القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ مُنِير الطَّرابُلَسي الكل
المجموع : 127
أَحلى الهوى ما تُحِلُّهُ التُّهَمُ
أَحلى الهوى ما تُحِلُّهُ التُّهَمُ / باحَ بِهِ العاشقونَ أَو كَتمُوا
أَغْرَى المُحبّينَ بِالمَحبّةِ فال / عذْل كلامٌ أسماؤه كَلِمُ
ومُعْرِضٌ صرّح الوُشاةُ له / فعلَّمُوهُ قتْلي وما علموا
سَعَوْا بنا لا سَعَتْ بهم قَدمٌ / فلا لنا أصلحوا ولا لَهُمُ
ضَرُّوا بِهِجرانِنا وما اِنتَفعوا / وصدّعوا شَمْلَنا وما اِلتأَموا
بِاللّهِ يا هاجِري بلا سببٍ / إِلّا لِقَالَ الوُشاةُ أو زَعَمُوا
بِحقِّ مَن زانَ بالدُّجى فَلَق الص / صُبْحِ على الرُّمح إنّه قَسَمُ
وَقالَ لِلماءِ قِفْ بوَجْنَتِهِ / فَمَازج النّارِ وهيَ تَضْطرمُ
هل قلتَ للطَّيْفِ لا يعاوِدُني / بَعْدَكَ أم قد وَفَى لك الحُلُمُ
أَمْ قلتَ للَّيْلِ طُلْ فأفْرَط في الط / طَاعةِ حتى إصْبَاحهُ ظُلَمُ
مَولايَ إنَّ الّذي قُذِفْتُ بِهِ / زُورٌ فَزُرْ لا يَرُعْكَ قولُهُمُ
عندي لهم مُقْلَةٌ يحجّبُهَا الد / دَمعُ وأُذنٌ شِعَارُهَا الصَّمَمُ
إِنْ يَحسِدوني فلا أَلُومُهُم / مِثْلُكَ تَسْمُو لحُسْنِهِ الهِمَمُ
رأوكَ لي جنَّةً مُزَخْرَفَةً / ما وجدوا مثلَها ولا عَدِمُوا
فَاِخْتَلَقُوا وَاِفتروا فَلَيْتَهُم / حين رأوا ما رأيتُ فيك عَمُوا
فَأينَ كانَ المُمَوِّهون وَقَد / وَحَّد قلبي هَوَاكَ قبْلَهُمُ
لي حُرْمَة الصّابرِ الشكورِ وما / أحدثْتُ ديناً تُلْغَى له الحُرُمُ
خَبّرَني شاهدٌ بِزُورهِم / وأنت خصْمي وحِلْمُكَ الحَكَمُ
يا قمراً أصْبَحَتْ محاسِنُهُ / تَنْهَبُ ألبابَنا وتقْتَسِمُ
فيك مَعَانٍ لو أنّها جُمِعَتْ / في الشمس لَم يَغْشَ نُورَها الظُّلَمُ
تمشي فتُرْدِي القضيبَ من أَسَفٍ / وتكْسِفُ البدرَ حين تبتسمُ
وتُخْجِلُ الرَّاحَ منك أربعةٌ / خَدٌّ وثَغْرٌ ومُقْلَةٌ وفَمُ
يا ربّ خُذْ لي مِنَ الوُشاةِ إذا / قامُوا وقُمْنا لَدَيْكَ نَحْتَكِمُ
وَرَدَ الكتابُ فداهُ أسودُ ناظرٍ
وَرَدَ الكتابُ فداهُ أسودُ ناظرٍ / عكَفَتْ ذخائِرُهُ عليه تبدّدُ
ليلٌ من الألفاظ يُشْرِق تحتَهُ / فَلَقُ المعاني فهو أبيضُ أسودُ
يفْتَرُّ عن دُرَرٍ تكاد عُقُودُها / من لِينِ أعطافٍ تحلُّ وتعقِدُ
قلت لقومٍ كُوُوا بنارهمُ
قلت لقومٍ كُوُوا بنارهمُ / مثلي وصاروا طرائقاً قِدَدا
طِيرُوا معي تسْعَدُوا ولا تقعوا / قوموا فإنّ الشقيَّ من قَعَدَا
قالوا عَجِزْنا عَن أَنْ نُفارِقَهم / قلت فلن تُفْلحُوا إذاً أَبَدا
فإنّ عظيمات الأمور مَنُوطَةٌ
فإنّ عظيمات الأمور مَنُوطَةٌ / بمستَوْدَعاتٍ في بُطُون الأساودِ
أخلَى فَصَدَّ عَنِ الحميمِ وما اِخْتَلَى
أخلَى فَصَدَّ عَنِ الحميمِ وما اِخْتَلَى / ورأى الحِمَامَ يغُصُّهُ فَتَوسَّلا
ما كانَ واديهِ بِأوَّلِ مَرتعٍ / ذَعَرَتْ طُلاوتُهُ طَلاهُ فَأجْفلا
وإذا الكريمُ رأى الخُمُولَ نَزِيلَهُ / في بَلدةٍ فالحَزْمُ أن يترحَّلا
كَالبدرِ لَمّا أَنْ تَضاءَلَ جَدَّ في / طَلَبِ الكَمالِ فَحازَهُ متَنقّلا
سفَهَاً لحلْمِكَ إِنْ رَضِيتَ بمشْرَبٍ / رَنِقٍ ورزقُ اللَّه قَد مَلأَ المَلا
ساهمتَ عِيسَك مُرَّ عيشكَ قاعداً / أَفَلا فَلَيْتَ بِهِنَّ ناصِيةَ الفَلا
فارِقْ تَرُقْ كالسَّيف سُلَّ فبان في / مَتْنَيْهِ ما أَخفى القرابُ وأَخملا
لا تَحْسَبَنَّ ذهابَ نفسكَ مِيتَةً / ما الموتُ إلّا أن تعيش مُذَلّلا
للقَفْر لا للفَقْر هبها إنَّما / مَغناك ما أَغناك أَن تَتَوسَّلا
لا تَرْضَ مِن دُنْياكَ ما أَدناكَ مِن / دَنَسٍ وَكُن طَيْفاً جَلا ثُمَّ اِنجَلا
وصِلِ الهجيرَ بهجرِ قومٍ كُلَّما / أَمطَرتَهم عَسلاً جَنَوْا لك حَنْظَلا
من غادِرٍ خبُثَتْ مَغَارِسُ وُدِّهِ / فإذا مَحَضْتَ له الودادَ تأَوَّلا
أو حِلْفِ دهرٍ كيف مالَ بِوجهِهِ / أَمْسَى كذلك مُدْبِراً أو مُقْبِلا
للّهِ عِلْمِي بالزَّمان وأهْلِهِ / ذَنْبُ الفضيلةِ عندَهُم أَنْ تكملا
طُبِعُوا على لُؤْم الطِّباع فخَيْرُهُم / إنْ قلتُ قال وإنْ سكَتُّ تَقَوَّلا
أنا مَن إذا ما الدَّهْرُ هَمَّ بخَفْضِهِ / سامَتهُ هِمَّتُهُ السِّماكَ الأَعْزَلا
واعٍ خطابَ الخَطْبِ وهو مجمجمٌ / راعٍ أَكلَّ العيسَ من عَدَم الكلا
لا أَسْتَكينُ لحادثٍ فإذا طَغَى / غامرتُ فيه مُشَمِّراً إنْ ذَبَّلا
زَعمٌ كمُنْبَلج الصَّباح وراءَهُ / عَزْمٌ كَحَدِّ السَّيْف صادف مَقْتَلا
مُتَنَطّسٌ ركضَ الأُمُور أوابِيا / شُمساً فَرَاضَ صعابَهُنَّ وذلَّلا
سل بي فكم بؤسٍ أغرّ مُحَلَّجٍ / أقبلتُه يأساً أَغَرَّ مُحَجَّلا
وَإِذا أَطالَ لدى ابن محمودٍ يدي / صاحبتُ أَيْمانَ النَّدَى مُتَطَوِّلا
مَلِكٌ كَفَتني كَفُّهُ أَنْ أَجْتَدِي / وأَجَلَّني فأبيتُ أن أَتَبَدَّلا
يَمَّمْتُ جانبَهُ جَنيبَ خَصاصةٍ / فرحلتُ مَرْعِيَّ الجناب مُخَوَّلا
فَقْرٌ تَبَسَّمَ عن غِنىً ومُؤَمّلٍ / صَدَقَتْ فَرَاسَتُهُ فَآبَ مُمَوَّلا
يا بَرقُ هَل لَكَ في اِحتِمالِ تَحِيَّةٍ / عَذُبَتْ فكانتْ مثلَ مائكَ سَلْسَلا
باكِرْ دمشقَ بمشقِ أقلامِ الحَيا / زُبُرَ الرِّياض مُرْصَّعاً ومكلَّلا
وَاجْرُرْ بجَيْرُونَ ذُيولكَ وَاِختَصِصْ / مغَنىً تأزَّرَ بالعُلَى وتَسَرْبَلا
قِفْ مِن بَني شَيْبَانَ حينَ تَقبَّلَتْ / نجوَى المُنَى وتقابلتْ شُهُبُ العُلَى
حيث النَّدَى الربعيُّ محلولُ الحُبَى / والوابِلُ الرَّبعيُّ مَفْرِيُّ الكُلَى
عَرِّضْ لِذِي المَجْدَيِن بي وأَبِنْ لَهُ / جُمَلاً أَبَت لي أَنْ أُرَى مُتَجَمّلا
فَهُناكَ تلقى العَيشَ أخضَرَ ناضراً / والعزّ أقعسَ والحباءَ مُكَمَّلا
في ظلِّ أَرْوَعَ ما تبسَّمَ ضاحكاً / لعُفَاتِهِ إلّا غَدَوْتَ مُبَجَّلا
كَالغَيثِ غَوثاً والحِمامِ حَميّةً / وَالبَحرِ بَحراً والهلالِ تَهَلّلا
مَولايَ عبدُكَ ما أقام لأن رَجا / مَولىً سِواكَ ولا تَجلَّدَ أنْ سَلا
أدعوكَ دعوةَ واحدٍ لا واجِدٍ / بدلاً إذا الكَلِفُ المَشُوقُ تبدَّلا
قد كان جَدّي مُقْبلاً لو أَنَّني / مُذْ غبتُ عنك وجدتُ وجهاً مُقْبِلا
خَوَّلتني وعمَّمتني وعشيرتي / قُلٌّ فَصرتُ بك المعمَّ المُخْوِلا
وغَدَوْتَ أحفَى بي وأرأفَ مِن أبي / وأَبَرَّ من أَخي الشقيق وأَوْصَلا
أَشكو نَواكَ إِلى سِواكَ وَأَنثني / مِن حَملِ صَدّك بَعدَ فقْدِكَ مُثْقلا
أَنا غَرسُ أَنْعُمِكَ الّذي غذَّيْتَهُ / خَطَراتِ عَطفِكَ فَارتَوى وتَهَلَّلا
أصبحتُ تلفِظُني البلادُ كأنَّني / لفظُ البليدِ أَكنَّ لفظاً مُشْكِلا
وأشدُّ ما أشكوه أنّك مُعْرِضٌ / وا ضَيْعَتي إنْ كان ذلك عن قِلَى
نبئي تبلَّج فجرُهُ عن أَبلجٍ / خُتلتْ به ثوبُ الزّمان ليختِلا
قالوا الخِضَمُّ أتى بأَنْفَسِ دُرَّةٍ / قدراً فقلتُ بل الغَضَنْفَرُ أَشبَلا
صَدقَ القَريضُ وما جرى فَألٌ بِهِ / هَذا نَصيرُ المُلْكِ فَلتَطُلِ الطُّلَى
هَذا الَّذي يَغشى السَّوابقَ في غدٍ / كَأَبيهِ وَهو اليومَ أَكرمُ مَنْ تَلا
عُرِفَتْ سِماتُ سَمِيِّهِ في وجههِ / رأياً شِهابيّاً وَعَزْماً قَلْقَلا
يا كافلي بنَدَى أبيه أَبْقِهِ / حتّى تَكونَ بِوارثي مُتَكفِّلا
ومُنيلَ محمودٍ به أقضي المنى / بلِّغْهُ في مَحمودِهِ ما أَمَّلا
وأَدِمْ على الأيّام مجدَ مُؤمّلي / حتّى تَراهُ مُفَرِّعَاً ما أَصَّلا
لا زلتَ تُزْجي كلَّ يومٍ عارضاً / وتسُلّ أَبيض في النوائبِ مِفْصَلا
يدعو إليّ وما يهشُّ إلى أبٍ / ويزلُّ عن أيدي القوابلِ مُقْبلا
مهديُّ دولته نتيجةُ مهدِهِ / وفِصَالُهُ في أنْ يُشيرَ فَيفصِلا
يسمو إلى جدبِ العيانِ وما جنى / ويقولُ أوَّلَ ما يقول فيفعلا
ضَمِنَتْ لَهُ أَجدادُهُ وَجدودُهُ / عَدَمَ النظيرِ فَجاءَ أَوحَدَ أَكمَلا
كَالسَّيْفِ جَوهَرُهُ وَعُنصُر ذاتِهِ / صفواً فأغْنَتْهُ الصِّفاتُ عن الكُلَى
إن كول شَأوك فَهوَ كملُ سَوابِقٍ / ما زال آخِرُهُم يقوّي الأوَّلا
نَسَبٌ كَما اِتّسقَتْ أنابيبُ القَنَا / كسبَ العلاءَ صغيرُهَا لمّا عَلا
وا رَحتمي لِلحاسِدينَ فَإِنَّهم / قَرَعُوا إلى الآمال باباً مُقْفَلا
اللَّهُ أَحْوَطُ للعُلَى من أنْ يرى / ساحاً معطَّلَةً وسَرْجاً مُهْمَلا
يا مُوطِئي عُنُقَ الزَّمانِ وقد لقي / عنّي فصرتُ من المتونِ كلاكلا
ومُسَرْبلي من وفرِهِ وولائِهِ / بُرداً بتيجانِ النُّجومِ مُذَيَّلا
أَصْفَيْتَني فَحَبَاكَ صفْوُ خواطري / مدحاً تخالُ من الجلال تَغَزُّلا
وكَذاكَ أصبح فيك شِعري كلُّه / قَوْلاً وأصبح في سواك تَقَوُّلا
أفدي عُلاك منادياً ومناجياً / وأَقي حِماكَ مُخاطِباً وَمُراسِلا
يا غريبَ الحُسْن ما أَغ
يا غريبَ الحُسْن ما أَغ / ناك عن ظُلْم الحبيبِ
أترى الإفراطَ في / حُبّك أضحى مِن ذُنوبي
حلّ بي من حُبّك الخطْ / بُ الّذي لا كالخُطُوبِ
وَعَجيبٌ أَن ترى فِع / لَكَ بي غَير عَجيبِ
لا تُغالطْني فما تخْ / فَى أَماراتُ المُريبِ
أين ذاك البِشْرُ يا مو / لايَ من هذا القُطوبِ
يا هلالاً يُلْبس الأَر / ض نقاباً من شُحُوبِ
ما بدا إِلّا وَنادى / وجهُهُ يا شمسُ غِيبي
أيُّها الظّبيُ الذي مَرْ / تعُهُ أَرض القلوبِ
والّذي قد قادني الحَيْ / نُ له قوْدَ الحبيبِ
سَقمي مِن سَقمِ جَفْ / نَيْكَ وفي فَيْئِك طِيبي
وَسَنا وجهك مص / باحي وأنفاسُك طيبي
أنا خيرُ الناسِ إِذ / كنت منَ الناسِ نَصيبي
عَشِقوا قَبلي وَل / كنْ ما أحبُّوا كحبيبي
بِأَبي بَرد ثَناياك / وإن أذكَى لهيبي
لا بلاكَ اللهُ إن أُض / نِيتَ يوماً بالّذي بي
ومُضْعَفُ الطَّرْفِ حيّاني بمُضْعَفَةٍ
ومُضْعَفُ الطَّرْفِ حيّاني بمُضْعَفَةٍ / كأنّما قُطِفَتْ من خدّ مُهْدِيها
رَقَّت فَراقَت فَأَحْيَتْ قَلبَ ناشِقِها / كَأَنَّ عَبْقَةَ فِيهِ أُفْرِغَتْ فيها
أَصغى لهَيْثَمَة الواشي فَقالَ سَلا
أَصغى لهَيْثَمَة الواشي فَقالَ سَلا / وَكاذِبٌ في الهوى مَن يَحتوي الفَلا
كَأَنَّ الصِبَى مُزْنَةٌ هبَّت عليه صَباً / هزّ الصّلا مُرّها ثمَّ اِستَحالَ صِيلا
جَعلَ القَطيعَةَ سُلَّماً لِعتابِهِ
جَعلَ القَطيعَةَ سُلَّماً لِعتابِهِ / متجرِّمٌ جانٍ على أحبابهِ
ما زالَ يُضمِرُ غَدرَهُ مُتعَلّلاً / بوُشاته مُتَسَتِّراً بكُذّابهِ
حتّى تَحدَّثَ ناظِراهُ فَحَلَّلا / ما كانَ أَوثقَ مِن عُرَى أَعتابهِ
وَاللَّهِ لَوْلا ما يَقومُ بِنَصرِهِ / مِن نارِ وَجنَتهِ وَماءِ شَبابِهِ
لأَبَحْتُ ما حَظَرَ الهَوى مِن هَجرِهِ / لِيَصحّ أو حرَّمْتُ حِلَّ رِضابهِ
وَلَكانَ مِن دينِ المُروءَةِ تَركهُ / فالصَّبْر أعْذَبُ مِن أَليمِ عَذابِهِ
حَتَّامَ أُقْبِلُ وهو ثانٍ عِطْفَهُ / وَالحُبُّ يَحمِلُني عَلى اِسْتِجذابِهِ
وَأَقولُ غَرطنّ غَيَّ وُشاتِهِ / رشداً فأرجو أن يفيق لِما بهِ
وَإِذا تَغيّرهُ لِمَعنىً باطِنٍ / لا خَوفَ عاتِبِهِ ولا مغتابِهِ
يا ظالِماً أَعطى مَواثِقَ عَهدِهِ / بِوفائِهِ وَالعُذرُ مِلءُ ثِيابِهِ
زيَّنْتَ لي وجْهَ الغرور بموعدٍ / كذِبٍ فوا ظَمَأي لِلَمْعِ سرابِهِ
ونبذْتَني نَبْذَ الحَصَاة مُضَيِّعاً / ودّاً بَخِلت بِهِ على خُطّابِهِ
ما كان وصْلُك غيرَ هَجْعَةِ ساهرٍ / غَضِّ الجفونِ فريّع في أَهيابِهِ
آهاً لِهَذا القَلبِ كَيفَ خدعْتَهُ / مُتَصنِّعاً فَسَكَنْتَ سِرَّ جَوابِهِ
وَلِناظِرٍ كَتَبَتْ إِلَيك جُفونُهُ / خَبَراً فَما أَحسنْتَ ردّ حجابِهِ
هَذا هَواكَ محكَّماً ما ضرَّهُ / ما قَطع الحُسَّادُ مِن أَسبابِهِ
وَمَكانُكَ المَأهولُ مُحكٌم لم يَحْلُلْ به / أَحدٌ سِواكَ ولا أَقامَ بِبابِهِ
وأنا الّذي جَرَّبْتُهُ فوجدتُهُ / ماءً تَقَرُّ النَّفْسُ باِستِعذابِهِ
فَإِنِ اِستَقمتَ فأنتَ أَنت وَإِنْ تَزُغْ / فالْبَغْيُ مَصْرَعُهُ على أربابِهِ
إذا غضب الأنام وأنت راضٍ
إذا غضب الأنام وأنت راضٍ / عليّ فما أبالي مَن جفاني
وكيف أَذُمُّ للأيّام فِعْلاً / وقد وهَبَتْكَ يا كلَّ الأماني
فقُلْ لِلحاسِدينَ ثِقوا بِكَبْتٍ / يَقودُكُم إِلى دَرْكِ التّفاني
صَفا وَرد الصفاءِ وَرَقَّ رو / حُ الوفاء وأينعت ثُمُرُ التَّداني
وواصَلَ مَن أُحِبُّ فبِتُّ منه / أَرُود اللَّحْظَ في رَوْض الجنانِ
ويا عينَ الرَّقيبِ سخِنْتِ عيناً / فَما أَغنى شهادك إِذ رَعاني
وصلت إلى مُنَايَ وأنتِ عَبْرَى / تُضَلِّلُكِ المَدَامِعُ عَن مَكاني
فَمَن لَقِيَ الزَّمانَ بِوَجهِ سُخطٍ / فإنّي قد رَضِيتُ على الزّمانِ
مَن زارَ قَبري فلْيَكُنْ مُوقِناً
مَن زارَ قَبري فلْيَكُنْ مُوقِناً / أنّ الذي ألْقَاهُ يَلْقَاهُ
فَيَرْحَمُ اللَّهُ اِمْرَأً زَارَني / وقال لي يرحَمُكَ اللَّهُ
عَتبتُ عَلى قطّ اِبنِ مُنير
عَتبتُ عَلى قطّ اِبنِ مُنير / وقلت أتيتِ بغير الصَّوابِ
جَرحْت يداً خُلِقَتْ للنَّدَى / وبذل الهِبات وضرب الرِّقابِ
فَقَالَ ليَ القطُّ وَيْكَ اِنتَبِهْ / أَلَيْسَ القِطاطُ عِداةَ الكِلابِ
عَدِمْتُ دَهْراً وُلِدْتُ فيه
عَدِمْتُ دَهْراً وُلِدْتُ فيه / كَم أَشربُ المُرَّ مِن بنيه
ما تَعتَريني الهمومُ إِلّا / مِن صاحِبٍ كُنتُ أَصطَفيه
فَهل صَديق يُبَاعُ حتّى / بِمُهجَتي كُنتُ أَشتَريه
يكون في قلبه مِثَالٌ / يشبه ما صاغ لي بفِيه
وكم صديقٍ رَغِبْتُ عنه / قد عِشْتُ حتى رَغِبْتُ فيه
أَيا صِنْوَ مائدةٍ لأَكْرَمِ مَطعَمٍ
أَيا صِنْوَ مائدةٍ لأَكْرَمِ مَطعَمٍ / مَأهولة الأَرجاءِ بالأَضْيَافِ
جَمَعت أَياديهِ إِليّ أيادي ال / أُلّافِ بَعدَ البَذْلِ للآلافِ
وَمِنَ العَجائِبِ راحَتي مِن راحَة / مَعروفَة المَعروفِ بِالإِتلافِ
يا مَن أتانا سَرِقَهْ
يا مَن أتانا سَرِقَهْ / بمُهْجَةٍ محترِقَهْ
جَدّكَ يا ذا لم يُجِزْ / أخْذَك منّا صَدَقَهْ
رَنَا وفي طَرْفِهِ اِحْمِرارٌ
رَنَا وفي طَرْفِهِ اِحْمِرارٌ / يغُضُّ من سِحْر مُقْلَتَيْهِ
وَفاضَ مِن نَرْجسَيْهِ ماءٌ / ضرَّجَهُ ورْدُ وجْنَتَيْهِ
فقلتُ يا مُمْرِضِي بوجهٍ / أَظنُّ دائي سَرى إِليهِ
هَيهاتَ لا تَجْحَدَنَّ قتْلي / هذا دمي شاهدٌ عليهِ
لاحَ لَنا عاطِلاً فَصِيغ لَهُ
لاحَ لَنا عاطِلاً فَصِيغ لَهُ / مَنَاطِقٌ من مَرَاشِقِ المُقَلِ
حياةُ رُوحي وفي لواحِظِهِ / حَتْفيَ بين النَّشاطِ والكَسَلِ
ما خالُهُ من فَتيتِ عنبرِ صُدْ / غَيْهِ ولا قطْرِ صبغة الكَحَلِ
لكنْ سُوَيْدَاء قلبِ عاشقِهِ / طَفَتْ على نارِ ورْدَةِ الخَجَلِ
كَأَنَّ خَدَّيْهِ دينارانِ قَد وُزِنَا
كَأَنَّ خَدَّيْهِ دينارانِ قَد وُزِنَا / وَحَرّر الصَّيْرفيُّ الوَزْنَ وَاِحتاطا
فَخفَّ إحداهما عَن وَزْنِ صاحِبِهِ / فَحَطَّ فوق الذي قد خفَّ قيراطا
لنَواعِيرِهَا على الماء ألحا
لنَواعِيرِهَا على الماء ألحا / نٌ تَهيجُ الشَّجا لقلْب المَشُوقِ
فَهْيَ مِثْل الأفلاكِ شَكْلاً وفِعْلاً / قُسِمَتْ قَسْمَ جاهلٍ بالحُقُوقِ
بين عالٍ سامٍ ينكّسُهُ الحظ / ظُ ويعلو بسَافِلٍ مرزوقِ
وذات شَجْوٍ أَسالَتْ
وذات شَجْوٍ أَسالَتْ / مَدَامعاً لم تصُنْها
تبكي بفرْط نحيبٍ / ويضحك الدَّوْحُ منها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025