القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ زُهْر الحَفِيد الكل
المجموع : 34
سَدَلنَ ظَلامَ الشُعور
سَدَلنَ ظَلامَ الشُعور /
عَلى أَوجُهٍ كَالبُدور /
سَفَرنَ فَلاحَ الصَباح /
هَزَزنَ قُدودَ الرِماح /
ضَحِكنَ اِبتِسامَ الأَقاح /
كَأَنَّ الَّذي في النُحور /
تَخَيَّرنَ مِنهُ الثُغور /
سَلوا مُقلَتَي ساحِر /
عَنِ السِحرِ وَالساحِرِ /
وَعَن نَظَرٍ حائِرٍ /
يَريشُ سِهامَ الفُتور /
وَيَرمي خَبايا الصُدور /
لَقَد هِمتُ وَيحي بِها /
وَذَلَّلَ قَلبي لَها /
أَما وَالهَوى أَنَّها /
لَظَبيُ كِناس نَفور /
تَغارُ عَلَيهِ الخُدور /
حُرِمتُ لَذيذَ الكرى /
سَهِرتُ وَنامَ الوَرى /
تُرى لَيتَ شعري ترى /
أَساعات لَيلي شُهور /
أَمِ اللَيلُ حَولي يَدور /
ظَفِرت بِصَبٍّ كَئيب /
فَنَكدٌ وَعَذبٌ وَجور /
وَأَسرف غُلامك صَبور /
حَسبَ الخَليعِ مَلجا
حَسبَ الخَليعِ مَلجا / رَوضٌ عَلى غَدير
وَقَهوَةٌ مُدارَه / أَنفاسُها عَبير
صَفراء بِنتُ دَنٍّ / بِالنورِ تَطلُع
يَنشقُّ كُلُّ دَجنٍ / عَنها وَيَنصَدِع
إِبريقُها يُغَنّي / وَالكَأسُ يَستَمِع
وَلا تَزالُ ترجى / لِلحادِثِ النَكير
لِلهَمِّ إِن أَثارَه / بَينَ الحَشا مُنير
هَلِ الكُؤوس راحَه / لِذي بَلابِل
يا واحِدَ المَلاحَه / بَعدَ اِبنِ راحِل
هذي النَوى مُباحَه / فَاِحفَظ وَسائِلي
ما لِلكَئيبِ مَنجى / إِذ باتَ في سَمير
قَلبٌ يَشُبُّ ناره / في أَدمُعٍ تَفور
قَد مِلت كُلَّ مَيلٍ / لِجانِبِ الصبا
وَيلٌ وَأَيُّ وَيلٍ / لِكُلِّ مَن صَبا
أَعيا عَليّ لَيلي / شَرقاً وَمَغرِبا
كَواكِب تُزجى / تُزاحِفُ الكَسير
فَهُنَّ في اِستِدارَة / وَاللَيلُ كَالأَسير
مَلكٌ لَهُ جُنود / مِن طَرفِهِ الكَحيل
أَلحاظُهُ تَرود / في هذِهِ العُقول
وَريقُهُ البرود / وَخَدُّه الأَسيل
راح تَقل فَلجا / كَالدُرِّ في النُحور
وَنور جلّنارَه / في سَوسَنٍ نَضير
لَمّا نَأَيتَ عَنّي / وَبِتّ مُكمَدا
عَلَّلت بِالتَمَنّي / قَلباً مُفردا
وَإِذ قَرُبتَ مِنّي / غَدَوتَ مُنشِدا
بُشرى لِكُلِّ مَن جا / بِإِقبالِ الوَزير
أَن يُعطى مِن بِشارَه / ما يُعطى البَشير
عَبرَةٌ تَسيل
عَبرَةٌ تَسيل / وَدَمٌ عَلى الأَثَر
قَد صَبَرت حَتّى / لاتَ حينَ مُصطَبَري
لا أُطيقُ كَتماً / ضِقتُ بِالأَسى ذَرعا
زائِرٌ أَلَمّا / يَلبسُ الدُجى دِرعا
حَجَبوهُ لَمّا / صارَ صورَة بدعا
وَكَذا الأفول / مِن عَوائدِ القَمَر
قَلما تَأتي / أَمَل بِلا كَدَر
صادَني وَلَم يَدرِ ما صادا
صادَني وَلَم يَدرِ ما صادا /
شادِن سبى اللَيثَ فَاِنقادا /
وَاِستَخَفَّ بِالبَدرِ أَو كادا /
يا لَهُ قَد ضَمَّ بِالغُصنِ إِزرارَه /
وَبِالحقفِ زِنارَه /
لَو أَجازَ حُكمي عَلَيه /
لَاِقتَرَحتُ تَقبيلَ نَعلَيه /
لا أَقولُ أَلثِمُ خَدَّيه /
أَنا مَن يُعظِّم وَاللَهِ مِقدارَه /
وَيلزمُ إِكبارَه /
يا سِماك حَسبُكَ أَو حَسبي /
قَد قَضيتُ في حُبِّكُم نَحبي /
وَاِحتَسَبتُ نَفسي في الحُبِّ /
إِنَّها نَفسٌ لِذا الحُبِّ مُختارَه /
وَبِالسوءِ أَمّارَه /
عارَضَ الفُؤاد بِأَشجانِه /
وَمَضى عَلى حُكمِ سُلطانِه /
فَاِنبَرَيتُ في بَعضِ أَوطانِه /
تارَة أُقبِّل في التُربِ آثارِه /
وَأَندبُهُ تارَه /
أَيُّها المُدل بِأَجفانِه /
كَم وَفيت وَالغَدرُ مِن شانِه /
وَأَقولُ في بَعضِ هِجرانِه /
وَعَلش حَبيب قَطَعت الزِيارة /
وَعَينَيكَ سَحّارَه /
سَلِّمَ الأَمرَ لِلقَضا
سَلِّمَ الأَمرَ لِلقَضا / فَهوَ لِلنَّفسِ أَنفَع
وَاِغتَنِم حينَ أَقبَلا /
وَجهَ بَدرٍ تَهَلَّلا /
لا تَقُل بِالهُمومِ لا /
كُلُّ ما فاتَ وَاِنقَضى / لَيسَ بِالحُزنِ يَرجِع
وَاِصطَبِح بِاِبنَةِ الكُروم /
مِن يَدي شادِنٍ رَخيم /
حينَ يفتَرُّ عَن نَظيم /
فيهِ بَرقٌ قَد أَومَضا / وَرَحيقٌ مُشَعشَع
أَنا أَفديهِ مِن رَشا /
أَهيَفَ القَدِّ وَالحَشا /
سَقى الحُسن فَاِنتَشا /
مُذ تَوَلّى وَأَعرَضا / فَفُؤادي يقطَع
مِن لِصبٍّ غَدا مُشَوَّق /
ظَلَّ في دَمعِهِ غَريق /
حينَ أَموا حِمى العَقيق /
وَاِستَقَلّوا بِذي الغَضا / أَسَفي يَومَ وَدَّعوا
ما تَرى حينَ أَظعنا /
وَسَرى الرَكبُ موهنا /
وَاِكتَسى اللَيلُ بِالسَنا /
نورُهُم ذا الذَّي أَضا / أَم مَعَ الرَكبِ يوشَعُ
يا مَن تَعاطَينا الكُؤوسَ عَلى اِدكارِه
يا مَن تَعاطَينا الكُؤوسَ عَلى اِدكارِه /
وَقَضى عَلى قَلبي فَلَم يَأخُذ بِثارِه /
وَأَقَرّ أَحكامَ القصاصِ عَلى اِختِيارِه /
إِن أَقُل حَسبي / فَالجورُ تَأباهُ الطِباع
عَلّقتهُ ما شِئت مِن حُسنٍ بَديعِ /
أَودى بِقَلبي وَاِستَنامَ إِلى ضُلوعي /
فَأَقامَها في مَوضِعِ القَلبِ الصَديعِ /
شِيمُ الحُبِّ / تَكليفُ ما لا يُستَطاع
سِرُّ الهَوى شَيءٌ يَؤولُ إِلى اِفتِضاح /
فَالشَمسُ ضاقَ بِحملِها طَلعُ الصَباح /
أُخت السماكِ دعاء مَن غاظَ اللَواحي /
إِن يَهِم قَلبي / فَالحُسنُ أَمّارٌ مُطاع
ما لِلحَبيبِ أَجَدّ مُرتَحِلاً وَسارا /
لا صَبر لي عَنهُ وَلَو رُمتُ اِصطِبارا /
مَلَأَ القُلوبَ جَوىً وَأَذكاها أُوارا /
سَل عَنِ الرَكبِ / هَل يُستَطاعُ لَهُ اِرتِجاع
عَقلي تَحَمَّلَ إِن أَلَمّ بيَ الرَقيب /
إِنَّ المُحِبِّ لِمِثلِها لا يَستَريب /
ذكرَ الحَبيب فَقُلتُ مَن هذا الحَبيب /
رَبِّ يا رَبِّ / هذا الحَبيب اِجمَعني ماع
أَيُّها الساقي إِلَيكَ المُشتَكى
أَيُّها الساقي إِلَيكَ المُشتَكى / قَد دَعَوناكَ وَإِن لَم تَسمَع
وَنَديمٌ هِمتُ في غُرّتِه /
وَشَرِبت الراحَ مِن راحَتِه /
كُلَّما اِستَيقَظَ مِن سَكرَتِه /
جَذَبَ الزِقَّ إِلَيهِ وَاِتَّكا / وَسَقاني أَربَعاً في أَربَع
غُصنَ بانٍ مالَ مِن حَيثُ اِستَوى /
باتَ مَن يَهواهُ مِن فَرطِ النَوى /
خافِقُ الأَحشاءِ موهونُ القُوى /
كُلَّما فَكَّرَ في البَينِ بَكى / ما لَهُ يَبكي لِما لَم يَقَع
ما لِعَيني عَشيت بِالنَظَرِ /
أَنكَرَت بَعدَكَ ضوءَ القَمَرِ /
عَشِيَت عَينايَ مِن طولِ البُكا / وَبَكى بَعضي عَلى بَعضي مَعي
لَيسَ لي صَبرٌ وَلا لي جَلَد /
يا لَقَومي عَذَلوا وَاِجتَهَدوا /
أَنكَروا شَكوايَ مِمّا أَجِدُ /
مِثلُ حالي حَقُّها أَن تَشتَكي / كَمَد اليَأس وَذُلَّ الطَمَعِ
كَبدٌ حَرّى وَدَمعٌ يَكِفُ /
يَعرِفُ الذَنبَ وَلا يَعتَرِفُ /
أَيُّها المُعرِضُ عَمّا أَصِفُ /
قَد نَما حُبُّكَ عِندي وَزَكا / لا تَقُل إِنّي في حُبِّكَ مُدّع
هَل لِلعَزا فيكَ سَبيلُ
هَل لِلعَزا فيكَ سَبيلُ / يا هاجِري ما أَغدَرك
ذُدتَ الكرى عَن بَصَري / لِلَّهِ طَرفٌ أَبصَرك
طاوَعتَ في أَمري النَوى / وَلَم تَرقَ لي شَفَقا
وَلَيسَ لي ذَنبٌ سِوى / أَمرٌ لِحيني سَبَقا
تَجورُ أَحكامُ الهَوى / لَيتَ الهَوى ما خُلِقا
صَيَّرَني عَبداً ذَليل / إِذ كانَ مَولى صَيّرَك
وَلَم يَكُن في القَدر / مِن حيلَة أَن أحذَرك
يا طَلعَةَ الشَمسِ أَما / أَصلَحتِ ذاكَ الخَلقا
جَعَلتِ قُربي حَرَماً / هَيَّجت جِسمي حَرقا
وَلَم تَعرُج كُلَّما / جِئتُك أَشكو الأَرَقا
وَقامَ لِلوَجدِ دَليل / بِالسِرِّ مِنّي أَخبَرك
أَخَذتَ في قَتلِ بَري / وَلَم تُحَقِّق نَظَرَك
حَكَمتَ حُبّي زَمَناً / عَن عِلمِكُم مُنتَزَحا
وَلَم أَكُن أُبدي الضَنا / وَلا كَشَفتُ البرَحا
حَتّى إِذا الحَينُ دَنا / أَدرَكت مِنّي لمحا
وَكانَ مِن رَأيِ العَذول / إِذ غَشَّني أَن أَهجُرك
وَأَنتَ بِالهَجرِ حَري / لكِنّ وَجدي أظفَرَك
بَردُ جَوىً في كَبِدي / وَاِعطِف لِظَمآنٍ صَدي
يا مَن سَباني رَشَدي / وَبَزّ نَفسي جَلَدي
تَاللَهُ ما في جَسَدي / مَوضِعُ لَمسٍ لِيَدِ
إِلّا سقامٌ وَنُحول / لَم يُبقِ لي وَلا تَرَك
جاوَزتَ حَدَّ البَشَرِ / يا مُهجَتي ما أَصبَرَك
بَعدَكَ ما نِمتُ وَلا / أَلِفتُ إِلّا السَهَرا
في لَيلَةٍ طالَت بِلا / صُبحٍ وَلا ضوءٍ يُرى
فَقُلتُ وَالبَدرُ عَلى / حينٍ مِنَ اللَيلِ سَرى
يا لَيلُ طُل أَو لا تَطول / لا بُدَّ لي أَن أَسهَرَك
لَو باتَ عِندي قَمَري / ما بِتُّ أَرعى قَمَرَك
بِأَبي مَن رابَها نَظَري
بِأَبي مَن رابَها نَظَري / فَبَدا في وَجهِها الخَجَلُ
أَمَهاة تِلكَ أَم بَشَرُ /
لِلوَرى في حُسنِها عِبَرُ /
غُصنُ بانٍ فَوقَهُ قَمَرُ /
وَرَحيقٌ جالَ في دُرَر / أَينَ مِنهُ وَيحَكَ القُبَلُ
بَدرٌ ثمَّ غابَ في الكَلَلِ /
فَنَأى عَنّي وَلَم يَزَلِ /
وَحَياةُ الأَعيُنِ النُجلِ /
ما يُطيقُ البَينُ مِن ضَرَر / فَوقَ ما ناءَت بِهِ الكلَلُ
يا غَزالاً راعَهُ شَرَك /
هَل لِقَلبي عَنكَ مترَك /
أَو عَلى عَينَيكَ لي دَرَك /
في سنانِ الغنجِ وَالحورِ / ما جَناهُ الكحلُ وَالكحلُ
بِتُّ بَينَ الدَمعِ وَالسُهدِ /
واضِعاً كَفّي عَلى كَبِدي /
وَيَدي الأُخرى تَشُدُّ يَدي /
وَتَراءى المَوتُ في صُوَرٍ / غَيرَ أَن لَم يَبلُغِ الأَجَلُ
أَينَ مِنّي الصَبرُ وَالجَلدُ /
ضِقتُ ذَرعاً بِالَّذي أَجِدُ /
الهَوى وَالبَثُّ وَالكَمَدُ /
مَن أَرادَ أَن يَدري إيش خَبَري / عِشق هُوَ أَي قَلب يَحتَمِلو
جَنَت مَقلُ الغُزلانِ
جَنَت مَقلُ الغُزلانِ / جَنايا الشُمول
عَلى عالَمِ الإِنسانِ / جيلاً بَعدَ جيل
أَهيمُ بِمَن يطغيهِ / عَلى الجَمال
أُداريهِ أَستَرضيه / فَيَأبى الدَلال
لَقَد عَذَلوني فيهِ / وَقالوا وَقالوا
عَلى حينِ قَد أَلهاني / عَن قالَ وَقيل
لَيلُ الصَدِّ وَالهِجران / وَيَومُ الرَحيل
إِلى كَم أُداري اللُوّام / مَثنى وَفُرادى
وَتَاللَهِ أخرى الأَيّام / لا أُعطي قِيادا
لَهفي صِرت بَينَ الأَقوام / حَديثاً مُعادا
وَقَد قَعَدت أَشجاني / بِكُلِّ سَبيل
وَلا عَهدَ بِالسلوان / وَلا يَنبَغي لي
هُوَ الحُسنُ لا أَختارُ / مَطلوباً عَلَيهِ
وَجهٌ تُشرِقُ الأَنوارُ / عَلى صَفحَتَيهِ
وَتَستَبِقُ الأَبصار / إِلَيهِ إِلَيهِ
وَقَد كَغُصنِ البانِ / في حقفٍ مَهيل
فَذاكَ الَّذي يَلحاني / عَلَيهِ عَذولي
يَا اِبنَ الناصِرِ المَنصور / بِا اِبنِ المَجدِ أَجمَع
أَنتَ الأَمنُ لِلمَذعور / مِمّا يتَوَقَّع
فَكَم جَذلٌ مَسرور / يَقولُ وَيَسمَع
أَبو حَفص هُ سُلطاني / اللَهُ يَحرزولي
هُ آمنّي هُ أَغناني / هُ بَلَغن سولي
حَيِّ الوُجوهَ المِلاحا
حَيِّ الوُجوهَ المِلاحا / وَحَيِّ نُجلَ العُيون
هَل في الهَوى مِن جُناحٍ /
أَو في نَديمٍ وَراح /
رامَ النَصوحُ صَلاحي /
وَكَيفَ أَرجو صَلاحاً / بَينَ الهَوى وَالمُجونِ
أَبكى العُيونَ البَواكي /
تِذكارَ أُختِ السماكِ /
حَتّى حَمام الأَراكِ /
بَكى بِشَجوي وَناحا / عَلى فُروعِ الغُصونِ
أَلقى إِلَيها زِمامَه /
صَبٌّ يُداري غَرامَه /
وَلا يُطيقُ اِكتِتامَه /
غَدا بِشَوقٍ وَراحا / ما بَينَ شَتّى الظُنونِ
يا غائِباً لا يَغيبُ /
أَنتَ البَعيدُ القَريبُ /
كَم تَشتَكيكَ القُلوب /
أَثخنتهُنَّ جِراحاً / فَاِسأَل سِهامَ الجُفونِ
يا راحِلاً لَم يودّع /
رَحَلتَ بِالأُنسِ أَجمَع /
وَالفَجرُ يُعطي وَيَمنَع /
مَرَت عَينَيكَ الملاحا / سِحر وَما وَدَّعوني
ما لِلمَولَّهِ مِن سُكرِهِ لا يُفيق
ما لِلمَولَّهِ مِن سُكرِهِ لا يُفيق / يا لَه سَكران
مِن غَيرِ خَمرٍ يا للكَئيبِ المَشوق / يَندُبُ الأَوطان
هَل تُستَعادُ أَيّامُنا بِالخَليج / وَلَيالينا
إِذ يستَفادُ مِنَ النَسيم الأَريج / مِسكَ دارينا
وَإِذ يَكادُ حُسنُ المَكانِ البَهيج / أَن يُحيينا
نَهرٌ أَظَلَّهُ دوحٌ عَلَيهِ أَنيق / مورِق الأَفنان
وَالماءُ يَجري وَعائِمٌ وَغَريق / مِن جَنى الرَيحان
أَو هَل أَديب يَحيي لَنا بِالغروس / ما كانَ أَحلى
مَعي الحَبيبُ وَصافِيات الكُؤوس / فَاِسقِني وَاِملا
عَيشٌ يَطيب وَمَنزَهٌ كَالعَروس / عِندَما تجلى
عَيشٌ لَعَلَّهُ يَعودُ مِنهُ فَريق / كَالَّذي قَد كان
أَضغاثُ فِكرٍ تَحدو بِهِ وَتَسوق / هذِهِ الأَلحان
يا صاحِبيّا إِلى مَتى تَعذِلاني / أَقصِرا شيّا
قَد مِتُّ حَيّاً وَالمُبتَلى بِالغَواني / مَيِّتٌ حَيّا
جَنى عَليّا عَذبَ اللَمى وَالمَعاني / عاطِرٌ رَيّا
هِلالٌ كُلُّهُ غَزال إِنسٍ يَفوق / سائِرَ الغِزلانِ
يا لَيتَ شِعري هَل لي إِلَيهِ طَريق / أَو إِلى السلَوان
مَن يَميلُ كَأَنَّهُ في التَثَنّي / غُصنُ البانَه
خَلقٌ جَميلٌ عَلَيهِ مِن كُلِّ حُسنٍ / رَونَقٌ زانَه
خودٌ تَقول لَيسَت كَأُخرى تُغَنّي / وَهيَ سَكرانَه
نَعَم ياللَهِ يَعشَقُني وَأَنا عَشيق / وَنَحنُ صِبيان
لَس بِاللَهِ نَدري دَع كُلَّ حَد مَعَ رَفيق / إِش يَكونُ إِن كان
قَلبٌ مدلَهٌ وَفي الضُلوعِ حَريق
قَلبٌ مدلَهٌ وَفي الضُلوعِ حَريق / يا لَهُ لا كان
يُذيبُ صَبري وَلا تَزالُ تُريق / دَمعَها الأَجفان
أُخت السماكِ شَوقي إِلَيكِ شَديد / آه مِن قَلبي
أَمّا هَواكِ فَثابَت وَيَزيد / الهَوى حَسبي
عَلى نَواكِ أَنّي هُناكَ شَهيد / مَعرَكَ الحُبِّ
يا مَن أَضلَّه عَنِ الصَواب فَريق / قَولُهُم بُهتان
بَل لَيسَ تَدري أَنَّ العَذول حَقيق / مِنكَ بِالهِجران
قلبٌ قَريح وَفي الفُؤاد كُلوم / أَبَداً تَدمى
وَيا مُشيح إِلى مَتى تَستَديم / جَسَدي سُقما
وَيا نَصوح أَهدى إِلَيكَ المَلوم / أُذناً صَمّا
أَطَلتَ عَذلَهُ وَما أَراكَ تُطيق / رَدَّهُ عَن شان
وَأَيُّ نُكرٍ أَن يُستَلامَ مَشوق / عُذرُهُ قَد بان
كَذا أَذوبُ وَلا يَزالُ الغَليل / جَسَدي يَضنى
فَرَّ الطَبيب مِن عِلَّتي وَيَقول / أَينَ هُوَ مِنّي
وَلي حَبيبٌ يَسلو الوِصال بَخيل / سَيِّءُ الظَنِّ
إِن رُمتُ وَصلَهُ قالَ أَنتَ صَديق / ضيّعَ الكِتمان
إِن باحَ سِرّي أَنّي بِذا لَخَليق / وَبَدا إِعلان
يا مَن لَدَيهِ حُسنُ المِلاح / حَقيرٌ كُلَّما تاهوا
وَمَن عَلَيهِ حَربُ المَوالي / يَسير حينَ يَلقاهُ
وَمَن إِلَيهِ أَشكو الهَوى / وَيَجورُ حَسبيَ اللَهُ
يا خَيرَ جملَه فيك الجَمالُ / أَنيقٌ وَالصَباريان
أَنا لَعَمري في مُقلَتَيكَ / أَفوقُ في الهَوى غيلان
يا مَن يُطيلُ مِنَ الصُدودِ كَفاكا / اِستَمِع مِنّي
وَيا عَذول أَلَيسَ تَملِكُ فاكا / اِنتَهِ عَنّي
وَيا بَخيل أَلا أَبَحتَ لَماكا / جودُ مُمتَنّ
قَبِّلني قُبلَه وَمَرّ عَنّي طَريق / ذا الرَشا الوَسنان
يا لَيتَ شِعري وَفي طَريقي لَحيق / أَملَج الغُزلان
لَأَتبَعنَّ الهَوى
لَأَتبَعنَّ الهَوى / إِلى أَقاصيه
حَتّى يَقولَ فَريقٌ / رَقَّت حَواشيه
ما عيلَ مصطَبري / لَولاكَ يا يَحيى
أَموتُ بِالنَظَر / وَتارَةً أَحيا
ما شِئتُ مِن خَبَر / يا بِدع في الأَشيا
صَبٌّ يُقاسي النَوى / فيما يُقاسيه
يَفيضُ وادي العَقيق / عَلى مَآقيه
مَن لي بِوَجهِ جَمعٍ / مَحاسِنَ الصُوَر
يُغني إِذا ما طَلَع / عَن مَطلَعِ القَمَر
وَمَبسَمٍ لَم يَدَع / صَبراً لِمُصطَبِر
مِثل الأَقاحِ اِستَوى / فَباتَ يَسقيه
ريقٌ كَأَنَّ الرَحيقَ / مُشَعشَع فيه
دَمعي جَرى فَنَطَق / عَن بَعضِ ما أَجِد
وَمسعِدي في الأَرَق / وَالناسُ قَد رَقَدوا
نَجمٌ ضَعيفُ الرَمَق / حَيران مُنفَرِدُ
يَلوحُ ضعفَ القوى / عَلى تَوانيهِ
مِثل اِلتِماسِ الغَريق / ما لَيسَ يُنجيهِ
وَجهٌ كَمِثلِ الهِلالِ / يَبدو عَلى غُصنِ
رَصعتهُ بِالجَمالِ / وَتُحفَةُ الحُسنِ
فَعِندَ ذلِكَ قالَ / قولوا لَهُ عَنّي
لَس نَرتَضي لَو سِوى / وَصفي وَتَشبيهي
يُريدُ نَكون لي صَديق / يَصبرُ عَلى تيهي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025