المجموع : 294
عَيْنَيَّ كَيْفَ غَررْتُما قَلْبي
عَيْنَيَّ كَيْفَ غَررْتُما قَلْبي / وَأَبحْتُماهُ لَوْعَةَ الحُبِّ
يَا نَظْرَةً أَذْكَتْ على كبِدي / ناراً قَضَيْتُ بِحَرِّهَا نَحْبي
خَلُّوا جَوَى قَلبي أُكابِدُهُ / حَسْبي مُكابَدَةُ الجَوى حَسْبي
عَيني جَنَتْ مِنْ شُؤْمِ نَظْرَتِهَا / ما لا دَوَاءَ لَهُ على قلبي
جَانِيكَ مَنْ يَجْني عَلَيْكَ وَقَدْ / تُعْدِي الصِّحاحَ مَبارِكُ الجُرْبِ
أيَا مَنْ لَامَ في الحُبِّ
أيَا مَنْ لَامَ في الحُبِّ / وَلَمْ يَعْلَمْ جَوى قَلبي
مَلامُ الصَّبِّ يُغْويهِ / وَلا أَغْوى مِنَ الْقَلْبِ
فَأَنَّى لُمْتَ في هِنْدٍ / مُحِبّاً صَادِقَ الحُبِّ
وَهِنْدٌ مَا لَها شِبْهٌ / بِشَرْقٍ لا وَلا غَرْبِ
إِلى هِنْدٍ صَبَا قَلْبي / وَهِنْدٌ مِثْلُها يُصْبِي
مُعَذِّبَتي رِفْقاً بِقَلبٍ مُعذَّبِ
مُعَذِّبَتي رِفْقاً بِقَلبٍ مُعذَّبِ / وإِنْ كانَ يُرْضِيْكِ العَذابُ فَعَذِّبي
لَعَمْري لَقْد باعَدْتِ غَيْرَ مُبَاعدٍ / كما أَنَّني قَرَّبْتُ غَيرَ مُقَرِّبِ
ِبنَفْسيَ بَدْرٌ أَخْملَ البدْرَ نُورُهُ / وَشَمْسٌ مَتى تَطْلُعْ إلى الْشَّمْسِ تَغْربِ
لَوَ انَّ امْرأَ القيْسِ بْنَ حُجْرٍ بَدَتْ لَهُ / لَما قَالَ مُرَّا بي على أُمِّ جُنْدُبِ
كآبَةُ الذُّلِّ في كتابي
كآبَةُ الذُّلِّ في كتابي / وَنَخْوَةُ الْعزِّ في جَوابي
قَتَلْتَ نَفْساً بِغَيرِ نَفْسٍ / فَكيْفَ تَنْجُو مِن الْعذابِ
خُلِقْتَ مَنْ بَهْجَةٍ وَطِيبٍ / إذْ خُلِقَ النَّاسُ مِنْ تُرابِ
وَلَّتْ حُمَيَّا الْشَّبابِ عَنِّي / فَلْهفَ نَفْسي على الشَّبابِ
أَصْبَحْتُ وَالشَّيْبُ قَدْ عَلاني / يَدْعُو حَثْيثاً إلى الخضَابِ
لقَدْ سَجَعَتْ في جُنْحِ لَيْلٍ حَمامةٌ
لقَدْ سَجَعَتْ في جُنْحِ لَيْلٍ حَمامةٌ / فَأَيَّ أسىً هَاجَتْ على الهائِمِ الصَّبِّ
لَكِ الويلُ كمْ هَيَّجْتِ شَجْوي بِلَا جَوىً / وَشكوَى بِلا شَكوى وَكَرْباً بِلَا كَرْبِ
وأَسْكبْتِ دَمْعاً مِنْ جُفُونِ مُسَهَّدٍ / وَمَا رَقْرَقَتْ مِنْكِ المَدَامِعُ بِالسَّكبِ
أَيَقْتُلُني دائي وَأَنتَ طَبيبي
أَيَقْتُلُني دائي وَأَنتَ طَبيبي / قَريبٌ وَهلْ منْ لا يُرى بقَريبِ
لَئِنْ خُنْتَ عَهْدِي إنَّني غَيْرُ خَائنٍ / وَأَيُّ مُحبٍّ خَانَ عَهْدَ حَبِيبِ
وَسَاحِبَةٍ فَضْلَ الذُّيُولِ كأَنَّهَا / قَضِيبٌ مِنَ الرَّيْحانِ فَوْقَ كَثيبِ
إِذَا ما بَدَتْ مِنْ خِدْرِهَا قَالَ صَاحِبي / أَطِعْني وَخُذْ مِنْ وَصلِهَا بِنَصيبِ
فَما كُلُّ ذي لُبٍّ بِمُؤْتِيكَ نُصْحَهُ / وَمَا كُلُّ مُؤْتٍ نُصْحَهُ بِلَبِيبِ
مَا بَالُ بَابِكَ مَحْرُوسَاً ببَوَّابِ
مَا بَالُ بَابِكَ مَحْرُوسَاً ببَوَّابِ / يَحْمِيهِ مِنْ طَارِقٍ يَأْتِي وَمُنْتابِ
لا يَحْتَجِبْ وَجْهُكَ المَمْقُوتُ عنْ أَحَدٍ / فَالمَقْتُ يَحْجُبُهُ مِنْ غَيْرِ حُجَّابِ
فَاعْزِلْ عَنِ البَابِ مَنْ قَدْ ظَلَّ يحْجُبُهُ / فَإِنَّ وَجْهكَ طِلَّسْمٌ على البابِ
رُوح النَّدى بَينَ أَثْوابِ الْعُلا وَصِبٌ
رُوح النَّدى بَينَ أَثْوابِ الْعُلا وَصِبٌ / يَعْتَنُّ في جَسَدٍ لِلمَجدِ مَوْصوبِ
مَا أَنتَ وَحْدَكَ مَكْسُوّاً شُحُوبَ ضَنىً / بَلْ كُلُّنا بِكَ مِن مُضْنىً وَمَشْحُوبِ
يَا مَنْ عَلَيْهِ حِجابٌ مِنْ جَلالَتِهِ / وَإِنْ بَدَا لَكَ يَوْماً غَيْرَ مَحْجُوبِ
أَلْقَى عَليكَ يَداً لِلضُّرِّ كاشِفَةً / كَشَّافُ ضُرِّ نَبيِّ اللَّهِ أَيُّوبِ
رشاً سجدَ الجمالُ لوجنتيهِ
رشاً سجدَ الجمالُ لوجنتيهِ / كما سَجدَ النَّصارى للصَّليبِ
عليهِ من محاسنهِ شُهودٌ / تؤدِّيها العيونُ إلى القلوبِ
يلاعبُ ظِلَّهُ طرَباً ولهْواً / كما لعبَ الشمالُ مع الجَنوبُ
جادتْ لكَ الدنيا بنعمةِ عيشِها
جادتْ لكَ الدنيا بنعمةِ عيشِها / وكفاكَ منها مثلُ زادِ الراكبِ
يختلسُ الأنفسَ باستلابِهْ
يختلسُ الأنفسَ باستلابِهْ / كلبٌ يُلقَّى الوحيَ من كلَّابِهِ
يَمونُ أهلَ البيتِ باكتسابِهْ / أهبَبْتُه فانصاعَ في إهبابِهِ
كأنَّه الكوكبُ في انصبابِهْ / أو قبسٌ يُلقَطُ من شِهابِهْ
فُؤادِي رَمَيْتَ وَعَقْلي سَبيتْ
فُؤادِي رَمَيْتَ وَعَقْلي سَبيتْ / وَدَمْعي مَرَيْتَ ونَوْمِي نَفَيْتْ
يَصُدُّ اصْطِباري إذَا مَا صَدَدْتَ / وَيَنْأى عَزائي إِذَا مَا نَأَيْتْ
عَزمتُ عَليكَ بِمجرى الوشاحِ / وَمَا تَحْتَ ذلكَ مِمَّا كَنَيْتْ
وَتُفَّاحِ خَدٍّ ورُمَّانِ صَدْرٍ / وَمَجْناهُما خَيرُ شيءٍ جَنَيْتْ
تُجدِّدُ وَصْلاً عَفا رَسْمُهُ / فَمِثْلُكَ لمَّا بَدا لي بَنَيْتْ
على رَسْمِ دَارٍ قِفارٍ وَقَفْتُ / وَمِن ذِكرِ عَهدِ الحبيبِ بَكَيْتْ
مُحِبٌّ طَوَى كَشْحاً على الزَّفَراتِ
مُحِبٌّ طَوَى كَشْحاً على الزَّفَراتِ / وَإنْسَانُ عَيْنٍ خاضَ في غَمَراتِ
فَيا مَنْ بِعَيْنَيْهِ سَقامِي وَصِحَّتي / ومَنْ في يَدَيْهِ مِيتَتي وَحَياتي
بِحُبِّكَ عاشَرْتُ الهمُومَ صَبابَةً / كَأَنِّي لَها تِرْبٌ وَهُنَّ لِداتِي
فَخدِّي أَرضٌ للدُّمُوعِ وَمُقْلتي / سَمَاءٌ لها تَنْهَلُّ بِالعَبَراتِ
يَا دهْرُ ما لِيَ أُطَّبي
يَا دهْرُ ما لِيَ أُطَّبي / وأَنْتَ غَيرُ مُواتِ
جَرَّعْتَني غُصَصاً بِهَا / كدَّرْتَ صَفْوَ حَياتي
أَيْنَ الَّذين تَسَابَقُوا / في المَجدِ لِلغايَاتِ
قوْمٌ بهمْ رُوحُ الحَيا / ة تُرَدُّ في الأَمْوَاتِ
وإِذا هُمُ ذَكرُوا الإسَا / ءَةَ أَكْثَرُوا الحَسَناتِ
أناحَتْ حَماماتُ اللِّوى أمْ تَغَنَّتِ
أناحَتْ حَماماتُ اللِّوى أمْ تَغَنَّتِ / فَأَبْدَتْ دَواعِي قَلْبِهِ مَا أَجَنَّتِ
فَدَيْتُ الَّتي كانَتْ ولا شَيءَ غَيْرُها / مُنى الْنَّفسِ أوْ يُقْضى لَها مَا تَمَنَّتِ
كم سَوْسَنٍ لَطفَ الحياءُ بِلَونِهِ
كم سَوْسَنٍ لَطفَ الحياءُ بِلَونِهِ / فَأصارَهُ وَرْداً على وَجْناتِهِ
طَلَّقَ اللَّهْوَ فُؤادِي ثَلاثاً
طَلَّقَ اللَّهْوَ فُؤادِي ثَلاثاً / لا ارْتِجاعَ ليَ بَعْدَ الثَّلاثِ
وَبَيَاضٌ في سَوَادِ عِذاري / بَدَّلَ التَّشْبيبَ لي بِالمَراثي
غَيْرَ أَنِّي لا أُطِيقُ اصْطِباراً / وَأُراني صَابِراً لانْتِكاثي
بإِنَاثٍ في صِفاتِ ذُكُورٍ / وَذُكُورٍ في صِفَاتِ إناثِ
صَدَعتْ قَلْبِيَ صَدْعَ الزُّجاج
صَدَعتْ قَلْبِيَ صَدْعَ الزُّجاج / مَا لَهُ مِنْ حِيلَةٍ أَوْ عِلاجْ
مَزَجَتْ رُوحِيَ أَلحَاظُها / فَالهوى مِنِّي لِرُوحِي مِزاجْ
يَا قضيباً فَوْقَ دِعْصِ نقا / وَكثيباً تَحْتَ تِمثالِ عاجْ
أنتَ نُورِي في ظَلامِ الدُّجَى / وسِراجِي عنْدَ فَقْد السِّراجْ
قَدْ أوْضَحَ اللَّهُ للإِسْلامِ مِنْهاجا
قَدْ أوْضَحَ اللَّهُ للإِسْلامِ مِنْهاجا / وَالنَّاسُ قَدْ دَخَلُوا في الدِّينِ أَفْواجا
وقَدْ تَزيَّنتِ الدُّنيا لِساكِنها / كأَنَّما أُلْبِسَتْ وَشْياً وَدِيباجا
يَا ابْنَ الخَلائِفِ إِنَّ المُزنَ لَوْ عَلِمَتْ / نَداكَ مَا كَانَ مِنْها الماءُ ثَجَّاجا
وَالحَرْبُ لَوْ عَلِمَتْ بأساً تَصُولُ بِهِ / ما هَيَّجَتْ مِنْ حُمَيَّاكَ الَّذي اهْتاجا
ماتَ النِّفاقُ وَأَعْطى الْكُفْرُ ذِمَّتَهُ / وَذَلَّتِ الخَيْلُ إِلْجاماً وَإسْراجا
وَأَصْبَحَ النَّصْرُ مَعْقوداً بِأَلْويَةٍ / تَطْوي المَراحِل تَهْجيراً وَإِدْلاجا
أَدْخَلْتَ في قُبَّةِ الإسْلامِ مَارِقَةً / أَخْرَجْتَهُمْ مِنْ دِيَارِ الشِّرْكِ إخْراجا
بِجَحْفلٍ تَشْرَقُ الأَرْضُ الفَضَاءُ بِه / كالبَحْرِ يَقْذِفُ بالأَمْواجِ أَمْوَاجَا
يَقُودُهُ البَدرُ يَسري في كواكِبِهِ / عَرَمْرَماً كَسَوادِ اللَّيْلِ رَجْراجا
يَرَونَ فِيهِ بُرُوقَ المَوْتِ لامِعَةً / وَيَسْمعُونَ بِهِ لِلرَّعْدِ أَهزاجا
غادَرت في عَقوَتَي جَيَّانَ مَلْحَمَةً / أَبْكَيْتَ مِنْهَا بِأَرْضِ الشِّركِ أَعْلاجا
في نِصْفِ شَهْرٍ تَرَكْتَ الأَرْضَ ساكِنَةً / مِنْ بَعْدِ ما كانَ فِيْهَا الجوْرُ قَدْ ماجا
وُجِدْتَ في الخَبَرِ المَأثُورِ مُنْصَلِتاً / مِنَ الخَلائِفِ خَرَّاجاً وَوَلّاجا
تُمْلا بِكَ الأَرْضُ عَدْلاً مِثْلَ مَا مُلِئَتْ / جَوْراً وَتُوضِحُ لِلْمَعْروفِ مِنْهاجَا
يَا بَدْرَ ظُلْمَتِها يَا شَمْسَ صُبْحَتِها / يَا لَيْثَ حَوْمَتِها إِنْ هائِجٌ هاجا
إنَّ الخَلافَةَ لَنْ تَرْضى وَلا رَضِيَتْ / حَتّى عَقدْتَ لها في رَأسِكَ التَّاجا
وَمُعَذَّرٍ نَقشَ الجمالُ بمِسْكِهِ
وَمُعَذَّرٍ نَقشَ الجمالُ بمِسْكِهِ / خَدّاً لَهُ بِدَمِ القُلُوب مُضَرَّجا
لَمَّا تَيَقَّنَ أَنَّ سَيْفَ جُفُونِهِ / مِنْ نَرْجِسٍ جَعلَ النِّجادَ بَنَفْسجا