فمحرم زند بالهدى قدحا
ورق أهاج نسيم الطف لاعجه / فأكرع السمع من ألحانه قدحا
مسمط كثغور الحور باسمةً / عليه بالنور روح القدس قد مسحا
عزي بغر مراثيه بني مضرٍ / اللَه كم ملئت أكبادهم قرحا
وأسلبت دمع آماق الجود دماً / لو أن وراده الركبان ما نزحا
بكل بيتٍ له في الخلد بيت علا / وهكذا فليكن يا قوم من ربحا
فيا ذكاء بأفق الفضل قد بزغت / فارتد عنها حسير الطرف من طمحا
أصبحت تنهمل من خمر المفاخر في / كأس الفصاحة مغبوقاً ومصطبحا
شرحت حال ذوي التمييز منتظماً / فعاد شمل الهدى والدين منشرحا
فطل وجاوز علا الجوزاء واهن ودم / للسعد بدر دجىً والشمس رأد ضحى
للَه أي كواكب الإشراق
للَه أي كواكب الإشراق / برزت بغرة هذه الأوراق
وشموس معرفة تجلى نورها / فجلا السرار بومضة البراق
وكنوز رشد لا يضل أليفها / يزداد ما فيهن بالإنفاق
وعرائس برزت بأية حلةٍ / زفت لطالبها بغير صداق
جمعت لآل اللَه أي مناقب / أضحت أمين القلب كالأحداق
ماء الحياة يفيض من صفحاتها / يروي غليل الواله المشتاق
مدت لأطناب المعارف والهدى / في هامة الجوزاء أي رواق
ومثالب ترمي العدو صواعقاً / عن ثاقب غنث وعن أحقاق
حجج تذيق الخصم مر ذعافها / أصحن في الأعناق كالأطواق
ومصائب طوب الضلوع على لظىً / قد كاد تطوى الروح بالأزهاق
هي دمعة للدين أسبلها لما / قد نال أهليه من الآماق
فلكم رقى فيها مؤلفها عن ال / علما مقاماً لم ينله راقي
ولكن بمضمار الهداية قد حوى / فصب السباق بسابح سباق
ومكارم شهدت صريحاً أنه / فرع النجابة طيب الأعراق
فحباه رب العرش من آلائه / وسقاه بالكأس الإمام الساقي
فلقد أصاب بسعيه رشداً كما / نال فيه أعظم الأرزاق
وأصاب في أقصى الرشاد مؤرخٌ / هي دمعة سكبت من الآماق
بالضبا يوم تسعر الهيجاء
بالضبا يوم تسعر الهيجاء / لا بوصل الضبا تنال العلاء
بعناق الكعاب لا الكعاب الحس / نا لعمري تجاوز الجوزاء
رب يوم أشلاؤه فيه أرض / واشتباك اللدان فيه سماء
وقتام الجياد فيه ظلام / وبروق الحداد فيه ضياء
تصدع البيض في الرقاب كما تص / دح في أوج وكرها الورقاء
لي فيه مواقفٌ يقتفي الحف / بها إثر صارمي والقضاء
لم أنس زينب بعد الخدر حاسرةً
لم أنس زينب بعد الخدر حاسرةً / تبدي النياحة ألحاناً فألحانا
مسجورة القلب إلا أن أدمعها / كالمعصرات تصب الدمع عقيانا
تدعو أباها أمير المؤمنين ألا / يا والدي حكمت فينا رعايانا
وغاب عنا المحامي والكفيل فمن / يحمي حمانا ومن يأوي يتامانا
إن عسعس الليل وأرى بذل أوجهنا / وأن تنفس وجه الصبح أبدانا
ندعو فلا أحد يصبوا لدعوتنا / وإن شكونا فلا يصغي لشكوانا
قم يا علي فما هذا القعود فما / عهدي تغض على لأقذاء أجفانا
وانهض لعلك من أسر أضر بنا / تفكنا وتولى دفن فتلانا
وتثني تارةً تدعو مشائخها / من شيبة الحمد أشياخاً وشبانا
قوموا أغضاباً من الأجداث وانتدبوا / واستنقذوا من يد البلوى بقايانا
ويل الفرات أباد اللَه غامره / ورد وارده بارغم ظمآنا
لم يطف حر غليل السبط بارده / حتى قضى في سبيل اللَه عطشانا
للم يذبح الكبش حتى يرو من ظمأ / ويذبح ابن رسول اللَه ظمآنا
فيا سماء لهذا الحادث انفطري / فما القيامة أدهى للورى شانا