المجموع : 152
عبث الدلال فهز مائس عطفه
عبث الدلال فهز مائس عطفه / وطغى الصبا فارتج مائج ردفه
فالبان يقصفه تميل غصنه / والرمل ينسفه تهيل حقفه
فضح الغزال وهو بدر محاسن / خرقت أشعته غمامة سجفه
كان الهلال فعاد بدراً كاملاً / لما أماط نضفيه عن نصفه
ووافتر عن در تشنف مثله / فتشابهاً والكل راق بوصفه
وافت تقرطه الثريا مثلما / وقف الهلال يريد رتبة وقفه
رشأ يلاعبه الرشا في جيده / تلعاً ويستر عنه أحمش ظلفه
يرعى بحبات القلوب وينثني / بالورد من خديه خشية قطفه
ما اعتاده عصف الصبا فأماده / إلا وطار القلب خشية قصفه
فغدت مطارحة العتاب تهزه / وغدوت أرفق ما استمر بهتفه
أشكو إليه كما تشكى خصره / من حبه لا من تحمل ردفه
كل تحمل فوق غاية جهده / منه وكل مجهد في ضعفه
حملت خصرك مثل ما حملتني / وكذاك ما لم تكفني لم تكفه
يا أيها المجتاز أجواز الفلا / رسم السرى فيها بمزبر حرفه
لم تبد شارقة تلوح أمامها / إلا وعاد مكانها من خلفه
ترتد رائضة القياد إذا التوى / من قبل أن يرتد شاخص طرفه
إن جزت أسنمة العقيق من الحمى / فقف المطي فثم أحجى وقفه
وانشد برامة عن فؤادي سربها / فالسرب أدرى في مراتع خشفه
قسماً بلفتة جيدة وبطرفه / وبغصن قامته وبوة ردفه
وبمرسل من شعره وعقاصه / ومرتب من نشره أو لفه
وبخده وبورده وبشمه / وبثغره وبخمره وبرشفه
ما كنت أحسبني أبت حباله / أو أن الفاً يلتوي عن الفه
تنحت فأقصت من رباعي رباعها
تنحت فأقصت من رباعي رباعها / وصدت فقل فقد الشبيبة راعها
مهاة لها بالقلب مرعى وملعب / وإن نزلت من أرض نجد تلاعها
لها الأمر ما بين الملا فلو أنها / دعت للتصابي ناسكاً لأطاعها
أجن صبابات بها لو أقلها / برضوى لدب النمل يبغي اقتلاعها
ولو أن ثهلاناً تصدى لحملها / وساعدنه هضب الفلا ما استطاعها
فما بالها تجفو وفي القلب ما به / وتسدل واوجداه عني قناعها
لحى اللَه واشيها الزنيم فإنه / تتبع أسرار لنا فأذاعها
هي الشمس مرآها بعيد وإن تكن / تخيلت الأيدي تنول شعاعها
خليلي من قحطان ما حيلتي بها / وهذي النوى مدت إلى الحي باعها
فما ديمة هطلاء العرى / تروي بتسكاب الدموع بقاعها
بأغزر من عيني دمعاً وقد سرت / ركائبهم تطوي الفلا ورباعها
سلام على الدنيا فإني فقدتها / لفقدانها إذ حيث كانت متاعها
فلا تنكرا إعجالي العيس بالسرى / أناحي بها ضيق الفلا واتساعها
إذا انتجعت ليلى بلاداً رأيتني / وإن شحطوا أهلي أزور انتجاعها
أمر تجعاتٌ بالحمى غدواته / فإن ديون الحب أهوى ارتجاعها
خليلي مالي لا أري اليوم جيرتي / إذا ما بدت في الأرض كانت طلاعها
لا تدر لي أيها الساقي رحيقا
لا تدر لي أيها الساقي رحيقا / أنا من خمر الهوى لن أستفيقا
ورشيق القد قد أرشفني / في مغاني لهوه خمراً وريقا
قده والردف غصنٌ ونقاً / يستقلان كثيباً ورشيقا
في رياض خلت من أزهارها / وجنتيه جلنارا وشقيقا
فلأم اللائم الويل إذا / لا مني فيك وإن كان صديقا
عذلوا فيك ولو لحت لهم / عدلوا فيك وما ضلوا الطريقا
أو أنسى لا ومن تيمني / لك في عهد الصبا عيشاً رقيقا
أخذت مني معاني حسنه / لهوى أي والهوى عهداً وثيقا
أيها الراكبها زيافة / تقطع البيد عنيفاً وعنيقا
عج على الزوراء واحبس ساعة / فإليها تقطع الفج العميقا
وعلى الكرخ فسلم إن لي / رشاً في ذلك الحي عشيقا
ماج ماء الحسن في وجنته / فغدا في موجه الخال غريقا
يا لجيران الحمى قد أكسبوا / كبدي صدعاً وساموها حريقا
أسروا قلبي وأجروا مدمعي / فأنا أشكو أسيراً وطليقا
لي دموع صبغتها زفرتي / فجري لؤلؤها الرطب عقيقا
أجرت سحاب دموعك الدمن
أجرت سحاب دموعك الدمن / فاليوم سرك في الهوى علن
كم تسأل الدمن التي درست / عنهم وليس تجيبك الدمن
ظعنوا أهيل محجر سحراً / سحراً أهيل محجر ظعنوا
فاليوم طرفك كله أرق / منهم وقلبك كله شجن
تبدي الحنين وراءهم ولهاً / كالنيب عن لقلبها الوطن
فالقلب في الأحمال مرتحل / والجسم بالأطلال مرتهن
لك بالحدوج وأهلها رشأٌ / رشأٌ أقل صفاته الحسن
غصن ولكن وجهه قمر / قمر ولكن قده غصن
النقع يحجب حجبه أبدا / وتمد ظلا فوقه البدن
قد خان عهدي في لقاه رشا / أبدا على الأرواح مؤتمن
سائق العيس هل تريح الركابا
سائق العيس هل تريح الركابا / حيث ربعي أميمة وربابا
فلتلك الرسوم تحكي خطوطاً / ولتلك الديار تحكي الكتابا
علنا أن نبل حر غليل / زاد بالبين حرقة والتهابا
حيث تغدو مرامعي كقطار / وجفوني تروح تحكي السحابا
سائلاً والمجيب سائل دمعي / هل ترى ويك سائلاً قد أجابا
من عذيري من العذول سحيراً / إذا رأى الدمع ليس يفنى انصبابا
كيف أصغي لعاذل لست أدري / خطأً قال في الهوى أم صوابا
ليس يرجو بذاك قرب حبيب / كيف ترجو من الحبيب اقترابا
سلب القلب طرفه إذ رماني / سهم عشق مسدداً فأصابا
لا تلوماه سالباً ولتلوما / أظلعي حيث أمكنته استلابا
قد أصيب الفؤاد بالعشق لما / خفت للعين إذ رنت إن تصابا
أين تلك القباب من أرض نجد / أترى البين حل تلك القبابا
لك في الحي نظرة لمهاة / راهب الدير لو رآها تصابى
لو رأى الغصن قدها ما تثنى / حين تهتز نشوة وشبابا
إذا ما تغنى سائق الركب حادثاً
إذا ما تغنى سائق الركب حادثاً / على سفح تيماء القلاص النواجيا
وقفت على الأطلا والعين ثرة / تسح دموعها قد حكين الغواديا
أيا منزل الأحباب قد كنت فيهم / ملاعب غزلان النقا وملاهيا
وما خلت أن الربع من بعد أهله / يعاني بهم ما كنت منهم معاينا
إذا لم يكن يغني البكاء لمنزل / فيا ليت شعري ما بكائي المغانيا
أيا ربع أين السرب من عهد مالك / سئلت ولكن ما أجبت سؤاليا
عهدناهم كالروض رق لرائد / يرق على جنب الغدير حواشيا
تراموا بعاداً منجداً خدورهم / تجوب بهم خوص المطي فيافيا
يؤمون أجراع العقيق من الحمى / يحلون أوعاساً له أو مطاليا
إذا أطنب العذال في الربع عذلهم / وقالوا مقالاً يكلم القلب واهيا
أقول الذي قد قال قيس بن عامر / فما زادني الراشون إلا تماديا
وفي الكلة الحمراء جؤذر رملةٍ / أطال عنائي في الهوى وبكائيا
إذا ما روى عن آية السحر طرفه / بسل حساماً في حاش القلب ماضيا
تريع فؤاد الصب من كل عاشق / إذا أسبلت وحف العقاص أفاعيا
وما روضة بالحزن طيبة الثرى / يهب عليها ناسم الريح وانيا
بأحسن منها نفحةً وشمائلاً / إذا ما بدت تدني من الغنج قاصيا
إذا ابتسمت عن أشنب الثغر في الدجى / أرتك بروقاً ومضها متعاليا
أسكان أكناف العواصم بعدكم / محاسن وجه الدهر أضحت مساويا
رحلتم عن الدهنا فظلت مداهناً / بحسن صنيعي عذلاً ولواحيا
لقط طلت يا ليل الصدود على الذي / يبيت يناجي فيك شهباً سواريا
أروح ولا عيني تصافح غمضها / ولا منهم طيف الخيال سرى ليا
لقد طال عهد البين بيني وبينهم / وأشجان قلبي باقيات كما هيا
غنت ظباء الفرس بالمعازف
غنت ظباء الفرس بالمعازف / ترقص حتى الوحش في المآلف
واتخذت للمرجان ملعباً / في روضة موشية المطارف
والشهب في متن الدجى كأنها / ودعٌ على زنجيةِ الوصائف
أو أنها دراهم تنثرها / على الحوادنيت يد الصيارف
أو أنها خط مداد أبيض / فهي على سود من الصحائف
أو أنها كانت أقاح روضة / قد نبتت آساً على المشارف
تهز للطعن رماحاً لقبت / في معرك الأشواق بالمعاطف
تنصلها الألحاظ في أسنة / لا تتقى بالحلق المضاعف
تكاد أن تسري بها نواظري / لولا ثقيل الحلي والملاحف
لي بنهما رود التثني كاعب / رود الشباب سهلة السوالف
قد وافقت طبع المشوق بالهوى / فما لها تبدي إبا المخالف
تفر من كفي إذا لمستها / في مأمن الحلي فرار خائف
أرابها وخط المشيب فالتوت / كأنها لم تك من أوالفي
كأنها السرب رعى شقائقاً / فعاد منها قاني السوالف
خائفة الحلي إذا تأودت / لكنها آمنة المطارف
كأن ما ينقص من خصورها / قد زاد منحطاً إلى الروادف
حالفتني وخنت يا عصر الصبا / فلم أثق بعدك في محالف
لاملأن الدهر منك حسرة / ترجع في أيامك السوالف
هذي معاهد ليلى فاحبسا وقفا
هذي معاهد ليلى فاحبسا وقفا / فما يضركما أن تسغفا دنفا
فقد عرفت لليلى أربعاً درست / وقد تذكرت عهداً للقا سلفا
يا صاحبي فعوجاً لا شقى بكما / صب شجاه محل الحي حين عفا
ولا تلوما إذا ما عبرة همعت / فما استجم الحيا إلا لكي يكفا
ولا تريحا أراك اللَه قلبكما / فما تكلفتما أن تعذلا كلفا
لقد تقاوى الهوى حتى ضعفت له / وقد تضاعف في صب به نحفا
ما كان حكم البلى عدلاً بأرسمها / عسى يكون سحاب الدمع منتصفا
هذا أريجهم في الربع فانتشقا / وذي ثغورهم في الروض فارتشفا
وذا أوار فؤادي شب فاقتبسا / وذا قطار دموعي سح فاغترفا
فلِلولوع فؤادي قد جرى حرقا / وللدموع عيوني قد جرت نطفا
يا بانة الجزع لا والنازلين به / ما كنت عارفة لولاهم الهيفا
وأنت يا سرب واديهم مجاورهم / فهل تكاد على مافيك أن تصفا
وذا الشقيق أنيق اللون تحسبه / ورداً من الوجنات الحمر مقتطفا
عربٌ نأوا فتنأى بعدهم جلدي / والبين يحكم في أهل الهوى جنفا
كم فيهم من رشيق القد تحسبه / خوطاً تمشت إليه فانعطفا
يعطو فيسبي المها جيداً وناظرة / وإن بدا ظل منه البدر منكسفا
دعصٌ من الرمل في ردف وفي عكنٍ / لولا تماسكه بالحلي لا تنسفا
أصهباء تروق لنا مزاجاً
أصهباء تروق لنا مزاجاً / جبينك كان يورثها انبلاجا
أم الروض الأريض سقاه نوء / من الأنواء فابتهج ابتهاجا
ولو سالت لرقتها طباع / لأفعمنا برقتك الزجاج
على أن الروادف منك ماجت / فكن كجدول بالبرد ماجا
مرض بلحظك الأحشاء لكن / رضابك كان للمرضى علاجا
أعرت الغصن ليناً والحميا / عذوبة فيك والقمر ابتلاجا
فرفقاً يا رشيق القد رفقا / فقلبي فيك للزفرات هاجا
بهرت بقدك الغصن انعطافا / ورعت بردفك الحقف ارتجاجا
ومذ ناسبت لطف الروح كادت / بك الأرواح تمتزج امتزاجا
ولما فاح خالك وهو مسك / علمنا حق ندك كان عاجا
فقم بي نغتنم للهو ربحا / فسوق مواسم اللذات راجا
زار وطرف الشهب سهران
زار وطرف الشهب سهران / أحوى غضيض الطرف وسنان
خاض الدجى والليل مسودة / أرجاؤه والنجم حيران
قد راقب الغفلة حتى أتى / مذ كان للغفلة إمكان
ونحن بالجرعاء من عالج / تضمناً بيدٌ وغيطان
للراح في راحتنا أكؤسٌ / كأنها يا سعد تيجان
يطوف فيها رشأ أغيد / أحوى رشيق القد وسنان
مفلج المبسم معسوله / فهو بما في فيه نشوان
والفرع يحمي الذرع عن ثغره / عقارب منه وثعبان
حتى تولت خطوات الدجى / وبان للورقاء ألحان
قام لتوديعي وفي خده / للدمع من عينيه نهران
فالدمع من عيني ومن عينه / كأنه در ومرجان
في أول الليل بظلمائه / وصل وبالآخر هجران
فهل عسى ينكر ما قد مضى / وهل يرى لي عنه سلوان
ماحيلتي والكرخ دار له / ودارنا يا صاح كوفان
نزل الهوى بين الغميم و تهمد
نزل الهوى بين الغميم و تهمد / ونأى النوى بتصبري وتجلدي
برح الخفاء وبان مضمر خاطري / وكذا تبين النار ما لم تخمد
ينزو بي الوجد الجموح لجيرة / جاروا علي بفرقة وتبعد
ولرب لؤلؤة ترى أصدافها / كلل الهوادج لأقباب مشيد
رقصت بها أيدي النياق وأرقلت / تطوي المغاوز فدفداً في فدفد
إن أيمنت فهوى فؤادي ميمن / أو أنجدت صاح الهوى بي أنجد
يا وصلها بالكرخ ليلة قد حدا / حادي الكؤوس بصوت نغمد معبد
طوراً يمر بنا على وصف الطلى / ويمر طوراً بالحسان الخرد
أترى تعود ولو بطيف طارق / والطيف أخفى مسلكاً للعود
لو عدتني لقضيت منك مآرباً / معها يعود لي الصبا غضّاً ندي
يا ليت لا عاج السمير بذكرهم / أوليت أذني صمة جلمد
نبهت يا سمر السمير لمهجتي / من موجعات القلب ما لم يرقد
وتمثلت لي بالتذكر أوجه / تهدي إلى الأشواق من لم يهتد
من كل ممنوع المراشف عن فمي / مصاً ومرصود السوالف عن يدي
وغذا تحرشت الصبا في قده / يهتز في مرح وميل معربد
ويذب عن حرم الجمال بأعين / تدمي لواحظها القلوب ولا تدي
من لي ومن لصبابتي من أهيف / غض الصبا ثمل المعاطف أغيد
يزهو الجمال على طلاقة وجهه / للعين بين مفضض ومعسجد
وعليه تنطف أدمعي وكأنها / في صبغ وجنة خده المتورد
لست أدري وربما كنت أدري
لست أدري وربما كنت أدري / أي ظبي عشقت من آل فهر
عاقداً للنطاق يعقد فيه / ثقل أردافه بدقة خصر
ما بخديك من وميض سناء / ماء حسن يموج أم ومض جمر
قل لنا أيها البديع جمالا / أببغداد يوسف أم بمصر
لاح كالشمس مشرقاً وسقاني / من لماه السلاف من غير عصر
فتراني والسكر سكر هيام / إذا سقاني والخمر خمرة ثغر
فأنا ابن الهوى أجل وأبوه / ما تربى هواك إلا بحجري
ليس للحب غاية وانتهاء / فهو عيش ما وقتوه بعمر
لا يحاججني العذول عليه / فهو من أول الشبيبة عذري
أيها المظمئ لورد رضاب / فيه لا في ابنة العناقيد سكري
لك نجلاء مقلة ضاق عنها / وسع صدري وانهد شاهق صبري
أيا راكباً ظهر مجدولة / سرت تترامى سرى الناشط
أرحها على الرمل من عالج / وعرج على المنزل الشاحط
وسل عن فؤادي فما غيره / بسقط العقيقين من ساقط
فيا حباذا الربع حيث الحمى / ووادي الأراكة للهابط
بحيث الصبا صابغ لمتي / ولم يكن الشيب بالواحظ
وعيش رقيق الحواشي مضى / ولم تعده غبطة الغابط
خليلي ليس الحب إلا علاقة
خليلي ليس الحب إلا علاقة / تعلق في أحناء صدري داؤها
وحسب الفتى داء إذا برحت به / علاقة وجد ليس يلقى دواؤها
إذا هتفت تحت الظلام حمائم / يذكرني قمري نجد غناؤها
فألوي عنان الشوق تلقاء أربع / بأكنافها ما أن تراع ظباؤها
فبي أفتدي تلك الظباء وكل ذي / حشا عضها الشوق الممض فداؤها
رمت الخصر في ضناها فكانت / علة العين للموحش تسري
كشف الفجر عن جبينك لكن / عن ليال من الغدائر عشر
لقد شط الركب من واسط
لقد شط الركب من واسط / فوا شوق نفسي إلى الشاحط
ألست على أخذ عهد الغرام / من قلب إلفك بالشارط
لقد كان هجرك شوك القتاد / فكيف استلان لدى الخارط
وأغيد إن يمتشط جعده / تعبق منه يد الماشط
أرى نوره شق ثوب الدجى / فأعيا على إبر الخائط
سخطت علي ولا ذنب لي / عليك رضا اللَه من ساخط
بسطت إليك يدا الوصال / فهلا رحمت يد الباسط
لقد كان نظمك نثر اللئال / سمحت بهن على اللاقط
إذا طالعتها الشمس وهي سوافر / يجلببها برد الكسوف حياؤها
وما بينها مسكية الطيب ثوبها / إذا لامس الأرض استطاب ثراؤها
مرنحة أعطافها فكأنما / يزر على خوط الأراك رداؤها
لها بين أفلاذ القلوب ملاعب / وإن ضمها في سفح نجد خباؤها
لقد أسرت يا للعشيرة مهجتي / وتلك التي لا يفتدي أسراؤها
فيا ربما خضنا لزورتها الدجى / على حين لم تشعر بنا رقباؤها
فجئنا إليها والظلام يلفنا / مخافة نمام فنم ضياؤها
عسى دارها تدنو فيألف مقلتي / كراها ويشفى بالتداني قذاؤها
ومائسة الأعطاف مهضومة الحشا
ومائسة الأعطاف مهضومة الحشا / إذا ما انثنت تحكي الغصون قوامها
قصرت عليها لاعج الحب فانثنت / تطيل علي العاذلات ملامها
وللود عندي حرمة لا أطيعها / حفظت إذا لم يرع غيري دمامها
أميمة قد أورى الحشا لاعج النوى / فهل زورة تطفي أميمة أوارها
ليهنك تهويم الجفون وإنني / أبيت ولم تألف جفوني منامها
لقد بلغ الواشون فينا مرامهم / وما بلغت نفسي بسلمى مرامها
رعى اللَه أعلام المحصب من منى / وحيي الحيا أكنافها وأكامها
فياليتها دامت وهل كان نافعي / مناي لهاتيك الليالي دوامها
أقول لسعد والحمائم هتف
أقول لسعد والحمائم هتف / وأيدي المطايا بالأحبة تعنف
عداك الحجى إن كنت ذا الهوى / مدامعه من ذئب القلب تنظف
أحن إذا حنت لذي الأثل ناقتي / وأصبو إذا ما الورق في الأيك تهتف
وليس إلى حزوى حننت ورامة / ولا لمحاني المنحني الجفن مطرف
أجل لي في وادي الغريين أغيد / هضيم الحشا ساجي اللواحظ أهيف
غزال ولكن يخجل البدر طلعة / وغصن ولكن ليس يحنو ويعطف
فكم ليلة بالسفح من أيمن الحمى / أدار علينا الراح والليل مسدف
فبت وحولي غلمة لم تكن إلى / سوى الجود تصبو أو سوى السيف تألف
إذا غضبت يوم الكريهة خلتها / أسوداً لها ظلت حشا الأرض ترجف
إذا جردت يوم القراع بوارقها / ترى بسناها أنفس الشوس تخطف
وإن رجت السمر الوشيج ترى لها / خياشيم من قاني دم القوم ترعف
تصول على الجيش اللهام بعزمة / تدك الجبال الراسيات وتنسف
سكارى حميا عتقتها يد الهوى / من الثغر تحسى لا من الكأس ترشف
رعى اللَه ذياك القوام فإنه / يكاد إذا هبت صبا يتقصف
ولله قلبي يوم قوض ركبهم / خفافاً وحادي العيس يحدو ويهتف
فآونة يمشي الهوينا وتارة / يخب على آثارهم يتعسف
بأهلي وبي فرد المحاسن أغيدا
بأهلي وبي فرد المحاسن أغيدا / بقلبي من خديه جذوة مقباس
بعينيه معنى السكر من نشوة الطلى / وفي فيه ذوق الخمر من مزة الكاس
هو البدر في أوصافه ومناله / سوى أنه دان إلى أعين الناس
نعم قبلت منه النواظر وجنة / قد احمر منها الورد في خضرة الآس
وماذا يضر البدر لو نظر الورى / إليه ولم تلمسه أنمل لماس
قد انعطفت منه على غير ريبة / معاطف غصن لين العطف مياس
فبتنا كما شاء العفاف بملعب / من اللهو فيه رق لي قلبه القاسي
وناولني في كفه عنبية / إذا احتسيت طابت بها نكهة الحاسي
أثار بها التصفيق منها فواقعا / كرضراض در أو مباسم عباس
من لي بنائية المزار قريبة
من لي بنائية المزار قريبة / مني قد اتخذ فؤادي مسكنا
رجراحة الأعطاف لو هز الصبا / أعطافها لرأيت رجراج القنا
عيناء لو نظرت إليك بأعين / وسنانة تجد الصوارم أعينا
وردية الوجنات إلا أنها / بسوى اللواحظ وردها لا يجتني
وبمهجتي منها لئالئ مبسم / فالبرق ينتهب الدجى ما بينا
جاء معطرة الثياب كأنما / نشر الربيع الطلق فاح بها لنا
شاهدت منها ورقة قد أتلعت / لي جيدها ورأيت غصناً لينا
لم أنس قولتها ورقة لفظها / والعيس نحو الخيف قافلة بنا
لولا المواثيق التي ما بيننا / ما إن لقيت سوى القطيعة عندنا
ماذا هدوك في الدجى وأخو الهوى / قلق الوسادة لا يقر من الضنى
فوجمت عن رد الجواب تلجلجا / والوجد ما أعيا الفصيح الألسنا
فتبينت حالي وهل يخفى الجوى / الداء يظهر للطبيب مبينا
تغنت فهاجت لوعة الوجد والجوى
تغنت فهاجت لوعة الوجد والجوى / حمام بذات الأثل في الأيك تهتف
فأين استقلوا يوم زمت ركابهم / وخفوا سراعاً للمسير وأعنفوا
فإن تكن الجرعا محط رحالهم / فيا لا عدا الجرعا من السحب أوطف
وإن نزلوا وادي المعرف من منى / فيا حبذا وادي منى والمعرف
نأوا فتعرفت المنازل بعدهم / وما كنت لولاهم لها أتعرف
أسفت على تلك الليالي التي مضت / بسفح اللوا لو كان يجدي التأسف
وكم لي على تلك المعاهد لهفة / وهيهات يجدي المستهام التلهف
فؤادي لوصل الغانيات مشوق
فؤادي لوصل الغانيات مشوق / وما لي إلى ما اشتهيه طريق
بنفسي من البيض الحسان خريدةً / فؤادي بها دون الحسان علوق
إلى مثلها يرنو الحليم صبابة / إذاما انثنت كالغصن وهو رشيق
لقد راق عيشي بالعقيق وسفحه / فهل بعده عيش لدي يروق
رعى اللَه أياما سلفن بربعه / صبوح بها قد طاب لي وغبوق
إذا ما جرى ذكر العقيق ومن به / جرى مدمعي في الخد وهو عقيق
وإن خفقت نكباء من أيمن الحمى / بدا لفؤاد المستهام خفوق
وإن جن ليلي بت صبا مؤرقا / ولي من سقامي زفرة وشهيق
أميمة مني بالوصال فإنني / على مضض الهجران لست أطيق
فديتك إن عز الوصال فإنني / قنوع ولو أن الخيال طروق
ليهنك إن القلب عندك موثق / على أن مدمعي في هواك طليق
لعمرك أني صادق الود والهوى / وما كل من يبدي الوداد صدوق
ويارب لاح في الغرام سفاهة / وقلبي لنا الشوق فيه حريق
له الويل هل يصغي إلى لوم لائم / فتى من خمار الحب ليس يفيق