المجموع : 34
سَدَلنَ ظَلامَ الشُعور
سَدَلنَ ظَلامَ الشُعور /
عَلى أَوجُهٍ كَالبُدور /
سَفَرنَ فَلاحَ الصَباح /
هَزَزنَ قُدودَ الرِماح /
ضَحِكنَ اِبتِسامَ الأَقاح /
كَأَنَّ الَّذي في النُحور /
تَخَيَّرنَ مِنهُ الثُغور /
سَلوا مُقلَتَي ساحِر /
عَنِ السِحرِ وَالساحِرِ /
وَعَن نَظَرٍ حائِرٍ /
يَريشُ سِهامَ الفُتور /
وَيَرمي خَبايا الصُدور /
لَقَد هِمتُ وَيحي بِها /
وَذَلَّلَ قَلبي لَها /
أَما وَالهَوى أَنَّها /
لَظَبيُ كِناس نَفور /
تَغارُ عَلَيهِ الخُدور /
حُرِمتُ لَذيذَ الكرى /
سَهِرتُ وَنامَ الوَرى /
تُرى لَيتَ شعري ترى /
أَساعات لَيلي شُهور /
أَمِ اللَيلُ حَولي يَدور /
ظَفِرت بِصَبٍّ كَئيب /
فَنَكدٌ وَعَذبٌ وَجور /
وَأَسرف غُلامك صَبور /
حَسبَ الخَليعِ مَلجا
حَسبَ الخَليعِ مَلجا / رَوضٌ عَلى غَدير
وَقَهوَةٌ مُدارَه / أَنفاسُها عَبير
صَفراء بِنتُ دَنٍّ / بِالنورِ تَطلُع
يَنشقُّ كُلُّ دَجنٍ / عَنها وَيَنصَدِع
إِبريقُها يُغَنّي / وَالكَأسُ يَستَمِع
وَلا تَزالُ ترجى / لِلحادِثِ النَكير
لِلهَمِّ إِن أَثارَه / بَينَ الحَشا مُنير
هَلِ الكُؤوس راحَه / لِذي بَلابِل
يا واحِدَ المَلاحَه / بَعدَ اِبنِ راحِل
هذي النَوى مُباحَه / فَاِحفَظ وَسائِلي
ما لِلكَئيبِ مَنجى / إِذ باتَ في سَمير
قَلبٌ يَشُبُّ ناره / في أَدمُعٍ تَفور
قَد مِلت كُلَّ مَيلٍ / لِجانِبِ الصبا
وَيلٌ وَأَيُّ وَيلٍ / لِكُلِّ مَن صَبا
أَعيا عَليّ لَيلي / شَرقاً وَمَغرِبا
كَواكِب تُزجى / تُزاحِفُ الكَسير
فَهُنَّ في اِستِدارَة / وَاللَيلُ كَالأَسير
مَلكٌ لَهُ جُنود / مِن طَرفِهِ الكَحيل
أَلحاظُهُ تَرود / في هذِهِ العُقول
وَريقُهُ البرود / وَخَدُّه الأَسيل
راح تَقل فَلجا / كَالدُرِّ في النُحور
وَنور جلّنارَه / في سَوسَنٍ نَضير
لَمّا نَأَيتَ عَنّي / وَبِتّ مُكمَدا
عَلَّلت بِالتَمَنّي / قَلباً مُفردا
وَإِذ قَرُبتَ مِنّي / غَدَوتَ مُنشِدا
بُشرى لِكُلِّ مَن جا / بِإِقبالِ الوَزير
أَن يُعطى مِن بِشارَه / ما يُعطى البَشير
عَبرَةٌ تَسيل
عَبرَةٌ تَسيل / وَدَمٌ عَلى الأَثَر
قَد صَبَرت حَتّى / لاتَ حينَ مُصطَبَري
لا أُطيقُ كَتماً / ضِقتُ بِالأَسى ذَرعا
زائِرٌ أَلَمّا / يَلبسُ الدُجى دِرعا
حَجَبوهُ لَمّا / صارَ صورَة بدعا
وَكَذا الأفول / مِن عَوائدِ القَمَر
قَلما تَأتي / أَمَل بِلا كَدَر
صادَني وَلَم يَدرِ ما صادا
صادَني وَلَم يَدرِ ما صادا /
شادِن سبى اللَيثَ فَاِنقادا /
وَاِستَخَفَّ بِالبَدرِ أَو كادا /
يا لَهُ قَد ضَمَّ بِالغُصنِ إِزرارَه /
وَبِالحقفِ زِنارَه /
لَو أَجازَ حُكمي عَلَيه /
لَاِقتَرَحتُ تَقبيلَ نَعلَيه /
لا أَقولُ أَلثِمُ خَدَّيه /
أَنا مَن يُعظِّم وَاللَهِ مِقدارَه /
وَيلزمُ إِكبارَه /
يا سِماك حَسبُكَ أَو حَسبي /
قَد قَضيتُ في حُبِّكُم نَحبي /
وَاِحتَسَبتُ نَفسي في الحُبِّ /
إِنَّها نَفسٌ لِذا الحُبِّ مُختارَه /
وَبِالسوءِ أَمّارَه /
عارَضَ الفُؤاد بِأَشجانِه /
وَمَضى عَلى حُكمِ سُلطانِه /
فَاِنبَرَيتُ في بَعضِ أَوطانِه /
تارَة أُقبِّل في التُربِ آثارِه /
وَأَندبُهُ تارَه /
أَيُّها المُدل بِأَجفانِه /
كَم وَفيت وَالغَدرُ مِن شانِه /
وَأَقولُ في بَعضِ هِجرانِه /
وَعَلش حَبيب قَطَعت الزِيارة /
وَعَينَيكَ سَحّارَه /
سَلِّمَ الأَمرَ لِلقَضا
سَلِّمَ الأَمرَ لِلقَضا / فَهوَ لِلنَّفسِ أَنفَع
وَاِغتَنِم حينَ أَقبَلا /
وَجهَ بَدرٍ تَهَلَّلا /
لا تَقُل بِالهُمومِ لا /
كُلُّ ما فاتَ وَاِنقَضى / لَيسَ بِالحُزنِ يَرجِع
وَاِصطَبِح بِاِبنَةِ الكُروم /
مِن يَدي شادِنٍ رَخيم /
حينَ يفتَرُّ عَن نَظيم /
فيهِ بَرقٌ قَد أَومَضا / وَرَحيقٌ مُشَعشَع
أَنا أَفديهِ مِن رَشا /
أَهيَفَ القَدِّ وَالحَشا /
سَقى الحُسن فَاِنتَشا /
مُذ تَوَلّى وَأَعرَضا / فَفُؤادي يقطَع
مِن لِصبٍّ غَدا مُشَوَّق /
ظَلَّ في دَمعِهِ غَريق /
حينَ أَموا حِمى العَقيق /
وَاِستَقَلّوا بِذي الغَضا / أَسَفي يَومَ وَدَّعوا
ما تَرى حينَ أَظعنا /
وَسَرى الرَكبُ موهنا /
وَاِكتَسى اللَيلُ بِالسَنا /
نورُهُم ذا الذَّي أَضا / أَم مَعَ الرَكبِ يوشَعُ
يا مَن تَعاطَينا الكُؤوسَ عَلى اِدكارِه
يا مَن تَعاطَينا الكُؤوسَ عَلى اِدكارِه /
وَقَضى عَلى قَلبي فَلَم يَأخُذ بِثارِه /
وَأَقَرّ أَحكامَ القصاصِ عَلى اِختِيارِه /
إِن أَقُل حَسبي / فَالجورُ تَأباهُ الطِباع
عَلّقتهُ ما شِئت مِن حُسنٍ بَديعِ /
أَودى بِقَلبي وَاِستَنامَ إِلى ضُلوعي /
فَأَقامَها في مَوضِعِ القَلبِ الصَديعِ /
شِيمُ الحُبِّ / تَكليفُ ما لا يُستَطاع
سِرُّ الهَوى شَيءٌ يَؤولُ إِلى اِفتِضاح /
فَالشَمسُ ضاقَ بِحملِها طَلعُ الصَباح /
أُخت السماكِ دعاء مَن غاظَ اللَواحي /
إِن يَهِم قَلبي / فَالحُسنُ أَمّارٌ مُطاع
ما لِلحَبيبِ أَجَدّ مُرتَحِلاً وَسارا /
لا صَبر لي عَنهُ وَلَو رُمتُ اِصطِبارا /
مَلَأَ القُلوبَ جَوىً وَأَذكاها أُوارا /
سَل عَنِ الرَكبِ / هَل يُستَطاعُ لَهُ اِرتِجاع
عَقلي تَحَمَّلَ إِن أَلَمّ بيَ الرَقيب /
إِنَّ المُحِبِّ لِمِثلِها لا يَستَريب /
ذكرَ الحَبيب فَقُلتُ مَن هذا الحَبيب /
رَبِّ يا رَبِّ / هذا الحَبيب اِجمَعني ماع
أَيُّها الساقي إِلَيكَ المُشتَكى
أَيُّها الساقي إِلَيكَ المُشتَكى / قَد دَعَوناكَ وَإِن لَم تَسمَع
وَنَديمٌ هِمتُ في غُرّتِه /
وَشَرِبت الراحَ مِن راحَتِه /
كُلَّما اِستَيقَظَ مِن سَكرَتِه /
جَذَبَ الزِقَّ إِلَيهِ وَاِتَّكا / وَسَقاني أَربَعاً في أَربَع
غُصنَ بانٍ مالَ مِن حَيثُ اِستَوى /
باتَ مَن يَهواهُ مِن فَرطِ النَوى /
خافِقُ الأَحشاءِ موهونُ القُوى /
كُلَّما فَكَّرَ في البَينِ بَكى / ما لَهُ يَبكي لِما لَم يَقَع
ما لِعَيني عَشيت بِالنَظَرِ /
أَنكَرَت بَعدَكَ ضوءَ القَمَرِ /
عَشِيَت عَينايَ مِن طولِ البُكا / وَبَكى بَعضي عَلى بَعضي مَعي
لَيسَ لي صَبرٌ وَلا لي جَلَد /
يا لَقَومي عَذَلوا وَاِجتَهَدوا /
أَنكَروا شَكوايَ مِمّا أَجِدُ /
مِثلُ حالي حَقُّها أَن تَشتَكي / كَمَد اليَأس وَذُلَّ الطَمَعِ
كَبدٌ حَرّى وَدَمعٌ يَكِفُ /
يَعرِفُ الذَنبَ وَلا يَعتَرِفُ /
أَيُّها المُعرِضُ عَمّا أَصِفُ /
قَد نَما حُبُّكَ عِندي وَزَكا / لا تَقُل إِنّي في حُبِّكَ مُدّع
هَل لِلعَزا فيكَ سَبيلُ
هَل لِلعَزا فيكَ سَبيلُ / يا هاجِري ما أَغدَرك
ذُدتَ الكرى عَن بَصَري / لِلَّهِ طَرفٌ أَبصَرك
طاوَعتَ في أَمري النَوى / وَلَم تَرقَ لي شَفَقا
وَلَيسَ لي ذَنبٌ سِوى / أَمرٌ لِحيني سَبَقا
تَجورُ أَحكامُ الهَوى / لَيتَ الهَوى ما خُلِقا
صَيَّرَني عَبداً ذَليل / إِذ كانَ مَولى صَيّرَك
وَلَم يَكُن في القَدر / مِن حيلَة أَن أحذَرك
يا طَلعَةَ الشَمسِ أَما / أَصلَحتِ ذاكَ الخَلقا
جَعَلتِ قُربي حَرَماً / هَيَّجت جِسمي حَرقا
وَلَم تَعرُج كُلَّما / جِئتُك أَشكو الأَرَقا
وَقامَ لِلوَجدِ دَليل / بِالسِرِّ مِنّي أَخبَرك
أَخَذتَ في قَتلِ بَري / وَلَم تُحَقِّق نَظَرَك
حَكَمتَ حُبّي زَمَناً / عَن عِلمِكُم مُنتَزَحا
وَلَم أَكُن أُبدي الضَنا / وَلا كَشَفتُ البرَحا
حَتّى إِذا الحَينُ دَنا / أَدرَكت مِنّي لمحا
وَكانَ مِن رَأيِ العَذول / إِذ غَشَّني أَن أَهجُرك
وَأَنتَ بِالهَجرِ حَري / لكِنّ وَجدي أظفَرَك
بَردُ جَوىً في كَبِدي / وَاِعطِف لِظَمآنٍ صَدي
يا مَن سَباني رَشَدي / وَبَزّ نَفسي جَلَدي
تَاللَهُ ما في جَسَدي / مَوضِعُ لَمسٍ لِيَدِ
إِلّا سقامٌ وَنُحول / لَم يُبقِ لي وَلا تَرَك
جاوَزتَ حَدَّ البَشَرِ / يا مُهجَتي ما أَصبَرَك
بَعدَكَ ما نِمتُ وَلا / أَلِفتُ إِلّا السَهَرا
في لَيلَةٍ طالَت بِلا / صُبحٍ وَلا ضوءٍ يُرى
فَقُلتُ وَالبَدرُ عَلى / حينٍ مِنَ اللَيلِ سَرى
يا لَيلُ طُل أَو لا تَطول / لا بُدَّ لي أَن أَسهَرَك
لَو باتَ عِندي قَمَري / ما بِتُّ أَرعى قَمَرَك
بِأَبي مَن رابَها نَظَري
بِأَبي مَن رابَها نَظَري / فَبَدا في وَجهِها الخَجَلُ
أَمَهاة تِلكَ أَم بَشَرُ /
لِلوَرى في حُسنِها عِبَرُ /
غُصنُ بانٍ فَوقَهُ قَمَرُ /
وَرَحيقٌ جالَ في دُرَر / أَينَ مِنهُ وَيحَكَ القُبَلُ
بَدرٌ ثمَّ غابَ في الكَلَلِ /
فَنَأى عَنّي وَلَم يَزَلِ /
وَحَياةُ الأَعيُنِ النُجلِ /
ما يُطيقُ البَينُ مِن ضَرَر / فَوقَ ما ناءَت بِهِ الكلَلُ
يا غَزالاً راعَهُ شَرَك /
هَل لِقَلبي عَنكَ مترَك /
أَو عَلى عَينَيكَ لي دَرَك /
في سنانِ الغنجِ وَالحورِ / ما جَناهُ الكحلُ وَالكحلُ
بِتُّ بَينَ الدَمعِ وَالسُهدِ /
واضِعاً كَفّي عَلى كَبِدي /
وَيَدي الأُخرى تَشُدُّ يَدي /
وَتَراءى المَوتُ في صُوَرٍ / غَيرَ أَن لَم يَبلُغِ الأَجَلُ
أَينَ مِنّي الصَبرُ وَالجَلدُ /
ضِقتُ ذَرعاً بِالَّذي أَجِدُ /
الهَوى وَالبَثُّ وَالكَمَدُ /
مَن أَرادَ أَن يَدري إيش خَبَري / عِشق هُوَ أَي قَلب يَحتَمِلو
جَنَت مَقلُ الغُزلانِ
جَنَت مَقلُ الغُزلانِ / جَنايا الشُمول
عَلى عالَمِ الإِنسانِ / جيلاً بَعدَ جيل
أَهيمُ بِمَن يطغيهِ / عَلى الجَمال
أُداريهِ أَستَرضيه / فَيَأبى الدَلال
لَقَد عَذَلوني فيهِ / وَقالوا وَقالوا
عَلى حينِ قَد أَلهاني / عَن قالَ وَقيل
لَيلُ الصَدِّ وَالهِجران / وَيَومُ الرَحيل
إِلى كَم أُداري اللُوّام / مَثنى وَفُرادى
وَتَاللَهِ أخرى الأَيّام / لا أُعطي قِيادا
لَهفي صِرت بَينَ الأَقوام / حَديثاً مُعادا
وَقَد قَعَدت أَشجاني / بِكُلِّ سَبيل
وَلا عَهدَ بِالسلوان / وَلا يَنبَغي لي
هُوَ الحُسنُ لا أَختارُ / مَطلوباً عَلَيهِ
وَجهٌ تُشرِقُ الأَنوارُ / عَلى صَفحَتَيهِ
وَتَستَبِقُ الأَبصار / إِلَيهِ إِلَيهِ
وَقَد كَغُصنِ البانِ / في حقفٍ مَهيل
فَذاكَ الَّذي يَلحاني / عَلَيهِ عَذولي
يَا اِبنَ الناصِرِ المَنصور / بِا اِبنِ المَجدِ أَجمَع
أَنتَ الأَمنُ لِلمَذعور / مِمّا يتَوَقَّع
فَكَم جَذلٌ مَسرور / يَقولُ وَيَسمَع
أَبو حَفص هُ سُلطاني / اللَهُ يَحرزولي
هُ آمنّي هُ أَغناني / هُ بَلَغن سولي
حَيِّ الوُجوهَ المِلاحا
حَيِّ الوُجوهَ المِلاحا / وَحَيِّ نُجلَ العُيون
هَل في الهَوى مِن جُناحٍ /
أَو في نَديمٍ وَراح /
رامَ النَصوحُ صَلاحي /
وَكَيفَ أَرجو صَلاحاً / بَينَ الهَوى وَالمُجونِ
أَبكى العُيونَ البَواكي /
تِذكارَ أُختِ السماكِ /
حَتّى حَمام الأَراكِ /
بَكى بِشَجوي وَناحا / عَلى فُروعِ الغُصونِ
أَلقى إِلَيها زِمامَه /
صَبٌّ يُداري غَرامَه /
وَلا يُطيقُ اِكتِتامَه /
غَدا بِشَوقٍ وَراحا / ما بَينَ شَتّى الظُنونِ
يا غائِباً لا يَغيبُ /
أَنتَ البَعيدُ القَريبُ /
كَم تَشتَكيكَ القُلوب /
أَثخنتهُنَّ جِراحاً / فَاِسأَل سِهامَ الجُفونِ
يا راحِلاً لَم يودّع /
رَحَلتَ بِالأُنسِ أَجمَع /
وَالفَجرُ يُعطي وَيَمنَع /
مَرَت عَينَيكَ الملاحا / سِحر وَما وَدَّعوني
ما لِلمَولَّهِ مِن سُكرِهِ لا يُفيق
ما لِلمَولَّهِ مِن سُكرِهِ لا يُفيق / يا لَه سَكران
مِن غَيرِ خَمرٍ يا للكَئيبِ المَشوق / يَندُبُ الأَوطان
هَل تُستَعادُ أَيّامُنا بِالخَليج / وَلَيالينا
إِذ يستَفادُ مِنَ النَسيم الأَريج / مِسكَ دارينا
وَإِذ يَكادُ حُسنُ المَكانِ البَهيج / أَن يُحيينا
نَهرٌ أَظَلَّهُ دوحٌ عَلَيهِ أَنيق / مورِق الأَفنان
وَالماءُ يَجري وَعائِمٌ وَغَريق / مِن جَنى الرَيحان
أَو هَل أَديب يَحيي لَنا بِالغروس / ما كانَ أَحلى
مَعي الحَبيبُ وَصافِيات الكُؤوس / فَاِسقِني وَاِملا
عَيشٌ يَطيب وَمَنزَهٌ كَالعَروس / عِندَما تجلى
عَيشٌ لَعَلَّهُ يَعودُ مِنهُ فَريق / كَالَّذي قَد كان
أَضغاثُ فِكرٍ تَحدو بِهِ وَتَسوق / هذِهِ الأَلحان
يا صاحِبيّا إِلى مَتى تَعذِلاني / أَقصِرا شيّا
قَد مِتُّ حَيّاً وَالمُبتَلى بِالغَواني / مَيِّتٌ حَيّا
جَنى عَليّا عَذبَ اللَمى وَالمَعاني / عاطِرٌ رَيّا
هِلالٌ كُلُّهُ غَزال إِنسٍ يَفوق / سائِرَ الغِزلانِ
يا لَيتَ شِعري هَل لي إِلَيهِ طَريق / أَو إِلى السلَوان
مَن يَميلُ كَأَنَّهُ في التَثَنّي / غُصنُ البانَه
خَلقٌ جَميلٌ عَلَيهِ مِن كُلِّ حُسنٍ / رَونَقٌ زانَه
خودٌ تَقول لَيسَت كَأُخرى تُغَنّي / وَهيَ سَكرانَه
نَعَم ياللَهِ يَعشَقُني وَأَنا عَشيق / وَنَحنُ صِبيان
لَس بِاللَهِ نَدري دَع كُلَّ حَد مَعَ رَفيق / إِش يَكونُ إِن كان
قَلبٌ مدلَهٌ وَفي الضُلوعِ حَريق
قَلبٌ مدلَهٌ وَفي الضُلوعِ حَريق / يا لَهُ لا كان
يُذيبُ صَبري وَلا تَزالُ تُريق / دَمعَها الأَجفان
أُخت السماكِ شَوقي إِلَيكِ شَديد / آه مِن قَلبي
أَمّا هَواكِ فَثابَت وَيَزيد / الهَوى حَسبي
عَلى نَواكِ أَنّي هُناكَ شَهيد / مَعرَكَ الحُبِّ
يا مَن أَضلَّه عَنِ الصَواب فَريق / قَولُهُم بُهتان
بَل لَيسَ تَدري أَنَّ العَذول حَقيق / مِنكَ بِالهِجران
قلبٌ قَريح وَفي الفُؤاد كُلوم / أَبَداً تَدمى
وَيا مُشيح إِلى مَتى تَستَديم / جَسَدي سُقما
وَيا نَصوح أَهدى إِلَيكَ المَلوم / أُذناً صَمّا
أَطَلتَ عَذلَهُ وَما أَراكَ تُطيق / رَدَّهُ عَن شان
وَأَيُّ نُكرٍ أَن يُستَلامَ مَشوق / عُذرُهُ قَد بان
كَذا أَذوبُ وَلا يَزالُ الغَليل / جَسَدي يَضنى
فَرَّ الطَبيب مِن عِلَّتي وَيَقول / أَينَ هُوَ مِنّي
وَلي حَبيبٌ يَسلو الوِصال بَخيل / سَيِّءُ الظَنِّ
إِن رُمتُ وَصلَهُ قالَ أَنتَ صَديق / ضيّعَ الكِتمان
إِن باحَ سِرّي أَنّي بِذا لَخَليق / وَبَدا إِعلان
يا مَن لَدَيهِ حُسنُ المِلاح / حَقيرٌ كُلَّما تاهوا
وَمَن عَلَيهِ حَربُ المَوالي / يَسير حينَ يَلقاهُ
وَمَن إِلَيهِ أَشكو الهَوى / وَيَجورُ حَسبيَ اللَهُ
يا خَيرَ جملَه فيك الجَمالُ / أَنيقٌ وَالصَباريان
أَنا لَعَمري في مُقلَتَيكَ / أَفوقُ في الهَوى غيلان
يا مَن يُطيلُ مِنَ الصُدودِ كَفاكا / اِستَمِع مِنّي
وَيا عَذول أَلَيسَ تَملِكُ فاكا / اِنتَهِ عَنّي
وَيا بَخيل أَلا أَبَحتَ لَماكا / جودُ مُمتَنّ
قَبِّلني قُبلَه وَمَرّ عَنّي طَريق / ذا الرَشا الوَسنان
يا لَيتَ شِعري وَفي طَريقي لَحيق / أَملَج الغُزلان
لَأَتبَعنَّ الهَوى
لَأَتبَعنَّ الهَوى / إِلى أَقاصيه
حَتّى يَقولَ فَريقٌ / رَقَّت حَواشيه
ما عيلَ مصطَبري / لَولاكَ يا يَحيى
أَموتُ بِالنَظَر / وَتارَةً أَحيا
ما شِئتُ مِن خَبَر / يا بِدع في الأَشيا
صَبٌّ يُقاسي النَوى / فيما يُقاسيه
يَفيضُ وادي العَقيق / عَلى مَآقيه
مَن لي بِوَجهِ جَمعٍ / مَحاسِنَ الصُوَر
يُغني إِذا ما طَلَع / عَن مَطلَعِ القَمَر
وَمَبسَمٍ لَم يَدَع / صَبراً لِمُصطَبِر
مِثل الأَقاحِ اِستَوى / فَباتَ يَسقيه
ريقٌ كَأَنَّ الرَحيقَ / مُشَعشَع فيه
دَمعي جَرى فَنَطَق / عَن بَعضِ ما أَجِد
وَمسعِدي في الأَرَق / وَالناسُ قَد رَقَدوا
نَجمٌ ضَعيفُ الرَمَق / حَيران مُنفَرِدُ
يَلوحُ ضعفَ القوى / عَلى تَوانيهِ
مِثل اِلتِماسِ الغَريق / ما لَيسَ يُنجيهِ
وَجهٌ كَمِثلِ الهِلالِ / يَبدو عَلى غُصنِ
رَصعتهُ بِالجَمالِ / وَتُحفَةُ الحُسنِ
فَعِندَ ذلِكَ قالَ / قولوا لَهُ عَنّي
لَس نَرتَضي لَو سِوى / وَصفي وَتَشبيهي
يُريدُ نَكون لي صَديق / يَصبرُ عَلى تيهي