المجموع : 228
الصَبرُ أَمضى سِلاح ذي الأَرَبِ
الصَبرُ أَمضى سِلاح ذي الأَرَبِ / فَاِقمَع بِهِ حَدَّ سَورَةِ الأَدَبِ
إِذا الكَرى ذَرَّ في أَجفانِنا سِنَةً
إِذا الكَرى ذَرَّ في أَجفانِنا سِنَةً / مِنَ النُعاسِ نَفَضناها عَنِ الهُدُبِ
لَعَمري لَئِن غالَ صَرفُ الزَما
لَعَمري لَئِن غالَ صَرفُ الزَما / نِ نَشوى لَقَد غالَ نَفساً حَبيبَه
وَلَكِنَّ عِلمي بِما في الثَوا / بِ عِندَ المُصيبَةِ يُنسي المُصيبَه
إِنَّ العُيونَ عَلى القُلوبِ شَواهِدٌ
إِنَّ العُيونَ عَلى القُلوبِ شَواهِدٌ / فَبَغيضُها لَكَ بَيِّنٌ وَحَبيبُها
وَإِذا تَلاحَظَتِ العُيونُ تَفاوَضَت / وَتَحَدَّثَت عَمّا تُجنُّ قُلوبُها
يَنطِقنَ وَالأَفواهُ صامِتَةٌ فَما / يَخفى عَلَيكَ بَرَيئُها وَمُريبُها
إِذا اِعتَصَمَ الوالي بِإِغلاقِ بابِهِ
إِذا اِعتَصَمَ الوالي بِإِغلاقِ بابِهِ / وَرَدَّ ذَوي الحاجاتِ دونَ حجابِهِ
ظَنَنتُ بِهِ إِحدى ثَلاثَ وَرُبَّما / نَزَعتُ بِظَنّ واقِع بِصَوابِهِ
فَقُلتُ بِهِ مَسٌّ مِنَ العيِّ ظاهِر / فَفي إِذنِهِ لِلناسِ إِظهارُ ما بِهِ
فَإِن لَم يَكُن عيُّ اللِسانِ فَغالِب / مِنَ البُخلِ يَحمي مالَهُ عَن طِلابِهِ
فَإِن لَم يَكُن هَذا وَلا ذا فَريبَةٌ / يُصِرُّ عَلَيها عِندَ إِغلاقِ بابِهِ
عَجِبتُ مِن هارِبٍ يَخافُ مِنَ الن
عَجِبتُ مِن هارِبٍ يَخافُ مِنَ الن / نارِ وَمِن نَومِهِ عَلى هربِه
وَالَّذي يَطلُبُ السَبيلَ إِلى الجَنَّة / أَنّى يَنامُ عَن طَلَبِهِ
وَكَم جَهولٌ قَد نالَ بُغيَتَه / وَمِن أَديبٍ أَكدى عَلى أَدَبِه
وَرُبَّ باكٍ فَواتَ حاجَتِه / وَفي الفَواتِ النَجاةُ مِن عَطَبِه
المَرءُ دُنيا نَفسهِ
المَرءُ دُنيا نَفسهِ / فَإِذا اِنقَضى فَقَد اِنقَضَت
تَفنى لَهُ بِفَنائِهِ / وَتَعودُ فيمَن حَصَّلَت
ما خَيرُ مُرضِعَةٍ بِكَأ / سِ المَوتِ تفطمُ مَن غذَت
بَينَما قُربُ صَلاحِه / أَفسَدت ما أَصلَحت
تَمَتَّع بِمالِكَ قَبلَ المَماتِ
تَمَتَّع بِمالِكَ قَبلَ المَماتِ / وَإِلّا فَلا مالَ إِن أَنتَ متّا
شقيتَ بِهِ ثمَّ خَلَّفتَهُ / لِغَيرِكَ بُعداً وَسُحقاً وَمَقتا
فَجادوا عَلَيكَ بِزورِ البُكا / وَجُدتَ عَلَيهِم بِما قَد جَمَعتا
وَأَوهَبتَهُم كُلَّ ما في يَدَيك / وَخَلّوكَ رَهناً بِما قَد كَسَبتا
أَراكَ يَزيدُكَ الإِثراءُ حِرصاً
أَراكَ يَزيدُكَ الإِثراءُ حِرصاً / عَلى الدُنيا كَأَنَّكَ لا تَموتُ
فَهَل لَكَ غايَةٌ إِن صِرتَ يَوماً / إِلَيها قُلتَ حَسبي قَد رَضيتُ
كُنّا نَفِرُّ مِنَ الوُلا
كُنّا نَفِرُّ مِنَ الوُلا / ةِ الجائِرينَ إِلى القُضاةِ
فَالآنَ نَحنُ نَفِرُّ مِن / جَورِ القُضاةِ إِلى الوُلاةِ
زَيَّنتَ بَيتَكَ جاهِداً وَشَّحتَهُ
زَيَّنتَ بَيتَكَ جاهِداً وَشَّحتَهُ / وَلَعَلَّ غَيرَكَ صاحِبُ البَيتِ
وَالمَرءُ مُرتَهنٌ بِسوفَ وَليتَني / وَهلاكُهُ بِالسوفِ وَاللَيتِ
مَن كانَ وَالأَيّامُ سائِرَةٌ بِهِ / فَكَأَنَّهُ قَد حَلَّ بِالمَوتِ
لِلَّهِ دَرُّ فَتىً يُدَبِّرُ أَمرَهُ / فَغَدا وَراحَ مُبادرَ الفَوتِ
لا بِرَّ أَعظَمُ مِن مُساعَدَةٍ
لا بِرَّ أَعظَمُ مِن مُساعَدَةٍ / فَاِشكُر أَخاكَ عَلى مُساعَدَتِه
وَإِذا هَفا فَأَقِلهُ هَفوَتَهُ / حَتّى يَعودَ أَخاً كَعادَتِه
فَالصَفحُ عَن زَلَلِ الصَديقِ وَإِن / أَعياكَ خَيرٌ مِن مُعاندَتِه
قِيامَةُ مَن ماتَ في مَوتِهِ
قِيامَةُ مَن ماتَ في مَوتِهِ / وَإِخمالُ ما شاعَ مِن صَوتِه
تَرى المَرءَ يجزَعُ مِن فَوتِ ما / لَعَلَّ السَلامَةَ في فَوتِه
وَيَفنى وَلَم تفنَ آمالُهُ / وَإِعمالُ سَوفَ إِلى لَيتِه
وَكَم أَزعَجَ الحِرصُ مِن راغِبٍ / إِلى الصينِ وَالرِزقُ في بَيتِه
أَغارُ إِذا دَنَت مِن فيكَ كَأسٌ
أَغارُ إِذا دَنَت مِن فيكَ كَأسٌ / عَلى دُرٍّ يُقَبِّلُهُ زُجاجُ
عَلامَ يَشقى الحَريصُ في طَلَبِ الرِ
عَلامَ يَشقى الحَريصُ في طَلَبِ الرِ / رِزقِ بِطولِ الرَواحِ وَالدَلَجِ
يا قارِعَ البابِ رُبَّ مُجتَهِدٍ / قَد أَدمَنَ القَرع ثُمَّ لَم يَلِجِ
وَرُبَّ مُستَولِجٍ عَلى مَهَلٍ / لَم يَشقَ مِن قَرعِهِ وَلَم يَهِجِ
فَاِطوِ عَلى الهَمِّ كَشحَ مُصطَبِر / فَآخِرُ الهَمِّ أَوَّلُ الفَرجِ
لَستُ مِمَّن يُماذِقُ الصاحِبَ الود
لَستُ مِمَّن يُماذِقُ الصاحِبَ الود / دَ إِذا أَظهَرَ الجَفاءَ الصَريحا
أَنا أَنهاهُ ما اِستَطَعتُ فَإِن لَج / جَ أَعَرتُ الفُؤادَ يَأساً مُريحا
غَيرَ أَنّي عَلى القَطيعَةِ لا أُظ / هِرُ هَجراً وَلا أَقولُ قَبيحا
رَأَيتُ صَلاحَ المَرءِ يُصلِحُ أَهلَهُ
رَأَيتُ صَلاحَ المَرءِ يُصلِحُ أَهلَهُ / وَيُعديهِمُ داءُ الفَسادِ إِذا فَسَد
يُعَظَّم في الدُنيا بِفَضلِ صَلاحِهِ / وَيُحفَظُ بَعدَ المَوتِ في الأَهلِ وَالوَلَد
ذَمَمتُكَ أَوَّلاً حَتّى إِذا ما
ذَمَمتُكَ أَوَّلاً حَتّى إِذا ما / بَلَوتُ سِواكَ عادَ اللَومُ حَمدا
وَلَم أَحمَدكَ مِن خَيرٍ وَلَكِن / رَأَيتُ سِواكَ شَرّاً مِنكَ جِدّا
فَعُدتُ إِلَيكَ مُحتَمِلاً خَليلاً / لِأَنّي لَم أَجِد مِن ذاكَ بُدّا
كَمَجهودٍ تَحامى أَكلَ مَيتٍ / فَلَمّا اِضطُرَّ عادَ إِلَيهِ شَدّا
يبكي عَلى مَيتٍ وَيُغفِلُ نَفسَهُ
يبكي عَلى مَيتٍ وَيُغفِلُ نَفسَهُ / كَأَنَّ بِكَفَّيهِ أَماناً مِنَ الرَدى
وَما المَيِّتُ المَقبورُ في صَدرِ يَومِهِ / أَحَقُّ بِأَن يبكيه مِن مَيِّتٍ غَدا
وَراغِبٍ في العُلومِ مُجتَهِدٍ
وَراغِبٍ في العُلومِ مُجتَهِدٍ / لَكِنَّهُ في القَبولِ جُلمودُ
فَهوَ كَذي عُنَّةٍ بِهِ شَبَقُ / أَو مُشتَهٍ لِلأَكلِ مَمعودُ