القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : محمّد سَعيد الحَبّوبي الكل
المجموع : 152
عبث الدلال فهز مائس عطفه
عبث الدلال فهز مائس عطفه / وطغى الصبا فارتج مائج ردفه
فالبان يقصفه تميل غصنه / والرمل ينسفه تهيل حقفه
فضح الغزال وهو بدر محاسن / خرقت أشعته غمامة سجفه
كان الهلال فعاد بدراً كاملاً / لما أماط نضفيه عن نصفه
ووافتر عن در تشنف مثله / فتشابهاً والكل راق بوصفه
وافت تقرطه الثريا مثلما / وقف الهلال يريد رتبة وقفه
رشأ يلاعبه الرشا في جيده / تلعاً ويستر عنه أحمش ظلفه
يرعى بحبات القلوب وينثني / بالورد من خديه خشية قطفه
ما اعتاده عصف الصبا فأماده / إلا وطار القلب خشية قصفه
فغدت مطارحة العتاب تهزه / وغدوت أرفق ما استمر بهتفه
أشكو إليه كما تشكى خصره / من حبه لا من تحمل ردفه
كل تحمل فوق غاية جهده / منه وكل مجهد في ضعفه
حملت خصرك مثل ما حملتني / وكذاك ما لم تكفني لم تكفه
يا أيها المجتاز أجواز الفلا / رسم السرى فيها بمزبر حرفه
لم تبد شارقة تلوح أمامها / إلا وعاد مكانها من خلفه
ترتد رائضة القياد إذا التوى / من قبل أن يرتد شاخص طرفه
إن جزت أسنمة العقيق من الحمى / فقف المطي فثم أحجى وقفه
وانشد برامة عن فؤادي سربها / فالسرب أدرى في مراتع خشفه
قسماً بلفتة جيدة وبطرفه / وبغصن قامته وبوة ردفه
وبمرسل من شعره وعقاصه / ومرتب من نشره أو لفه
وبخده وبورده وبشمه / وبثغره وبخمره وبرشفه
ما كنت أحسبني أبت حباله / أو أن الفاً يلتوي عن الفه
تنحت فأقصت من رباعي رباعها
تنحت فأقصت من رباعي رباعها / وصدت فقل فقد الشبيبة راعها
مهاة لها بالقلب مرعى وملعب / وإن نزلت من أرض نجد تلاعها
لها الأمر ما بين الملا فلو أنها / دعت للتصابي ناسكاً لأطاعها
أجن صبابات بها لو أقلها / برضوى لدب النمل يبغي اقتلاعها
ولو أن ثهلاناً تصدى لحملها / وساعدنه هضب الفلا ما استطاعها
فما بالها تجفو وفي القلب ما به / وتسدل واوجداه عني قناعها
لحى اللَه واشيها الزنيم فإنه / تتبع أسرار لنا فأذاعها
هي الشمس مرآها بعيد وإن تكن / تخيلت الأيدي تنول شعاعها
خليلي من قحطان ما حيلتي بها / وهذي النوى مدت إلى الحي باعها
فما ديمة هطلاء العرى / تروي بتسكاب الدموع بقاعها
بأغزر من عيني دمعاً وقد سرت / ركائبهم تطوي الفلا ورباعها
سلام على الدنيا فإني فقدتها / لفقدانها إذ حيث كانت متاعها
فلا تنكرا إعجالي العيس بالسرى / أناحي بها ضيق الفلا واتساعها
إذا انتجعت ليلى بلاداً رأيتني / وإن شحطوا أهلي أزور انتجاعها
أمر تجعاتٌ بالحمى غدواته / فإن ديون الحب أهوى ارتجاعها
خليلي مالي لا أري اليوم جيرتي / إذا ما بدت في الأرض كانت طلاعها
لا تدر لي أيها الساقي رحيقا
لا تدر لي أيها الساقي رحيقا / أنا من خمر الهوى لن أستفيقا
ورشيق القد قد أرشفني / في مغاني لهوه خمراً وريقا
قده والردف غصنٌ ونقاً / يستقلان كثيباً ورشيقا
في رياض خلت من أزهارها / وجنتيه جلنارا وشقيقا
فلأم اللائم الويل إذا / لا مني فيك وإن كان صديقا
عذلوا فيك ولو لحت لهم / عدلوا فيك وما ضلوا الطريقا
أو أنسى لا ومن تيمني / لك في عهد الصبا عيشاً رقيقا
أخذت مني معاني حسنه / لهوى أي والهوى عهداً وثيقا
أيها الراكبها زيافة / تقطع البيد عنيفاً وعنيقا
عج على الزوراء واحبس ساعة / فإليها تقطع الفج العميقا
وعلى الكرخ فسلم إن لي / رشاً في ذلك الحي عشيقا
ماج ماء الحسن في وجنته / فغدا في موجه الخال غريقا
يا لجيران الحمى قد أكسبوا / كبدي صدعاً وساموها حريقا
أسروا قلبي وأجروا مدمعي / فأنا أشكو أسيراً وطليقا
لي دموع صبغتها زفرتي / فجري لؤلؤها الرطب عقيقا
أجرت سحاب دموعك الدمن
أجرت سحاب دموعك الدمن / فاليوم سرك في الهوى علن
كم تسأل الدمن التي درست / عنهم وليس تجيبك الدمن
ظعنوا أهيل محجر سحراً / سحراً أهيل محجر ظعنوا
فاليوم طرفك كله أرق / منهم وقلبك كله شجن
تبدي الحنين وراءهم ولهاً / كالنيب عن لقلبها الوطن
فالقلب في الأحمال مرتحل / والجسم بالأطلال مرتهن
لك بالحدوج وأهلها رشأٌ / رشأٌ أقل صفاته الحسن
غصن ولكن وجهه قمر / قمر ولكن قده غصن
النقع يحجب حجبه أبدا / وتمد ظلا فوقه البدن
قد خان عهدي في لقاه رشا / أبدا على الأرواح مؤتمن
سائق العيس هل تريح الركابا
سائق العيس هل تريح الركابا / حيث ربعي أميمة وربابا
فلتلك الرسوم تحكي خطوطاً / ولتلك الديار تحكي الكتابا
علنا أن نبل حر غليل / زاد بالبين حرقة والتهابا
حيث تغدو مرامعي كقطار / وجفوني تروح تحكي السحابا
سائلاً والمجيب سائل دمعي / هل ترى ويك سائلاً قد أجابا
من عذيري من العذول سحيراً / إذا رأى الدمع ليس يفنى انصبابا
كيف أصغي لعاذل لست أدري / خطأً قال في الهوى أم صوابا
ليس يرجو بذاك قرب حبيب / كيف ترجو من الحبيب اقترابا
سلب القلب طرفه إذ رماني / سهم عشق مسدداً فأصابا
لا تلوماه سالباً ولتلوما / أظلعي حيث أمكنته استلابا
قد أصيب الفؤاد بالعشق لما / خفت للعين إذ رنت إن تصابا
أين تلك القباب من أرض نجد / أترى البين حل تلك القبابا
لك في الحي نظرة لمهاة / راهب الدير لو رآها تصابى
لو رأى الغصن قدها ما تثنى / حين تهتز نشوة وشبابا
إذا ما تغنى سائق الركب حادثاً
إذا ما تغنى سائق الركب حادثاً / على سفح تيماء القلاص النواجيا
وقفت على الأطلا والعين ثرة / تسح دموعها قد حكين الغواديا
أيا منزل الأحباب قد كنت فيهم / ملاعب غزلان النقا وملاهيا
وما خلت أن الربع من بعد أهله / يعاني بهم ما كنت منهم معاينا
إذا لم يكن يغني البكاء لمنزل / فيا ليت شعري ما بكائي المغانيا
أيا ربع أين السرب من عهد مالك / سئلت ولكن ما أجبت سؤاليا
عهدناهم كالروض رق لرائد / يرق على جنب الغدير حواشيا
تراموا بعاداً منجداً خدورهم / تجوب بهم خوص المطي فيافيا
يؤمون أجراع العقيق من الحمى / يحلون أوعاساً له أو مطاليا
إذا أطنب العذال في الربع عذلهم / وقالوا مقالاً يكلم القلب واهيا
أقول الذي قد قال قيس بن عامر / فما زادني الراشون إلا تماديا
وفي الكلة الحمراء جؤذر رملةٍ / أطال عنائي في الهوى وبكائيا
إذا ما روى عن آية السحر طرفه / بسل حساماً في حاش القلب ماضيا
تريع فؤاد الصب من كل عاشق / إذا أسبلت وحف العقاص أفاعيا
وما روضة بالحزن طيبة الثرى / يهب عليها ناسم الريح وانيا
بأحسن منها نفحةً وشمائلاً / إذا ما بدت تدني من الغنج قاصيا
إذا ابتسمت عن أشنب الثغر في الدجى / أرتك بروقاً ومضها متعاليا
أسكان أكناف العواصم بعدكم / محاسن وجه الدهر أضحت مساويا
رحلتم عن الدهنا فظلت مداهناً / بحسن صنيعي عذلاً ولواحيا
لقط طلت يا ليل الصدود على الذي / يبيت يناجي فيك شهباً سواريا
أروح ولا عيني تصافح غمضها / ولا منهم طيف الخيال سرى ليا
لقد طال عهد البين بيني وبينهم / وأشجان قلبي باقيات كما هيا
غنت ظباء الفرس بالمعازف
غنت ظباء الفرس بالمعازف / ترقص حتى الوحش في المآلف
واتخذت للمرجان ملعباً / في روضة موشية المطارف
والشهب في متن الدجى كأنها / ودعٌ على زنجيةِ الوصائف
أو أنها دراهم تنثرها / على الحوادنيت يد الصيارف
أو أنها خط مداد أبيض / فهي على سود من الصحائف
أو أنها كانت أقاح روضة / قد نبتت آساً على المشارف
تهز للطعن رماحاً لقبت / في معرك الأشواق بالمعاطف
تنصلها الألحاظ في أسنة / لا تتقى بالحلق المضاعف
تكاد أن تسري بها نواظري / لولا ثقيل الحلي والملاحف
لي بنهما رود التثني كاعب / رود الشباب سهلة السوالف
قد وافقت طبع المشوق بالهوى / فما لها تبدي إبا المخالف
تفر من كفي إذا لمستها / في مأمن الحلي فرار خائف
أرابها وخط المشيب فالتوت / كأنها لم تك من أوالفي
كأنها السرب رعى شقائقاً / فعاد منها قاني السوالف
خائفة الحلي إذا تأودت / لكنها آمنة المطارف
كأن ما ينقص من خصورها / قد زاد منحطاً إلى الروادف
حالفتني وخنت يا عصر الصبا / فلم أثق بعدك في محالف
لاملأن الدهر منك حسرة / ترجع في أيامك السوالف
هذي معاهد ليلى فاحبسا وقفا
هذي معاهد ليلى فاحبسا وقفا / فما يضركما أن تسغفا دنفا
فقد عرفت لليلى أربعاً درست / وقد تذكرت عهداً للقا سلفا
يا صاحبي فعوجاً لا شقى بكما / صب شجاه محل الحي حين عفا
ولا تلوما إذا ما عبرة همعت / فما استجم الحيا إلا لكي يكفا
ولا تريحا أراك اللَه قلبكما / فما تكلفتما أن تعذلا كلفا
لقد تقاوى الهوى حتى ضعفت له / وقد تضاعف في صب به نحفا
ما كان حكم البلى عدلاً بأرسمها / عسى يكون سحاب الدمع منتصفا
هذا أريجهم في الربع فانتشقا / وذي ثغورهم في الروض فارتشفا
وذا أوار فؤادي شب فاقتبسا / وذا قطار دموعي سح فاغترفا
فلِلولوع فؤادي قد جرى حرقا / وللدموع عيوني قد جرت نطفا
يا بانة الجزع لا والنازلين به / ما كنت عارفة لولاهم الهيفا
وأنت يا سرب واديهم مجاورهم / فهل تكاد على مافيك أن تصفا
وذا الشقيق أنيق اللون تحسبه / ورداً من الوجنات الحمر مقتطفا
عربٌ نأوا فتنأى بعدهم جلدي / والبين يحكم في أهل الهوى جنفا
كم فيهم من رشيق القد تحسبه / خوطاً تمشت إليه فانعطفا
يعطو فيسبي المها جيداً وناظرة / وإن بدا ظل منه البدر منكسفا
دعصٌ من الرمل في ردف وفي عكنٍ / لولا تماسكه بالحلي لا تنسفا
أصهباء تروق لنا مزاجاً
أصهباء تروق لنا مزاجاً / جبينك كان يورثها انبلاجا
أم الروض الأريض سقاه نوء / من الأنواء فابتهج ابتهاجا
ولو سالت لرقتها طباع / لأفعمنا برقتك الزجاج
على أن الروادف منك ماجت / فكن كجدول بالبرد ماجا
مرض بلحظك الأحشاء لكن / رضابك كان للمرضى علاجا
أعرت الغصن ليناً والحميا / عذوبة فيك والقمر ابتلاجا
فرفقاً يا رشيق القد رفقا / فقلبي فيك للزفرات هاجا
بهرت بقدك الغصن انعطافا / ورعت بردفك الحقف ارتجاجا
ومذ ناسبت لطف الروح كادت / بك الأرواح تمتزج امتزاجا
ولما فاح خالك وهو مسك / علمنا حق ندك كان عاجا
فقم بي نغتنم للهو ربحا / فسوق مواسم اللذات راجا
زار وطرف الشهب سهران
زار وطرف الشهب سهران / أحوى غضيض الطرف وسنان
خاض الدجى والليل مسودة / أرجاؤه والنجم حيران
قد راقب الغفلة حتى أتى / مذ كان للغفلة إمكان
ونحن بالجرعاء من عالج / تضمناً بيدٌ وغيطان
للراح في راحتنا أكؤسٌ / كأنها يا سعد تيجان
يطوف فيها رشأ أغيد / أحوى رشيق القد وسنان
مفلج المبسم معسوله / فهو بما في فيه نشوان
والفرع يحمي الذرع عن ثغره / عقارب منه وثعبان
حتى تولت خطوات الدجى / وبان للورقاء ألحان
قام لتوديعي وفي خده / للدمع من عينيه نهران
فالدمع من عيني ومن عينه / كأنه در ومرجان
في أول الليل بظلمائه / وصل وبالآخر هجران
فهل عسى ينكر ما قد مضى / وهل يرى لي عنه سلوان
ماحيلتي والكرخ دار له / ودارنا يا صاح كوفان
نزل الهوى بين الغميم و تهمد
نزل الهوى بين الغميم و تهمد / ونأى النوى بتصبري وتجلدي
برح الخفاء وبان مضمر خاطري / وكذا تبين النار ما لم تخمد
ينزو بي الوجد الجموح لجيرة / جاروا علي بفرقة وتبعد
ولرب لؤلؤة ترى أصدافها / كلل الهوادج لأقباب مشيد
رقصت بها أيدي النياق وأرقلت / تطوي المغاوز فدفداً في فدفد
إن أيمنت فهوى فؤادي ميمن / أو أنجدت صاح الهوى بي أنجد
يا وصلها بالكرخ ليلة قد حدا / حادي الكؤوس بصوت نغمد معبد
طوراً يمر بنا على وصف الطلى / ويمر طوراً بالحسان الخرد
أترى تعود ولو بطيف طارق / والطيف أخفى مسلكاً للعود
لو عدتني لقضيت منك مآرباً / معها يعود لي الصبا غضّاً ندي
يا ليت لا عاج السمير بذكرهم / أوليت أذني صمة جلمد
نبهت يا سمر السمير لمهجتي / من موجعات القلب ما لم يرقد
وتمثلت لي بالتذكر أوجه / تهدي إلى الأشواق من لم يهتد
من كل ممنوع المراشف عن فمي / مصاً ومرصود السوالف عن يدي
وغذا تحرشت الصبا في قده / يهتز في مرح وميل معربد
ويذب عن حرم الجمال بأعين / تدمي لواحظها القلوب ولا تدي
من لي ومن لصبابتي من أهيف / غض الصبا ثمل المعاطف أغيد
يزهو الجمال على طلاقة وجهه / للعين بين مفضض ومعسجد
وعليه تنطف أدمعي وكأنها / في صبغ وجنة خده المتورد
لست أدري وربما كنت أدري
لست أدري وربما كنت أدري / أي ظبي عشقت من آل فهر
عاقداً للنطاق يعقد فيه / ثقل أردافه بدقة خصر
ما بخديك من وميض سناء / ماء حسن يموج أم ومض جمر
قل لنا أيها البديع جمالا / أببغداد يوسف أم بمصر
لاح كالشمس مشرقاً وسقاني / من لماه السلاف من غير عصر
فتراني والسكر سكر هيام / إذا سقاني والخمر خمرة ثغر
فأنا ابن الهوى أجل وأبوه / ما تربى هواك إلا بحجري
ليس للحب غاية وانتهاء / فهو عيش ما وقتوه بعمر
لا يحاججني العذول عليه / فهو من أول الشبيبة عذري
أيها المظمئ لورد رضاب / فيه لا في ابنة العناقيد سكري
لك نجلاء مقلة ضاق عنها / وسع صدري وانهد شاهق صبري
أيا راكباً ظهر مجدولة / سرت تترامى سرى الناشط
أرحها على الرمل من عالج / وعرج على المنزل الشاحط
وسل عن فؤادي فما غيره / بسقط العقيقين من ساقط
فيا حباذا الربع حيث الحمى / ووادي الأراكة للهابط
بحيث الصبا صابغ لمتي / ولم يكن الشيب بالواحظ
وعيش رقيق الحواشي مضى / ولم تعده غبطة الغابط
خليلي ليس الحب إلا علاقة
خليلي ليس الحب إلا علاقة / تعلق في أحناء صدري داؤها
وحسب الفتى داء إذا برحت به / علاقة وجد ليس يلقى دواؤها
إذا هتفت تحت الظلام حمائم / يذكرني قمري نجد غناؤها
فألوي عنان الشوق تلقاء أربع / بأكنافها ما أن تراع ظباؤها
فبي أفتدي تلك الظباء وكل ذي / حشا عضها الشوق الممض فداؤها
رمت الخصر في ضناها فكانت / علة العين للموحش تسري
كشف الفجر عن جبينك لكن / عن ليال من الغدائر عشر
لقد شط الركب من واسط
لقد شط الركب من واسط / فوا شوق نفسي إلى الشاحط
ألست على أخذ عهد الغرام / من قلب إلفك بالشارط
لقد كان هجرك شوك القتاد / فكيف استلان لدى الخارط
وأغيد إن يمتشط جعده / تعبق منه يد الماشط
أرى نوره شق ثوب الدجى / فأعيا على إبر الخائط
سخطت علي ولا ذنب لي / عليك رضا اللَه من ساخط
بسطت إليك يدا الوصال / فهلا رحمت يد الباسط
لقد كان نظمك نثر اللئال / سمحت بهن على اللاقط
إذا طالعتها الشمس وهي سوافر / يجلببها برد الكسوف حياؤها
وما بينها مسكية الطيب ثوبها / إذا لامس الأرض استطاب ثراؤها
مرنحة أعطافها فكأنما / يزر على خوط الأراك رداؤها
لها بين أفلاذ القلوب ملاعب / وإن ضمها في سفح نجد خباؤها
لقد أسرت يا للعشيرة مهجتي / وتلك التي لا يفتدي أسراؤها
فيا ربما خضنا لزورتها الدجى / على حين لم تشعر بنا رقباؤها
فجئنا إليها والظلام يلفنا / مخافة نمام فنم ضياؤها
عسى دارها تدنو فيألف مقلتي / كراها ويشفى بالتداني قذاؤها
ومائسة الأعطاف مهضومة الحشا
ومائسة الأعطاف مهضومة الحشا / إذا ما انثنت تحكي الغصون قوامها
قصرت عليها لاعج الحب فانثنت / تطيل علي العاذلات ملامها
وللود عندي حرمة لا أطيعها / حفظت إذا لم يرع غيري دمامها
أميمة قد أورى الحشا لاعج النوى / فهل زورة تطفي أميمة أوارها
ليهنك تهويم الجفون وإنني / أبيت ولم تألف جفوني منامها
لقد بلغ الواشون فينا مرامهم / وما بلغت نفسي بسلمى مرامها
رعى اللَه أعلام المحصب من منى / وحيي الحيا أكنافها وأكامها
فياليتها دامت وهل كان نافعي / مناي لهاتيك الليالي دوامها
أقول لسعد والحمائم هتف
أقول لسعد والحمائم هتف / وأيدي المطايا بالأحبة تعنف
عداك الحجى إن كنت ذا الهوى / مدامعه من ذئب القلب تنظف
أحن إذا حنت لذي الأثل ناقتي / وأصبو إذا ما الورق في الأيك تهتف
وليس إلى حزوى حننت ورامة / ولا لمحاني المنحني الجفن مطرف
أجل لي في وادي الغريين أغيد / هضيم الحشا ساجي اللواحظ أهيف
غزال ولكن يخجل البدر طلعة / وغصن ولكن ليس يحنو ويعطف
فكم ليلة بالسفح من أيمن الحمى / أدار علينا الراح والليل مسدف
فبت وحولي غلمة لم تكن إلى / سوى الجود تصبو أو سوى السيف تألف
إذا غضبت يوم الكريهة خلتها / أسوداً لها ظلت حشا الأرض ترجف
إذا جردت يوم القراع بوارقها / ترى بسناها أنفس الشوس تخطف
وإن رجت السمر الوشيج ترى لها / خياشيم من قاني دم القوم ترعف
تصول على الجيش اللهام بعزمة / تدك الجبال الراسيات وتنسف
سكارى حميا عتقتها يد الهوى / من الثغر تحسى لا من الكأس ترشف
رعى اللَه ذياك القوام فإنه / يكاد إذا هبت صبا يتقصف
ولله قلبي يوم قوض ركبهم / خفافاً وحادي العيس يحدو ويهتف
فآونة يمشي الهوينا وتارة / يخب على آثارهم يتعسف
بأهلي وبي فرد المحاسن أغيدا
بأهلي وبي فرد المحاسن أغيدا / بقلبي من خديه جذوة مقباس
بعينيه معنى السكر من نشوة الطلى / وفي فيه ذوق الخمر من مزة الكاس
هو البدر في أوصافه ومناله / سوى أنه دان إلى أعين الناس
نعم قبلت منه النواظر وجنة / قد احمر منها الورد في خضرة الآس
وماذا يضر البدر لو نظر الورى / إليه ولم تلمسه أنمل لماس
قد انعطفت منه على غير ريبة / معاطف غصن لين العطف مياس
فبتنا كما شاء العفاف بملعب / من اللهو فيه رق لي قلبه القاسي
وناولني في كفه عنبية / إذا احتسيت طابت بها نكهة الحاسي
أثار بها التصفيق منها فواقعا / كرضراض در أو مباسم عباس
من لي بنائية المزار قريبة
من لي بنائية المزار قريبة / مني قد اتخذ فؤادي مسكنا
رجراحة الأعطاف لو هز الصبا / أعطافها لرأيت رجراج القنا
عيناء لو نظرت إليك بأعين / وسنانة تجد الصوارم أعينا
وردية الوجنات إلا أنها / بسوى اللواحظ وردها لا يجتني
وبمهجتي منها لئالئ مبسم / فالبرق ينتهب الدجى ما بينا
جاء معطرة الثياب كأنما / نشر الربيع الطلق فاح بها لنا
شاهدت منها ورقة قد أتلعت / لي جيدها ورأيت غصناً لينا
لم أنس قولتها ورقة لفظها / والعيس نحو الخيف قافلة بنا
لولا المواثيق التي ما بيننا / ما إن لقيت سوى القطيعة عندنا
ماذا هدوك في الدجى وأخو الهوى / قلق الوسادة لا يقر من الضنى
فوجمت عن رد الجواب تلجلجا / والوجد ما أعيا الفصيح الألسنا
فتبينت حالي وهل يخفى الجوى / الداء يظهر للطبيب مبينا
تغنت فهاجت لوعة الوجد والجوى
تغنت فهاجت لوعة الوجد والجوى / حمام بذات الأثل في الأيك تهتف
فأين استقلوا يوم زمت ركابهم / وخفوا سراعاً للمسير وأعنفوا
فإن تكن الجرعا محط رحالهم / فيا لا عدا الجرعا من السحب أوطف
وإن نزلوا وادي المعرف من منى / فيا حبذا وادي منى والمعرف
نأوا فتعرفت المنازل بعدهم / وما كنت لولاهم لها أتعرف
أسفت على تلك الليالي التي مضت / بسفح اللوا لو كان يجدي التأسف
وكم لي على تلك المعاهد لهفة / وهيهات يجدي المستهام التلهف
فؤادي لوصل الغانيات مشوق
فؤادي لوصل الغانيات مشوق / وما لي إلى ما اشتهيه طريق
بنفسي من البيض الحسان خريدةً / فؤادي بها دون الحسان علوق
إلى مثلها يرنو الحليم صبابة / إذاما انثنت كالغصن وهو رشيق
لقد راق عيشي بالعقيق وسفحه / فهل بعده عيش لدي يروق
رعى اللَه أياما سلفن بربعه / صبوح بها قد طاب لي وغبوق
إذا ما جرى ذكر العقيق ومن به / جرى مدمعي في الخد وهو عقيق
وإن خفقت نكباء من أيمن الحمى / بدا لفؤاد المستهام خفوق
وإن جن ليلي بت صبا مؤرقا / ولي من سقامي زفرة وشهيق
أميمة مني بالوصال فإنني / على مضض الهجران لست أطيق
فديتك إن عز الوصال فإنني / قنوع ولو أن الخيال طروق
ليهنك إن القلب عندك موثق / على أن مدمعي في هواك طليق
لعمرك أني صادق الود والهوى / وما كل من يبدي الوداد صدوق
ويارب لاح في الغرام سفاهة / وقلبي لنا الشوق فيه حريق
له الويل هل يصغي إلى لوم لائم / فتى من خمار الحب ليس يفيق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025