القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحمّد بنُ داوُد الظّاهِري الكل
المجموع : 121
أأيام هذا الدهر كم تعنفين بي
أأيام هذا الدهر كم تعنفين بي / كأن لم تري قبلي معنىً ولا بعدي
نوالاً كرجع الطرف أعجله القذى / وضناً كضن الجفن بالأعين الرمد
فمن بك مشتاقاً إلى نجح موعدٍ / فها أنا مشتاق إلى خلف الوعد
فلا خلف إلا بعد توكيد موعدٍ / ولا وعد إلا عن صفاءٍ من الود
وقد قذفت نفسي أجل حظوظها / لديك وفقد الحظ جزء من الفقد
يا غارس الحب بين القلب والكبد
يا غارس الحب بين القلب والكبد / هتكت بالهجر بين الصبر والجلد
إذا دعا اليأس قلبي عنك قال له / حسن الرجاء فلم يصدر ولم يرد
يا من تقوم مقام الموت فرقته / ومن يحل محل الروح من جسدي
قد جاوز الشوق بي أقصى مراتبه / فإن طلبت مزيداً منه لم أجد
واللَه لا ألفت نفسي سواك ولو / فرقت بالهجر بين الروح والجسد
إن توف لي لا أرد ما دمت لي بدلاً / وإن تعزيت لم أركن إلى أحد
يا من إذا صد لم أظهر له جزعاً
يا من إذا صد لم أظهر له جزعاً / لا تحسبني على الهجران ذا جلد
ما يمنع الدمع أن تجري غواربه / إلا شماتة من قد كان ذا حسد
فيض الدموع وإن تمت بوادرها / أشفى لمن عالج البلوى من الكمد
ألا يا لقومي للهوى المتزايد
ألا يا لقومي للهوى المتزايد / وطول اشتياق الراحل المتباعد
رحلت لكي أحظى إذ أبت قادماً / فأوردني الترحال سوء الموارد
كأني لديغٌ حار عن كنه دائه / طبيبٌ فداواه بسم الأساود
فمال مع الداء القديم دواؤه / فيا لك من داءٍ طريفٍ وتالد
لا خير في عاشقٍ يخفى صبابته
لا خير في عاشقٍ يخفى صبابته / بالقول والشوق من زفراته يادي
يخفي هواه وما يخفى على أحدٍ / حتى على العيس والركبان والحادي
أتوب إليك من نقض العهود
أتوب إليك من نقض العهود / لتؤمن مقلتي من السهود
أسأت فلا تعني بالدعاوي / فهأنذا أقر بلا شهود
وقد كان الجحود علي سهلاً / ولكني أنفت من الجحود
فقل لي لا عدمتك من مسيء / بما استحللت نقض عرى العهود
ألا يا نفس قد أخطأت فيما / أتيت فإن نجوت فلا تعودي
فكم جانٍ تجافى غير جهلٍ / فعاد فلم يذق طعم الهجود
أمثل الذي ألقى يقاومه صبر
أمثل الذي ألقى يقاومه صبر / فأصبر أم مثلي ينهنهه الزجر
لئن كنت غراً بالذي قد لقيته / لفي فقد تمييزي يحق لي الأجر
تقضت صباباتي إليه وقصرت / ظنوني به بل ليس ظن ولا ذكر
وكف رجائي فاطمأنت مخافتي / فلم يبق لي إلا التأسف والفكر
فما لي رجاءٌ غير قرب منيتي / ولا خوف إلا أن يطول بي العمر
ولو لم يحل أسر المنية بينه / وبيني لم أحفل بما صنع الدهر
فليت المنايا وحدها سمحت به / ونازعنيه البين والهجر والغدر
أمنت عليك الدهر والدهر غادر
أمنت عليك الدهر والدهر غادر / وسكنت قلبي عنك والقلب نافر
وما ذاك عن إلفٍ تخيرت وصله / عليك ولا أني بعهدك غادر
ولكن صرف الدهر قد عجل الردى / وأيأسني من أن تدور الدوائر
فلست أرجيه ولست أخافه / وهل يرتجي ذو اللب ما لا يحاذر
إذا بلغ المكروه بي غاية المدى / فأهون ما تجري إليه المقادر
تناسيت أيام الصفاء التي مضت / لديك على أني لها الدهر ذاكر
أثبت قلبي عنك والود ثابتٌ / وهل تصبر الأحشاء والحزن صابر
إلى اللَه أشكو لا إليك فانه / على رد أيام الصفاء لقادر
أتهجر من تحب وأنت جار
أتهجر من تحب وأنت جار / وتطلبهم وقد بعد المزار
وتسكن بعد تأيهم اشتياقاً / وتسأل في المنازل أين ساروا
تركت سؤالهم وهم جميع / وترجو أن تخبرك الديار
فأنت كمشتري أثر بعينٍ / فقلبك بالصبابة مستطار
فنفسك لم ولا تلم المطايا / ومت أسفاً فقد حق الحذار
سمعت بنأيهم وظللت حياً / فقدتك كيف يهنيك القرار
إذا ما الصب أسلمه صدود / إلى بين فمهجته جبار
تباعد من هويت وأنت دانٍ / فلا تتعب فليس لك اعتذار
إذا ما بان من تهوى فولى / ولج بك الهوى فالصبر عار
ألا من لقلبٍ قد دعاه تجاسره
ألا من لقلبٍ قد دعاه تجاسره / وضاقت به بعد الورود مصادره
تغافل عنه الدهر فاغتر بالمنى / فلما أضاع الحزم كرت عساكره
فأصبح كالمأسور طالت عداته / عليه وذلت بعد عزٍّ عشائره
تجرت عليه النائبات فأصبحت / بكل الردى غير الحمام تبادره
وقد كان صرف الدهر يقبل نحوه / إذا جال في بحرٍ من الفكر خاطره
أيا أملي هل في وفائك مطمعٌ
أيا أملي هل في وفائك مطمعٌ / فأطلبه أم قد تناهت أواخره
فإن يك ما قد خفت حقاً لا تعد / فلن يستوي موفي الفؤاد وعاذره
وإلا فلا تعتب علي فإنه / إذا ظن قلب المرء ساءت خواطره
ألا تكن في الهوى أرويت من ظماءٍ
ألا تكن في الهوى أرويت من ظماءٍ / ولا فككت من الأغلال مأسورا
لقد ذللت على محض الهوى لك لا / لأجل ما كان مرجوّاً ومدخورا
فحسب نفسي عناً علمي بموضعها / من الهوى حسب أن كنت معذورا
فأين أذهب بل ماذا أريد من ال / أيام أروي عليها الإفك الزورا
وأنت ذاك وقلبي ذا الذي ملكت / هواه نفسك إكراهاً وتخييرا
ميلاً إليها له من دون مألكة / فلست أنساه موصولاً ومهجورا
إني وغلة نفسي فيك قائمة / لم تلق مذ ألفتك النفس تغييرا
لم يهوك القلب إن أظهرت أنت له / براً فيسلاك إذا أظهرت تقصيرا
ولم يكن باختيار لي فأتركه / ولا اضطرارٍ أتاه القلب مقهورا
لكنه من أمور اللَه ممتنعٌ / في الوصف قدره الرحمان تقديرا
لن يضبط العقل إلا ما يدبره / ولن ترى في الهوى بالعقل تدبيرا
كن محسناً أو مسيئاً وأبق لي أبداً / تكن لدي على الحالين مشكورا
أتذكر اليوم ما لاقيت من كمدٍ
أتذكر اليوم ما لاقيت من كمدٍ / أم قد كفاك رسولي بالذي ذكرا
هذا مقام فتى أقصاه مالكه / فحاول الصبر حيناً ثم ما صبرا
بينا يعدد أحقاداً ويضمرها / إذا قاده الشوق حتى جاء معتذرا
لم يجن ذنباً فيدري ما يمحصه / ولا يرى أجلاً للصفح منتظرا
واللَه واللَه لا تشمت أعاديه / فالصفح أجمل بالمولى إذا قدرا
يا من تجاوز حد السمع والبصر
يا من تجاوز حد السمع والبصر / ومن يفوق ضياء الشمس والقمر
لو كنت تعلم ما ألقى من السهر / وما أقاسي من الأشجان والفكر
وما تضمن قلبي من هواك إذاً / لما رثيت لجسمي من أذى المطر
أنى يضر ندى الأمطار ذا كبد / حرى وقلبٍ بنار الشوق مستعر
لو كان دونك بحر الصين معترضاً / لخلت ذاك سراباً دارس الأثر
ولو أذنت وفيها بيننا سقر / لهون الشوق خوض النار في سقر
ولا تكذبن فما حال تضمنها / قلب المشوق توازي حال منتظر
لقد باعدت عنك أخاً شقيقاً
لقد باعدت عنك أخاً شقيقاً / عليك فلا يغرك حسن صبري
فلو جمع الآنام لكنت فرداً / أحبهم الي بكل سعر
فلا تحسب رعاك اللَه أني / غدرت ولا هممت لكم يغدر
فواللَه العظيم لو أن قلبي / أحب سواك لم أسكنه صدري
وأعظم ما ألاقي منك أني / أدوم على الوفاء ولست تدري
بحرمة هذا الشهر لما نعشتني
بحرمة هذا الشهر لما نعشتني / بعفوك أني قد عجزت عن العذر
فلو كنت تدري ما ألاقي من الهوى / لساءك ما ألقى فليتك لا تدري
لأشقى بما ألقى وتبقى منعماً / خلياً ونار الشوق تسعر في صدري
خليلي أغراني من الشوق والهوى
خليلي أغراني من الشوق والهوى / تخالط ماء الشاربين مع الخمر
فصدر على صدرٍ ونحرٍ على نحر / وخدٍ على خدٍ وثغرٌ على ثغر
يظل حسود القوم فينا مفكراً / يخيل من المعشوق منا فلا يدري
أنت ابتدأت بميعادي فأوف به
أنت ابتدأت بميعادي فأوف به / ولا تربص به صرف المقادير
ولا تكلني إلى عذرٍ تزخرفه / فالذنب أحسن ممن بعض المعاذير
يا قلب قد خان من كلفت به
يا قلب قد خان من كلفت به / فخل عنك البكاء في أثره
شغلك بالفكر في تغيره / أعظم مما لقيت من غيره
فارحل فمن لا يحل مورده / يفض به صفوه إلى كدره
وارجع إلى اللَه في الأمور فلن / تقدر أن تستجير من قدره
أمنت عليك صرف الدهر حتى
أمنت عليك صرف الدهر حتى / أناخ بغدره ما لم أحاذر
وجسرني وفاؤك لي أن / أذاقني الردى غب التجاسر
فجئتك شاكراً وأقل حقي / إذا أحسنت أن ألقاك عاذر
وحسبك رتبةً لك من صديقٍ / أتاك بعاتبٍ في زي شاكر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025