القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : يَزيد بنُ الطَّثَرِيّة الكل
المجموع : 64
يا أُمَّ عَمروٍ أَنجِزي المَوعودا
يا أُمَّ عَمروٍ أَنجِزي المَوعودا / وَاِرعَي بِذاكَ أَمانَةً وَعُهودا
وَلَقَد طَرَقتُ كِلابَ أَهلِكِ بِالضُحى / حَتّى تَرَكنَ عُقورَهُنَّ رُقودا
يَضرِبنَ بِالأَذنابِ مِن فَرَحٍ بِنا / مُتَوَسِّداتٍ أَذرُعاً وَخُدودا
أَلا يا صَبا نَجدٍ لَقَد هِجتُ مِن نَجدِ
أَلا يا صَبا نَجدٍ لَقَد هِجتُ مِن نَجدِ / فَهَيَّجَ لي مَسراكَ وَجداً عَلى وَجدِ
أَإِن هَتَفَت وَرقاءُ في رَونَقِ الضُحى / عَلى فَنَنٍ غَضِّ النَباتِ مِنَ الرَندِ
بَكَيتُ كَما يَبكي الحَزينُ صَبابَةً / وَذُبتُ مِنَ الحُزنِ المُبَرِّحِ وَالجَهدِ
أَلا هَل مِنَ البَينِ المُفَرِّقِ مِن بُدٍّ / وَهَل لِلَيالٍ قَد تَسَلَّفنَ مِن رَدِّ
وَهَل مِثلُ أَيّامي بِنَعفِ سُوَيقَةٍ / رَواجِعُ أَيّامٍ كَما كُنَّ بِالسَعدِ
وَهَل أَخَوايَ اليَومَ إِن قُلتَ عَرِّجا / عَلى الأَثلِ مِن وِدّانَ وَالمَشرَبِ البَردِ
مُقيمانِ حَتّى يَقضِيا لي لُبانَةً / فَيَستَوجِبا أَجري وَيَستَكمِلا حَمدي
وَإِلّا فَروحا وَالسَلامُ عَلَيكُما / فَما لَكُما غِيِّي وَما لَكُما رُشدي
وَما بِيَدي اليَومَ حَبلي الَّذي / أُنازِعُ مِن إِرخائِهِ لا وَلا شَدِّ
وَلَكِن بِكَفّي أُمَّ عَمروٍ فَلَيتَها / إِذا وَلِيَت رَهناً تِلي الرَهنَ بِالقَصدِ
وَيا لَيتَ شِعري ما الَّذي تَحدِثنَ لي / نَوى غُربَةٍ بَعدَ المَشَقَّةِ وَالبُعدِ
نَوى أُمِّ عَمروٍ حَيثُ تَقتَرِبُ النَوى / بِها ثُمَّ يَخلو الكاشِحونَ بِها بَعدي
أَتَصرُمُني عِندَ الَّذينَ هُمُ العِدا / لِتُشمِتَهُم بي أَم تَدومُ عَلى الوِدِ
وَظَنّي بِها وَاللَهِ أَن لَن يَضيرَني / وُشاةٌ لَدَيها لا يَضيرونَها عِندي
وَقَد زَعَموا أَنَّ المُحِبَّ إِذا دَنا / يُمِلُّ وَأَنَّ النَأيَ يُشفي مِنَ الوَجدِ
بِكُلٍّ تَداوَينا فَلَم يُشفَ ما بِنا / عَلى أَنَّ قُربَ الدارِ خَيرٌ مِنَ البُعدِ
هَوايَ بِهَذا الغَورِ غَورِ تَهامَةٍ / وَلَيسَ بِهَذا الجَلسِ مِن مُستَوى نَجدِ
فَوَاللَهِ رَبِّ البَيتِ لا تَجِدِينَني / تَطَلَّبتُ قَطعَ الحَبلِ مِنكِ عَلى عَمدِ
وَلا أَشتَري أَمراً يَكونُ قَطيعَةٌ / لِما بَينَنا حَتّى أُغَيَّبَ في لَحدي
فَمِن حُبِّها أَحبَبتُ مَن لَيسَ عِندَهُ / يَدٌ بِيَدٍ تُجزي وَلا مِنَّةٌ عِندي
أَلا رُبَّما أَهدى لِيَ الشَوقَ وَالجَوى / عَلى النَأيِ مِنها ذِكرَةٌ قَلَّما تُجدي
تَذَكَّرتُ ذاتَ الخالِ مِن فَرطِ حُبِّها / ضُحى وَالقِلاصِ اليَعمُلاتِ بِنا تَخدي
فَما مَلَكَت عَينايَ حينَ ذَكَرتُها / دُموعَهُما حَتّى اِنحَدَرنَ عَلى خَدّي
فَأَنَّبَني صَحبي وَقالوا أَمِن هَوى / بَكَيتَ وَلَو كانوا هُمُ وَجَدوا وَجدي
وَقالوا لَقَد كُنّا نَعُدُّكَ مَرَّةً / جَليداً وَما هَذا بِفِعلِ فَتىً جَلدِ
أَلا لا تَلوماني فَلَستُ وَإِن نَأتِ / بِمُنصَرِمٍ عَنها هَوايَ وَلا وُدّي
أَلَم تَعلَما أَنَّ الرَعابيبَ لَم تَزَل / مَفاتينَ قَبلي لِلكُهولِ وَلِلمُردِ
فَإِن أَغوَ لا تَكتُب عَلَيكُم غِوايَتي / أَجَل لا وَإِن أَرشُد فَلَيسَ لَكُم رُشدي
وَإِنَّ لِذاتِ الخالِ يا صاحِ زَلفَةً / وَمَنزِلَةٌ ما نالَها أَحَدٌ عِندي
سَلي عَنِيَ النُدمانَ حينَ يَقولُ لي / أَخو الكَأسِ مانِ القَومِ في الخَيرِ أَورِدِ
تَراءَت وَأَستارٌ مِنَ البَيتِ دونَها / إِلَينا وَحانَت غَفلَةُ المُتَفَقِّدِ
بِعَينَي مَهاةٌ تَحدُرُ الدَمعَ مِنهُما / بِريمَينِ شَتّى مِن دُموعٍ وَإِثمِدِ
خُوَدٌ يَكونُ بِها القَليلُ يَمَسُّهُ
خُوَدٌ يَكونُ بِها القَليلُ يَمَسُّهُ / مِن طَبعِها عَبَقاً يَطيبُ وَيَكثُرُ
شَكَرَ الكَرامَةَ جِلدُها فَصَفا لَهُ / إِنَّ القَبيحَةَ جِلدُها لا يَشكُرُ
أَلَهفَ أَبي لَمّا أَدَمتُ لَكِ الهَوى
أَلَهفَ أَبي لَمّا أَدَمتُ لَكِ الهَوى / وَأَصفَيتُكِ الوُدَّ الَّذي هُوَ ظاهِرُ
وَجاهَرتُ فيكِ الناسَ حَتّى أَضَرَّ بي / مُجاهَرَتي القَومَ الَّذينَ أُجاهِرُ
وَأَنتِ كَفَيءِ الغُصنِ بَيناً يُظِلُّني / وَيُعجِبُني إِذ زَعزَعَتهُ الأَعاصِرُ
فَصارَ لِغَيري ظِلُّهُ وَهَواؤُهُ / وَدارَت بِجِسمي بَعدَ ذاكَ الهَواجِرُ
بِنَفسِيَ مَن لا بُدَّ أَنِّيَ هاجِرُه
بِنَفسِيَ مَن لا بُدَّ أَنِّيَ هاجِرُه / وَمَن أَنا بِالمَيسورِ وَالعُسرِ ذاكِرُه
وَمَن قَد رَماهُ الناسُ بي فَاِتَّقاهُمُ / بِبَغضِيَ إِلّا ما تَجِنُّ ضَمائِرُه
بِنَفسِيَ مَن لا أُخبِرُ الناسَ بِاِسمِهِ / وَإِن حَمَلَت حِقداً عَلَيَّ عَشائِرُه
بِأَهلي وَمالي مَن جَلَبتُ لَهُ الأَذى / وَمَن ذِكرُهُ مِنّي قَريبٌ أُسامِرُه
وَمَن لَو جَرَت شَحناءُ بَيني وَبَينَهُ / وَحاوَرَني لَم أَدرِ كَيفَ أُحاوِرُه
أَيَثبي أَخا ضَرورَةٍ أَصفَقَ العِدى / عَلَيهِ وَقَلَّت في الصَديقِ أَواسِرُه
وَمُستَخبِرٍ عَنها لِيَعلَمَ ما الَّذي / لَها في فُؤادي غَيرَ أَنّي أُحاذِرُه
فَلَو كُنتُ أَدري أَنَّ ما كانَ كائِنٌ / وَأَنَّ جَديدَ الوَصلِ قَد حُبِّرَ غابِرُه
وَرَدتُ بِهِ عَمياءَ مِنها وَلَم أَكُن / إِذا ما وَشى واشٍ بِلَيلى أُناظِرُه
وَلَمّا تَناهى الحُبُّ في القَلبِ وارِداً / أَقامَ وَسَدَّت بَعدَ عَنّا مَصادِرُه
فَأَيُّ طَبيبٍ يُبرِئُ الحُبَّ بَعدَما / يُسَرُّ بِهِ بَطنُ الفُؤادِ وَظاهِرُه
وَلا بَأسَ بِالهَجرِ الَّذي عَن قِلى / إِذا شَجَرَت عِندَ الحَبيبِ شَواجِرُه
وَلَكِنَّ مِثلَ المَوتِ هِجرانُ ذي الهَوى / حَذارِ الأَعادي وَالحَبيبُ مُجاوِرُه
فَلَمّا رَأَيتُ المالِكيِّينَ كُلِّهِم / إِلَيَّ يُراعي طَرفَهُ وَيُحاذِرُه
تَجَنَّبتُ آتي المالِكيِّينَ وَاِنطَوى / إِلَيَّ جَناحَيَّ الَّذي أَنا ناشِرُه
أَلا أَيُّها البَيتُ الَّذي أَنا هاجِرُه
أَلا أَيُّها البَيتُ الَّذي أَنا هاجِرُه / وَإِنّي بِتِلماحٍ مِنَ الطَرفِ ناظِرُه
لَهَنَّكَ مِن بَيتٍ إِلَيَّ لَمونِقٌ / وَآنِقُ مِن عَيني مِنَ البَيتِ عامِرُه
أَصُدُّ حَياءً أَن يَلِجَّ بِها الهَوى / وَأَنتِ المُنى لَولا عَدوٌّ أُحاذِرُه
وَفيكَ حَبيبُ النَفسِ لَو نَستَطيعُهُ / لَماتَ الهَوى وَالشَوقُ حينَ تُجاوِرُه
فَإِن يَكُنِ الأَعداءُ أَحمَوا كَلامَهُ / عَلَينا فَلَم تُحمَ عَنّا مَناظِرُه
أَتَهجُرُ بَيتاً بِالحِجازِ تَلَعَّبَت / بِهِ الحَربُ وَالأَعداءُ أَم أَنتَ زائِرُه
فَإِن آتِهِ لَم أَنجِ إِلّا بِظَنِّهِ / وَإِن يَأتِهِ غَيري تُنَط بي جَرائِرُه
وَصاتُكَ بِالعُهودِ فَقَد رَأَينا
وَصاتُكَ بِالعُهودِ فَقَد رَأَينا / غُرابَ البَينِ أَوقَعَ ثُمَّ طارا
عَلى قَطَريٍّ نِعمَةٌ إِن جَزى بِها
عَلى قَطَريٍّ نِعمَةٌ إِن جَزى بِها / يَزيدٌ وَإِلّا يُجزِهِ اللَهُ لي أَجرا
دَنَوتُ بِهِ حَتّى رَمى الوَحشَ بَعدَما / رَأى قَطَريٌّ مِن أَوائِلِهِ نَفرا
يَقولونَ صَبراً يا يَزيدُ إِذا نَأَت / فَيا رُبَّ لا تُرزَق عَلى حُبِّها صَبرا
أَنعَتُ عيراً مِن عُيورِ القَهرِ
أَنعَتُ عيراً مِن عُيورِ القَهرِ / أَقمَرَ مِن شَرِّ حَميرِ قُمرِ
صُبحُ أَبياتٍ فُدَيكَ يَجري / مُنزِلَةَ اللُؤمِ وَدارِ الغَدرِ
فَلَقَيتَهُ عِندَ بابِ العَقرِ / يَنشُطُها وَالدَرعُ عِندَ الصَدرِ
نَشَطُّكَ بِالدَلوِ قَراحَ الجَعفَرِ /
أَلا بِئسَما أَن تَجرِموني وَتَغضَبوا
أَلا بِئسَما أَن تَجرِموني وَتَغضَبوا / عَلَيَّ إِذا عاتَبتُكُم يا بَني طَثرِ
يا سَخنَةَ العَينِ لِلجَرميِّ إِذ جَمَعَت
يا سَخنَةَ العَينِ لِلجَرميِّ إِذ جَمَعَت / بَيني وَبَينَ نُوارٍ وَحشَةُ الدارِ
خُبِّرتُهُم عَذَّبوا بِالنارِ جارَتَهُم / وَمَن يُعَذِّبُ غَيرُ اللَهِ بِالنارِ
وَيَومٍ كَظِلِّ الرُمحِ قَصَّرَ طولَهُ
وَيَومٍ كَظِلِّ الرُمحِ قَصَّرَ طولَهُ / دَمُ الزِقِّ عَنّا وَاِصطِفاقُ المَزاهِرِ
كَأَنَّ أَباريقَ الشُمولِ عَشيَّةً / إِوَزَّ بِأَعلى الطَفِّ عوجُ المَناقِرِ
قَضى غُرَمائي حُبَّ أَسماءَ بَعدَما
قَضى غُرَمائي حُبَّ أَسماءَ بَعدَما / تَخَوَّتَني ظُلمٌ لَهُم وَفُجورُ
فَلَو قَلَّ دينُ البَربَرِيِّ قَضَيتُهُ / وَلَكِنَّ دينَ البَربَرِيِّ كَثيرُ
وَكُنتُ إِذا حَلَّت عَلَيَّ دُيونُهُم / أَضُمُّ جَناحي مِنهُمُ فَأَطيرُ
عَلَيَّ لَهُم في كُلِّ شَهرٍ أَديَّةٌ / ثَمانونَ وافٍ نَقدَها وَجَزورُ
نَجيءُ إِلى ثَورٍ فَفيمَ رَحيلُنا / وَثَورٌ عَلَينا في الحَياةِ صَبورُ
أَشُدُّ عَلى ثَورٍ وَثَورٌ إِذا رَأى / بِنا خَلَّةٌ جَزَلُ العَطاءِ شَفورُ
فَذَلِكَ دَأبي ما بَقيتُ وَما مَشى / لِثَورٍ عَلى ظَهرِ البِلادِ بَعيرُ
يا ثَورُ لا تَشتُمَن عِرضي فِداكَ أَبي
يا ثَورُ لا تَشتُمَن عِرضي فِداكَ أَبي / فَإِنَّما الشَتمُ لِلقَومِ العَواويرِ
ما عَقرُ نابٍ لِأَمثالِ الدُمى فَرِدٍ / عَونٍ كِرامٍ وَأَبكارٍ مَعاصيرِ
عَلَقنَ حَولِيَ يَسأَلنَ القِرى أُصُلاً / وَلَيسَ يَمضينَ مِنّي بِالمَعاذيرِ
هَبهُنَّ ضَيفاً عَراكُم بَعدَ هَجعَتِكُم / في قَطقَطٍ مِن سَقيطِ اللَيلِ مَنثورِ
وَلَيسَ قُربُكُمُ شاءٌ وَلا لَبَنُ / أَيَرجِعُ الضَيفُ عَنكُم غَيرَ مَحبورِ
ما خَيرُ وارِدَةٍ لِلماءِ صادِرَةٍ / لا تَنجَلي عَن عَقيرِ الرِجلِ مَنحورِ
أَلا رُبَّ راجٍ حاجَةً لا يَنالُها
أَلا رُبَّ راجٍ حاجَةً لا يَنالُها / وَآخَرَ قَد تَقضي لَهُ وَهوَ جالِسُ
يَروحُ لَها هَذا وَتَقضي لِغَيرِهِ / فَتَأتي الَّذي تَقضي لَهُ وَهوَ آيِسُ
إِذا أَرسَلوني عِندَ تَقديرِ حاجَةٍ / أُمارِسُ فيها كُنتُ نِعمَ المُمارِسُ
وَنَفعِيَ نَفعُ الموسِرينَ وَإِنَّما / سَوامي سَوامُ المُقتِرينَ المَفالِسُ
أَلا لَيتَ شِعري وَالخُطوبُ كَثيرَةٌ
أَلا لَيتَ شِعري وَالخُطوبُ كَثيرَةٌ / مَتى رَحلُ قَيسٍ مُستَقِلٌّ فَراجِعُ
بِنَفسِيَ مَن لا يَستَقِلُّ بِنَفسِهِ / وَمَن هُوَ إِن لَم يَحفَظِ اللَهُ ضائِعُ
وَأَسلَمَني الباكونَ إِلّا حَمامَةٌ / مُطَوَّقَةٌ قَد صانَعَت ما أُصانِعُ
إِذا نَحنُ أَنفَدنا الدُموعَ عَشيَّةً / فَمَوعِدُنا قَرنٌ مِنَ الشَمسِ طالِعُ
ما وَجدُ عُلوِيُّ الهَوى جَنَّ وَاِجتَوى
ما وَجدُ عُلوِيُّ الهَوى جَنَّ وَاِجتَوى / بِوادي الشَرى وَالغورِ ماءً وَمَرتَعا
تَشَوَّقَ لَمّا عَضَّهُ القَيدُ وَاِجتَوى / مَراتِعَهُ مِن بَينِ قَفٍ وَأَجرَعا
وَرامَ بِعَينَيهِ جِبالاً مُنيفَةً / وَما لا يَرى فيهِ أَخو القَيدِ مَطمَعا
إِذا رامَ مِنها مَطمَعاً رَدَّ شَأوَهُ / أَمينُ القُوى عَضَّ اليَدَينِ فَأَوجَعا
وَما أُمَّ أَحوى الطُرَّتَينِ خِلالَها / أَراكَ بِذي الأَحناءِ أَجنى وَأَيفَعا
غَدَت مِن عَلَيهِ تَنفِضُ الطَلَّ بَعدَما / رَأَت حاجِبَ الشَمسِ اِستَوى فَتَرَفَّعا
بِأَكبَرَ مِن وَجدٍ بِرَيّا وَجَدتُهُ / غَداةَ دَعا داعي الفِراقِ فَأَسمَعا
أَلا يا خَليلَيَّ الَّذينَ تَواصَيا / بِيَ اللَومَ إِلّا أَن أُطيعَ وَأَسمَعا
قِفا فَاِنظُرا لا بُدَّ مِن رَجعِ نَظرَةٍ / مُصَعَّدَةٍ شَتّى بِها القَومُ أَومَعا
لِمُغتَصِبٍ قَد عَزَّهُ القَومُ أَمرَهُ / يُسِرُّ حَياءً عَبرَةً أَن تَطَلَّعا
تَهيجُ لَهُ الأَحزانُ وَالذِكرُ كُلَّما / تَرَنَّمَ أَو أَفى مِنَ الأَرضِ مَيفَعا
وَإِن كُنتُمُ تَرجونَ أَن يَذهَبَ الهَوى / يَقينا وَنَروي بِالشَرابِ فَنَنقَعا
فَرَدّوا هُبوبَ الريحِ أَو غَيَّروا الجَوى / إِذا حَلَّ أَلواذُ الحَشا فَتَمَنَّعا
وَلَمّا رَأَيتُ البِشرَ قَد حالَ بَينَنا / وَجالَت بَناتُ الشَوقِ يَحنُنَّ نُزَّعا
تَلَفَّتَ نَحوَ الحَيِّ حَتّى وَجَدتَني / وَجِعتُ مِنَ الإِصغاءِ لَيتاً وَأَخدَعا
أَجِدُّ جُفونَ العَينِ في بَطنِ دِمنَةٍ / بِذي العَطفِ هَمَّت أَن تَحُمَّ فَتَدمَعا
قِفا وَدِّعا نَجداً وَمَن حَلَّ بِالحِمى / وَقَلَّ لِنَجدٍ عِندَنا أَن تُوَدَّعا
سَأَثني عَلى نَجدٍ بِما هُوَ أَهلُهُ / قِفا راكِبَي نَجدٍ لَنا قُلتَ أَسمَعا
حَنَنتَ إِلى رَيّا وَنَفسُكَ باعَدَت / مَزارَكَ مِن رَيّا وَشَعباكُما مَعا
فَما حَسَنٌ أَن تَأتِيَ الأَمرَ طائِعاً / وَتَجزَعُ إِن داعي الصَبابَةِ وَدَّعا
وَلَيسَت عَشيّاتُ الحِمى بِرَواجِعٍ / عَلَيكَ وَلَكِن خَلِّ عَينَيكَ تَدمَعا
أَمِن أَجلِ دارٍ بِالرَقاشينِ أَعصَفَت / عَلَيها رِياحُ الصَيفِ بَدءً وَرُجَّعا
بَكَت عَينِيَ اليُسرى فَلَمّا زَجَرتُها / عَنِ الجَهلِ بَعدَ الحِلمِ أَسبَلَتا مَعا
وَأَذكُرُ أَيّامَ الحِمى ثُمَّ أَنثَني / عَلى كَبِدي مِن خَشيَةٍ أَن تَقَطَّعا
أَما وَجَلالُ اللَهِ لَو تَذكُرِينَني / كَذِكرَيكِ ما كَفكَفتُ لِلعَينِ أَدمُعا
فَقالَت بَلى وَاللَهِ ذِكرٌ لَوَ أَنَّهُ / يُصَبَّ عَلى الصَخرِ الأَصَمِّ تَصَدَّعا
عَلى حينَ صارَمتُ الأَخِلّاءَ كُلَّهُم / إِلَيكَ وَأَصفَيتُ الهَوى لَكَ أَجمَعا
وَزِدتُكَ أَضعافاً وَغادَرتُ في الحَشا / عِظامَ البَلايا بادِياتٍ وَرُجَّعا
جَزَيتُكَ فَرضَ الوِدِّ ثَمَّتَ خِلتَني / كَذي الشَكِّ أَدنى شَكَّهُ فَتَطَوَّعا
فَلَمّا تَنازَعنا سِقاطَ حَديثِها / غَشاشا فَلانَ الطَرفُ مِنها فَأَطمَعا
عَلى إِثرِ هِجرانٍ وَساعَةِ خَلوَةٍ / مِنَ الناسِ نَخشى غُيَّباً أَن تَطَلَّعا
فَرَشتُ بِقيلٍ كادَ يَشفي مِنَ الهَوى / تَكادُ لَهُ أَكبادُنا أَن تَقَطَّعا
كَما اِستَكرَهَ الصادي وَقائِعَ مُزنَةٍ / رُكاماً تَوَلّى مُزنَها حينَ نَقَّعا
أَعوذُ بِنَجدَيكَ الكَريمَينِ أَن يَرى / لَنا حاسِداً في غُبَّرِ الوَصلِ مَطمَعا
وَعَن تَخلِطي في طَيِّبِ الشُربِ بَينَنا / مِنَ الكَدَرِ المَأبيِّ شُرباً مُطَبَّعا
أَعافُ الَّذي لا هَولَ دونَ لِقائِهِ / وَأَهوى مِنَ الشُربِ الحَريزَ المُمَنَّعا
وَإِنّي لَأَستَحيِي مِنَ اللَهِ أَن أَرى
وَإِنّي لَأَستَحيِي مِنَ اللَهِ أَن أَرى / رَديفَ وِصالٍ أَو عَلَيَّ رَديفُ
وَأَن أَرِدَ الماءَ المُوَطَّأَ حَسبَةً / وَأَتبَعَ وَصلاً مِنكَ وَهُوَ ضَعيفُ
وَإِنِّيَ لِلماءِ المُخالِطِ لِلقَذى / وَإِن كَثُرَت وُرّادُهُ لَعَيوفُ
وَلَمّا لَحِقنا بِالحَمولِ وَدونُها
وَلَمّا لَحِقنا بِالحَمولِ وَدونُها / خَميصُ الحَشا توهي القَميصَ عَواتِقُه
قَليلُ قَذى العَينَينِ يَعلَمُ أَنَّهُ / هُوَ المَوتُ إِن لَم تُلقَ عَنّا بَوائِقُه
عَرَضنا فَسَلَّمنا فَسَلَّمَ كارِهاً / عَلَينا وَتَبريحٌ مِنَ القَيظِ خانِقُه
فَسايَرتُهُ مِقدارَ ميلٍ وَلَيتَني / بِكُرهي لَهُ ما دامَ حَيّاً أُرافِقُه
فَلَمّا رَأَت أَلّا وِصالَ وَأَنَّهُ / مَدى الصَرمِ مَضروبٌ عَلَينا سُرادِقُه
رَمَتني بِطَرفٍ لَو كَمِيّاً رَمَت بِهِ / لَبُلَّ نَجيعاً نَحرُهُ وَنَبائِقُه
وَلَمعٍ بِعَينَيها كَأَنَّ وَميضَهُ / وَميضُ الحَيا تُهدى لِنَجدٍ شَقائِقُه
سَتَبرَأُ مِن بُعدِ الضَمانَةِ رِجلُها
سَتَبرَأُ مِن بُعدِ الضَمانَةِ رِجلُها / وَتَأتي الَّذي تَهوى مُخَلّى طَريقُها
عَلَيَّ هَدايا البُدنِ إِن لَم أُلاقِها / وَإِن لَم يَكُن إِلّا فُدَيكٌ يَسوقُها
يُحَصِّنُها مِنّي فُدَيكٌ سَفاهَةً / وَقَد ذَهَبَت فيها الكُباسُ وَحوقُها
تُذيقونَها شَيئاً مِنَ النارِ كُلَّما / رَأَت مِن بَني كَعبٍ غُلاماً يَروقُها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025