المجموع : 224
إِن مَدحي للسيد ابن حسين
إِن مَدحي للسيد ابن حسين / حَسنات تَمحي بِها السَيئات
حسن أَهديت لَهُ بنت خدر / قارنتها السعود وَالبرَكات
فاقره يا نسيم عني التَهاني / فَرَسول المتيم النَسمات
فَرح اليَوم سَيد الرُسل طَه / بِزَفاف سُرَّت بِهِ السادات
شرفاء أَعزَّة كرماء / سادةٌ قادة هُداة وُلاة
بَيتُهُم في الكَمال بَيت قَديم / عَرف المَجد مِنهُ وَالمكرمات
لَيسَ تَلجا العفاة إِلّا إليهم / أَن تَوالت سنينها الممحلات
فَلَهم تخدم المَلائك قدما / وَعليهم تَنزل الآيات
عرف الجُود مِنهُم وإليهم / خَبر البَذل أسندته الرواة
كَفلت رزقهم حُدود المَواضي / وَالأذلاء رزقها الصدقات
نار أسيافهم هِيَ المحرقات / وَأَياديهم هِيَ المورِقات
هِيَ فرع الزيتونة المتجلي / بِسناها المصباح وَالمَشكاة
كَم يَحلون مشكلا لِلبَرايا / وَأبوهم حُلّت بِهِ المُشكِلات
وَإِذا جمَّع القَبائل يَوماً / وَتصدت لرهنها الحلبات
فَهم آخر المغيرين لَكن / أَولا ما تَراهم القَصَبات
أَريحيون خفة الطَبع مِنهُم / بِقُلوب حلومها مثقلات
بذلهم يَسبق السؤال سماحاً / وَالجراحات عندَهُم نَغمات
أَيُّها السادة أَقبَلوا بِنت فكر / بِهَواكُم خَفت بِها النَشوات
مِن بِلاد الغريّ شَوقاً أَتَتكُم / تَعجل الخَطوَ وَهِيَ بكر فَتاة
طابَ النَسيم فقم إليَّ وَهاتها
طابَ النَسيم فقم إليَّ وَهاتها / وَأَخذ نَصيبك مِن جَميل صفاتها
بكر وَلكن في أواسط عمرها / نَظرت إِلى حوّاء في فلواتها
قم يا نَديم إِلى المدامة وَانتهز / فُرَصَ الشَبيبة قَبل حين فَواتها
لَيسَ العَروس تُزفُّ في أَترابها / مثل المدام تُزفُّ في جاماتها
فاز الذين قَضوا بِها أَو ما تَرى / رَوض الجِنان يَحف في أَمواتها
ضَعها عَلى جهة الشمال وَعاطني / لِأَشمّ ريح الخُلد مِن نَفحاتها
هبني المدامةَ في يَديك وَإِنَّما / إِربي بحسن يَديك لا بهباتها
لَيسَ المَدام وَإِن حلت بِلَذيدة / إِن لم تناولها أَكفُّ سقاتها
فَكَأَنَّها في الكَأس نُور أقاحة / قذفت عَلَيها الشُهب مِن لَمعاتها
قَد أَغرَقَت كِسرى وَمِن في جَنبه / فَطفت قَلانسهم عَلى جَنباتها
أَنا مِمَن لَلوَلا قَد محضا
أَنا مِمَن لَلوَلا قَد محضا / وَعَلَيهِ سالف لي قَد مَضى
صاحَ بشر من على ديني قَضى / قُل لِمَن والى عليّ المُرتَضى
فزت في نيل المُنى بَعدَ المَمات /
حَسبك المَولى عليٌّ وَكَفى / يَوم تَأتي بِالخطا مُعترفا
فَلَكَ الأ من وَلو فَوقَ شَفا / أَنتَ في حصن ابن عم المُصطَفى
لاتَخافنَّ عَظيم السيآت /
حلّ مِنكَ الجيد في عقد الوَلا / فَهُوَ الحلية إِذ تنضى الحُلى
جَوهَر القُدس عليّ ذو العُلى / حبُّهُ الإكسير لَو ذرَّ عَلى
لَهب النار غَدا ماء الحَياة /
حَيدر صاحب يَوم المَوقف / إِن يَشأ تَورى لَظى أَو تنطفي
نقمة إِن قال يا نار القَفي / وَهوَ الرَحمة لَو يَشفَع في
سيآت الخَلق صارَت حَسَنات /
أَحبّ بِأَن أَصلي كُل يَوم
أَحبّ بِأَن أَصلي كُل يَوم / وَراءك في العشيّ وَفي الغداة
وَلَكن لَيسَ لي في البَيت ديك / يَنبَّهني لاوقات الصَلاة
تَحمل جِيرَتي وَاللَّيل داجي
تَحمل جِيرَتي وَاللَّيل داجي / وَخَفَت فيهُم الإبل النَواجي
وَاخفوا سَير هاتيك المَطايا / فَلَيسَ حداؤهم إِلّا تُناجي
وَهَل تَخفى شُموس مِن خدور / تَلوح لَنا وَجنح اللَيل ساجي
سَججن بِأُخريات الظَعن مِنّا / قُلوب لا تَملّ مِن السجاج
إِذا بكروا أجدّت في بُكور / أَو أَدلَجوا أجدَّت بِادّلاج
فَسُبحان الَّذي خَلقَ الغَواني / وَصَيَّرهن في أَحلى ابتِهاج
وَركَّب في الخدود فَتيت مسك / وَركب في الصُدور حقاق عاج
وأرماح المَعاطف باعتِدال / وَأَقواس الحَواجب بِاِعوجاج
فَيا نَفسي الفِداء لِذات خدر / بِها سَقمي وَفي يَدِها عِلاجي
تزجّ لَنا سِهاماً مِن لِحاظ / تَفوّقهن أَقواس الحجاج
وَمَن لي أَن تعاقرني رِضابا / بُرود الظُلم شهديّ المَزاج
إِذا سفرت وَأَرخت وَفرتيها / أَرتك البَدر في ظُلم الدَياجي
قُلوب العاشقين هَوَت عَلَيها / كَما يَهوى الفراش عَلى السِراج
بِعُنق مِن رِقاب العفر أَحلى / وَأَصفى مِن قَوارير الزُجاج
هَداكُم رَبُّكُم يا ركب نَجد / وَأَرشدكم إلى الطُرق النِهاج
خُذوا ذات اليَمين وَلا تَعوجوا / فَما في غَير حائل مِن معاج
وَما في غَير قَصر بَني رَشيد / نَجاح مَطالب وَقضاء حاج
كِرام إِن دَعَوتهم لِكرب / بِعَون اللَه أَسرَع بِانفِراج
إِذا لَجأ العفاة لَهُم فَهاهم / مَلاذ في الزَمان لِكُل لاج
طَريقهم الأَمان لِكُل سارٍ / بِلا خَوف يَحج وَلا انزِعاج
فَمَن يَسلُك سِواه فَهوَ هاوٍ / وَمن قَد سارَ فيهِ فهوَ ناجي
إِذا بَخل الحَيا فَأمير نَجد / خَصيب الربع مخضر الفجاج
هُوَ الماء القراح فَمن رآه / يَرى الأمراء كَالملح الأجاج
تَعلَّم مِن حَكيم الرَأي طبّاً / سَريعاً ما يُؤثرُ بِالمزاج
إِذا ما اِختلَّ لِلعاصين نَبض / فَما غَير الأَسنة مِن عِلاج
وَلَيسَ دَواء أَنف ذي عطاس / سِوى أَسعاطه بِدَم الشجاج
تَناذَرَت العداة وَلَيسَ تَدري / متى خَيل الأَمير لَهُم تفاجي
إِذا نَظَروا عجاج الريح ظَنوا / بِأَن خُيوله تَحتَ العَجاج
تَعوَّد غَزوة العاصين صُبحا / وَغَزو اللص في ظلم الدَياجي
وَيَنتهب الأَمير السرح جَهرا / كَما تَقع السِباع عَلى النِعاج
فَويح مَعاشر بَخلوا غرورا / بِتَأدية الزَكاة أَو الخراج
أَما عرفوا سُيوف بَني رَشيد / فَإنَّ بحدّها قطع اللجاج
إِذا حيُّ العِدى هَجموا عَلَيهِ / فَلا يَنجو مِن الأَعداء ناجي
وَلَولا حرمة الأعراض فازوا / مِن الابكار في فكّ الرتاج
فَقد قسم الآله لِكُل غاز / بِأَن يَطأ البَنات بلا زَواج
أَمير لا يَخاف وَلا يحابي / وَلا يرعى القَويَّ وَلا يُداجي
رَأى عَبد العَزيز طَويل باع / فَتوَّجه مِن العَليا بِتاج
وَأَدناه بَياض الوَجه مِنهُ / كَقرب العَين مِن قَوس الحجاج
يُشابه عَمَّه كَرَماً وَطَعنا / بِيَوم السلم أَويَوم الهياج
أَبوه متعب لمعانديه / وَهَذا الفحل مِن ذاكَ النِتاج
أَدام اللَه بَيت بَني رَشيد / بِأَفراح وَأُنس وَابتهاج
بسرّك وَهُوَ للصبّ اِفتِضاح
بسرّك وَهُوَ للصبّ اِفتِضاح / أَجدّ مِنكَ صَدّك أَم مِزاح
تَرى أن الوِصال لَنا حَرام / وَقتل العاشقين هُوَ المُباح
أَحنُّ إِلَيك إِن ناحَت حَمام / عَلى غُصن تَميل بِهِ الرِياح
تَهيج حشا كَجمرة مقلتيها / فَتخفق مِثلَما خَفق الجَناح
وَما وَجد الحَمامة مثل وَجدي / فَنغمتها غناء لا نواح
وَأَينَ مِن المسهد عَين ورق / غَفت لَيلاً وَنبَّهها الصَباح
تَبيت وإلفها مِنها قَريب / وَإلفي فيهِ قد شطَّ اِنتِزاح
أَيا قَلق الوِشاح ولي وَساد / لبعدك مِثلَما قَلق الوِشاح
وَيا حَرج الخلاخل ضاقَ صَدري / وَفي لُقياك لِلصَدر اِنشِراح
بِرَأيي أنَّ ثَغرك جَوهريّ / وَتشهد لي لآلئه الصحاح
وَخطّ الحسن في خدَّيك آسٌ / تَحفُّ بِهِ الشَقائق وَالأَقاح
وَلا يَجديك مني أَلف آس / فَفي خَدَّيك مِن نَظري جِراح
أهل لي أَن أبلّ غَليل صَدري / فَفي شَفتيك لي رَوح وَراح
تَواعدني بِلقياك الأَماني / فَتكذبني كما كذبت سجاح
بِدون لقاك لَيسَ لَنا التذاذ / وَلا تَحلو المدامة وَالقداح
تَركت العاشقين وَهُم أَسارى / وَما لِأَسير ذي غنج سراح
إِذا ذكروك في النادي استفَّزَت / جَوانحنا وَطارَ بِها اِرتِياح
فَلا وَاللَه لا أَسلوك حَتّى / تَشين بِمُقلة الحربا براح
وَلا أدع التَشبب فيكَ لَكن / مَعانيه لِأَحمَد إِمتِداح
بِمَدح أَبي الهُدى حسَّنت شعري / كَما حسنت بِزينتها الملاح
أَيا اِبن الماجدين وَيا اِبن قَوم / هبات المزن مِنهُم تستماح
لَكَ العَلياء وَالشَرف الصراح / وَدُون محل رتبتك الضراح
وَوَجهك في الرِياسة لَيسَ يَخفى / وَهَل يَخفى عَلى الناس الصباح
فَعين الملك مِنكَ بِها اِنجِلاء / وَصَدر الدست فيكَ لَهُ اِنشِراح
وَقَسطنطين زادَت فيكَ فَخراً / كَما فَخرت بِوالدك البِطاح
لَكُم يا آل فاطمة المَعالي / قَديماً وَالشَجاعة وَالسَماح
صَوارمكم إِذا اِنتَضيت حداد / عَلى شفراتها الأَجل المتاح
وسمركم إِذا شرعت صعاد / يَطول بِها عَلى القَتلى النواح
وَأيديكم إِذا مدّت طوال / وَألسنكم إِذا نطقت فصاح
وَواديكُم حمى لَم تَرع فيه / سِوام عدىً وَحيُّكم لقاح
وَأَنتَ اليَوم كَهف بَني عليّ / فَلا يُغدى لِغَيرك أَو يراح
لَقد أَدناك والي الأَمر مِنهُ / كَما يُدنى إِلى البطل السِلاح
إمام عادل قَد صارَ فيهِ / لذئب الوَحش وَالشاة اصطِلاح
رَعى ذمم النبي فَكُنت مِنهُ / قَريباً لَيسَ بَينَكُما براح
وَبَينَكما كُؤوس الحُب تَجلى / وَكَم لَكما اغتِباق وَاصطباح
يسرك إِذ يسرّ إِلَيك قَولا / وَعِندَك سرّه لا يُستَباح
وَرَأيك في الحَوادث لَيسَ يَنبو / إِذا نَبت الصَوارم وَالرِماح
مَزايا لَيسَ تبلغها الدراري / وَعَزم لَيسَ تشبهه الصفاح
بحيَّ عَلى الفَلاح نَصيح جَهرا / وَلَيسَ بِغَير حبكم الفَلاح
وَلم يبغضكم إِلّا ذَميم ال / عَواقب أَو أَوائله سفاح
لَقد حسد السحاب بذاكَ حَتّى / تَمنىّ أَنهُ ليديك راح
وَدُكرك في فَم الإِشراف يَحلو / كَما يَحلو لِشاربه القراح
هزّوا مَعاطفهم وَهُن رِماح
هزّوا مَعاطفهم وَهُن رِماح / وَنضوا لَواحظهم وَهُنَ صِفاح
شاكين ما حملوا السِلاح وَإِنَّما / مِنهُم عَلَيهُم أَهبة وَسِلاح
وَنُشرنَ أَلوية الشُعور عَلَيهُم / سوداً وَكُلٌّ طَرفه السفاح
وَتَعمَّدونا بِاللحاظ فَلا تَرى / مِن عاشق ما اتخنته جِراح
آرام وَجرة لا يدون قَتيلهم / وَأَسيرهم لَم يَرجُ فيهِ سراح
فَتح الجَمال لَهُم وَفي وَجناتهم / كتب ابن مقلتها هُوَ الفتاح
فَعلى الخُدود حُروبنا بَدرية / وَلنا بذي قار الجعود كِفاح
وَجبت قُلوب العاشقين لَديهم / وَبشرعهم دُمنا الحَرام مُباح
لَمّا رَأَيت أَكفهم محمرَّة / أَيقنت أَن دَمي بِهنَّ مطاح
بُشراك يا مَن ذاقَ بَرد ثغورهم / أَعرفت ما رُوح الهَوى وَالراح
ونعمت يا مَن شمَّ طيب خدودهم / أَرأَيت كَيفَ الوَرد وَالتُفاح
لي فيهم الرشأ المخادع في الهَوى / ضدّان فيهِ سلاسة وَجماح
يَرنو فيكسر ناظريه مِن الحَيا / وَبحالتيه تُعذب الأَرواح
لا تحسبن لئالئاً في خدّه / لَكنه عرق الحَيا الرشّاح
حسن الدَلال ممنع إحسانه / سمح الخدود وَما لَديهِ سَماح
وَوراء مبسمه لقلبي راحة / أَشفى بِها وَلثاته الأَقداح
يا أَيُّها الرَشأ الأ تيلع جيده / لَكَ في الحَشاشة مَرتَع وَمَراح
قَدحت خدودك في فُؤادي جذوة / وَالوَرد خَير صُنوفه القدّاح
وَاضيق ذرعاً مِن خلا خلك الَّتي / ضاقَت عَلى ساقيك وَهِيَ فساح
وَحشاي أخفق مِن جَناحي طائر / إن يخفقا لَكَ قرطق ووشاح
أَبكي وَتبسم ضاحِكاً فَيلحن مِن / عَيني وَفيك شَقائق وأقاح
ماذا يَعيب بِكَ النصوح ثكلته / حاشاك بل غشَّتني النصاح
الطرف ساج وَالسَوالف صلتة / وَالجيد أتلع وَالجُفون سِلاح
يا يُوسف الحسن البَديع جَماله / لي مثل يَعقوب عَليك نِياح
لا يُنكر الخالون فيك فضيحتي / إِن الغَرام لِأَهله فضّاح
أَفدي الَّذين غَدوا ولي بظعونهم / مَهضومة الكشحين وَهيَ رداح
أَعطافها كَسلى وَهنَّ نَواعم / وَعُيونَها مَرضى وَهُنَ صحاح
خرس خَلا خلها إِذا خطرت بِها / لَكن ألسنة الوِشاح فصاح
إن أخبرت بِالصد فهيَ جهينة / أَو واعدت بِالوَصل فَهِيَ سجاح
ظعنوا وَكَم غَمزت إِليَّ حَواجب / يَوم الوَداع وَكَم أَشارَت راح
وَعَرفت نيتهم بِقول حداتهم / هِيَ رامة وَنسيمها الفَيّاح
عرب دَنَوت إليهم فَتباعدوا / وَكَتمت سرَّهم المَصون فَباحوا
نَزَلوا بِحَيث السحب تَنثر درّها / وَالشيح يَأرج وَالكبا نفّاح
وَادٍ بِهِ مَرعى السَوائم مَندل / وَحَصاه درّ وَالمياه قراح
فَلأركبن لَهُ الفَلا بِسَفائن / ما مسَّ مِن أَمراسها الملاح
تُروى بِجدو الرَكب وَهِيَ عَواطش / وَتراح بِالأدلاج وَهِيَ طلاح
مثل القُصور وَمالهن صفايح / أَو كَالصُقور وَما لَهُن جَناح
لَم يعلم الوادي أَسرب نَعائم / عبرته أم هبَّت عَلَيهِ رِياح
أَنا لَم أَزل أَرمي بِهنَّ كَأَنَّما / لي ميسر بالبيد وَهِي قداح
إِن نابت انكرب الثقال هتفت بالن / نجب الخفاف فَتَنجلي وَتزاح
وَإِذا فَقَدت العزّ بَين مَعاشر / طلبته غارة سيري الملحاح
لابيضَّ وَجه أَخي العلا إِن لَم تَكُن / وَجناته بلظى السُمةم تلاح
كَم أتلعت فيَّ الجمال وَأَبطحت / فَحَلالي الأَتلاع وَالابطاح
وَإِذا تعبن اليعملات مِن السرى / أَحدو بِمَدح محمد فتراح
طال النَسيب لحيرتي في مدحه / إِذ لَيسَ تبلغ كنهه المدّاح
أمحمد أَنتَ العَميد وَجدُّنا / إِن لَم يَكُن بِثناك فَهُوَ مزاح
بُشراك بِالحسن الزَكي فَقَد زَهى / فيهِ الغريّ وَعَمَّت الأَفراح
حسن إِذا أبصرت غرَّة وَجهه / فَبجنبه الصور الحِسان قباح
تَنهلّ إن بخل الغمام يَمينه / فَكَأَنَّما هِيَ عارض دلّاح
يَرتاح في بَذل العَطاء وَكُل ذي / عشق إِلى مَعشوقه يَرتاح
زُفَّت إِلَيهِ عَقيلة مِن أَهله / كَالبَدر إِن زُفت إِلَيهِ براح
مِن مَعشر أمّا كَريمتهم لَهُم / أَو مَوت عانسة لَها يَجتاح
يا اِبن النبيّ وَيا سميّ محمَّد / بِهداك يَفلق لِلوَرى الاصباح
إن يدج في الإِسلام لَيل ملمة / فَلَنا بغرّة وَجهك استصباح
وَإِذا مَغاليق المسائل ارتجت / فَحديد فكرك لِلوَرى مفتاح
وَتعيدها بَيضاء واضحة السنا / فكأنما هِيَ وَجهك الوضّاح
وَلَقَد طُبعت عَلى السَماح الغمر في / زَمَن بِهِ حَتّى السَحاب شحاح
يَرجى نَوالُك وَانتقامك يُتَّقى / كَالنجم بَعض سُعودهن ذبّاح
وَالسَيل فيهِ فَوائد وَشَدائد / وَالبَحر فيهِ الدُرّ وَالتمساح
غرَّت بَشاشَتك الغبيَّ وَما دَرى / شانيك إِنَّك قاتل مزاح
كَم خضت لَيل عجاجة وَمذ انجلت / فعَلى قريعك لا عَليك نِياح
فَإِذا سطَوت ظَفرت فيمَن رمته / وَإِذا ظفرت فَشأنك الاسجاح
أَن تَروي عَن أَهليك أَخبار العُلى / يا جَوهريّ اللَفظ فَهِيَ صحاح
يا آل بَيت محمد لَولاكُم / ما أَعقب اللَيل البَهيم صَباح
مَن قالَ حيَّ عَلى الفَلاح فَما لَهُ / بِسوى وَلائكم القَديم فَلاح
لَكُم البطاح وَجدُّكُم هوَ شَيخها / وَلَكم جبال البَيت وَالصحصاح
وَإِذا اِستَقى الحجّاج بَركة زمزم / فَالناس مِن بَركاتكم تَمتاح
جَرّبت أَبناء الوَرى وَعرفتهم / فَكَأنَّهُم صُور لَها أَشباح
لا يصلحون بدونكم فَكأنَّما ال / بَشر الجسوم وَأَنتُم الأَرواح
علم المَشارق وَالمَغارب عِندَكُم / إنّ المُقيم بِجنبكم سيّاح
وَلَقد سَبحتم في العُلوم جَميعكم / كَالنُون حَتّى فرخه سَبّاح
يا سائِقاً ابل الرَجاء مغذةً / بِزميل همّ لَيسَ مِنهُ بِراح
عج لِلحُسين فَإِن تجئه بحاجة / قبل السؤال أَتاكَ مِنهُ نَجاح
إِن أَعجبتك صَباحة في وَجهِهِ / فَوجوه أَبناء النَبي صَباح
وَإِذا شَمائله ازدهتك فَإِنَّما / ملؤ الشَمائل عفة وَصَلاح
حازَ الفَخار بِنَفسه لَم يَتَكل / فيهِ عَلى سلف لَه قَد راحوا
تخذ العُلوم بِضاعة لمعاده / وَالعلم فيهِ الغنم وَالأَرباح
لا تصغينَّ لِغَير صيحته إِذا / للعلم قامَت ضجة وَصياح
فَصياح مَن عرف الطَريق هداية / وَصِياح مِن جَهل الطَريق نباح
نُور الإمامة لائح بِجبينه / فَكَأن مَشكاة بِها مصباح
وَالسَيد الهادي الضُيوف بِناره / لَم يَخبُ قَطّ شعاعها اللمّاح
يَهدي لِمأدبة لَها سعة السَما / ركدت بِها عدد النُجوم قداح
صفَّت بِأَمثال الهضاب رَواسخ / بركت بِهن مطافل وَلقاح
أبني الجحا جحة الكِرام وَكلكم / بَين البَرية سَيد جَحجاح
مِن دَوحة الشَرف المقدسة الَّتي / يَعلو بِها حسب أغرُّ صراح
لِلّه داركم فَقَد بَزغَت بِها / مِنكُم شُموس القُدس وَهِيَ ضراح
إِن كانَ يبغضكم مِن الناس امرؤ / فبدوّ نطفته خناً وَسفاح
لَكُم مَناقب ما لَهُن معدَّد / وَمتون علم ما لَها شراح
مَن رامَ يحصي فَضلَكُم فَجَوابه / اللَه يَبعَث أَيُّها المداح
لازالت الأَفراح تَدخل بَيتَكُم / وَلَها إِلَيكُم غَدوة وَرَواح
جاءَتكَ باسمة تضاحك راحَها
جاءَتكَ باسمة تضاحك راحَها / فَاهنأ بِسَلمى وَاغتنم أَفراحها
بَيضاء برَّحها هَواك فاقبَلَت / علماً بِأَنك لا تُحب براحها
وَاستغفلت عَين الرَقيب بِلَيلة / طابَت لِساهرها فذمَّ صَباحها
نمَّت بِها وَجناتها لَو لَم يَكُن / حَوم الفِراش مستراً مصباحها
حَيتك باسمة فردَّ تَحية / مِن غادة بِكَ حارَبت نصاحها
وَجلت من الثَغر الشَهي سَلافة / بِهَواك سُلطان الغَرام أَباحَها
ما ذاقَها غَير السواك وَلَم يَكُن / يَستاف غَير لثاتها أَقداحها
وَحبتك مِن وَجناتها وَردية / تَركت وَكامن دائه ملتاحها
فارشف وشمَّ لَك الهَنا مِن ثَغرِها / كَأساً وَمِن وَجناتِها تفّاحَها
عرفتك تطرب للملاح فاسفرت / عَن رَوضة صقل الرَبيع أَقاحها
تَختال عن لدن يرنحه الصبا / إِن ماسَ حطمت الكماة رماحها
ما كانَ املا ردفها لَو لَم تَكُن / عَقدت عَلى صفر الوشاح وَشاحها
أَلديغ أفعى الحُب لَم يَرَ رقية / إِلّا مَريضات الجُفون صحاحها
دع ذكرك الدار الَّتي بكَ قَد نَبَت / فَذممت مربعها وعفت مَراحها
أتحن للفيحا كَأَنك لَم تَكُن / نادَمت في الزَمَن القَديم ملاحها
وَنَعير سمعك لِلحَمام أَلم تَكُن / بِغناك تَطرب خودَها وَرداحها
وَتَهب كَالمَلدوغ إِن هبت صبا / أَو ما اِنتَشَقَت عَلى المدام رِياحها
وَأَراك في ترح أليس محمد / فيهِ السِيادة أَدرَكت أَفراحَها
طارَت لَهُ شَرَفاً وَلَولا مَجده / تَرَكت وَقَد قَطع الزَمان جَناحَها
ملك يَزيد حمى الوَصيّ بِهِ عُلىً / وَعلاه زاحم قَبل ذاكَ ضراحها
بُشراك يا اِبن محمد قَد أَصبَحت / بِكَ هاشم طلقي الوجوه صَباحَها
وَتَرنحت أَعطاف وَلد محمد / مذ أَكثرت خَيلاءَها وَمَراحها
طُوبى لملك قَد أَنالك فَاِغتَدى / مستعبداً بِكَ لكنها وَفصاحها
أَهدى إِلى عَلياك خَير هَدية / جلبت تِجارة فَضلكم أَرباحها
هُوَ ناصر الدين الَّذي بِكَ كَفه / قَد أَشرَعت للقا العَدوّ سلاحها
قَد طالَ فيكَ عَلى المُلوك بِدَولة / شكر الإِله مساءَها وَصَباحها
فازَت بِمَجدك وَحدَها وَتشرفت / بِأَشم أَشرف مَن يَذوق قراحها
لَو تَعلم الدُول البعاد لآذنت / بِالحَرب أَو ضربت عَليك قداحها
أَنتَ الَّذي أَصبَحت أَكرم وارث / مِن آل حمد علمها وَصلاحَها
وَسخاءَها وَحَياءَها وَأباءها / وَذكاءها وقضاءَها وَسماحَها
كَم صاحَت العَلياء طالبة لَها / رَدأً فَلم تَرَ مِن يُجيب صياحها
قَعد الكِرام لعجزهم عَن عيشها / وَنَهضت أَبلج غرَّة وَصّاحَها
لَبَّيت دَعوتها وَقمت عن امرئ / جذلان أتعب نفسه وأراحها
وَرقيت غارب صعبة جفّالة / هابَ الكِرام مطالها وَجماحها
وَحلبت أشطرها وَفُزت بدرّها / وَملت بنائلك الكِرام ضياحها
وَنصبت للتعظيم تابع أسرة / خفضت لرفع المؤمنين جَناحها
فَلو أَنَّ منبرها رقتها أَرجل / لِسواك زعزع نفسه وأَطاحَها
وَطنته بِمتين رَأي حازم / وَمُتون فضل أَعجزت شرّاحها
فَلتأخذ العلماء عَنكَ علومَها / وَلتكثرنَّ بنورك استصباحها
ما أَنصفت مِن طاولتك سفاهة / إِذ وَازَنت بيلملم أَشباحَها
لَو يَجلسنَّ بقدره ابن جحاجح / لَو طأت مِن عليا السَماء ضراحها
من ذا يَغيضك في علاك وَكَفّك الط / طولى الَّتي أَمسى الحسين سلاحها
فَلتقعدن من العداة بِراحة / يَكفيك مؤتلق الجَبين كفاحها
فَكَأنّما فَمهُ حَوى نَضناضة / تلج العِدى مستلة أَرواحها
وَكَأن أخلاقه الزهر الَّتي / نَدّى الغمام بهارها وَأقاحها
مَولى تَأودّ مِن ثناي كَأَنَّما / نَغمات معبد صادفت مرتاحها
يا سَيداً ما ذات بَين أَفسَدت / إِلّا وَقَعت مبادراً إصلاحها
بَينَ ابن عمك والحَوادث معرك / فلتحجلزنَ زَمَناً عليَّ أَتاحها
جئناكَ وَالحاجات ناهِضَة بنا / ما كانَ ضرّك لَو رَأَيت نجاحها
خُذها كَما اقترح الوفاء لك الهَنا / بكرا تجيل عَلى علاك وشاحها
عذر المَدايح واضح إِن قصرت / فَصفاتكم قد أَفحمت مدّاحها
جَنحن لنا تلك الظِباء السَوانح
جَنحن لنا تلك الظِباء السَوانح / وَرُحنَ وَمرعاهن منّا الجَوانح
وَيَهززن بِالأَوساط وَهِيَ خَفيفة / وَيدبرن بالأكفال وَهِيَ رَواجح
ظبا الأُنس لَم تسرح بِواد وَإِنَّما / لَهُن قُلوب العاشِقين مَسارح
عَمدنا لِكي نَصطادهنَّ فَصدننا / وَقَيدنَ في أشراكهن الجَوارح
نَحيلات أَعطاف وَهنَّ موالى / مَريضات ألحاظ وَهُنَ صَحايح
كَتَبنَ سُطوراً وَالصُدور صَحائف / يُدافعن عَنها وَالعُيون الصَفايح
أجدّ بِأَن أَشكو الصَبابة عِندَها / فَتبسم هزوا بي كَأني مازح
وَما شرَع طرفٌ يَنعم بِالكَرى / وَطَرف كشوء بوب الغَمامة دالح
خَليلي ما أَحلى التهتك بِالهَوى / وَلا شَكّ أن الحُب لِلصَب فاضح
فَما أَنا بِالمُصغي لِزخرف لائِمي / وَلا عارف ماذا يَقول المناصح
يذكرني تِلكَ الثُغور إِذا بَدا / لِعَيني بَرق بِالأَبيرق لامح
يَلوح عَلى مَتن الغَمامة وَمضه / كَما أَوقدت في جنح لَيل مَصابح
إِذا شَبَّ شبت في الحَشا جَذوة الهَوى / وَفاقَت غَواديه الدُموع السَوافح
وَهَيجن أَحزاني وَهُنَ كَوامن / حَمائم في أَعلى الغُصون صَوادح
فَطارحتها بِالنوح ساعة غرّدت / وَما شرع مِنّا مغنّ وَنائح
ترنُّ وَألفاها بِحَيث تراهما / وَلَكن إِلفي شاحط الدار نازح
أَبيت لذكراه وَقَلبي عاطش / وَطَرفي في لج مِن الدَمع سابح
بلا عَوض ملكته القَلب واهبا / وَقلت أَلا خذه فَإِنك رابح
فَامسى فُؤادي في يديهِ معذّباً / يُماسيه في تَعذيبه وَيصابح
أَلا ناشد قَلبي الَّذي قَد أَضاعه / فَها هُوَ في مَغناه واهٍ وَطايح
بَخيل بِأَهداء السَلام لِعاشق / لَو اِستام مِنهُ رُوحه فَهُوَ سامح
فَلا مسمع إلا لذكراه منصت / وَلا ناظر إِلّا لرؤياه طامح
تَبين بِوَجهي فَرحة عِندَ ذكره / وَينعش قَلبي نَشره المتفايح
كَما يَستهل البَشر في وَجه خَزعل / إِذا تَليت مِني لَدَيهِ المَدايح
هَنيئاً لِعَينيك العلي يا اِبن جابر / وَلا زالَ طَير السَعد فَوقَك صادح
وَما جئتها عَفواً وَلَكن وراثة / بِها لك قَد أَوصى المُلوك الجَحاجح
مَقام رَفيع للآله بِهِ رَضا / وَفيهِ صَلاح لِلوَرى وَمصالح
رَضا اللَه وَالسُلطان وَالخَلق صَعبة / مراقيه لَكن أَنتَ لِلصَعب صالح
وَعَمتك أَنظار المظفر بَعدَما / دَرى اللَه وَالإِسلام إِنكَ ناصح
فَسلم أَمر الملك في يَد أَهله / كَما ليد الشَيبي تُعطى المَفاتح
بِيمناك تَلوي الصَعب وَاللَه مسعد / وَتَقرع باب الحَزم وَاللَه فاتح
وَلَولاك أَمسى ملك إِيران أَكلة / بِهِ يَنشب الإِظفار غادٍ وَرائح
لَقَد ظَنَّ فيكَ الخَير بِالأَمس جابر / وَأَدناك حُبّاً وَالنُفوس شَحائح
فَصدّقت هاتيك الظُنون وَرُبَما / تَقدّ مِن الوَحي الظُنون السَوانح
بِتدبيرك العشر العُقول تَحيرت / وَرأَيك لَم تبلغ مَداه القَرايح
تَنال بِحُسن الرَأي ما لا تَناله / طوال العَوالي وَالرقاق الصَفايح
أَلا فلتبايعك العِدى خَوف صارم / عَلى خَدّه ماء المَنية راشح
إِذا اِنتَجَعوا سَيبا فَنوؤك ماطر / وَإِن ألقحوا حَرباً فَسَعدك ذابح
أَبى اللَه إلا أَن تَكُون مُحبباً / وَما بِكَ حَتّى من أَعاديك قادح
وَلا ملك إِلّا وَفيهِ تخالف / فَذا قادح فيهِ وَذَلِكَ مادح
أَقول لِمَن يَبغي مَساعيك جاهِداً / أيا أَيُّها الإِنسان إِنكَ كادح
تَخافك حَتّى الأَرض إِن سرت فَوقَها / وَتَرجوك حَتّى المعصرات السَوافح
لَكَ الصَدر في دست الجَلال وَمَن يَرم / مَقام طارَت نَفسه وَالجَوارح
فَما كُل صَقر طار بالجَوّ صائِداً / وَلا كُل مَهر سار بِالدوّ سابح
فَكم رَد عَنكَ اللَه كيد حَواسد / وَما ضرت اللَيث الكِلاب النَوابح
كَأَنَّك في يُمنى المظفر صارم / يَفلل فيكَ الهام حينَ يكافح
سَمعنا بِأَخبار المُلوك الَّتي خَلَت / وَأَنتَ عَلَيهُم بِالمَكارم راجح
تَفردت في هذا الزَمان بِهمة / تَعيد جِبال الشَم وَهِيَ صَحاصح
وَجود يَعيد السحب وَهِيَ بَخيلة / وَيَخجل وَجه البَحر وَالبَحر طافح
لَنا في غَوادي راحَتيك مخيلة / يَصدّقها بَرق مِن البَشر لايح
فَرَّصفتها مثل السَبيكة مدحة / عَميق المَعاني لَفظَها وَهُوَ واضح
وَهَل كَيفَ لا تَحلو مَضامين مَدحة / بِها أَنتَ مَمدوح وَجَعفر مادح
عَلى جدنا هادي الأَنام وَآله / الكِرام صَلاة ما تَرنم صادح
أَجدّ إِذا عاتبته وَهُوَ يَمزح
أَجدّ إِذا عاتبته وَهُوَ يَمزح / وَأَحزن إِن وَدعته وَهُوَ يَفرَح
وَما تَستَوي العَينان عَين قَريرة / وَعَين كَشؤبوب السَحابة تَدلح
أُناجي الثُرَيا وَهُوَ فيها مقرط / وَأرعى الدراري وَهُوَ فيها موشح
مضرّج ما تَحت اللثام كَأَنَّما / عَلَيهِ دَم العاني يُراق وَيسفح
بخيل بِما دُون السَلام وَلَو أَرى / لَهُ فَوق رُوحي مَرضياً كُنتُ أَسمَح
أَلا في سَبيل الحُب قَتلي بِالَّذي / أَكني بِهِ طُوراً وَطُوراً أصرح
مَليك جَمال إِن مَشى أَحدقت بِهِ / جُنود بِها يَغزو القُلوب وَيَفتح
خُذوا حذركم مِن لَحظِهِ وَقَوامه / إِذا هُوَ يَرنو أَو غَدا يَترنح
فَما هُوَ إِن هَزّ الرديني يَرعوي / وَلا هُوَ إِن سلَّ الصَفيحة يَصفح
سَقى اللَه واديهِ وَإِن حكمت بِهِ / عَلى أَسد خفّان جآذرُ سُنَّح
ولوع بِتضييق اللثام كَأَنَّهُ / عَلى خَدّه يَخشى مِن اللَمح يَجرح
إِذا قَدّه المَمشوق أَم غُصن بانة / عَلَيها حَمام الحلي يَشدو وَيَصدح
وَذا خَدّه الوَردي أَم جلنارة / بِكف الصبا أَكمامها تَتَفَتح
سَأَلت عَن الخصر النِطاق فَقال لي / لَقَد أَثكلتنيه رَوادف رجح
رَأى الحجل صَوم الصَمت فَرضا فشنَّع ال / وشاح عَلَيهِ وَهوَ بِالشَتم يفصح
وَكَم عَثرات للحجول خَفية / ذَوائبه باتَت لَها تَتَصفح
إِذا ما شَكَوت الحُب أَبصَرت خَده / وَظل الحَيا مِن وَردِهِ يترشح
وَيَمسح في كَميه وَرداً وَلؤلؤاً / وَكمي لمرجان المَدامع يَمسح
تَعجب رائي شخصه وَهُوَ سابح / بِلجة دَمع مِن عُيوني تَطفح
يَقول عَهدنا البَدر يَسبح بِالسَما / فَما بالهُ قَد صارَ بِالأَرض يَسبَح
فَقُلت هَما بَدران في الأَرض وَالسَما / وَلَكنَّ بَدر الأَرض أَبهى وَأَصبح
يذكرنا صنع الآله فكلنا / نَهلل إِذ يَبدو لَنا وَنسبح
فَيا غُصن النادي مَتى ليَ تَنثني / وَيا جؤذر الوادي متى لي تسنح
أبالعدل أن تمسي وَقَلبك وادع / وَقَلبي يكدّ الفكر فيكَ وَيَكدح
فَلَيتك قاسيت الغَرام وَناره / لتعرف نيران الهَوى كَيفَ تلفح
بكل فؤاد مِن هَواك عَلاقة / فَلم يَبق مِن لاح بحبك ينصح
تمرُّ بواديك النَسائم غَضة / وَفي نَفحها أَرواحنا تتروَّح
بِأَنفاسِها يشفى السَليم كَأَنَّما / بِها نَفس من باقر العلم ينفح
فيا سَيد الدُنيا الَّذي بِفَنائه / أَريحت مَراسيل الرجا وَهِيَ طلَّح
ببرئك أَم عيد الإمامة نَفرح / نعم بكلا العيدين للأنس مَسرَح
وَماالعيد إِلاّ أَن نَراكَ بصحة / فَنمسي بِخَير مِن نَداك وَنُصبح
فَما بَرحت كَفّاك تَنضح بِالنَدى / وَكُل إِناء بالَّذي فيهِ يَنضح
إِذا ما شَكَوت اعتلّ كُل مكون / وَيصلح هذا الدَهر إِن أَنتَ تَصلح
لِأَنك غَيث وَالأَنام نَباته / وَإِن غَبَّ غَيث فَالنَبات يصوح
عَفى اللَه عَنّا إِذا شَفيت بِصفحه / وَلا زالَ رَب العَرش يَعفو وَيصفح
لِغَيرك ذاكَ الداء يا خيرة الوَرى / وَلِلنَذل ذياك السقام المبرح
ببرئك سَعد المَجد عاد لبرجه / وَقَد كادَ لَولا اللَه لِلغَرب يَجنح
فَما أَنتَ إِلا الشَمس بِالسحب حجبت / فَعادَت سَريعاً وَهِيَ أَجلى وأوضح
أَو السَيف ردّاه الكمي بِغمده / فَمذ سلَّه الفاه كَالبَرق يَلمَح
لَقَد كادَ ذاكَ الستر وَاللَه حافظ / يَهتك أَستار الكَمال وَيفضح
أَبى اللَه إِلا أن تسرَّ بِكَ العُلا / وَتَهنأ فيكَ المكرمات وَتفرح
فَيا باقر العلم الَّذي بِذَكائه / يَفك رتاج المشكلات وَيَفتح
لَأَنتَ بِهَذا العيد أَولى تصدّيا / وَلَفظ التَهاني في مَعاليك أَصرح
أَلَيسَ أَبوك اليَوم قام بِعبئها / خَلافة حَق عَنكُم لَيسَ تَبرح
مِن المُصطَفى الهادي إِلى المُرتضى إِلى / بنيه إِلى المَهديّ لا تَتزَحزح
كَأن الَّذي يطريك بِالمَدح وَالهَنا / يَهني أَمير المؤمنين وَيَمدح
لَكَ العلم مَوروث مِن الباقر الَّذي / لِعَليائه عَين الكَواكب تَطمَح
وَمِن أسد اللَه الَّذي هُوَ كاسمه / يَزمجر في غاب العُلوم وَيَضبح
غَطارف قَد وازنتهم بِفخارهم / نعم أَنتَ مِنهُم بِالأُبوَّة اَرجح
هم أَوقدوا في فارس شعلة الهُدى / وَلا زند إِلا المشرفية تَقدح
هُم غادروا نَهج الضَلالة طامِساً / وَأَبدوا لَنا نَهج الرَشاد وَأَوضَحوا
هم مِن هم لَو تعلم الناس مِن هم / هم مِن سَحاب الجو أَسخى وَأَسمَح
أَقاموا حُدود اللَه بِالأَعصر الَّتي / بِها يُقبل القانون وَالشَرع يطرح
إِذا الصُحف لَم تنجح فَبيض صفاحهم / لَها ألسن لدٌّ تَقول فَتفصح
وَلَم تَلحق المَحدود فيهن سبة / إِذا كانَ في سَيف الشَريعة يذبح
وَعِندَك هاتيك السُيوف وراثة / وَلَكن يريد اللَه ما هُوَ أَصلَح
سَتحمل ذاكَ العبء لا بل حملته / وَأَصبَحت تَهدي لِلتي هِيَ أَسجح
وَذَللت بِالبذل العلا وَهِيَ صَعبة / عَوائدها عَن ممسك الكف تجمح
إِذا احتشد الأَشراف في مجلس العُلى / فَهم لَك أَخلوا صَدره وَتَفسحوا
أَقَمت لَنا سُوق الَقريض وَلم نَخل / بِضاعته في غَير بَيتك تَربح
مَدايحكم يا آل بيت محمد / تَطيب لَها نَفسي وَصَدري يُشرَح
أَرى كُل مَدح في سِواكُم مَذمة / إِذا لَم يَكُن ذو الشعر فيكُم يلمّح
تَرَكتك بَينَ أَطباق الصَفيح
تَرَكتك بَينَ أَطباق الصَفيح / وَعفتك راجِعاً مِن غَير رُوح
وَهلت ثَرى الضَريح عَلَيكَ عَمداً / فَلَيتَ عَليَّ هلتُ ثَرى الضَريح
عليَّ يعز تَقبيل المُواسي / لِعَينك وَهِيَ دامية القُروح
مِن الطَرف السَقيم يَعدن حَمرا / فَترمقهن بِالطَرف الصَحيح
فَلَيتَ يَدي إِذا احتضنتك شلَّت / وَأَنتَ ترف كَالطير الذَبيح
بِكُل صَبيحة خَدّاك تَسقى / دِماء العَين لا كَأس الصُبوح
كَأَن دَم الشَقيق عَلى هلال / جَرى مِن مُقلة الرَشأ المَليح
فَبعدك لا يَزور النَوم عَيني / وَلا قَلبي يَعي قَول النَصوح
دَفَنتك وَالدِماء لَهُن سَفح ال / عَقيق عَلى مَحيّاك الصَبيح
كَما يَطوى الشَهيد بِبردتيه / لِيَلقى اللَه مَدمي الجُروح
بَكَيتك يا بنيَّ وَأَنتَ مني / كَما علم الأَنام مَكان رُوحي
إِذا زَفراتك اعتلجت بِصَدري / أَقول لَها خُذي رُوحي وَرُوحي
كَفاني أنَّني مُذ غِبت عَني / دَعَوت اللَه بِالمَوت المُريح
رَماك الحاسِدون فَملت تَهوي / هَويَّ الطَير مِن أَعلى السُطوح
لِعينك قَد أَتاحوا سَهم عَين / فَبؤساً لِلمتاح وَللمتيح
أَوَاحِديَ السَلام عَليك مِني / يَزورك ما تَنَسم نَفح ريح
أَهلاً بِهِ جاءَنا بِالرَاح مصطبحا
أَهلاً بِهِ جاءَنا بِالرَاح مصطبحا / يَد تَحييّ وَأُخرى تحمل القَدحا
وَما بَدا الصُبح لَكن مِن مَباسمه / وَراحه لاحَ وَجه الصُبح متضحا
فَطافَ فيها بِنادينا مُشعشعة / كَأَنَّما ماء خَديهِ بِها رَشحا
ساقٍ شَهدنَ عَلَيهِ حمر أَنمله / بِأَن فيها سبيَّ الرُوم قَد ذبحا
لَنا قُلوب عَلى الأسرار مقفلة / لَكن عَلَيها مَليك الحُسن قَد فَتَحا
إِذا شَكَونا الهَوى جداً يُمازحنا / وَالجد أَضيع شَيء عِندَ مَن مَزَحا
كَم زارَ في راحه صاحٍ فأسكره / وَمرَّ في راحهِ ذُو سَكرة فَصَحا
يا مَن رَأَيت رَشادي بِالضَلال بِهِ / وَإِنَّما غَشني فيكَ الَّذي نَصَحا
بِما بطرفك مِن سحر وَمِن غَنج / صَريع عَينيك لا تَتركه مطرحا
أَرى وِشاحك لَم يَبرح بِهِ قَلق / أَهل بَقَلب المَعنىّ جلتَ مُتشحا
تذكرني السَحاب إِذا استهلت
تذكرني السَحاب إِذا استهلت / يَميناً مِنهُ تخجلها سَماحا
وتذكرني البُروق سَنا جَبين / لَهُ أَجلى مِن البَرق اِتِضاحا
وَكَم قَد قابل المحراب لَيلاً / بِوَجه مِنهُ تحسبه صَباحا
يُحبّ الصالحين وَكانَ مِنهُم / وَخَير الناس مِن رزق الصلاحا
يَروح وَيَغتدي العافي إِلَيه / وَلَولا ذاكَ ما سمي مراحا
وَلَولا أَحمَد الخَلف المرجى / لَقضيت الزَمان لَهُ نِياحا
تَشكو عناها وَنوى المراح
تَشكو عناها وَنوى المراح / خدي فَما أَقَرب أَن تُراحي
لي بَين هاتيك الرباع حاجة / فَشمري لِلفَوز بالنجاح
أَرجو لَكَ الراحة في مَراتع / طَيبة الغَدوة وَالرواح
تَظما وَفي غاربها مهجر / يَعتاض بالملح عن القراح
وَتطلب الراحة من أَشيعث / يَأنس في مجهلة البطاح
أَخو سفار لَم يُفارق عنسه / مغلس في كورها وَضاحي
بيضٌ مساعيه وَلَكن وَجهه / قَد غيرته نَفحة الرِياح
يَنزو عن الذل إِلى عزّ السرى / فَيوصل العَتمة بِالصَباح
وَخَير ساعات لَهُ بِأَن يَرى / يَحدو امام الاينق الطلاح
لا تسَأمي يا ناق مِن طُول السُرى / وَلتبشري في سعة المَراح
فَالذلّ بَينَ معشر تركتهم / عَنهُم يزاح الكَرب بانتِزاح
مِن همُّهم كسب الغِنى وَهمتي / نيل العُلا وَالشَرَف الصراح
فَإِن أنل قَصدي فِتلك خُطوة / طاحَ بِها السبر عَلى الجِراح
وَإِن حماني عِنهُ عائق القَضا / فَرب صَقر هائض الجَناح
وَالانقياد لِلزَمان ذلة / أَهون مِنها تلف الأَرواح
وَماء وَجهي لَم أَرقه إنَّهُ / ماء حَياة كَالدم المطاح
أَطوي الفَلا يا ناق فيَّ وَانشري / خَوافي الظَليم في الادلاح
سَأَنتحي فيكَ لِأَبناء علاً / هم مَجني وَهُم سِلاحي
ففي الغريّ لي بَنو عُمومة / وجوههم ريحانتي وَراحي
لا أَجندي المزن إِذا ما سلمت / أَيديهم الوكَّفّ بِالسَماح
فَجمرة العَرب بُطون هاشم / وَهُم سراة حبّها اللقاح
وَالحسنيون أَجل همة / وَأَسمَح الناس بطون راح
قم بيَ يا سعد إلى حيث العلا / تَنفح في أَريحها الفيّاح
وَالهاشِميون لَدى عَميدهم / قَد عَقدوا أَندية الأَفراح
عاد إِلى قَبيله محمد / بَل عادت الرُوح إِلى الأَشباح
قُم هنّه وَقَد شَعرت أَنه / أَفضل مِن أَشعر بِالأَضاحي
حييت يا مَن كَفه عَن الحَيا / نائِبة في الأَعصر الشحاح
وَإِنَّما عَودك لي أَمنية / جاءَ بِها اللَه عَلى اِقتِراحي
باهَت بِكَ العِراق إِذ وَطأتها / حَيث أَبوك سَيد البِطاح
وَازهرت مَكة لَما زرتها / حَتّى غَدَت ضاحِكَة النَواحي
وَالربوات مِن منىً لَو نطقت / لرحبت في ألسن فصاح
مَنازل فارقتَها كَأَنَّها / مُبتلة في عارض دَلاح
يَنشدك الوادي إِذا بارحته / كَأَنَّما يُنشد عَن براح
بكر المَعالي بِكَ تاهَت وَاِنثَنَت / عَن ذات دلّ غَضة رداح
أَنتَ سوار المَجد بَل جَوهرة / في العقد بَل واسطة الوشاح
دارك دار نَدوة وَإِنَّها / أَربَت عَلى الأَثير وَالضراح
تَعشو لَك العُيون إِذ يَدجو لَها / خَطب كَما تَعشو إِلى مصباح
تَجدّ لِلخَطب بِوَجه ضاحك / ما أَحسَن الفَتّاك في مزاح
مِن كَفك اليُمنى الأَماني تَرتَجي / كَما بِها مَنية الأَرواح
فَهِيَ لتي تَدي الجِراح تارة / وَتارة تَأسو مِن الجِراح
يا اِبن الأَولى هم زاد كُل راكب / كلّ مِن الاتلاع وَالأَبطاح
نار قراهم في الدجى مَشبوبة / لَم تُحوج الضَيف إِلى استنباح
لِسانَها يَدعو المضلين وَقَد / مَلّوا السَرى حيَّ عَلى الفَلاح
لَيتَ الزَمان إِذ سَخى بِمثلكم / لَم يُخل ناديكم مِن الأَفراح
كانَ معيناً نحتسي بارده
كانَ معيناً نحتسي بارده / فَبعده لا تبرد الجَوانح
وَلتبكه أَرملة وَليبكه / معتبط طاحَت بِهِ الطَوايح
وَلتبكه الأَيتام إِذ لَيسَ لَها / مِن بَعده عَلى النَواصي ماسح
ما ضمت الغَبرا كَنوح عيلما / وَلم تَنح لِمثله النَوائح
أَرى الدِيار بِلقعا مِن بَعده / أَغربة البَين بِها صَوادح
لِلّه نَعش قَد حَوى نَفس العُلا / بَنات نَعش دُونه وَالذابح
ساروا بِهِ وَكُل قَلبٍ خافق / مِن خَلفه وَكُل طَرفٍ سافح
قَلباً لَهم كانَ فَكُلّ مِنهُم / يَرى تقلُّ قَلبهُ الجَوارح
هَل يَصلح الناس لعلياه بَلى / فَصالح للمكرمات صالح
كَأَنَّما أَنفاسُهُ نَجدية / هَبَت وَعطر الشِيح مِنها فائح
كَأَنَّما أَخلاقه الرَوض الَّذي / بلَّتهُ مِن وَكف الحَيا رَواشح
بِنوره أَرض الحِمى قَد أَشرَقَت / وَفي نَداه سالَت الأَباطح
إِن قُلت أَن كَفه كَديمة / كَذبت وَالفَرق جليّ واضح
إِذ كَفه طُول المَدى مُنعشة / وَالسُحب مِنها قَديري شَحايح
إِن قصرت ذات الحَيا عَنهُ مَدى / يا لَيتَ شعري ما يَقول المادح
فَكَم لَهُ عارفة وَكَم لَهُ / متون فَضل لَم يَصلها الشارح
لَستُ أُبالي إِذ أَبو الهادي لَنا / أَسانح مرّ بِنا أَم بارح
يا صاح لا تعجل فَإِني ناصح / رِد وَفره فكل حاج ناجح
يَزداد في جَدواه فَالغادي لَهُ / يَرى بِهِ ما لَم يَصفهُ الرائح
ما خانَني تَفرسي وَالوَسم مِن / رِياسة العلم عَلَيهِ لائح
نابَ عَن المَهدي مِنهُ سَيد / تَأوي إِلَيهِ السادة الجَحاجح
كَأَنَّما الدُنيا قَليب قَذر / وَهم عَلى تَطهيره تَراوحوا
ما كسدت تِجارة الشعر بِهم / وَإِنَّما الشاعر فيهم رابح
وَبَعضهم يَختال في أَبراده / كَأن بِهِ لَم تَضع المَدايح
أَينَ الظِباء مِن الحسان الغيد
أَينَ الظِباء مِن الحسان الغيد / إِن غازَلتك بِفاتِرات سُود
مِن كُل مائِسة المَعاطف إِن مَشَت / خَطرت بِقامة أَسمَر أملود
حَجبت براقعها الورود فرنقت / تِلكَ الوُرود مِن الهِيام وَرودي
يَمشين في نزه الرِياض ووردها / في الجَو مُنبسط كوشي بُرود
هَزأت عَلى الأَوراد في وَجناتها / وَعَلى الغُصون زَهَت بِميس قُدود
وَإِذا المُوشَح رنّ جَرس حليه / أَنسى المطوق نَغمة التَغريد
وَوَراء هاتيك الشِفاه سلافة / جاماتها مِن لؤلؤ مَنضود
حمنا لَها حَوم العِطاش فذدننا / ذود الغَرائب عَن حياض وُرود
كَم فيكَ يا أُخت الغَزال مفند / تَرك الهجوع وَلج في تفنيدي
يُحصي ذُنوبك وَالشؤون بِشأنها / وَيعدها وَأَنا عَلى تَعديدي
أذويت عودي يا أميمة بِالجَفا / عُودي بِوَصلك لي لِيُورق عُودي
نَجدية مَلكت حشاشة معرق / من لي وَدُون الوَصل قطع البيد
فَلأفرجن الهمَّ في عيدية / وَالهمُّ يَفرج في بَناتِ العيد
فَعلى مَ لم أَنهض بِطاعة همَتي / وَلِمَ القُعود في إزايَ قُعودي
كوماء إِن وَجهتها بِتنوفة / تَركت بَعيد الدار غير بَعيد
مالي وَللطيف الكَذوب إِذاغَفت / عَيني رشفت لمى الفَتاة الرُود
هَيهات لي مِنها اللقاء وَحيُّنَا / أَقصى العِراق وَأَهلَها بِزرود
وَادٍ بِهِ الآرام وَهِيَ غَوازل / مَلكت لَواحظها قُلوب أسود
لِلّه أَيامي بِأَيمن ربعها / إِذ لا أَراعَ بِجَفوة وَصُدود
أَحَسو المدام عَلى الرِياض وَخدها / فَأَتيه بَينَ الوَرد وَالتَوريد
وَاضمها شَغفاً فَاهصر قامة / كَالغُصن يهصر لاقتطاف وُرود
وَبِساعديَّ تَوشحت وَتطوقت / فَيداي حلية خصرها وَالجيد
وَأعلُّ مِن رَشف اللَمى إِن لَم يفد / نَهلي بِرَشف لابنة العنقود
خود وَثقت بَعهدها فَتمنعت / ما كانَ أَسرَع نَقض عَهد الخود
قَد أَسلفتَني وَعدها لا عَن وَفاً / فَجعلت حَبات الفُؤاد نُقودي
مَن لي بمذكرها العُهود كَأَنَّها / نَسيت فَلم تذكر قَديم عُهودي
عقدوا عَليها لِلحِجاب سَرادِقا / وَالحَتف دُونَ حجابها المَعقود
يا طُول لَيلي بِالغريّ كَأَنَّهُ / قَتل الصَباح فَلم يَقُم بِعَمود
وَقفت سَواري النجم فيهِ فخلتها / بُدنا هوين بِمنهج مَسدود
أَو حملت هَمي فَأثقل خَطوَها / فَكأَنَّها مَصفودة بِقُيود
يا قَلب هَل لَك أَن تَعود عَن الجَوى / إِذ لَست مَنحوتاً مِن الجَلمود
لا تحسبنَّ النجم غَيَّر عادة / لَكنَّما هِيَ لَيلة التَسهيد
وأجب لِداعية الهَنا فَلَقَد زَهَت / أَرض الغريّ بأنسها المَشهود
أَو ما تَرى الأَشراف عِندَ نَقيبهم / حَفوا بِه مِن سَيد وَمَسود
يَتهللون مِن السُرور وَأَصبَحوا / يَتصافحون كَأَنَّهم في عيد
يا ابني عميد الطالبيين الَّذي / لَولاه ما اِنقادوا لِأَمر عَميد
أَخويّ لِلجلي إِذا مدَّت يَدا / كانا عَلَيها عدتي وَعَديدي
لاحَت عَلى وَجهيهما سمة العُلا / بَيضاء تَنبي عَن أَتمّ سُعود
يأَوي المخوف إِليهما وَكَأنه / يَأوي لِرُكن في الزَمان شَديد
لَكُم الهَنا آل النبي بِفَرحة / هِيَ مَأتم في بَيت كُل حَسود
دَرت المُلوك بِأَنكُم ساداتها / وَلأجل ذا خَضعوا خُضوع عَبيد
كَم مِنهُم صلد الفُؤاد غَدا لَكُم / مثل الحَديد بِراحَتي داود
فَعَلى مَ أَركن للأَنام بِبَلدة / فيها الجَواد أَبو الكِرام الصيد
وَهوَ الفرات فَإن رَكنت لِغَيره / فَكَأنَّني متيمم بَصيد
لَو أَن للأَيام راحة حاتم / بخلت فَلا تَأتي لَهُ بِنَديد
وَعددتها إذ لَيسَ يُوجد مِثله / وَالجُود قَد قالوا مِن المَوجود
ملك يَرد عَلى الخطوب سِهامها / وَيَفوه فيما لَيسَ بِالمَردود
فَالرزق قَدَّر أَن يَفه في وَعده / وَالمَوت عجِّل أَن يَفه بِوَعيد
أَقصى مِن أم الرَأس عَن عَين الفَتى / وَبقرب حاجبها إِذا ما نُودي
بِيديه مِن إِرث الإِمامة دُرة / كَالسَيف لَكن صوغها مِن عُود
صبت عَلى هام العَدوّ كَأَنَّها / سُوط العَذاب يُصب فَوق ثَمود
وَإِذا اِدّعى شَرَفاً تَكُن هِيَ شاهِداً / وَالعَجز يحوج أَهله لِشهود
بلغ النَقيب لِغاية لَم أَدرها / إِذ لا يُطاق لي السَماء صُعودي
مَولى لَهُ إِرث السِياسة يَنتَهي / مِن خَير آباء لَهُ وَجدُود
تَاللَه لا تَصل الحَوادث لامرئ / أَضحى يَقيل بِظله المَمدود
وَازَنْتُ مِدْحته وَجلُّ قَصائدي / فَوَجدت قَولي فيهِ بَيت قَصيدي
وَأَرى المَجيد بشعره إن يَمتَدح / غَير الجَواد بِهِ فَغير مَجيد
وَمحمد الحسن الفعال تخاله / إِن وَّجه العَزمات شبل أُسود
وَعدت تناط عَلَيهِ أَبنية العُلا / وَالبَيت لَم يَرفَع بِغَير عَمود
بَحر وَلَكن المَوارد عَذبة / وَسَحابة لَكن بِغَير رُعود
عَجَباً أَبا الهادي وَلم أك الكَنا / بِالنَظم لَكن ما وَفاك نَشيدي
لَكَ هَيبة في الصَدر يا اِبن محمد / تَكسو لبيد الشعر ثَوب بَليد
لَو كانَ فكري كَالحسام فعاذر / لَو عادَ مِن خَجل كَليل حُدود
دُمتُم لَنا مثل الكَواكب في السَما / لَم يَفنها قِدم وَكرُّ جَديد
سادة نَحنُ وَالأَنام عَبيد
سادة نَحنُ وَالأَنام عَبيد / وَلنا طارف العُلى وَالتَّليد
فَبإيماننا اِهتَدى الناس طرّاً / وَبِأَيماننا اِستَقام الوُجود
وَأَبونا محمد سَيد الكلْ / ل وَأَجدر بِولده أَن يَسودوا
ما عشقنا غَير الوَغى وَهِيَ تَدري / أنَّها سلوة لَنا لا الخود
تَتَفانى شَبابنا بِلُقاها / وَعَلَيها يَشبُّ مِنّا الوَليد
لَو تَرانا في الحَرب نَلتَفُّ بِالس / سمر عِناقاً كَأَنَّهن قُدود
وَإِذا فرَّت المَلاحم قُلنا / يا مُنى النَفس طالَ مِنكَ الصُدود
تحشر الخَيل كَالوُحوش وَلَكن / خَلفَها الطَير سائق وَشَهيد
كَيفَ لا تَقفها الطُيور وَفيها / كُل يَوم لَهُن نَحر وَعيد
ترجف الأَرض بِالجُيوش إِذا ما / طَلعت تَردف الجُنود جُنود
كُل مَلمومة إِذا ما ارجحنت / جللتها بَوارق وَرعود
غرر في خُيولها واضِحات / كَنُجوم يَلوح فيها السعود
وَلنا في الطفوف أَعظَم يَوم / هوَ لِلحَشر ذكره مَشهود
يَوم وافى الحسين يرشد قَوما / مِن بَني حَرب لَيسَ فيهُم رَشيد
خاف أَن يَنقضوا بِناء رَسول الل / له في الدين وَهُوَ غضٌّ جَديد
وَأَبى اللَه أَن يُحكَّم في الخَل / ق طَليق مستعبد وَطَريد
كَيفَ يَرضى بِأَن يَرى العَدل بادي الن / نقص وَالجائر المضلُّ يَزيد
فَغدا السبط يُوقظ الناس للرش / د وَهم في كرى الضَلال رقود
وَلَقد كذبته أَبناء حَرب / مِثلَما كذَّب المَسيح اليَهود
فَدعا آله الكِرام إِلى الحَر / ب فَهَبوا كَما تَهبُّ الأُسود
علويون وَالشَجاعة فيهُم / وَرثتها آباؤهم وَالجُدود
لَم يَهابوا جَمع العِدى يَوم صالوا / وَإِن استنزروا وقلّ العَديد
أَفرغوهن كالسَبائك بيضا / ضافيات ضيّقن مِنها الزرود
مَلأتها الأَعطاف عرضاً وَطُولاً / فَكَأن صاغَها لَهُم داود
وَأَقاموا قِيامة الحَرب حَتى / حَسب الحاضرون جاء الوَعيد
يَشرعون الرِماح وَهِيَ ظَوام / ما لَها في سِوى الصُدور وُرود
وَظباهم بيض الخُدود وَلَكن / زانَها مِن دَم الطَلا تَوريد
ما نَضوها بيض المَضارب إِلّا / صبغوها بِما حَباها الوَريد
كَم يَنابيع مِن دَم فَجَّروها / فَاِرتَوى عاطش وَأورق عُود
قَضب فلَّت الحَديد وَعادَت / جددا ما فُللن مِنها الحُدود
لَستُ أَدري مِن أَين صيغ شباها / أَكَذا يَقطَع الحَديدَ الحَديد
مَوقف مِنهُ رُجَّت الأَرض رَجّاً / وَالجِبال اضطربنَ فَهِيَ تَميد
وَسَكنَّ الرِياح خَوفاً وَلَولا / نَفس الخَيل ما خَفَقنَ البُنود
فَرُكود الأَحلام فيهن طَيش / وَعُروق الحَياة فيها رُكود
لاخبت مرهفات آل علي / فَهِيَ النار وَالأَعادي وُقود
عَقدوا بَينها وَبَينَ المَنايا / وَدَعوا ههنا تُوفَّى العقود
مَلأوا بِالعِدى جَهَنم حَتّى / قَنعت ما تَقول هَل لي مَزيد
وَمُذ اللَه جلَّ نادى هلموا / وَهُم المُسرِعون مَهما نُودوا
نَزَلوا عن خُيولهم لِلمَنايا / وَقصارى هَذا النُزول صُعود
فَقَضوا وَالصُدور مِنهُم تَلظى / بِضرام وَما أُبيح الوُرود
سَلَبوهم برودهم وَعَلَيهُم / يَوم ماتوا مِن الحفاظ بُرود
تَرَكُوهم عَلى الصَعيد ثَلاثاً / يا بِنَفسي مِن ذا يقلُّ الصَعيد
فَوقَهُ لَو دَرى هَياكل قُدس / هُوَ لِلحَشر فيهُم مَحسود
تَربة تَعكف المَلائك فيها / فَركوع لَهُم بِها وَسُجود
وَعَلى العيس مِن بَنات عليّ / نوّح كل لَفظِها تَعديد
سَلبتها أَيدي الجفاة حلاها / فَخَلا معصم وَعُطِّل جيد
وَعَلَيها السِياط لَما تلوَّت / خلفتها أَساور وَعُقود
وَوراها كَم غرّد الرَكب حدوا / لِلثَرى فوك أَيُّها الغرّيد
أَتجدّ السَرى وَهنَ نِساء / لَيسَ يَدرينَ ما السَرى وَالبيد
أَسعدتها النيب الفَواقد لَمّا / نُحن وَجداً وللشجي تَرديد
عَجَباً لَم تَلن قُلوب الأَعادي / لِحَنين يَلين مِنهُ الحَديد
وَقَسوا حَيث لَم يَعضوا بنانا / لِعَليل عَضت عَلَيهِ القُيود
وَلَهُ حنَّة الفَصيل وَلَكن / هَيَّمته أمية لا ثَمُود
يَنظر الرُوس حَوله زاهِرات / تَتَثنى بِها الرِماح الميد
وَإِذا ما رَفَعن في جنح لَيل / فَقَد إِنشَقَ لِلصَباح عَمود
فَدَعى أَرؤس الكِرام بِصَوت / مِن شَجاه تَفطر الجَلمود
يا كِرام الجُدود رُمتم مَراماً / في البَرايا لَو ساعدته الجُدود
أَنهضتكم حمية الدين لَما / نَشر الشُرك وَاِنطَوى التَوحيد
فَانتثرتم كَما اِنتَثَرن دراري ال / عقد شَتى وَالكُل مِنكُم فَريد
ما أَحيلى زَماننا يَوم كُنا / بِحِماكُم لَيتَ الزَمان يَعود
كَيفَ مَرّت تِلكَ اللييلات بيضا / ثُمَ عادَت أَيامُنا وَهِيَ سُود
لَيتَ شعري وَلِلرَدى وَثَبات / بَينَ أَهلي يَشيب مِنها الوَليد
هَل عَميد بَعد الحسين لِفهر / ما لِفهر بَعدَ الحسين عَميد
فَلَكِ السهد بَعده يا عُيوني / وَاقنعي أنّ حَظك التَسهيد
هَتف النَعي فأرجف الأَطوادا
هَتف النَعي فأرجف الأَطوادا / وَأَحال واضحة النَهار سَوادا
نادى فَهدَّ مِن المَكارم رُكنَها / وَأَماطَ ضافي سترَها مُذ نادى
خفت لصرخته الحُلوم وَربما / كانَت بِكُل مُلمة أَطوادا
وَرنته خاسِئة العُيون كَأَنَّه / مُذ جاءَ جاءَ لِيَمحوَ الإيجادا
أَبدى النَعي لِكُل عَين فَقدَها / بَدر الدُجى وَالكَوكب الوقادا
هَل مَن يَقول لِذا النَعي ألاَ اِتئد / فَلَقَد أَذابَ بِنعيه الأَكبادا
أَسَفاً لَقد أَودى الأَمين وَقاده / شطن المَنايا جَهرة فَاِنقادا
مَيت بِهِ الأَيّام عدن مآتما / وَلربما كانَت بِهِ أَعيادا
ماذا عَلى دَهر أَراش سِهامه / نَحوَ الأَمين لَو اِستَحاه فَحادا
وَيَلاه قَد بَلغ الزَمان لِغاية / فَلَقَد طَغى وَاستأصل الأَمجادا
لا تَعجلوا يا حامليه فَإِنَّما / كانَ الأَمين إِذا مَشى يَتَهادى
أَجيادكم حملت سَرير مهذب / بِنداه طوَّق لِلوَرى أَجيادا
أَتولولون بِنَصب أَعواد لَهُ / وَهُوَ المهاب إِذا رقى الأَعوادا
وَمغسليه ردوا الحتوف لفقد من / يقري الضُيوف وَينعش الوفادا
بَيديكُم البَحر العباب فَطالَما / أَعطى الرغاب وَأنهل الورادا
أتقلبون عَلى السَرير مقلبا / بِيَمينه الأَيام كَيفَ أَرادا
وَمكفنيه لَقَد نَشَرتُم بَرد مَن / سحب الهُدى بِوجوده أَبرَدا
أَتقيدون أَخا الحفاظ وَطالَما / فَكَ الأَسير وَحلل الأَقيادا
وَمقدمين إِلى الصَلاة مهذبا / قَد أَثكل العلماء وَالعُبّادا
صلوا فَقَبلكم مَلائكة السَما / صلت عَلَيها جَماعة وَفرادى
وَممهدين لَهُ اللحود أَلا أَرفَقوا / في مؤمن لَم يَعرف الإِلحادا
أتمهدون لَهُ التراب وَقبل ذا / لِعلاه قَد كانَ الحَرير مِهادا
رفقاً بِعارض مَن تَرون فَإِنَّهُ / لَم يَتَخذ غَير الدمسق وَسادا
ميت يفرق بَين جفني مُقلتي / وَالنَوم حَتّى لا أَطيق رقادا
وأَهُبُّ إِن أَطبقتها فَكَأنَّما / هدب النَواظر قَد أَعيد قِتادا
أَبني الكِرام حسدتم لعلاكم / وَأَعيذكم أَن تشتموا الحسّادا
قَد كُنت أَعهد في الخُطوب قُلوبكم / زبر الحَديد تصبراً وَجلادا
لِلّه أُمٌّ أَنجبتكم إنَّها / وَحباتكم قَد أَنجبت مِيلادا
هِيَ لَبوة عظمت مَهابتها وَفي / غاب الرِياسة خلفت آسادا
تَاللَه لَم نرَ مثلَها أَما وَلَم / نَرَ يا أَطايب مِثلَكُم أَولادا
ما أَشرَقَت شَمس عَلى ذي نَجدة / إلا رَأَته لِبأسِكُم مُنقادا
عَقلت رزيتكم لِسان فَصاحَتي / فَأَقل حينَ رثاكُم الإِنشادا
إِن قيل منشئكم أَجادَ فَإِنَّني / لَم أَرثكُم حَتّى يقال أَجادا
لَكن قَلبي أَوقَدت نِيرانه / فَجرى اللِسان ليطفي الإِيقادا
لَو كلف المنطيق عدّ صِفاتكم / أَعيا فَلم يَسطع لَها تِعدادا
سَقَت السَحائب بقعة بَل غابة / ضَمت لآساد الشَرى أَجسادا
جدث تَشرف بالأَمين تُرابه / فَسَقاه وَسمي الرَبيع عهادا
سَرج العُلى بِمحلكم لا تخمد
سَرج العُلى بِمحلكم لا تخمد / إن يطف مصباح فآخر يُوقد
متناوبين عَلى الإِمارة بَينَكُم / تَرمي يَد فيها وَتلقفها يَد
تَجري عَلى الميراث يتحف أَقرب / بِلباس حَبوتها وَيحذف أَبعَد
لَم يَخل صَدر الدست مِنكُم سَيد / إلا بمسنده تصدّر سَيد
ما زالَ مِنكُم صارم بِيد العُلى / سيف يُسلُّ لَكُم وَسَيف يُغمد
إِن غابَ عَن أَوج الإِمارة كَوكَب / فَقَد استنار الكَوكَب المتوقد
أَو تفسخ الأَقدار بَيعة واحد / جاءَت عَلى عجل لآخر تعقد
يا دَهر جئت بِفَرحة وَبقرحة / خبر نسر بِهِ وَآخر يكمد
بِطُلوع هذا الشَمس يَومك أَبيض / وَغروب ذاكَ البَدر لَيلك أَسود
بَينَ المَضرّة وَالمَسرّة حرت في / حالين أَندب تارة وَأغرّد
فلذكر من عل كاس صاب أَحتسي / وَلذكر خزعل لي تلذ الصرخد
فَكأنني ذو ناظرين منعم / هذا بِطيب كَرى وَذاكَ مسهد
يا خَزعل المحبوّ رُتبة جابر / وَبحقك المَوروث سَيفك يَشهَد
بُوركت بِالملك القَديم فَقد زَهى / تَخت العُلى بِكَ وَاستهل المسند
وَسَرير ملكك وَهُوَ غَير مزلزل / بِكَ يَستَقر وَفي سُعودك يَركد
اللَه وَرّثك الإِمارة فلتقم / في عبئها وَلَكَ الآله مؤيد
علم المظفر أن جبّار السَما / يَختار للإِسلام ما هُوَ أَعود
وَرآك أَهلا أَن تَقوم بحده / وَبِسَيفه المَشهور أَنتَ مقلّد
فَحَباك شاهنشاهُ بِالملك الَّذي / هُوَ مِن أَبيك وَمِن أَخيك ممهد
فَاليَوم ثَغر الشَرق مِنكَ دروعه / مَحبوكة عَنها يَزل المبرد
يَأبى الحفاظ بِأَن يرام طَريقه / وَعَلى الطَريق الأَرقم المترصد
مَن ذا يَمدُّ لملك إِيران يَدا / وَبحدها أسد العَرين الملبد
يَفري بِهِ الشاه الرِقاب كَأَنَّهُ / سَيف حَديد الشفرتين مهند
ذو فطنة بِالغَيب يَحرز وَهوَ بال / يوم الَّذي هُوَ فيهِ ما يُعطى غَد
إِن عَينه رَقدت بِلَيل فَهوَ في / سهر الحفاظ وَقلبه لا يرقد
مَن حاول العَلياء فليك مثله / إِنّي وَخَزعل مثله لا يُوجد
إن يَسطو فَهُوَ هَزبر غاب مشبل / أَو يعط فَهوَ خضم جود مزبد
لا قُلت غَيث فَالغيوث عَطاؤها / قطر النَدى وَنَدى يَديهِ العسجد
لا بَرق فيهِ سِوى لَوامع بشره / وَالسحب تبرق بالقطار وَتَرعد
مَأوى الوفود كَبيت مَكة بَيته / مِن كُل ناحية يزار وَيقصد
وَكحوض زَمزَم مترعات جفانه / زَمر تَقوم لَها وَأُخرى تَقعد
وَبحيه تلقي الوُفود عَصيها / فَتنال أَقصى ما تَروم وَتسعد
ولاهله يَنسى الغَريب لِأَنَّهُ / طابَ المَقام لَهُ وَلذ المَورد
لي يا أَمير عَليك حَق مَودة / هِيَ كَالأخاء وَإِن تَنائى المَولد
فَأبوك مَحمود المَآثر جابر ال / مَولى وَوالديَ النبي محمد
الحب للرجل البَعيد مقرب / وَالبغض للرحم القَريب مبعد
عَلياك مثل الشَمس يَنفَع مبصر / بشعاع طلعتها وَيحرم أَرمد
فاسمع سمعت الخَير أَطيب مدحة / مِنها يَفوح شذاك إِذ هِيَ تنشد
إِني لَأَشكر آل مَسعود فهم / أَهل الوَفاء وَفَضلهم لا يُجحد
عقدوا المآتم وَالتهاني في حمى / مِن دُون حصباه السها وَالفَرقد
وَبها تصدر صادق القَول الَّذي / هُوَ للعلوم الدارسات مشيّد
علمت عُلوم بَني النَبي بِأَنَّهُ / عَلامةٌ علمٌ إمام أَوحد
ذوا الهمة العَلياء يُمسي فكره ال / وقّاد يعرق في العُلوم وَينجد
وَالزاهد الوَرع الَّذي لَو قيس بال / قرني قال الناس صادق أَزهد
وَاللابس العَلياء ضافية الرَدا / وَعَن الدَنية قَلبه متجرد
وَمحمد الندب العلي بمجده ال / عادي يسعد بِالفخار وَيَصعد
أَبدى لِسُكان الحِمى لَكَ همة / هِيَ فيكَ مِن قبل الإِمارة تعهد
فَإِلى مَساعيهِ الأَكُف مُشيرة / وَعَلى مَكارمه الحناصر تعقد
مَن كانَ مَسعوداً أَباه فإنه / لا شَك مثل أَبيه عِندَك يَسعَد
هُم مَعشَر شَهدت مَحاريب التُقى / لَهُم بِأَنهم الرُكوع السجد
حَنفاء لِلباري فَما مِنهُم فَتى / إِلّا بِطاعَتهِ يَجد وَيَجهد
ما دُمت تَلحظهم بِعَين عِناية / فَهُم الأَولى ما فَوق أَيديهم يَد
وَلحمزة الحلي مِنكَ مَودة ال / عَهد القَديم وَلَم تَزَل تَتَجدد
ما كانَ للآباء مِن تَقديمه / قَد كانَ منكَ كَما يُراد وَأزيد
وَلَهُ بِهَذا الملك خَير سِياسة / وَبوفق همتكم يحل وَيعقد
القت وَزارتكم إِلَيهِ زِمامَها / وَلَهُ بِفضلكم العلى وَالسؤدد
تَجري بِلطفكم الأُمور بِرَأيه / مَن شاءَ يُطلق أَو يَشاء يقيد
وَمَغارس الفَيحاء تَجمَع بَينَنا / فَزَكى الأَروم وَطابَ ذاكَ المحتد
فَكَأَنَّما أَنا إِن أَعدَت مَديحه / لِمَديح نَفسي أَستعيد وَأَنشد
بَشرت نَفسي بِالنَجاح لِقُربه / مِن خزعل وَخشيت إِني أَحسد
المنشئ العربي در بَيانه / مثل العُقود عَلى الطُروس منضد
تَجلي العُيون بِلَمحة مِن خَطه / فَكَأَنَّما هُوَ لِلنَواظر أَثمَد
خذ يا أَمير مِن النضار قلائِداً / أَحكمتَها سبكاً لِأَنك نيقد
لازلت مَنصور اللِواء مؤيداً / وَلَكَ المهيمن في مهمك مسعد
وَسَقى سَحاب العَفو أَطيب رَوضة / فيها أَخ لَكَ بِالجِنان مخلد
لَبس الإِسلام أَبراد السَواد
لَبس الإِسلام أَبراد السَواد / يَوم أَردى المُرتَضى سَيف المرادي
لَيلة ما أَصبَحت إِلّا وَقَد / غَلب الغَي عَلى أَمر الرَشاد
وَالصَلاح انخفضت أَعلامه / وَغَدَت تَرفع أَعلام الفَساد
إن تقوّض خيم الدين فَقَد / فَقَدت خَير دَعام وَعماد
ما رَعى الغادر شَهر اللَه في / حجة اللَه عَلى كُل العِباد
وَبِبَيت اللَه قَد جدَّله / ساجِداً يَنشج مِن خَوف المَعاد
يا لَيال انزل اللَه بِها / سُور الذكر عَلى أَكرَم هادي
محيت فيك عَلى رَغم الهُدى / آية في فَضلِها الذكر يُنادي
قَد لعمري مُنذُ ماتَ المُرتَضى / فَجع الدين بِدهياء ناد
قَتَلوه وَهُوَ في محرابه / طاوي الأَحشاء عَن ماء وَزاد
سَل بِعَينيه الدُجى هَل جفتا / مِن بُكا أَو ذاقَتا طَعم الرقاد
وَسَل الأَنجُم هَل أَبصرنهُ / لَيلة مضطجعا فَوقَ الوساد
وَسَل الصُبح أَهل صادفه / ملّ مِن نوح مذيب للجَماد
سَيد مثلت الأَخرى لَهُ / فَجَفا النَوم عَلى لين المَهاد
هُوَ لِلمحراب وَالحَرب أَخ / جاهد ما بَين نَفل وَجهاد
نَفسه الحرَّة قَد عرّضها / لِلظبا البيض وَالسمر الصعاد
سامها بَذلاً فَهابوا سومها / فَهِيَ كَالجَوهر في سُوق الكَساد
طالَما أَقدم لا في صنعة / مِن لبوس يَتقي بَأس الأَعادي
فَتحامتها وجوه تَنجلي / غبرة الهَيجاء عَنها بِسَواد
سَلَبوها وَهوَ في غرَّته / حَيث لا حَرب وَلا قَرع جلاد
قسماً لَو نَبهوه لرَأوا / دُون أَن يَدنوا لَهُ خَرط القتاد
عاقر الناقة مَع شَقوته / لَيسَ بِالأَشقى مِن الرَجس المرادي
فَلَقد عَمم بِالسَيف فَتىً / عَمّ خَلق اللَه طرّاً بِالأَيادي
فَبكته الأنس وَالجن مَعاً / وَطُيور الجَوّ مَع وَحش البَوادي
وَبَكاه الملأ الأَعلى دَماً / وَغَدا جبريل بِالوَيل يُنادي
هدمت وَاللَه أَركان الهُدى / حَيث لا مِن منذر فينا وَهادي
فَمَتى يا مُدرك الثار وَيا / خَلف الأَبرار يا غَيث البِلاد
قرحت حاء الوَحي أَكبادنا / وَهِيَ لَم تَنقع لَنا غلة صادي
فَمتى تَطلع فيها شزَّبا / كَالقطاميات تومي بِالهَوادي
فَوقَها مِن آل فَهر فتية / يَردون الحَرب كَالأسد الوراد
يطربون الخَيل في ذكر الوَغى / فَهِيَ تَنزو فيهم نَزو الجَراد
كُل مَفتول ذِراع قَدّه / يحوج السَيف إِلى طُول نجاد
مَن رآه وَرأى البَدر مَعاً / قالَ فيهِ بِحُلُول وَاتحاد
أَتراهم لانبت أَسيافهم / يُدرِكون الثار مِن آل زياد
غادروا بِالطف أَشلاءهم / تَتَعادى فَوقَهُ الخَيل العَوادي
وَنساهم تَقطع البيد عَلى / هَزل الاجمال مِن واد لِواد
وَإِذا مرّوا بِها في بَلدة / ذَهَبوا فيهن مِن ناد لِنادي
لَعنة اللَه عَلى ظالمهم / لَعنة تَبقى إِلى يَوم التَناد