المجموع : 57
أفنيت خمسين عاماً معملاً نظري
أفنيت خمسين عاماً معملاً نظري / فيه فلم أدر ما آتي وما أذر
من كان فوق عقول القايسين فما / ذا يدرك الفكر أو ما يبلغ النظر
حبيبي أنت لا زيد وعمرو
حبيبي أنت لا زيد وعمرو / وإن حيرتني وفتنت ديني
طلبتك جاهداً خمسين عاماً / فلم أحصل على برد اليقين
فهل بعد الممات بك اتصال / فأعلم غامض السر المصون
نوىً قذف وكم قد مات قبلي / بحسرته عليك من القرون
يا مدهش الألباب والفطن
يا مدهش الألباب والفطن / ومحير التقوالة اللسن
أفنيت فيك العمر أنفقه / والمال مجاناً بلا ثمن
أتتبع العلماء أسألهم / وأجول في الآفاق والمدن
وأخالط الملل التي اختلفت / في الدين حتى عابد الوثن
وظننت أني بالغ غرضي / لما اجتهدت ومبرىء شجني
ومطهر من كل رجس هوى / قلبي بذاك وغاسل درني
فإذا الذي استكثرت منه هو ال / جاني علي عظائم المحن
فضللت في تيه بلا علم / وغرقت في يم بلا لسفن
ورجعت صفر الكف مكتئباً / حيران ذا هم وذا حزن
أبكي وأنكت في الثرى بيدي / طوراً وأدعم تارةً ذقني
وأصيح يا من ليس يعرفه / أحد مدى الأحقاب والزمن
يا من له عنت الوجوه ومن / قرنت له الأعناق في قرن
آمنت يا جذر الأصم من ال / أعداد يا فتنة الفتن
أن ليس تدركك العيون وأن / الرأي ذو أفن وذو غبن
والكل أنت فكيف يدركه / بعض وأنت السر في العلن
ناجيته ودعوته اكشف عن عشا
ناجيته ودعوته اكشف عن عشا / قلبي وعن بصري وأنت النور
وارفع حجاباً قد سدلت ستوره / دوني وهل دون المحب ستور
فأجابني صه يا ضعيف فبعض ذا / قد رامه فوشى فدك الطور
حبيبي أنت من دون البرايا
حبيبي أنت من دون البرايا / وإن لم أحظ منك بما أريد
قنعت من الوصال بكشف حال / فقيل ارجع فمطلبها بعيد
ألم تسمع جواب سؤال موسى / وليس على مكانته مزيد
تعرض للذي حاولت يوماً / فدك الصخر واضطرم الصعيد
قد حار في النفس جميع الورى
قد حار في النفس جميع الورى / والفكر فيها قد غدا ضائعا
وبرهن الكل على ما ادعوا / وليس برهانهم قاطعا
من جهل الصنعة عجزاً فما / أجدره أن يجهل الصانعا
تحير أرباب النهى وتعجبوا
تحير أرباب النهى وتعجبوا / من الفلك الأقصى لماذا تحركا
فقيل بطبع كالثقيل إذا هوى / وقيل اختياراً والمحقق شككا
فرد حديث الطبع إذ كان دائراً / وليس على سمت قويم فيسلكا
وقيل لمن قال اختياراً فما الذي / دعاه إلى أن دار ركضاً فأوشكا
فقالوا لوضع حادث يستجده / يعاقب منه مطلباً ثم متركا
فقيل لهم هذا الجنون بعينه / ولو رامه منا امرؤ كان أعفكا
ولو أن إنساناً غدا ليس قصده / سوى الوضع واستخراجه عد مضحكا
عجبت لقوم يزعمون نبي
عجبت لقوم يزعمون نبي / هم رأى ربه بالعين تباً لهم تبا
وهل تدرك الأبصار غير مكيف / وكيف تبيح العين ما يمنع القلبا
إذا كان طرف القلب عن كنهه نبا / حسيراً فطرف العين عن كنهه أنبى
وحقك لو أدخلتني النار قلت لل
وحقك لو أدخلتني النار قلت لل / ذين بها قد كنت ممن يحبه
وأفنيت عمري في دقيقق علومه / وما بغيتي إلا رضاه وقربه
هبوني مسيئاً أوتغ الحلم جهله / وأوبقه دون البرية ذنبه
أما يقتضي شرع التكرم عفوه / أيحسن أن ينسى هواه وحبه
أما رد زيغ ابن الخطيب وشكه / وتمويهه في الدين إذ عز خطبه
أما كان ينوي الحق فيما يقوله / ألم تنصر التوحيد والعدل كتبه
وغاية صدق الصب أن يعذب الأسى / إذا كان من يهوى عليه يصبه
لو لا ثلاث لم أخف صرعتي
لو لا ثلاث لم أخف صرعتي / ليست كما قال فتى العبد
أن أنصر التوحيد والعدل في / كل مكان باذلاً جهدي
وأن أناجي الله مستمتعاً / بخلوةٍ أحلى من الشهد
وأن أتيه الدهر كبراً على / كل لئيم أصعر الخد
لذاك لا أهوى فتاةً ولا / خمراً ولا ذا ميعة نهد
تاه الأنام بسكرهم
تاه الأنام بسكرهم / فلذاك صاحي القوم عربد
ونجا من الشرك الكثي / ف مجرد العزمات مفرد
يأوي إلى العقل البسيط / وكل معنى عنه يسند
تالله لا موسى الكليم / ولا المسيح ولا محمد
كلا ولا جبريل وهو / إلى محل القدس يصعد
علموا ولا النفس البسيطة / لا ولا العقل المجرد
من كنه ذاتك غير أن / ك واحدي الذات سرمد
فليخسأ الحكماء عن / حرم به الأمك سجد
من أنت يا رسطو / ومن أفلاط بعدك يا مبلد
ومن ابن سينا حين هذ / ب ما أتيت به وشيد
نظروا إضافات وسلباً / والحقيقة ليس توجد
ورأوا وجوداً دائماً / يفنى الزمان وليس ينفد
ما أنتم إلا الفرا / ش رأى السراج وقد توقد
فدنى فأحرق نفسه / ولو اهتدى رشداً لأبعد
بدوام سعدك يحكم الدهر
بدوام سعدك يحكم الدهر / وبيمن جدك ينزل النصر
وبحسن نيتك الشريفة لا / بؤس يلم بنا ولا ذعر
آراؤك الزغف المضاعف وال / بيض الطريرة والقنا السمر
واذا طغى يا جوج مارقة / فالسد اتت ومالك القطر
من يظهروه ولا يطاق له / نقب ولا يرجى له كسر
ولطيف فكرك جحفل لجب / وشريف عزمك عسكر مجر
واذا عصر فرعون في طرف / كنت الكليم وجيشك البحر
وعصاك عضب من مضاربه / يخبو الضلال ويبطل السحر
مهج العدى من سنخ جوهره / فكأنها في مثنه اثر
يهتز في بغداد قائمه / فتسهيل عنه ودونها النهر
واذا ذكت نيران ملحمة / حمر كأن شرارها قصر
كنت الخليل بعيد جاحمها / بردا فلا لهب ولا حر
آباؤك البيض العطارفة ال / شم الكرام السادة الزهر
وبجدك العباس مبتهلا / دعى الغمام فاسبل القطر
ساق الحجيج ومن محلته / ام القرى ومعانه الحجر
في يوم اوطاس لصيحته / هزم العدى وتدكدك الصخر
في سبعة من اهله نكحوا / ام اللهيم فطلق الغر
غضوا الجفون عن الحتوف وقد / كسروا الجفون وكسرها جبر
وهو الشفيع لاهل مكة يو / م الفتح وهو عصبصب نكر
بسل الحمى لولا اجارته / صخر ابن حرب لم يئل صخر
إن كان حر النفس من كرم / فبمثلها يستعبد الحر
فبنوه بعد لبيتكم خول / والكفر للنعى هو الكفر
بالقائم المنصور مالكنا / تحمى البلاد يحرس الثغر
بالجوهر المحض الذي مضر / اصدافه ووجوده الدر
عود نظار ما تفرع من / بعد النبي بمثله النضر
سادت معد حين شرفها / فهر وساد بمجده فهر
زيد وعمرو انجباه فلا / زيد يكاثره ولا عمرو
وكفاه فخرا حيث ينتسب الم / نصور والسجاد والحبر
مستنصر باللّه يدخر ال / تقوى وليس كمثلها ذخر
والوفر ينهبه ومجتمع ال / علياء حيث يفرق الوفر
لما اناخ الكفر كلكله / بالدين حق امره امر
باع اللها وشرى الثواب فف / ض المال لما اجرز الاجر
ولرب صفر وهو ممتلىء / ولرب ممتلىء هو الصفر
انسى ابن اروي جيش عسرته / والعسر يحدث بعده اليسر
لو كانت الايام ناطقة / واميط عن اسماعنا الوقر
ملأت مسامعنا بدعوتها / هذا النبي وهذه بدر
فاسلم امير المؤمنين ودم / ابدا فعمرك للعلى عمر
قد شرف الصوم الجليل بما / اوليته وتجمل الفطر
والعيد عصر انت سائسه / لا زال عنا ذلك العصر
اسنى من الاعياد منزلة / ومكانة ايامك الغر
لا زلت تفتتح الثغور وثغ / ر الدهر عما شئت يفتر
وتعيد دار الشرك دائرة / والحق ابلج والهدى دثر
وتدوخ الاقطار رايتك ال / وداء بل اسيافك الحمر
وتجير املاك الورى يدك ال / بيضاء بل اكنافك الخضر
وتملك المستنصرية اقطارا / يقهقر دونها الخضر
فلبعضهم طمغاج يشملها / منشورها ولبعضهم مصر
دعوات عبد قد تماثل في / اخلاصه الاسرار والجهر
أما السلو ففوق لمس الكوكب
أما السلو ففوق لمس الكوكب / فاعذر على صبواته أو فاعتب
عجبا لقولك دع هواك فانه / سقم واعجب منه لو لم اعجب
ما حيلة الوصب السقيم وهل له / ذنب فتوسعه ملامة مذنب
واما ومقلة شادن جعلت له / ليث العرينة في ثياب الثعلب
لو عاينت عين الوصي فسالها / في القلب لم يفخر بضربة مرحب
لا خالفن علي هواه معنفي / ولا رغمن عليه انف مؤنبي
بصبابة لم تنتقض ونواظر / لم تغتمض ومدامع لم تنضب
يا ناظرا اذكاء في غسق الدجى / ذا البرق ام نار تشب بمرقب
تهفو كقادمة الجناح وتعتلى / صعدا كحاشية الرداء المذهب
أمطاره مأخوذة من ادمعي / ووميضه من قلبي المتلهب
والليل كالدن الجريح عقاره / في قاره كشواظه في الغيهب
فكأن رايات الامام بجنحه / حمر الذوائب بالدم المتصبب
سد المذاهب بالجيوش على العدى / فكبعد نيل علاه بعد المهرب
بعرمرم بالخافقين مخيم / وعلى دراري النجوم مطنب
تتقاعس الافلاك ان لم تنفطر / عنه وتردى الشمس ان لم تهرب
يغشى النواظر ضؤه فكانه / شم شوامخ من حديد اشهب
وكأنما اسيافه في عارض / وكأنما راياته في كبكب
من كل غر في الوغا فاذا انجلت / عنه غيابتها فاي مجرب
ركاب اخطار وما بلغ المنى / من لم يخض غمارثهن ويركب
ترنو البسالة بالتقى فالردع ري / ح الذرع والمحراب بيت المحرب
ركبوا على امثالهم فالشطبة ال / جرداء منهم تحت اجرد اشطب
الصقر فوق الظبي والضرغام يق / تعد المها والصل فوق العقرب
واستشعروا بشعار اشرف قائم / بالقسط من حيي نزار ويعرب
مستنصر باللّه لو شاء اكتفى / بالعزم عن جيش يجر ومقتنب
نصر الهدى واحق من نصر الهدى / من كان وارث شرعه والمنصب
وحمى حريم محمد من يلتقى / بمحمد خير البرية بالاب
ملك الظاهر والبواطن بأسه / ونواله فاعجب لمعط معطب
وتالفت فيه القلوب ولم تزل / اهواؤها في فرقة وتشعب
فهو المعشق للنفوس لانه / اوفى وارفع من مقام محبب
يا ابن الائمة طاهر عن طاهر / ورث العلاء وطيب عن طيب
الصافحون عن الجرائم بعدما / كشرت بناب للعقاب ومخلب
والواهبون من الرغائب واللهى / ما لم يذل كرما وما لم يوهب
قوم ولاؤهم النجاة وحبهم / في الحشر اوفى طاعة وتقرب
أرباب مكة والحطيم ووارثوا ال / بيت العتيق وذي طوى والاخشب
فاذا انتسبت الى قديم علاهم / ودت ذكاء دخولها في المنسب
لولاك لاغتدت البلاد مباحة / ولصال فيها الدهر صولة مغضب
ولشد جيش العسكر الشرقي أع / راف الجياد بنخل اهل المغرب
غضبت لدين اللّه بيضك فاجتوت / اغمادها لاعز من لم يغضب
وابى الاباء المحض صبرك مغضبا / والصبر احيانا كريه الشرب
فنهضت نهضة احوذي حول / وعزمت عزمة شمري قلب
فليشكرن الدين ما اوليته / واللّه والقبر الشريف بيثرب
قد جاءك الشهر الشريف مبشرا / لك بالسعادة والمراد المخصب
ومحدثا بالنصر قبل وقوعه / والبرق يؤذن بالغمام الصيب
والنصر مضمون الحصول بقوله / ان تنصروا والوعد غير مكذب
فاسعد بأيام الصيام مهنئا / باعز مملكة وانجح مطلب
في نعمة فوضى وحكم نافذ / ومآرب عجلى ونجح مكثب
أسعد امير المؤمني
أسعد امير المؤمني / ن بغرة الشهر الشريف
شهر عظيم في الشهو / ر كمجدك السامي المنيف
يا مالك الدنيا وبا / ذلها ووهاب الالوف
ومصرف الايام بال / نعم الجسام وبالصروف
ومعبد افنان الفضا / ئل غضة بعد الجفوف
فكواكب الآداب تش / رق بعد اظلام الخسوف
لك سطوة الليث الغضو / ب ورحمة البر الرؤوف
خلقان ذا سبب الحشو / ف وذاك دفاع الحنوف
لا يعدم الاسلام ما / توليه من من وريف
وبقيت للمجد الاثي / ل ودمت للدين الحنيف
حتى يعد الكامل ال / مجزوء من بحر الخفيف
يا وارث الأرض وسلطانها
يا وارث الأرض وسلطانها / ويا أمين الله في الخلق
لا زالت الايام طوعاً لما / تحكم فيها طاعة الرق
والحق في نصرك سبحانه / لانك العالم بالحق
يا من وردنا البارد العذب من / جدواه بعد المنهل الطرق
وطبق العالم عدلا فبا / ت الذئب والنعجة في ربق
أعلامك السود قلوب العدى / خافقة في الغرب والشرق
تحفها حمحمة الخيل كال / رعد ولمع البيض كالبرق
دامت لك الاعياد في غبطة / وفي سعود نير الافق
ممكنا من كل ما تبتغي / تحكم في العمر وفي الرزق
تنال بالبيض وبالسمر ما / تشاء من اعدائك الزرق
تبقى بقاء النجم مستعليا / يا من على الاموال لا تبقي
في نعمة طامحة المرتقي / ومدة فائتة السبق
قالت جياد الصافا
قالت جياد الصافا / ت لنا المسرة والتهاني
بركوب مولي العالمي / ن من الاقاصي والاداتي
باعز نصر لا يزال / ل مقلدا واجل شان
حسد السرير السرج واض / طغن اليراع على العنان
وبحق للافلاك تح / ده على تلك البنان
كف يعيش بجودها / جان ويغفر جرم جان
لا زال في كنف الال / ه تحوطه السبع المثاني
يفنى الزمان وطوله / ويعيش من بعد الزمان
متمكناً مما يري / د مبلغاً اقصى الاماني
كلما زادك الاله جلالا
كلما زادك الاله جلالا / ردت جودا على الورى ونوالا
يا ابن عم النبي لا زالت الاق / دار طوعا لما تشاء عجالا
تلتقي عندك الاماني ويغشي ال / نصر في ظل قصرك الامالا
أي يوميك تجتلى يوم تذكي ال / حرب ام يوم تتهب الاموالا
ما رأى الناس قبل جيشك جيشا / سال فرسانه فخيل رمالا
فرعت خيله الجبال الى ان / كاد من بأسه يهد الجبالا
غص منه الوهاد بالجحفل المج / ر فعادت به الوهاد قلالا
شرق الافق بالقساطل منه / واشتكت السن الجبال الكلالا
دوخ الارض بالسنابك حتى / زلزلت من لطامه زلزالا
واتاك الرسول من ملك التر / ك يؤدي ضراعة وسؤالا
مستظلا بظل عفوك بيدي / منطقا خاشعا وخدا مذالا
اعشت البيض عينه فهو لا ين / ظر الا اسنة ونصالا
كاثرته الرجال حتى رأى الآ / فاق خيلا مجنوبة ورجالا
فهو في حضرة الخلافة يرجو ال / عفو من جودها ويخشي النكالا
كلما عاين المخاوف نادا / ه نداها فامل الآمالا
فاذا ما رددته عاد ذا ضد / ين يحكى الافراح والاوجالا
يحسب الآل في الصحاصح بيضا / مثل ما كان يحسب البيض آلا
منذراً قومه بما لقشعر ال / عين منه قولا فكيف فعالا
يا امام الهدى ويا اشرف العا / لم نفسا واظهر الخلق آلا
ثبت اللّه دولة بك تزدا / ن وملكا منك استفاد الجمالا
دمت حتى تنال خيلك من جي / حون والنيل مورداً ومنالا
جامعا بين ملك طمغاج في الشر / ق ومراكس الطويل مطالا
ومضيفا الى ضغار وصنعا / ه عمانا وفارسا واوالا
باعثاً نحوها جياداً خفافاً / ورجالا لدى الحروب ثقالا