المجموع : 121
أأيام هذا الدهر كم تعنفين بي
أأيام هذا الدهر كم تعنفين بي / كأن لم تري قبلي معنىً ولا بعدي
نوالاً كرجع الطرف أعجله القذى / وضناً كضن الجفن بالأعين الرمد
فمن بك مشتاقاً إلى نجح موعدٍ / فها أنا مشتاق إلى خلف الوعد
فلا خلف إلا بعد توكيد موعدٍ / ولا وعد إلا عن صفاءٍ من الود
وقد قذفت نفسي أجل حظوظها / لديك وفقد الحظ جزء من الفقد
يا غارس الحب بين القلب والكبد
يا غارس الحب بين القلب والكبد / هتكت بالهجر بين الصبر والجلد
إذا دعا اليأس قلبي عنك قال له / حسن الرجاء فلم يصدر ولم يرد
يا من تقوم مقام الموت فرقته / ومن يحل محل الروح من جسدي
قد جاوز الشوق بي أقصى مراتبه / فإن طلبت مزيداً منه لم أجد
واللَه لا ألفت نفسي سواك ولو / فرقت بالهجر بين الروح والجسد
إن توف لي لا أرد ما دمت لي بدلاً / وإن تعزيت لم أركن إلى أحد
يا من إذا صد لم أظهر له جزعاً
يا من إذا صد لم أظهر له جزعاً / لا تحسبني على الهجران ذا جلد
ما يمنع الدمع أن تجري غواربه / إلا شماتة من قد كان ذا حسد
فيض الدموع وإن تمت بوادرها / أشفى لمن عالج البلوى من الكمد
ألا يا لقومي للهوى المتزايد
ألا يا لقومي للهوى المتزايد / وطول اشتياق الراحل المتباعد
رحلت لكي أحظى إذ أبت قادماً / فأوردني الترحال سوء الموارد
كأني لديغٌ حار عن كنه دائه / طبيبٌ فداواه بسم الأساود
فمال مع الداء القديم دواؤه / فيا لك من داءٍ طريفٍ وتالد
لا خير في عاشقٍ يخفى صبابته
لا خير في عاشقٍ يخفى صبابته / بالقول والشوق من زفراته يادي
يخفي هواه وما يخفى على أحدٍ / حتى على العيس والركبان والحادي
أتوب إليك من نقض العهود
أتوب إليك من نقض العهود / لتؤمن مقلتي من السهود
أسأت فلا تعني بالدعاوي / فهأنذا أقر بلا شهود
وقد كان الجحود علي سهلاً / ولكني أنفت من الجحود
فقل لي لا عدمتك من مسيء / بما استحللت نقض عرى العهود
ألا يا نفس قد أخطأت فيما / أتيت فإن نجوت فلا تعودي
فكم جانٍ تجافى غير جهلٍ / فعاد فلم يذق طعم الهجود
أمثل الذي ألقى يقاومه صبر
أمثل الذي ألقى يقاومه صبر / فأصبر أم مثلي ينهنهه الزجر
لئن كنت غراً بالذي قد لقيته / لفي فقد تمييزي يحق لي الأجر
تقضت صباباتي إليه وقصرت / ظنوني به بل ليس ظن ولا ذكر
وكف رجائي فاطمأنت مخافتي / فلم يبق لي إلا التأسف والفكر
فما لي رجاءٌ غير قرب منيتي / ولا خوف إلا أن يطول بي العمر
ولو لم يحل أسر المنية بينه / وبيني لم أحفل بما صنع الدهر
فليت المنايا وحدها سمحت به / ونازعنيه البين والهجر والغدر
أمنت عليك الدهر والدهر غادر
أمنت عليك الدهر والدهر غادر / وسكنت قلبي عنك والقلب نافر
وما ذاك عن إلفٍ تخيرت وصله / عليك ولا أني بعهدك غادر
ولكن صرف الدهر قد عجل الردى / وأيأسني من أن تدور الدوائر
فلست أرجيه ولست أخافه / وهل يرتجي ذو اللب ما لا يحاذر
إذا بلغ المكروه بي غاية المدى / فأهون ما تجري إليه المقادر
تناسيت أيام الصفاء التي مضت / لديك على أني لها الدهر ذاكر
أثبت قلبي عنك والود ثابتٌ / وهل تصبر الأحشاء والحزن صابر
إلى اللَه أشكو لا إليك فانه / على رد أيام الصفاء لقادر
أتهجر من تحب وأنت جار
أتهجر من تحب وأنت جار / وتطلبهم وقد بعد المزار
وتسكن بعد تأيهم اشتياقاً / وتسأل في المنازل أين ساروا
تركت سؤالهم وهم جميع / وترجو أن تخبرك الديار
فأنت كمشتري أثر بعينٍ / فقلبك بالصبابة مستطار
فنفسك لم ولا تلم المطايا / ومت أسفاً فقد حق الحذار
سمعت بنأيهم وظللت حياً / فقدتك كيف يهنيك القرار
إذا ما الصب أسلمه صدود / إلى بين فمهجته جبار
تباعد من هويت وأنت دانٍ / فلا تتعب فليس لك اعتذار
إذا ما بان من تهوى فولى / ولج بك الهوى فالصبر عار
ألا من لقلبٍ قد دعاه تجاسره
ألا من لقلبٍ قد دعاه تجاسره / وضاقت به بعد الورود مصادره
تغافل عنه الدهر فاغتر بالمنى / فلما أضاع الحزم كرت عساكره
فأصبح كالمأسور طالت عداته / عليه وذلت بعد عزٍّ عشائره
تجرت عليه النائبات فأصبحت / بكل الردى غير الحمام تبادره
وقد كان صرف الدهر يقبل نحوه / إذا جال في بحرٍ من الفكر خاطره
أيا أملي هل في وفائك مطمعٌ
أيا أملي هل في وفائك مطمعٌ / فأطلبه أم قد تناهت أواخره
فإن يك ما قد خفت حقاً لا تعد / فلن يستوي موفي الفؤاد وعاذره
وإلا فلا تعتب علي فإنه / إذا ظن قلب المرء ساءت خواطره
ألا تكن في الهوى أرويت من ظماءٍ
ألا تكن في الهوى أرويت من ظماءٍ / ولا فككت من الأغلال مأسورا
لقد ذللت على محض الهوى لك لا / لأجل ما كان مرجوّاً ومدخورا
فحسب نفسي عناً علمي بموضعها / من الهوى حسب أن كنت معذورا
فأين أذهب بل ماذا أريد من ال / أيام أروي عليها الإفك الزورا
وأنت ذاك وقلبي ذا الذي ملكت / هواه نفسك إكراهاً وتخييرا
ميلاً إليها له من دون مألكة / فلست أنساه موصولاً ومهجورا
إني وغلة نفسي فيك قائمة / لم تلق مذ ألفتك النفس تغييرا
لم يهوك القلب إن أظهرت أنت له / براً فيسلاك إذا أظهرت تقصيرا
ولم يكن باختيار لي فأتركه / ولا اضطرارٍ أتاه القلب مقهورا
لكنه من أمور اللَه ممتنعٌ / في الوصف قدره الرحمان تقديرا
لن يضبط العقل إلا ما يدبره / ولن ترى في الهوى بالعقل تدبيرا
كن محسناً أو مسيئاً وأبق لي أبداً / تكن لدي على الحالين مشكورا
أتذكر اليوم ما لاقيت من كمدٍ
أتذكر اليوم ما لاقيت من كمدٍ / أم قد كفاك رسولي بالذي ذكرا
هذا مقام فتى أقصاه مالكه / فحاول الصبر حيناً ثم ما صبرا
بينا يعدد أحقاداً ويضمرها / إذا قاده الشوق حتى جاء معتذرا
لم يجن ذنباً فيدري ما يمحصه / ولا يرى أجلاً للصفح منتظرا
واللَه واللَه لا تشمت أعاديه / فالصفح أجمل بالمولى إذا قدرا
يا من تجاوز حد السمع والبصر
يا من تجاوز حد السمع والبصر / ومن يفوق ضياء الشمس والقمر
لو كنت تعلم ما ألقى من السهر / وما أقاسي من الأشجان والفكر
وما تضمن قلبي من هواك إذاً / لما رثيت لجسمي من أذى المطر
أنى يضر ندى الأمطار ذا كبد / حرى وقلبٍ بنار الشوق مستعر
لو كان دونك بحر الصين معترضاً / لخلت ذاك سراباً دارس الأثر
ولو أذنت وفيها بيننا سقر / لهون الشوق خوض النار في سقر
ولا تكذبن فما حال تضمنها / قلب المشوق توازي حال منتظر
لقد باعدت عنك أخاً شقيقاً
لقد باعدت عنك أخاً شقيقاً / عليك فلا يغرك حسن صبري
فلو جمع الآنام لكنت فرداً / أحبهم الي بكل سعر
فلا تحسب رعاك اللَه أني / غدرت ولا هممت لكم يغدر
فواللَه العظيم لو أن قلبي / أحب سواك لم أسكنه صدري
وأعظم ما ألاقي منك أني / أدوم على الوفاء ولست تدري
بحرمة هذا الشهر لما نعشتني
بحرمة هذا الشهر لما نعشتني / بعفوك أني قد عجزت عن العذر
فلو كنت تدري ما ألاقي من الهوى / لساءك ما ألقى فليتك لا تدري
لأشقى بما ألقى وتبقى منعماً / خلياً ونار الشوق تسعر في صدري
خليلي أغراني من الشوق والهوى
خليلي أغراني من الشوق والهوى / تخالط ماء الشاربين مع الخمر
فصدر على صدرٍ ونحرٍ على نحر / وخدٍ على خدٍ وثغرٌ على ثغر
يظل حسود القوم فينا مفكراً / يخيل من المعشوق منا فلا يدري
أنت ابتدأت بميعادي فأوف به
أنت ابتدأت بميعادي فأوف به / ولا تربص به صرف المقادير
ولا تكلني إلى عذرٍ تزخرفه / فالذنب أحسن ممن بعض المعاذير
يا قلب قد خان من كلفت به
يا قلب قد خان من كلفت به / فخل عنك البكاء في أثره
شغلك بالفكر في تغيره / أعظم مما لقيت من غيره
فارحل فمن لا يحل مورده / يفض به صفوه إلى كدره
وارجع إلى اللَه في الأمور فلن / تقدر أن تستجير من قدره
أمنت عليك صرف الدهر حتى
أمنت عليك صرف الدهر حتى / أناخ بغدره ما لم أحاذر
وجسرني وفاؤك لي أن / أذاقني الردى غب التجاسر
فجئتك شاكراً وأقل حقي / إذا أحسنت أن ألقاك عاذر
وحسبك رتبةً لك من صديقٍ / أتاك بعاتبٍ في زي شاكر