القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مَنْصُور النَّمِري الكل
المجموع : 57
إِنَّ لِهارونَ إِمامِ الهُدى
إِنَّ لِهارونَ إِمامِ الهُدى / كَنزَينِ مِن أَجرٍ وَمِن بِرِّ
يَريشُ ما تَبري اللَيالي وَلا / تَريشُ أَيديهِنَّ ما يَبري
كَأَنَّما البَدرُ عَلى رَحلِهِ / تَرميكَ مِنهُ مُقلَتا صَقرِ
لَهفي أَتُطعِمُها قَيساً وَآكُلَها
لَهفي أَتُطعِمُها قَيساً وَآكُلَها / إِنّي إِذاً لَدَنيءُ النَفسِ وَالخَطَرِ
ما كانَ جَدّي وَلا كانَ الهُمامُ أَبي / لِيأكُلا سُؤرَ عَبّاسِ وَلا زُفَرِ
شَتّانَ مِن سُؤرِ عَبّاسٍ وَفَضلَتِهِ / وَسؤرِ كَلبٍ مُغَطّى العَينِ بالوَبَرِ
ما زالَ يَلقَمُ وَالطَبّاخُ يَلحَظُهُ / لَقَد حَسُنَت مِن قَبلُ فيكَ المَدائِحُ
لَقَد أُوقِدَت بِالشامِ نيرانُ فِتنَةٍ
لَقَد أُوقِدَت بِالشامِ نيرانُ فِتنَةٍ / فَهَذا أَوانُ الشأمِ تُخمَدُ نارُها
إِذا جاشَ مَوجُ البَحرِ مِن آلِ بَرمَكٍ / عَلَيها خَبَت شُهبانُها وَشَرارُها
رَماها أَميرُ المُؤمِنينَ بِجَعفَرٍ / وَفيهِ تَلاقى صَدعُها وَانجِبارُها
رَماها بِمَيمونِ النَقيبَةِ ماجِدٍ / تَراضى بِهِ قَحطانُها وَنِزارُها
تَدَلَّت عَلَيهِم صَخرَةٌ بَرمَكيَّةٌ / دَموغٌ لِهامِ الناكِثينَ اِنحِدارُها
غَدَوتَ تُزَجّي غابَةً في رُؤوسِها / نُجومُ الثُرَيّا وَالمَنايا ثِمارُها
إِذا خَفَقَت راضياتُها وَتَجَرَّسَت / بِها الريحُ هالَ السامِعينَ اِنبِهارُها
فَقولوا لأَهلِ الشامِ لا يَسلُبَنَّكُم / حِجاكُم طَويلاتُ المُنى وَقِصارُها
فَإِنَّ أَميرَ المؤمِنينَ بِنَفسِهِ / أَتاكُم وَإِلّا نَفسَهُ فَخيارُها
هُوَ المَلِكُ المأمولُ لِلبِرِّ وَالتُقى / وَصَولاتُه لا يُستَطاعُ خِطارُها
وَزيرُ أَميرِ المؤمِنينَ وَسَيفُهُ / وَصَعدَتُهُ وَالحَربُ تَدمى شِفارُها
وَمَن تُطوَ أَسرارُ الخَليفَةِ دونَهُ / فَعِندَكَ مأواها وَأَنتَ قَرارُها
وَفَيتَ فَلَم تَغدِر لِقَومٍ بِذِمَّةٍ / وَلَم تَدنُ مِن حالٍ يَنالُكَ عارُها
طَبيبٌ بِإحياءِ الأُمورِ إِذا التَوَت / مِنَ الدَهرِ أَعناقٌ فَأَنتَ جُبارُها
إِذا ما ابنُ يَحيى جَعفَرٌ قَصَدَت لَهُ / مُلِمّاتُ خَطبٍ لَم تَرعُهُ كِبارُها
لَقَد نَشأت بِالشامِ مِنكَ غَمامَةٌ / يُؤَمَّلُ جَدواها وَيُخشى دَمارُها
فَطوبّى لأَهلِ الشامِ أَم وَيلَ أُمِّها / أَتاها حَياها أَو أَتاها بَوارُها
فَإِن سالَموا كانَت غَمامَةَ نائِلٍ / وَغَيثٍ وَإِلّا فَالدِماءُ قِطارُها
أَبوكَ أَو الأَملاكِ يَحيى بنُ خالِدٍ / أَخو الجودِ وَالنُعمى الكِبارُ صِغارُها
كَأَيّن تَرى في البَرمَكيّينَ مِن نَدىً / وَمِن سابِقاتٍ ما يُشَقُّ غُبارُها
غَدا بِنُجومِ السَعدِ مَن حَلَّ رَحلُهُ / إِلَيكَ وَعَزّت عُصبَةٌ أَنتَ جارُها
عَذيري مِنَ الأَقدارِ هَل عَزَماتُها / مُخَلّفَتي عَن جَعفَرٍ وَاقتِسارُها
فَعَينُ الأَسى مَطروفَةٌ لِفِراقِهِ / وَنَفسي إِلَيهِ ما يَنامُ ادِّكارُها
ما تنَقَضي حَسرَةٌ مِنّي وَلا جَزَعُ
ما تنَقَضي حَسرَةٌ مِنّي وَلا جَزَعُ / إِذا ذَكَرتُ شَباباً لَيسَ يُرتَجَعُ
بانَ الشَبابُ وَفاتَتني بِشرَّتِهِ / صَروفُ دَهرٍ وَأَيّامٌ لَها جُدَعُ
ما كانَ أَحسَنَ أَيذامَ الشَبابِ وَما / أَبقى حَلاوَةَ ذِكراهُ الَّتي تَدَعُ
ما كُنتُ أُوفي شَبابي كُنهَ عِزَّتِهِ / حَتّى اِنقَضى فَإِذا الدُنيا لَهُ تَبَعُ
تَعَجَّبَت أَن رأَت أَسرابَ دَمعَتِهِ / في حَلبَةِ الخَدِّ أَجراها حَشاً وَجِعُ
إِن كُنتِ لضم تَطعَمي ثُكلَ الشَبابِ وَلَم / تَشجي بِغُصَّتِهِ فالعُذرُ لا يَقَعُ
لَو قَد لَبِستِ قِناعَ الشَيبِ كانَ لَنا / عُذرٌ لَدَيكِ وَراحَ اللَومُ وَالوَلَعُ
أَبكي شَباباً سُلِبناه وَكانَ وَلا / تُوفي بِقِيسَتِهِ الدُنيا وَما تَسَعُ
ما كُنتُ أَوَّلَ مَسلوبٍ شَبيبَتَهُ / مَكسوَّ شَيبٍ فَلا يَذهَب بشكَ الجَزَعُ
تِلكَ الأُسى مِن لِداتي في رُؤوسِهِمُ / عَمائِمُ الشَيبِ مُنجابٌ لضها الصَلَعُ
لا تَعذُليني فَإِنّي غَيرُ كاذِبَتي / عَنكِ الكَذوبُ وَلا في وُدِّكُم طَمَعُ
قَد كُنتُ فِيكُنَّ ذا جاهٍ وَذا مِقَةٍ / أَيّامَ غُصنُ شَبابي لَيّنٌ تَرِعُ
إِنّي لَمُعتَرِفٌ ما فيَّ مِن أَرَبٍ / لِلغانياتِ فَما لِلنَّفسِ تَنخَدِعُ
ما واجَهَ الشَيبَ مِن عَينٍ وَإِن وَمِقَت / إِلّا لَها نَبوَةٌ عَنهُ وَمُرتَدَعُ
قَد كِدتَ تَقضي عَلى فَوتِ الشَبابِ أَسىً / لَولا تَعَزيِّكَ أَنَّ العَيشَ مُنقَطِعُ
لا بَل بَقاءُ أَميرِ المُؤمِنينَ لَنا / فيهِ الغِنى وَحَياةُ الدينِ وَالرِفَعُ
إِن أَخلَفَ الغَيثُ لَم تُخلِف مَخايلُهُ / أَو ضاقَ أَمرٌ ذَكَرناهُ فَيتَتَّسِعُ
إِنَّ الخَليفَةَ هارونَ الَّذي امتَلأت / مِنهُ القُلوبُ رَجاءً تَحتَهُ فَزَعُ
مَفروضَةٌ في رِقابِ الناسِ طاعَتُهُ / عاصيهِ مِن رِبقَةِ الإِسلامِ مُنقَطِعُ
أَيُّ امرىءٍ باتَ مِن هارونَ في سَخَطٍ / فَلَيسَ بِالصَلواتِ الخَمسِ يَنتَفِعُ
أُثني عَلى اللَهِ إِحساناً وَأَشكُرُهُ / أَن لَيسَ لي عَن وَليِّ الأَمرِ مُنقَطَعُ
أَصفَيتُ وُدّي لِهارونٍ وَشيعَتِهِ / لَما تَفَرَّقَتِ الأَحزابُ وَالشيَعُ
لَمّا أَخَذتُ بِكَفّي حَبلَ طاعَتِهِ / أَيقَنتُ أَنّي مِنَ الأَحداثِ مُمتَنِعٌ
هُوَ الإِمامُ الَّذي طابَ الجِهادُ بِهِ / وَالحَجُّ لِلنَّاسِ وَالأَعيادُ وَالجُمَعُ
حِصنٌ بَنَتهُ يَمينُ اللَهِ يَسكُنُهُ ال / إِسلامُ صَعبُ المَراقي لَيسَ يُطَّلَعُ
يَقري العَدوَّ المَنايا وَالعُفاةَ نَدىً / مِن كُلِّ ذاكَ النَدى أَحواضُهُ تُرَعٌ
صَبٌّ إِلى اللَهِ زَوّارٌ لِكَعبَتِهِ / في كُلِّ عامٍ وَإِن زّارُها شَسَعوا
لا يَحفِلُ البُعدَ مِن دارٍ وَلا وَطَنٍ / إِذا سَرى بِوفودِ اللَهِ وَاتَّبَعوا
عَزّافَةُ النَفسِ لا يَلوي عَلى دَعَةٍ / وَقَد يَرى خَفضُ مَن يَلهو وَيتَدَّعُ
بَرٌّ بِمَكَّةَ لَم يُجمَع إِلى بَلَدٍ / إِلّا تَخَرَّقَ فيهِ الريُّ وَالشِبَعُ
تُزهى بِهِ عَرَفاتٌ حينَ يَنزِلُها / وَالمَشعَرانِ وَتأسى حينَ يَندَفِعُ
تِلكَ المَنازِلُ إِن غَبَّت زِيارَتُهُ / حَنَّت كَما يَستَحِنُّ الوالِهُ النَزِعُ
يَقظانُ لا يَتَعايا بِالخُطوبِ إِذا / نابَت وَلا يَعتَريهِ الضيقُ وَالزَمَعُ
مُستَحكِمُ الرأيُ مُستَغنٍ بِوَحدَتِهِ / عَنِ الرِجالِ بِرَيبِ الدَهرِ مُضطَلِعُ
لا يَملِكُ البُخلُ مِن هارونَ أَنمُلَةً / وَالجودُ يَملِكُهُ وَالمالُ يُنتَزَعُ
إِذا بَلَغنا جَمالَ الدينِ لَم تَرَنا / لِلحادِثاتِ بِحَمدِ اللَهِ نَختَشِعُ
أَدّى إِلَيكَ مَطايانا وَأَرحُلَنا / تَقاذُفُ السَيرِ إِنَّ الخَيرَ مُتَّبَعٌ
مِن كُلِّ سَمحِ الخُطا أَو كُلِّ يَعمَلَةٍ / خُرطومُها باللُغامِ الجَعدِ مُلتَقَعُ
رَكبٌ مِنَ النَمرِ عاذوا بابنِ عَمَّتِهِم / مِن هاشِمٍ حينَ لَجَّ الأَزلَمُ الجَذَعُ
مَتّوا إِلَيكَ بِقُربى مِنكَ تَعرِضُها / لَهُم بِها في سَنامِ المَجدِ مُطَّلَعُ
قَومٌ هُمُ وَلَدوا العَبّاسَ والِدَكُم / وَأَنتَ بَرٌّ وَعِندَ المَرءِ مُصطَنَعُ
يُعشي العُيونَ إِذا هارونُ واجَهَها / نورٌ تَكادُ لضهُ الأَبصارُ تَلتَمِعُ
مُباشِرٌ لأُمورِ المُلكِ مُبتَذِلٌ / فيها قَريحَةَ رأيٍ ما بِهِ طَبَعُ
تَهديهِ في ظُلُماتِ الرّأيِ تَحزُبُهُ / عَينٌ مِنَ الحَزمِ ما في ماقِها قَمَعُ
إِنَّ المَكارِمَ وَالمَعروفَ أَوديَةٌ / أَحَلَّكَ اللَهُ مِنها حَيثُ تَجتَمِعُ
إِذا رَفَعتَ امرُأً فَاللَهُ يَرفَعُهُ / وَمَن وَضَعتَ مِنَ الأَقوامِ يَتَّضِعُ
نَفسي فِداؤُكَ وَالأَبطالُ مُعلَمَةٌ / يَومَ الوَغى وَالمَنايا بَينَهُم قُرَعُ
كَم ضَربَةٍ لَكَ تَحكي فا قُراسيَةٍ / مِنَ المَصاعِبِ في أَشداقِها شَنَعُ
أَو طَعنَةٍ نَفَذَت حَتّى بَدا وَضَحٌ / مِنَ السِنانِ وَراءَ المَتنِ مُذَّرَعُ
يا رُبَّ قِرنٍ تَخَطَّيتَ الحُتوفَ إِلى / حَوبائِهِ وَعَجاجُ المَوتِ يَرتَفِعُ
كَم شَدَّةٍ لَكَ لَو كانَت عَلى جَبَلٍ / لانهَدَّ مِن وَزنِها أَو كادَ يَنقَلِعُ
لَيلٌ مِنَ النَقعِ لا نَجمٌ وَلا قَمَرٌ / إِلّا جَبينُكَ والمَذروبَةُ الشُرُعُ
أَلقى بَنو الأَصفِرِ الأَذقانَ واِشتَمَلوا / ذُلَّ الخُنوعِ وَكانوا قَطُّ ما خَنَعوا
والَيتَ حَولاً مُغاراً في بِلادِهِمُ / وَلِلمَنايا سَحابٌ لَيسَ يَنقَطِعُ
لضمّا أَناخَ أَميرُ المُؤمِنينَ بِهِم / وَالخَيلُ عابِسَةٌ وَالمَوتُ مُكتَنِعُ
خاضَت إِلَيهِم خَليجَ البَحرِ هَيبَتُهُ / فأَذعَنوا بأَداءِ الخَرجِ واِنتَجَعوا
عاذوا بِسَبعَةِ حيطانٍ فَسَوَّرَها / جُندٌ مِنَ الرُعبِ لَمّا نالَهَم خَضَعوا
حُكمُ الخَليفَةِ هارونٍ يَذَكِّرُنا / أَحكامَ أَحمَدَ بَل أَخلاقُهُ جُمَعُ
مَشابِهٌ مِن نَبيِّ اللَه تَنزعُهُ / إِلى المَحاسِنِ وَالأَشباهُ تُنتَزَعُ
وَمِن إِمامِ الهُدى المَنصورِ يَلحَقُهُ / قَهرُ الأُمورِ وَحَزمٌ حينَ يَقتَرِعُ
وَتُشبِهُ القائِمَ المَهديَّ مَرحَمَةٌ / مِنهُ وَبضحرُ نَوالٍ حينَ يُنتَجَعُ
وَما أَخَلَّ وَصيُّ الأَوصياءِ بِهِ / مُحَمَّدُ بنُ عَليٍّ نورُهُ الصَدِعُ
ذُرِّيَّةٌ بَعضُها مِن بَعضٍ اِصطُنِعَت / فالحَقُّ ما نَطَقوا وَالحَقُّ ما شَرَعوا
يا ابنَ الأَئِمَّةِ مِن بَعدِ النَبيِّ وَيا ب / نَ الأَوصياءِ أَقَرَّ الناس أَم دَفَعوا
إِنَّ الخِلافَةَ كانَت إِرثَ والِدِكُم / مِن دونِ تَيمٍ وَعَفوُ اللَهِ مُتَسِعُ
لَولا عَديٌّ وَتَيمٌ لَم تَكُن وَصَلَت / إِلى أُمَيَّةَ تَمريها وَتَرتَضِعُ
تِسعينَ عاماً إِلى عَشرٍ مُجَرَّمَةٍ / مِنَ السِنينَ وَأَنفُ الحَقِّ يُجتَدَعُ
وَما لآلِ عَليٍّ في إِمارَتِكُم / حَقٌّ وَما لَهُمُ في إِرثِكُم طَمَعُ
يا أَيُّها الناسُ لا تَعزُب عُقولُكُمُ / وَلا تَضيفكُم إِلى أَكنافِها البِدَعُ
العَمُّ أَولى مِن ابنِ العَمِّ فاِستَمِعوا / قَولَ النَصيحِ فَإِنَّ الحَقَّ يُستَمَعُ
وَلَو قِستَ يَوماً حِجلَها بِحِقابِها
وَلَو قِستَ يَوماً حِجلَها بِحِقابِها / لَكانَ سَواءً لا بَلِ الحِجلُ أَوسَعُ
يَكفيكَ مِن قَلعِ السَماءِ مُهَنَّدٌ
يَكفيكَ مِن قَلعِ السَماءِ مُهَنَّدٌ / فَوقَ الذِراعِ وَدونَ بَوعِ البائِعِ
صافي الحَديدَةِ قَد أَضَرَّ بِجِسمِهِ / طولُ الدياسِ وَبضطنُ طَيرٍ جائِعِ
أُمِرَ المَواطِرُ وَالرِياحُ بِحَملِهِ / فَحَمَلنَهُ لِمَضايرٍ وَمَنافِعِ
حَملَ الحَصانِ مِنَ النِساءِ جَنينَها / حَتّى تُتِمَّ لِسابِعٍ أَو تاسِعِ
ذَكَرٌ بِرَونَقِهِ الدِماءُ كَأَنَّما / يَعلو الرِجالَ بِأُرجوانٍ ناقِعِ
يَمضي مِنَ الحَلَقِ المُضاعَفِ نَسجُهُ / وَمِنَ الحُشاشَةِ قَبلَ نَزعِ النازِعِ
وَتَرى مَضارِبَ شَفرَتَيهِ كَأَنَّها / مَلحٌ تَناثَرَ مِن وَراءِ الدارِعِ
وَتَراهُ مُعتمّاً إِذا جَرَّدتَهُ / بِدَمِ الرِجالِ عَلى الأَديمِ الفاقِعِ
وَكأَنَّ وَقعَتَهُ بِجُمجُمَةِ الفَتى / خَدَرُ المُدامَةِ أَو نُعاسُ الهاجِعِ
رَضيتُ بِأَيّامِ المَشيبِ وَإِن مَضى
رَضيتُ بِأَيّامِ المَشيبِ وَإِن مَضى / شَبابي حَميداً وَالكَريمُ أَلوفُ
وَلَستُ أَعافُ المَوتَ إِن جاءَ زائِراً / وَرَبّي لَطيفٌ بالعِبادِ رَؤوفُ
عَذَلَتنا في عِشقِها أُمُّ عَمروٍ
عَذَلَتنا في عِشقِها أُمُّ عَمروٍ / هَل سَمِعتُم بالعاذِلِ المَعشوقِ
يا مَنزِلَ الحَيِّ ذا المَغاني
يا مَنزِلَ الحَيِّ ذا المَغاني / انعَم صَباحاً عَلى بِلاكا
هارونُ يا خَيرَ مَن يُرَجّى / لَم يُطِعِ اللَهَ مَن عَصاكا
في خَيرِ دينٍ وَخَيرِ دُنيا / مَنِ اتَّقى اللَهَ واتَّقاكا
يُجَرِّدُ فينا السَيفَ مِن بَين مارِقٍ
يُجَرِّدُ فينا السَيفَ مِن بَين مارِقٍ / وَعانٍ بِجودٌ كُلُّهُم مُتَحامِلُ
وَقَد عَلِمَ العُدوانُ وَالجَورُ وَالخَنا / بِأَنَّكَ عَيّافٌ لَهُنَّ مُزايلُ
وَلَو عَمِلوا فينا بِأَمرِكَ لَم يَكُن / يَنالُ بَريّاً بالأَذى مُتَناوِلِ
لَنا مِنكَ أَرحامٌ وَنَعتَدُّ طاعَةً / وَبأساً إِذا اِصطَكَّ القَنا وَالقَنابِلُ
وَما يَحفَظُ الأَنسابَ مِثلَكَ حافِظٌ / وَلا يَصِلُ الأَرحامَ مِثلَكَ واصِلُ
جَعَلناكَ فاِمنَعنا مَعاذاً وَمَفزَعا / لَنا حينَ عَضَّتنا الخُطوبُ الجَلائِلُ
وَأَنتَ إِذا عاذَت بِوَجهِكَ عوَّذٌ / تَطامَنَ خَوفٌ واِستَقَرَّت بَلابِلُ
تَرى الخَيلَ يَومَ الرَوغِ يَظمأنَ تَحتَهُ
تَرى الخَيلَ يَومَ الرَوغِ يَظمأنَ تَحتَهُ / وَيَروى القَنا في كَفِّهِ وَالمَناصِلُ
حَلالٌ لِأَطرافِ الأَسِنَّةِ نَحرُهُ / حَرامٌ عَلَيها مِنهُ مَنٌ وَكاهِلُ
مُمَرُّ القوى مُستَحكِمُ الأَمرِ مُطرِقٌ
مُمَرُّ القوى مُستَحكِمُ الأَمرِ مُطرِقٌ / لَهُ الدَهرُ لا وانٍ وَلا مُتَخاذِلُ
إِذا ما رأى وَالرأيُ مُغلِقُ بابِهِ / عَلى القَومِ لَم تُسدَد عَلَيهِ المَداخِلُ
وَمَنازِلٍ لَكَ بالحِمى
وَمَنازِلٍ لَكَ بالحِمى / وَبِها الخَليطُ نُزولُ
أَيّامُهُنَّ قَصيرَةٌ / وَسرورُهُنَّ طَويلُ
وَسُعودُهُنَّ طَوالِعٌ / وَنُحوسُهُنَّ أُفولُ
والمالِكيَّة وَالشَبا / بُ وَقينَةٌ وَشَمولُ
إِذا اِعتاصَ المَديحُ عَلَيكَ فامدَح
إِذا اِعتاصَ المَديحُ عَلَيكَ فامدَح / أَميرَ المُؤمِنينَ تَجِد مَقالا
وَعُذ بِفِنائِهِ واِجنَح إِلَيهِ / تَنَل عُرفا وَلَم تُذلَل سُؤالا
فِناءٌ لا تَزالُ بِهِ رِكابٌ / وَضَعنَ مَدائِحاً وَحَمَلنَ مالا
رَأَيتُ المُصطَفى هارونَ يُعطي
رَأَيتُ المُصطَفى هارونَ يُعطي / عَطاءً لَيسَ يَنتَظِرُ السُؤالا
آلُ الرَسولِ وَمَن يُحِبُّهُمُ
آلُ الرَسولِ وَمَن يُحِبُّهُمُ / يَتَطامَنونَ مَخافَةَ القَتلِ
أَمِنَ النَصارى وَاليَهودُ وَهُم / مِن أُمَّةِ التَوحيدِ في أَزلِ
إِلّا مَصالتَ يَنصُرونَهُمُ / بِظُبا الصَوارِمِ وَالقَنا الذُبلِ
أَرى شَيبَ الرِجالِ مِنَ الغَواني
أَرى شَيبَ الرِجالِ مِنَ الغَواني / بِمَوقِعِ شَيبِهِنَّ مِنَ الرِجالِ
أَقلِل عِتابَ مَنِ اِستَرَبتَ بِودِّهِ
أَقلِل عِتابَ مَنِ اِستَرَبتَ بِودِّهِ / لَيسَت تُنالُ مَودَّةٌ بِقِتالِ
وَلِمَن أَضاعَ لَقَد عَهِدتُكَ حافِظاً / لِوَصيَّةِ العَبّاسِ بِالأَخوالِ
شاءٌ مِنَ الناسِ راتِعٌ هامِلْ
شاءٌ مِنَ الناسِ راتِعٌ هامِلْ / يُعَلِّلونَ النُفوسَ بالباطِلْ
تُقتَلُ ذُرِّيَّةُ النَبيِّ وَيَر / جونَ جِنانَ الخُلودِ لِلقاتِلْ
وَيلَكَ يا قاتِلَ الحُسَينِ لَقَد / بُؤتَ بِحِملٍ يَنوءُ بالحامِلْ
أَيُّ حِباءٍ حَبَوتَ أَحمَدَ في / حُفرَتِهِ مِن حَرارَةِ الثاكِلْ
بِأَيِّ وَجهٍ تَلقى النَبيّ وَقَد / دَخَلتَ في قَتلِهِ مَعَ الداخِلْ
هَلُمَّ فاطلُب غَداً شَفاعَتَهُ / أَولا فَرِد حَوضَهُ مَعَ الناهِلْ
ما الشَكُّ عِندي في حالِ قاتِلِهِ / لَكِنَّني قَد أَشُكُّ في الخاذِلْ
نَفسي فِداءُ الحُسَينِ يَومَ غَدا / إِلى المَنايا غُدوَّ لا قافِلْ
ذَلِكَ يَومٌ أَنحى بِشَفرَتِهِ / عَلى سَنامِ الإِسلامِ وَالكاهِلْ
حَتّى مَتى أَنتِ تَعجَبينَ أَلا / تَنزِلُ بالقَومِ نِقمَةُ العاجِلْ
لا يَعجَلُ اللَهُ إِن عَجِلتَ وَما / رَبُّكَ عَمّا يُريدُ بالغافِلْ
وَعاذِلي أَنَّني أُحِبُّ بَني / أَحمَدَ فالتُّربُ في فَمِ العاذِلْ
قَد دِنتُ ما ديكنُكُم عَلَيهِ فَما / وَصَلتُ مِن دينِكُم إِلى طائِلْ
دينُكُمُ جَفوَةُ النَبيِّ وَما الـ / ـجافي لآلِ النَبيِّ كالواصِلْ
مَظلومَةٌ وَالنَبيُّ والدُها / تُديرُ أَرجاءَ مُقلَةٍ حافِلْ
أَلا مَساعير يَغضَبونَ لَها / بِسَلَّةِ البيضِ وَالقَنا الذابِلْ
راحَتي في مَقالَةِ العُذالِ
راحَتي في مَقالَةِ العُذالِ / وَشِفائي في قيلِهِم بَعدَ قالِ
لا يَطيبُ الهَوى وَلا يَحسُنُ الحُبُّ / لِخَلقٍ إِلّا بِخَمسِ خِصالِ
بِسَماعِ الهَوى وَعَذلِ نَصيحٍ / وَعِقابٍ وَهِجرَةٍ وَتَقالِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025