المجموع : 375
مَنْ صَاحَبَ الْعَجْزَ لَمْ يَظْفَرْ بِمَا طَلَبَا
مَنْ صَاحَبَ الْعَجْزَ لَمْ يَظْفَرْ بِمَا طَلَبَا / فارْكَبْ مِنَ الْعَزْمِ طِرْفاً يَسْبِقُ الشُّهُبَا
لا يُدْرِكُ الْمَجْدَ إِلاَّ مَنْ إِذَا هَتَفَتْ / بِهِ الْحَمِيَّةُ هَزَّ الرُّمْحَ وَانْتَصَبَا
يَسْتَهِلُ الصَّعْبَ إِنْ هاجَتْ حَفِيظَتُهُ / ولا يُشَاوِرُ غَيْرَ السَّيْفِ إِنْ غَضِبَا
يَنْهَلُّ صارِمُهُ حَتْفاً وَمنْطقُهُ / سِحْراً حَلالاً إِذَا ما صَالَ أَوْ خَطَبَا
إِنْ حَلَّ أَرْضاً حَمَى بِالسَّيْفِ جَانِبَهَا / وإِنْ وَعَى نَبْأَةً مِنْ صارِخٍ رَكِبَا
فَذَاكَ إِنْ يَحْيَ تَحْيَ الأَرْضُ في رَغَدٍ / وَإِنْ يَمُتْ يَنْقَلِبْ صِدْقُ الْمُنَى كَذِبَا
فَاحْمِلْ بِنَفْسِكَ تَبْلُغْ ما أَرَدْتَ بِهَا / فَاللَّيْثُ لا يَرْهَبُ الأَخْطَارَ إِنْ وَثَبَا
وَجُدْ بِمَا مَلَكَتْ كَفَّاكَ مِنْ نَشَبٍ / فَالْجُودُ كَالْبَأْسِ يَحْمِي الْعِرْضَ وَالنَّسَبَا
لا يَقْعُدُ الْبَطَلُ الصِّنْدِيدُ عَنْ كَرَمٍ / مَنْ جَادَ بِالنَّفْسِ لَمْ يَبْخَلْ بِمَا كَسَبَا
وَلَيْلَةِ أُنْسٍ قَصَّرَ اللَّهْوُ طُولَها
وَلَيْلَةِ أُنْسٍ قَصَّرَ اللَّهْوُ طُولَها / بِعَذْرَاءَ شَابَتْ وَهْيَ دُونَ حِجَابِ
صَدَعْنَا بِهَا الظَّلْمَاءَ حَتَّى تَبَلَّجَتْ / ضَبَابَتُهَا مِنْ ضَوْئِهَا بِشِهَابِ
مُعَتَّقَةٍ كَانَتْ ذَخِيرَةَ مَعْشَرٍ / لأَبْنَائِهِمْ فِي جَوْفِ أَقْتَمَ كَابِي
أَتَتْ دُونَها الأَيَّامُ حَتَّى تَخَلَّصَتْ / فَلَمْ يَبْقَ مِنها الْيَومَ غَيْرُ لُبَابِ
إِذَا اتَّقَدَتْ في الْكَأْسِ خِلْتَ مُدِيرَها / تَخَضَّبَ مِنْهَا كَفُّهُ بِخِضَابِ
كَأَنَّ سَنَا الْكاساتِ والنَّدُّ سَاطِعٌ / نُجُومٌ تَراءَتْ مِنْ خِلالِ ضَبابِ
فَيَا حُسْنَها مِنْ لَيْلَةٍ غَيْرَ أَنَّها / تَوَلَّتْ ولَمْ نَشْعُرْ لَها بِذَهابِ
وَقَدْ لاحَ بِالظَّلْماءِ فَجْرٌ كَأَنَّهُ / بَياضُ مَشِيبٍ فِي سَوَادِ شَبابِ
قُمْ هَاتِها واللَّيْلُ مَالَ عَمُودُهُ
قُمْ هَاتِها واللَّيْلُ مَالَ عَمُودُهُ / لِلْغَرْبِ وانْتَشَرَتْ جُنُودُ الْمَغْرِبِ
وَبَدَا الْهِلالُ عَلَى الأَصِيلِ كَأَنَّهُ / نُونٌ مُفَضَّضَةٌ بِرَقٍّ مُذْهَبِ
يَا مَنْ رَأَى الشَّادِنَ في سِرْبِهِ
يَا مَنْ رَأَى الشَّادِنَ في سِرْبِهِ / يَتِيهُ بِالْحُسْنِ عَلَى تِرْبِهِ
أَرْسَلَ فَرْعَيْهِ لِكَي يَعْبَثَا / بِأُكْرَتَيْ نَهْدَيْهِ مِنْ عُجْبِهِ
أَحْتَمِلُ الْمَكْرُوهَ مِنْ أَجْلِهِ / وَأَبْذُلُ الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ
قَدْ لامَنِي الْعَاذِلُ فيهِ ولَوْ / رَأَى الْهُدَى أَقْصَرَ عَنْ عَتْبِهِ
وَهَلْ يُطِيقُ الْمَرْءُ سَتْرَ الْهَوَى / مِنْ بَعْدِ ما اسْتَوْلَى عَلَى لُبِّهِ
تَقَلُّبُ الْعَينِ دَلِيلٌ عَلَى / ما أَضْمَرَ الإِنْسَانُ فِي قَلْبِهِ
يا سامَحَ اللهُ عُيُونَ الْمَهَا / فَهُنَّ عَوْنُ الدَّهْرِ فِي حَرْبِهِ
أَمَا كَفَى ما جَرَّ أَحْدَاثُهُ / حَتَّى دَعَا الْغِيدَ إِلى حِزْبِهِ
أَفَتَّانَةَ الْعَينَيْنِ كُفِّي عَنِ الْقَلْبِ
أَفَتَّانَةَ الْعَينَيْنِ كُفِّي عَنِ الْقَلْبِ / وَصُونِي حِمَاهُ فَهُوَ مَنْزِلَةُ الْحُبِّ
ولا تُسْلِمِي عَيْنَيَّ للسُّهْدِ والْبُكَا / فَإِنَّهُمَا مَجْرَى هَواكِ إِلَى قَلْبِي
وَإِنِّي لَراضٍ مِنْ هَواكِ بِنَظْرَةٍ / وَحَسْبِي بِها إِنْ أَنْتِ لم تَبْخَلِي حَسْبي
إِذا كانَ ذَنْبِي أَنَّ قَلْبِي مُعَلَّقٌ / بِحُبِّكِ يا لَيْلَى فَلا تَغْفِرِي ذَنْبِي
قَالَتْ وقَدْ سَمِعَتْ شِعْرِي فَأَعْجَبَها
قَالَتْ وقَدْ سَمِعَتْ شِعْرِي فَأَعْجَبَها / إِنِّي أَخَافُ عَلَى هَذَا الغُلامِ أَبِي
أَرَاهُ يَهْتِفُ بِاسْمِي غَيْرَ مُكْتَرِثٍ / وَلَوْ كَنَى لَمْ يَدَعْ لِلظَّنِّ مِنْ سَبَبِ
فَكَيْفَ أَصْنَعُ إِنْ ذَاعَتْ مَقَالَتُهُ / مَا بَيْنَ قَوْمِي وهُمْ مِنْ سادَةِ الْعَرَبِ
فَنَازَعَتْها فَتَاةٌ مِنْ صَوَاحِبِهَا / قَوْلاً يُؤَلِّفُ بَيْنَ الْمَاءِ واللَّهَبِ
قَالَتْ دَعِيهِ يَصُوغُ الْقَوْلَ في جُمَلٍ / مِنَ الْهَوَى فَهْيَ آياتٌ مِنَ الأَدَبِ
وما عَلَيْكِ وفي الأَسْمَاءِ مُشْتَرَكٌ / إِنْ قالَ في الشِّعْرِ يا لَيْلَى وَلَمْ يَعِبِ
وَحَسْبُهُ مِنْكَ داءٌ لَوْ تَضَمَّنَهُ / قَلْبُ الْحَمامَةِ ما غَنَّتْ عَلَى عَذَبِ
فَاسْتَأْنَسَتْ ثُمَّ قالتْ وَهْيَ بَاسمَةٌ / إِنْ كانَ ما قُلْتِ حَقَّاً فَهْوَ في تَعَبِ
يا حُسْنَهُ مِنْ حَدِيثٍ شَفَّ باطِنُهُ / عَنْ رِقَّةٍ أَلْبَسَتْنِي خِلْعَةَ الطَّرَبِ
أَلا يا لَقَوْمِي مِنْ غَزالٍ مُرَبَّبٍ
أَلا يا لَقَوْمِي مِنْ غَزالٍ مُرَبَّبٍ / يَجُولُ وِشاحاهُ عَلَى فَنَنٍ رَطْبِ
تَعَرَّضَ لِي يَوْماً فَصَوَّرْتُ حُسْنَهُ / بِبَلُّورَتَيْ عَيْنَيَّ في صَفْحَةِ القَلْبِ
ذَهَبَ الهَوَى بِمَخِيلَتِي وَشَبابِي
ذَهَبَ الهَوَى بِمَخِيلَتِي وَشَبابِي / وَأَقَمْتُ بَيْنَ مَلاَمَةٍ وَعِتَابِ
هِيَ نَظْرَةٌ كَانَتْ حِبالَةَ خُدْعَةٍ / مَلَكَتْ عَلَيَّ بَدِيهَتي وَصَوابِي
نَصَبَتْ حَبائِلَ هُدْبِهَا فَتَصَيَّدَتْ / قَلْبي فَراحَ فَرِيسَةَ الأَهْدابِ
مَا كُنْتُ أَعْلَمُ قَبْلَ طَارِقَةِ الْهَوَى / أَنَّ الْعُيُونَ مَصايِدُ الأَلْبابِ
وَمِنَ الْعَجائِبِ في الْهَوَى أَنَّ الفَتَى / يُدْعَى إِلَيْهِ بِأَهْوَنِ الأَسْبَابِ
فَارْبَحْ مَلامَكَ يَا عَذُولُ فَإِنَّنِي / راضٍ بِسُقْمِي فِي الْهَوَى وَعَذَابِي
بِقَلْبِي لِلْهَوَى داءٌ عَجِيبُ
بِقَلْبِي لِلْهَوَى داءٌ عَجِيبُ / تَحَيَّرَ فِي تَلافِيهِ الطَّبِيبُ
إِذا أَخْفَيْتُهُ أَبْلَى فُؤادِي / وَإِنْ أَظْهَرْتُهُ غَضِبَ الْحَبيبُ
سَعَيْتُ فَأَدْرَكْتُ الْمُنَى غَيْرَ أَنَّنِي
سَعَيْتُ فَأَدْرَكْتُ الْمُنَى غَيْرَ أَنَّنِي / أَضَعْتُ شَبَابِي في سَبِيلِ طِلابِي
فَمَا تَنْفَعُ الدُّنْيَا وَإِنْ نِلْتُ كُلَّ مَا / تَمَنَّيْتُ مِنْهَا بَعْدَ فَقْدِ شَبابِي
تَحَمَّلْ إِلَى نَادِي الْحَبِيبِ رِسَالَةً
تَحَمَّلْ إِلَى نَادِي الْحَبِيبِ رِسَالَةً / أَرَقَّ عَلَى الْمَخْمُورِ مِنْ نَفَسِ الصَّبا
وَخَبِّرْهُ عَنِّي أَنَّنِي مُنْذُ بَيْنِهِ / أُكابِدُ هَوْلاً يَتْرُكُ الطِّفْلَ أَشْيَبَا
فَإِنْ لانَ فَاشْكُرْهُ عَلَى فَضْل مَا أَتَى / مِنَ الْبِرِّ واعْذِرْهُ إِذَا صَدَّ أَوْ أَبَى
وَلا تُخْجِلَنْهُ بِالْعِتَابِ فَإِنَّنِي / أَخَافُ إِذَا مَا احْمَرَّ أَنْ يَتَلَهَّبَا
أَتَزْعُمُنِي خِلاًّ وَتَهْجُرُ ساحَتِي
أَتَزْعُمُنِي خِلاًّ وَتَهْجُرُ ساحَتِي / عَلَى غَيْرِ ذَنْبٍ إِنَّ ذَا لَعَجِيبُ
إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْمُحِبِّينَ وُصْلَةٌ / تُؤَكِّدُ عَهْداً فَالصُّدُودُ قَرِيبُ
وإِنَّ وِدادَ الْقَلْبِ ما لَمْ يَكُنْ لَهُ / دَلِيلٌ عَلَى إِخْلاصِهِ لَمُرِيبُ
وَبَاكِيَةٍ شَجَتْ قَلْبِي بِلَحْنٍ
وَبَاكِيَةٍ شَجَتْ قَلْبِي بِلَحْنٍ / تَهِيجُ لَهُ الْمَسامِعُ وَالْقُلوبُ
سَأَلْتُ فَقِيلَ قَدْ فَقَدَتْ حَبِيباً / وَهَلْ يَبْقَى عَلَى الدُّنْيَا حَبِيبُ
بَكَيْتُ لَهَا وَلَمْ أَفْهَمْ صداهَا / وَقَدْ يَبْكِي مِنَ الطَّرَبِ الْغَرِيبُ
لَيْسَ ابْنُ آدَمَ ذا جَهْلٍ بِمَصْرَعِهِ
لَيْسَ ابْنُ آدَمَ ذا جَهْلٍ بِمَصْرَعِهِ / لَكِنَّهُ يَتَنَاسَى الْجِدَّ بِاللَّعِبِ
تَراهُ يَلْهُو وَلا يَنْفَكُّ في حَذَرٍ / وَرَاحَةُ النَّفْسِ لا تَخْلُو مِنَ التَّعَبِ
تَرَفَّقْ فَإِنَّ الرِّفْقَ زَيْنٌ وَقَلَّمَا
تَرَفَّقْ فَإِنَّ الرِّفْقَ زَيْنٌ وَقَلَّمَا / يَنالُ الْفَتَى بِالْعُنْفِ ما كانَ طالِبَا
إِذَا لم يَكُنْ لِلْمَرْءِ عَقْلٌ يَرُدُّهُ / إِلَى الْحِلْمِ لَم يَبْرَحْ مَدَى الدَّهْرِ عاتِبَا
وَإِنْ هُوَ لَمْ يَصْفَحْ عَنِ الْخِلِّ إِنْ هَفَا / أَقَامَ وَحِيداً أَوْ قَضَى الْعُمْرَ غَاضِبَا
إِنِّي إِذَا ما الْخِلُّ خَاسَ بِعَهْدِهِ
إِنِّي إِذَا ما الْخِلُّ خَاسَ بِعَهْدِهِ / بَعدَ الوِدادِ فَلَسْتُ مِنْ أَصْحَابِهِ
وإِذَا عَتَبْتُ عَلَيْهِ ثُمَّتَ لَمْ يَعُدْ / عَنْ غَيِّهِ لَمْ أَكْتَرِثْ لعِتَابِهِ
بَلَوْتُ سَرائِرَ الإِخْوَانِ حَتَّى
بَلَوْتُ سَرائِرَ الإِخْوَانِ حَتَّى / رَأَيْتُ عَدُوَّ نَفْسِي مِنْ حَبِيبِي
فَلا تَأْمَنْ عَلَى سِرٍّ صِحاباً / فَإِنَّهُمُ جَواسِيسُ الْعُيُوبِ
أَلَمْ تَعْلَمْ وَخَيْرُ الْقَوْلِ أَبْقَى
أَلَمْ تَعْلَمْ وَخَيْرُ الْقَوْلِ أَبْقَى / بِأَنَّ الصَّمْتَ مَنْجَاةُ الأَرِيبِ
فَلا تَأْمَنْ عَلَى سِرٍّ حَبِيباً / فَقَدْ يَأْتِي الْعَدُوُّ مِنَ الْحَبِيبِ
لا تَرْكَنَنَّ إِلَى الِعَدُوِّ فَإِنَّهُ
لا تَرْكَنَنَّ إِلَى الِعَدُوِّ فَإِنَّهُ / يَبْغِي سِقَاطَكَ بِالحَدِيثِ الْمُعْجِبِ
كَالنَّارِ تَخْتَدِعُ الْفَراشَ بِحُسْنِهَا / فَيَنَالُ مِنْهُ الْبُؤْسُ إِنْ لَمْ يَعْطَبِ
أَرَى كُلَّ حَيٍّ يَظْلِمُ الدَّهْرَ جُهْدَهُ
أَرَى كُلَّ حَيٍّ يَظْلِمُ الدَّهْرَ جُهْدَهُ / وَلَسْتُ أَرَى لِلدَّهْرِ فِي عَمَلٍ ذَنْبَا
إِذا سَاءَ صُنْعُ الْمَرْءِ سَاءَتْ حَيَاتُهُ / فَمَا لِصُرُوفِ الدَّهْرِ يُوسِعُها سَبَّا