المجموع : 53
من عذيري من معشر هجروا القو
من عذيري من معشر هجروا القو / ل وحادوا عن طرقه المستقيمه
لا يرون الإنسان قَدْ نال حظَّاً / من صلاح حَتَّى يكون بهيمهْ
دقت معاني حسنكم في الملاحْ
دقت معاني حسنكم في الملاحْ / عن نظر الواشي و فهم اللواحْ
لله أيام مضت لي بكم / بين رُبَى نَجد و تلك البطاحْ
أيامُ وَصْل نلتُ فيها الذي / أهوى و أكثرت من الاقتراحْ
و قد بَقيت اليوم من بعدها / كطائر قد قُصَّ منه الجناحْ
ما قُوتٌ من قد طار من وكره / ولا على من سلا فاستراحْ
أبيتُ أرعى من نجوم الدجَى / أسيرَ ليل ما له من بَراحْ
علمت يا ظالمُ بعد اللقَا / و قسوة القلب حِيالً الصباحْ
لله در الفئة الأمجاد
لله در الفئة الأمجاد / السالكينَ مسالكَ الأفرادِ
عرفوا وهم بالغَوْر من وادي الغضا / إذ رحلوا لمبارِك العُبّاد
فسروا لنجد لا يملون السَرى / أو يظفروا منها بكل مراد
لا يقطعون من المناهل معلماً / إلا و لاحَ سواهُ بالمرصاد
لم يَثْنهم طولُ الطريق لهم و لا / عدمُ الرفيق و لا نفاذُ الزّاد
سَقتْهُم من النِّعاس جفونُهم / كأساً تُميلهم على الأعواد
و تكاد أنْفُسُهم تَغِيظُ و تَحْتَبي / بنسيم نجد أو غناء الحادي
نادتهم النُّجْبُ الركائبُ عندما / أطَّتْ بوقع السوط والإجهاد
طيبُ الحياة بنجد إلا أنه / من دون ذاك تَفَتت الأكباد
فأجابها صدقُ العزيمة إنما / نحن المعالي أنفس الاجواد
لله درُّهموا فقد وصَلوا إلى / ظِل النعيم وَبرْد حَر الصادي
ولقد يعز علي أنهمو غدوا / و الدارُ قَفْرٌ منهمو ببُعاد
فلأنهضنّ إلى الحمى متوجها / بين اعتراض عواتق و غواد
و لأقطعنّ عليه كل مفازة / تدني الهلاكَ و لو عَدمْتُ الهادي
اِدأبْ على جمع الفضائل جاهدا
اِدأبْ على جمع الفضائل جاهدا / و أدمْ لها تَعَبَ القريحة و الجسدْ
و اقصد بها وجه الإله و نفع من / بَلَّغْتَهُ وَ جَدَّ فيها و اجتهدْ
و اترك كلام الحاسدينَ و بغيَهُمْ / هملا فبعد الموت ينقطعُ الحسدْ
أنكرتني لما ادعيتُ هواها
أنكرتني لما ادعيتُ هواها / وأصرتْ عَلَى العناد جحودَا
قلت إن الدموعَ تشهدُ لي / قَالتْ صَحِيح لكن قذفتَ الشهودا
فِي أرض نجد منزلُ الفؤادِ
فِي أرض نجد منزلُ الفؤادِ / عَمَرْتُه شوقي وصدقَ ودادي
مَا كَانَ أقرَبَهُ عَلَى مَنْ رَامَهُ / بِمَسرَّة لولا اعتراضُ عَوادي
أصبو إِلَيْهِ مع الزمان فكيف لا / أصبو وتلك منازلي وبِلادي
أرض بِهَا الشرفُ الرفيعُ وغاية ال / عز المنيع ومسْكَنُ الأَجوادِ
أوطِنْتُها فَخَرجْتُ منها عَنْوَةً / بمكائد الأعداء والحُسَّاد
جَمَالُكُمْ لا يُحْصَرْ
جَمَالُكُمْ لا يُحْصَرْ / ومَثْلُكُمْ لا يُهْجَرْ
وحبكم بَيْنَ الحشا / مستودع لا يظهرْ
ناري بكم لا تنطفي / ولوعتي لا تفترْ
إذَا أتى الليلُ أتى / الهمُّ بكم والْفِكَرْ
فإن أكنْ وذكركمْ / طابَ ولذّ السهرْ
ولى عذول فيكمو / يقلقني ويكثرْ
يقول لي تقل من / ذكرهُمُ وَتُقْصَرْ
ويحمل الشوق الَّذِي / حَمَلْتَهُ وَيَصْبِرْ
والله مَا أطيقه / وهل أنا إِلاَّ بشرْ
إذَا كنت فِي نجد وطيب نسيمها
إذَا كنت فِي نجد وطيب نسيمها / تذكرت أهلي باللوى فمحيجر
وإن كنت فيهم ذبت شوقاً ولوعة / إِلَى ساكني نجدٍ وعيل تصبّري
وَقَدْ طال مَا بَيْنَ الفرقين قصتي / فمن لي بنجد بَيْنَ أهلي ومعشري
سَرَيْنا وَلَمْ يُظْهِرْ لنا الغيم بارقاً
سَرَيْنا وَلَمْ يُظْهِرْ لنا الغيم بارقاً / ولا كوكباً نُهْدَى بِهِ فَنَسِيرُ
فقال صحَابي قَدْ هلكنا فقلتُ لا / هلاكَ علينا والدليلُ بصيرُ
أفكر فِي حالي وقرب منيتي
أفكر فِي حالي وقرب منيتي / وسيري حثيثاً فِي مصيري إِلَى القبرِ
فينشئ لي فكري سحائبَ للأسى / تَسِح هُموماً دونَهَا وابلُ القَطْرَ
إِلَى الله أشكو مِن وجودي فإنني / تعبت بِهِ مذ كنت فِي مبدأ العمر
تروح وتغدو للمنايا فجائعٌ / تكدره والموت خاتمةَ الأمر
قَدْ تأملتُ مَا بَعَثْتَ بِهِ لا
قَدْ تأملتُ مَا بَعَثْتَ بِهِ لا / زلتَ تُهْدى لمن يواليكَ بِرّا
فرأيتُ الجمالَ كُمِّلَ والإِج / مَالَ فاستجمعا وسمى شعرَا
وتنزهت فِي رياض بديع / من صنيع البيان أطْلَعْنَ زهرا
يَا أميراً حَتَّى عَلَى النظم والنث / ر لقد زدت فِي الإمارة قدرا
تجاوزت حدّ الأكثرينَ إِلَى العلاَ
تجاوزت حدّ الأكثرينَ إِلَى العلاَ / وسافرتُ واستبقيتُهُمْ فِي المعاوز
وخضت بحاراً لَيْسَ يُعْرَفُ قدرها / وألقيتُ نفسي فِي فسيح المفاوز
ولجَّجتُ فِي الأفكار ثُمَّ تراجع اخ / تياري إِلَى استحسان دين العجائز
قد جرحتنا يدُ أيامِنَا
قد جرحتنا يدُ أيامِنَا / و ليس غيرُ الله مِنْ آس
فلا تُرجِّ الخلقَ في حاجة / ليسوا بأهل لسوى اليأس
و لا تُزدْ شكوىَ إليهم فلا / معنى لشكواك إلى قاس
و لا تقس بالعقل أفْعَالَهمْ / ما مذهب القوم بمنقاس
و إن تخالط منهمُ معشرا / هويت في الدين على الرأس
يأكل بعضهم لحمَ بعض و لا / يَحْسِبُ في الغيبة من بأس
لا ورعٌ في الدين يحميهمُ / عنها و لا حِشْمَةُ جُلاَّس
لا يعدم الآتي إلى بابِهِمْ / من ذلة الكلب سوى الخاس
فاهرب من الناس إلى ربهمْ / لا خير في الخلطة بالناس
يا شبابي أفسَدْتَ صالحَ ديني
يا شبابي أفسَدْتَ صالحَ ديني / يا مشيبي نَغَّصْتَ طِيّبَ عيشي
فعدوان أنتما لا صديقا / ن تلاعبتما بحلمي و طيشي
يا معرضاً عني و لست بمعرض
يا معرضاً عني و لست بمعرض / بل ناقض عهدي و لستُ بناقضِ
أتعبتني بخلائق لكَ لم تفدْ / فيها و قد جَمَحَتْ رياضة رائض
أرَضيتَ أن تختارَ رفضي مذهباً / فتشنع الأعداء أنك رافضي
قالوا فلانٌ عالمٌ فاضلٌ
قالوا فلانٌ عالمٌ فاضلٌ / فأكرمُوهُ مثلما يَرْتضي
فقلتَ لما لمْ يكنْ ذا تقىً / تَعَارَضَ المانعُ و المقتضي
يقولون لي هلا نهضت إلى العلا
يقولون لي هلا نهضت إلى العلا / فما لذَّ عيش الصابر المتقنع
و هلا شددت العيس حتى تُحِلَّهَا / بمصر إلى ظلِ الجناب المرَفَّع
ففيها من الأعيان من فيض كفه / إذا شاء روّى سَيْلُهُ كل بلقع
و فيها قضاةٌ ليس يَخْفَى عليهمُ / تعيَّنُ كون العلمِ غيرَ مُضيع
و فيها شيوخُ الدين و الفضل و الألى / يشيرُ إليهمْ بالعلا كل اصْبُع
و فيها و فيها و المهانةُ ذلةٌ / فقم واسْع و اقصدْ باب رزقك و اقرع
فقلت نعم أسعى إذا شئتُ أن أرى / ذليلا مُهانا مستخفا بموضعي
و أسعى إذا ما لذ لي طول موقفي / على باب محجوب اللقاء ممنَّع
و أسعى إذا كان النفاقُ طريقتي / أروح و أغدو في ثياب التَصنُّع
وأسعى إذَا لَمْ يبق فيَّ بقية / أراعي بِهَا حق التقَى والتورع
فكم بَيْنَ أرباب الصدور مجالس / تشب بِهَا نار الغضا بَيْنَ أضلعي
وكم بَيْنَ أرباب العلوم وأهلها / إذَا بحثوا فِي المشكلات بمجمع
مناظرة تحمي النفوسَ فتنتهي / وَقَدْ شرعوا فِيهَا إِلَى شر مشرع
إِلَى السفه المزْري بمنصب أهله / أَوْ الصمت عن حق هناكَ مُضيَّع
فإما تَوخّى مسلك الدين والنهى / وإما تَلقَّى غصةَ المتجرع
يَا بديع الحسن مَا أح
يَا بديع الحسن مَا أح / لى بقلبي خطراتكْ
فيك سر سحر الش / شباب فِي استحسان ذاتك
مَا فهمنا عنك إِلاَّ / أنه فِي لحظاتك
أنا أرجو أَوْ أخشى / سطوة من سطواتكْ
فيما فيك من اللط / ف ومن حسن صفاتكْ
لا تدع هجرك لي / تُلِف روحي بحياتكْ
بالذي أستعبد أروا
بالذي أستعبد أروا / ح المحبين لذاتك
وبلطف من معاني / ك يُرى من حركاتكْ
وبنور الحسن إذ يح / ويك من كل جهاتكْ
وبسر فَوْقَ مَا يُدْ / رَكُ من حُسْنِ صفاتكْ
لا تُذِقْني الموتَ فِي / صدك عني بحياتكْ
طال عهدي برؤية الروض فابعث
طال عهدي برؤية الروض فابعث / لي روحاً قَدْ نمقته يمينُكْ
أنت خدن العلا فلا ذاق يوماً / مر طعم الفراق منك خدينُكْ
قلت للمقسم المؤكد للأي / مان أن لَيْسَ فِي البلاد قرينُكْ
قلت صدقاً وجئت حقاً فلو قل / ت وكافي الدنيا لبَرَّت يمينُكْ