المجموع : 81
يا لَهفَ نَفسي عَلى الشَبابِ
يا لَهفَ نَفسي عَلى الشَبابِ / إِنّي عَلَيهِ لَذو اِكتِئابِ
أَصبَحتُ أَبكي عَلى شَبابي / بُكاءَ صَبٍّ عَلى التَصابي
وَأَصبَحَ الشَيبُ قَد عَلاني / يَدعو حَثيثاً إِلى الخِضابِ
أَهلاً وَسَهلاً بِسَيِّدِ العَربِ
أَهلاً وَسَهلاً بِسَيِّدِ العَربِ / ذي الغُرَرِ الواضِحاتِ وَالنُجُبِ
فَتى نِزارٍ وَكَهلَها وَأَخي ال / جودِ حَوى غايَتَيهِ مِن كَثَبِ
قيلَ أَتاكُم أَبو الوَليدِ فَقا / لَ الناسُ طُرّاً في السَهلِ وَالرَحَبِ
أَبو العُفاةِ الَّذي يَلوذُ بِهِ / مِن كانَ ذا رَغبَةٍ وَذا رَهَبِ
جاءَ الَّذي تُفرَجُ الهُمومُ بِهِ / حينَ يُلِزُّ الوَضينَ بِالحَقَبِ
جاءَ وَجاءَ المَضاءُ يَقدُمُهُ / رَأيٌ إِذا هَمَّ غَيرُ مُؤتَشَبِ
شَهمٌ إِذا الحَربُ شَبَّ دائِرُها / أَعادَهُ عَودَةً عَلى القُطُبِ
يُطفِىءُ نيرانَها وَيوقِدُها / إِذا خَبَت نارُه بِلا حَطَبِ
إَلا بِوَقعِ المُذَكَّراتِ يُشَبَّ / هنَ إِذا ما اِنتُضينَ بِالشُهُبِ
لَم أَرَ قِرناً لَهُ يُبارِزُهُ / إِلّا أَراهُ كَالصَقرِ وَالخَرَبِ
لَيثٌ بِخُفّانُ قَد حَمى اِجَماً / فَصارَ مِنها في مَنزِلٍ أَشِبِ
شَبلاهُ قَد أُدِّبا بِهِ فِهما / شَبهاهُ في جِدِّهِ وَفي لَعِبِ
قَد وِمقا شَكلَهٌ وَسيرَتَهُ / وَأَحكَما مِنهُ أَكرَمُ الأَدَبِ
نِعمَ الفَتى تُقرَنُ الصِعابُ بِهِ / عِندَ تَجاثي الخُصومِ لِلرُّكَبِ
وَنِعمَ ما لَيلَةُ الشِتاءِ إِذا اِس / تُنبِحَ كَلبُ القِرى فَلَم يُجِبِ
ما لَنَعَم عِندَهُ مَخالَفَةٌ / مِثلَ اِختِلافِ الصُعودِ وَالصَبَبِ
تُحضِرُهُ لا فَلا يَهُمُّ بِها / وَمِنهُ تَضحي نَعَم عَلى أَرَبِ
تَرى لَهُ الحِلمَ وَالنُهى خُلُقاً / في صَولَةٍ مِثلِ جاحِمِ اللَهَبِ
سَيفُ الإِمامَينِ ذا وَذاكَ إِذا / قَلَّ بُناهُ الوَفاءِ وَالحَسَبِ
ذا هَودَةَ لا يُخافُ نَبوَتُها / وَدينُهُ لا يُشابُ بِالريبِ
يا أَهلِ بَكّوا لِقَلبِيَ القَرِحِ
يا أَهلِ بَكّوا لِقَلبِيَ القَرِحِ / وَلِلدُّموعِ الهَوامِلِ السُفُحِ
راحوا بِيَحيى إِلى مُغَيِّبَةٍ / في القَبرِ بَينَ التُرابِ وَالصُفُحِ
راحوا بِيَحيى وَلَو تُطاوِعُني الـ / أقدارُ لَم يَبتَكِر ولَم يَرُحِ
يا خَيرَ مَن يَحسُنُ البُكاءُ لَهُ الـ / ـيَومَ وَمَن كانَ أَمسِ لِلمِدَحِ
قَد ظَفِرِ الحُزنُ بِالسُرورِ وَقَد / أُديِلَ مَكروهُنا مِنَ الفَرَحِ
إِنّي وَما أَعمَلَ الحَجيجُ لَهُ
إِنّي وَما أَعمَلَ الحَجيجُ لَهُ / أَخشى مُطيعَ الهَوى عَلى فَرَجِ
أَخشى عَلَيهِ مُغامِساً مَرِساً / لَيسَ بِذي رِقبَةٍ وَلا حَرَجِ
فَدَيتُ مَن مَرَّ عَنّا
فَدَيتُ مَن مَرَّ عَنّا / يَوماً وَلَم يَتَكَلَّمُ
وَكانَ فيما خَلا مِن / هُ كُلَّما مَرَّ سَلَّمَ
وَإِن رَآنِيَ حَيّى / بِطَرفِهِ وَتَبَسَّم
لَقَد تَبَدَّلَ فيما / أَظُنُّ وَاللَهُ أَعلَم
فَلَيتَ شِعرِيَ ماذا / عَلَيَّ في الوُدِّ يَنقَم
يا رَبِّ إِنَّكَ تَعلَم / أَنّي بِمَكنونَ مُغرَم
وَأَنَّني في هَواها / أَلقى الهَوانَ وَأَعظَم
يا لائِمي في هَواها / اِحفَظ لِسانَكَ تَسلَم
وَاِعلَم بِأَنَّكَ مَهما / أَكرَمتَ نَفسَكَ تُكرَم
إِنَّ المَلولُ إِذا ما / مَلَّ الوَصالُ تَجَرَّم
أَولا فَما لِيَ أُجفى / مِن غَيرِ ذَنبٍ وَأُحرَم
أَسعِداني يا نَخلَتي حُلوانِ
أَسعِداني يا نَخلَتي حُلوانِ / وَاِبكِيا لي مِن رَيبِ هذا الزَمانِ
وَاِعلَما أَن رَيبَهُ لَم يَزَل يَف / رُقُ بَينَ الأَلّافِ وَالجيرانِ
وَلَعَمري لَو ذُقتُما أَلَمَ الفُر / قَةِ أَبكاكُما الَّذي أَبكاني
أَسعِداني وَأَيقِنا أَنَّ نَحساً / سَوفَ يَلقاكُما فَتَفتَرِقانِ
كَم رَمَتني صُروفُ هذي اللَيالي / بِفَراقِ الأَحبابِ وَالخَلّانِ
غَيرَ أَنّي لَم تَلقَ نَفسي كَما لا / قَيتُ مِن فُرقَةِ اِبنَةِ الدَهقانِ
جارَةً لي بِالرَيِّ تُذهِبُ هَمّي / وَيُسَلّي دُنُوِّها أَحزاني
فَجَعَتني الأَيّامُ اِغبَطَ ما كُن / تُ بِصَدعٍ لِلبَنينِ غَيرِ مُدانِ
وَبِرَغمي أَن أَصبَحَت لا تَراها ال / عَينُ مِنّي وَأَصبَحَت لا تَراني
إِن تَكُن وَدَّعَت فَقَد تَرَكَت بي / لَهَباً في الضَميرِ لَيسَ بِوانِ
كَحَريقِ الضِرامِ في قَصَبِ الغا / بِ رَمَتهُ ريحانِ تَختَلِفانِ
فَعَلَيكِ السَلامُ مِنّي ما صا / غَ سَلاماً عَقلي وَفاضَ لِساني
روقُ أَي روقُ كَيفَ فيكِ أَقولُ
روقُ أَي روقُ كَيفَ فيكِ أَقولُ / صارَ بَينا وَردٌ وَرَملٌ وَنيلُ
وَبَعيدٌ مِن بَينَهُ حَيثُما كا / نَ وَبَينَ الحَبيبِ بَينٌ وَبيلُ
بِبِلادٍ بِها تَبيضُ الطَواوي / سُ وَفيها تَزاوُجَ الزَندَبيلُ
وَبَهاً البَبَّغاءُ وَالصَقرُ وَالقِر / دُ لَهُ في ذَرى الإِياطِ مَقيلُ
وَالخَموعُ العَرجاءُ وَالأَبَّلُ الأَق / رَنُ وَاللَيثُ في الغِياضِ الشَبولُ
وَلَهُ شُرطَةٌ إِذا جَنَّهُ اللَي
وَلَهُ شُرطَةٌ إِذا جَنَّهُ اللَي / لُ فَعوذوا بِاللَهِ مِن شُرَطِهِ
لَمّا خَرَجنَ مِنَ الرُصا
لَمّا خَرَجنَ مِنَ الرُصا / فَةِ كَالتَماثيلِ الحِسانِ
يَخفُفنَ أَحوَرَ كَالغَزا / لِ يَميسُ جَدلِ العِنانِ
قَطَّعنَ قَلبِيَ حَسرَةً / وَتَقَسُّماً بَينَ الأَماني
وَيلي عَلى تِلكَ الشَما / ئِلِ وَاللَطيفِ مِنَ المَعاني
يا طولَ حُرِّ صَبابَتي / بَينَ الغَواني وَالقِيانِ
أَيا وَيحَهُ لا الصَبرُ يَملِكُ قَلبَهُ
أَيا وَيحَهُ لا الصَبرُ يَملِكُ قَلبَهُ / فَيَصبِرَ لَمّا قيلَ سارَ مُحَمَّدَ
فَلا الحُزنُ يُفنيهِ فَفي المَوتِ راحَةٌ / فَحَتّى مَتى في جَهدِهِ يَتَجَلَّدُ
قَد أَضحى صَريعاً بادِياٍ عِظامُهُ / سِوى أَن روحاً بَينَها تَتَرَدَّدُ
كَئيباً يُمَنّي نَفسَهُ بِلِقائِهِ / عَلى نَأيِهِ وَاللَهُ بِالحُزنِ يَشهَدُ
يَقولُ لَها صَبراً عَسى اليَومَ آئِبٌ / بِإِلفِكِ أَو جاءَ بِطَلعَتِهِ الغَدُ
وَكُنتَ يَداً كانَت بِها الدَهرَ قُوَّتي / فَأَصبَحتُ مُضنىً مُنذُ فارَقَني اليَدُ
خَليلي مُخلِفٌ أَبَداً
خَليلي مُخلِفٌ أَبَداً / يُمَنّيني غَداً فَغَدا
وَبَعدَ غَدٍ وَبَعدَ غَدٍ / كَذا لا يَنقَضي أَبَداً
لَهُ جَمرٌ عَلى كَبِدي / إِذا حَرَّكتُهُ وَقَدا
وَلَيسَ بِلابِثٍ جَمرُ ال / غَضا أَن يُحرِقَ الكَبِدا
لَولا مَكانُكِ في مَدينَتِهِم
لَولا مَكانُكِ في مَدينَتِهِم / لَظَعَنتُ في صَحبي الأُولي ظَعَنوا
أَوطَنتُ بَغداداً بِحُبِّكُمُ / وَبِغَيرِها لِولاكُمُ الوَطَنُ
لَهفَ نَفسي عَلى الزَمانِ وَفي أَ
لَهفَ نَفسي عَلى الزَمانِ وَفي أَ / يِّ زَمانٍ دَهَتنِيَ الأَزمانُ
حينَ جاءَ الرَبيعُ وَاِستُقبِلَ الصَي / فُ وَطابَ الطِلاءُ وَالريحانُ
أَمَرِّ مُدامَةً صِرفاً
أَمَرِّ مُدامَةً صِرفاً / كَأَنَّ صَبيبَها وَدَجُ
كَأَنَّ المِسكَ نَفحَتُها / إِذا بُزِلَت لَها أَرَجُ
فَظَلَّ تَخالُهُ مَلِكاً / يُصَرِّفُها وَيَمتَزِجُ
كُنتُ وَيَحيى كَيَدَي واحِدٍ
كُنتُ وَيَحيى كَيَدَي واحِدٍ / نَرمي جَميعاً وَنُرامي مَعا
إِن عَضَّني الدَهرُ فَقَد عَضَّهُ / يُوجِعُنا ما بَعضَنا أَوجَعا
أَو نانَ نامَت أَعيُنٌ أَربَعٌ / مِنّا وَإِن أَسهَر فَلَن يَهجَعا
يَسُرُّني الدَهرُ إِذا سَرَّهُ / وَإِن رَماهُ فَلَنا فَجَّعا
حَتّى إِذا ما الشَيبُ في مَفرِقي / لاحَ وَفي عارِضِهِ أَسرَعا
سَعى وُشاةٌ فَمَشَوا بَينَنا / وَكادَ حَبلُ الوُدِّ أَن يُقطِعا
فَلَم أَلُم يَحيى عَلى فِعلِهِ / وَلَم أَقُل مَلَّ وَلا ضَيَّعا
لكِنَّ أَعداءً لَنا لَم يَكُن / شَيطانُهُم يَرى بِنا مَطمَعا
بَينا كَذا غاشَ عَلى غِرَّةٍ / فَأَوقَدَ النَيرانَ مُستَجمِعا
فَلَم يَزَل يوقِدُها دائِباً / حَتّى إِذا ما اِضطَّرَمَت أَقلَعا
أَزورُ أَخي في رَحلِهِ وَيَزورُني
أَزورُ أَخي في رَحلِهِ وَيَزورُني / مُلاطَفَةً مِنّا وَحُسنَ وِصالِ
وَنَطرَحُ فيما بَينَنا حِشمَةَ الآلي / تَعاطوا وِداداً لا يَنُمُّ بِحالِ
فَيَأكُلُ مِن أَكلي وَيَشرَبُ مَشرَبي / وَيَسعى بِسَعيِ ناصِراً وَيُوالي
فَروحي لَهُ روحٌ وَمُهجَةُ نَفسِهِ / كَمُهجَةِ نَفسي في جَميعِ خِلالِ
لَقَد أَحبَبتُ جَهدَ الحُبِّ
لَقَد أَحبَبتُ جَهدَ الحُبِّ / ذاتَ الخالِ وَالعِقْدِ
وَأَحلى بَعدَ غَبِّ النَو / مِ مَطروقاً مِنَ الشَهدِ
غَزالٌ أَحوَرُ العَينِ / لَهُ خالٌ عَلى الخَدِّ
كَأَنَّ البَدرَ ذاكَ الخا / لُ وافى لَيلَةَ السَعدِ
وَلَقَد قُلتُ مُعلِناً
وَلَقَد قُلتُ مُعلِناً / لِسَعيدٍ وَجَعفَرِ
إِن أَتَتني مَنِيَّتي / فَدَمي عِندَ بَربَرِ
قَتَلَتني بِمَنعِها / لِيَ مِن وَصلِ جَوهَرِ
أَمسى مُطيعٌ كَلِفا
أَمسى مُطيعٌ كَلِفا / صَبّاً حَزيناً دَنِفا
حُرٌّ لِمَن يَعشَقُهُ / بِرِقِّهِ مُعتَرِفا
يا ريمُ فَاِشفي كَبِداً / حَرّى وَقَلباً شَغِفا
وَنَوِّليني قُبلَةً / واحِدَةً ثُمَّ كَفى
واهاً لِشَخصٍ رَجوتُ نائِلَهُ
واهاً لِشَخصٍ رَجوتُ نائِلَهُ / حَتّى اِنثَنى لي بِوُدِّهِ صَلِفا
لانَت حَواشيهِ لي وَاِطمَعَني / حَتّى إِذا قُلتُ نِلتُهُ اِنصَرَفا
إِنَّ مِمّا يَزيدُني فيكَ زُهداً / أَنَّني لا أَراكَ تَصدُقُ حَرفا
لا وَلا تَكتُمُ الحَديثَ وَلا تَن / طِقُ جِداً وَلا تُمازِحُ ظَرفا
وَإِذا مُنصِفٌ أَرادَكَ لِلنَّص / فِ أَبيتَ الوَفاءَ وَاِزدَدتَ خُلفا
وَإِذا قالَ عارِفاً قُلتَ سَواءاً / وَإِذا قالَ مُنكَراً قُلتَ عُرفا