القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : البُرَعي الكل
المجموع : 95
سقاك الحيا الوسمى ربعا تأيدا
سقاك الحيا الوسمى ربعا تأيدا / وَعادك عيد الانس وقفا مؤيدا
وَحيتك من روح النَسيم مَريضة / تساقط در الطل فيك منضدا
فَما أَنا في الآثار أَوّل قائِل / سقاكَ وَروّاك الغمام وَرددا
عكفت عَلى مغناك حَتّى توهمت / نهاتي باني قد تخذتك مسجدا
وَحددت عهد الحب منك بلوعة / اذا طفئت بالدمع زادَت توقدا
بكين حمامات الحمى فاِستفزني / جراح هوى في القَلب عاد كَما بدا
وَهاجَ الصبا النجدي وَجدي بحاجر / فأفنيت لَيلا بعد لَيل مسهدأ
وَما تَركت مني الصَبابة في الصبا / لمستقبل الوجد الجَديد تجلدا
عَذيري من هم دخيل وَحسرة / عَلى زَمن في الغور لم يك مسعدا
وَسوق لفقد الوصل أَعوز فقده / أَوالى له الصبر الجَميل تجددا
بِنَفسي لَيلات مضت بسويقة / وَشعب جياد ما أَلذ تهجدا
وَذات جمال في أَباطح مكة / محاسنها تحكي سناء توقدا
اذا ما رآها العاشِقون رأَيتهم / يخرون للاذقان يَبكون سجدا
عكوفا بمغناها حَيارى بحسنها / فَلِلَّه كَم أَصبت قلوبا وأَكبدا
وَما زلت أَوليها بوادر عبرتي / وأسأل عنها كل من راح أَوغدا
وَلَو أَنصفتني ساعدتني بزورة / أَعيش بها بعد الفراق مخلدا
فَواللَه لا واللَه ما بي طاقة / عَلى حكم دهر جائر جارو اِعتَدى
وَلكن انادى بالجاه محمد / لا سمع صوتي خير من سمع الندا
وانزل من اعلى ذوائِب هاشم / باسمح من فيض الغمام وجودا
بأحسن من في الكون خلقا وَخلقة / وأطيبهم اصلا وَفرعا وَمولدا
وأرجحهم وَزنا وارفعهم ذرا / واطهرهم قَلبا واطولهم يدا
فما ولدت في الارض حوا وأدم / بأشرف منه في الوجود وأمجدا
وَما اِشتملت أَرض عَلى مثل أَحمَد / أَبروأ وَفي من تقمص واِرتَدى
بنور الفَتى المكي قامَت دَلائِل / عَلى الحق لما قام فينا موحدا
وان الفَتى المكي شمس هداية / اذا اِستمسَك الغاوي بعروته اِهتَدى
لَقَد شملتنا منه كل كَرامة / وَصلنا به عزا وَفخرا عَلى العدا
هدانا الصِراط المُستَقيم بهديه / وألفتهم الاهواء في هوّة الردى
فأصبح يولينا عواطف بره / وَيوليهم السيف الصَقيل المهندا
وَما زالَ حَتّى فل شوكة شركهم / وَشد عر الدين الحنيفي وأكدا
الى أَن أَقام الحق بعد اعوجاجه / وَدل عَلى قصد السَبيل فأرشدا
عليك سَلام اللَه بدار بطيبة / به يختم الذكر الجَميل وَيبتدا
كأني بزوّار الحَبيب وَقَد رأوا / بيثرب نورا في السَماء تصعدا
وَهبت رياح المسك م نحو روضة / أَقام بها الداعي إِلى سبل الهدى
محمد الحاوي المحامد لم يَزَل / لمن في السَماء السبع والارض سيدا
ثمالى ومأمولي وَمالي وَموئلي / وَغاية مقصودى اذا شئت مقصدا
شددت به أزرى وَجددت أنعمى / وأعددته لي في الحوادِث منجدا
وَقيدت آمالي به وَبحبه / ومن وجد الاحسان قيدا تقيدا
سَلام عَلى السامي إِلى الرتب الَّتي / سرى الحيدرى فيها سما كاوفرقدا
فَتى جاوز السبع السَموات حائزا / فَضائِل سبق ما لميدانه مدى
وأدكاه من ناداه من فوق عرشه / ليَزداد في الدارين مجدا وَسوددا
أجب يا رَسول اللَه دَعوة مادح / يَراك لما يَرجو من الخير مرصدا
توسل بي برّ اليك صو يحب / لِيَمحو كتابا بالذنوب مسودا
وَما زالَ تعويلي عَلى جاهك الَّذي / يؤمله العبد الشقي ليسعدا
فَقُم بابن موسى احمد المذنب الَّذي / رَجاك وهب في الحشر موسى لاحمدا
وأَولاده والوالدين تولهم / وأقربه رحما اليه وابعدا
وَزد قائل الابيات فضلا وَرَحمَة / وأكرمه في دنياه واشفع له غَدا
وَقل أَنتَ يا عَبد الرَحيم وكل من / يَليك غَريق الخير في لجه الندى
فَما كنت بدعا أن جعلتك عدتي / وَلا كنت ذا عجز فَتَتركني سدى
وَلكنني أَلقى العدابك غالبا / وآوى الى الركن الشَديدا مؤيدا
فاعيت مَسافات مواسم ربحه / فحج وَما زارَ النَبي محمدا
فَيا ضيعة الايام ان هي أَدبرت / وَما انجزت بَيني وَبينك موعدا
وَصلى عليك اللَه ما ذر عارض / وَما صاح قمري الاراك مغردا
صَلاة تحاكي الشمس نورا وَرفعة / وَتَبقى عَلى مر الجَديدين سرمدا
تخصك يا فرد الجلال وَيَنثَني / سَناها عَلى الصحب الكِرام مرددا
أَعلمت من ركب البراق عتيما
أَعلمت من ركب البراق عتيما / وَتَلاه جبريل الامين نَديما
حَتّى سَما فوق السماء قدوما / ودنا فكلم ربه تَكليما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
أَم من عَلى الرسل الكِرام تقدما / وَنَوى الصَلاة بهم وَكبر محرما
سَرى والى ذى العرش فرد بعدَما / بلغ الامين مكانه المَعلوما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
أَم من كقاب القوس آية قربه / بعلوه وَدَنوه من ربه
وَرأى الاله بعينه وَبِقَلبه / وَحوى من الغيب الخَفي علوما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
ومن المخصص بالنبوة أَوّلا / وأبوه آدم طينة لم يكملا
ومن الَّذي نالَ العلا حَتّى علا / شرفا وَحاز الفخر وَالتَفخيما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
ذاكَ ابن آمنة البَشير المنذر / الصادِق المزمل المدثر
السابق المتقدم المتأخر / حاوى المَفاخر آخرا وَقَديما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
ذاكَ الَّذي طابَ الزَمان بذكره / وَتعطرت طرق الهدى من عطره
واذا النَسيم الرطب مر بقبره / أهدى من المسك الذَكي نَسيما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
اختاره رب السَموات العلى / واختصه بالمكرمات وَفضلا
وَهداه بالوحي الشَريف مفصلا / سورا وَذكرا من لدنه حَكيما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
عبرت صبا نجد بنفعة عنبر / من روضة في مشهد متعطر
ما بين قبر للنبي ومنبر / فيها الَّذي وهب النوال عَميما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
هُوَ صفوة الباري وَخاتم رسله / وأمينه المَخصوص منه بفضله
لا در در الشعر ان لم أمله / في مدح أَحمَد لؤلؤا منظوما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
كَم دمر المختار من متمرد / بمحجل وَمثقف وَمهند
وَعصابة حازة بفضل محمد / شرفا وَفخر الايرام عَظيما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
قاد الخيول الصافنات الى العدا / ثم اِنتَضى بيضا تدل عَلى الهدى
وَعواسلا أوردن باغضه الردى / وأعدن والدة الضلال عَقيما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
وحمت حمى الاسلام بيض صفاحه / وَجنود نصرته وَسمر رماحه
وَحمى الظلال سقى رمال بطاحه / دم باغضيه وَعاد منه سَليما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
ذاكَ الَّذي عبد الاله وأخلصا / وَهُوَ المشفع في المعاد لمن عصى
وَبكفه نطقت وَسبحت الحصى / شَرفا له وَلربه تَعظيما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
في الغار نسج العنكبوت لاجله / وَالماء من يمناه فاضَ لفضله
وَتفجر الضرع الاجد برسله / واخضر جدع كان قبل هشيما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
وَالفحل خص محمدا بسجوده / وَالجذع حن عَلى فوات وجوده
يا أَيُّها المتعرضون لجوده / زوروا كَريما واقصدوه كَريما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
من لي بان أَحظى فأفخر موعد / وأزوره وَالعمر لَيسَ بمسعد
وَمَتى أُشاهد نور قبر محمد / وَيَصير حظى بالشقاء نَعيما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
فومن أَحن الى زيارة سوحه / لا كفرن خَطيئَتي بمديحه
فاللَه يسعدني بلثم ضَريحه / لا نالَ فوزا من لديه عَظيما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
ما زلت أكتسب الفَضائِل وَالعلى / بنظام نثر كالجواهر فصلا
أهديه من نيابَتي برع الى / من لم يزل بالمؤمنين رَحيما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
هُوَ ذخرتي هُوَ عمدتي هو عدتي / وَحماى في الدنيا وَمؤنس وحدتي
وَغد الوذ به فيكشف كربتي / وَيَكون عني للخصوم خَصيما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
هو لُجئي وَبه اهديت من العمى / وَلقيت منه لدى الشدائد أنعما
وَجعلته لمنال فَخري سلما / وَلروضة الامل الهَشيم غيوما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
هَل يا محمد تنقذون غَريقكم / متحمل الاوزار ضل طَريقكم
ان لم أَكن في النائبات رَفيقكم / وَلزيمكم فلمن أَكون لزيما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
قل أَنت يا عَبد الرَحيم وكل من / يعنيك من أَصل وَفرع أوسكن
في ظلنا المَمدود من محن الزمن / واشمل بجاهك صاحبا وَحَميما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
وادرأ بصولك في نحور حواسدي / أَبَدا وَعاند بالنكال معاندي
وأجز حروف قصائدي بمقاصدي / وَتول نصرى ظالما مَظلوما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
يا من براه اللَه نور اللورى / فأقام فيهم منذرا وَمبشرا
أَنا غرس جودك في العراء وَفي الثرا / وَغداة يجمعنا المعاد عموما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
مني السَلام عليك ما هب الصبا / وَتعانقت عذبات بانات الربا
وَتناوحت ورق الحمام لتطربا / وأَضاءَ نورك في السماء نحوما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
وَعليك صَلى اللَه غالب أَمره / تعداد موجود الوجود بأسره
يا لِلَّه يا متلذذين بذكره / من كان منكم ظاعنا وَمُقيما
صلوا عليه وَسَلموا تَسليما /
قفا برياض الشعب شعب القرنفل
قفا برياض الشعب شعب القرنفل / نجد ما بدمع في المَحاجِر مسبل
وَتندب آثارا أَثارَت غرامنا / وأجرت حميا الوجد في كل مفصل
مَنازِل كنا أَهلها فاحالها / تقلب دهر بالبلاء موكل
فأضحت لارواح الرياح ملاعبا / تَناوحن فيها من جنوب وَشمأل
وَلَم يَبقَ منها غير سفع رواكد / وآثاراطلال وَبئر معطل
خَليلي لا تستخبر اني عَن الهوى / فَيَشكو لسان الحال حال التذلل
وَما أَنا للشكوى بأهل وانما / ملكت سَبيلا لست فيها بأول
لَقَد نزلت مني بربيع رَبيعة / تَرامى عيون العبر في كل مقتل
وَلَم يدر رب الربع أي دم جنى / وأي فَتى أفتى بحكم التحوّل
وَكَم من شهيد كرفى مشهد الهوى / فَراحَ وَروح الوصل غير موصل
تَقاضته باقي دينها غربة النَوى / فأصبح بعد الظاعنين بمعزل
اذا رام اعتاب الزَمان تعرضت / خطوب تذل العصم عَن كل معقل
فَكَيف تَراني أَرتَجي نجح مطلب / اذا لَم يَكن بالهاشمي توسلي
جعلت عَريض الجاه في كل حادِث / ثمالى ومأمولي وَمالي وَموئلي
اردبه كيد العدوّ اذا اعتدى / وألقى به سود الخطوب فتتجلى
وأورد آمالي منا هل برّه / وأنزل آمالي بأجوذ منزل
بأبلج من قرمي لؤي بن غالب / ملاذ غياث مستغاث مؤمل
بشير نذير مشفق متعطف / رؤف رَحيم شاهد متوكل
هوَ الشافِع المَقبول في الحشر للورى / اذا عمل الانسان لم يتقبل
أَيا نسمات الريح من طيب طيبة / أعيدي لروحي روح ند ومندل
وَياهطلات السحب جودي كَرامة / عَلى خير أَرض اودعت خير مرسل
محمد المستغرق الحمد باسمه / حَميد المَساعي ذو الجناب المجلل
نَبي زَكي أَريحي مهذب / شَريف منيف سربه غير مهمل
بتوراة موسى نعته وَصفاته / وانجيل عيسى وَالزبور المفصل
وَفي الملا الاعلى علو مناره / وَتَشريفه عَن كل ذي شرف عَلى
لمسراه ابواب السَموات فتحت / وَقيل له اهلا وَسهلا بك ادخل
وَخص بادنى قاب قوسين رفعة / وَبالحوض في بحر السنا المتهلل
وَبالآية الكبرى وَتَعليم ذى القوى / وَسبع المَثاني وَالكتاب المنزل
وَبالبدر منشقا وَبالضب ناطِقا / وَبالجذع وجدا وَالسحاب المظلل
وَكَم آية تقرا وأعجوبة تَرى / وَمعجزة تَروى بنقل مسلسل
فَما وَلدت انثى ولا اشتملت عَلى / اجل وأَعلى منه قدرا واجمل
وَلا ضمت الاقطار مثل ابن هاشم / بحسن واحسان وَمجد مؤثل
عسى منك يا مَولاي نهضة رحمة / بعبد الرَحيم السائِل المتوسل
واصحابه والوالدين وان علوا / وَقرباه والولدان أَسفل اسفل
فأَنتَ لنا كنز وَعز وَملجأ / وَنهج لمأمول وَفتح لمقفل
حَوائج في الدنيا بجاهك عجلت / وآجلة أخرى ليوم مؤجل
فصل حبل ودي ما ذكرتك واهدني / بمصباح نور العلم في كل مشكل
وَعند فِراق الروح كن لي مشاهدا / ليشهد بالتَوحيد قَلبي وَمقولي
اذا لَم تَكُن لي في الشَدائِد عدة / فمن يا شفيع المذنبين يَكون لي
وَصلى عليك اللَه ما لاحَ بارق / وَماسح ودق تحت رعد مجلجل
وَما سجعت ورق الحَمائم في الجمى / وغرد قَمَري لتغريد بلل
صَلاة تؤدي كل حقك رفعة / وَمجدا وَتَفضيلا عَلى كل أَفضل
وتشمل من والاك نصر أَو هجرة / وَكل محب للصحابة أَو ولى
إذا عهدوا فَلَيسَ لهم وَفاء
إذا عهدوا فَلَيسَ لهم وَفاء / وان وعدوا فموعدهم هباء
وان أَرضيتهم غضبوا ملالا / وان أحسنت عشرتهم أَساؤا
فطب نفسا جعلت فداك عنهم / وَلا تَبكي فَما يغني البكاء
وَحاذر تَستَمع فيهم مَلاما / أَنا وَاللائمون لهم فداء
فضول صبابة وَنحول جسم / لعمرك ما عَلى هَذا بقاء
وَلا مسود قلبك من حديد / وَلا عَيناك دَمعهما دماء
ومن لك بالزيارة من حَبيب / حمته البيض والاسل الظماء
أصبح في لمى شفتيه خمرا / كأن مزاجها عسل وَماء
سقيم اللحظ أَورثني سقاما / وَفي شفتيه للسقم الشفاء
دَعاني للوداع فذبت وَحدا / فَهَل بعد لوداع لنا لقاء
اذا رحل الحَبيب فَما حَياتي / وَمَوتي بعده الاسواء
جعلت فداك ما العشاك الا / مَساكين قلوبهم هَواء
تزوّد للخطوب السود صبرا / فان الصبر ظلمته ضياء
وَخذ من كل من واخاك حذرا / فَهَذا الدهر لَيسَ له اخاء
وَلا تأنس بعهد من أناس / اذا عهدوا فَلَيسَ لهم وَفاء
وان عثرة بك الايام فانزل / بأَكرم من تظلله السماء
نبي هاشمي أَبطحي / شَمائله السماحة وَالوفاء
طَويل الباع ذو كرم وَصدق / نمته الاكرمون الاصدقاء
بِنَفسي من سَرى وَسما إِلى أَن / رأى حجب الجلال لها اِنطواء
وَناداه المُهَيمن يا حَبيبي / هلم لوصلنا ولك الهناء
فقل واشفع تَرى كرما وَمجدا / وَسل تعطى فَشيمَتنا العطاء
خَزائِن رَحمَتي وَنَعيم ملكي / بحكمك فاقض فيها ما تَشاء
لك الحوض المعين كرامة يا / محمد وَالشَفاعة وَاللواء
مقامك تقصر الاملاك عنه / وَفضلك لم تنله الانبياء
وَكَم لك في العلا من معجزات / وآيات بها سبق القضاء
اذا نسبوا المَكارِم وَالمَعالي / فأنت لها تمام واِبتداء
تزيد اذا اشمأز الدهر جودا / وَجودك لا يغيره الرياء
وَتخصب في السنين الغبر سوحا / وَتَصفو كلما كدر الصفاء
اذا الفخر انتهى شرفا فَحاشا / وَكلا ما لمفخرك انتهاء
وَمن يحصى مَكارمك اللَواتي / لَها في كل مرتبة سناء
أحب يا ابن العَواتك صوت عبد / أَسير الذَنب فيه لك الوَلاء
من النيابَتين دعاك لما / تَولى العمر وانقطع الرَجاء
مدحتك مذ وجدتك لي رَبيعا / فَلي منك النَدى وَلك الثَناء
تداركني بجاهك من نوب / وأوزار يَضيق بها الفَضاء
ومن لي ملجأ في كل حال / فَلَيسَ الى سواك لي التجاء
وقل عَبد الرَحيم ومن يَليه / لهم في ريف رأفتنا جزاء
فان أَكرمتنا دنيا وأخرى / فَلَيسَ البحر تنقصه الدلاء
عليك صَلاة ربك ما تَبارَت / نجوم الجوأ وعصفت رخاء
صَلاة تبلغ المأمول فيها / صحابتك الكِرام الاتقياء
قل للمطي اللَواتي طال مسراها
قل للمطي اللَواتي طال مسراها / من بعد تَقبيل يمناها وَيُسراها
ما ضرها يوم جد البين لو وقفت / نقص في الحي شَكوانا وَشَكواها
لَو حملت بعض ما حملت من حرق / ما اِستَعذبت ماءها الصافي وَمَرعاها
لكنها علمت وجدي فأوجدها / شوق إِلى الشام أَبكاني وأَبكاها
ما هب من جبلي نجد نسيم صبا / للغورالا وأَشجاني وأَشجاها
وَلا سَرى البارق المكي مبتسما / الا وأسهرني رهنا وأَسراها
تَبادَرَت من ربانا بتي برع / كأن صوت رَسول اللَه ناداها
حَتّى اذا ما رأت نور النَبي رأت / للشمس وَالبدر أَمصالا وأَشباها
حطت بسوح رَسول اللَه واطرحت / أَثقالها وَلديه طاب مَثواها
حيا الغمام الرحاب الخضر منسجما / فالقَبر فالرَوضة الخَضراء حياها
حيث النبوة مضروب سرادقها / وَذروة الدين فَوقَ النجم علياها
هنالك المُصطَفى المختار من مضر / خير البَريّة أَقصاها وأَدناها
أَتى به اللَه مَبعوثا وأمته / عَلى شفا جرف هارفأ نحاها
وأبدل الخلق رشدا من ضلالتهم / وَفل بالسيف لما عز عزاها
كَم حكم السيف وَالبيض القواضب في / معاشر اللات وَالعزى فأفناها
وَساقَ جرد جياد الخيل خائنة / مَجرى الكَماة بِمَجراها وَمرساها
ذاكَ البَشير النذير المُستَغاث به / سر النبوّة في الدنيا وَمَعناها
شمس الوجود الَّذي أَنوار مولده / ملأن ما بين كنعان وَبصراها
وانشق ايوان كسرى من مهابته / وَنار فارس ذاك الطفل أَطفاها
وكم له من كَرامات يخص بها / وَمعجزات كَثيرات عرفناها
الثدى در له وَالغيم ظلله / وانشق في الافق بدر شق ظلماها
وَالجذع حن وأجرى الماء من يده / عشر المئين وَنصف العشر أَرواها
وَالعنكبوت بنت بيتا عليه لكي / ترد فرقة كفر ضل مَسعاها
وَالفعل ذل وأوما بالسجود له / وَالظبية اِشتَكَت البَلوى فأَشكاها
بشرى طراف القَوافي انها ظفرت / بسيد العَرَب العرباء شراها
فالحَمدُ لِلَّه نحن الفائزون به / في ملة نعم عقبى الدار عقباها
هَذا محمد المَحمود سيرته / هَذا أبر بني الدنيا وَأَوفاها
هَذا الَّذي حين جانا بالرسالة في / بَطحاء مكة عم النور بطحاها
لَم يَبقَ من شجر فيها وَلا حجر / الا تحييه نطقا حين يَلقاها
وَكلمته جَمادات الوجود عَلى / علم كأن لها حسا وأَفواها
وَالطير وَالوَحش والاملاك ما برحت / تهدى السَلام له كي تَرضى لِلَّه
مني السَلام عَلى النور الَّذي اِبتهجَت / به السَموات لما جاز أَعلاها
واِستَبشر العرش وَالكرسي وامتلأت / حجب الجلالة نورا حين واناها
يا من له الكوثر الفياض مكرمة / يا خاتم الرسل يا يس يا طه
ما للنبيين من وصف وليس له / فمنتهى حسنها فيه وَحسناها
أَنتَ الَّذي ماله في الكون من شبه / هَيهات أَين ثراها من ثرباها
ما نالَ فضلك ذو فضل سواك وَلا / سامى فخارك ذو فخر وَلا ضاها
فرد الجَلالة مَقبول الشَفاعة في / يوم القامة أَعلى الانبيا جاها
مَولاي مالي الاحسن لطفك بي / فهب لعيني عينا منك تَرعاها
واشمل بمرحمة عَبد الرَحيم وصل / أَهلا وَصحبا وارحاما لمولاها
وانهض بنفس اذا أمتك من برع / تَبغي الزيارة عاقتها خَطاياها
وَهب لَها الامن في الدارين وارع لها / حسن الظنون لدنياها وأخراها
واجعل لامتك الخَيرات منقلبا / يوم القيامة وَالجنات مأواها
صَلى عليك الهى يا محمد ما / دامَت اليك الورى تحد وَمطاياها
تحيَّة يَنثَني في الآل طالعها / سعدا وبفضح ريح المسك رياها
بَكى الغَريب لفقد الدار وَالجار
بَكى الغَريب لفقد الدار وَالجار / ان الغَريب غَزير دمعه الجاري
أَهاجه الركب اذ قالوا الرَحيل غدا / أَم شاقه لمع ذاك البارق الساري
أَم باتَ يرقب نارا بالحمى وَقدت / يا موقد النار لا عذبت بالنار
هب النَسيم بأَرواح يمانية / تهدي إِلى الشأم ذاكَ المندل الداري
فبت وَالقلب مَجروح جوارحه / حيران أَضرب أَخماسا بأَعشار
نام الخليون من حولي وَما عَلِموا / أَتى سَمير صبابات وَتذكار
ذكرت جيرة نجد يوم دارهم / دارى وَسما رذاكَ الحَي سمارى
وَذبت وجدا لأرض لي بها وطر / هَيهات كَم بَينَ أَوطاني وأَوطاري
يا ممرضي بربا نجد أَعد مَرضى / عَسى يَعودون عوادى وزوّاري
فقد وهبت لغزلان العذيب دمي / وَلَم أطالب عيون العين بالثار
لَولا فراق الفَريق النازلين عَلى / حكم الهَوى ما وشى دَمعي باسراري
فَكَم تقسم قَلبي نية عرضت / مَقسومة بين انجاد واغوار
يا معمل العيس من شام الى يمن / معوّدا حمل أَهوال وأحطار
سلم عَلى الحَي من نيابَتي برع / وَقل لهم حين تنبيهم باخباري
رأَيته حول بيت اللَه في زمر / من طائفين وَحجاج وَعمار
وَقَد قَضى عمل النسكين محتسبا / وَنال ما نال من غفران غفار
لكنه ضاقَ ذرعا أَن يحج وَلَم / يزر شَفيع البَرايا صفوة الباري
محمدا دعوة الحق الرَسول إِلى / عرب وَعجم وَبدو ثم حضار
سر السرارة لب اللب خير فَتى / من فتية سادة السادات اخيار
مستودع الحسن والاحسان ذو كرم / بالخير اجود من روح الصبا الذارى
مستغرق باسمه كل المحامد من / علم وَحلم وافضال وايثار
حياك يا طيبة الغراء صوب حيا / يهمى بمنسجم في الحي مطار
حيث النبوة مضروب سرادقها / عَلى رياض جنان ذات أَنهار
اللَه أَكبَر ذافرد الجَلالَة ذا ال / كاسي من الكيس وَالعاري من العاري
ذابهجة الكون ذا سر الهداية ذا / روح الوجود المصفى خير مختار
انجيل عيسى مَع التَوراة بشرنا / ببثه مسندا عن كعب أَحبار
وَكَم له في عَلامات النبوّة من / مصنفات صَحيحات وآثار
كبرء مرضى وَفيض الماء مزيده / وأنس نافر غزلان وأطيار
وَنطق ضب وَنسج العَنكَبوت كَما / باض الحمام الثَاني اثنين في الغار
وَالعضو كلمه وَالجذع حن وَفي / مَعناه تَسليم أَحجار وَأَشجار
وَالغيم ظلله وَالبدر شق له / وَالثدى فاضَ بدر منه مدرارا
وَكَم لا شرف رسل اللَه من شَرف / لَم تبلغ الخلق منه عشر معشار
يا منقذ الخلق من نار الجَحيم وَهم / عَلى شفا جرف هار بمهنار
يا عدتي يا رَجائي في النَوائب يا / عزى وَكنزى وَيسرى بعد اعساري
اسمع غَرائِب مدح لا أريد بها / تحصيل دار وَدينار وَقنطار
بَل أَرتَجي منك في الدارين مرحمة / وَفي الاقامة بين الدار وَالدار
فَما مدحتك بالتَقصير معترفا / الا لتخفيف آصاري وأَوزاري
وأين ينزل مدحي فيك بعد ثنا / سبع المثاني وَما سجعي واشعاري
عليك أَزكى صَلاة اللَه دائمة / تَبقى بقاء عشيات وابكار
تندى عليك عَبير اطيبا وَعَلى / مهاجرين وآل ثم أنصار
بالابرق الفرد اطلال قديمات
بالابرق الفرد اطلال قديمات / لآل هند عفتهن الغمامات
وَملعب لعبت هوج الرياح به / كَأَنَّهم فيه ما ظلوا وَلا باتوا
تنكر العلم الغربيّ من أضم / وأَقفرت بعد بين الركب رامات
تَشتهم جَمع الاحزان في كَبدي / فالهم مجتمع وَالركب أَشتات
فان أَنستَ غيابات الفؤاد بهم / فهم أَحباب قَلبي يا غيابات
فَيا حَمامات وادى البان شجوك في / ظل الاراك شجاني يا حَمامات
وَيا أَثيلات نجد ما لعبت ضحى / الا لعبت بِقَلبي يا أَثيلات
تهيج لوعة قَلبي المستهام اذا / هبت بنشر الصبا النهدي هبات
فَكَيفَ حال بعيد الدار مغترب / له إِلى الشام حنات وأنات
يهدى التَحيَّة من نيابَتي برع / الى نَبي عَطاياه جَزيلات
محمد سيد الخلق الَّذي امتلأت / من نوره الارض وَالسبع السَموات
اسرى به اللَه من ارض الحجاز إِلى / ان قبلت نعله الحجب الرَفيعات
أَدناه من قاب قوس حين كلمه / بالغَيب من بعد ما قالَ التَحيات
وَزاده منه تَشريفا وَشفعه / في الخلق لا عدمت منه الشَفاعات
فالبدر وَالبحر وَالقطر الملث حيا / وَالفَضل وَالفخر فيه وَالكَرامات
تاللَه ما اِرتَفَعَت للدين مرتبة / لولا مراتبه الشم المنيعات
أَحيا الزَمان فأيام الزَمان به / يَومان في اللَه انعام وَغارات
وَفل شوكة أَهل الشرك مرتضيا / لِلَّه ربا فَما العزى وَما اللات
فالخَيل تصهل والارماح شاحرة / وَالبيض وَالبيض مسراها العجاجات
ما اِستمطرته ثغور المشركين حيا / الا سقتها القنا وَالمشرفيات
مني السَلام عَلى القَبر الَّذي اعكفت / فيه العلى واِنتَهَت فيه النهايات
وَجاد طيبة مرفض يَلوح به / زهر الرياض وَتخضر البشامات
أَرض سمت بِرَسول اللَه اشرف من / تشرفت فيه آباء وامات
مَتى أَرى النور من أَرجاء قبته / مَتى تباشرني منه البشارات
فان ولهت الى قبر ابن آمنة / فهوَ الَّذي خقت فيه الرسالات
ذاكَ الحَبيب الَّذي تَرجو عواطفه / وَبره الخلق أَحياء وَأَموات
البدر شق له وَالغيم ظلله / وَالجذع حن وَسبحن الحصيات
وَشاة حابر يوم الجيش معجزة / نعم النَبي وَنعم الجيش وَالشاة
وكان في الشمس نورا لَيسَ يشخصه / ظل بذلك حاءَتنا الروايات
له فجار وَتَعظيم ومرتبة / وَمعجزات كَثيرات وآيات
مَولاي مَولاي فرج كل معظمة / عني فَقَد اثقلت ظَهري الخطيآت
وَعد عَلى بما عودتني كرما / فَكم حرت لي بخير منك عادات
وامنع حماي وهب لي منك مكرمة / يا من مواهه خير وَخيرات
واعطف عَلى وخذ يا سَيدي بيدي / اذا دهتني الملمات المهمات
فقد وقفت بباب الجود معتذرا / وَالعَفو متسع وَالعذر أَبيات
وقل غدا أَنتَ من أَهل اليَمين اذا / زخرفن للداخلين الخلد جنات
وان مدحتك بالتَقصير معترفا / فمدحك الوحي وَالسبع القرآت
قل لا يخف بعدَها عَبد الرَحيم ومن / يَليه أَهل وَصحب أَو قرابات
صَلى عليك الهى يا محمد ما / لاحَت لنورك من بدر عَلامات
والآل وَالصَحب والازواج كلهم / فهم لِسادات اهل الفضل سادات
هي العيس نوليها الحَنين فَتَسعَد
هي العيس نوليها الحَنين فَتَسعَد / وَنزجرها نحو الحَبيب فتصعد
يذكرها الحادي بجيرة طيبة / فَيأخذها شوق مقيم ومقعد
وان سمعت سجع الحمام تذكرت / بسلع حمامات تبيت تغرد
وان وقدت نار بأحد تبلدرت / اليها وَفي أَحشائها النار توقد
فَلا تذكرا يا صاحبي لها الحمى / وَلا جيرة فَلو الغوير فأنجدوا
وَلكن عداها بالحجاز واحمد / فماقصدها الا الحجاز وَأَحمد
سرت فرأت من نحو بدر عَلى الربا / طَلائع بدر نوره يتصعد
وَدانَت ثنيات الوداع فَهاجَها / نَسيم حجازى يهب وَيركد
لعل نَسيم الريح يَهدي تَحيَتي / الى من له عن أَيمن العرش مقعد
فيقرئه مني السَلام مكررا / فخيرالتَحيّات السَلام المردد
نَبي له جود ومجد مؤثل / وَجاه وَتَمكين مكين وَسودد
عَلى حبه بستمسك الطير في الهَوا / وَتَهبط أَملاك السماء وَتصعد
وَيَهتَز ريحان القلوب لذكره / اذا ذكر اِرتاحَت قلوب وأكبد
وَذَلِكَ من أوتى النبوّة أَولا / وآدم بين الماء وَالطين مفرد
فَكانَ له في العرش سبق وَرفعَة / وَكانَ له في الارض بعث ومولد
هَنيئا لِذاكَ البدر شرف قدره / وأعطى من التَمكين ما لَيسَ ينفد
وَشق اسمه من أَحرف اسم الهه / فَذو العرش محمود وَهَذا محمد
يُنادي باسماء المَلائك وَالعُلا / عَلى أَنَّه أَعلى وَأَزكى وَأَمجَد
وَيذكر في التَهليل مَع ذكر ربه / وان قيل في التأذين أَشهد أَشهَد
وَيَعلو عَلى الاملاك وَالرسل رفعة / فَها هوَ للاملاك وَالرسل سيد
فَلا غيره في الفضل يَختَرِق العلى / وَلا تحت ساق العرش لِلَّه يسجد
نَبي أَتى وَالناس في جاهلية / من الدين والاصنام في الارض تعبد
فَقامَ عَلى التَوحيد بالسَيف داعيا / الى اللَه فهو الهامشمي الموحد
وَغيض بحر الشرك حين تَلاطَمَت / عَلى أَهله أَمواجه وَهو مزبد
وَغادرَ حي المُشركين بلاقعا / منكرة لما عصوا وَتَمَردوا
تَروح وَتَغدو الطير في عرصاتها / وأَسيافه فيهم تسل وَتغمد
فآياته بالمعجزات نواطق / وَراياته بالفتح وَالنصر تعقد
فَذَلك نور اللَه في كل وجهة / من الارض وَالسيف الصقيل المهند
غَنائمه جل وَمكة قبلة / له وَالطهور الترب والارض مسجد
وَكَم من كَرامات له وَخَصائص / لمشهدها فوق السموات مشهد
مدحت رَسول اللَه مفتخراته / وَقمت بحمد اللَه انشي وانشد
وَقلت لعل اللَه يَمحو جَرائمي / به وابن مسعود المقصر يسعد
رَجَوناكَ في الدارين يا علم الهدى / لانك في الدارين هاد وَمرشد
اقل عَثَرات ان بناز من نبا / فأَنتَ ابر الناس قَلبا واجود
وَلا نرتجي مَولى سواكَ لعلمنا / بانك موجود وغيرك يفقد
اتتك مَع النيابَتين حروفها / تخال حروفا وَهي در منضد
وَقائلها عَبد الرَحيم بن أَحمَد / عَسى انه في نظم مدحك يحمد
فحقق رَجائي فيك يا غايَة المنى / وقل أَنتَ منافي الجنان مخلد
وَلا تطرد المسكين مع حسن ظنه / فَحاشا علاكم ان يرجى ويطرد
وَكَيفَ يخافَ الذنب كل مقصر / وَعَفوك يا مَولاي للذنب مرصد
فَهَل منك اذن في الزيارة انني / اسير باغلال الذنوب مقيد
بعدت بزلاتي وَطالَت اقامتي / فَلا المَوت مأمول وَلا العمر مسعد
فَواحَسرَتي يا خير من وطىء الثرى / اذا لَم يكن بَيني وَبينك موعد
عليك سَلام لا بيد مبارك / جَديد عَلى مر الجديدين سرمد
هم الأحبة إن جاروا وإن عدلوا
هم الأحبة إن جاروا وإن عدلوا / فَلَيسَ لي معدل عنهم وإن عدلوا
وكل شيء سواهم لي به بدل / منهم وَمالي بهم من غيرهم بدل
اني وان فتنتوا في حبهم كبدي / باق عَلى ودهم راض بما فعلوا
شربت كاس الهَوى العذرى من ظمأ / وَلذلي في الغَرام العسل وَالنهل
فَليت شعري وَالدنيا مفرقة / بين الرفاق وايام الورى دول
هَل ترجع الدار بعد البعد آنسة / وَهَل تعود لنا ايامنا الاول
يا ظاعنين بِقَلبي اينما ظعنوا / وَنازلين بِقَلبي اينَما نَزَلوا
ترفقوا بفؤاد في هوادجكم / راحَت به يوم راحَت بالهَوى الابل
فَو الَّذي حجت الزوار كعبته / ومن الم بها يَدعو وَيبتهل
لَقَد جَرى حبكم مَجرى دَمي فَدمي / بعد التفرق في اطلالكم طلل
لَم أَنس لَيلة فارقت الفَريق وَقَد / عاقوا الحَبيب عَن التَوديع واِرتَحَلوا
لما تَراءَت لهم نار بذي سلم / ساروا فمنقطع عنها وَمتصل
لادر در المَطايا أَينَما ذهبت / ان لم تنخ حيث لا تثنى لها العقل
في روضة من رياض الجنة ابتهجت / حسنا وَطاب بها للنازِل النزل
حيث النبوّة مضروب سرادقها / وَطالع النور في الآفاق يشتعل
وَحيث من شرف اللَه الوجود به / فاِستغرق الفضل فردا ماله مثل
محمد سيد السادات من مضر / سر السَرارة شمس ماله طفل
شوارد المجد في مَعناه عاكفة / وَريف رأفته غصن النى الخضل
تثنى عليه المَثاني كلما تلبت / كَما اِستَنارَت به الاقطار وَالسبل
بحر طوا رقه بر وَمكرمة / بدر عَلى فلك العَلياء مكتمل
ما زالَ بالنور من صلب الى رحم / من عهد آدم في السادات ينتقل
حَتّى اِنتَهى في الذرا من هاشم وَسما / فَتى وَطفلا وَوفى وَهو مكتهل
فَكانَ في الكَون لا شكل يقاس به / وَلا عَلى مثله الاقطار تشتمل
به الحَنيفة مرساة قواعدها / فوق النجوم وَنهج الحق معتدل
وَمنه ظل لواء الحمد يشملنا / اذا العصاة عليهم من لطى ظلل
وانه الحَكَم العدل الَّذي نسخت / بدين ملته الاديان وَالملل
يا خير من دفئت بالترب اعظمه / فَطاب من طيبهن السهل وَالجبل
نَفسي الفداء لقبر انت ساكنه / فيه الهدى وَالندى وَالعلم وَالعمَل
أَنتَ الحَبيب الَّذي نَرجو عواطفه / غند الصراط اذا ما ضاقَت الحبل
نَرجو شَفاعتك العظمى لمذنبنا / بجاه وجهك عنا تغفر الزلل
يا سَيدي يا رَسول اللَه خُذ بيَدي / في كل محادثة مالي بها قبل
قالوا نزيلك لا يؤذي وَها اناذا / دَمي وَعرضي مباح وَالحمى همل
وَذا المسمى بك اشتد البَلاء به / فاِرحمن مدامعه في الخد تنهمل
وَحل عقدة هم عنه ما برحت / واشرح به صدرام قَلبها وحل
وَصل بمرحمة عَبد الرَحيم ومن / يَليه لا خاب فيك الظن والامل
صَلى وسلم رَبي دائماً ابدا / عليك يا خير من يحفى وَيفتعل
والآل وَالصحب ما غنت مطوّقة / وَما تعاقبت الابكار والاصل
عاهدوا الربع وَلوعا وَغَراما
عاهدوا الربع وَلوعا وَغَراما / فَوفوا للربع بالدَمع ذماما
كلما مَروا عَلى أَطلاله / سفحوا الدمع بدي السفح اِنسجاما
نزلوا بالشعب من شرقيه / مستظلين اراكا وَيشاما
ينثر الطل عليهم لؤلؤا / يشبه اللؤلؤ حسنا واِبتساما
واذا هبت صبا نجد لهم / فهمتهم عَن ربا نحد كلاما
يا رافيقي بنواحيرامة / غن لي بالابرق الفردوراما
كم بدور في خدور المنحنى / يَستَغير البدر منهن التماما
حبهم حل سويدا مهجتي / وَفؤادي بعد ما فت العظاما
أَيُّها اللائم اذنى لا تعي / زخرف القول فدع عنك الملاما
أولع الحب بدمعي وَدمي / فَعلام اللوم في الحب علاما
عذريّ الوجد قَلبي فيهم / يكره المسك وَيَرتاح الخزاما
وَالفَتى العذرى لا ينفك عن / عهدة الشوق وان ذاق الحماما
ليت شعري هل أَداني شعبهم / بعد بعدي وَتَرى عيني الخياما
ما عليك سادتي من حرج / لَو تردون لَيالينا القداما
ان تَناءَت دارنا عَن داركم / فاذكر وَالعهد وَزورونا مناما
هيجتني نسمة نجدية / قلبت قَلبي عميدا مستهاما
كلما ناحَت حَمامات الحمى / في أَراكَ الشعب ناوحت الحماما
وأحبابي الأولى عاهدتهم / عقلوا عَقلي بمن أَهوى هياما
عرضوا الكأس علينا مرة / فاِنتَهى السكر وَما فضوا الختاما
ثملت أَرواحنا من ذكرهم / لَم نَر الراح وَلا ذقنا المداما
يا ندماي فؤادي عندكم / ما فعلتم بفؤادي يا ندامى
همت فاِستعذبت تَعذيبي بكم / فأجرحوا قَلبي وَلا تخشوا أَثاما
أَنتم من دمي المَسفوح في / أوسع الحل وان كان حرما
واصرموا حَبلي وان شئتم صلوا / لذلى الحب وصالا وانصراما
أَنا راض بالَّذي تَرضونه / لكم المنّة عفوا واِنتقاما
كنت في الشعب وَكانوا جيرَتي / لو صفا لي ذلك العيش وداما
قسما بالبيت وَالركن الَّذي / طاب تَقبيلا وَمسحا وَالتزاما
ان في طيبة قوما جارهم / في محل النجم يَعلو أن يسامى
روضة الجنة في أَوطانهم / وَثَرى آثارهم يبرى الجذاما
كل من لَم ير فرضا حبهم / فَهو في النار وان صلى وصاما
هم نجوم أَشرق الكون بهم / بعد ما كانَت نواحيه ظلاما
فتَحوا الارض بعليا بأسهم / واِستَباحوا يمنا منها وَشاما
فيهم البدر الَّذي أَنواره / لَم يطق من بعدها الحق أنكاما
الاعز المتقى من هاشم / طيب العنصر حاشا أَن يضاما
المدانى قاب قَوسين الَّذي / كان للأملاك وَالرسل اماما
اِرتَضاه اللَه نورا للهدى / واِنتضاه لدم الاعدا حساما
خصه اللَه بدين قيم / نمخ الاديان ندبا وَالتزاما
وَكتاب أَحكمت آياته / عصمة اللَه لمن رام اِعتصاما
يَهتَدي كل من اِستَهدى به / سبل الرشد وَيعمى من تعامى
فرض العمرة وَالحج لنا / وَصَلاة وَزَكاة وَصياما
يا رَسول اللَه ياذ الفضل يا / بهجة المحشر جاها وَمقاما
يا وجيه الوجه في الدارين يا / شافع الخلق اذا الدوا خصاما
عد على عَبد الرَحيم الملتجى / بحمى عزك ياغوث اليَتامى
وَرِفاقي الكل قم بي وَبهم / في الملمات اذا اِحتجنا القياما
وأقلني سَيدي من عثرتي / واكتسابى الذنب من خمسين عاما
نحن في روض ثناكم نجتني / ثمرات المدح نثرا وَنظاما
لوسما المجد لأقصى غاية / كنت للمجد سناء وَسناما
يدك العليا عَلى كل يد / زادك اللَه علوّا واِحتراما
وَكَسا روحك منه رحمة / وَصَلاة تَرتَضيها وَسَلاما
تَقتَضي حقك عني دائما / وَتعم الآل وَالصحب الكراما
قف بذات السفح من اضم
قف بذات السفح من اضم / وانشد السارين في الظلم
هل رووا علما عن العلم / أَم رأوا سَلمى بذي سلم
لَيتَ شعري بعد ما رَحَلوا / أي أَكناف الحمى نَزَلوا
أَبِذات البان أم عدلوا / ينشدون القلب في الخيم
فَسَقى مَرعاهم المطر / وَسرى روح الصبا العطر
في رياض طلها درر / بين منثور وَمنتظم
نورها الفضي ملتهب / في رقوم لونها ذهب
فيه من حب النَدى حبب / فوق زهر منه مبتسم
مذ تَراءَت لي خدورهم / وَبدت للعين دورهم
هيجت وَجدي بدورهم / يا لقلب بالغَرام رمى
فجهات الصبر مظلمة / وَمَرامي الهجر مؤلمة
وَهي أَرواح مقسمة / هيجت لعس اللمى ألمي
كَم صبا قَلبي بها وَلَها / كَما أَذابَت مهجَتي ولها
كَم حفظت العهد لي وَلَها / قبل سن الحلم بالحلم
أَنا في تأَليف قافيَتي / غير محتاز الى فئة
سقمي في الحب عافيتي / وَوجودي في الهَوى عدمي
وَصفكم صاف عَن الشبه / يا عَزيز الشكل وَالشبه
وَعَذاب تَرتَضون به / في فمي أَحلى من النعم
قسما بالنجم حين هَوى / ما المعافى وَالسقيم سوا
فاِخلع الكونين عنك سوى / حب مَولى العرب وَالعجم
سيد السادات من مضر / غوث أَهل البدر وَالحضر
صاحب الآيات وَالسور / مشبع الاحكام وَالحكم
قمر طابَت سريرته / وَسَجاياه وَسيرته
صفوة الباري وَخيرته / عدل أَهل الحل وَالحرم
ما رأت عيني وَلَيسَ تَرى / مثل طه في الوَرى بشرا
خَير من فوق الثَرى أَثَرا / طاهر الاخلاق وَالشيم
جاوز السبع الطباق إِلى / قابَ قَوسين استمر علا
وَأَحالته الحظوظ عَلى / سر علم اللوح وَالقَلَم
نالَ عَبد اللَه موهبة / امظيم الفضل موجبة
يا أَعز الناس مرتبة / عد بفضل الجود وَالكَرَم
عد بفضل الجود منك عَلى / صاحب النيابَتين فَلا
يَعتَري عَبد الرَحيم بِلا / وارع حق الصحب وَالرحم
قل لهم أَنتم من السعدا / واشمل الادنين وَالبعدا
وَإِذا كنت الشَفيع غدا / لِلوَرى فالقاسميّ سمى
أَنتَ عَبد اللَه ذو الشرف / وَهو عَبد اللَه ذو السرف
صده عَن مذهب السلف / كثرة العصيان وَاللمم
صار بالاوزار مرتهنا / ظالما للنفس ممتهنا
لذنوب كالجبال جنى / هتك أَعراض وَسفك دم
ضاقَ عنه وجه مذهبه / عزعنه نيل مذهبه
قم غداة الحشر بي وَبه / يوم جمع الخصم وَالحكم
لَم يخب من كنت مؤئله / يا من الرحمن فضله
ما عَلى الجاني وأَنتَ له / عصمة من أوثق العصم
بك مزن الجود ماطرة / وَبحار الخير زاخرة
فَجَميع الرسل قاصرة / عَن مَساعي ظاهر القدم
وَصَلاة اللَه كل ضحى / وَسَلام اللَه ما برحا
جاوزا ختما وَمفتحا / خير كمتم خير في القدم
المصفى منصب الشرق / ذو الوفا أَعلى الوَرى شرفا
أَحمَد المختار وَالخلقا / شهداء اللَه في الأمم
أَنبيّ دونك عبرتي وَتنهدي
أَنبيّ دونك عبرتي وَتنهدي / كمدا عليك فَكَم أَعيد و أَبتَدي
أَبني طال بك السقام فَلَيتَني / أَفديك لو ولد بوالده فدى
أَبنيّ ما بيدي الملك حيلة / لكن أَمدالي ابن آمنة يَدي
ان ضاق بي وَبك الخناق فَلَم يضق / عَني وَعنك عَريض جاه محمد
ذاكَ الغَياث المُستَغاث به الَّذي / لَولاه ما كانَ الوجود بموجد
ذاكَ المتوج بالمهابة وَالعلا / شمس النبوّة عصمة المسترشد
هُوَ غيم مرحمة عيد ظلاله / وَيَفيض نائله لكل موحد
هُوَ صاحب الاحاكم وَالحكم الَّتي / طلعت طَلائعها هدى للمهتدى
قمر تسلسل من ذؤابة هاشم / في السر منها وَالصَريح الامجد
ملأت محامده الزمان وأسرعت / شهب النجا ملغور وَلمنجد
رؤوف بامته رحيم مشفق / متعطف بالود للمتودد
تَرجوه في الدنيا لنجح مرادنا / وَنَلوذ منه إِلى الشَفاعة في غد
وَهُوَ الَّذي من قاب قَوسين اِنتَهى / في القرب يفتح كل باب مؤصد
وَله الفَضيلة وَالوَسيلة رفعة / وَالفَضل وَالزلفى وَصدق المقعد
وَالرسل تحشر تحت ظل لوائه / وَتؤم كوثره الهىء المورد
جبل فلوذ من الخطوب بعزه / وَبه نَصول عَلى الزَمان المعتدى
جعل الصَنائع في الرقاب قَلائِدا / وَبَني المحامد في عراص الفرقد
يَتَوسَل المتوسلون بجاهه / فيرد عنهم كل خطب أَنكد
جاد الغمام عَلى رباه إِلى ربا / سلع فَما والى بقيع الغرقد
وَسَقى جَوانِب روضة قدسية / مَحروسة في ظل ذاك المسجد
فَهناك أَرواح النفوس عواكف / شغفا يا حمد ذائبات الاكبد
طوبى لطيبة حيث حل بربعها / شمس الفخار ففاق شمس الاسعد
نزل المكان فَكان محترما به / وَمحا الفسدا فساد كل مسود
علم تظلل بالغمامة واِرتَوى / من ذلك الضرع الاجد الجلد
وَالجذع حن له وَسحت الحصى / في كفه نص الحَديث المسند
هو عدتي هو عمدتي هو ذخرتي / هُوَ نصرتي هو منقذي هو منجدي
يا سيد الثقلين كن لي مسعدا / فالدَهر يا مَولاي ليسَ بمسعدي
هَذا سَميك أَحمد قلق الحشا / أَتراك تغفل عن سميك أَحمَد
أَلَم الم به فقطع بالبكا / كبدى وظني فيك غاية مقصدي
فاسأل له الرحمن نظرة راحم / بشمول عافية وَعفو سرمدي
وأجز بها عبد الرَحيم براءة / من حر نار جهنم المتوقد
وَعَليك صَلى اللَه ما هب الصبا / من طيب طيبة عن شذا الند الندي
وَعَلى صحابتك الجَميع وكل من / والاك يشهد حسن ذاك المشهد
مثل لعينك خدرا في الحمى ضربا
مثل لعينك خدرا في الحمى ضربا / وانشد فؤادا مَع الاحباب مغتربا
وابك المَنازِل بعد الظاعنين دما / ان لم تر الدمع يَقضي عنك ما وجبا
وَلا تَلم في الهوى العذرى ذا شجن / في الغور هب له ريح الصبا فصبا
ان حدث الركب عَن نجد بكى شجنا / وان رأى النار في نجد بكى طربا
وَالورق ساجعة تغرى الغرام به / وَالبرق يلهبه وجدا اذا التهبا
يود لو أَنَّ أَيام الحمى رجعت / وَقلما رد شيء بعد ما ذهبا
فَيا حويدي المَطايا ذا الكَثيب وَذا ال / مرغي الخَصيب فدعها ترعى العذبا
في روضة ظل نجدى النَسيم بها / نشوان بنثر من حب الندى حببا
وان وردت بها ماء العَذيب فقل / سَقى العذيب من الامواه ما عذبا
وَخل عنها اذا اِرتاحت لرائحة / من طيب طيبة أوريا رياض قبا
وان وصلت بها باب السلام فقل / مني السَلام عَلى أَوفى الورى حسبا
محمد خير منزول بساحته / كهف الارامل والايتام وَالغربا
أَغر أَرسله الرحمن مرحمة / للخلق بالحق يهدي العجم وَالعربا
نور الوجود تمام الجود ان نزلت / به الوفود بسوح ضيق رحبا
ملاذ كل صَريخ ما صدمت به / خطبا فكلّ وَلا اِستَعطيته فأبى
تندى الغمام اذا اِستَمطرتها مطرا / وابن العواتك تندى كفه ذهبا
وَتسلب الشمس ثوب النور آفلة / وَنور أَحمد شق الترب واِشتَهيا
ان ابن عبد مناف شمس اِبتَهَجَت / لما رآها سَنا أَهل الضلال خبا
كَم عاندته قريش في نبوّته / وَكم أَضافوا اليه السحر وَالكَذِبا
وَضلة نبزوه بالجنون وَلَم / يَبقوا لأسمائه من ضدها لقبا
حَتّى رَماهم بجيش لا كفاء له / يَهدي إِلى الهدين الحرب وَالحربا
بيض المفارق وَالهَيجاء مظلمة / كانهم في ظهور الخَيل نبت ربا
فيهم عتيق وَفاروق وَصنوهما / عثمان وَالحيدري الضاري اذا وثبا
أئمة شرف الله الوجود بهم / ساموا العلا فسموا فوق العلا رتبا
وهن نزار وَفرعى تغلب عرب / أَرباب سمر وَبيض تلتظى لهبا
الخَائضي غمرات الموت متخذي / هام الكماة عَلى أَرماحهم عذبا
الشاربي الموت صرفا في الهياج فَما / يَدرون طعنا وَضَربا كان أَم ضربا
محبة لنبي بين اظهرهم / اختاره واِجتَباه اللَه واِنتخبا
مؤيدا بكتاب اللَه معتصما / بِاللَه منتصرا لِلَّه محتسبا
يا أَشرف الخلق من حاف وَمنتعل / وَمنتقى من مشي منهم ومن ركبا
كان ابن مسلم جار الجنب من برع / فكنت من بعد جاري جارك الجنبا
أَهدى اليك من النيابَتين عَلى / شوقي اليك حروفا تشبه الشهبا
فصل بمرحمة عَبد الرَحيم ومن / يَليه أَهلا وأرحاما وَمُصطَحَبا
وان دعا فأجبه واحم جانبه / وَصله ما قطعت أَيامه السَبيل
لا نلت قوة ضعفي ان نبازمني / وَفي يَدي منك سيف ما هَوى فَنَبا
وَلا عدمتك في الدارين معتمدا / بجاه وَجهك مِثلي يَتقي التربا
فقم بحالي وَحال المُسلمين اذا / ضاق الخناق ورض لي كل ما صعبا
مني عليك صَلاة اللَه دائمة / تنمى فَتَستَغرق الاعصار وَالحقبا
نزيد قدرك يا سر الوجود علا / والآل وَالصحب نعم السادة النجبا
ما حن رعد وَما غنت مطوقة / وَما تغنت حمامات الحمى طَرَبا
سمعت سويجع الاثلاث غنى
سمعت سويجع الاثلاث غنى / عَلى مَطلولة العذبات غنا
أَجابته مغردة بنجد / وَثنت بالاجابة حين ثنى
وَبرق الابرقين أطار نَومي / واحرمني طروق الطيف وَهنا
وَذكرني الصبا النجدي عيشا / بذات البان ما أَمرا واهنا
ذكرت احبتي وَديار أنسي / وَراجعت الزَمان بهم فضنا
وَكادَ القَلب أَن يَسلو فَلما / تذكر أبرق الحنان حنا
ترفق بي فديتك يا رَفيقي / فَما عين سويهرة كوسنا
وَقف بي في الطلول وَفي المَغاني / لا ندب يا فَتى طللا وَمغنى
لعل النوح يطفىء نار قلب / يقلبه الجوى ظَهرا وَبطنا
أَعيذك ما بليت به فاني / عَلى أثر الفَريق شج معنى
أشارك في الصبابة كل صب / اذا ما اللَيل جن عليه جنا
وَلَو بسط الهَوى العذرى عذري / لما قاسيت سنة قيس لبنى
ولعت بجيرة الشعب اليَماني / وَلَو عازادني كمدا وَحزنا
أَكاتبهم وَقَد بعدوا بدمع / فَرادى في محاجره وَمثني
فَلا أَدري أهم ملكوا فؤادي / بعقد البيع أَم قبضوء رهنا
ثملت بهم وَما خامرت خمرا / معتقة وَلا ذانيت دنا
تأن وَلا تضق بالامر ذرعا / فَكَم بالنجح يظفر من تأني
وَلا تمدد يدا بسؤال ذل / الى غير الَّذي أغنى واقني
فبالاقدار يرزق غير عان / بِلا سعي وَيحرم من تعنى
وَلَم يفت الغَني بالعجز حظ / وَلا بالحزم يدرك ما تمنى
فان تر ما تَرى مني فاني / لهجت بمنصب الحسن المثنى
لسان يَنتَقي زبد المَعاني / فتودعهن شمس الكون ضمنا
وَمدح محمد غرضي وَغيري / اذا غنى حَكى الرشأ الاغنا
رَعى اللَه الحِجاز وَساكنييه / وامطره العَريض المرجحنا
وأخصب روضة ملئت وَفاء / وَمرحمة واحسانا وَحسنا
وَقبرا فيه من ملأ النَواحي / هدى وَندى وايمانا وَيمنا
امام المرسلين وَمتقاهم / وأكثر غيمهم طلا وَمزنا
واسرعهم عَلى المَلهوف عطفا / واسمعهم لداعي الخير أذزا
وَخير مغارس الاكوان أَصلا / وأَطيب منشأ وأتم غصنا
نمته دوحة قرشية من / فواتحها ثمار الخير تجنى
أَتى وَالجاهلية في ظلال / وَكفر تعبد الحجر الاصنا
وَتأكل ميتة وَدما وَتَسطو / عَلى موؤدة الاطفال دفنا
فَجاء بملة الاسلام يَتلو / مثانى في الصَلاة الخمس تثنى
وَبدلهم بجور الشرك عدلا / وَبالخَوف الَّذي يجدون أمنا
لَقَد خصرت بفرقته قريش / وَكان لهم لو اِعتَمَدوه ركنا
دَعاهم واعظام فعموا وَصَموا / فاِعقب وعظهم ضربا وَطَعنا
وأَمضى الحكم في القَتلى برازا / وَفي الاسرى مَفاداة وَمنا
وأنزل باغضيه من الصياصي / وَلَم يترك له في الارض قرنا
غدا متقلدا سيفا صَقيلا / وَمعتقلا أصم الكعب لدنا
وَصابحهم وَرواحهم بأسد / عَلى جرد طحن الارض طحنا
فَكَم رفعت لهم همم العَوالي / مَراتب في عراص النجم تبنى
وَكَم لِلهاشمي محمد من / فَضائِل عمت الاقصى والادنى
وَلَو وزنت به عرب وَعجَم / جعلت فداه ما بلغوه وزنا
مني ذكر الحَبيب فذ احبيب / عليه اللَه في التَوراة أَثنى
وَبشرنا المَسيح به رَسولا / وَحقق وَصفه وَسما وكنى
وان ذكر وانجىّ الطور فاذكر / نجيّ العرش مفتَقرا لتغنى
فان اللَه كلم ذاك وَحيا / وَكلم ذا مشافهة وأدنى
وَموسى خر مغشيا عليه / وَأَحمَد لَم يكن ليَضيق ذهنا
وَلَو قابلت لفظة لن تَراني / بما كذب الفؤاد فهمت معنى
وان بك خاطب الاموات عيسى / فاز الجذع حن لذا وأَنا
وَسلمت الجماد عليه نطقا / فاني يَستَوي الفتيان أَنى
وان وَصَفوا سليمان بملك / فَذاكره الكنوز وَقَد عرضنا
وَطحا مكة ذهبا أَباها / ببيد الملك وَاللذات تفنى
وَقَد دروع داود لبواس / تَكون من التباس البأس حصنا
وَدرع محمد القرآن لما / تَلا وَاللَه يعصمك اطمأنا
واهلك قومه في الارض نوح / بدعوة لا تذر أَحَدا فافني
وَدعوة أحمد رَبِ اِهدي قَومي / فهم لا يَعلَمون كما علمنا
وَقَد كانَ ابن آمنة نَبيا / وآدم لَم يكن حمأ مسنا
وَتحت لوائه للرسل ظل / غدا يوم الجبال تَكون عهنا
وَكل المرسلين يَقول نَفسي / وَأَحمَد أَمتى انسا وَجنا
شَفيع المذنبين تول نَصري / اذا ما الدهر لي قَلب المجنا
وَصل بالانس حبل رجاء جاف / بَعيد الدار يطلب منك اذنا
فعجل بافتقادك لي فاني / ضعفت جوار حار وَكبرت سنا
حججت وَلَم أَزرك فَلَيتَ شعري / مَتى بمزارك الجافي يهنا
وَثم صويحب يَرجوك مِثلي / بعادك عنه أَمرضه وأضنى
يَكادَ يَذوب ان ذكروك شوقا / اليك فَهَل بجاهك منك يدنى
عَسى عطف عسى فرج قَريب / فَقَد وصل الاحبة واِنقطعنا
فشرفنا بوطء تراب أَرض / بزورتها يحط الوزر عنا
وَقل عَبد الرَحيم ومن يَليه / مَعي يوم الخلود يحل عدنا
وَيَوم العرض ان سألوك عَني / فقل عدوه منا فَهو منا
وَقم بِجَميع اخواني وَصحبي / وَعم أَبا من الانساب وابنا
فَما خسر أمرؤ يَرجوك نجما / لمطلبه وَيحسن فيك ظنا
وكل الانبياء بدور هدى / وَأَنتَ الشَمس أَشرقهم وأسنى
وَهم شخص الكمال وأَنتَ روح / وَهم يسرى يديك وَأَنتَ يمنى
عَليك صَلاة ربك ما تَناغَت / حمام الايك أَو غصن تثنى
فؤادي بربع الظاعنين أَسير
فؤادي بربع الظاعنين أَسير / يقيم عَلى آثارهم وأَسير
وَدَمعي غَزير السكب في عرصاتهم / فَكَيف أَكف الدمع وَهو غَزير
وان نبار يحى بهم وَصبابَتي / لهن رواح في لحشا وَبكور
أحن اذا غنت حَمائم شعبهم / وَينزع قَلبي نَحوهم وَيطير
وأذكر من نجد حوارس بأسهم / فتنجد اشواقي بهم وَتغير
فَيالَيت شعري عَن محاجر حاجر / وَعَن اثلاث روضهن تضير
وَعن عذبات البان يلعبن بالضحى / عليهن كاسات النَسيم تدور
ومن لي بان أَروي من الشعب شربة / وانظر تلك الارض وَهي مطير
واسمع في سفح البشام عشية / بكاء حَمامات لهن هدير
فَيا جيرة الشعب اليَماني بحقكم / صلوا أَو مرو اطيف الخيال يَزور
بعد تم وَلَم يبعد عَن القَلب حبكم / وَغبتم وَأَنتم في الفؤاد حضور
أَغار عليكم أَن يَراكم حَواسدي / وأحجب عنكم وَالمحب غيور
أَحباب قَلبي هَل سواكم لعلتي / طَبيب بداء العاشقين خَبير
غرستم بِقَلبي لوعة ثمراتها / هموم لها حشو الحشا سعير
جيوش هوا كم كل لمحة ناظر / عَلى حصن قَلبي بالغَرام تغير
أَعيروا عيوني نظرة من جَمالكم / وَما كل من يغلى الوصال يعير
أَقام عَلى قَلبي وَسَمعي وَناظري / رَقيب فَما يخفى عليه ضَمير
مرادي هواكم وَالهَوان كَرامَة / لحلو هَواكم وَالعَسير يَسير
أَعدّ علي ديني وَدُنياي بكم / فَتَنقَلب الاحزان وَهي سرور
وَتأَخذ قَلبي نشوة عند ذكركم / كَما اِرتاح صب خامرته خمور
واني لمستغن عَن الكَون دونكم / وَأما اليكم سادتي فَفَقير
أَصوم عَن الاغيار قطعا وَذكركم / لصوصي سحور في الهَوى وَفطور
وَلَيلة قَدري لَيلة بت آنسا / بكم وَلا قلام القبول صَرير
وَضحوة عيدي يوم أَضحى بقربكم / عَلى من اللطف الخَفي ستور
فَجود وابو صل فالزَمان مفرق / وأكثر عمر العاشقين قَصير
وَلا تغلقوا الابواب دوني لزلتي / فنتم كِرام وَالكَريم غفور
وَقَد أَثقلت ظهري الذنوب وانما / رَجائي لغفار الذنوب كَبير
وَجاه رَسول اللَه أَحمَد نصرتي / اذا لَم يَكن لي في الخطوب نَصير
وَمدح رَسول اللَه فأل سَعادَتي / افوز به يوم السَماء تمور
نَبي تَقي اريحىّ مهذب / بَشير لكل العالمين نذير
اذا ذكر اِرتاحَت قلوب لذكره / وَطابَت نفوس وانشرحن صدور
عدمنا عَلى الدنيا وجود نظيره / لَقَد قل موجود وَعز نظير
وَكَيفَ يسامى خَير من وَطىء للثَرى / وَفي كل باع عَن علاه قصور
وَكل شَريف عنده مُتَواضع / وَكل عَظيم القريَتين حقير
لئن كانَ في يمناه سبحت الحصى / فَقَد فاضَ ماء للجيوش نمير
وَخاطبه جذع وَضب وَظبية / وَعضو خَفي سمه وَبَعير
ودرّ له الثَدى الاجد كَرامَة / كَما اِنشق بدر في السَماء مُنير
وَمثل حَنين الجذع سجدة سرحة / وانس غَزال البر وَهي نفور
وَباض حمام الايك في اثره كَما / بنت عَنكَبوت حين كانَ يَسير
وان الغمام الهاطِلات تظله / بروح نَسيم ان أَلم هَجير
وَيوم حَنين اذرمى القوم بالحصى / فَولوا وَهم عمى العيون وَعور
وَجند في بدر ملائكة السما / فجِبريل تحتَ الرايَتَين أَمير
وَمن قومه في البئر سَبعون سيدا / قَتيلا وَمثل الهالِكين أَسير
وَمن عزمه تَخريب خَيبر مثل ما / قَريظة قرض وَالنَضير نَظير
وان رسول اللَه من مكة سرى / الى القدس وَالروح الامين سمير
فَجازَ السَماء السبع في بعض لَيلَة / وَلكن بعد السبع أَينَ يَصير
فَلاح له من رفرف النور لائح / من النور للهادي البَشير بَشير
وَشاهد فوق العرش كل عَجيبة / وماثم الازائر وَمزور
حَبيب تَملى بالحَبيب فحصه / وَشرفه بالقَرب وَهوَ جَدير
وَقالَ له سَلني رضاك فانني / عَلى كل شيء في رضاك قَدير
فَماد قَرير العين في خلع الرضا / وَقَد شملته بهجة وَحبور
محمد قم بي في الخطوب فان لي / تجارة مدح فيك ليس تبور
عَرائس لا تَرضى بغيرك ناكِحا / لهن عَزيزات المهور مهوز
علت وَغلت الاعليك فأرخصت / لترخص حور في القصور قصور
مؤلفها عَبد الرَحيم كَأَنَّها / كَواكب في جوّ السَماء تنير
لبسن مَعانيها بمدحك بهجة / فَلاح لَها نور وَفاح عَبير
فقل أَنتَ في الدارين في خربنا وَمن / يَليك صَغير سنه وَكَبير
وَصلى عَلَيك اللَه واِختص واجتبى / فأَنتَ هدى للعالمين وَنور
وَعم رضاه الآل وَالصحب انهم / لدينك يا شمس الزَمان بدور
مَتى يَستَقيم الظل وَالعود أَعوج
مَتى يَستَقيم الظل وَالعود أَعوج / وَهَل ذهبٌ صرف يساويه بهرج
ومن رام اخراج الزَكاة وَلَم يجد / نصابا يزكيه فمن أَينَ يخرج
هي النَفس وَالدنيا وابليس وَالهَوى / بطاعتهم عَن طاعة اللَه أَزعج
أَروح وَأَغدو شارِبا كأس غفلة / بماء الامانيّ الكَواذِب يمزج
وأَمسى وأَضحى حامِلا في بِطاقَتي / ذنوبا تَكاد الارض منهن تخرج
اذا قالَت للنفس اِستَعدي بتوبة / أَبت وشفى الحظ لا يتحجج
وان قلت للقَلب اِستَقم بي تعرضت / له شَهوات نارها تتأجج
فَكَم أَتر بالعبادة وَالتقى / رياء وَباب الرشد عني مرتج
أريد مقام الصالحين وَلَيسَ لي / كمنهجهم في الدين دين وَمنهج
وان حضر الاخوان للذكر وَالبكا / حضرت كأني لاعب متفرج
فَواخجلتي شيب وَعيب وَقددنا / رَحيلي وَلا أَدري علام أَعرج
وَللمرء يوم يَنقَضي فيه عمره / وَموت وَقبر ضيق فيه يولج
وَيَلقى نَكيرا في السؤال وَمنكرا / يَسومان بالتَنكيل من يتَلجَلج
وَلا يدمن طول الحساب وَعرضه / وَهول مقام حرّه يَتَوهَج
وديان يوم الدين يبرز عرشه / وَيَحكم بين الخلق وَالحمق أَبلج
فَطائِفة في جنة الخلد خلدت / وَطائِفة في النار تصلى فتنضج
فَيا شؤوم حَظي حين ينكشف الغطا / اذا لَم يَكن لي من ذنوبي مخرج
وَلَيسَ مَعي زاد وَلالي وَسيلَة / بَلى هاشمى بالبهاء متوّج
أَلوذ الى ذاكَ الجناب فاحتَمي / بمن هو عند الكرب للكرب يفرج
وأَدعوه في الدنيا فَتقضي حَوائجي / واني اليه في القيامة أَحوَج
اذا مدح الشعراء أَرباب عصرهم / مدحت الَّذي من نوره الكون ينهج
وان ذكروا لَيلى ولبنى فانني / بذكر الحَبيب الطيب الذكر ملهج
أَما وَمحل الهدى تدمى نحورها / وَمن ضمه البيت العَتيق المديج
لَقَد شاقَني زوّار قبر محمد / فَشَوقي مَع الزوار يسري وَيدلج
تظل الهَوادي بالهوادج تَرتَمي / وَمالي في ركب المحبين هودج
وَتمسى بروق الابرقين ضواحكا / فَتغري غَرامي بالبكا وَتَهيج
وأَرتاح من أَرواح أَطيب طيبة / اذ المسك في أَرجائِها يتأرج
بلاد بها جبريل يسحب ريشه / وَينزل من جوّ السَماء وَيعرج
نبيّ تَغار الشمس من نور وجهه / بهىّ لقىّ الثغر أَحور أَدعج
تَزيد به الايام حسنا وَيزدَهي / به الدين وَالدنيا به تتبرج
مَكارِم أَخلاق وَحسن شَمائِل / وَشيمة جود بحره متموّج
غياث لملهوف وَغوث لِرائد / وَليث اذا صال الكمىّ المدجج
يخاصمه الاعداء وَالسيف حاكم / عليهم وَريح النصر في القوم تتأج
ومن خلفهم بأس شَديد وَنجدة / وَرأى يَراه السمهري المزجج
فعز حماهم بالحماة مذلل / وَرأس علاهم بالكماة مشجج
فكم من أَسير في الوثاق مقيد / وَكَم مِن قَتيل بالدماء يضرج
بضرب تَلبيه الجَماجم وَالطلا / وَطعن ذبالات الحشام منه تسرج
اليك شَفيع المذنبين تِجارَتي / فَرائد في سلك المحامد تدرج
مؤلفها عَبد الرَحيم كَأَنَّها / نجوم لها في جوّ جودك أَبرج
فَصلني بما يَمحو رسوم حَواسدي / وَيَشرَح صَدري بالسرور وَيبلج
وأكرم لاجلي من يَليني فكلنا / الى الرىّ من فياض فضلك ينهج
وَصلى عليك اللَه ما هبت الصبا / وَما لاحَ فجر نوره متبلج
وَناز بحظ منك أَرباب هجرة / اليك وأوس ناصروك وَخزرج
أَتأمرني بالصبر وَالطبع أَغلب
أَتأمرني بالصبر وَالطبع أَغلب / وَتَعجَب من حالي وَحالك أَعجَب
وَتَطلب مني سلوة عَن رَبائِب / وَراهن أَرواح المحبين تطلب
فَما قَرّ لي دمع وَلا كف مدمع / وَلا طابَ لي عيش وَلا لذ مشرب
زَماني أَشكو منك عتبك دائما / فَلا أَنا مشكوّ وَلا أَنتَ معتب
تَروم ذهولي عَن فَريق مفارق / وَركب باكناف الاباطح طنبوا
وَتسألني عَن زينَب بنت مالِك / وَما سألت عني وَلا عنك زينَب
مروّعتي بالبين هَل من زيارة / تَعيش بها الارواح من قبل تَذهَب
فَلَم يَبقَ شيء غير فضله مهجة / وَقلب عَلى جمر الغضى يَتَقَلب
أَورّى بذكر الركب وَهو مشرق / وأَبكي فَيَبكيني الفَريق المغرب
الى الجيرة الغادين شوقي وانني / عَلى وَلَهي أَبكي الرسوم وأندب
اذا وَصلوا طاب الزَمان بوصلهم / وان هجَروا فالهَجر عِندي أَطيَب
تحن لترداد الحَنين حشاشَتي / وَيَستَعذب التَعذيب قَلبي المعذب
وَطيف خيال زارَني بعد هجعة / لَدى وطن ينأون عنه وَبقرب
يعللني ذكرى ليال تقدمت / وَلكنه من حيث يصدق يكذب
وَساجعة تَبكي فأبكي وانها / لتعجم شَكواها وأَشكو فأعرب
أَلا لَيتَ شعري عَن ربا الاثل هل غَدا / وَراحَ عَلى العلات فيهن صبب
وَدر فراد يس العقيقين هيدب / عَلى كل شعب منه يَرفض هيدب
وَهل روّع البرق الرياض بضاحك / يفضض أَزهار الرياض وَيَذهَب
يظل يناغى الشمس لؤلؤ ظله / وَيصبح دار النور بالنور يلهب
وَهل عذبات البان رنحها الصبا / فَعانقها ثم اِنثَنى وَهي تَلعَب
أَحساب قَلبي فرّق الدهر بَينَنا / فَلَم يَبقَ شيء بعد كم فيه أَرغَب
سوى الكرم الفَياض وَالصفح وَالرضا / أَرجيه بالظن الَّذي لا يخيب
من الهاشمي الطيب الطاهر الَّذي / اليه العلا وَالفَضل وَالفَخر ينسب
أَعز الوَرى أَصلا وَفِعلا وَمنشأ / وَأَعلى وأسما في الفخار وأحسب
وأحسن خلق اللَه خلقا وَخلقة / وأطولهم في الجود باعا وأرحب
وأكرم بيت من لؤى بن غالب / ومن غيرهم وابن الاطايب أَطيَب
تسلسل من أَعلى ذؤابة هاشم / أَشم رَحيب الباع أَروع أَغلب
سَرى لَيلَة المِعراج يقصد حضرة / بها الكاس من راح المحبين تشرب
وَحفت به الاملاك منهم مبشر / بِما نال من فضل ومنهم مرحب
وأَدناه رب العرش منه عَلى العلا / فَكانَ كَقاب القوس أَو هو أَقرَب
وآتاه في الحشر الشَفاعَة وَاللوا / عَلى الرسل وَالحوض الَّذي لا ينضب
فآياته بالمعجزات نواطق / وَراياته بالفتح وَالنصر تنصب
صلوه بما شئتم فَواللَه ما اِنطَوى / عَلى مثله في الكون أَم وَلا أَب
أَينبي الصَفا المَكي عَن جيرة الحمى / ومن ضمه البيت العَتيق المحجب
وَعَن عَرفات وَالمحصب من منى / فأمنيتي خَيفا مني وَالمحصب
وَمن لي بأَهل الدار من أَهل طيبة / فَوَجدي موجود وَقَلبي مقلب
الى روضة ما بين قبر وَمَنبَر / عَلَيها رباح الخلد تَصبو وَتجنب
شذاها من الفَردوس مسك وَعَنبَر / عَلى غاية الوصفين أَذ فر أَشهَب
أَلا بلغوا عني المحبين انهم / وان سَكَنوا قَلبي عَن العين غيب
أَحن اليهم من ديار بَعيدَة / وأسأل عنهم من يجىء وَيَذهَب
غَرامي بهم فَوقَ الغَرام وَمُهجَتي / تَذوب وَدَمعي في المَحاجِر يسكب
وَمن كل مشغوفا بحب محمد / وَحب أَبي بكر فَكَيفَ يعذب
سَلام عَلى الصديق اذ هو لَم يزل / لخير البَرايا في الحياتَين يَصحب
فَثانيه في الغار الخَليفة بعده / لامته نعم الحَبيب المقرب
أَجاب وَقَد صموا وأبصر اذ عموا / وَصدق بالحق المبين وَكَذبوا
وَصاحبه الفاروق ذاكَ المبارك ال / اغر أَمير المؤمنين المهذب
ضَجيع رَسول اللَه مظهر دينه / غضنفره في اللَه يَرضى وَيَغضَب
به اتسع الاسلام واتضح الهدى / وَلَم يَبقَ غير الحق للخلق مذهب
وَعثمان ذو النورين من سبح الحصى / بكفيه وارى الزند وَالبرق خلب
كَثير البكا وَالذكر منفق ماله / وَجهز جيش العسر وَالعام مجدب
لَدى الحشر يَلقى اللَه وَهوَ مطهر / برىء شَهيد بالدماء مخضب
وَمن كَعَلي كَرَمَّ اللَه وَجهه / كَريم به الامثال في الجود تضرب
أَخو الحلم بحر العلم حيدرة الرضا / أَمام به صدع الهداية يشعب
هَزبر وَلكن صده الصيد في الوَغى / وَمخلبه الرمح الاصم المكعب
وَعمى رَسول اللَه وَالحسنين من / بهم شَرفات المجد تَزهو وَتعجب
وَمن قومه قوم الى اللَه هاجَروا / وَخلوا مَغاني دورهم وَتغربوا
وَراضوا عَلى حب الحَبيب نفوسهم / فَكانَ لوجه اللَه ذاكَ التقرب
وآواه قوم آخرون وَناصَروا / وَذبوا العدا واِستمنعوا وَتغلبوا
أولئكم الانصار وَالسادة الاولى / نشا منهم فرع طَويل وَمنصب
سَلام عَلى ذاكَ النَبي وآله / وأزواجه وَالصحب ماجن غيهب
غداة للقا منهم أسود ضراغم / بسرد سَرابيل الحدائد تجلببوا
يَخوضون بحرا دونه البحر من دم / وأمواجه بيض وَسمر وَشذب
فكل طَويل الباع مقتحكم الوَغى / أَغر طريل العمر لاقيه يعطب
يَجود عَلى شوك الرماح بنفسه / وَيردى به في غمرة المَوت مقرب
وَسرباله في الروع درع درية / وأَبيض من ماء الحَديد مشطب
عليهم سَلام اللَه اذ مهدوا الهدى / ودان لهم بالسيف شرق وَمغرب
عَلى حب من هانَت لسطوة باسه / وَهيبته العظمى نزار وَيعرب
نبيّ حجازي رضىّ مكرم / كَريم جواد صادِق الوعد منجب
إِلى صاحب الجاه العَريض رمت بنا / هموم لَها في ابن العَواتك مطلب
من الحبر وَالنيابَتين تَراسَلَت / الى مقصد من دونه الهول يَركب
فَقامَت عَلى باب النَبي محمد / مَقام ذَليل خائف يترقب
وَحَطَت ببحبوح المَكارِم وَالرضا / لَدى سيد منه المَكارِم توهب
عَلى الساحَة الخَضراء وَالمشهد الَّذي / يَكاد بزوار النَبي يرحب
سَلام عَلى ذاكَ الحَبيب فانني / اليه عَلى بعدي أحن وأطرب
عَسى يا رَسول اللَه نظرة رحمة / الينا وَالا دعوة ليس تحجب
فأَنتَ حمانا مِن زَمان معاند / به ينكر المَعروف والدين يسلب
سميك يا مَولاي طال عكوفيه / عَلى كعبة العصيان وَالرأس أَشيَب
فَخَد بيد المقرى واشفع له وَلي / فَو اللَه اني مذنب وَهوَ مذنب
وَقم يا رَسول اللَه بي وَبصاحبي / وَقل ذا كَهَذا الاخلاف مرتب
فَقَد عظمت أَوزارنا وَذنوبنا / وَلَم نأت شيأ لِلكَرامة يوجب
وَقطعت الايام أَسباب بيننا / وَلكن اليكم يَلجأ المتسبب
أَحاط بنا طوفان زلاتنا وَما / لنا فيه الا فلك صفك مركب
اذا ما هممنا بالزِيارة عاقنا / بعادك عنا لا الجفا وَالتجنب
اليك توسلنا بك اصفح وجد وعد / فَما منك بدّلا وَلا منك مهرب
وَقل انقامني وَلي وَمَعي وَبي / وَعندي فاهوال القيامة تصعب
نَلوذ وَنَدعو المسلمين لظلكم / اذا أخذ الجاني بما كان يكسب
فَما منكم الا نفحة هاشمية / علينا وَالا رحمة تتشعب
وَصلى عليك اللَه ما در عارض / وَما لاحَ في السبع الطَرائِق كوكب
صَلاة تعم الآل وَالصحب دائما / بلاغا به ما دامَت الصحف تكتب
وَلا في بقاع الارض حيا وَميتا
وَلا في بقاع الارض حيا وَميتا / وَلا فوق آفاق السَماء كاحمد
تعلقت بالاسباب دون مدبري
تعلقت بالاسباب دون مدبري / فَقطعها بي فاِنقلبتُ الى حسري
وَلَو أَنَّني اِستَغنيت باللَه وحده / عَن الخلق لَم أَحتج لزيد وَلا عمرو
فَيا واسع اللطف الخَفي تولني / بلطفك واشرح سيدي بالرضا صَدري
وألبس حمى ذلي بعزك عزة / وأسبل عَلى الستر يا مسبل الستر
وَلا تَمتَحني في الورى بعَظيمة / يَضيق بها ذرعي وَيفنى لَها صَبري
وان رأت الاعداء كيف تكيدني / فخذها بكف الكف من حيث لا أَدري
وَصن ماءَ وَجهي عَن سؤال مذلة / بفضلك واشملني لدى العسر باليسر
وَجوهر بنور العلم قَلبي وَقالبي / وَضَع أَصر أَوزاري الَّتي أَنقضت ظَهري
وأكرم لاجلي من يَليني رحامة / وَحط أَنسهم بالخبر من شرر الشر
وَكن سَيدي عوني وَغوثي دائِما / وَعزى وَحرزى دائما وَغنى فقري
صلّ الرَغائِب عشرا واثنتين وَكن
صلّ الرَغائِب عشرا واثنتين وَكن / في كل ركعة اقرا الحمد منفردا
وَالقدر معها ثَلاثا مثل ما ذكروا / واقر اثنتين وَعشرا معهما الصمدا
وَصل من بعد اكمال الصَلاة عَلى / النَبي سَبعين واسجد مثل من سجدا
وَفيه سبح وَقدس مثلها واذا / رَفعت قل رب سَبعين احصها عددا
واسجد لربك واخلص في السجود وَسل / تعطى فمن جد في اخلاصه وَجَدا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025