المجموع : 30
وعنب لفضّة
وعنب لفضّة / يعصر منها ذهب
كأنما حبوبه / لالىء أو حبب
السمر منها لعّس / والبيض منها شنب
أهلا بتين حسن المنظر
أهلا بتين حسن المنظر / صور من مسك ومن عنبر
مطرز البرد إذا ذقته / ألهى عن المنظر بالمخبر
كأنما الباري بسحانه / حشاه بالسمسم والسكر
تفاحة كالمسك نفاحة
تفاحة كالمسك نفاحة / يصبو لها الناظر والناشق
جرَت بها الحمرة في صفرة / كما التقى المعشوق والعاشق
وبنت أيك غذاها الحسن فاختلست
وبنت أيك غذاها الحسن فاختلست / لينا من الماء أو لونا من اللهب
كأنها كرة من فضة غمست / من الملاحة في ماء من الذهب
وهادية بليل في نهار
وهادية بليل في نهار / ولما تبتغي يداه قوام
فإذا ما حددت للكتب حدا / وقفت عند حدي الأقلام
وكتيبة بالدارعين كثيفة
وكتيبة بالدارعين كثيفة / جرت ذيول الجحفل الجرار
روض المنايا قضبها السمر التي / من فوقها الرايات كالأزهار
فيها الكماة بنو الكماة كأنهم / أسد الشرى بين القنا الخطار
متهللين لدى الهياج كأنما / خلقت وجوههم من الأقمار
من كل ليث فوق برق خاطف / بيمينه قدر من الأقدار
من كل ماض ينتضيه مثله / فيصيب آجالا على أعمار
لبسوا القلوب على الدروع وأشرعوا / بأكفهم نارا لأهل النار
وتقدموا ولهم على أعدائهم / حنق العدا وحمية الأنصار
فارتاع ناقوس لخلع لسانه / وبكى الصليب لذلة الكفار
ثم انثنوا عنه وعن عباده / وقد أصبحوا خبرا من الأخبار
وناضر الخد في ألحاظه حور
وناضر الخد في ألحاظه حور / تكاد تجرحه الألحاظ بالنظر
كأن خيلانه في حسن صفحته / كواكب كسفت في دارة القمر
أطل في وجهه العذار
أطل في وجهه العذار / وفيه للعاشق اعتذار
وابيض وجه واحمر خد / واخضر ما بينها العذار كذا
فمن رآه رأى رياضا / الاس والورد والبهار
عللاني بذكر تلك الليالي
عللاني بذكر تلك الليالي / وعهود عهدتها كاللالي
لست أنسى للحب ليلة أنس / صال فيها على النوى بالوصال
غفل الدهر والرقيب وبتنا / فعجبنا من اتفاق المحال
ضمنا ضمة الوشاح عناق / بيمين معقودة بشمال
فبردت الحشى بلثم ورود / لم يزل بي حتى خبالي خبالي
وكؤوس المدام تجلو عروسا / اضحك المزج ثغرها عن لال
ويجر الدجى ذوابل شمع / عكست في الزجاج نور الذبال
والثريا تمد كفا خضيبا / أعجمت بالسماك نون الهلال
وكأن الصباح إذ لاح سيف / ينتضى من غين وميم ودال
ومسحنا الكرى إلى غانيات / غانيات بكل سحر حلال
في رياض تبسم الزهر فيها / لغمام بكت دموع لال
وجرى عاطر النسيم عليلا / فتهادى بين الصبا والشمال
فاكتسى النهر لامة منه لما / ان رمى القطر نحره بالنبال
يا ليالي مني سلام عليها / أتراها تعود تلك الليالي
بحياة ما ضمّت عرى الأزرار
بحياة ما ضمّت عرى الأزرار / بذمام ما في الحب من أسرار
بالحجر بالحجر المكرم بالصفا / بالبيت بالأركان بالأستار
باللّه إلا ما قضيت لبانة / تقضي بها وطرا من الأوطار
ويكف من أشجان صب يشتكي / جور الزمان وقلة الأنصار
بلّغ لأندلس السلام وصف لها / ما في من شوق وبعد مزار
وإذا مررت برندة ذات المنى / والتاج والديموس واللؤزار
سلم على تلك الديار وأهلها / فالقوم قومى والديار دياري
حيث استوت تلك المدينة معصما / ولوى عليها النهر نصف سوار
وامتد في تلك البطاح أمامها / ما شئت من ظل وماء جار
وتنسمت ريح المنى تلك المنى / فتبسمت في أوجه النظار
والروض قد سامى السماء لحسنه / لما ازدهى بالنهر والأزهار
فكأن ذاك النهر فيه مجرة / وكأن ذاك الزهر فيه دراري
وبسيحة العليا لنا متنزه / فيه من الأسماع والأبصار
حيث انتهت في الحسن كل حديقة / وجرى النسيم وفاح كل عرار
والغصن في حركاته متحير / بين الغناء وغنة الأطيار
ويكاد قلب الصب يفنى رقّة / بين النشيد ونغمة الأوتار
للّه كم بتنا بها من ليلة / وكأنها سحرٌ من الأسحار
ولكم قطعنا الدهر في ظل الصبا / ما بين اعذار وخلع عذار
عيش تلاعبت الخطوب بعهده / حتى غدا خبرا من الأخبار
ومعاهد كانت علي كريمة / لم يبق لي منها سوى التذكار
واحسرتا من ذكر أيام الصبا / ها قد بدا شيبي فأين وقاري
يا رب خذ بيدي من الذنب الذي / أنا حائر في بحره الزخار
لا تأخذ الجاني بما هو اهله / واغفر بجاه المصطفى المختار