المجموع : 57
إِنَّ لِهارونَ إِمامِ الهُدى
إِنَّ لِهارونَ إِمامِ الهُدى / كَنزَينِ مِن أَجرٍ وَمِن بِرِّ
يَريشُ ما تَبري اللَيالي وَلا / تَريشُ أَيديهِنَّ ما يَبري
كَأَنَّما البَدرُ عَلى رَحلِهِ / تَرميكَ مِنهُ مُقلَتا صَقرِ
لَهفي أَتُطعِمُها قَيساً وَآكُلَها
لَهفي أَتُطعِمُها قَيساً وَآكُلَها / إِنّي إِذاً لَدَنيءُ النَفسِ وَالخَطَرِ
ما كانَ جَدّي وَلا كانَ الهُمامُ أَبي / لِيأكُلا سُؤرَ عَبّاسِ وَلا زُفَرِ
شَتّانَ مِن سُؤرِ عَبّاسٍ وَفَضلَتِهِ / وَسؤرِ كَلبٍ مُغَطّى العَينِ بالوَبَرِ
ما زالَ يَلقَمُ وَالطَبّاخُ يَلحَظُهُ / لَقَد حَسُنَت مِن قَبلُ فيكَ المَدائِحُ
لَقَد أُوقِدَت بِالشامِ نيرانُ فِتنَةٍ
لَقَد أُوقِدَت بِالشامِ نيرانُ فِتنَةٍ / فَهَذا أَوانُ الشأمِ تُخمَدُ نارُها
إِذا جاشَ مَوجُ البَحرِ مِن آلِ بَرمَكٍ / عَلَيها خَبَت شُهبانُها وَشَرارُها
رَماها أَميرُ المُؤمِنينَ بِجَعفَرٍ / وَفيهِ تَلاقى صَدعُها وَانجِبارُها
رَماها بِمَيمونِ النَقيبَةِ ماجِدٍ / تَراضى بِهِ قَحطانُها وَنِزارُها
تَدَلَّت عَلَيهِم صَخرَةٌ بَرمَكيَّةٌ / دَموغٌ لِهامِ الناكِثينَ اِنحِدارُها
غَدَوتَ تُزَجّي غابَةً في رُؤوسِها / نُجومُ الثُرَيّا وَالمَنايا ثِمارُها
إِذا خَفَقَت راضياتُها وَتَجَرَّسَت / بِها الريحُ هالَ السامِعينَ اِنبِهارُها
فَقولوا لأَهلِ الشامِ لا يَسلُبَنَّكُم / حِجاكُم طَويلاتُ المُنى وَقِصارُها
فَإِنَّ أَميرَ المؤمِنينَ بِنَفسِهِ / أَتاكُم وَإِلّا نَفسَهُ فَخيارُها
هُوَ المَلِكُ المأمولُ لِلبِرِّ وَالتُقى / وَصَولاتُه لا يُستَطاعُ خِطارُها
وَزيرُ أَميرِ المؤمِنينَ وَسَيفُهُ / وَصَعدَتُهُ وَالحَربُ تَدمى شِفارُها
وَمَن تُطوَ أَسرارُ الخَليفَةِ دونَهُ / فَعِندَكَ مأواها وَأَنتَ قَرارُها
وَفَيتَ فَلَم تَغدِر لِقَومٍ بِذِمَّةٍ / وَلَم تَدنُ مِن حالٍ يَنالُكَ عارُها
طَبيبٌ بِإحياءِ الأُمورِ إِذا التَوَت / مِنَ الدَهرِ أَعناقٌ فَأَنتَ جُبارُها
إِذا ما ابنُ يَحيى جَعفَرٌ قَصَدَت لَهُ / مُلِمّاتُ خَطبٍ لَم تَرعُهُ كِبارُها
لَقَد نَشأت بِالشامِ مِنكَ غَمامَةٌ / يُؤَمَّلُ جَدواها وَيُخشى دَمارُها
فَطوبّى لأَهلِ الشامِ أَم وَيلَ أُمِّها / أَتاها حَياها أَو أَتاها بَوارُها
فَإِن سالَموا كانَت غَمامَةَ نائِلٍ / وَغَيثٍ وَإِلّا فَالدِماءُ قِطارُها
أَبوكَ أَو الأَملاكِ يَحيى بنُ خالِدٍ / أَخو الجودِ وَالنُعمى الكِبارُ صِغارُها
كَأَيّن تَرى في البَرمَكيّينَ مِن نَدىً / وَمِن سابِقاتٍ ما يُشَقُّ غُبارُها
غَدا بِنُجومِ السَعدِ مَن حَلَّ رَحلُهُ / إِلَيكَ وَعَزّت عُصبَةٌ أَنتَ جارُها
عَذيري مِنَ الأَقدارِ هَل عَزَماتُها / مُخَلّفَتي عَن جَعفَرٍ وَاقتِسارُها
فَعَينُ الأَسى مَطروفَةٌ لِفِراقِهِ / وَنَفسي إِلَيهِ ما يَنامُ ادِّكارُها
ما تنَقَضي حَسرَةٌ مِنّي وَلا جَزَعُ
ما تنَقَضي حَسرَةٌ مِنّي وَلا جَزَعُ / إِذا ذَكَرتُ شَباباً لَيسَ يُرتَجَعُ
بانَ الشَبابُ وَفاتَتني بِشرَّتِهِ / صَروفُ دَهرٍ وَأَيّامٌ لَها جُدَعُ
ما كانَ أَحسَنَ أَيذامَ الشَبابِ وَما / أَبقى حَلاوَةَ ذِكراهُ الَّتي تَدَعُ
ما كُنتُ أُوفي شَبابي كُنهَ عِزَّتِهِ / حَتّى اِنقَضى فَإِذا الدُنيا لَهُ تَبَعُ
تَعَجَّبَت أَن رأَت أَسرابَ دَمعَتِهِ / في حَلبَةِ الخَدِّ أَجراها حَشاً وَجِعُ
إِن كُنتِ لضم تَطعَمي ثُكلَ الشَبابِ وَلَم / تَشجي بِغُصَّتِهِ فالعُذرُ لا يَقَعُ
لَو قَد لَبِستِ قِناعَ الشَيبِ كانَ لَنا / عُذرٌ لَدَيكِ وَراحَ اللَومُ وَالوَلَعُ
أَبكي شَباباً سُلِبناه وَكانَ وَلا / تُوفي بِقِيسَتِهِ الدُنيا وَما تَسَعُ
ما كُنتُ أَوَّلَ مَسلوبٍ شَبيبَتَهُ / مَكسوَّ شَيبٍ فَلا يَذهَب بشكَ الجَزَعُ
تِلكَ الأُسى مِن لِداتي في رُؤوسِهِمُ / عَمائِمُ الشَيبِ مُنجابٌ لضها الصَلَعُ
لا تَعذُليني فَإِنّي غَيرُ كاذِبَتي / عَنكِ الكَذوبُ وَلا في وُدِّكُم طَمَعُ
قَد كُنتُ فِيكُنَّ ذا جاهٍ وَذا مِقَةٍ / أَيّامَ غُصنُ شَبابي لَيّنٌ تَرِعُ
إِنّي لَمُعتَرِفٌ ما فيَّ مِن أَرَبٍ / لِلغانياتِ فَما لِلنَّفسِ تَنخَدِعُ
ما واجَهَ الشَيبَ مِن عَينٍ وَإِن وَمِقَت / إِلّا لَها نَبوَةٌ عَنهُ وَمُرتَدَعُ
قَد كِدتَ تَقضي عَلى فَوتِ الشَبابِ أَسىً / لَولا تَعَزيِّكَ أَنَّ العَيشَ مُنقَطِعُ
لا بَل بَقاءُ أَميرِ المُؤمِنينَ لَنا / فيهِ الغِنى وَحَياةُ الدينِ وَالرِفَعُ
إِن أَخلَفَ الغَيثُ لَم تُخلِف مَخايلُهُ / أَو ضاقَ أَمرٌ ذَكَرناهُ فَيتَتَّسِعُ
إِنَّ الخَليفَةَ هارونَ الَّذي امتَلأت / مِنهُ القُلوبُ رَجاءً تَحتَهُ فَزَعُ
مَفروضَةٌ في رِقابِ الناسِ طاعَتُهُ / عاصيهِ مِن رِبقَةِ الإِسلامِ مُنقَطِعُ
أَيُّ امرىءٍ باتَ مِن هارونَ في سَخَطٍ / فَلَيسَ بِالصَلواتِ الخَمسِ يَنتَفِعُ
أُثني عَلى اللَهِ إِحساناً وَأَشكُرُهُ / أَن لَيسَ لي عَن وَليِّ الأَمرِ مُنقَطَعُ
أَصفَيتُ وُدّي لِهارونٍ وَشيعَتِهِ / لَما تَفَرَّقَتِ الأَحزابُ وَالشيَعُ
لَمّا أَخَذتُ بِكَفّي حَبلَ طاعَتِهِ / أَيقَنتُ أَنّي مِنَ الأَحداثِ مُمتَنِعٌ
هُوَ الإِمامُ الَّذي طابَ الجِهادُ بِهِ / وَالحَجُّ لِلنَّاسِ وَالأَعيادُ وَالجُمَعُ
حِصنٌ بَنَتهُ يَمينُ اللَهِ يَسكُنُهُ ال / إِسلامُ صَعبُ المَراقي لَيسَ يُطَّلَعُ
يَقري العَدوَّ المَنايا وَالعُفاةَ نَدىً / مِن كُلِّ ذاكَ النَدى أَحواضُهُ تُرَعٌ
صَبٌّ إِلى اللَهِ زَوّارٌ لِكَعبَتِهِ / في كُلِّ عامٍ وَإِن زّارُها شَسَعوا
لا يَحفِلُ البُعدَ مِن دارٍ وَلا وَطَنٍ / إِذا سَرى بِوفودِ اللَهِ وَاتَّبَعوا
عَزّافَةُ النَفسِ لا يَلوي عَلى دَعَةٍ / وَقَد يَرى خَفضُ مَن يَلهو وَيتَدَّعُ
بَرٌّ بِمَكَّةَ لَم يُجمَع إِلى بَلَدٍ / إِلّا تَخَرَّقَ فيهِ الريُّ وَالشِبَعُ
تُزهى بِهِ عَرَفاتٌ حينَ يَنزِلُها / وَالمَشعَرانِ وَتأسى حينَ يَندَفِعُ
تِلكَ المَنازِلُ إِن غَبَّت زِيارَتُهُ / حَنَّت كَما يَستَحِنُّ الوالِهُ النَزِعُ
يَقظانُ لا يَتَعايا بِالخُطوبِ إِذا / نابَت وَلا يَعتَريهِ الضيقُ وَالزَمَعُ
مُستَحكِمُ الرأيُ مُستَغنٍ بِوَحدَتِهِ / عَنِ الرِجالِ بِرَيبِ الدَهرِ مُضطَلِعُ
لا يَملِكُ البُخلُ مِن هارونَ أَنمُلَةً / وَالجودُ يَملِكُهُ وَالمالُ يُنتَزَعُ
إِذا بَلَغنا جَمالَ الدينِ لَم تَرَنا / لِلحادِثاتِ بِحَمدِ اللَهِ نَختَشِعُ
أَدّى إِلَيكَ مَطايانا وَأَرحُلَنا / تَقاذُفُ السَيرِ إِنَّ الخَيرَ مُتَّبَعٌ
مِن كُلِّ سَمحِ الخُطا أَو كُلِّ يَعمَلَةٍ / خُرطومُها باللُغامِ الجَعدِ مُلتَقَعُ
رَكبٌ مِنَ النَمرِ عاذوا بابنِ عَمَّتِهِم / مِن هاشِمٍ حينَ لَجَّ الأَزلَمُ الجَذَعُ
مَتّوا إِلَيكَ بِقُربى مِنكَ تَعرِضُها / لَهُم بِها في سَنامِ المَجدِ مُطَّلَعُ
قَومٌ هُمُ وَلَدوا العَبّاسَ والِدَكُم / وَأَنتَ بَرٌّ وَعِندَ المَرءِ مُصطَنَعُ
يُعشي العُيونَ إِذا هارونُ واجَهَها / نورٌ تَكادُ لضهُ الأَبصارُ تَلتَمِعُ
مُباشِرٌ لأُمورِ المُلكِ مُبتَذِلٌ / فيها قَريحَةَ رأيٍ ما بِهِ طَبَعُ
تَهديهِ في ظُلُماتِ الرّأيِ تَحزُبُهُ / عَينٌ مِنَ الحَزمِ ما في ماقِها قَمَعُ
إِنَّ المَكارِمَ وَالمَعروفَ أَوديَةٌ / أَحَلَّكَ اللَهُ مِنها حَيثُ تَجتَمِعُ
إِذا رَفَعتَ امرُأً فَاللَهُ يَرفَعُهُ / وَمَن وَضَعتَ مِنَ الأَقوامِ يَتَّضِعُ
نَفسي فِداؤُكَ وَالأَبطالُ مُعلَمَةٌ / يَومَ الوَغى وَالمَنايا بَينَهُم قُرَعُ
كَم ضَربَةٍ لَكَ تَحكي فا قُراسيَةٍ / مِنَ المَصاعِبِ في أَشداقِها شَنَعُ
أَو طَعنَةٍ نَفَذَت حَتّى بَدا وَضَحٌ / مِنَ السِنانِ وَراءَ المَتنِ مُذَّرَعُ
يا رُبَّ قِرنٍ تَخَطَّيتَ الحُتوفَ إِلى / حَوبائِهِ وَعَجاجُ المَوتِ يَرتَفِعُ
كَم شَدَّةٍ لَكَ لَو كانَت عَلى جَبَلٍ / لانهَدَّ مِن وَزنِها أَو كادَ يَنقَلِعُ
لَيلٌ مِنَ النَقعِ لا نَجمٌ وَلا قَمَرٌ / إِلّا جَبينُكَ والمَذروبَةُ الشُرُعُ
أَلقى بَنو الأَصفِرِ الأَذقانَ واِشتَمَلوا / ذُلَّ الخُنوعِ وَكانوا قَطُّ ما خَنَعوا
والَيتَ حَولاً مُغاراً في بِلادِهِمُ / وَلِلمَنايا سَحابٌ لَيسَ يَنقَطِعُ
لضمّا أَناخَ أَميرُ المُؤمِنينَ بِهِم / وَالخَيلُ عابِسَةٌ وَالمَوتُ مُكتَنِعُ
خاضَت إِلَيهِم خَليجَ البَحرِ هَيبَتُهُ / فأَذعَنوا بأَداءِ الخَرجِ واِنتَجَعوا
عاذوا بِسَبعَةِ حيطانٍ فَسَوَّرَها / جُندٌ مِنَ الرُعبِ لَمّا نالَهَم خَضَعوا
حُكمُ الخَليفَةِ هارونٍ يَذَكِّرُنا / أَحكامَ أَحمَدَ بَل أَخلاقُهُ جُمَعُ
مَشابِهٌ مِن نَبيِّ اللَه تَنزعُهُ / إِلى المَحاسِنِ وَالأَشباهُ تُنتَزَعُ
وَمِن إِمامِ الهُدى المَنصورِ يَلحَقُهُ / قَهرُ الأُمورِ وَحَزمٌ حينَ يَقتَرِعُ
وَتُشبِهُ القائِمَ المَهديَّ مَرحَمَةٌ / مِنهُ وَبضحرُ نَوالٍ حينَ يُنتَجَعُ
وَما أَخَلَّ وَصيُّ الأَوصياءِ بِهِ / مُحَمَّدُ بنُ عَليٍّ نورُهُ الصَدِعُ
ذُرِّيَّةٌ بَعضُها مِن بَعضٍ اِصطُنِعَت / فالحَقُّ ما نَطَقوا وَالحَقُّ ما شَرَعوا
يا ابنَ الأَئِمَّةِ مِن بَعدِ النَبيِّ وَيا ب / نَ الأَوصياءِ أَقَرَّ الناس أَم دَفَعوا
إِنَّ الخِلافَةَ كانَت إِرثَ والِدِكُم / مِن دونِ تَيمٍ وَعَفوُ اللَهِ مُتَسِعُ
لَولا عَديٌّ وَتَيمٌ لَم تَكُن وَصَلَت / إِلى أُمَيَّةَ تَمريها وَتَرتَضِعُ
تِسعينَ عاماً إِلى عَشرٍ مُجَرَّمَةٍ / مِنَ السِنينَ وَأَنفُ الحَقِّ يُجتَدَعُ
وَما لآلِ عَليٍّ في إِمارَتِكُم / حَقٌّ وَما لَهُمُ في إِرثِكُم طَمَعُ
يا أَيُّها الناسُ لا تَعزُب عُقولُكُمُ / وَلا تَضيفكُم إِلى أَكنافِها البِدَعُ
العَمُّ أَولى مِن ابنِ العَمِّ فاِستَمِعوا / قَولَ النَصيحِ فَإِنَّ الحَقَّ يُستَمَعُ
وَلَو قِستَ يَوماً حِجلَها بِحِقابِها
وَلَو قِستَ يَوماً حِجلَها بِحِقابِها / لَكانَ سَواءً لا بَلِ الحِجلُ أَوسَعُ
يَكفيكَ مِن قَلعِ السَماءِ مُهَنَّدٌ
يَكفيكَ مِن قَلعِ السَماءِ مُهَنَّدٌ / فَوقَ الذِراعِ وَدونَ بَوعِ البائِعِ
صافي الحَديدَةِ قَد أَضَرَّ بِجِسمِهِ / طولُ الدياسِ وَبضطنُ طَيرٍ جائِعِ
أُمِرَ المَواطِرُ وَالرِياحُ بِحَملِهِ / فَحَمَلنَهُ لِمَضايرٍ وَمَنافِعِ
حَملَ الحَصانِ مِنَ النِساءِ جَنينَها / حَتّى تُتِمَّ لِسابِعٍ أَو تاسِعِ
ذَكَرٌ بِرَونَقِهِ الدِماءُ كَأَنَّما / يَعلو الرِجالَ بِأُرجوانٍ ناقِعِ
يَمضي مِنَ الحَلَقِ المُضاعَفِ نَسجُهُ / وَمِنَ الحُشاشَةِ قَبلَ نَزعِ النازِعِ
وَتَرى مَضارِبَ شَفرَتَيهِ كَأَنَّها / مَلحٌ تَناثَرَ مِن وَراءِ الدارِعِ
وَتَراهُ مُعتمّاً إِذا جَرَّدتَهُ / بِدَمِ الرِجالِ عَلى الأَديمِ الفاقِعِ
وَكأَنَّ وَقعَتَهُ بِجُمجُمَةِ الفَتى / خَدَرُ المُدامَةِ أَو نُعاسُ الهاجِعِ
رَضيتُ بِأَيّامِ المَشيبِ وَإِن مَضى
رَضيتُ بِأَيّامِ المَشيبِ وَإِن مَضى / شَبابي حَميداً وَالكَريمُ أَلوفُ
وَلَستُ أَعافُ المَوتَ إِن جاءَ زائِراً / وَرَبّي لَطيفٌ بالعِبادِ رَؤوفُ
عَذَلَتنا في عِشقِها أُمُّ عَمروٍ
عَذَلَتنا في عِشقِها أُمُّ عَمروٍ / هَل سَمِعتُم بالعاذِلِ المَعشوقِ
يا مَنزِلَ الحَيِّ ذا المَغاني
يا مَنزِلَ الحَيِّ ذا المَغاني / انعَم صَباحاً عَلى بِلاكا
هارونُ يا خَيرَ مَن يُرَجّى / لَم يُطِعِ اللَهَ مَن عَصاكا
في خَيرِ دينٍ وَخَيرِ دُنيا / مَنِ اتَّقى اللَهَ واتَّقاكا
يُجَرِّدُ فينا السَيفَ مِن بَين مارِقٍ
يُجَرِّدُ فينا السَيفَ مِن بَين مارِقٍ / وَعانٍ بِجودٌ كُلُّهُم مُتَحامِلُ
وَقَد عَلِمَ العُدوانُ وَالجَورُ وَالخَنا / بِأَنَّكَ عَيّافٌ لَهُنَّ مُزايلُ
وَلَو عَمِلوا فينا بِأَمرِكَ لَم يَكُن / يَنالُ بَريّاً بالأَذى مُتَناوِلِ
لَنا مِنكَ أَرحامٌ وَنَعتَدُّ طاعَةً / وَبأساً إِذا اِصطَكَّ القَنا وَالقَنابِلُ
وَما يَحفَظُ الأَنسابَ مِثلَكَ حافِظٌ / وَلا يَصِلُ الأَرحامَ مِثلَكَ واصِلُ
جَعَلناكَ فاِمنَعنا مَعاذاً وَمَفزَعا / لَنا حينَ عَضَّتنا الخُطوبُ الجَلائِلُ
وَأَنتَ إِذا عاذَت بِوَجهِكَ عوَّذٌ / تَطامَنَ خَوفٌ واِستَقَرَّت بَلابِلُ
تَرى الخَيلَ يَومَ الرَوغِ يَظمأنَ تَحتَهُ
تَرى الخَيلَ يَومَ الرَوغِ يَظمأنَ تَحتَهُ / وَيَروى القَنا في كَفِّهِ وَالمَناصِلُ
حَلالٌ لِأَطرافِ الأَسِنَّةِ نَحرُهُ / حَرامٌ عَلَيها مِنهُ مَنٌ وَكاهِلُ
مُمَرُّ القوى مُستَحكِمُ الأَمرِ مُطرِقٌ
مُمَرُّ القوى مُستَحكِمُ الأَمرِ مُطرِقٌ / لَهُ الدَهرُ لا وانٍ وَلا مُتَخاذِلُ
إِذا ما رأى وَالرأيُ مُغلِقُ بابِهِ / عَلى القَومِ لَم تُسدَد عَلَيهِ المَداخِلُ
وَمَنازِلٍ لَكَ بالحِمى
وَمَنازِلٍ لَكَ بالحِمى / وَبِها الخَليطُ نُزولُ
أَيّامُهُنَّ قَصيرَةٌ / وَسرورُهُنَّ طَويلُ
وَسُعودُهُنَّ طَوالِعٌ / وَنُحوسُهُنَّ أُفولُ
والمالِكيَّة وَالشَبا / بُ وَقينَةٌ وَشَمولُ
إِذا اِعتاصَ المَديحُ عَلَيكَ فامدَح
إِذا اِعتاصَ المَديحُ عَلَيكَ فامدَح / أَميرَ المُؤمِنينَ تَجِد مَقالا
وَعُذ بِفِنائِهِ واِجنَح إِلَيهِ / تَنَل عُرفا وَلَم تُذلَل سُؤالا
فِناءٌ لا تَزالُ بِهِ رِكابٌ / وَضَعنَ مَدائِحاً وَحَمَلنَ مالا
رَأَيتُ المُصطَفى هارونَ يُعطي
رَأَيتُ المُصطَفى هارونَ يُعطي / عَطاءً لَيسَ يَنتَظِرُ السُؤالا
آلُ الرَسولِ وَمَن يُحِبُّهُمُ
آلُ الرَسولِ وَمَن يُحِبُّهُمُ / يَتَطامَنونَ مَخافَةَ القَتلِ
أَمِنَ النَصارى وَاليَهودُ وَهُم / مِن أُمَّةِ التَوحيدِ في أَزلِ
إِلّا مَصالتَ يَنصُرونَهُمُ / بِظُبا الصَوارِمِ وَالقَنا الذُبلِ
أَرى شَيبَ الرِجالِ مِنَ الغَواني
أَرى شَيبَ الرِجالِ مِنَ الغَواني / بِمَوقِعِ شَيبِهِنَّ مِنَ الرِجالِ
أَقلِل عِتابَ مَنِ اِستَرَبتَ بِودِّهِ
أَقلِل عِتابَ مَنِ اِستَرَبتَ بِودِّهِ / لَيسَت تُنالُ مَودَّةٌ بِقِتالِ
وَلِمَن أَضاعَ لَقَد عَهِدتُكَ حافِظاً / لِوَصيَّةِ العَبّاسِ بِالأَخوالِ
شاءٌ مِنَ الناسِ راتِعٌ هامِلْ
شاءٌ مِنَ الناسِ راتِعٌ هامِلْ / يُعَلِّلونَ النُفوسَ بالباطِلْ
تُقتَلُ ذُرِّيَّةُ النَبيِّ وَيَر / جونَ جِنانَ الخُلودِ لِلقاتِلْ
وَيلَكَ يا قاتِلَ الحُسَينِ لَقَد / بُؤتَ بِحِملٍ يَنوءُ بالحامِلْ
أَيُّ حِباءٍ حَبَوتَ أَحمَدَ في / حُفرَتِهِ مِن حَرارَةِ الثاكِلْ
بِأَيِّ وَجهٍ تَلقى النَبيّ وَقَد / دَخَلتَ في قَتلِهِ مَعَ الداخِلْ
هَلُمَّ فاطلُب غَداً شَفاعَتَهُ / أَولا فَرِد حَوضَهُ مَعَ الناهِلْ
ما الشَكُّ عِندي في حالِ قاتِلِهِ / لَكِنَّني قَد أَشُكُّ في الخاذِلْ
نَفسي فِداءُ الحُسَينِ يَومَ غَدا / إِلى المَنايا غُدوَّ لا قافِلْ
ذَلِكَ يَومٌ أَنحى بِشَفرَتِهِ / عَلى سَنامِ الإِسلامِ وَالكاهِلْ
حَتّى مَتى أَنتِ تَعجَبينَ أَلا / تَنزِلُ بالقَومِ نِقمَةُ العاجِلْ
لا يَعجَلُ اللَهُ إِن عَجِلتَ وَما / رَبُّكَ عَمّا يُريدُ بالغافِلْ
وَعاذِلي أَنَّني أُحِبُّ بَني / أَحمَدَ فالتُّربُ في فَمِ العاذِلْ
قَد دِنتُ ما ديكنُكُم عَلَيهِ فَما / وَصَلتُ مِن دينِكُم إِلى طائِلْ
دينُكُمُ جَفوَةُ النَبيِّ وَما الـ / ـجافي لآلِ النَبيِّ كالواصِلْ
مَظلومَةٌ وَالنَبيُّ والدُها / تُديرُ أَرجاءَ مُقلَةٍ حافِلْ
أَلا مَساعير يَغضَبونَ لَها / بِسَلَّةِ البيضِ وَالقَنا الذابِلْ
راحَتي في مَقالَةِ العُذالِ
راحَتي في مَقالَةِ العُذالِ / وَشِفائي في قيلِهِم بَعدَ قالِ
لا يَطيبُ الهَوى وَلا يَحسُنُ الحُبُّ / لِخَلقٍ إِلّا بِخَمسِ خِصالِ
بِسَماعِ الهَوى وَعَذلِ نَصيحٍ / وَعِقابٍ وَهِجرَةٍ وَتَقالِ