المجموع : 213
أفدي الذي سادَ الحسانَ ملاحةً
أفدي الذي سادَ الحسانَ ملاحةً / حتى تواضعَ كلهم لسيادتهْ
ضاجعتُه والوردُ تحتَ لحافهِ / ولثمتُه والبدرُ فوقَ وسادتهْ
تقولُ سُلَيمى والمشيبُ قناعُها
تقولُ سُلَيمى والمشيبُ قناعُها / أَتصرم منٍّي حبلَ ودٍّ وصلتُه
فإن ينقطع وَرْدي فأنتَ قطفتَهُ / وإن يبلُ ديباجي فأنتَ ابتذلتَهُ
بدرٌ يهزُّ التثني في غلالتهِ
بدرٌ يهزُّ التثني في غلالتهِ / غصناً من البانِ قلب الصب منبتُهُ
قبّلتُ فاهُ فكادّ السبُّ ينطقُهُ / لولا شفيعُ حياءٍ قامَ يُسكتُهُ
يا نحسُ يا كيوانُ فعلُكَ كلُّه
يا نحسُ يا كيوانُ فعلُكَ كلُّه / سمجٌ لديَّ فما لَكَ استملحتَهُ
والجدي بيتُك وهو أيضاً طالعي / أفسدتَه وحرىً لوِ استصْلحتَهُ
وَيْ للجُدَيِّ ذبحتَهُ وسلخْتَهُ / وشويتَهُ وأكلتَهُ وسلحْتهُ
إذا أُحصيتُ أدواتُ الكفاةِ
إذا أُحصيتُ أدواتُ الكفاةِ / فليسَ أَداتي إلاَّ دَواتي
وما ذاكَ إلاّ لأني بها / أُداوي عُفاتي وأَدْوي عُداتي
قلْ لهارونَ قد علاكَ اصفرارٌ
قلْ لهارونَ قد علاكَ اصفرارٌ / شاهدٌ بالبغاءِ ما فيه بَهْتُ
قد رأيناكَ في الكرى فسُررنا / لمْ لأنَّ الحمارَ في النّومِ بَخْتُ
كَبَتْ بيَبْغو دولةٌ
كَبَتْ بيَبْغو دولةٌ / شَكرتُها لمّا كبَتْ
كانتْ لديهِ نبتَتْ / فالآنَ عنهُ قد نبَتْ
أقبلَ من كندرٍ مُسَيخرَةٌ
أقبلَ من كندرٍ مُسَيخرَةٌ / للنحسِ في وجههِ عَلاماتُ
يحضُرُ دورَ الأميرِ وهو فتىً / موضع أمثالِهِ الخراباتُ
فهوَ جحيمٌ ودبرُهُ سعةً / كجنّةٍ عرضُها السماواتُ
ظهرتْ على قممِ البروجِ ثلوجُ
ظهرتْ على قممِ البروجِ ثلوجُ / وهوتْ كما يتطايَرُ المَحْلوجُ
قُم يا غلامُ وسقّنِيها قهوةً / تذرُ الصحيحُ كأنّهُ مَفلوجُ
مع عصبةٍ رُزقوا الحِجى في دينهِم / لكنّهم عندَ الشرابِ عُلوجُ
لم يسأموا شُربَ الطلا حتى بَدا / للفيلِ في سُمِّ الخياطِ ولوجُ
ومعذّرٍ بقلتْ حديقةُ وجهِهِ
ومعذّرٍ بقلتْ حديقةُ وجهِهِ / وغدَتْ بأحسنِ حليةٍ تَتَبرّجُ
لما توسّط وجنتيهِ نَرجسُ / حسداً تطرّفَ عارضيهِ بنفسجُ
إذا علا رَذلٌ ولم يُدْلِ في ال
إذا علا رَذلٌ ولم يُدْلِ في ال / مِجدِ ببرهانٍ ولا حُجّهْ
فاخْدِمْه ما دَرَّ لهُ المالُ أو / نشّتْ على مِقلاتِهِ العجّهْ
واتّخذا الصبرَ على لؤمِهِ / سفينةً إن طمت اللُّجّه
وصانع الدهرَ فكم دولةٍ / صاغَتْ من السلحَةِ أُترُجّهْ
لا يشرُفُ الرذلُ بأن يَكتسي
لا يشرُفُ الرذلُ بأن يَكتسي / من الغِنى تاجاً وديباجا
وهل نَجا الهدهدُ من نَتنِهِ / بلُبْسِهِ الديباجَ والتّاجا
أما إنّها الأيامُ تأسو وتَجرحُ
أما إنّها الأيامُ تأسو وتَجرحُ / وتَملأ بالدرِّ الإناءَ وتَرمحُ
وما الدهرُ إلا محنةٌ إثْرَ محنةٍ / ونحنُ على الحالَيْنِ نَأسى ونَفرحُ
وما الناسُ إلا رفقةٌ ومطيُّهم / إلى الأمدِ المَقْصودِ تُمسي وتُصبحُ
وحكمُ الرَّدى حكمُ العمومِ ولم يزلْ / بِروقيهِ في وجهِ البريّةِ يَنطحُ
ارغبْ بسمعكًَ عن مقالِ اللاحى
ارغبْ بسمعكًَ عن مقالِ اللاحى / واقدحْ زِنادَ الهمِّ بالأقداح
وإذا دَجا ليلُ الهمومِ فسُل عن / دَنِّ المُدامةِ فالقَ الاصباحِ
يا حبّذا الساقي يُديرُ بنَانُهُ / راحاً تُفيدُ براحةِ الأرواحِ
مشمولةً لم ترضَ رأسَ إنائها / إلاّ بلبُسِ عمامةِ التفّاحِ
مثل الشقائقِ غَضّةٌ وكأنّما / نسجَ الحَبابُ لها نقابَ أقاحِ
لم يَشربِ المحزونُ منها قَطرةً / إلاّ تدرّعَ هزّةَ المُرتاحِ
وكأنّها في كأسِها مسفوحةً / من عتقِها تُنْبي عن السّفّاحِ
وكأنّما الأوتارُ عن حَسَناتِها / نَطقت بألسنة لهُنَّ فِصاحِ
أتاني كتابٌ جامعٌ كلَّ طرفةٍ
أتاني كتابٌ جامعٌ كلَّ طرفةٍ / كما جَمعت شتّى سفينةُ نوحِ
لأرضِكَ أستسْقي ومَغناكَ أنتَحي / وودِّك أَستبقي ونحوِك أوحي
ولما غادرَ الحدثانِ شلوي
ولما غادرَ الحدثانِ شلوي / بمُستنِّ الخُطوبِ لقىً طَريحا
وجرّعني الرَّغاوةَ صرف دهرٍ / يُسوِّع غيريَ الصِّرفَ الصّريحا
تركتُ الاتّكالَ على الأماني / وبتّ أضاجِعُ اليأسَ المُريحا
وطنّبتُ الخيامَ بدارِ قَومي / وقلتُ لحادِيَىْ إبلي اسْتَريحا
وذاكَ لأنني من قبلِ هذا / أكلتُ تَمنِّياً فخّرِيتُ رِيحا
فتىً ما بهِ سُقمٌ وتعلوه صُفرةٌ
فتىً ما بهِ سُقمٌ وتعلوه صُفرةٌ / فشأنَكَ في الفَحْوى ودَعْني منَ الشرحِ
قد قلتُ لمّا فاقَ خطُّ عذارِه
قد قلتُ لمّا فاقَ خطُّ عذارِه / في الحُسنِ خَطَّ يمينهِ المُستَملَحا
منَ يكتبِ الخطَّ المليحَ لغيرِهِ / فلنفسه لا شكَّ يكتُب أَملَحا
أَقْوتْ معاهدُهُمْ وشطَّ الوادي
أَقْوتْ معاهدُهُمْ وشطَّ الوادي / فبقيتُ مقتولاً وشَطَّ الوادي
وسكرتُ من خمرِ الفراقِ ورقّصَتْ / عَيني الدموعَ على غناءِ الحادِي
فَصبابتي جدُّ وصَوبُ مَدامعي / جُودٌ وصُفرةُ لونِ وجهيَ جادي
أسعى لأسعدَ بالوصالِ وحقَّ لي / إنَّ السعادةَ في وصالِ سُعادِ
قالت وقد فتّشتُ عنها كلَّ من / لاقيتُهُ من حاضرٍ أو بادِ
أنا في فؤادكَ فارْمِ لحظّكَ نَحْوه / تَرَني فقلتُ لها فأينّ فُؤادي
لم أدرِ من أيِّ الثلاثةِ أشْتكي / ولقد عددتُ فأصغِ للأعدادِ
ومن لحظها السيّافِ أَم من قدها / الرمَاحِ أم من صُدغها الزَّرّادِ
ولكَمْ تمنِّيتُ الفراقَ مُغالطاً / واحتلتُ في استثمارِ غَرسِ ودادي
وطمعتُ منها في الوصالِ لأنّها / تَبني الأمورَ على خلافِ مُرادي
هي مَن علمتُ وليسَ لي من بعدها / إلاّ مُراسلةُ الحَمام الشّادي
يَبكي فأسعدهُ وصدقُ عنايتي / بسُعادَ تَحملُني على الإسعاد
في ليلةٍ من هَجرِها شَتَويّةٍ / مَمْدودةٍ مَخْضوبةٍ بمدادِ
عقمت بميلادِ الصباحِ وإنّها / في الامتداد كليلةُ الميلادِ
ما الرأيُ إلاّ أنْ أثيرَ ركائبي / مزمومةً مشدودةَ الأقتادِ
من كلِّ مشرفةٍ كهيكلِ راهبٍ / تصف النجاء بمرسنٍ مُنقادِ
ضرغمِ عرِّيسٍ وحُوتِ مَخاضةٍ / وعُقابِ مَرقبةِ وحيّةِ وادِ
نقشَتْ بحيثُ تناقلتْ أخفافَها / صورُ الأهلّة من نعالِ جيادِ
أَرمي بها البيداء تَفْرقُ جنّها / فيها وتَرميني إلى الآمادِ
حتى تُنيخَ بروضَة مَرْهومة / كمُرادها دَمَثاً وخصبَ مُرادِ
فحصَ النسيمُ ترابَها فانشقَّ عن / نهرٍ كتنسيمِ الرحيقِ بَرَادِ
وخّلا الذبابُ بأيكها غَرِداً على / أعوادِها كالمُطربِ العَوّاد
وتَرعرعتْ فيها أُطَيفالُ الكَلا / مُمتْكّةً ضرعَ الغَمامِ الغادي
ونَضا سرابيلَ المذلّة جارها / واجتابَ غرّاً سابغَ الأبرادِ
هيَ حضرةُ الشيخِ العميد ولم تَزلْ / شربَ العطاشِ ومسرحَ الورّاد
غَرَّ الأعادي منهُ رونَقُ بشْرِهِ
غَرَّ الأعادي منهُ رونَقُ بشْرِهِ / وأَفادَهُمْ بَرْداً على الأكبْادِ
هَيهاتَ لا يَخْدعُهم إيماضُهُ / فَالغيظُ تحتَ تبسّمِ الآساد
فالبَهوُ منهُ بالبَهاءِ مُوشّحٌ / والسّرحُ منهُ مُورقُ الأعوادِ
وإذا شياطينُ الضّلال تَمرَّدوا / خَلاّهُمُ قُرَناءَ في الأصفاد
شنَّ النهابَ على قوافلِ ماله / بأنامل كمغيرةِ الأكراد
وحَوى مقاليدَ العُلا بصنائعٍ / عُقدت قلائدُها على الأجياد
عَدّوهُ في الأجنادِ من أَفرادها / ورأَوه في الأفراد كالأجنادِ
مرحاً كما هبَّ النسيمُ مُجاذباً / أهدابَ خوط البانة المَيّاد
وهُو الغَمامُ بعَينهِ فظباه لل / إبراق والإنذارُ للارعادِ
وهو الخضمّ إذا سَطا قَهرَ العدا / بتلاطُم الأمواجِ والأزبْاد
وهو الصّباحُ يعطّ أَرديةَ الدُجى / والشمسُ لا تَخفى بكلِّ بلاد
والسيفُ يُزهقُ نفسَ كلِّ معاندٍ / والفهر يدمغُ رأسَ كلِّ مُعاد
إقدامُ عمرو في سماحةِ حاتمٍ / في حلمِ أحنفَ في دهاءِ زيادِ
فَنَداك مُنتجعي وبابُكَ مقصَدي / وهواكَ راحلتي ومدحُك زادي
ولسوفَ تعلو باعتنائك همّتي / حتى أنُصَّ على السماك وسادي