القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عِماد الدين الأَصْبَهانيّ الكل
المجموع : 175
وأَنثرُ درَّ الدَّمع من قبلُ أَبيضا
وأَنثرُ درَّ الدَّمع من قبلُ أَبيضا / وقد حالَ مُذْ بِنْتُمُ فأَصبحَ ياقوتا
هنيئاً لمصر حَوز يوسف ملكها
هنيئاً لمصر حَوز يوسف ملكها / بأمرٍ من الرَّحمنِ قد كان مَوْقوتا
وما كان فيها قتلُ يوسف شاوراً / يماثلُ إلاّ قتل داود جالوتا
وقلتُ لقلبي أَبشر اليوم بالمُنى / فقد نلتَ ما أَمّلتَ بلْ حزتَ ماشِيتا
شملُ الهدى والمُلْكِ عمَّ شتاتُهُ
شملُ الهدى والمُلْكِ عمَّ شتاتُهُ / والدَّهرُ ساءَ وأَقلعتْ حسناتُهُ
أَينَ الذي مُذْ لم يزل مخشيّةً / مرجوَّةً رهباتُهُ وهباتُهُ
أَينَ الذي كانتْ له طاعاتُنا / مبذولةً ولربِّهِ طاعاتُهُ
باللهِ أين الناصرُ الملكُ الذي / للهِ خالصةً صَفَتْ نيّاتُهُ
أينَ الذي ما زالَ سلطاناً لنا / يُرْجَى نَداهُ وتُتّقَى سَطَواتُهُ
أينَ الذي شَرُفَ الزَّمانُ بفضله / وسَمَتْ على الفُضلاء تشريفاتُهُ
أَينَ الذي عنتِ الفرنجُ لبأسهِ / ذلاً ومنها أدركتْ ثارتُهُ
أَغلالُ أَعناق العِدا أَسيافُه / أَطواقُ أَجْيادِ الوَرَى منّاتُهُ
لم يُجْدِ تدبيرُ الطّبيب وكمْ وكمْ / أَجدتْ لطبِّ الدَّهر تدبيراتُهُ
مَنْ في الجهاد صفاحُه ما أُغمِدتْ / بالنّصر حتى أُغمدتْ صفحاتُهُ
مَنْ في صدور الكُفر صدرُ قناته / حتى توارتْ بالصياح قناتُهُ
لذَّ المتاعبَ في الجهادِ ولم تكن / مذ عاشَ قطُّ لذاته لذَّاتُهُ
مسعودةٌ غدواتُهُ محمودةٌ / روحاتُهُ ميمونةٌ ضَحَواتُهُ
في نصرةِ الإسلامِ يسهرُ دائماً / ليطولَ في روضِ الجنانِ سنانُهُ
لا تحسبوه ماتَ شخصٌ واحدٌ / فمماتُ كلِّ العالمينَ مماتُهُ
ملكٌ عن الإسلام كان محامياً / أبَداً إذا ما أَسلمتْهُ حُماتُهُ
قد أَظلمتْ مُذْ غابَ عنّا دُورُه / لمّا خلتْ من بَدْرهِ داراتُهُ
دُفِنَ السماحُ فليس تُنْشَرُ بعدَما / أَودَى إلى يوم النُّشور رُفاتهُ
الدينُ بعد أَبي المظفّرِ يوسف / أَقوتْ قُراه وأَقفرتْ ساحاتُهُ
جَبَلٌ تضعضعَ مِنْ تَضَعْضُعِ ركنهِ / أَركاننا وتهدُّنا هداتُهُ
ما كنتُ أَعلم أَن طوداً شامخاً / يهوي ولا تهوي بنا مهواتُهُ
ما كنتُ أَعلمُ أَنَّ بحراً طامياً / فينا يُطَمُّ وتنتهي زخراتُهُ
بحرٌ خلا من وارديهِ ولم تزلْ / محفوفةً بوفودهِ حافاتُهُ
مَنْ لليتامى والأَرامل راحمٌ / متعطِّفٌ مفضوضةٌ صَدَقاتُهُ
لو كان في عصر النبيِّ لأُنزلتْ / في ذكْره من ذكْرهِ آياتُهُ
فعلى صلاح الدِّين يوسفَ دائماً / رضوانُ ربِّ العرش بل صَلَواتُهُ
لضريحهِ سُقيا السّحاب فإنْ يغبْ / تحضَرْ لرحمةِ رَبِّه سَقْيانُهُ
وكعادة البيتِ المقدَّسِ يحزنُ ال / بيتُ الحرامُ عليه بلْ عرفاتُهُ
مَنْ للثغور وقد عدَاها حفظُهُ / مَنْ للجهادِ ولم تَعُدْ عاداتُهُ
بكت الصّوارمُ والصّواهلُ إذ خلتْ / مِن سَلِّها وركوبها غزواتُهُ
وبسيفه صَدَأٌ لحزن مصابهِ / إذ ليس يشفى بعده صدياتُهُ
يا وحشتا للبيض في أَغمادِها / لا تنتضيها للوغى عَزَماتُهُ
يا وحشةَ الإسلام يوم تمكّنتْ / في كلِّ قلب مؤمنٍ روعاتُهُ
يا حسرتا من بأسِ راحتهِ الذي / يقضى الزَّمان وما انقضت حسراتُهُ
ملأتْ مهابتهُ البلادَ فإنّه / أَسدٌ وإنَّ بلادَهُ غاباتُهُ
ما كانَ أَسرعَ عصرَهُ لما انقضى / فكأَنّما سنواتُهُ ساعاتُهُ
لم أنسَ يوم السّبت وهو لما بهِ / يُبدي السُّباتَ وقد بَدَتْ غشياتُهُ
والبشْرُ منه تبلّجتْ أَنوارُهُ / والوجهُ منه تلأْلأَتْ سبحاتُه
ويقولُ للّهِ المهيمنِ حكمة / في مرْضة حصلت بها مرضاتُهُ
وقفَ الملوكُ على انتظار ركوبهِ / لهم ففيمَ تأخرتْ ركباتُهُ
كانوا وقوفاً أَمس تحتَ ركابهِ / واليومَ هم حولَ السّريرِ مشاتُهُ
وممالكَ الآفاقِ ساعيةٌ له / فمتى تجيءُ يفتحهنَّ سعاتهُ
هذي مناشيرُ الممالكِ تقتضي / توقيعَهُ فيها فأَينَ دواتُهُ
قد كان وعدكَ في الرَّبيع بجمعها / هذا الرَّبيع وقد دنا ميقاتُهُ
والجندُ في الديوانِ جدَّدَ عرضَهُ / وإذا أَمرت تَجدَّدَتْ نَفقَاتُهُ
والقدسُ طامحةٌ إليكَ عيونُه / عَجِّلْ فقد طمحتْ إليه عداتُهُ
والغربُ منتظرُ طلوعَكَ نحوَهُ / حتى تفيءَ إلى هُداكَ بغاتهُ
والشّرقُ يرجو غربَ عزمكَ ماضياً / في ملكهِ حتى تطيعَ عصاتهُ
مغرىً بإسداء الجميل كأَنّما / فرضتْ عليه كالصّلاةِ صلاتُهُ
هل للملوك مضاؤه في موقف / شدَّتْ على أَعدائهِ شدّاتُهُ
وإذا الملوكُ سعوا وقصّرَ سعيُهم / رجحتْ وقد نجحتْ بهِ مسعاتُهُ
كم جاءَه التّوفيقُ في وقعاته / من كان بالتّوفيقِ توقيعاتُهُ
يا راعياً للدِّين حين تمكّنتْ / منه الذِّئابُ وأَسلمتهُ رعاتُهُ
ما كان ضرَّكَ لو أَقمتَ مراعياً / ديناً تولّى مذ رحلتَ وُلاتُهُ
أَضجِرتَ منا أَم أَنفتَ فلم تكنْ / ممّن تصابُ لشدّةٍ ضجراتُهُ
أَرضيتَ تحتَ الأَرضِ يا مَنْ لم يزلْ / فوقَ السّماءِ عَليّةً درجاتُهُ
فارقتَ مُلْكاً غيرَ باقٍ متعِباً / ووصلتَ مُلْكاً باقيَاً راحاتُهُ
أَعززْ على عيني برؤية بهجة ال / دُّنيا ووجهُكَ لا ترى بهجاتُهُ
أَبني صلاح الدِّين إنَّ أَباكم / ما زالَ يأْبى ما الكرام أُباتُهُ
لا تقتدوا إلاَّ بسُنّةِ فضلهِ / لتطيبَ في مَهْدِ النّعيمِ سناتُهُ
وردوا مواردَ عدلهِ وسماحه / لتردَّ عن نهجِ الشّماتِ شماتُهُ
ولئن هوى جبلٌ لقد بُنيتْ لنا / ببنيه من هضباته ذرواتُهُ
وبفضل أَفضلهِ وعزِّ عزيزهِ / وظهورِ ظاهرهِ لنا سرواتُهُ
الأَفضل الملك الذي ظهرتْ على ال / دنيا بزهر جلاله جلواتُهُ
والدِّينُ بالملكِ العزيزِ عمادهُ / عثمان حالية لنا حالاتُهُ
والملْكُ غازي الظاهرُ العالي الذي / صَحّتْ لإظهارِ العُلى مغزاتُهُ
ولنا بسيفِ الدِّين أَظهرَ نصره / بالعادلِ الملكِ المُطَهَّر ذاتُهُ
تضعضعَ في هذا المصابِ المباغتِ
تضعضعَ في هذا المصابِ المباغتِ / منَ الدِّينِ لولا نورهُ كلُّ ثابتِ
فأَيامُ نورِ الدِّينِ دامتْ منيرةً / لنا خَلَفاً من كلِّ مُودٍ وفائتِ
فما بالنا نُبدي التّصامُمَ غفلةً / وداعي المنايا ناطقٌ غيرُ صامتِ
نُؤمِّلُ في دار الفناء بقاءَنا / ونرجو من الدنيا صداقةَ ماقتِ
وما الناسُ إلاّ كالغصون يدُ الردى / تُقرِّبُ منها كلَّ عودٍ لناحتِ
لقد أَبلغتْ رُسْلُ المنايا وأَسمعتْ / ولكنّها لم تحظَ منا بناصتِ
فلهفي على تلكَ الشّمائلِ إنّها / لقد كرُمتْ في الحسنِ عن نعتِ ناعتِ
يا مُهدياً بكتابهِ وعتابهِ
يا مُهدياً بكتابهِ وعتابهِ / كلَماً شَفَتْ وكلومَ لَوْمٍ شَفّتِ
حمّلْتَني أَثقالَ عبءٍ خفْتُها / لكن على قلبي لودِّكَ خَفّت
وأَراكَ لا يُؤويكَ إلاّ غرفةٌ / تشتاقُها أَطيبْ بها من غرفة
وقنعتَ من طَيْف الخيالِ بزورةٍ / ورضيتَ من برقِ الوصال بخطفةِ
فاكففْ كُفيتَ الذَّمَّ كفَّ ملامتي / فالعذرُ مُتَضحٌ إذا ما كُفّتِ
في غرفةٍ أَنهارُها من تحتها / تجري فَفُزْ منها هُديتَ بغَرْفَة
هي جَنّةٌ لأُولي المكارمِ هُيِّئتْ / وكما تراها بالمكارم حُفّتِ
لكنْ تُزَف إلى الكرام لحسنها / ولأَنتَ أَولى مَنْ إليه زُفّت
بالغْتَ في عتبي أَفهل من أوْبَةٍ / وعدَلْتَ عن وُدّي فهل من عطفةِ
أنا مَنْ صَفَتْ لصديقهِ نيّاتُه / فحكى الذي أَبدته عما أَخْفَتِ
وعفَتْ رسومُ مطامعي إذ عِفْتُها / فمطالبي عزَّت ونفسي عفّت
فاقبلْ معاذيري وعُدْ نحوَ الرِّضا / والحمدِ واشْفِ مودَّةً قد أَشْفَتِ
إنْ لم تَجُدْ بالوصلِ متُّ بحسرتي
إنْ لم تَجُدْ بالوصلِ متُّ بحسرتي / إنَّ الفراقَ منيّتي يا مُنْيَتي
لكَ ناظرٌ ذو صِحّةٍ في عِلّةٍ / ما صَحّني إلاَّ لديهِ وعلتي
كم منّةٍ لكَ في الوصالِ قوية / وأَراكَ في البُحْران تضعفُ منَّتي
أَيا شرفَ الدِّين إنَّ الشَّتا
أَيا شرفَ الدِّين إنَّ الشَّتا / بكافاتهِ كفَّ آفاتهِ
وكفكَ من كرمٍ كافُها / لقد كفلت لي بكافاتهِ
وإنّكَ من عرفه شكرنا / غدا عاجزاً عن مكافاتهِ
مولايَ ضجرتُ من لزومِ البيت
مولايَ ضجرتُ من لزومِ البيت / كالميتِ وما أَوحشَ بيت المَيْتِ
لا تلفتُ من حظي ليتاً ليتي / هل يملأ قنديلي يوماً زيتي
أَرى الحزنَ لا يُجدي على مَنْ فقدتُهُ
أَرى الحزنَ لا يُجدي على مَنْ فقدتُهُ / ولو كان في حزني مزيدٌ لزدتُهُ
تغيّرت الأحوالُ بعدَكَ كلها / فلستُ أَرى الدُّنيا على ما عهدتُهُ
عقدتُ بكَ الإيمانَ بالنُّجحِ واثقاً / فحلّت يد الأقدارِ ما قد عقدتُهُ
وكان اعتقادي أَنّكَ الدَّهر مسعدي / فخانتني الأَيامُ فيما اعتقدتُهُ
أردتُ لكَ العمرَ الطويلَ فلم يكنْ / سوى ما أَرادَ اللهُ لا ما أَردتُهُ
فيا وحشةً من مؤنسٍ قد عدمتهُ / ويا وَحْدَةً من صاحبٍ قد فقدتُهُ
وداعٍ دعاني باسمهِ ذاكراً له / فأَطربني ذكرُ اسمهِ فاستعدتُهُ
فقدتُ أَحبَّ الناسِ عندي وخيرهم / فمَنْ لائمي فيه إذا ما نَشَدْتُهُ
الوردُ على خدِّكَ مَنْ أَنبته
الوردُ على خدِّكَ مَنْ أَنبته / والمسكُ على وردكَ مَنْ فتته
والقلبُ على نأيك من ثبته / أَجمع شملاً هواك قد شتته
في فؤادي نارُ وَجْنَته
في فؤادي نارُ وَجْنَته / وبجسمي سُقْمُ مقلتهِ
صارَ قلبي فيه محترقاً / آهِ من قلبي وحرقتهِ
أَشتاقكم شوقَ الظِّماءِ إلى الحبا
أَشتاقكم شوقَ الظِّماءِ إلى الحبا / وأُحبكم حُبَّ النُّفوس حياتَها
عن غيركم نفسي تُلازم صومَها / وبذكركم أَبداً تُديمُ صلاتَها
ما فاتها حظّ الأسَى لفراقكم / إن فاتها من وصلكم ما فاتها
للّه مُهجتي التي أَوقاتُها / بالقربِ منكم لم تزلْ أَقواتَها
إنْ كانَ صبي قد عدمتُ ثباتَهُ / فصبابتي لكمُ حمدتُ ثباتَها
يا ليتَ أَيامي التي قضيّتها / في قربكم قد عاودتْ أَوقاتَها
وغدتْ عقودُ مسرَّتي مجموعة / لا تستطيعُ يدُ الفراقِ شتاتَها
اللّهُ يعلمُ أن عيني بعدكم / من شوقكم لم تستلذَّ سُباتَها
أَنتم بمصر ذوو غنىً من طيبها / أَدُّوا بذكركم الفقيرَ زكاتَها
إذا شئتما عن غير قلبي تحدثا
إذا شئتما عن غير قلبي تحدثا / فما حلَّ فيه الهمُّ إلاّ ليلبثا
خُذا شاهدي صدقي على صحة الهوى / ضَنىً ساكتاً منّي ووجداً محدثا
مريضكما أَشْفَى على النّاس سقمُهُ / فلا تعجلا في أمرهِ وتَريّثا
رثى لي عَدوِّي من جفاءِ أَحبّتي / وناهيكَ من حالٍ عدوِّي لها رَثَى
عهودكمُ بعدَ النّوى ما تشعّثتْ / وحاشا لذاكَ العهد أَنْ يتشعّثا
وأَملكُ بالملْكِ المظفّر ظافراً / من الجدِّ والجدوى قديماً ومُحدثا
مخوفُ السُّطا صعبُ إلا بأحسن الثّنا / مرجى النّدى سهلُ الرِّضا طيبُ النّثا
صَفا آخرُ العُمرين من عمرِ الذي / به العمران اليومَ بالعدلِ ثُلِّثا
همُ أَحدثوا قمعَ الضّلالةِ بالهُدى / فمذ ملكوا لم تلقَ في الدِّين محدثا
غثائي وغثي أنتَ حامل نقصهِ / بفضلَك إنَّ البحرَ يحتملُ الغثا
وقد سَهُلَتْ والثّاءُ أَوعرُ مرتقىً / فلا فرقَ عندي بين تَاءٍ وبين ثا
بُشرى الممالكِ فتحُ قلعةِ منبجٍ
بُشرى الممالكِ فتحُ قلعةِ منبجٍ / فلْيَهْنِ هذا النصرَ كلُّ متوَّجِ
أُعطيتَ هذا الفتح مفتاحاً به / في الملك يَفتحُ كلَّ بابٍ مُرتج
وافى يبشِّرُ بالفتوح وراءَهُ / فانهضْ إليها بالجيوشِ وعرِّجِ
أبشرْ فبيت القدس يتلو منبجاً / ولَمنبجٌ لسواهُ كالأنموذجِ
ما أَعجزتكَ الشُّهب في أبراجها / طلباً فكيفَ خوارجٌ في أَبرُجِ
ولَقَدرُ مَنْ يعصيكَ أَحقرُ أَن يرى / أَثرَ العبوس بوجهكَ المتبلِّجِ
لكنْ تُهذِّبُ مَنْ عصاكَ سياسةً / في ضمنها تقويمُ كلِّ مُعوَّجِ
فانهدْ إلى البيتِ المقدَّسِ غازياً / وعلى طرابلسٍ ونابلسٍ عُجِ
قد سرتَ في الإسلام أَحسنَ سيرة / مأْثورةٍ وسلكتَ أَوضحَ منهجِ
وجميع ما استقريتَ مِن سُنَن الهُدى / جَدَّدْتَ منه كلَّ رسمٍ مُبهجِ
نزولُك في منبجِ
نزولُك في منبجِ / على الظّفَر المُبهجِ
ونُجحُكَ في المرتَجى / وفتحُكَ للمرتَجِ
دليلٌ على كلِّ ما / تحاولُ أو تَرْتَجي
أُمورك فيما ترو / مُ واضحةُ المنهج
وشانيك دامي الشؤو / نِ منكَ شقيٌّ شجي
ومَنْ كان في حصنهِ / ومن قَبْلُ لم يَخْرُجِ
يُقالُ له ليس ذا / بعُشَّكَ قمْ فادرُجِ
فرأْيُك يتنزلُ الن / جوم من الأَبرج
فعجِّلْ عبورَ الفرا / تِ وأَسْرِ وسِرْ وأدلجِ
وَعُجْ نحوَ تلكَ البلا / دِ وعن غيرِها عَرِّجِ
فحرّانُ والرَّقَتا / ن تاليتا منبجِ
وجَلَّ عن المسلمي / نَ ليلَهم المدَّجي
فديتُ سرّاجاً إذا لم يَرُج
فديتُ سرّاجاً إذا لم يَرُج / للعشق عندي حَسَنٌ راجَ هو
يقولُ لي اركبني ولا تُفْشه / يريدُ إلجامي وإسراجَهُ
يا ساكني مصر لا والله ما لكمُ
يا ساكني مصر لا والله ما لكمُ / شوقي الذي لذعتْ قلبي لواعجُهُ
أَصبحتُ أَطلبُ طُرقَ الصّبرِ أَسلكُها / هيهاتَ قد خفيتْ عنّي مناهجُهُ
إنّي لمن كرب يومِ البين في شُغُلٍ / لعلَّ ربِّي بيومِ الوصلِ فارجُهُ
في القلب نارُ هموم زادَ مضرمُها / والعينُ بحرُ دموعٍ فاضَ مائجُهُ
ما قلتُ إنَّ فؤادي مرَّ ساكنهُ / إلاَّ وبالذِّكر منكم ثارَ هائجُهُ
متى تُرى يتسنّى لي لقاؤكمُ / وتزَدهيني كما أهوى مباهجُهُ
القلبُ عندكم قد ظلَّ مُقتضياً / دينَ الوصالِ أَما تُقتضَى حوائجُهُ
الآس على وردك من سيّجه / والقلب على وجهك من هيجه
أفدي بأبي حسنك ما أبهجه / من أعجبه الوصل فما أزعجه
لو أنَّ عذري يا لاح لاحْ
لو أنَّ عذري يا لاح لاحْ / مَا كنتُ عن سكريَ يا صاحِ صاحْ
وما شفائي وسقامي سوى / لواحظ الغيدِ المراض الصحاحْ
يومٌ أَهبَّ صَبَا الهباتِ صباحُهُ
يومٌ أَهبَّ صَبَا الهباتِ صباحُهُ / وروى حديثَ النّصرِ عنكَ رواحُهُ
فالسّعْدُ مُشرفَةٌ لنا آفاقُهُ / والنّصرُ باديةٌ لنا أوضاحُهُ
أَوفى على عُود الثّناء خطيبُهُ / وشَدا على غُصن المُنى صَدّاحُهُ
فالشّامُ مُبْتَلُّ الثّرى ميمونُهُ / والعامُ مُنْهَلُّ الحيا سَحّاحُهُ
والمحلُ زالَ كبارقٍ مُتهلّلٍ / لمَّ الشُّعوبَ بوَمْضه لمّاحُهُ
فالحمدُ للَّه الذي إفضالُهُ / حُلْوُ الجنَى عالي السّنا وضّاحهُ
عادَ العدوُّ بظُلْمَةٍ من ظُلمهِ / في ليلِ ويل قد خَبا مِصْباحُهُ
ركَدَتْ قبولُ قبولهِ من بَعْد أنْ / هَبّتْ غُروراً بالرياءِ رياحُهُ
أوفى يريدُ له بجرِّ جُنوده / ربحاً فجرّتْ خَسْرَةً أرباحُهُ
وجنى عليه جهلُهُ بوقوعهِ / في قبضةِ البازي فهيضَ جناحُهُ
حملَ السّلاحَ إلى القتال وما درى / أنَّ الذي يَجْني عليه سِلاحُهُ
أضحى يريدُ مواصليه صدودَه / وغدا يُجيدُ رثاءَهُ مُدّاحُهُ
ولي بكسر لا يُرَجّى جَبْرُهُ / وبقَرْح قَلْبٍ لا تُبِلُّ جراحُهُ
ونجا إلى حلبٍ ومن حَلَبٍ الرَّدى / دَر وفيه نجاتُهُ وفَلاحُهُ
إن أَفْسَدَ الدِّينَ العصاةُ بحِنْثِهمْ / فالنّاصرُ المَلكُ الصلاحُ صَلاحُهُ
فَرِحَ العدوُّ بجمعهِ ولقيتَهُ / فتحوّلَتْ أحزانُهُ أَفراحُهُ
صَحّتْ على ضربِ الكُماةِ كُسورهُ / وتكسّرَتْ عند الطِّعانِ صِحاحُهُ
وافى بسَرْحٍ للنَّقادِ فكانَ في / لُقيا الأُسودِ الضّارياتِ سَراحهُ
مَجْرٌ كبحرٍ دارِعو فرسانه / حيتانُهُ وزعيمُهُم تِمساحُهُ
شَحْناؤهُ شَحَنَتْ جواريَ فُلْكهِ / جَوْراً ومالَ بهُلكهِ مَلاَّحُهُ
عَدِموا الفلاحَ من الرِّجالِ فجاءَهم / من كلِّ صوبٍ مُكْرَهاً فلاّحُهُ
فهمُ لحرثٍ لا لحربٍ حزْبُهمْ / أَيثيرُ قُرْحاً من يثارُ قَراحهُ
قد فاظَ لمّا فاضَ جيشُكَ جأْشُهُ / غيظاً وغاضَ لبحركمْ ضَحْضاحهُ
كم سابقٍ برَداهُ يُردَى سابحٍ / من بَحْرِ هُلْكٍ ما نجا سَبّاحُهُ
كم عَيْنِ عَيْنٍ غَوَّرَتْ غوّارُهُ / وقليبِ قَلْبٍ عَوَّرَتْ متّاحُهُ
إنء آذنتْ بالنتنِ ريحُ قتيلهم / فالنّصر نفّاحُ الشَّذا فَوّاحُهُ
كم مارقٍ من مأزقٍ دَمُهُ على / مَسْحِ الحسامِ مُراقُهُ مسّاحُهُ
يُصبيكَ نَهْدٌ إن سباهُ ناهِدٌ / ولديكَ جدٌّ إن أَباهُ مزاحُهُ
ولكَ الكعوبُ مُقَوَّماتٌ للرَّدى / وله الغَداةَ كَعابُهُ ورَداحُهُ
راحُ النجيعِ بها صحافُ صِفاحكُمْ / مَلأْى وتملأُ كلَّ كاسٍ راحُهُ
وتجولُ في صَهَواتِها فرسانُكُمْ / وتدورُ في خَلَواتهِ أَقداحُهُ
ويروقُهُ الخمرُ الحرامُ وعندكمْ / مما يُراقُ من الدِّماءِ مُباحُهُ
ضَرْبُ الطُّلَى بالمشرفيِّ طِلابُكُمْ / وبراح مَنْ شربَ الطِّلا طُلاّحُهُ
محمرُّ خدِّ صقيلةٍ تُفّاحُكمْ / وأَسيلُ خدِّ عقيلةٍ تُفّاحُهُ
للهِ جيشٌ بالمروجِ عرضتَهُ / أُسدُ العرين رجالُهُ ورماحُهُ
ومن الحديدِ سوابغاً أَبدانُهُ / ومن المضاءِ عزائماً أَرواحُهُ
وله فوارسُ بالنُّفوسِ سَمَاحُها / أَتُعادُ بالعِرْضِ المصونِ شحاحُهُ
روضٌ من الصُّفْرِ البنودُ وحُمرِها / والبيضِ يُزهي وردُهُ وأَقاحُهُ
من كلِّ ماضي الحدِّ طَلَّقَ غمْدَهُ / فَتْكاً لأَغمادِ الرِّقابِ نِكاحُهُ
قد كان عزمُكَ للإلهِ مُصَمِّماً / فيهمْ فلاحَ كما رأَيتَ فَلاحُهُ
وكأَنّني بالساحلِ الأَقصى وقد / ساحَتْ ببحرِ دم الفرنجةِ ساحُهُ
فاعبُر إلى القومِ الفراتَ ليشربوا ال / موتَ الأُجاجَ فقد طَما طَفّاحُهُ
لتفُكَّ من أيديهمُ رَهْنَ الرُّها / عجلاً ويدركَ لَيْلَها إصباحُهُ
وابغوا لحرّانَ الخلاصَ فكم بها / حرّانُ قلبٍ نحوكم مُلتاحُهُ
نَجُّوا البلادَ من البلاءِ بعدلكم / فالظلمُ بادٍ في الجميعِ صُراحُهُ
واسْتَفْتحوا ما كان من مُستَغْلقٍ / فيها فربُّكُم لكمْ فَتّاحُهُ
قُولوا لأَهلِ الدينِ قَرُّوا أَعيناً / فلقد أَقامَ عَمُودَهُ سَفّاحُهُ
بشرايَ فالإسلامُ من سلطانهِ / جَذِلُ الفؤادِ بنصره مُرتاحُهُ
مَلكٌ ليُمنِ المعتفينَ يمينُهُ / ولراحةِ الراجينَ تُبْسَطُ راحُهُ
لما اجتداهُ من الرَّجاءِ رجالُهُ / أَوْفَى على قَطْرِ السّماءِ سَماحُهُ
فاقصدْ بِبَرْجِ الفقرِ رَحْبَ جَنابهِ / فبِراحِهِ يومَ النّوالِ بَراحُهُ
مَلكٌ تَملّكَ جَدُّهُ من جِدِّهِ / فالمجدُ مَجْدٌ والمَراحُ مِراحُهُ
ملكٌ يُحبُّ الصفحَ عن أعدائه / فلذاكَ تَصفَحُ عن عِداهُ صِفاحهُ
لكَ بيتُ مجدٍ ليس يُدْرَكُ حَدُّهُ / يعيا بذرعِ عُروُضهِ مَسّاحُهُ
المُلْكُ غابٌ أَنتمُ أَشبالُهُ / والدينُ رُوحٌ أَنتمُ أَشباحُهُ
ما شَرْحُ صَدْرِ الشّرْعِ إلا منكمُ / ولذاكَ منكُمْ للهدى إيضاحُهُ
فخراً بني أَيوبَ إنَّ محلَّكُمْ / ضاقتْ على كلِّ الملوكِ فِساحُهُ
لولا اتساعُ جنابكم لعَدَدْتهُ / خصْراً وفودُ المعتفينَ وِشاحُهُ
أَنتمْ ملوكُ زماننا وسَراتُهُ / وكِرامهُ وعظامُهُ وفصاحُهُ
عظماؤهُ كبراؤهُ فضلاؤهُ / ورِزانُهُ ورِصانهُ وصِباحُهُ
أقمارُهُ وشموسُهُ ونجومُهُ / وبحارُهُ وجبالُهُ وبطاحُهُ
أنتم رجالُ الدَّهرِ بل فرسانُه / ولذي الحلومِ الطائشاتِ رِجاحُهُ
فُتّاكُهُ نُسَاكُهُ ضُرّارُهُ / نُفّاعُهُ منّاعُهُ مُنّاحُهُ
وأبو المظفّرِ يوسفٌ مِطْعامُهُ / مِطْعانُهُ مِقْدامُهُ جَحْجاحُهُ
وإذا انتدى في محفلٍ فَحييُّهُ / وإذا غدا في جَحْفلٍ فَوَقاحُهُ
أسْجَحْتَ حينَ ملكتَ عفواً عنهمُ / إنَّ الكريمَ مُؤمّلٌ إسجاحُهُ
سكرانُ باللحظِ صاحِ
سكرانُ باللحظِ صاحِ / نشوانُ من غير راح
بوجنةِ الوردِ يَفت / رُّ عن ثنايا الأقاح
وقامةِ الغصنِ يهت / زُّ في مَراح المِراحِ
وعارضِ المسك مثل ال / مساء فوقَ الصّباحِ
نمَّ العِذارُ عليهِ / فتمَّ فيه افتضاحي
وردُ الحياء جَني / في ذلكَ التُّفاح
والرِّيقُ كالرَّاحِ شُجّتْ / بعذبِ ماءٍ قَراح
من كأْسِ فيه اغتباقي / مُنَعّماً وأصطباحي
وفي الأُمور اختتامي / على اسمهِ وافتتاحي
أَهوى طلوعَ صباحي / على وُجُوهٍ صباحِ
ولثمَ أَحورَ أَحْوَى / وضمَّ رُودٍ رَداح
وريَّ قلبي الصّدي من / عناقِ ظامي الوشاحِ
وفتنتي من عيونٍ / حور مراضٍ صحاحِ
يا صاحِ إنّي نزيفٌ / سُكراً وإنّكَ صاحِ
وبرحُ وجدي مقيمٌ / فما له من بَراحِ
دعني فما أَنتَ يوماً / مُؤاخذٌ بجُناحِ
وما أَطعتُ غرامي / حتى عصيتُ اللّواحي
وَفَى الحبيبُ وتَمّتْ / بوصله أَفراحي
وزادَ قِدْحي ودارتْ / بِمُنْيتي أَقداحي
أُعطي الكؤوسَ ملاءً / على أَكفِّ الملاح
ورضتُ بالصبر دهري / وكانَ صعبَ الجماح
قد استقرَّتْ أُموري / فيه بِحسْبِ اقتراحي
كما استقرَّ صلاحُ ال / دنيا بملْكِ الصَّلاحِ
تنيرُ شمسُ مساعي / هِ من سماءِ الصَّباحِ
وأَمرهُ مستفادُ / من القضاءِ المُتاحِ
ذو المفخَر المتعالي / والنائلِ المُستماحِ
وللحقيقةِ حامِ / وللدنيّةِ ماحِ
غيثُ السّماحةِ طَوْدُ ال / وقارِ ليثُ الكفاحِ
صدرٌ بجدواه صَدْري / مُذْ لم يزلْ في انشراحِ
من قَدْحِ زندِ الأَماني / به وَقُودُ القداحِ
أَمّلْتُهُ لمُلمِّي / فلاحَ وجهُ فلاحي
آمالُنا بلُهاهُ ال / أجسامُ بالأَرواحِ
نَدَى كريم حيي / وبأسُ ذِمْرِ وَقَاحِ
يَفْديكَ أهلُ اجتراءٍ / على ركُوبِ اجتراحِ
بالمال غيرُ كرامٍ / بالعِرْض غيرُ شحاح
رأيتَ صونَ المعالي / في بذل مال مباح
إنْ طال ليلُ مُلَّمٍ / وافيتَ بالإصباح
مُلَّيتَ يوسفُ مِصْراً / جدّاً بغيرِ مزاحِ
مُلكاً بغيرِ انتزاعِ / عزّاً بغير انتزاح
يا من أًَياديه تُبدي / بالحَصْر عِيَّ الفِصاح
عدوه في اتّضاع / ومجدُه في اتّضاحِ
صريح مدحي لعليا / كَ عن ولاءٍ صراحِ
بقيدِ شكري عطايا / كَ مطلقاتُ السّراحِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025