المجموع : 74
إنَّما يخلو أبو العي
إنَّما يخلو أبو العي / ناءِ في صَدْر النهارِ
فإذا طاولته أر / بى على بُغْض الخُمار
أتانا أبو العيناءِ بابن مزوّرِ
أتانا أبو العيناءِ بابن مزوّرِ / سنحكم فيه عادلاً غير جائرِ
نهنئه في أسبوعه وملاكه / فإن مات عزّينا سعيد بن ياسرِ
يا شقيقي ويا خليلي أباءً
يا شقيقي ويا خليلي أباءً / المرجّى لكلِّ خير وميرِ
أنت من أطيب الأنام بخوراً / غير أني شممته عند غيري
وهو جمٌ لديك فابعث بدرج / منه إن لم أكنْ تعديت طوري
يا معشرَ البصراء لا تتطرفوا
يا معشرَ البصراء لا تتطرفوا / جيشي ولا تتعرضوا لنكيري
ردُّوا عليّ الحارثيِّ فإنه / أعمى يدلِّس نفسه في العور
رد إبنة القوم أو فاطلب لها ذكرا
رد إبنة القوم أو فاطلب لها ذكرا / يكفيك من شأنها بعضَ الذي عسرا
فقد تأبوك حتَّى لا أناة بهم / وجمجموا الأمرَ حتى شاعَ واشتهرا
قالت يقدِّم قبل الأمر اصبعه / متى تعاطى بكفيه حراً عقرا
من تكن هذه السماء عليه
من تكن هذه السماء عليه / نعمة فليكن بها مسرورا
فلقد أصبحت علينا عذاباً / ولقينا منها أذى وشرورا
أيُّها الغيثُ كنت بؤساً وفقراً / لي وللناس حنطة وشعيرا
ولابسة ثوباً من الخزِّ أدكناً
ولابسة ثوباً من الخزِّ أدكناً / ومن أخضر الديباج راناً ومِعْجرا
مقلّدة في النحر سُبحة عنبرٍ / على أنها لم تلتمس أنْ تعطرا
لها مقلتا جَزْعٍ يمانِ تحمّلتْ / جفونهما من موضع الكحل عصفرا
مطرّزة الكمين طرزاً تخالها / بتقويمها من حلكة الليل أسطرا
يا ابن سعدٍ أنَّ العقوبةَ لا تل
يا ابن سعدٍ أنَّ العقوبةَ لا تل / زَم إلاّ من ناله الأعذارُ
وابن داود مستخفٌ وقد وا / فَتْه مشحوذةً عليه الشفار
فاهدهِ للتي يكون له من / ها مَفرٌ ما دامَ يُنجي الفِرار
ساقني أحمد بن داود أمراً / ما على مثله لديَّ اصطبار
لي إليه في كلّ يومٍ جديدٍ / رَوحةٌ ما أُغبُّها وابتكار
ووقوفٌ ببابه أُمنَع الأذ / نَ عليه ويَدخل الزُوَّار
خُطة من يُقم عليها من النا / س ففيها ذلٌ له وصغار
لو ينال الغنى لما كان في ذ / لك خطٌ يناله مختار
عزبَ الرأيُ فيَّ عنه وعزَّتْ / هُ أناةٌ طويلةٌ وانتظار
قد أتينا للوعدِ صدرَ النَهارِ
قد أتينا للوعدِ صدرَ النَهارِ / فدُفعنا من دون باب الدار
وسمعنا من غير قصد لأن نس / معَ صوتَ الغناء والأوتار
فأحطنا لكل ما غاب من شأ / نكَ عنَّا خُبْراً بلا استخبار
فإذا أنت قد وصلتَ صَبوحاً / بغبوقٍ ودُلجةً بابتكار
وإذا نحن لا تخاطبنا الغل / مانُ إلاّ بالجحدِ والإنكار
فانصرفنا وطالما قد تلقو / نا بأُنس منهم وباستبشار
ذاك إذ كان مرَّةً لك فينا / وطرٌ فانقضى من الأوطار
حين كُنا المقدَّمين على النا / س وكنَّا الشِّعار دون الدثار
كم تأنيتُ وانتظرتُ فأفني / تُ تأنَّى كلَّه وانتظاري
فعليك السلام كنا من الأه / ل فصرنا كسائر الزُّوّار
أتيتك جذلانَ مستبشراً
أتيتك جذلانَ مستبشراً / لبُشراك لما أتاني الخبرْ
أتاني البشيرُ بأن قد رُزقتَ / غلاماً فأبهجني ما ذكرْ
وأنك والرشدُ فما فعل / ت أسميته باسم خير البشرْ
وطهَرته يوم أسبوعه / ومن قبلُ في الذكر ما قد طَهُرْ
فعمّرك الله حتى ترا / ه قد قارب الخَطْوَ منه الكِبَرْ
وحتى ترى حوله من بنيهِ / وإخوته وبنيهم زُمَرْ
وحتى يروم الأمور الجسامَ / ويُرْجى لنفع ويُخشى لضَرْ
وأوزعك اللهُ شكر العطاء / فإن المزيد لعبد شكرْ
وصلَّى على السَّلفِ الصالحي / ن منكم وبارَك فيمن غبرْ
ألمّتْ بنا يومَ الرحيل اختلاسةً
ألمّتْ بنا يومَ الرحيل اختلاسةً / فأضْرَمَ نيرانَ الهوى النظرُ الخلّسُ
تأَبَّتْ قليلاً وهي تُرعدُ خِيفةً / كما تتأبَّى حين تعتدل الشمس
فخاطبها صمتي بما أنا مُضْمِرٌ / وأنبستُ حتى ليس يُسمع لي حس
وولَّت كما ولَّى الشباب لِطيةٍ / طوتْ دونها كَشْحاًُ على بأسها النفس
فإني قد بلوتكم جميعاً
فإني قد بلوتكم جميعاً / فما منكم على شكري حريصُ
وأرخصتُ الثناء فعفتموهُ / وربَّتَما غلا الشيء الرخيصُ
فعفتُ نوالَهم ورَغِبتُ عنه / وشرًّ الزاد ما عاف الخصيصُ
لك عندي بشارة فاستمعها
لك عندي بشارة فاستمعها / وأجبني عنها أبا الفيّاضِ
كنت في مجلس مليحةُ فيه / وهي سقم الصحاح برء المراضِ
وقديماً عهدتني لست في حقك / والذّبّ عنك ذا أغماضِ
فتغفلتها تغفَّل خصم / وتأمّلتها تأمّل قاضِ
ورمتها العيونُ من كل أُفقِ / وتشاكوا بالوحي والإيماض
من كهولٍ وسادةٍ سمحاءٍ / باللهى باخلين بالأعراضِ
وصفات القيان أوّلها الغد / ر عليه في وصلهن التراضي
فتسوّفت ذاك منها وأعدد / ت نكيري وسورتي وامتعاضي
فحمت جانب المزاح وعمّتهم / جميعاً بالصدّ والأعراضِ
وكفاني وفاؤها لك حتى / أذن الليل جمعهم بإرفضاضِ
رائداتُ الهوى سلبنَ فؤادي
رائداتُ الهوى سلبنَ فؤادي / فتبدّلت قَرْحةً باغتباط
ملكتْ نظرتي فصار فؤادي / غُرض كفّ لشادن قبَّاط
فتنتْه طوعاً إليه ومدَّت / منه كفُّ الهوى لشدّ رباطِ
أهيفٌ أو طَفٌ أغرُّ غريرٌ / مازجٌ لي سقامه باختلاطِ
لا وصولٌ ولا هجُورٌ ولكنْ / ذو انقباض وتارة ذو انبساطِ
ربما قلت وصلُه ليس عنه / مَدْفَعٌ من قِليّ فيحيا نشاطي
فأنا الدهرَ في رجاء ويأسٍ / من حبيبي وفي رضاً أو سخاطِ
فإذا رمْتُه فلمسُ الثّريَّا / دونه أو لقاؤه في الصّراط
وكساني هواه من خِلَعِ / السُقم رياطاً فانحلتني رياطي
لقد قَرَعَ الواشي بأهونِ سعيهِ
لقد قَرَعَ الواشي بأهونِ سعيهِ / صفاةً قديمأً أخطأتها القوارعُ
فأقلقني في ضعفه وهو ساكنٌ / وشرَّدَ عن عيني الكرى وهو هاجع
أكذبتُ أحسنَ ما يظنُّ مؤمَلي
أكذبتُ أحسنَ ما يظنُّ مؤمَلي / وهدمتُ ما شادته لي أسلافي
وعدمتُ عاداني التي عُوّدُتها / قِدماً من الإتلاف والأخلاف
وغضضت من ناري ليخفى ضوءُها / وقريتُ عذراً كاذباً أضيافي
صبحتُ أصحابي بعرض معرضٍ / متحكم فيه ومالِ وافي
إنْ لم أشنَّ على عليٍّ حلّةً / تضحى قذى في أعين الأشراف
عجزَ الراكبُ البصيرُ وأولى
عجزَ الراكبُ البصيرُ وأولى / منه بالعجز راجلٌ مكفوف
مالي أرى أبوابهم مهجورةً
مالي أرى أبوابهم مهجورةً / وكأنَّ بابَك مجمعُ الأسواقِ
أرجَوْك أم خافوك أم شاموا الحيا / بحَرَاكَ فانتجعوا من الآفاقِ
وليلةِ عارضٍ لا نومَ فيها
وليلةِ عارضٍ لا نومَ فيها / أرِقتُ بها إلى الصبح الفَتيقِ
حماني النوم فيها سقفُ بيتٍ / كأنَّ سماءَه عَيْنُ المشوق
تواصَلت السحائبُ وهو بيتٌ / وصدَت وهو قارعةُ الطريقِ
تفيض عيونُ جيرتنا علينا / إذا نظروا إلى الغيم الرقيق
مرفقة أعطيتها فردةً
مرفقة أعطيتها فردةً / رُمتُ لها أختاً فلم يَتَّفقْ
يقولُ مَنْ أبصرها عندنا / موضوعةً ما هي إلا سَرقْ
قالت وقد صدّرتُ بيتي بها / مقالَ موتور مغيظ حنَقْ
واستنكرْت ما هو مُستنكرٌ / من ضيعة القرمز بين الخرقْ
وذكرتْ أختاً لها عندكم / كانت وإياها معاً في نسق
تعساً لمن فرَّق ما بيننا / ولم يكن في الحق أن نفترقْ