المجموع : 74
هَراقَتْ بَنو عَوْفٍ دَماً غَيْرَ واحِدٍ
هَراقَتْ بَنو عَوْفٍ دَماً غَيْرَ واحِدٍ / لَهُ نَبأ نَجْدِيُّهُ سَيَغُورُ
تَداعَتْ لَهُ أفْناءُ عَوْفٍ ولَمْ يَكُنْ / لَهُ يومَ هَضْبِ الرَّدْهَتَيْنِ نَصِيرُ
فَقُلْ لِبَني عَوْفٍ ستَلْقَونَ غارَةً / إذا ما خَبَتْ قُمْنا لها فَتَثُورُ
شُمُّ العَرانِينِ أسماطٌ نِعالُهُمُ
شُمُّ العَرانِينِ أسماطٌ نِعالُهُمُ / بِيضُ السَّراويلِ لَمْ يعلقْ بِها الغَمَرُ
لَعَمْرُكَ ما الهِجْرانُ أنْ تَشْحَطَ النّوى
لَعَمْرُكَ ما الهِجْرانُ أنْ تَشْحَطَ النّوى / ولكِنَّما الهِجْرانُ ما غيَّبَ القَبْرُ
أيا عَيْنُ بَكّي تَوْبَةَ بن حُمَيِّرِ
أيا عَيْنُ بَكّي تَوْبَةَ بن حُمَيِّرِ / بسَحٍّ كَفَيْضِ الجَدْوَلِ المُتَفَجّرِ
لِتَبْكِ عَلَيْهِ مِنْ خَفَاجَةٍ نِسْوَةٌ / بماءِ شُؤُونِ العَبْرَةِ المُتَحَدِّرِ
سَمِعْنَ بِهَيْجا أزهَقَتْ فَذَكَرْنَهُ / ولا يَبْعَثُ الأَحْزانَ مِثْلُ التّذَكُّرِ
كأنَّ فَتى الفِتْيانِ تَوْبَةَ لَمْ يَسِرْ / بِنَجْدٍ ولَمْ يَطْلُعْ مَعَ المُتَغَوِّرِ
ولَمْ يَرِدِ الماءَ السِّدامَ إذا بَدا / سَنا الصُّبْح في بادِي الجَواشي مُوَّرِ
ولَمْ يَغْلِبِ الخَصْمَ الضِّجاجَ ويَمْلأ / الجِفانَ سَدِيفاً يَوْمَ نَكْباءَ صَرْصَرِ
ولَمْ يَعْلُ بالجُرْدِ الجِيادِ يَقُودُها / بسُرَّةَ بَيْنَ الأَشْمَساتِ فأَيْصُرِ
وصَحْراءَ مَوْماةٍ يَحارُ بها القَطا / قَطَعْتَ عَلى هَوْلِ الجِنانِ بِمِنْسَرِ
يَقُودُونَ قُبّاً كالسَّراحِينِ لاحَها / سُراهُمْ وسَيْرُ الرّاكِبِ المُتَهَجِّرِ
فَلَمَّا بَدَتْ أَرْضُ العَدُوِّ سَقَيْتَها / مُجاجَ بَقِيّاتِ المَزادِ المُقَيَّرِ
ولَمّا أَهابُوا بالنِّهابِ حَوَيْتَها / بخاظِي البَضِيعِ كَرُّهُ غَيْرُ أَعْسَرِ
مُمَرٍّ كَكَرِّ الأنْدَرِيّ مُثابِرٍ / إذا ما وَنَيْنَ مُهَلِبِ الشَدِّ مُحْضِرِ
فألْوَتْ بأعْناقٍ طِوالٍ وَراعَها / صَلاصِلُ بِيضٍ سابغٍ وسَنَوَّرِ
أَلَمْ تَرَ أنَّ العَبْدَ يَقْتُلُ رَبَّهُ / فَيَظْهَرُ جَدُّ العبدِ مِنْ غَيْرِ مَظْهَرِ
قَتَلْتُمْ فَتىً لا يُسْقِطُ الرَّوْعُ رُمْحَهُ / إذا الخَيْلُ جالَتْ في قناً مُتَكَسِّرِ
فَيا تَوْبَ للهَيْجا ويا تَوْبَ للنَّدى / ويا تَوْبَ لِلْمُسْتَنْبحِ المُتَنَوِّرِ
أَلا رُبَّ مَكْرُوبٍ أَجَبْتَ ونائِلٍ / بَذَلْتَ ومَعْرُوفٍ لَدَيْكَ ومُنْكَرِ
فأحْرَزْتَ مِنْهُ ما أَرَدْتَ بقُدْرَةٍ / وسَطْوَةِ جبّارٍ وإقدامِ قَسْوَرِ
كَمْ هاتِفٍ بكَ مِنْ باكٍ وباكِيَةٍ
كَمْ هاتِفٍ بكَ مِنْ باكٍ وباكِيَةٍ / يا تَوْبُ للضَّيْفِ إذ تُدعى وَلِلْجارِ
وتَوْبُ لِلْخَصْمِ إنْ جارُوا وإنْ عَدَلُوا / وبَدَّلُوا الأَمْرَ نَقْضاً بَعْدَ إمْرارِ
إنْ يُصدِروا الأَمْرَ تُطلِعْهُ مَوارِدُهُ / أَو يُورِدُوا الأَمْرَ تُحْلِلْهُ بإصْدارِ
نَظَرْتُ ورُكْنٌ مِنْ ذِقانَيْنِ دُونَهُ
نَظَرْتُ ورُكْنٌ مِنْ ذِقانَيْنِ دُونَهُ / مَفاوِزُ حَوْضَى أيّ نَظْرَةِ ناظِرِ
لأونَس إن لَمْ يَقصُرِ الطّرفُ عَنْهُمُ / فَلمْ تَقْصُرِ الأخْبارُ والطَّرفُ قاصرِي
فَوارِسُ أَجْلَى شَأْوُها عَنْ عَقِيرَةٍ / لِعاقرِها فيها عَقِيرَةُ عاقِرِ
فآنَسْتُ خَيْلاً بالرُّقَيِّ مُغِيرَةً / سَوابِقُها مِثْلُ القَطا المُتَواتِرِ
قَتِيلُ بَنِي عَوْفٍ وأَيْصُرُ دُونَهُ / قَتِيلُ بَني عَوْفٍ قَتِيلُ يُحاِيرِ
تَوارَدَهُ أسْيافُهُمْ فكَأَنَّما / تصادَرْنَ عَنْ أَقطاعِ أَبْيضَ باتِرِ
مِنَ الهِنْدُوانِيّاتِ في كلِّ قِطْعَةٍ / دَمٌ زَلَّ عَنْ أَثْرٍ مِنَ السَّيْفِ ظَاهِرِ
أَتَتْهُ المَنايا بَيْنَ زَعْفٍ حَصِينَةٍ / وأسْمَرَ خطّيٍّ وخَوْصاءَ ضَامِرِ
عَلى كلِّ جَرداءَ السَّراةِ وسابحٍ / دَرَأْنَ بِشُبَّاكِ الحديدِ زَوافِرِ
عَوابِسَ تَعْدُو الثّعْلَبِيَّةَ ضُمَّراً / وَهُنَّ شَواحٍ بالشّكِيمِ الشَّواجِرِ
فلا يُبْعِدَنْكَ اللّهُ يا تَوبُ إنّما / لِقاءُ المنايا دارِعاً مِثْلُ حاسِرِ
فإلاّ تَكُ القَتْلى بَواءً فإنَّكُمْ / ستَلْقَوْنَ يَوْماً وِرْدُهُ غَيْرُ صادِرِ
وإنَّ السَّلِيلَ إذْ يُباوِي قَتِيلَكُمْ / كَمَرْحُومَةٍ مِن عَرْكِها غَيْرِ طاهِرِ
فإنْ تَكُنِ القَتْلى بَواءً فإنَّكُمْ / فَتىً ما قَتَلْتُمْ آلَ عَوْفِ بنِ عامِرِ
فَتىً لا تَخَطَّاهُ الرِّفاقُ ولا يَرى / لِقدْرٍ عيالاً دُونَ جارٍ مُجاوِرِ
ولاَ تأخُذُ الكُومُ الجِلادُ رِماحَها / لِتَوْبَةَ في نَحْسِ الشّتاءِ الصَّنابِرِ
إذا ما رأَتْهُ قائِماً بِسِلاحِهِ / تَقَتْهُ الخِفافُ بالثِّقالِ البَهازِرِ
إذا لَمْ يَجُدْ منها برسْلٍ فَقَصْرُهُ / ذُرى المُرْهَفاتِ والقِلاصِ التَّواجِرِ
قَرى سَيْفَه منها مُشاشاً وضَيْفَه / سَنامَ المَهارِيسِ السِّباطِ المشافِرِ
وتَوْبَةُ أحْيا مِنْ فَتاةٍ حَيِيَّةٍ / وأَجْرأُ مِنْ لَيْثٍ بخَفّانَ خادِرِ
فَتى لا تَراهُ النّابُ إلفاً لسَقْبِها / إذا اخْتَلَجتْ بالناسِ إحْدى الكَبائرِ
ونِعْمَ الفَتى إنْ كانَ تَوْبَةُ فاجِراً / وفوق الفتى إن كان ليس بفاجِرِ
فَتىً يَنْهَلُ الحاجاتِ ثُمَّ يَعُلُّها / فيُطلِعُها عَنْهُ ثَنايا المَصادِرِ
كأنَّ فَتى الفِتْيانِ تَوْبَةَ لَمْ يُنِخْ / قَلائصَ يَفْحَصْنَ الحصا بالكَراكِرِ
ولَمْ يَبْنِ أَبْراداً عِتاقاً لِفِتيةٍ / كِرامٍ وَيَرْحَلْ قَبْلَ فَيْءِ الهواجِرِ
وَلَمْ يَتَجَلَّ الصُّبْحُ عَنْهُ وَبَطْنُهُ / لَطِيفٌ كطَيِّ السِّبِّ لَيْسَ بِحادِرِ
فَتىً كان لِلْمَوْلى سَناءً ورِفْعَةً / وللطّارقِ السَّاري قِرىً غيْرَ باسِرِ
ولَمْ يُدْعَ يَوْماً لِلْحِفاظِ وللنَّدى / ولِلْحَرْبِ يَرْمي نارَها بالشرائِرِ
وللبازِلِ الكَوْماءِ يَرْغُو حُوارُها / وللخيلِ تَعْدُو بالكُماةِ المَساعِرِ
كأَنَّكَ لَمْ تَقْطَعْ فَلاةً ولَمْ تُنِخْ / قِلاصاً لَدى فَأْوٍ مِنَ الأَرضِ غائرِ
وتُصْبِحْ بمَوْماةٍ كأنَّ صَرِيفَهَا / صَريفُ خَطاطِيفِ الصَّرى في المَحاوِرِ
طَوَتْ نَفْعَها عنّا كِلابٌ وآسَدَتْ / بِنا أَجْهَلِيها بَيْنَ غاوٍ وشاعرِ
وَقَدْ كانَ حَقّاً أَنْ تَقُولَ سَراتُهم / لَعاً لأخِينا عالياً غَيْرَ عاثِرِ
ودَوِّيَّةٍ قَفْرٍ يَحارُ بِها القَطا / تَخَطَّيْتَها بالنّاعِجاتِ الضوامِرِ
فَتَاللّهِ تَبْنِي بَيْتَها أُمُّ عاصِمٍ / عَلى مِثْلِهِ أُخْرى اللّيالي الغوابِرِ
فليسَ شِهابُ الحَرْبِ تَوْبَةُ بَعْدَها / بِغازٍ وَلا غادٍ بِرَكْبِ مسافِرِ
وَقَدْ كانَ طَلاَّعَ النّجادِ وبَيِّنَ اللّ / سانِ ومِدْلاجَ السُّرى غَيْرَ فاتِرِ
وقَدْ كانَ قَبْلَ الحادِثاتِ إذا انْتَحَى / وَسائقَ أَو مَعْبُوطةً لَمْ يُغادِرِ
وكُنْتَ إذا مَوْلاكَ خافَ ظُلامَةً / دَعاكَ ولَمْ يَهْتِفْ سِواكَ بناصِرِ
دَعاكَ إلى مَكْرُوهَةٍ فَأجَبْتَهُ / عَلى الهَوْلِ منّا والحُتُوفِ الحَواضِرِ
فإنْ يكُ عبدُ اللّهِ آسَى ابْنَ أمِّهِ / وآبَ بأسلابِ الكميّ المُغاوِرِ
وكان كذاتِ البَوِّ تَضْرِبُ عِنْدَهُ / سِباعاً وقد أَلْقَيْنَهُ في الجراجِرِ
فإنّك قَدْ فارَقْتَهُ لَكَ عاذِراً / وأنّى لحيٍّ عُذْرُ من في المقابِرِ
فأقسمتُ أَبكي بَعْدَ توبَةَ هالكاً / وأحْفِلُ من نالَتْ صُرُوفُ المقادِرِ
على مِثْلِ همّامٍ ولابْنِ مُطَرِّفٍ / لِتَبْكِ البواكي أو لبِشْرِ بْنِ عامِرِ
غُلامانِ كانا اسْتَوْرَدا كُلَّ سَوْرَةٍ / مِنَ المَجْدِ ثُمَّ اسْتَوْثَقا في المصادِرِ
رِبيعَيْ حَياً كانا يَفيضُ نَداهُما / عَلى كُلِّ مغمورٍ نَداهُ وغامِرِ
كأَنَّ سَنا نارَيْهِما كُلَّ شَتْوَةٍ / سَنا البَرْقِ يَبْدُو للعُيُونِ النواظِرِ
فَتىً فيه فتيانيَّةٌ أريحيَّةٌ / بقيَّة أعرابيَّةٍ مِنْ مُهاجِرِ
أَتَتْكَ العَذارى مِنْ خَفاجَةَ نِسْوَةٌ / بِماءِ شُؤُونِ العَبْرَةِ المُتَحادِرِ
لِتَبْكِ العَذارى مِنْ خَفاجَةَ كُلِّها
لِتَبْكِ العَذارى مِنْ خَفاجَةَ كُلِّها / شِتاءً وصَيْفاً دائِباتٍ ومَرْبَعا
عَلى ناشِىءٍ نالَ المَكارِمَ كُلَّها / فَما انفَكَّ حتَّى أَحْرَزَ المَجْدَ أَجْمَعا
أُنِيخَتْ لَدى بابِ ابْنِ مَرْوانَ ناقَتِي
أُنِيخَتْ لَدى بابِ ابْنِ مَرْوانَ ناقَتِي / ثَلاثاً لَها عِنْدَ النِّتاجِ صَرِيفُ
يُطِيفُ بِها فِتْيانُهُ كُلَّ لَيْلَةٍ / بِنيرَيْنِ مِئْرانُ الجبالِ وَرِيفُ
غُلامٌ تَلَقَّى سُؤْدَداً وَهُوَ ناشِىءٌ / فآتَتْ بهِ رَحْبَ الذِّراعِ أَلِيفُ
بِقيلٍ كتَحْبِيرِ اليَماني ونَائِلٍ / إذا قُلِّبَتْ دُونَ العَطاءِ كُفُوفُ
ورُحْنا كأنّا نَمْتَطِي أخْدَرِيَّةً / أَضَرَّ بِها رَخْوُ اللِّبانِ عَنِيفُ
وحَلاَّها حتّى إذا لَمْ يَسَعْ لَها / حليٍّ بجَنْبَيْ ثادِقٍ وجَفيفُ
أَرَنَّ عليها قارِباً وانْتَحَتْ لَهُ / مُبَرَّةُ أرساغِ اليَدَيْنِ زَرُوفُ
تُهادي خجوجاً خَدَّدَ الجَرْيُ لَحْمَها / فَلا جَحْشُها بالصيفِ فَهْي خروفُ
دَعاكَ فلا مِنْ أَنْفَسِ القَوْمِ أَنْتُمُ
دَعاكَ فلا مِنْ أَنْفَسِ القَوْمِ أَنْتُمُ / ولا نَسَبٌ من قيسِ عيلانَ يُعْرَفُ
جَزَى اللّهُ خَيْراً والجزاءُ بِكفِّهِ
جَزَى اللّهُ خَيْراً والجزاءُ بِكفِّهِ / فتىً من عُقَيلٍ سادَ غَيْرَ مُكَلَّفِ
فتىً كَانتِ الدُّنْيا تَهُونُ بأَسْرِها / عَلَيْهِ ولا يَنْفَكُّ جَمَّ التَّصَرُّفِ
يَنالُ عَلِيّاتِ الأُمُورِ بهُوْنَةٍ / إذا هيَ أَعْيَتْ كُلَّ خِرْقٍ مُشَرَّفِ
هُوَ الذَّوْبُ بَلْ أُرْيُ الخلايا شَبِيهُهُ / بِدِرْياقَةٍ مِنْ خَمْرِ بَيْسانَ قَرْقَفِ
فَيا تَوْبُ ما في العَيْشِ خَيْرٌ وَلا نَدىً / يُعَدُّ وَقَدْ أَمْسَيْتَ في تُرْبِ نَفْنفِ
وما نِلْتُ مِنْكَ النَّصْفَ حتَّى ارْتَمَت بك / المَنايا بسَهْمٍ صائِبِ الوَقْعِ أعْجَفِ
فَيا ألفَ ألفٍ كُنْتَ حَيّاً مُسلّماً / لألْقاكَ مِثلَ القَسْوَرِ المُتَطَرّفِ
كَما كُنْتَ إذ كنتَ المُنَحَّى من الرّدَى / إذا الخَيْلُ جالَتْ بالقَنا المتقصِّفِ
وكَمْ مِنْ لَهيفٍ مُحجَرٍ قَدْ أجَبْتَهُ / بأَبْيَضَ قَطّاعِ الضريبةِ مُرْهَفِ
فأنْقَذْتَهُ والمَوْت يَحْرقُ نابَهُ / عَلَيْهِ ولَمْ يُطْعَنْ ولَمْ يُتَنَسَّفِ
أَبَعْدَ عُثْمانَ تَرْجُو الخَيْرَ أُمَّتُهُ
أَبَعْدَ عُثْمانَ تَرْجُو الخَيْرَ أُمَّتُهُ / وكانَ آمنَ مَنْ يَمْشِي على ساقِ
خَلِيفَةُ اللّهِ أَعْطاهُمْ وخَوَّلَهُمْ / ما كانَ مِنْ ذَهَبٍ جَمٍّ وأوْراقِ
فلا تُكَذِّبْ بوَعْدِ اللّهِ وارْضَ بهِ / ولا تُوكّلْ عَلى شَيْءٍ بإشْفاقِ
ولا تَقُولَنْ لشَيءٍ سَوْفَ أَفْعَلُهُ / قد قَدَّرَ اللّهُ ما كلُّ امْرِىءٍ لاقِ
ألا حييِّا ليلى وقُولا لها هلا
ألا حييِّا ليلى وقُولا لها هلا / فقَدْ ركَبتْ أمراً أغَرَّ مُحَجَّلا
وبرذونة بَلَّ البراذينَ ثَفْرُها / وقد شربَتْ في أوَّلِ الصيفِ أَيِّلا
وقد أكلتْ بقلاً وخيماً نباتُهُ / وقد أنكحَتْ شَرَّ الأخايلِ أَخْيَلا
وكيفَ أهاجي شاعراً رُمْحُهُ استُهُ / خضيبَ البنانِ ما يزالُ مكَحَّلا
دعي عَنْكِ تهجاءَ الرجالِ وأَقْبِلي / على أَذْلَغِيّ يملأ استكِ فَيْشَلا
أَنابغَ لَمْ تَنْبَغْ ولَمْ تَكُ أَوّلا
أَنابغَ لَمْ تَنْبَغْ ولَمْ تَكُ أَوّلا / وكُنْتَ صُنيّاً بَيْنَ صُدَّيْنِ مَجْهَلا
أَنابغَ إنْ تَنْبَغْ بلُؤْمِكَ لا تَجِدْ / لِلُؤْمِكَ إِلاّ وَسْطَ جَعْدَةَ مَجْعَلا
أعَيَّرْتَني داءً بأمّك مِثْلُهُ / وأيُّ جَوادٍ لا يُقالُ لَهُ هلا
ومَا كُنتُ لو قاذفتُ جُلَّ عَشيرتي / لأذْكُرَ قَعْبَي حازِرٍ قَدْ تَثَمَّلا
أَتانِي مِنَ الأنْباءِ أنّ عَشيرَةً / بشَورانَ يَزْجُونَ المطيَّ المُنَعَّلا
يَرُوحُ ويَغْدُو وَفْدُهُمْ بصحِيفَةٍ / لِيَسْتَجْلِدُوا لي ساءَ ذلك مَعْمَلا
على غَيْرِ جُرْمٍ غيرَ أنْ قُلْتُ عمّهم / يَعِيشُ أبوهم في ذُراهُ مغفَّلا
وأعْمى أتاهُ بالحجازِ نَثاهُمُ / وكانَ بأطرافِ الجِبالِ فأسْهَلا
فَجاءَ به أَصْحابُهُ يحملُونَهُ / إلى خَيْرِ حيٍّ آخَرينَ وأَوَّلا
إذا صَدَرَتْ وُرَّادُهم عَنْ حِياضِهِمْ / تُغادِرُ نَهْباً للزكاةِ مُعقَّلا
تساوِرُ سَوَّاراً إلى المَجْدِ والعُلى / وفي ذِمّتي لَئِنْ فَعَلْتَ لَيفْعَلا
بمَجْدٍ إذا المرءُ اللّئيمُ أرادَهُ / هَوى دُونَهُ في مَهْبَلٍ ثم عَضَّلا
وَهَلْ أَنْتَ إنْ كان الهِجاءُ مُحَرَّماً / وفي غيرِهِ فَضْلٌ لمَنْ كان أَفْضَلا
لَنا تامكٌ دون السَّماءِ وأَصْلُهُ / مُقِيمٌ طوالَ الدَّهْرِ لَنْ يتحَلْحَلا
وما كانَ مَجْدٌ في أُناسٍ عَلِمْتُهُ / مِنَ النَّاسِ إلاّ مَجْدُنا كان أَوَّلا
فَلَوْ كُنْتَ إذْ جارَيْتَ جارَيْتَ فانياً / جَرى وَهْوَ قَحْمٌ أَو ثَنِيّاً مُعَيِّلا
لَنِعْمَ الفَتى يا تَوْبَ كُنْتَ إذا الْتَقَتْ
لَنِعْمَ الفَتى يا تَوْبَ كُنْتَ إذا الْتَقَتْ / صُدُورُ الأَعالي واسْتَشالَ الأَسافِلُ
ونِعْمَ الفَتى يا توبَ كُنْتَ ولَمْ تَكُنْ / لتُسْبقَ يوماً كُنْتَ فيه تُحاوِلُ
ونِعْمَ الفَتى يا توبَ كنتَ لخائفٍ / أتاكَ لكي يُحْمى ونِعْمَ المجاملُ
ونِعْمَ الفَتى يا توبَ جاراً وصاحِباً / ونِعْمَ الفَتى يا توبَ حين تُفاضِلُ
لَعَمْري لأَنْتَ المَرْءُ أَبكي لفَقْدِهِ / بِجِدٍّ ولَوْ لامَتْ عَلَيْهِ العَواذِلُ
لَعَمْري لأَنْتَ المَرْءُ أبكي لفَقْدِهِ / ويكْثُرُ تَسْهِيدي لهُ لا أُوائِلُ
لَعَمْري لأنْتَ المَرْءُ أَبْكِي لفَقْدِهِ / ولو لامَ فيه ناقصُ الرأيِ جاهِلُ
لَعَمْري لأَنْتَ المَرْءُ أَبكي لِفَقْدِهِ / إذا كثُرَتْ بالمُلْحمينَ التَّلاتِلُ
أبى لَكَ ذمَّ الناسِ يا توبَ كُلَّما / ذُكِرْتَ أمورٌ مُحْكَماتٌ كوامِلُ
أبى لكَ ذمَّ الناسِ يا توبَ كُلَّما / ذُكِرْتَ سماحٌ حِينَ تأْوِي الأراملُ
فلا يُبْعِدَنْكَ اللّهُ يا تَوْبَ إنَّما / لقِيتَ حِمامَ الموتِ والموتُ عاجِلُ
ولا يُبْعِدَنْك اللّهُ يا تَوْبَ إنّها / كذاكَ المَنايا عاجِلاتٌ وآجِلُ
ولا يُبْعِدَنْكَ اللّهُ يا تَوْبَ والْتَقَتْ / عَلَيْكَ الغوادي المُدْجَناتُ الهواطِلُ
وذِي حاجَةٍ قُلْنا لَهُ لا تَبُحْ بها
وذِي حاجَةٍ قُلْنا لَهُ لا تَبُحْ بها / فَلَيْسَ إليها ما حَيِيتَ سَبِيلُ
لَنا صاحِبٌ لا يَنْبَغي أَنْ نَخُونَهُ / وَأَنْتَ لأَخْرى فارِغٌ وحَليلُ
تَخالُكَ تَهْوى غَيْرَها فكأنّها / لها مِن تَظَنِّيها عَلَيْكَ دَلِيلُ
بَعِيدُ الثَّرى لا يَبْلُغُ القَوْمُ قَعْرَهُ
بَعِيدُ الثَّرى لا يَبْلُغُ القَوْمُ قَعْرَهُ / أَلَدُّ مُلِدٌّ يَغْلِبُ الحقَّ باطِلُهْ
إذا حَلَّ رَكْبٌ في ذُراهُ وظِلِّهِ / لِيَمْنَعَهُمْ ممّا تُخافُ نوازِلُهْ
حَماهُمْ بنَصْلِ السَّيْفِ مِن كلِّ فادحٍ / يَخافُونَهُ حتَّى تموتَ خَصائِلُهْ
مَعاذَ إلهي كانَ واللّهِ سَيِّداً
مَعاذَ إلهي كانَ واللّهِ سَيِّداً / جَواداً عَلى العِلاّتِ جَمّاً نوافِلُهْ
أَغَرَّ خَفاجياً يَرى البُخْلَ سُبَّةً / تَحَلَّبُ كَفّاهُ النَّدى وأَنامِلُهْ
عَفِيفاً بعِيدَ الهمِّ صُلْباً قناتُهُ / جميلاً مُحَيَّاهُ قَلِيلاً غوائِلُهْ
وكانَ إذا ما الضَّيْفُ أرْغى بَعِيرَهُ / لَدَيْهِ أَتاهُ نَيْلُهُ وفَواضِلُهْ
وقَدْ عَلِمَ الجوعُ الذي باتَ سارِياً / عَلى الضَّيفِ والجيرانِ أَنَّكَ قاتلُهْ
وأَنَّكَ رَحْبُ الباعِ يا تَوْبُ بالقِرى / إذا ما لئيمُ القَوْمِ ضاقَتْ منازِلُهْ
يَبِيتُ قَرِيرَ العَيْنِ مَنْ باتَ جارُهُ / ويُضْحي بخَيْرٍ ضَيْفُهُ ومُنازِلُهْ
أَتَتْهُ المَنايا حِينَ تمَّ تَمامُهُ
أَتَتْهُ المَنايا حِينَ تمَّ تَمامُهُ / وأَقْصَرَ عنه كُلُّ قِرْنٍ يُطاولُهْ
وكانَ كليثِ الغابِ يَحْمي عَرِينَهُ / وتَرْضَى بِهِ أَشْبالُهُ وحَلائِلُهْ
غَضُوبٌ حَلِيمٌ حين يُطلَب حِلْمُهُ / وسمٌّ زُعافٌ لا تُصابُ مَقاتِلُهْ
عفا اللّه عنها هل أبيتَنَّ ليلةً
عفا اللّه عنها هل أبيتَنَّ ليلةً / مِنَ الدَّهْرِ لا يَسْرِي إليَّ خيالُها
وعَنْهُ عَفا رَبِّي وأَحْسَنَ حِفْظَهُ
وعَنْهُ عَفا رَبِّي وأَحْسَنَ حِفْظَهُ / عَزِيزٌ علينا حَاجَةٌ لا يَنالُها