المجموع : 683
إِذا غابَت الشَمسُ يَومَ الغَمامِ
إِذا غابَت الشَمسُ يَومَ الغَمامِ / فَشَمسُ المُدامَةِ عَنها تَنوبُ
كَأَنَّ السَماءَ وَقَد غَيَّمَت / مِراةٌ تَنَفَّسَ فيها كَئيبُ
فَيَومي حَبيبٌ وَكَأسي حَبيبٌ / يَدورُ بِها مِنهُ ساقٍ حَبيبُ
نَدامايَ هَذا مِن العالَمينِ / نَصيبي وَما لي مِنهُ نَصيبُ
وَما لِلرَقيبِ كَفاهُ الحَبيبُ / فَإِنَّ الرَقيبَ عَلَيَّ الحَبيبُ
قَضيبَ النَقا خَلِّني وَالثِما / رَ مِن قَبلِ يورِقُ هَذا القَضيبُ
لَذَا بَعضُ وِلدانِ دارِ النَعيمِ / فَمِن ها هُنا قيلَ فيهِ غَريبُ
بِهِ الروحُ مِن قَبلِ جِسمي تَموتُ / وَقَلبي مِنَ العَينِ فيهِ نُدوبُ
وَقَد أَغرَقَ الدُنيا بَدَمعِ جُفونِهِ
وَقَد أَغرَقَ الدُنيا بَدَمعِ جُفونِهِ / وَلَم يَتَّفِق في ذاكَ أَن يَغرَقَ الحُبُّ
إِذا كانَ رَجعُ القُربِ مِن بَعدِهِ النَوى / فَلا تَلحَني إِن قُلتُ لا يَرجِعُ القُربُ
وَبِمُهجَتي خدٌّ حُميتُ نَعيمَهُ
وَبِمُهجَتي خدٌّ حُميتُ نَعيمَهُ / بِقَرينَتَينِ مِنَ العَذابِ الأَعذَبِ
اللَهُ جارُ قلوبِ أَهلِ العِشقِ مِن / وَثَباتِ حَيَّتِهِ وَمَشي المَقرَبِ
سَرَت فَكَأَنَّ اللَيلَ قَبَّلَ خَدِّها
سَرَت فَكَأَنَّ اللَيلَ قَبَّلَ خَدِّها / فَأَبقى به قِطعاً وَأَسبَلَ عَقرَبا
فَما اِستَغرَبَت في مَوطِنِ الحُبِّ غُربَتي / فَهَذا الدُجى في صُبحِها قَد تَغَرَّبا
لينُ القُدودِ وَتَضريجُ الخُدودِ وَتَف
لينُ القُدودِ وَتَضريجُ الخُدودِ وَتَف / ويقُ العُيونِ وَتَقويسُ الحَواجيبِ
أَبَت وَزادَ إِباءُ الصَبِّ حينَ أَبَت / تَصديقَ ما قالَ عُذّالي وَتَكذيبي
دَبَّت عَقارِبُ مَن وَشى تَحتَ الدُجى
دَبَّت عَقارِبُ مَن وَشى تَحتَ الدُجى / أَوَما جَرَت في الخَدِّ مِنها عَقرَبُ
فَرَأَيتُها مَحجوبَةً بِنِقابِها / وَعَنِ القُلوبِ فَلا أَرها تُحجَبُ
وَقَد اِشتَفَيتُ بِها فَلا بَرِحَت كَذا / آثارُها الحَمراءُ مِنهُ تَعذِبُ
ظَفِرتُ عَلى رُغمِ اللَيالي بِكَوكَبٍ
ظَفِرتُ عَلى رُغمِ اللَيالي بِكَوكَبٍ / يُقِرُّ لَهُ بَدرُ السَما وَالكَواكِبُ
وَوُسِّدَ خَدّي عَقرَباً فَوقَ خَدِّها / بِما بِتُّ دَهراً في فِراشي عَقارِبُ
وَخُضرَتُها قَد جاوَرَت خُضرَةَ اللَمى / وَلِلعَينِ فيها وَالقُلوبِ مَذاهِبُ
وَقَد كانَتِ الدُنيا الَّتي لَم تَكُن بِها / إِذا اِخضَرَّ مِنها جانِبٌ جَفَّ جانِبُ
بَدَت لي بِها دُنيايَ خَضراءَ كُلُّها / فَلا مَنظَرٌ إِلّا وَفيهِ مَآرِبُ
أَمطَرتُها قُبلاً وَأَصبَحَ خَدُّها ال
أَمطَرتُها قُبلاً وَأَصبَحَ خَدُّها ال / محمَرُّ مُخضَرُّ الجَوانِبِ مُعشِبا
وَاللَهِ لا أَضمَرتُ شَعرَةَ سَلوَةٍ / ما دامَ لي قَمَرٌ يَحُلُّ العَقرَبا
حَيثُ ماءُ الشَبابِ في وَجنَتَيها
حَيثُ ماءُ الشَبابِ في وَجنَتَيها / لَيسَ يَجري وَنارُهُ لا تُشَبُّ
لَم أَخَف حَيَّةً عَلى الخَدِّ تَسعى / لا وَلا عَقرَباً عَلَيهِ يَدِبُّ
مِتُّ ضيقاً في الرِقِّ رِقِّ غَليلي / مَطَلَتهُ بِالوِردِ وَالوِردُ نَهبُ
قالَ مَن لا أُحِبُّ ما لا أُحِبُّ / وَحَديثُ البَغيضِ بُغضٌ وَكِذبُ
وَلِحَيني لَهُ لِسانٌ وَما لي / أَنا يا قَومِ لِلَّذي قالَ قَلبُ
واجِبٌ شُكرُهُ عَلَيَّ كما ظَن / نَ وَعِندي عَلَيهِ غَيظٌ وَعَتبُ
جاءَني مُمرِضاً وَأَصعَبُ ما قَد / جاءَني أَن يَقولُ جئتُ أَطِبُّ
عَلى كُلِّ خَيرٍ مانِعٌ وَبِحُسنِهِ
عَلى كُلِّ خَيرٍ مانِعٌ وَبِحُسنِهِ / يَرِقُّ وَيَجفو رِقبَةً لِلمَراقِبِ
فَيَمنَعُ وَردَ الروضِ شَوكٌ مُلاصِقٌ / وَمِن دونِ رَوضِ الخَدِّ شَوكُ العَقارِبِ
نارٌ مِنَ الوَجنَةِ مِن عَقرَبٍ
نارٌ مِنَ الوَجنَةِ مِن عَقرَبٍ / هَيهاتَ أَن يَأَمَنَها قَلبي
السِحرُ في البُعدِ لَهُ فِعلُهُ / ما شَرطُهُ الفِعلُ عَلى القُربِ
وَقُربُها أَبعَدُ مِن لَسبِها / وَبُعدُها أَدنى مِنَ اللَسبِ
أَما تَرى في خَدِّها حَيَّةً
أَما تَرى في خَدِّها حَيَّةً / وَعَقرَباً بَشَّرَتا بِالعَجيب
فَحَيَّةٌ بِالوَثبِ قَد بَشَّرَت / وَعَقرَبٌ قَد بَشَّرَت بِالدَبيب
خَلِّ العَذولَ وَما يَخوضُ وَيَلعَبُ
خَلِّ العَذولَ وَما يَخوضُ وَيَلعَبُ / إِن كانَ يُسمَعُ إِنَّهُ لَيُكَذَّبُ
إِن قالَ أَحسَبُ أَنَّهُ لَم يَأتِهِم / أَبَداً فَقُل في العَتبِ ما لا يَحسَبُ
إِذا قُطِّعَت بَعضُ القُلوبِ تَقَطَّعَت
إِذا قُطِّعَت بَعضُ القُلوبِ تَقَطَّعَت / عَلائِقُ سِرِّ الحُبِّ وَاِنفَضَحَ الحُبُّ
وَحَمَّلتُهُ في قَلبِهِ ما تَقَطَّعَت / عَلائِقُهُ عَنهُ وَقَد قُطِّعَ القَلبُ
أَأُونِسُهُ بِشراً فَفي النَفسِ هَيبَةٌ / وَأُلقي لَهُ سَمعاً فَعِندَ الهَوى عَتبُ
وَيَستَعذِبُ النُوّامُ طولَ مَنامِهِم / وَسُهدُ الهَوى لَو يَعلَمونَ هُوَ العَذبُ
فَنادِهِمِ بِالشِعبِ مِن سِنَةِ الكَرى / أَلا أَيُّها النُوّامُ وَيحَكُمُ هُبُّوا
أَمّا تَقاطُعُنا فَلا رُسُلٌ
أَمّا تَقاطُعُنا فَلا رُسُلٌ / مِنكُم تُلِمُّ بِنا وَلا كُتُبُ
أَو أَن تَقولَ كَتَبتُ مُعتَذِراً / مِن أَن أَعيشَ وَأَنتُمُ غُيُبُ
وَالحَقُّ فيما بَينَ ذاكَ وَذا / إِن كانَ عِندَكَ حَقُّنا يَجِبُ
كانَت مَوَدَّتُكَ المُدامَ وَفَت / فَتَصَرَّمَت فَإِذا هِيَ الحَبَبُ
أَفَعَن رِضاً كانَت قَطيعَتُكُم / فَبِأَيِّ شَيءٍ يَعرِضُ الغَضَبُ
هَذا عِقابُهُمُ لِعَبدِهِمُ / راضينَ عَنهُ فَكَيفَ لَو غَضِبوا
أَلِفَ العَذابُ حَصى قُلوبِهِمُ / فَكَأَنَّها لِجَهَنَّمٍ حَطَبُ
لِحُبِّيَ فيهِ أَيُّ جَمرٍ عَلى قَلبِ
لِحُبِّيَ فيهِ أَيُّ جَمرٍ عَلى قَلبِ / فَما لي طَريقٌ لِلمَلامَةِ وَالعَتبِ
وَثَمَّ غَليلٌ لَيسَ يُطفِئُ نارَهُ / سِوى خاتَمِ الثَغرِ المُمَلّا مِنَ العَذبِ
وَفي القَلبِ كَربٌ لا أَسُرُّ عَذولَهُ / بِقَولي إِذا ما ضِقتُ بِالكَربِ وا كَربي
إِذا كانَ لا يَكفيهِ شَيءٌ سِوى دَمي / فَيَكفي دُموعُ العَينِ مِنّي دَمَ القَلبِ
وَإِن كانَ لا بُدٌّ مِنَ الحَشدِ لِلعِدا / فَحَسبِيَ بِالعُذّالِ وَالرُقَبا حَسبي
وَهَيهاتَ فيما سَوَّلَتهُ طَماعَتي / سَمِعتُ بِخَصمٍ قَطُّ عَذَّبَ بِالعَذبِ
يُخَفِّفُ وَطئاً حينَ أَمشي وَراءَهُ
يُخَفِّفُ وَطئاً حينَ أَمشي وَراءَهُ / فَيَبخَلُ عَن عَيني بِمَسِّ تُرابِ
أَبى العَتبَ وَهوَ النارُ بَينَ جَوانِحي / وَأَبخَلُ خَلقٍ باخِلٌ بِعَذابِ
لاحَ وَفي خَدَّيهِ ديباجَةٌ
لاحَ وَفي خَدَّيهِ ديباجَةٌ / طَرَّزَها الشَعرُ بِلَبلابِ
بابُ سُلُوّي دونَهُ مُغلَقٌ / وَصُدغُهُ الزُرفِينُ لِلبابِ
يا مانِعي حَتّى مَواعيدَهُ / مَن لي بِوَعدٍ مِنكَ كَذّابِ
يا غَزالاً لَهُ السُيوفُ حِجابٌ
يا غَزالاً لَهُ السُيوفُ حِجابٌ / في فُؤادي أَضعافُ تِلكَ الحُجْبِ
ما عَهِدنا وَالنائِباتُ كَثيرٌ / أَنَّ ضَيفاً يُضامُ بَينَ العُرْبِ
أَغَليلاً وَالماءُ فَوقَ الثَنايا / وَهَواناً بَينَ القَنا وَالقُضبِ
أَينَ تِلكَ الرُسومُ أَينَ تُراها / تَبِعَت في الرحيلِ إثرَ الركب
أتُرى يا زمانُ أنتَ معنَّى / بِرُباها كَمِثلِ قَلبِ الصَبِّ
زَفَرَت بِالصَّبا صُدورُ اللَيالي / وَبَكَت بِالحَيا جُفونُ الشُهبِ
أَهلاً بِهِ مِن كِتابٍ بَعضُ واجِبِهِ
أَهلاً بِهِ مِن كِتابٍ بَعضُ واجِبِهِ / تَقبيلُ تُربٍ عَلَيهِ رِجلُ كاتِبِهِ
وارَحمَتي لِغَليلي عِندَ مَورِدِهِ / قَد كانَ يَعنُفُ بي عُنفَ الدَلالِ به