المجموع : 92
نتيجة عقل الفتى فعله
نتيجة عقل الفتى فعله / بما عندَهُ يُغدق المعدى
ترى الطلّ في أخلائها مثل لؤلؤ
ترى الطلّ في أخلائها مثل لؤلؤ / ولكن تبقى نظمه في القلائد
وتحسب في أطراف طرفائها الندى / بقية كحل في رؤوس المراود
كأنّ رياض الحزن بُسطٌ تدّبجت / بأنواع ألوانٍ حسانٍ فرائد
وا بأبي ذلك من حاسبٍ
وا بأبي ذلك من حاسبٍ / خطُّ استواء الحسن في خدّهِ
لما رآني في الهوى واحداً / اسقطني للامن من عدّه
يقرأ باب الضرب في مهجتي / ولا يسمي في سوى بعده
ويلزم الطرح لوصلي فلا / أنفكُّ طول الدهر من صده
معاملات ليتها لم تكن / وليت ما أبداهُ لم يبده
يا شادنا حل في السّواد
يا شادنا حل في السّواد / من لحظ عيني ومن فؤادي
وكعبة للجمال طافت / من حولها أنفُس العباد
مازدتني في الوصال حظا / إلا غدا الشوق في ازدياد
أعشى سنا ناظريك طرفي / فليس يلتذّ بالرقاد
تخللت حتى غابة الأسد الورد
تخللت حتى غابة الأسد الورد / وأنزلت حتى ساكن الابلق الفرد
وجردت دون الدين سيفك فانثنى / من النصر في حلي من الدم في غمد
بصير بأطراف المؤثّلة الشبا / سميع بآذان المسومة الجرد
لقد ضمّ أمر الملك حتى كأنه / نطاق بخصر أو سوارٌ على زند
وحسّ طعم العيش حتى أعاده / ألذّ من الاغفاء في عقب السهد
وحسب الليالي أنها في زمانه / بمنزلة الخيلان في صفحة الخد
وجاءت به الأيام تاجر سؤدد / يبيع نفيسات المواهب بالحمد
يغيثك في مَحلٍ يعينك في ردى / يروعك في درع يروقك في برد
جمالٌ واجمال وسبق وصولة / كشمس الضحى كالمزن كالبرق كالرعد
بهمته شاد العُلا ثم زادها / بناءً بأبناء جحاجحةٍ لُدّ
بأربعة مثل الطباع تركبوا / لتعديل جسم المجد والكرمِ العِدّ
هو الشعر من درٍّ رطيبٍ نحته / وقد تنحت الاشعار من حجر صلد
ولا عجبٌ ان جئت فيه ببدعة / فما هي الا النار تقدح في زند
أيا معلناً لفظي ويا معلياً يدي / ويا حاملاً كَلي ويا حافظاً عهدي
خلعت عذارى في عذارٍ على خد
خلعت عذارى في عذارٍ على خد / حكى خضرة الريحان في حمرة الوردِ
صقيل كمثل السيف أخضر مثله / يبيت ولكن من فؤاديَ في غمد
ومما شجاني شكل شاربه الذي / تمثل قوساً مثل ميسمه البرد
كفاني أنا بالزبرجد أشتكي / فقد صار لي قفلا على الدّر والشهد
يقر بعيني أن أزور كناسه / ولو كان محفوفاً بضارية الأسد
ويقنعني شعري لدى ناظر العلى / وان كان لي في كل وادٍ بنو سعد
هو الدهر في تصريفه لصروفه / فمن جهة يحيى ومن جهة يُردي
خصيب نواحي الفضل يضحك كله / عن المكرمات السبط والحسب الجعد
فقل في أياديه رياضته الذرى / وقل في معاليه مصافحة المجد
اليه والا قيدوا قدم السرى / وفيه والا اخرسوا منطق الحمد
يطالع عن صبح وينهل عن حياً / ويخطف عن برق ويعصف عن رعد
وعنه أفيضوا أنه مُشعر العُلى / وحوليه طوفوا انه كعبة القصد
وألقوا حديث البحر عند حديثه / فكم يَبني في جُزر وكم يَبني في مدّ
تؤثر في الأفلاك من بعد غوره / كتأثير نور الشمس في الأعين الرمد
تخصصت أحياناً بلخم ويعرب / وظاهرت أحياناً بغسان والأزد
ولما حللت الناصرية أقبلت / اليك وفود الشعر وفداً على وفد
وثقت به ضيفاً على رغم حاسدي / كأني وقف ضاق منه على زند كذا
سكنت له حتى أرقت وانما / كمنت كمون النار في حجر الزند
تقيسني الأعداء في مهجاتها / كمَن قاس في أوداجه ظبة الهند
وتحسب في عودي ليانا وانه / لفي السر من نبع وفي الجَهر من رند
غمدت مع الفتح الكواسر طايرا / وها أنا مشاء مع النُعم الرقد
ويا عجباً من جهل كل فراشةٍ / تعارض مصباحي لتحرقها وقدي
وأيقظ من صلٍّ خلقت وها أنا / يسامرني من ظَلَّ أنوم من فهد
شكرتك عن ود وليس مركباً / من الشكر الا من بسيط من الود
وفيك جرعت الذل والعز عاد لي / فلي سيمة المولى ولي سيمة العبد
تبكي السماء بمزنٍ رائحٍ غادي
تبكي السماء بمزنٍ رائحٍ غادي / على البهاليل من أبناء عباد
على الجبال التي هدت قواعدها / وكانت الارض منهم ذات أوتاد
والرابيات عليها اليانعات ذوت / أنوارها فغدت في خَفضِ أوهاد
عِرِّيسةٌ دخلتها النائبات على / أساود لهمو فيها وآساد
وكعبة كانت الامال تعمرها / فاليوم لا عاكف فيها ولا باد
تلك الرماح رماح الخط ثقفها / خطب الزمان ثقافاً غير معتاد
والبيض بيض الظبى فلت مضاربها / أيدي الردى وثنتها دون اغماد
لما دنا الوقت لم تخلف له عدةٌ / وكل شيء لميقات وميعاد
كم من درارى سعدٍ قد هوت ووهت / هناك من درِرِ للمجد أفراد
نورٌ ونور فهذا بعد نعمته / ذوي وذا خبا من بعد ايقاد
يا ضيف أقفر بيت المكرمات فخذ / في ضم رحلك واجمع فضله الزاد
ويا مؤمل واديهم ليسكنه / خفّ الفطين وجف الزرع بالوادي
ضلت سبيل الندى بابن السبيل فسر / لغير قصد فما يهديك من هادي
وأنت يا فارس الخيل التي جعلت / تختال في عدد منهم وأعداد
ألق السلاح وخلّ المشرفي فقد / أصبحت في لهوات الضيغم العادي
من يؤت من مأمن لم يجده حذر / وقاتل نفسه ما أن له راد
ومن يسّد عليه الضّر ناظره / فليس ينفعه أن الضحى باد
لا عطر بعد عروس في حديثهم / قد أقفر الحي من هند ومن عاد
خانت أكفهم الاعضاد فانقطعوا / وكيف تقوى أكف دون أعضاد
غابت عن الفلك الأرضي أنجمهم / فليس للسعد فيهم نور اسعاد
ويدلوا غيرنا قوماً فنحن نرى / تركيب أرواحنا في غير أجساد
هي المقادير لا تبقي على أحد / وكل ذي نفس فيها لآماد
وأسوة لهم في غيرهم حسنت / فما شماتة أعداء وحسّاد
ان يخلعوا فبنو العباس قد خلعوا / وقد خلت قبل حمص أرض بغداد
نقول فيهم وهم أعلى برامكة / فالحال ذا الحال إفساد كافساد
كانت أسرتها من فضلها بهم / مثل المنابر أعواداً بأعواد
انا الى اللَه في أيامهم فلقد / كانت لنا مثل أعراس وأعياد
هم الشواهق فيها كهف معتصم / مثل الأباطح فيها خصب مرتاد
تباً لدنيا أذاقتهم حوادثها / برح العذاب وما دانوا بالحاد
أضحت مكسرة أرعاط أسهمهم / واسهم الدهر فيهم ذات اقصاد
ذلوا وكانت لهم في العزّ مرتبةٌ / تحط مرتبتي عادٍ وشداد
كانوا ملوكاً ملوك الأرض فانصرفوا / ومالهم حومة فيها ولا ناد
حموا حريمهم حتى اذا غُلبوا / سيقوا على نسقٍ في حبل مقتاد
تبدلوا السَجن بعد القصر منزلةٌ / وأحدقوا بلصوص عوض أجناد
وأنزلوا عن متون الشهب واحتملوا / فويق دهم لتلك الخيل أنداد
وعيث في كل طوق من دروعهم / فصيغ منهن أغلال لأجياد
وغُيرت نشوات اللائذين بهم / بمثل ما قصفوا من كل مناد
تُرى نرى بعد أن قامت قيامتهم / من يوم بعث لهم فينا وميلاد
وهل يكون لهم زندٌ يُرى فيرُى / لنارهم هبة من بعد إخماد
نسيتُ الاغداة النهر كونهم / في المنشآت كأموات بألحاد
والناس قد ملأوا العبرين واعتبروا / من لؤلؤ طافيات فوق أزباد
حُطّ القناعُ فلم تستر مخدرة / ومزقت أوجه تمزيق أبراد
تفرقوا جيرة من بعدما نشأوا / أهلاً بأهل وأولادا بأولاد
حان الوداع فضجت كل صارخة / وصارخ من مفداة ومن فاد
سارت سفائنهم والنوح يصحبها / كأنها ابل يحدو بها الحادي
كم سال في الماء من دمع وكم حملت / تلك الفظائع من قطعات أكباد
من لي بكم يا بني ماء السماء اذا / ماء السماء أبى سقيا حشا الصادي
وأين ألقاكم في الروع من فئة / مدربين على الهيجاء أنجاد
ومن يحقّ لي الآلاف من ذهب / كأنما أشربت
كأنما سكبت في جوف بارقةٍ / بنار نور من المريخ وقّاد
واين معتمدٌ نعمى يقسمها / مرعى وماء لزوار وروّاد
واين يوضح لي هدي الرشيد ضحىً / أجلو به في ظلام الغي ارشادي
واين لي كنف المعتد منزلةً / على احتفال من النعمى واعداد
مكارم ومعال كنت بينهما / كأنني بين روضات وأطواد
لقاكم الله خيراً انكم نفر / لم تعرفوا غير فعل الخير من عاد
إن كان بعدكم في العيش من آرب / فإن في غصصٍ عيشي وأنكاد
أتوبُ لِلَّه من هوى رشأ
أتوبُ لِلَّه من هوى رشأ / غيرهُ فالعطاءُ من غير كذا
ليس معي خاتم ولا قنا / ولا شرابٌ اناؤه عنبر
وانما كان شرطُه قدح / وكان شرطي عليه أن يسكر
أيها الماجد السميذعُ عذراً
أيها الماجد السميذعُ عذراً / صرفي البرّ انما كان برا
حاش اللَه أن اجيح كريما / يتشكى فقرا وكم سدّ فقرا
لا أزيد الجفاء فيه شقوقا / غدر الدهر بي لئن رمتُ غدرا
ليت لي قوةً أو آوي لركنٍ / فترى للوفاء مني سراً
انت علمتني السيادة حتى / ناهضت همتي الكواكب قدرا
ربحت صفقة ازيل برودا / عن أديمي بها وألبس فخرا
وكفاني كلامك الرطب نيلا / كيف ألقي دراً وأطلب تبرا
لم تمُت انما المكارم ماتت / لا سقى اللَه بعدك الارض قطرا
يا ذا الذي حجّ في عهد الصبا فمضى
يا ذا الذي حجّ في عهد الصبا فمضى / عنا هلالاً ووافى نيّراً قمرا
أما الجمار فمن قلبي رميت بها / يا من بآخر عمري كنت معتمرا
صف المنازل لي كيف انتقلت بها / فما نقلت لبدر بعدك البصرا
عن بئر زمزم حدثني فبي ظمأ / وانّ في فيك منه الري والحَصَرا
وشفّع الحجة الاولى بثانيةٍ / بأن أقبل ثغرا قبل الحجرا
والورد تحت الطل فيها مشبه
والورد تحت الطل فيها مشبه / خدا يذوب من الحياء فيقطرُ
وكأن نرجسها أصيب بروعتي / فعلاه لون مثل لوني أصفر
فكأنما الريحان روحي كلما / تتغير الأشياء لا تتغيَى
أما علم المعتد باللَه أنني
أما علم المعتد باللَه أنني / بحضرته في جنة شقها نهر
وما هو نهر أعشب النبت حوله / ولكنه سيف حمائله خضر
تذكرت عهداً للصبا لو سقيته
تذكرت عهداً للصبا لو سقيته / حيا المزن ما أروته تلك المواطر
زمانٌ لياليه تكنفها الصبا / ستاراً وهنَّ الواضحات الزواهر
ولي في التصابي والركون الى الهوى / عواذل الا أنهن عواذر
فيأبى هوى ملء العنان لهزةٍ / من العيش غض قاطر الماء ناضر
فأقبلن يلهين الفؤاد على الهوى / وهن بما مرضن مني اوامر
وَعَمرتَ بالاحسان أفق ميورقةٍ
وَعَمرتَ بالاحسان أفق ميورقةٍ / وبنيت فيها ما بنى الاسكندر
فكأنها بغداد أنت رشيدها / ووزيرها وله السلامة جعفر
شكى لشكواك حتى الشمس والقمرُ
شكى لشكواك حتى الشمس والقمرُ / وبات درّ الدراري الزهر ينتشر
وراحت الريح لا يذكو لها عبق / وأصبح الروض لا يندى له زهر
وقلّص الظل في فصل الربيع لنا / فكادت الارض بالرمضاء تستعر
والماء غاض لنا غيضاً فما نبعت / عين ولا سال في بطحائها نهر
والسحب صاحبها ذعر فما نشأت / ولا استهل لها فوق الربى مطر
ومعدن الدر والياقوت غيض بها / فلم يصب فيه من احجاره حجر
وحل بالطيب في دارين دايرة / فظل يمسك عنها مسكها الدفر
يومان غِبتَ فغاب الأنس أجمعه / وأي أنس اذا ما غِبتَ ينتظر
يا ناصر الملك ان الملك وجهُ عُلىً / وليس غيرك فيه السمع والبصر
ابلال جمسك أهدانا بليل صبا / فعاد عهد الصبا واستبشر البشر
يا رب ربة خدرٍ زرت مضجعها
يا رب ربة خدرٍ زرت مضجعها / والدجى الغريب معتبر
ضممتها ضم مشتاق الى كبدي / حتى توهمت أن الحلي ينكسر
تعجبت من ضنى جسمي فقلت لها / على هواك فقالت عندي الخبر
ومَن رمته من الأيام حادثة / فليس غير ابن عباد لها وزر
ملك غدا الرزق مبعوثاً على يده / وظل يجرى على أحكامه القدر
مقدّم السبق يحكى في بسالته / عَمرواً ولكنه في عدله عمر
يجلى علينا بدوراً من محاسنه / وتستهل لنا من كفّه بدر
لا غروفي أن تحلى غيرهم بعلىَ / وما لهم في العلى رأي ولا نظر
فقد يسمى سماءَ كل مرتفع / وانما الفضل حيث الشمس والقمر
يا مَن قضى اللَه أن الأرض يملكها / عجّل ففي كل قطر أنت منتظر
كم جاعل قصري عيباً أعاب به / وهل يضرُّ طويل الساعد القصرُ
لما تناهيت علماً ظل ينقصه / عند الكمال نصيب
ان ضعتُ والشعر مما قد شهرت به / ونال جودُك أقواماً وما شعرو
فأنت كالغيث اذ تُسقى بصيّبه / شوكُ القتاد ولا يسقى به الزهرُ
أبثك البثّ عن قلب به حرقٌ / وليس عن غير نار يرتمي الشرر
ان لم تكن أهل نعمى أرتجيك لها / كالسلك خيط وفيه تنظم الدرر
كلني الى أحد الأبناء ينعشني / ما لم يكن منك بحر فليكن نهر
قد طال بي أقطع البيداء متصلاً / وليس يسفر عن وجه المنى سفر
كأنما الأرض عني غير راضية / فليس لي وطن فيها ولا وطر
ان الهموم مع الأعمار ناشئة / لا ينقضي الهمّ حتى يتقضي العمر
جد بالقليل وما تدرى تجود به / يا ماجداً يهب الدنيا ويعتذر
يوم تكاثف غيمُه فكأنه
يوم تكاثف غيمُه فكأنه / دون السماء دخان عود أخضرِ
والطل مثل برادة من فضة / منثورة في تربة من عنبر
والشمس في حجب السماء كأنها / حسناً تستر تحت كلّةِ تُستُرِ
نسيمك حتام لا ينبرى
نسيمك حتام لا ينبرى / وطيفك حتام لا يعترى
أعيذك من عَرَضٍ أن يكون / وأنت الذي كنت من جوهر
أتذكر أيامنا بالحمى / وأيامنا بذوى الأعصر
ألا رأفة من وفيّ صفيّ / ألا عطفة من سنيّ سرى
رمى زحل في أظفاره / وحل يرا عَني المشتري
عطارد هل لك من عودة / فأرجع منك الى عنصري
سيطلبني الملك مهما أراد / لباس نسيج من المفخر
ولو أن كل حصاة تزين / لما جعل الفضلُ للجوهر
سقطت من الوفاء على خبير
سقطت من الوفاء على خبير / فذرني والذي لك في ضميري
تركتُ هواك وهو شقيق ديني / لئن شُقَّت برودي عن غدور
ولا كنت الطليق من الرزايا / لئن أصبحت أجحف بالأسير
أسير ولا أسيرُ الى اغتنام / معاذ اللَه من سوء المصير
اذا ما الشكر كان وان تناهي / على نعمى فما فضل الشكور
جذيمةُ أنت والزبّاء خانت / وما أنا من يقصّر عن قصير
أنا أدرى بفضلك منك أني / لبست الظلّ منه في الحرور
غنيُّ النفس أنت وان ألحت / على كفيك حالات الفقير
تصرف في الندى حيل المعالي / فتسمُحُ من قليل بالكثير
أحدث منك عن نبعٍ غريبٍ / تفتح عن جنى زهر نضير
وأعجب منك أنك في ظلام / وترفع للعُفاة منار نور
رويدك سوف توسعني سرورا / اذا عاد ارتقاؤك للسرير
وسوف تُحلني رتب المعالي / غداة تَحلُّ في تلك القصور
تزيد على ابن مروانٍ عطاء / بها وأنيف ثمَّ على جرير
تأهب أن تعود إلى طلوع / فليس الخسفُ ملتزم البدور
وضحت وقد فضحت ضياء النّيرِ
وضحت وقد فضحت ضياء النّيرِ / فكأنما التحفت ببشر مُبشرِ
وتبسمت عن جوهر فحسبته / ما قلدته محامدي من جوهر
وتكلمت فكأن طيب حديثها / متعت منه بطيب مسك اذفر
هزت بنغمة لفظها نفسي كما / هزت بذكراه أعالي المنبر
اذ نبتُ واستغفرتها فجرت على / عاداته في المذنب المستغفر
جادت على بوصلها فكأنه / جدوى يديه على المقل المُقتر
ولثمت فاها فاعتقدتُ بانني / من كفّه سوغت لثم الخِنصِر
سمحت بتعنيقي فقلت صنيعة / سمحت علاه بها فلم تتعذر
نهدٌ كقسوة قلبه في معرك / وَحَشاً كلين طباعه في محضر
ومعاطف تحت الذوائب خلتها / تحت الخوافق ماله من سمهري
حسنت أمامي في خمار مثل ما / حسن الكميُّ أمامه في مغفر
وتوشحت فكأنه في جوشنٍ / قد قام عَنبره مقام العثيَرِ
غمزت ببعض قسيه من حاجب / ورنت ببعض سهامه من مَحجر
أومت بمصقول اللحاظ فخلته / يومي بمصقول الصفيحة مُشهَر
وضعت حشاياها فويق أرائك / وضع السروج على الجياد الضُّمر
من رامةٍ أورُومةٍ لاعلم لي / أأنت عن النعمان أم عن قيصر
بنت الملوك فقل لكسرى فارسٍ / تُعزَى والاقُل لتُبّع حمير
عاديت فيها عزّ قومي فاغتدوا / لا أرضهم أرضى ولا هم معشري
وكذلك الدنيا عهدنا أهلها / يتعافرون على الثريد الأعفر
طافت علي بجمرةٍ من خمرةٍ / فرايت مرِّيخاً براحة مشتري
فكأن أنملها سيوف مبشرٍ / وقد اكتست علق النجيع الأحمر
ملكٌ أزرة بُرده ضُمّت على / باس الوصي وعزمة الاسكندر