القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ اللبّانَة الكل
المجموع : 92
نتيجة عقل الفتى فعله
نتيجة عقل الفتى فعله / بما عندَهُ يُغدق المعدى
ترى الطلّ في أخلائها مثل لؤلؤ
ترى الطلّ في أخلائها مثل لؤلؤ / ولكن تبقى نظمه في القلائد
وتحسب في أطراف طرفائها الندى / بقية كحل في رؤوس المراود
كأنّ رياض الحزن بُسطٌ تدّبجت / بأنواع ألوانٍ حسانٍ فرائد
وا بأبي ذلك من حاسبٍ
وا بأبي ذلك من حاسبٍ / خطُّ استواء الحسن في خدّهِ
لما رآني في الهوى واحداً / اسقطني للامن من عدّه
يقرأ باب الضرب في مهجتي / ولا يسمي في سوى بعده
ويلزم الطرح لوصلي فلا / أنفكُّ طول الدهر من صده
معاملات ليتها لم تكن / وليت ما أبداهُ لم يبده
يا شادنا حل في السّواد
يا شادنا حل في السّواد / من لحظ عيني ومن فؤادي
وكعبة للجمال طافت / من حولها أنفُس العباد
مازدتني في الوصال حظا / إلا غدا الشوق في ازدياد
أعشى سنا ناظريك طرفي / فليس يلتذّ بالرقاد
تخللت حتى غابة الأسد الورد
تخللت حتى غابة الأسد الورد / وأنزلت حتى ساكن الابلق الفرد
وجردت دون الدين سيفك فانثنى / من النصر في حلي من الدم في غمد
بصير بأطراف المؤثّلة الشبا / سميع بآذان المسومة الجرد
لقد ضمّ أمر الملك حتى كأنه / نطاق بخصر أو سوارٌ على زند
وحسّ طعم العيش حتى أعاده / ألذّ من الاغفاء في عقب السهد
وحسب الليالي أنها في زمانه / بمنزلة الخيلان في صفحة الخد
وجاءت به الأيام تاجر سؤدد / يبيع نفيسات المواهب بالحمد
يغيثك في مَحلٍ يعينك في ردى / يروعك في درع يروقك في برد
جمالٌ واجمال وسبق وصولة / كشمس الضحى كالمزن كالبرق كالرعد
بهمته شاد العُلا ثم زادها / بناءً بأبناء جحاجحةٍ لُدّ
بأربعة مثل الطباع تركبوا / لتعديل جسم المجد والكرمِ العِدّ
هو الشعر من درٍّ رطيبٍ نحته / وقد تنحت الاشعار من حجر صلد
ولا عجبٌ ان جئت فيه ببدعة / فما هي الا النار تقدح في زند
أيا معلناً لفظي ويا معلياً يدي / ويا حاملاً كَلي ويا حافظاً عهدي
خلعت عذارى في عذارٍ على خد
خلعت عذارى في عذارٍ على خد / حكى خضرة الريحان في حمرة الوردِ
صقيل كمثل السيف أخضر مثله / يبيت ولكن من فؤاديَ في غمد
ومما شجاني شكل شاربه الذي / تمثل قوساً مثل ميسمه البرد
كفاني أنا بالزبرجد أشتكي / فقد صار لي قفلا على الدّر والشهد
يقر بعيني أن أزور كناسه / ولو كان محفوفاً بضارية الأسد
ويقنعني شعري لدى ناظر العلى / وان كان لي في كل وادٍ بنو سعد
هو الدهر في تصريفه لصروفه / فمن جهة يحيى ومن جهة يُردي
خصيب نواحي الفضل يضحك كله / عن المكرمات السبط والحسب الجعد
فقل في أياديه رياضته الذرى / وقل في معاليه مصافحة المجد
اليه والا قيدوا قدم السرى / وفيه والا اخرسوا منطق الحمد
يطالع عن صبح وينهل عن حياً / ويخطف عن برق ويعصف عن رعد
وعنه أفيضوا أنه مُشعر العُلى / وحوليه طوفوا انه كعبة القصد
وألقوا حديث البحر عند حديثه / فكم يَبني في جُزر وكم يَبني في مدّ
تؤثر في الأفلاك من بعد غوره / كتأثير نور الشمس في الأعين الرمد
تخصصت أحياناً بلخم ويعرب / وظاهرت أحياناً بغسان والأزد
ولما حللت الناصرية أقبلت / اليك وفود الشعر وفداً على وفد
وثقت به ضيفاً على رغم حاسدي / كأني وقف ضاق منه على زند كذا
سكنت له حتى أرقت وانما / كمنت كمون النار في حجر الزند
تقيسني الأعداء في مهجاتها / كمَن قاس في أوداجه ظبة الهند
وتحسب في عودي ليانا وانه / لفي السر من نبع وفي الجَهر من رند
غمدت مع الفتح الكواسر طايرا / وها أنا مشاء مع النُعم الرقد
ويا عجباً من جهل كل فراشةٍ / تعارض مصباحي لتحرقها وقدي
وأيقظ من صلٍّ خلقت وها أنا / يسامرني من ظَلَّ أنوم من فهد
شكرتك عن ود وليس مركباً / من الشكر الا من بسيط من الود
وفيك جرعت الذل والعز عاد لي / فلي سيمة المولى ولي سيمة العبد
تبكي السماء بمزنٍ رائحٍ غادي
تبكي السماء بمزنٍ رائحٍ غادي / على البهاليل من أبناء عباد
على الجبال التي هدت قواعدها / وكانت الارض منهم ذات أوتاد
والرابيات عليها اليانعات ذوت / أنوارها فغدت في خَفضِ أوهاد
عِرِّيسةٌ دخلتها النائبات على / أساود لهمو فيها وآساد
وكعبة كانت الامال تعمرها / فاليوم لا عاكف فيها ولا باد
تلك الرماح رماح الخط ثقفها / خطب الزمان ثقافاً غير معتاد
والبيض بيض الظبى فلت مضاربها / أيدي الردى وثنتها دون اغماد
لما دنا الوقت لم تخلف له عدةٌ / وكل شيء لميقات وميعاد
كم من درارى سعدٍ قد هوت ووهت / هناك من درِرِ للمجد أفراد
نورٌ ونور فهذا بعد نعمته / ذوي وذا خبا من بعد ايقاد
يا ضيف أقفر بيت المكرمات فخذ / في ضم رحلك واجمع فضله الزاد
ويا مؤمل واديهم ليسكنه / خفّ الفطين وجف الزرع بالوادي
ضلت سبيل الندى بابن السبيل فسر / لغير قصد فما يهديك من هادي
وأنت يا فارس الخيل التي جعلت / تختال في عدد منهم وأعداد
ألق السلاح وخلّ المشرفي فقد / أصبحت في لهوات الضيغم العادي
من يؤت من مأمن لم يجده حذر / وقاتل نفسه ما أن له راد
ومن يسّد عليه الضّر ناظره / فليس ينفعه أن الضحى باد
لا عطر بعد عروس في حديثهم / قد أقفر الحي من هند ومن عاد
خانت أكفهم الاعضاد فانقطعوا / وكيف تقوى أكف دون أعضاد
غابت عن الفلك الأرضي أنجمهم / فليس للسعد فيهم نور اسعاد
ويدلوا غيرنا قوماً فنحن نرى / تركيب أرواحنا في غير أجساد
هي المقادير لا تبقي على أحد / وكل ذي نفس فيها لآماد
وأسوة لهم في غيرهم حسنت / فما شماتة أعداء وحسّاد
ان يخلعوا فبنو العباس قد خلعوا / وقد خلت قبل حمص أرض بغداد
نقول فيهم وهم أعلى برامكة / فالحال ذا الحال إفساد كافساد
كانت أسرتها من فضلها بهم / مثل المنابر أعواداً بأعواد
انا الى اللَه في أيامهم فلقد / كانت لنا مثل أعراس وأعياد
هم الشواهق فيها كهف معتصم / مثل الأباطح فيها خصب مرتاد
تباً لدنيا أذاقتهم حوادثها / برح العذاب وما دانوا بالحاد
أضحت مكسرة أرعاط أسهمهم / واسهم الدهر فيهم ذات اقصاد
ذلوا وكانت لهم في العزّ مرتبةٌ / تحط مرتبتي عادٍ وشداد
كانوا ملوكاً ملوك الأرض فانصرفوا / ومالهم حومة فيها ولا ناد
حموا حريمهم حتى اذا غُلبوا / سيقوا على نسقٍ في حبل مقتاد
تبدلوا السَجن بعد القصر منزلةٌ / وأحدقوا بلصوص عوض أجناد
وأنزلوا عن متون الشهب واحتملوا / فويق دهم لتلك الخيل أنداد
وعيث في كل طوق من دروعهم / فصيغ منهن أغلال لأجياد
وغُيرت نشوات اللائذين بهم / بمثل ما قصفوا من كل مناد
تُرى نرى بعد أن قامت قيامتهم / من يوم بعث لهم فينا وميلاد
وهل يكون لهم زندٌ يُرى فيرُى / لنارهم هبة من بعد إخماد
نسيتُ الاغداة النهر كونهم / في المنشآت كأموات بألحاد
والناس قد ملأوا العبرين واعتبروا / من لؤلؤ طافيات فوق أزباد
حُطّ القناعُ فلم تستر مخدرة / ومزقت أوجه تمزيق أبراد
تفرقوا جيرة من بعدما نشأوا / أهلاً بأهل وأولادا بأولاد
حان الوداع فضجت كل صارخة / وصارخ من مفداة ومن فاد
سارت سفائنهم والنوح يصحبها / كأنها ابل يحدو بها الحادي
كم سال في الماء من دمع وكم حملت / تلك الفظائع من قطعات أكباد
من لي بكم يا بني ماء السماء اذا / ماء السماء أبى سقيا حشا الصادي
وأين ألقاكم في الروع من فئة / مدربين على الهيجاء أنجاد
ومن يحقّ لي الآلاف من ذهب / كأنما أشربت
كأنما سكبت في جوف بارقةٍ / بنار نور من المريخ وقّاد
واين معتمدٌ نعمى يقسمها / مرعى وماء لزوار وروّاد
واين يوضح لي هدي الرشيد ضحىً / أجلو به في ظلام الغي ارشادي
واين لي كنف المعتد منزلةً / على احتفال من النعمى واعداد
مكارم ومعال كنت بينهما / كأنني بين روضات وأطواد
لقاكم الله خيراً انكم نفر / لم تعرفوا غير فعل الخير من عاد
إن كان بعدكم في العيش من آرب / فإن في غصصٍ عيشي وأنكاد
أتوبُ لِلَّه من هوى رشأ
أتوبُ لِلَّه من هوى رشأ / غيرهُ فالعطاءُ من غير كذا
ليس معي خاتم ولا قنا / ولا شرابٌ اناؤه عنبر
وانما كان شرطُه قدح / وكان شرطي عليه أن يسكر
أيها الماجد السميذعُ عذراً
أيها الماجد السميذعُ عذراً / صرفي البرّ انما كان برا
حاش اللَه أن اجيح كريما / يتشكى فقرا وكم سدّ فقرا
لا أزيد الجفاء فيه شقوقا / غدر الدهر بي لئن رمتُ غدرا
ليت لي قوةً أو آوي لركنٍ / فترى للوفاء مني سراً
انت علمتني السيادة حتى / ناهضت همتي الكواكب قدرا
ربحت صفقة ازيل برودا / عن أديمي بها وألبس فخرا
وكفاني كلامك الرطب نيلا / كيف ألقي دراً وأطلب تبرا
لم تمُت انما المكارم ماتت / لا سقى اللَه بعدك الارض قطرا
يا ذا الذي حجّ في عهد الصبا فمضى
يا ذا الذي حجّ في عهد الصبا فمضى / عنا هلالاً ووافى نيّراً قمرا
أما الجمار فمن قلبي رميت بها / يا من بآخر عمري كنت معتمرا
صف المنازل لي كيف انتقلت بها / فما نقلت لبدر بعدك البصرا
عن بئر زمزم حدثني فبي ظمأ / وانّ في فيك منه الري والحَصَرا
وشفّع الحجة الاولى بثانيةٍ / بأن أقبل ثغرا قبل الحجرا
والورد تحت الطل فيها مشبه
والورد تحت الطل فيها مشبه / خدا يذوب من الحياء فيقطرُ
وكأن نرجسها أصيب بروعتي / فعلاه لون مثل لوني أصفر
فكأنما الريحان روحي كلما / تتغير الأشياء لا تتغيَى
أما علم المعتد باللَه أنني
أما علم المعتد باللَه أنني / بحضرته في جنة شقها نهر
وما هو نهر أعشب النبت حوله / ولكنه سيف حمائله خضر
تذكرت عهداً للصبا لو سقيته
تذكرت عهداً للصبا لو سقيته / حيا المزن ما أروته تلك المواطر
زمانٌ لياليه تكنفها الصبا / ستاراً وهنَّ الواضحات الزواهر
ولي في التصابي والركون الى الهوى / عواذل الا أنهن عواذر
فيأبى هوى ملء العنان لهزةٍ / من العيش غض قاطر الماء ناضر
فأقبلن يلهين الفؤاد على الهوى / وهن بما مرضن مني اوامر
وَعَمرتَ بالاحسان أفق ميورقةٍ
وَعَمرتَ بالاحسان أفق ميورقةٍ / وبنيت فيها ما بنى الاسكندر
فكأنها بغداد أنت رشيدها / ووزيرها وله السلامة جعفر
شكى لشكواك حتى الشمس والقمرُ
شكى لشكواك حتى الشمس والقمرُ / وبات درّ الدراري الزهر ينتشر
وراحت الريح لا يذكو لها عبق / وأصبح الروض لا يندى له زهر
وقلّص الظل في فصل الربيع لنا / فكادت الارض بالرمضاء تستعر
والماء غاض لنا غيضاً فما نبعت / عين ولا سال في بطحائها نهر
والسحب صاحبها ذعر فما نشأت / ولا استهل لها فوق الربى مطر
ومعدن الدر والياقوت غيض بها / فلم يصب فيه من احجاره حجر
وحل بالطيب في دارين دايرة / فظل يمسك عنها مسكها الدفر
يومان غِبتَ فغاب الأنس أجمعه / وأي أنس اذا ما غِبتَ ينتظر
يا ناصر الملك ان الملك وجهُ عُلىً / وليس غيرك فيه السمع والبصر
ابلال جمسك أهدانا بليل صبا / فعاد عهد الصبا واستبشر البشر
يا رب ربة خدرٍ زرت مضجعها
يا رب ربة خدرٍ زرت مضجعها / والدجى الغريب معتبر
ضممتها ضم مشتاق الى كبدي / حتى توهمت أن الحلي ينكسر
تعجبت من ضنى جسمي فقلت لها / على هواك فقالت عندي الخبر
ومَن رمته من الأيام حادثة / فليس غير ابن عباد لها وزر
ملك غدا الرزق مبعوثاً على يده / وظل يجرى على أحكامه القدر
مقدّم السبق يحكى في بسالته / عَمرواً ولكنه في عدله عمر
يجلى علينا بدوراً من محاسنه / وتستهل لنا من كفّه بدر
لا غروفي أن تحلى غيرهم بعلىَ / وما لهم في العلى رأي ولا نظر
فقد يسمى سماءَ كل مرتفع / وانما الفضل حيث الشمس والقمر
يا مَن قضى اللَه أن الأرض يملكها / عجّل ففي كل قطر أنت منتظر
كم جاعل قصري عيباً أعاب به / وهل يضرُّ طويل الساعد القصرُ
لما تناهيت علماً ظل ينقصه / عند الكمال نصيب
ان ضعتُ والشعر مما قد شهرت به / ونال جودُك أقواماً وما شعرو
فأنت كالغيث اذ تُسقى بصيّبه / شوكُ القتاد ولا يسقى به الزهرُ
أبثك البثّ عن قلب به حرقٌ / وليس عن غير نار يرتمي الشرر
ان لم تكن أهل نعمى أرتجيك لها / كالسلك خيط وفيه تنظم الدرر
كلني الى أحد الأبناء ينعشني / ما لم يكن منك بحر فليكن نهر
قد طال بي أقطع البيداء متصلاً / وليس يسفر عن وجه المنى سفر
كأنما الأرض عني غير راضية / فليس لي وطن فيها ولا وطر
ان الهموم مع الأعمار ناشئة / لا ينقضي الهمّ حتى يتقضي العمر
جد بالقليل وما تدرى تجود به / يا ماجداً يهب الدنيا ويعتذر
يوم تكاثف غيمُه فكأنه
يوم تكاثف غيمُه فكأنه / دون السماء دخان عود أخضرِ
والطل مثل برادة من فضة / منثورة في تربة من عنبر
والشمس في حجب السماء كأنها / حسناً تستر تحت كلّةِ تُستُرِ
نسيمك حتام لا ينبرى
نسيمك حتام لا ينبرى / وطيفك حتام لا يعترى
أعيذك من عَرَضٍ أن يكون / وأنت الذي كنت من جوهر
أتذكر أيامنا بالحمى / وأيامنا بذوى الأعصر
ألا رأفة من وفيّ صفيّ / ألا عطفة من سنيّ سرى
رمى زحل في أظفاره / وحل يرا عَني المشتري
عطارد هل لك من عودة / فأرجع منك الى عنصري
سيطلبني الملك مهما أراد / لباس نسيج من المفخر
ولو أن كل حصاة تزين / لما جعل الفضلُ للجوهر
سقطت من الوفاء على خبير
سقطت من الوفاء على خبير / فذرني والذي لك في ضميري
تركتُ هواك وهو شقيق ديني / لئن شُقَّت برودي عن غدور
ولا كنت الطليق من الرزايا / لئن أصبحت أجحف بالأسير
أسير ولا أسيرُ الى اغتنام / معاذ اللَه من سوء المصير
اذا ما الشكر كان وان تناهي / على نعمى فما فضل الشكور
جذيمةُ أنت والزبّاء خانت / وما أنا من يقصّر عن قصير
أنا أدرى بفضلك منك أني / لبست الظلّ منه في الحرور
غنيُّ النفس أنت وان ألحت / على كفيك حالات الفقير
تصرف في الندى حيل المعالي / فتسمُحُ من قليل بالكثير
أحدث منك عن نبعٍ غريبٍ / تفتح عن جنى زهر نضير
وأعجب منك أنك في ظلام / وترفع للعُفاة منار نور
رويدك سوف توسعني سرورا / اذا عاد ارتقاؤك للسرير
وسوف تُحلني رتب المعالي / غداة تَحلُّ في تلك القصور
تزيد على ابن مروانٍ عطاء / بها وأنيف ثمَّ على جرير
تأهب أن تعود إلى طلوع / فليس الخسفُ ملتزم البدور
وضحت وقد فضحت ضياء النّيرِ
وضحت وقد فضحت ضياء النّيرِ / فكأنما التحفت ببشر مُبشرِ
وتبسمت عن جوهر فحسبته / ما قلدته محامدي من جوهر
وتكلمت فكأن طيب حديثها / متعت منه بطيب مسك اذفر
هزت بنغمة لفظها نفسي كما / هزت بذكراه أعالي المنبر
اذ نبتُ واستغفرتها فجرت على / عاداته في المذنب المستغفر
جادت على بوصلها فكأنه / جدوى يديه على المقل المُقتر
ولثمت فاها فاعتقدتُ بانني / من كفّه سوغت لثم الخِنصِر
سمحت بتعنيقي فقلت صنيعة / سمحت علاه بها فلم تتعذر
نهدٌ كقسوة قلبه في معرك / وَحَشاً كلين طباعه في محضر
ومعاطف تحت الذوائب خلتها / تحت الخوافق ماله من سمهري
حسنت أمامي في خمار مثل ما / حسن الكميُّ أمامه في مغفر
وتوشحت فكأنه في جوشنٍ / قد قام عَنبره مقام العثيَرِ
غمزت ببعض قسيه من حاجب / ورنت ببعض سهامه من مَحجر
أومت بمصقول اللحاظ فخلته / يومي بمصقول الصفيحة مُشهَر
وضعت حشاياها فويق أرائك / وضع السروج على الجياد الضُّمر
من رامةٍ أورُومةٍ لاعلم لي / أأنت عن النعمان أم عن قيصر
بنت الملوك فقل لكسرى فارسٍ / تُعزَى والاقُل لتُبّع حمير
عاديت فيها عزّ قومي فاغتدوا / لا أرضهم أرضى ولا هم معشري
وكذلك الدنيا عهدنا أهلها / يتعافرون على الثريد الأعفر
طافت علي بجمرةٍ من خمرةٍ / فرايت مرِّيخاً براحة مشتري
فكأن أنملها سيوف مبشرٍ / وقد اكتست علق النجيع الأحمر
ملكٌ أزرة بُرده ضُمّت على / باس الوصي وعزمة الاسكندر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025