المجموع : 88
رُبَّ بِشْرٍ يُصَيِّرُ الحُرَّ عَبداً
رُبَّ بِشْرٍ يُصَيِّرُ الحُرَّ عَبداً / لك غالَتْهُ جَفوةٌ في الحِجابِ
وفتىً ذي خَلائقٍ مُعجِباتٍ / أَفسدَتْها خَلائقُ البَوّابِ
وكريمٍ قد قصَّرتْ بأيادِيـ / ـه عبيدٌ تُسيءُ للآدابِ
لا أرى للكريمِ أن يَشتري الد / نيا جميعاً بوَقْفَةٍ بالبابِ
إِن تَركتَ العبيدَ والحُكمَ فينا / صارَ فضلُ الرؤوسِ للأَذنابِ
فأحلّوا أشكالَهم رُتَبَ الفَضـ / ـلِ وحَظَّ الأحرارِ عَفرَ التُّرابِ
قالوا تعزّ وقد بانوا فقلت لهم
قالوا تعزّ وقد بانوا فقلت لهم / إِنّ العزاءَ على آثارِ من بانا
وكيف يملك سلوانا لحبّهم / من لم يطق للهوى سِترا وكِتْمانا
كانت عزائمَ صبري أِستعين بها / صارت علي بحمد الله أعوانا
لا خير في الحب لا تبدو شواكِلُهُ / ولا ترى منه في العينين عُنوانا
ألست ترى ديمة تهطل
ألست ترى ديمة تهطل / وهذا صباحك مستقبل
وهذي المدام وقد راعنا / بطلعته الرشأ الأكحل
فبادر بنا وبه سكرة / تهوّن أسباب ما يسأل
فاني رأيت له طرّة / تدل على أنه يفعل
لا تخرجنّ مع الغزاة مشيّعا
لا تخرجنّ مع الغزاة مشيّعا / إنّ الغزيّ يراك أفضل مغنمِ
ودع الحجيج ولا تشيّع وفدهم / أخشى عليك من الحجيج المحرمِ
ما أنت إِلا غادةٌ ممكورةٌ / لولا شواربك المحيطة بالفم
عرضتُ بالحب له وعرّضا
عرضتُ بالحب له وعرّضا / حتّى طوى قلبي على جمر الغضى
وأظهرت نفسي عن الدهر الرضا / ثمّ جفاني وتولّى معرضا
لم ينقض الحب بلى صبري انقضى / فداك من ذاق الكرى أو غمضا
حتى طرقتَ فنسيتُ ما مضى / سألته حُويجَةً فأعرضا
وعلق القلب به ومرضا / فاستلّ مني سيف عزم منتضى
وقال لا قول مجيب برضا / فكان ما كان وكابرنا القضا
تدنو الديار وأنت تبعد جاهدا
تدنو الديار وأنت تبعد جاهدا / فالدهر ينصفني وأنت الظالم
فمتى ينال العدل عندك طالب / أنت المسيء به وأنت الحاكم
العُسْرُ أكرِمُهُ ليُسْرٍ بعدَهُ
العُسْرُ أكرِمُهُ ليُسْرٍ بعدَهُ / ولأجلِ عينٍ أَلفُ عينٍ تُكرَمُ
والمرءُ يكره يومَهُ ولعلَّهُ / تأتيه فيه سَعادةٌ لا تُعلَمُ
لك عبدٌ فلو سألت
لك عبدٌ فلو سألت / به كيف حالُهُ
يا قريباً مزاره / وبعيدا نواله
حاضرا في صدوده / حين يرجى وصاله
مسعدٌ لي مقاله / فاتك لي مطاله
محسن في كلامه / ومسيءٌ فعاله
وما كان حبيها لأول نظرةِ
وما كان حبيها لأول نظرةِ / ولا غمرة من بعدها فتجلّتِ
ولكنها الدنيا تولّت فما الذي / يسلّي عن الدنيا إذا ما تولَّتِ
قل لداعي الفراق أَخِّرْ قليلا
قل لداعي الفراق أَخِّرْ قليلا / قد قضينا حق الصلاة طويلا
أخر الوقت في الأذان وقدم / بعدها الوقت بكرة وأصيلا
ليس في ساعة تؤخرها وزرٌ / فنحيا بها وتأتي جميلا
فتراعي حق الفتوة فينا / وتعافى من أن تكون ثقيلا
قربت ولا نرجو اللقاء ولا نرى
قربت ولا نرجو اللقاء ولا نرى / لنا حيلة يدنيك منا احتيالُها
فأصبحت كالشمس المنيرة ضوؤها / قريبٌ ولكن أين منا منالُها
كظاعنة ضنت بها غربة النوى / علينا ولكن قد يلم خيالها
تقربها الآمال ثم تعوقها / مماطلة الدنيا بها واعتلالُها
ولكنّها أمنيِّةٌ فلعلّها / يجود بها صرف النوى وانتقالُها
تعالي نجدّد عهد الرضا
تعالي نجدّد عهد الرضا / ونصفح في الحب عما مضى
ونجري على سنة العاشقين / ونضمن عني وعنك الرضا
ويبذل هذا لهذا هواه / ويصبر في حبّه للقضا
ونخضع ذلا خضوع العبيد / لمولى عزيز اذا أعرضا
فإِنّيَ مُذْ لجّ هذا العِتابُ / كأنيَ أبطنتُ جمرَ الغَضى
سبقت إلى عِدَةٍ بالنَّوالِ
سبقت إلى عِدَةٍ بالنَّوالِ / جعلتَ الوفاءَ بها لي ضَمينا
فلا تَغدُرَنَّ فإن الحَلالَ / يجلك عن خُلُقِ الغادِرينا
تعلمتَ بعديَ طولَ المِطالِ / وعلمتني ذِلَّةَ الصابِرينا
فما أَسمَجَ الغدرَ بعدَ الوفاءِ / وما أقبَحَ البُخلَ بالقادِرينا
فها أنا مسترضيكَ لا من جناية
فها أنا مسترضيكَ لا من جناية / جنيتُ ولكن من تجنيكَ فاغْفِرِ
لا وزهرِ الرياضِ تجري عليها
لا وزهرِ الرياضِ تجري عليها / باكياتٍ ضواحكُ النوّارِ
صافحتها الرياحُ فاعتنق الرو / ض ومالت طواله للقصار
لائذاً بعضه ببعضٍ كقومٍ / في عتاب مكرَّرٍ واعتذارِ
ما خلفناك بالقبيح ولا الذ / م على البعد واقتراب المزار
وكنت أخوفه بالدعاء
وكنت أخوفه بالدعاء / وأخشى عليه من الماثم
فلما أقام على ظلمه / تركت الدعاء على الظالم
اللّه يعلم والدنيا مولية
اللّه يعلم والدنيا مولية / والعيش منتقل والدهر ذو دولِ
فللفراق وان هاجت فجيعته / عليك أخوف في قلبي من الأجل
وكنت أفرح بالدنيا ولذتها / واليأس يحكم للأعداء في الأمل
أهابك أن أدلّ عليك ظنا
أهابك أن أدلّ عليك ظنا / لأنّ الظنّ مفتاح اليقينِ
من لمحبٍّ أحبّ في صغرِهْ
من لمحبٍّ أحبّ في صغرِهْ / فصار أحدوثةً على كِبَرِهْ
من نظرٍ شفّه فأَرَّقَه / وكان مَبْدا هواهُ من نظَرِهْ
لولا الأماني لمات من كَمَدٍ / مرّ الليالي تزيدُ في فِكَرِه
ليس له مُسعِدٌ يساعِدُهُ / بالليل في طوله وفي قِصَرِه
يا ليلةً بات النحوس بعيدةً
يا ليلةً بات النحوس بعيدةً / عنها على رغم الرقيب الراصدِ
تدع العواذل لا يقمن بحاجة / وتقومُ بهجتُها بعذر الحاسدِ
ضنّ الزمانُ بها فلما نلتُها / ورد الفراقُ فكان أقبح واردِ
والدمع ينطق للضمير مصدّقاً / قول المقرّ مكذبا للجاحِدِ