المجموع : 90
تلومُ على تَرْكي الغِنَى باهِلِيَّةٌ
تلومُ على تَرْكي الغِنَى باهِلِيَّةٌ / نَفى الدَّهْرُ عَنها كلَّ طِرْفٍ وتالِدِ
تَرى حَولَها النِّسْوانَ يَرْفُلْنَ كالدُّمى / مُقلَّدَةً أعناقُها بالقَلائِدِ
فقلتُ لَها لما رأيتُ دُموعَها / تَحدَّرنَ فَوقَ الخَدِّ مِثلَ الفَرائِدِ
أَسَرَّكِ أنّي نِلتُ ما نالَ جَعفَرٌ / مِنَ المُلكِ أوْ ما نالَ يَحْيى بنُ خالِدِ
وأنَّ أميرَ المؤمنينَ أعَضَّني / مَعَضَّهُما بالمُرهَفاتِ البَوارِدِ
ذَريني تَجِئْني مِيتَتي مُطْمَئِنَّةً / ولمْ أَتَجَشَّمْ هَوْلَ تِلكَ المَوارِدِ
فإن عَلِيّاتِ الأُمورِ مَشوبَةٌ / بِمُسْتَوْدَعاتٍ في بُطونِ الأساوِدِ
بهَجاتُ الثيابِ يُخلِقُها الدهـ
بهَجاتُ الثيابِ يُخلِقُها الدهـ / ـرُ وثوبُ الثَّناءِ غضٌّ جَديدُ
فاكسُني ما يَبيدُ أصلحَكَ اللهُ / فَإنّي أكسوكَ ما لا يَبيدُ
رمى القلبَ بأسٌ من سُليمي فأقصدا
رمى القلبَ بأسٌ من سُليمي فأقصدا / وكان بها هيامةَ القلبِ مُهندا
لو رأتني بذي المحارةِ فَردا
لو رأتني بذي المحارةِ فَردا / وذِراعُ ابنةِ الفَلاةِ وِسادي
أُطفئُ الحزنَ بالدموعِ إذا ما / حُمَةُ الشوقِ أثَّرت في فُؤادي
خاشعَ الطَّرْفِ قد توشَّحني الضـ / ـرُّ فلانت له قناةُ قِيادي
تربَ بؤسٍ أخا هُمومٍ كأنَّ الـ / ـحُزنَ والبؤسَ وافَيا ميلادي
وكأني استشعرتُ ما لَفَظَ النـ / ـاسُ من النائراتِ والاحقادِ
أتصدّى الردى وأدَّرِعُ اللّيـ / ـلَ بهوجاءَ فوقَها أقتادي
حظُّ عيني من الكَرى خفقاتٌ / بين سَرْجي ومُنحنى أعوادي
قد رددتُ الذي به أتقي النا / سَ وأبرزت للزمان سَوادي
فاستهلتْ عليّ تُمطرني الشو / قَ شَآبيبُ مُزْنةٍ مِرعادِ
إنَّ الكريمَ ليُخفي عنكَ عُسرتَهُ
إنَّ الكريمَ ليُخفي عنكَ عُسرتَهُ / حتّى تراهُ غنيًّا وهو مجهودُ
وللبخيلِ على أمواله عِللٌ / زُرْقُ العُيونِ عليها أوجهٌ سودُ
إذا تكرَّمتَ عن بذلِ القَليلِ ولمْ / تقدرْ على سَعةٍ لم يظهرِ الجودُ
أورقْ بخيرٍ تُرجّى للنوالِ فما / تُرجى الثِّمارُ إذا لم يورِقِ العودُ
بُثَّ النوالَ ولا تمنعْكَ قلتُّهُ / فكلُّ ما سدَّ فقرًا فهو محمودُ
ظِلُّ اليسارِ عَلى العبّاسِ ممدودُ
ظِلُّ اليسارِ عَلى العبّاسِ ممدودُ / وقلبه أبدًا بالبخلِ معقودُ
لنا ندماءٌ ما نملُّ حَديثَهم
لنا ندماءٌ ما نملُّ حَديثَهم / أمينونَ مأمونون غَيْبًا ومَشْهَدا
يُفيدوننا من علمِهم عِلمَ ما مَضى / ورأيًا وتأديبا وأمرًا مُسدَّدا
بلا عِلّةٍ تُخشى ولا خوفَ ريبةٍ / ولا نَتّقي منهم بَنانا ولا يَدا
فإنْ قُلتَ هُم أحياءُ لستَ بكاذبٍ / وإنْ قلتَ هُم مَوتى فلستَ مُفنَّدا
يجود على العُفاةِ بكل مَنٍّ
يجود على العُفاةِ بكل مَنٍّ / اذا ما السيبُ شحَّ بما يُرادُ
يا ليلةً لي بحُوّارينَ ساهرةً
يا ليلةً لي بحُوّارينَ ساهرةً / حتى تكلمَ في الصبحِ العَصافيرُ
سوى ذِكرةٍ منها إذا الركبُ عرَّسوا
سوى ذِكرةٍ منها إذا الركبُ عرَّسوا / وهبتُ عَصافير الصريمِ النواطق
يا ليلةً لي بحُوّارينَ ساهرةً
يا ليلةً لي بحُوّارينَ ساهرةً / حتى تكلمَ في الصبحِ العَصافيرُ
في ناظريَّ انقباضٌ عن جُفونهما / وفي الجفون عن الآماقِ تقصيرُ
ماذا عَسى مادحٌ يُثني عليكَ وقدْ / ناداك في الوحي تَقديسٌ وتطهيرُ
فُتَّ الممادحَ إلا أن ألسنَنا / مُستنطَقاتٌ بما تُخفي الضمائيرُ
هذي يمينُك في قُرباك صائلةٌ
هذي يمينُك في قُرباك صائلةٌ / وصارمٌ من سيوفِ الهِندِ مَشهورُ
إن كان منا ذوو إفكٍ ومارقةٍ / وعصبةٌ دينُها العُدوانُ والزّورُ
فإنَّ منا الذي لا يُستحَثُّ إذا / حُثَّ الجياد وضمَّتها المضاميرُ
مُستنبطٌ عزماتِ القَلبِ من فِكَرٍ / مابينهن وبين اللهِ مَعمورُ
ماذا شجاك بحُوارين من طللٍ
ماذا شجاك بحُوارين من طللٍ / ودِمنةٍ كَشَّفت عنها الأعاصيرُ
شَجاك حتى ضميرُ القلبِ مشتركٌ / والعينُ إنسانُها بالماء مغمورُ
لبستَ أرْدِية النّوّارِ من طَلَلٍ / وزلت أخضرَ تَعلوك الأزاهيرُ
في ناظِريّ انقباض عن جفونِهِما / وفي الجفونِ عنِ الآماقِ تقصيرُ
لو كنتِ تَدرينَ ما شوقي إذا جعلت / تنأى بنا وبِكِ الأوطانُ والدورُ
علمت أن سُرى ليلي ومطَّلعي / من بيتَ نجران والغَوْرَينِ تَغويرُ
إذِ الركائبُ مَخسوفٌ نَواظرُها / كما تضمنتِ الدُّهنَ القَوارير
نادتك أرحامُنا اللاتي نَمتُّ بِها / كما تُنادي جِلادَ الجِلَّةِ الخورُ
مُستنبِطٌ عزماتِ القَلبِ من فِكَرٍ / ما بينهن وبين اللهِ مَعمورُ
ماذا عَسى مادحٌ يُثني عليكَ وقدْ / ناداك في الوحي تَقديسٌ وتطهيرُ
فُتَّ الممادحَ إلا أن ألسنَنا / مُستنطَقاتٌ بما تُخفي الضمائيرُ
في عترةٍ لم تُقمْ إلا بطاعتهم / من الكتابِ ولم تُقضَ المشاعيرُ
إن كان منا ذوو إفكٍ ومارقةٍ / وعصبةٌ دينُها العُدوانُ والزّورُ
فإنَّ منا الذي لا يُستحَثُّ إذا / حُثَّ الجياد وضمَّتها المضاميرُ
ومن عَرائقِه السفاحُ عندَكُمُ / مجرَّبٌ من بَلاءِ الصِّدقِ مَخبورُ
الآن قد بعُدَت في خَطْوِ طاعتِكم / خُطاهُمُ حيثُ يحتلُّ الغَشاميرُ
تَبني سنابِكُها من فوق أرؤسِهِم
تَبني سنابِكُها من فوق أرؤسِهِم / سَقفًا كواكبُهُ البِيضُ المَباتيرُ
قد كنتُ أرجو أنْ تَكونَ نَصيري
قد كنتُ أرجو أنْ تَكونَ نَصيري / وعلى الذي يَبغي عَليَّ ظَهيري
وطفِقْتُ آمل ما يُرَجّى سَيْبُهُ / حتى رأيتُ تعلُّقي بِغُرورِ
فحفرتُ قبرَكَ ثم قلتُ دَفَنتُهُ / ونفضت كفي من ثَرى المقبورِ
ورجعتُ مفترِيًا على الأملِ الذي / قد كان يشهدُ لي عليكَ بِزورِ
ألا قد نكَسَ الدهْرُ
ألا قد نكَسَ الدهْرُ / فأضحى حُلوُهُ مُرّا
وقد جربتُ من فيهِ / فلمْ أحمدْهُمُ طُرّا
فألزِمْ نفسَكَ اليأسَ / من الناس تعِشْ حُرّا
يا من أفادتني زيارتُهُ
يا من أفادتني زيارتُهُ / بعدَ الخُمولِ نباهةَ الذِّكْرِ
قالوا الزيارةُ خطرةٌ خَطَرَتْ / ومجازُ خَطرِكَ ليسَ بالخَطْرِ
فادفع مقالتَهم بثالثةٍ / تَستنفِدُ المجهودَ مِن شُكْري
لاتجعلن الوتر واحدة / إنّ الثلاثَ تَتمَّةُ الوِتْرِ
كما تقاذَفُ جُرْدٌ في أعنَّتِها
كما تقاذَفُ جُرْدٌ في أعنَّتِها / سيفا بآذانها مرا وبالعُذُرِ
رحَلَ الرجاءُ إليكَ مُغترِبًا
رحَلَ الرجاءُ إليكَ مُغترِبًا / حَشدَتْ عليه نوائبُ الدَّهْرِ
ردَّتْ عَلَيكَ ندامتي أملي / وثنى إليك عِنانَه شُكْري
وجعلتُ عَتْبَكَ عَتْبَ مَوعِظَةٍ / ورجاءَ عَفوِكَ مُنتهى عُذري
وقائلةٍ لمّا رأتني مُسَهَّدا
وقائلةٍ لمّا رأتني مُسَهَّدا / كأن الحَشا مني يُلذِّعُهُ الجَمْرُ
أباطِنُ داءٍ أم جَوًى بِك قاتِلٌ / فقلتُ الذي بي ما يَقومُ لهُ صَبْرُ
تَفرُّقُ ألّافٍ ومَوْتُ أحِبَّةٍ / وَفقْدُ ذَوي الإفْضالِ قالت كذا الدَّهرُ