المجموع : 123
أَقُولُ وَحُمَرَاءُ غَرْنَاطَةٍ
أَقُولُ وَحُمَرَاءُ غَرْنَاطَةٍ / تَشُوقُ النُّفُوسَ وُتُسْبِي المُهَجْ
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي وَطُول السُّرَى / أَرَتْنَا الوَجَى وَاشْتَكَتْ فِي العَرَجْ
وَمَا لِيَ فِي عَرَجٍ رَغْبَةٌ / وَلَكِنْ لأقْرَعَ بَابَ الفَرَجْ
يَا رُبَّ كَأْسٍ لَمْ تُشَجَّ شُمُولُهَا
يَا رُبَّ كَأْسٍ لَمْ تُشَجَّ شُمُولُهَا / فَاعْجَبْ لَهَا جِسْماً بِغَيْرِ مِزَاجِ
لَمَّا رَأَيْنَا السِّحْرَ مِنْ أشْكَالِهَا / جُمَلاً نَسَبْنَاهُ إِلَى الزَّجَّاج
وَمَهَاةٌ تَقُولُ إِنْ هِيَ كَلَّتْ
وَمَهَاةٌ تَقُولُ إِنْ هِيَ كَلَّتْ / وَدَعَا لِلْمِزَاجِ يَوْماً مُمَازِجْ
دَاوِ ذَا الرِّدْفَ إِنْ فِي الأَزْرِ مِنْهُ / كُثْبَ يَبْرِينَ يَا طَبِيبُ وَعَالِجْ
قِيلَ إِنَّ الكَمَامَ يَنْفَحُ مِسْكاً
قِيلَ إِنَّ الكَمَامَ يَنْفَحُ مِسْكاً / قُلْتُ لاَ تَعْجَبَنْ وَزِدْ فِي الْمَنَاهِجْ
بَعَثَ الغَيْثُ لِلنَّوَافِحِ مِنْهَا / نُقْطَةً آخراً فَعَادَتْ نَوَافِجْ
هَنِيئاً بِنَصْرِ اللَّهِ قَدْ جَاءَ وَالفَتْحُ
هَنِيئاً بِنَصْرِ اللَّهِ قَدْ جَاءَ وَالفَتْحُ / وَصَاحَبَكَ اليُمْنُ المُوَاصَلُ وَالنُّجْحُ
وَوَافَتْكَ بُشْرَى إِثْرَ بُشْرَى كَمَا أَتَى / عَلَى أَثَرِ الفَجْرِ الَّذِي صَدَقَ الصُّبْحُ
وَأَبْدَى لَكَ الصُّنْعُ الْجَمِيلُ عَجَائِباً / فَعَزَّ مِثَالُ الوَصْفِ وَامْتَنَعَ الشَّرْحُ
وَلَمْ أَنْسَ لاَ أَنْسَ السُّرَى وَكَتَائِباً / لِزَنْدِ المَنَايَا كُلَّمَا زَحَفَتْ قَدْحُ
لَوَاحِقَ مِنْ نَسْلِ الوَجِيهِ وَلاَحِقٍ / هِيَ السُّفْنُ فِي بَحْرِ العَجَاجِ لَهَا سَبْحُ
عَلَيْهَا مِنَ الأَبْطَالِ كُلُّ مُبَاسِلٍ / عَلَى بَأْسِ لَيْثِ الغَابِ ضُمَّ لَهُ كَشْحُ
وَذِي لُجَبٍ جَمِّ الصَّوَاهِلِ أَرْعَنٍ / إِذَا لَمَحَتْهُ الشَّمْسُ أَعْجَزَهَا اللَّمْحُ
مِنَ التَّارِكِينَ الأَرْضَ تُشْرِقُ بِالْقَنَا / وَسُحْبُ الدَّمِ المَوَّارِ فِيهَا لَهَا سَبْحُ
رَمَيْتَ بِهِمْ إِشْبِيلِيَهْ وَحُصُونَهَا / فَثُلَّتْ عُرُوشُ الْكُفْرِ وَاسْتُنْزِلَ الصَّرْحُ
وَجَاؤُوا بِهَا مِلءَ الفَضَاءِ مَغَانِماً / لِلَيْلِ عَجَاجِ الْخَيْلِ مِنْ فَوْقِهَا جُنْحُ
وَصَبَّحْتَ مِنْ إِطْريرَةٍ ذَات مَنْعَةٍ / بِهَا لَمْ يُرَجَّ لاَ صَلاَحٌ وَلاَ صُلْحُ
وَدَارَتْ بِهَا دَوْرَ الْوِشَاحِ جَحافِلٌ / لِنَارِ المَنَايَا فِي الوُجُوهِ بِهَا نَفْحُ
مُعَوَّدَةٌ طَعْنَ الْفَوَارِسِ فِي الْوَغَى / وَضَرْباً بِهِ قَدْ جَرَّحَ الدَّارِعَ الجُرْحُ
وَحَادَثْتَ بِالْحَرْبِ الزَّبُونِ مَعَاقِلاً / بِأَوْجُهِهَا بِالنَّيْلِ مُذْ حُودِثَتْ نَضْحُ
فَسُرْعَانَ مَا جَرَّتْ عَلَى الأَهْلِ أَهْلِهَا / هَزَائِمَ مَسْرُورٌ بِهَا السَّيْفُ وَالرُّمْحُ
وَمُلِّكَ مِنْ أَسْوَارِهَا كُلُّ شَاهِقٍ / لِمَالِكِهِ حُسْنٌ بَدَا وَلَهَا قُبْحُ
وَجَاسَتْ عَلَى جُرْدٍ خِلاَلَ دِيَارِهِا / كُمَاةٌ لَهُمْ سَعْيٌ زَكَا وَلَهُمْ كَدْحُ
وَأَمْسَتْ كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ وَاغْتَدتْ / فَلاَ رَبْعُهَا رَبْعٌ وَلاَ سَرْحُهَا سَرْحُ
وَحَاقَ مُسِيءُ المَكْرِ فِيهِ بِأَهْلِهِ / فَحَظُّهُمُ الخُسْرَانُ بِالْمَكْرِ لاَ الرِّبْحُ
وَفِي يَوْمِكَ الثَّانِي زَحَفْتَ لِمَعْقِلٍ / إِلَى النَّطْحِ يَسْمُو أَوْ يُتَاحُ لَهُ نَطْحُ
تَحَصَّنَتِ الْكُفَّارُ فِيهِ وَمَا دَرَوْا / بِفَتْحٍ لأَبْوَابِ السُّعُودِ بِهِ فَتْحُ
وَرَامُوا نَجَاةً مِنْكَ فِيهِ وَإِنَّمَا / يُتِيحُ نَجَاةَ الْمَرْءِ حِلْمُكَ وَالصَّفْحُ
فَذَاقُوا وَبَالَ الأَمْرِ وَاسْتَشْعَرُوا الَّتِي / تُغَادِرُ صَرْعَى فِي البِّطَاحِ لَهُمْ بَطْحُ
وَدَارَتْ عَلَيْهِمْ أَكْؤُسُ الْحَتْفِ مُرَّةً / فَمِنْ سُكْرِهَا الصَّاحُونَ فِي الحَرْبِ لاَ تَصْحُ
وَنُبِّئْتُ أَنَّ الرُّومَ جَاءَتْ جُيُوشُهَا / إِلَيْكَ ضُحىً وَالعَادِيَاتُ لَهَا ضَبْحُ
فَآثَرْتَ مَحْضَ الْحَزْمِ بِالْعَزْمِ صَادِقاً / وَأَمْرُكَ جِدٌّ حَيْثُ لاَ يُحْمَدُ الْمَزْحُ
وَوَافَيْتَ مُرْتَاداً مُعَسْكَرَكَ الَّذِي / لِوُرْقِ التَّهَانِي فَوْقَ أَعْلاَمِهِ صَرْحُ
وَبَوَّأْتَ فِيهِ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِداً / لأِيّ قِتَالٍ آيَةَ الصِّدْقِ لاَ يَمْحُ
وَكُنْتَ لَعَمْرِي لِلأَهَمِّ مُقَدِّماً / فَلاَ طَعْنَ فِي الطَّعْنِ الْمُعَدِّ وَلاَ قَدْحُ
إِلَى أَنْ كَفَى اللَّهُ الْقِتَالَ وَأُحْمِدَتْ / عَوَاقِبُ لَمْ يَغْفَلْ مُرَاعَاتهَا النُّصْحُ
فَعُدْتَ إِلَى حَرْبِ الَّذِينَ تَمَنَّعُوا / وَلِلسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ مَا بَيْنَهُمْ مَسْحُ
فَأَنْزلْتَهُمْ أَسْرَى عَلَى حُكْمِكَ الَّذِي / بِهِ لِلرَّدَى مَنْعٌ وَفِي طَيِّهِ مَنْحُ
وَسِيقُوا أُلُوفاً يَذْكُرُ الْحَشْرُ عَرْضَهُمْ / عَلَى نَارِ حُزْنٍ لاَ يَغِبُّ لَهَا لَفْحُ
وَكَفَّتْ أَكُفُّ السَّبْيِ مِنْهُمْ عَقَائِلاً / حِسَاناً عَلَيْهِنَّ الْقَلاَئِدُ وَالوُشْحُ
وَأَدْرَكْتَ ثَأْرَ الدِّينِ فِي القَوْمِ مَسَّهُمْ / كَمَا مَسَّ أَسْرَانَا بِغَدْرِ العِدَى قَرْحُ
وَوَافَتْكَ أَرْسَالُ النَّصَارَى خَوَاضِعاً / بِرَوْعِهِمُ يَنْحُو الأَسَى أَيَّةً تَنْحُو
بِكُلِّ كِتَابٍ كُلَّمَا خُطَّ صَفْحُهُ / تَهَلَّلَ لِلسَّيْفِ اليَمَانِي بِهِ صَفْحُ
وَأَبْدُوا لَكَ الإخْلاَصَ سَمْعاً وَطَاعةً / وَذَاكَ كَمَالُ الفَتْحِ لاَ عُدِمَ الْفَتْحُ
وَجِئْتَ بِأَسْرَى ضَاقَتِ الأَرْضُ عَنْهُمُ / فَمَا نَهَضَ الْوَادِي بِهِمْ لاَ وَلاَ السَّفْحُ
وَأَظْهَرْتَ عِزَّ الدِّينِ لَمَّا أَجَزْتَهُمْ / عَلَى طُرُقٍ رِيَعَتْ بِهَا الرِّيحُ وَالضَّحُّ
وَدَوَّخْتَ أَرْضَ الرُّومِ مُحْتَمِلاً لَهُمْ / عَلَيْهَا وَلِلْحَرْبِ العَوَانِ بِهِمْ لَقْحُ
وَلَوْلاكَ مَا رِيعَتْ وَذَلَّتْ جُمُوعُهُمْ / وَلاَ مُلِئَتْ رُعْباً بِلاَدُهُمُ الْفُسْحُ
صَنَائِعُ لَمْ تَحْكِ التَّوَارِيخُ مِثْلَهَا / وَلاَ حَدَّثَتْ عَنْ شِبْهِهَا الأَلْسُنُ الفُصْحُ
وَلِلَّهِ يَا لِلَّهِ مَقْدَمُكَ الَّذِي / لَهُ الطَّائِرُ الْمَيْمُونُ وَالسَّنْحُ لاَ البَرْحُ
وَمَا كُنْتَ إِلاَّ الشَّمْسَ وَالطَّرْفُ أُفْقُهَا / وَنَقْعُكَ سُحْبٌ بِالدِّمَاءِ لَهَا سَفْحُ
وَقَامَ بِأَمْرِ اللَّهِ مِنْكَ خَلِيفَةٌ / رَفِيعُ عِمَادِ الْفَخْرِ لِلْمُجْتَدي سَمْحُ
مُحَمَّدٌ الْمَحْمُودُ ذُو الشَّرَفِ الَّذِي / بِعطْفِ العُلَى مِنْ جُودِ مُحْرِزِهِ رَشْحُ
مِنَ الْقَومِ مَا بَيْنَ الْخِيَامِ تَخَالُهُمْ / حَيَاءً مِنَ الجَارَاتِ مَرْضَى وَقَدْ صَحُّوا
مِنَ الْعَرَبِ الْغُرِّ الْوُجُوهِ تُظِلُّهُمْ / بُنُودُهُم لاَ الْبَانُ كَلاَّ وَلاَ الطَّلْحُ
أُولَئِكَ أَنْصَارُ النَّبِيِّ تَزَامَرُوا / فَلاَ الْبُخْلُ مِمَّا يَعْرِفُونَ وَلاَ الشُّحُّ
وَجَاءَ مِنَ اللَّهِ الْكِتَابُ بِمَدْحِهِمْ / أَلاَ إِنَّ مَدْحَ اللَّهِ جَلَّ هُوَ الْمَدْحُ
بَقِيتَ أَمِيرَ المُسْلِمِينَ مُهَنّأً / بِغُرِّ فُتُوحٍ لاَ يَغِيبُ لَهَا قَدْحُ
وَدَامَتْ لَكَ الْبُشْرَى وَأُيِّدْتَ مَا ذَكَا / لِعَرْفِ الصَّبَا بِالزَّهْرِ غِبَّ الحَيَا نَفْحُ
يَا نَازِحاً عَبَثَتْ بِهِ أَيْدِي الْبِلَى
يَا نَازِحاً عَبَثَتْ بِهِ أَيْدِي الْبِلَى / بِاللَّهِ مَا حُزْنِي عَلَيْكَ بِنَازِحِ
فِي ذِمَّةِ البُرَحَاءِ بَعْدَكَ مُهْجَةٌ / تَهْفُو لِرَنَّةِ نَادِبٍ أَوْ نَائِحِ
وَتَكَادُ تَذْهَبُ فِي مُرَاقِ مَدَامِعِي / مَهْمَا شَبَبَتَ النَّارَ بَيْنَ جَوَانِحِي
أَسَفاً عَلَى ذَاكَ الجَمَالِ رُزيتُهُ / رُزْءَ الْعُيُونِ سَنَا الصَّبَاحِ الوَاضِحِ
أُحَاجِيكَ مَا وَاشٍ يُرَادُ حَدِيثُهُ
أُحَاجِيكَ مَا وَاشٍ يُرَادُ حَدِيثُهُ / وَيَهْوَى الغَرِيبُ النَّازِحُ الدَّارِ إِفْصَاحَهْ
تَرَاهُ مَعَ الأَحْيَانِ أَصْفَرَ نَاحِلاً / كَمِثْلِ مَريضٍ وَهْوَ قَدْ لاَزَمَ الرَّاحَهْ
أَيَا مَنْ رَامَ أَخْذَ القَلْبِ مِنِّي
أَيَا مَنْ رَامَ أَخْذَ القَلْبِ مِنِّي / بِأَوْتَارِ الْجَنَاحِ بِلاَ جُنَاحِ
كَفَانِي حُسْنُ وَجْهِكَ إنَّ قَلْبِي / يَطِيرُ بِهِ إِلَيْكَ بِلاَ جَنَاحِ
لِمَنِ الْخِيَامُ سَطَتْ بِبِيضِ صِفَاحِ
لِمَنِ الْخِيَامُ سَطَتْ بِبِيضِ صِفَاحِ / وَارَتْ سَوَاداً غَالَ كُلَّ صَبَاحِ
إِنْ مُزِّقَتْ رُقِعَتْ بِبِيضِ كَتَائِبٍ / أَوْ قُوِّضَتْ عُمِدَتْ بِسُمْرِ رِمَاحِ
يَا مَالِكِي بِصَبِيحِ وَجْهٍ حُسْنُهُ
يَا مَالِكِي بِصَبِيحِ وَجْهٍ حُسْنُهُ / أَرْبَى عَلَى فَلَقِ الصَّبَاحِ الأَوْضَحِ
مَا شَكَّ قَلْبِي فِيكَ أَنَّكَ مَالِكٌ / لَمَّا عُرِفْتَ وَسَامَةً بِالأَصْبَحِ
مَحَلُّكَ فِي أُفْقِ الْخِلاَفَةِ شَامِخُ
مَحَلُّكَ فِي أُفْقِ الْخِلاَفَةِ شَامِخُ / وَفَضْلُكَ فِي طِبْقِ الإِنَافَةِ بَاذِخُ
وَعَنْكَ رَوَى الْمَجْدُ الْمُؤَثَّلُ وَالْعُلاَ / أَحَادِيثَ لَمْ تَقْبَلْ سِوَاهَا الْمَشَايِخُ
وَمِنْ جُودِكَ الْفَيَّاضِ عَمَّتْ سَحَائِبٌ / نَوَاضِحُ فِي عَرْضِ الْبِلاَدِ نَوَاضِخُ
وَأَنْتَ الَّذِي أَحْرَزْتَ عِزَّ مَنَاقِبٍ / بِأَبْطُحِهَا الْمَدْحُ الْمُرَدَّدُ نَائِخُ
وَأَنْتَ الَّذِي حُزْتَ الْفَضَائِلَ كُلَّهَا / فَمُلْكُكَ فِي كَسْبِ الْفَضَائِلِ رَاسِخُ
وَمَا سَاخَ حَاشَى أَنَ يَسِيخَ وَإِنَّمَا / عَدُوُّكَ مَبْنَى عِزَّهِ هُوَ سَائِخُ
وَسَيْفُ ابْنِ نَصْرٍ ذِي الفَخَارِ مُحَمَّدٍ / لأَرْؤُسِ عُبَّادِ الطَّوَاغِيتِ شَادِخُ
وَمَا تَمَّ أَمْرُ لِلأَعَادِي لأنَّهُ / لاَِمْرِ الأَعَادِي بِالتَّغَلُّبِ مَاسِخُ
وَأَيُّ حُسَامٍ طَوْع يُمْنَاكَ مُصْلَت / بِهِ كُلُّ حُرٍّ فِي المَآزِقِ بَائِخُ
حُسَامٌ لِعَهْدِ الدِّرْعِ فِيهِمْ مُخَفِّرٌ / وَلِلْعَقْدِ عَقْدِ الدِّرْعِ فِي الحَرْبِ فَاسِخُ
هُوَ النَّاصِرُ الْمَنْصُورُ أَكْرَمُ مُصْرِخٍ / إِذَا مَا أَتَاهُ يَبْتَغِي النَّصْرَ صَارِخُ
وَمُحْرِزُ حَمْدٍ نَمْنَمَتْهُ يَدُ العُلاَ / كَمَا نَمْنَمَتْ بِيضَ الطُّرُوسِ النَّوَاسِخُ
مِنَ العَرَبِ الْغُرِّ الَّذِينَ خِيَامُهُمْ / بِنَارِ قِرَاهَا عَمَّ بِالرِّفْدِ طَابِخُ
أَصِيلُ الْعُلاَ مِنْ غُرِّ قَحْطَانَ فِي الذُّرَى / يَذِلُّ لَهُ حَتَّى المُلُوكُ الأَبَاذِخُ
وَشَافِي سُمُومِ الْخَطْبِ وَافٍ كَأَنَّهُ / لَدُوغٌ مِنَ الْحَيَّاتِ أَسْوَدُ سَالِخُ
لَهُ شَدَّ زِرّاً فِي الخِلاَفَةِ آزِرٌ / وَأَوْرَثَهُ الْمَجْدَ الْمُوَطَّدَ شَالِخُ
مِنَ الخَزْرَجِيِّينَ الَّذِينَ بُيُوتُهُمْ / بِأَعْلَى مَراقِي الْمَعْلُوَاتِ شَوَامِخُ
نَمَتْهُ إِلَى سَعْدِ الْعُلاَ ابْنِ عُبَادَةٍ / وَحَسْبُكَ أَعْرَاقٌ كِرَامٌ بَوَاذِخٌ
وَأَوْرَثَه قَيْسُ بَنُ سَعْدٍ مَفَاخِراً / لَهَا أَيُّ حُكْمٍ مَا لَهُ الدَّهْرَ نَاسِخُ
وَإِنَّ بَنِي نَصْرٍ لأَكْرَمُ أُسْرَةٍ / مَعَالِمُهُمْ هُنَّ الرَّوَاسِي الرَّوَاسِخُ
جُدُودُهُمُ الأَنْصَارُ أَنْصَارُ دِينِنَا / وَمَنْ بِهِمُ كَانَ النَّبِيُّ يُبَاذِخُ
هُمُو سَعِدُوا دُنْيَا وَأُخْرَى وَلَمْ تَزَلْ / تَوَلاَّهُمُ الرُّحْمَى بِرُحْمَى بَرَازِخُ
وَإِنَّ ابْنَهُمْ مُفْنِي الأَعَادِي ابْنَ يُوسُفٍ / لأَكْرَمُ مَلْكٍ شَبَّ وَالدَّهْرُ شَايِخُ
إِذَا لَمْ يَمَسَّ الطِّيبَ قَامَتْ مَقَامَهُ / لَهُ الدَّهْرَ مِنْ طِيبِ الثَّنَاءِ لَخَالِخُ
بِأَيِّ جِلاَدٍ أَوْ جِدَالٍ ثَنَى الْعِدَى / وَمَا إِنْ لَهُ مِنْهُمْ بِحَالٍ مَفَاسِخُ
إِذَا طَلَبَ الأَعْدَاءَ أَدْرَكَهُمْ وَإِنْ / تَنَاءَتْ بِهِمْ أَمْيَالُهُمْ وَالْفَرَاسِخُ
وَأَمْضَى عَلَى الحُسَّادِ إِضْرَارَ كَابِتٍ / كَمَا قَدْ أَضَرَّتْ بِالْمَرِيضِ الكوامخ
وَمَا لَبِسَ الحُسَّادُ ثَوْباً يَسُرُّهُمْ / وَكَيْفَ يَسُرُّ الثَّوْبُ وَالثَّوْبُ وَاسِخُ
وَلِلَّهِ مِنْهُ فِي الحُرُوبِ مُجَدَّلٌ / بِذَوْبِ دَمِ الأَقْرَانِ لِلتُّرْبِ لاَطِخُ
رَمَى بِالعِدَى لِلأَرْضِ قَائِمُ سَيْفِهِ / كَمَا قَدْ رَمَى لِلأَرْضِ بِالجِلْدِ سَالِخُ
أَدَامَ لَهُ حُكْم الخِلاَفَةِ فِي الوَرَى / إِلَى أَنْ يُبِيحَ النَّفْخُ فِي الصُّورِ نَافِخُ
وَلَمْ أَتَكَلَّفْ فِيهِ مَدْحاً وَإِنَّمَا / أَنَا لِلَّذِي يُعْلِي مَعَالِيهِ نَاسِخُ
أَلاَ ارْتَقِبُوا هَذَا الهِلاَلَ الَّذِي بَدَا
أَلاَ ارْتَقِبُوا هَذَا الهِلاَلَ الَّذِي بَدَا / مِنَ الْغَربِ مَرْفُوعاً عَلَى أُفُقِ الْهُدَى
وَبُشْرَاكُمُ بِالعِيدِ عِيدِ مَسَرَّةٍ / بِمَقْدَمهِ السَّعْدُ المُقِيمُ تَجَدَّدَا
وَلِلَّهِ شِبْلٌ قَدْ دَعَوْهُ بِيُوسُفٍ / شَبِيهٌ بِلَيْثٍ قَدْ دَعَوْهُ مُحَمَّدَا
وَبَحْرٌ أَتَاهُ النَّهْرُ لَكِنَّ ذَا أَبٌ / وَذَاكَ لَهُ ابْنٌ رَاحَ فِي البَرِّ وَاغْتَدَى
وَفَرْعٌ أَتَى أَصْلاً يُسَمَّى بِوَالِدٍ / شَبِيهٍ بِذَاكَ الأصْلِ فِي البَأْسِ وَالنَّدَى
وَقُرَّةُ عَيْنٍ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَهُ / وَبَيْنَ الَّذِي أَبْكَى الْعُيُونَ وَسَهَّدَا
إِلَى أَنْ أَتَانَا اللَّهُ بِالفَرَجِ الَّذِي / أَفَاضَ عَلَى الدُّنْيَا جَمَالاً وَأَسْعُدَا
فَعَادَ إِلَى غُصْنِ الخِلاَفَةِ زَهْرُهُ / لِيَجْمَعَ مِنْ أَنْدَائِهِ مَا تَبَدَّدَا
وَعَاوَدَ جِيدَ الْمُلْكِ أَكْرَمُ زِينَةٍ / بِأَكْرَمِ سِلْكٍ بَعْدَ حِينٍ تَقَلَّدَا
وَقَدْ عَضَدَ السَّيْفَ المُحَلَّى بِمِثْلِهِ / مِنَ الْغَرْبِ سَيْفٌ لَمْ يَزَلْ يُرْهِبُ العِدَى
وَقَالُوا وَليُّ الْعَهْدِ يَقْدُمُ عَاجِلاً / فَقُلْتُ نَعَمْ يَهْنَأْ أَبَوهُ المُؤَيَّدَا
وَمَا هُوَ إِلاَّ الْغَيْثُ سَوْفَ يَجُودُنَا / بِأَكْرَمِ مِنْ غَيْثِ السَّمَاءِ وَأَجْوَدَا
أَمِيرٌ كَأَنَّ الشَمْسَ وَالْبَدْرَ كَامِلاً / هُمَا وَالداه بِالمَحَاسِنِ مُفْرَدَا
وَمَا ظَلَمَ ابْنٌ مُشْبِهٌ خَيْرَ وَالِدٍ / غَدَا لِمُلُوكِ الأَرْضِ أَجْمَعَ سَيِّدَا
لِيَهْنِىءْ جِيادَ الْخَيْلِ أَنَّ رُكُوبَهُ / لِيُكْسِبَهَا الْمَجْدَ الرَّفِيعَ الْمُخَلَّدَا
وَيَهْنِىءْ سُيُوفَ الهِنْدِ أَنَّ ضِرَابَهُ / لِيُبْقِي لَهَا الفَخْرَ الصَّرِيحَ الْمُؤَكَّدَا
وَيَهْنِىءْ رِمَاحَ الخَطِّ أَنَّ طِعَانَهُ / لِيُورِثَهَا العِزَّ المُشِيدَ المُشَيَّدَا
وَقُلْ لِلرُّبُوعِ الآهِلاَتِ بِسَبْتَةٍ / حَوَيْتِ أَجَلَّ النَّاسِ قَدْراً وَمَحْتِدَا
وَيَا بَحْرَهَا رِفْقاً بِبَحْرٍ حَمَلْتَهُ / وَلَكِنَّهُ يَا بَحْرُ يَعْذُبُ مَوْرِدَا
وَإنْ كُنْتَ حَقّاً قَدْ جُنِنْتَ بِحُبِّهِ / فَأَصْبَحْتَ مُرْتَجَّ الْجَوَانِبِ مُزْبِدَا
فَمَا وَاجِبُ الإِنْصَافِ ذَاكَ وَإِنَّمَا / سُكُونُكَ أَوْلَى إِنْ أَرَدْتَ تَوَدُّدَا
وَكُنْ بَاسِطاً خَدًّا لَهُ فِي طَرِيقِهِ / وَاقْسِمْ عَلَى الأمْوَاجِ تَلْقَاهُ سُجَّدَا
وَدُونَكَ فَالْثمْ كُلَّ جَفْنٍ أَتَى بِهِ / إِذَا أَنْتَ لَمْ تَلْثِمْ لَهُ الرِّجْلَ وَاليَدَا
وَيَا نَسَمَاتِ الرِّيحِ هُبِّي وَحَيِّهِ / بِرُوحٍ وَرَيْحَانٍ غَدَا حَلْيُهُ النَّدَى
وَرِفْقاً بِأُسْطُولٍ يَلَذُّ لَهُ السُّرَى / بِأَمْضَى بَنِي الأمْلاَكِ سَيْفاً وَأَحْمَدَا
وَلاَ تَبْرَحِي تُهْدِي لَهُ عَاطِرَ الشَّذَا / وَتَرْوي حدِيثَ النَّوْرِ مُسْنَدَا
وَحِفْظاً لَهِا حِفْظاً لَهَا مِنْ وَدِيعَةٍ / أَبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يَعَزَّ وَيَسْعَدَا
كَأَنِّي وَقَدْ وَافَى الأَمِيرُ وَأَقْبَلَتْ / عَسَاكِرُهُ مَثْنَى تَرُوقُ وَمَوْحِدَا
كَبَدْرِ الدُّجى حَفَّتْ بِهِ الشُّهْبُ وَانْبَرَتْ / لِتَحْرِقَ فِي الآفَاقِ مَنْ جَارَ وَاعْتَدَى
خُذِ الرُّوحَ مِنِّي يَا بَشِيرُ بِشَارَةً / وَنَفْسِيَ مِنْ رَيْبِ الزَّمَانِ لَكَ الْفِدَا
وَعِنْدِي هَنَاءٌ لِلإمَامِ مُحَمَّدٍ / سَيُحْمِدُ لِي سَعْياً وَيُنْجِحُ مَقْصِدَا
خَلِيفَةِ رَبِّ الْعَرْشِ وَالْمَلِك الَّذِي / تَعَوَّدَ مِنْهُ الجُودُ مَا قَدْ تَعَوَّدَا
كَرِيمٌ لَهُ فِي آلِ نَصْرٍ فَضَائِلٌ / بِرَوْضَتِهَا غُصْنُ الْمُنَى قَدْ تَأَوَّدَا
أَجَلُّ مُلُوكِ الأَرْضِ ذَاتاً وَمَنْصِباً / وَأَمْلاَهُمُ فِي رُتْبَةِ الْمُلْكِ مَصْعَدَا
وَأَكْرَمُ مَنْ قَادَ الْجَوَادَ إِلَى الْوَغى / وَسَقَّى عِدَاهُ أَيَّ كَأْسٍ مِنَ الرَّدَى
أَمَوْلاَيَ حَالِي مَا عَلِمْتَ وَإِنَّنِي / لأَرْجُوكَ بَعْدَ اللَّهِ غَيْباً وَمَشْهَدَا
فَكُنْ مُظْهِراً لِلْعَبْدِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ / وَأَنْجِزْ لَهُ يَا أَكْرَمَ النَّاسِ مَوْعِدَا
وَعُدْ لِلَّذِي عَوَّدْتَ يَا خَيْرَ مُنْعِمٍ / وَأَفْضَلَ مَنْ فِي فَضْلِهِ جَاوَزَ الْمَدَى
بَقِيتَ قَرِيرَ الْعَيْنِ فِي عِزِّ دَوْلَةٍ / تَسُرُّكَ مَا غَنَّى الحَمَامُ وَغَرَّدَا
سَرَى وَعُيُونُ الشُّهْبِ تَشْكُو التَّسَهُّدَا
سَرَى وَعُيُونُ الشُّهْبِ تَشْكُو التَّسَهُّدَا / خَيَالٌ عَلَى الأَكْوَارِ قَدْ زَارَ مُكْمَدَا
وَمَا رَاعَهُ إِلاَّ الصَّبَاحُ كَأَنَّهُ / حُسَامٌ بِغِمْدِ اللَّيْلِ قَدْ كَانَ مُغْمَدَا
وَوَمْضَةُ بَرْقٍ أَلْبَسَ الْخَدَّ فِضَّةً / مِنَ الدَّمْعِ كَمًّا أَلْبَسَ الأُفْقَ عَسْجَدَا
عَجِبْتُ لَهُ طَيفاً أَلَمَّ وَدُونَهُ / مَهَامهِ لَمْ تَعْرِفْ بِهَا العِيسُ مَوْرِدَا
وَأَهْوَالُ حَرْبٍ يَمْنَعُ القُضْبَ ذِكْرُهَا / إِذَا هَبَّتِ النَّكْبَاءُ أَنْ تَتَأَوَّدَا
أَلاَ أَسْدَتِ الأَحْلاَمُ فِي سِنَةِ الكَرَى / يَداً مَدَّ شُكْرِي كُلُّ شُكْرِي لَهَا يَدَا
خَلاَ أَنَّنِي لاَ الوَجْدُ يَبْرَحُ لاَ وَلاَ / غَرَامِي إِذَا فَكَّرْتُ فِي فُرْقَةٍ غَدَا
أَلاَ آنَسَ اللَّهُ القِبَابَ وَفِتْيَةً / إِذَا هَاجَ بَرْحُ الحُبِّ أَعْطَوْهُ مِقْوَدَا
طَوَالِعُ أَنْجَادِ الْهَوَى حَالفُوا الْهَوَى / فَأَبْقَوْا لَهُ عَهْداً كَرِيماً وَمَعْهَدَا
أُنَادِيهِمُ لاَ السَّمْعُ مَلَّ حَدِيثَهُمْ / وَلاَ العَيْنُ أَغْضَتْ أَوْ تَرَى الحُسْنَ قَدْ بَدَا
وَمَا أَنَا وَالسُّلْوَانُ لاَ دَرَّ دَرُّ مَنْ / تَقَلَّدَ فِي سُلْوَانِهِ مَا تَقَلَّدَا
أَقُولُ وَقَدْ هَبَّتْ لَنَا نَسْمَةُ الصَّبَا / فَأَلْقَتْ حَدِيثَ الشَّوْقِ لِلرَّكْبِ مُسْنَدَا
وَقَدْ طَلَعَتْ خُوصُ الرِّكَابِ كَأَنَّهَا / سُيُوفٌ تَقُدُّ الْبِيدَ مَثْنَى وَمَوْحِدَا
رُوَيْدكُمُ حَتَّى تَفِيضَ دُمُوعُنَا / عَلَى السَّفْحِ سَفْحاً أَوْ يِرِقَّ لَنَا الصَّدَا
وَحَتَّى نَسُومَ الرَّبْعَ نَارَ صَبَابَةٍ / تَوَقَّدَ مِنْهَا بِالأَسَى مَا تَوَقَّدَا
وَمَا الْوَجْدُ إِلاَّ أَنْ تَلُوحَ بِذِي الغَضَا / خِيَامٌ عَلَى أَطْنَابِهَا الدُّرُّ نُضِّدَا
مِنَ المُطْلِعَاتِ الْبِيضِ تَلْتَاحُ كَالدُّمَى / أَوَانِسُ تُصْمِينَ الكَمِيَّ المُسَرَّدَا
بَعَثْنَ الْهَوَى نَحْوَ القُلُوبِ بِأَسْرِهَا / فَأَسْبَابُهُ تَزْدَادُ غَيْبَاً وَمَشْهَدَا
كَأَنَّ الْهَوَى جُودُ الخَلِيفَةِ فَارِسٍ / إِذَا قِيلَ عَمَّ الْخَلْقَ طُرّاً تَزَيَّدَا
إِمَامُ الهُدَى المَرْجُوُّ مَا فَخَرَ العُلاَ / بِأَسْعَدَ مِنْهُ فِي الزَّمَانِ وَأَصْعَدَا
شَدِيدٌ عَلَى الأَعْدَاءِ مَا ابْنُ مُكَرَّمٍ / بِأَشْجَعَ مِنْهُ فِي الحُرُوبِ وَأَنْجَدَا
وَمَا كُلُّ مَنْ حَثَّ الخُيُولَ يَسُرُّهَا / وَمَا كُلُّ مَنْ أَجْرَى بِهَا بَلَغَ الْمَدَا
تَقِيٌّ لَهُ العُقْبَى فَلاَ السَّعْيُ خَائِبٌ / أَبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ تُنَالَ وَتُحْمَدَا
وَفِعْلُ الْفَتَى كَلٌّ عَلَى المَجْدِ وَالعُلاَ / إذَا كَانَ عَنْ تَقْوَى الْمُهَيْمِنِ مُبْعَدَا
كَرِيمٌ بِشَمْلِ الْحَمْدِ ظَلَّ مُجَمَّعاً / وَلِلشَّمْلِ شَمْلِ المَالِ ظَلَّ مُبَدِّدَا
وَخَيْرٌ مِنَ الْمَالِ الْجَزِيلِ لِكَاسِبٍ / ثَنَاءٌ عَلَيْهِ لاَ يَزَالُ مُخَلَّدَا
وَمَا تُعْرَفُ الأَوْصَافُ فِي شَرَفٍ سِوَى / إِذَا قُسِمَتْ بَيْنَ الشَّجَاعَةِ وَالنَّدَا
وَخَيْرُ الَّذِي أَعْدَدْتَ حُسْنُ تَوَكُّلٍ / عَلَى اللَّهِ بِالتأْيِيِد أَنْجَحَ مَقْصِدَا
وَمِنْ بَيِّنَاتِ النَّصْرِ وِجْهَتُكَ الَّتِي / أَدَانَتْ لِسَارِي الرُّعْبِ قَلْبَ مَنْ اعْتَدَى
زَحَفْتَ إِلَى الأَعْدَاءِ فِي عَرْضِ فَيْلَقٍ / تَرَى البَحْرَ فِيهِ بِالأَسِنَّةِ مُزْبِدَا
وَقُدْتَ لَهُمْ تَحْتَ العَجَاجِ كَتَائِباً / تُعِيدُ كَأَمْثَالِ التَّهَائِمِ أَنْجُدَا
وَوَجَّهْتَ جُنْداً يَزْحَفُونَ إِلَى الوَغَى / عَلَى كُلِّ مَمْسُودِ النَّوَاشِرِ أَجْرَدَا
وَصُلْتَ بِسُلْطَانٍ تَذِلُّ لَعِزِّهِ / مُلُوكُ الوَرَى مِنْ كُلِّ أَشْمَخَ أَصْيَدَا
وَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَعْرِفَ الَّذِي / يَؤُولُ إِلَيْهِ الأَمْرُ فِي حَرْبِكَ العِدَى
هَدَاكَ لأِخْذِ الفَأْلِ وَالفَأْلُ مُنْجِبٌ / كَمَا جَاءَ عَمَّنْ جَاءَ بِالنُّورِ وَالهُدَى
فَقَامَ خَطِيبُ الكَوْنِ نَحْوَكَ سَاعِياً / وَوَافَاكَ كَالأَعْشَى عَلَى القُرْبِ مُنْشِدَا
بِجُنْدِ أَمَيرِ المُؤمِنِينَ وَخَيْلِهِ / وَسُلْطَانِهِ أَمْسَى مُعَاناً مُؤَيَّدَا
لِيَهْنَ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ ظُهُورُهُ / عَلَى أُمَّةٍ كَانَتْ بُغَاةً وَحسَّدَا
وَزَادَ بَيَاناً قَوْلُهُ فَاسْتَمِعْ لَهُ / حَدِيثاً عَنِ السِّرِّ اللَّطِيفِ مُرَدَّدَا
أَبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتَمِّمَ نُورَهُ / وَيُخْمِدَ نَارَ الفَاسِقِينَ فَتَخْمُدَا
بَقِيتَ وَنُورُ اللَّهِ يهْدِيكَ لِلَّتِي / تَنَالُ بِهَا عِزاً جَدِيداً وَأَسْعُدَا
وَقَالُوا رَمَى فِي الكَأْسِ وَرْداً فَهْلْ تَرَى
وَقَالُوا رَمَى فِي الكَأْسِ وَرْداً فَهْلْ تَرَى / لِذَلِكَ وَجْهاً قُلْتُ أَحْسِنْ بِهِ قَصْدَا
أَلَمْ تَجِدِ اللَّذَّاتِ فِي الْكَأْسِ حَلْبَةً / فَلاَ تُنْكِرُوا فِيهَا الكُمَيْتَ وَلاَ الوَرْدَا
ذَهَبَ العَنَاءُ وَأَدْبَرَ الإبْعَادُ
ذَهَبَ العَنَاءُ وَأَدْبَرَ الإبْعَادُ / وَتَواتَرَ الإقْبَالُ والإسْعَادُ
هَجَرْت فَعِطْفُ الغُصْن لَمْ يَتَأَوَّدِ
هَجَرْت فَعِطْفُ الغُصْن لَمْ يَتَأَوَّدِ / بِنَجْدٍ وَخَدُّ الوَرْدِ لَمْ يِتَوَرَّدِ
وَلاَ الْتَفَتَتْ فِي الأَرْضِ مُقْلَةُ نَرْجِسٍ / وَلاَ اكْتَحَلَتْ مِنْ فَيْئَتَيْهِ بِإَثْمِدِ
وَلاَ ابْتَسَمَتْ لِلزَّهْرِ فِيهِ مَبَاسِمٌ / لَهَا شَنَبٌ مِنْ طَلِّهَا المُتَزَيِّدِ
وَلاَ جُرَّ ذَيْلُ الآسِ فِي مَلْعَبِ الصّبَا / عَلَى شِبْهِ دُرٍّ بَيْنَ شِبْهِ زَبْرَجَدِ
وَلاَ زُرَّ جَيْبُ الغَيْمِ فَوْقَ حَدِيقَةٍ / تَضُوعُ الشَّذَا النَّدِّيَ مِنْ تُرْبِهَا النَدِي
وَلاَ انْفَضَّ مَجْرَى النَّهْرِ عَنْ ذَوْبِ فِضَّةٍ / تُمَوِّهُهَا كَفُّ الأَصِيلِ بِعَسْجَدِ
عَسَى زَوْرَةٌ يَا سَاكِنَ الجَزْعِ إِنَّ لِي / إِلَى الجَزْعِ أَشْوَاقاً تَرُوْحُ وَتَغْتَدِي
وَلِي زَفْرَةٌ لَوْلاَ دَوَامُ الْتِظَائِهَا / لَقُلْتُ وَمِيضُ الْبَرْقِ لِلْمُتَوَقِّدِ
وَطَائِرُ قَلْبٍ لاصْطِبَارِي مُغَرِّبٌ / بِطَائِرِ غُصْنٍ لاصْطِبَاحِي مُغَرِّدِ
وَلَفْحُ غَرَامٍ فِي صَفَاءِ مَدَامِعٍ / كَمَا انْطَبَعَتْ شَمْسٌ بِحَدٍّ مُهَنَّدِ
نَسِيتُ وَلاَ أَنْسَى العُذَيْبَ وَنَاهِداً / تَصِيخُ أَمَامَ الْحَيِّ لِلْمُتَنَهِّدِ
لَيَالِيَ جَاذَبْتُ الشَّبَابَ أَرَاكَةً / تظِلُّ مَنَ اللَّذَاتِ أَعْذَبَ مَوْرِدِ
وَإِذْ أَنَا فِي نُعْمٍ أُطِيلُ صَبَابَتِي / وَأَعْصِي عَذُولي في الهَوَى وَمُفَنِّدِي
وَكَمْ لَيْلَةٍ حَلَّيْتُ عَاطِلَ جِيدِهَا / بِدُرَّيْنِ مِنْ شَعْرٍ وَثَغْرٍ مُنَضَّدِ
وَفِي كَبِدِ الظَّلْمَاءِ قَدْحٌ يَفُتُّهَا / بِنَارَيْنِ مِنْ شَمْعٍ وَمِنْ وَجْدٍ مُكْمَدِ
إِلَى أَنْ شَدَتْ وُرْقُ الحَمَامِ فَنَبَّهَتْ / بِمَا أَسْمَعَتْ مِنْ شَدْوِهَا كُلَّ مُنْشِدِ
وَمَالَتْ كُؤُوسُ الشُّهْبِ حَتَّى حَسِبْتُهَا / مُسَائِلَةً عَنْ خَمْرِهَا الْمُتَبَرِّدِ
تَجُولُ بِهَا وُرْقُ الحَمَامِ كَأَنَّهَا / جَوَارِحُ ذِي هَزْلٍ وَأَفْكَارُ ذِي جِدِّ
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي عَنْ لَيَالٍ بِحَاجِزٍ / سَقَى عَهْدَهَا مَا سَحَّتِ السُّحْبُ مِنْ عَهْدِ
لَيَالٍ يَكَادُ الأُفْقُ يَرْعُفُ أَنْفُهُ / بِمِسْكِ دُجَاهَا أَوْ بِمَا شَبَّ مِنْ نَدِّ
وَإِيهٍ عَلَى الشَّمْلِ الجَمِيعِ وَجِيرَةٍ / لَهُمْ مَا لَهُمْ مِنْ صِدْقِ حُبِّي وَمِنْ وُدِّي
تَوَلَّوْا عِشَاءً بِالخِيَامِ وَخَلَّفُوا / مَوَاقِدَهَا فِي القَلْبِ مِنِّيَّ وَالْكَبْدِ
وَقَالُوا خِيَاماً مَا تَرَى قُلْتُ بَلْ أَرَى / كَمَائِمَ رَوْضٍ لَيْتَ أَزْهَارَهَا عِنْدِي
وَلِلَّهِ سَيْرِي وَالنُّجُومُ كَأَنَّهَا / مَطَافِلُ غِزْلاَنٍ تَحُومُ عَلَى وِرْدِ
وَقَدْ سُلَّ سَيْفُ الْبَرْقِ فِي رَاحَةِ الدُّجَى / فَلَم تَتَّخِذْ غَيْرَ الغَمَامَةِ مِنْ غِمْدِ
وَمَاسَتْ قُدُودُ القُضْبِ فِي حُلَلِ الصَّبَا / وَسَالَتْ دُمُوعُ الطَّلِّ فِي أوْجُهِ الوَرْدِ
فَيَا قَلْبُ لاَ تَذْهَبْ عَلَى القُرْبِ حَسْرَةً / فَأَحْسَنُ مِنْ قُرْبٍ وَفَاؤُكَ فِي بُعْدِ
وَيَا نَفْسُ لاَ يَأْخُذْ بِكِ اليَأْسُ فِي الهَوَى / مَأخِذَهُ فَالْوَصْلُ فِي عَقِبِ الصَّدِّ
وَلَيْسَ يَفُوتُ الْعَبْدَ أَمْرٌ مُغَيَّبٌ / إِذَا كَانَ ذَاكَ الأَمْرُ قُدِّرَ لِلْعَبْدِ
وَمَا ثَمَّ إِلاَّ اللَّهُ هَادٍ وَنَاصِرٌ / وَإنْ تَكُ قَدْ أَحْبَبْتَ إنَّكَ لاَ تَهْدِي
بِنَفْسِيَ رَكْبٌ أَسْكَرَتْهُمْ يَدُ السُّرَى / بِخَمْرَيْنِ مِنْ حُبٍّ قَدِيمٍ وَمِنْ جَهْدِ
صَوَادِعُ أَكْبَادِ الفَلاَةِ بِأَيْنُقٍ / تَرَاخَتْ بُرَاهَا بِالذَّمِيلِ وَبِالوَخْدِ
وَلانَتْ ظُهُوراً حِينَ مَدَّتْ رِقَابَهَا / فَكَانَتْ حُرُوفَ اللِّينِ لاَشَكَّ وَالْمَدِّ
وَلَمْ أَنْسَهُمْ لَمَّا تَهَاوَوْا وَعَرَّسُوا / كَسِرْبِ القَطَا حَامَتْ عَلَى مَوْرِدٍ ثَمْدِ
وَمَا جَدَّدُوا لِلْقَلْبِ شَوْقاً وَإِنَّمَا / أَكَبُّوا يُطِيرُونَ الشَّرَارَ عَنِ الزَّنْدِ
وَمِمَّا شَجَانِي وَالشَّجَا يَبْعَثُ الشَّجَا / نَسِيمٌ عَلِيلٌ كَادَ يَشْكُو مِنَ الْفَقْدِ
وَأَرَّقَنِي مِنْ جَانِبِ الرَّمْلِ سَاجِعٌ / طَرُوبٌ إِذَا هَزَّتْ صَباً أعْطُفَ الرَّنْدِ
طَوَيْتُ لَهُ قَلْبِي عَلَى الشَّوْقِ ضَلَّةً / وَمَا خِلْتُ أَنَّ الشَّوْقَ مِنْ قَبْلِهِ يُعْدِي
وَقَدْ كَانَ عُطْلاً جِيدُ كُلِّ غَرَارَةٍ / فَلَمْ يَتَّخِذْ غَيْرَ المَدَامِعِ مِنْ عِقْدِ
رَعَى اللَّهُ فِي أَكْنَافِ طِيبَة رَوْضَةً / وَحَيَّا بِذَيَّاكَ الحِمَى سَاكِنَ اللَّحْدِ
نَبِيٌ قَؤُولُ الصِّدْقِ يُرْشِدُ لِلْهُدَى / رَسُولٌ صَدُوقُ القَوْلِ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ
صَرِيحٌ نَمَتْهُ الْغُرُّ مِنْ آلِ هَاشِمٍ / وَأَحْمَدَهُ نَيْلَ العُلاَ شَيْبَةُ الْحَمْدِ
وَقَدْ أَنْجَبَتْهُ أَزْهُرُ الْمَجْدِ أَزْهَراً / كَرِيماً كَرِيمَ الخَالِ وَالأَبِ وَالجَدِّ
لِمَوْلِدِهِ نِيرَانُ فَارِسَ أُخْمِدَتْ / فَعُطِّلَ مِنْهَا كُلُّ أَفْيَحَ مُسْوَدِّ
وَغَاضَتْ مِيَاهُ النَّهْرِ حَتَّى لَقَدْ شَكَا / بِحَرٍّ كَمَا تَشْكُو المَوَاقِدُ مِنْ بَرْدِ
وَإِيوَانُ كِسْرَى وَهْوَ ذَاكَ وَمُلْكُهُ / كِلاَ الشَّامِخَيْنِ اسْتَشْعَرَا الإِذْنَ بِالحَدِّ
وَلِلْجِنِّ طَرْدٌ عَنْ مَقَاعِدِ سَمْعِهَا / بِكُلِّ شِهَابٍ لاَ يَمَلُّ مِنَ الطَّرْدِ
وَشُقَّ لَهُ الْبَدْرُ الَّذِي كَانَ قَدْ حَكَى / سِوَارَ لُجَيْنٍ مُسْتدِيراً عَلَى زَنْدِ
وَسَالَتْ بِعَذْبِ المَاءِ مِنْهُ أَصَابِعٌ / تَكَادُ تُرَوِّي باطِنَ الحَجَرِ الصَّلْدِ
وَعُكَّاشَةٌ أَعْطَاهُ غُصْناً فَعَادَ إِذْ / تَنَاوَلَهُ سَيْفاً صَقِيلاً مِنَ الهِنْدِ
وَأَضْفَتْ عَلَيْهِ الظِّلُّ كُلَّ غَمَامَةٍ / تُنِيرُ لِمُسْتَجْلٍ وَتَسْخُو لِمُسْتَجْدِ
وَعَيْنُ أَبِي السِّبْطَيْنِ بِالتَّفْلِ قَدْ شَفَى / وَكَانَ لَهَا التَّبرِيحُ فِي الأَعْيُنِ الرُّمْدِ
وَلَمَّا دَعَا بِالْغَيْثِ لَبَّاهُ مُتْحِفاً / بِنَوْرٍ وَنُورٍ ذَاكَ يُهْدَى وَذَا يَهْدِي
وَكَانَ لَهُ مِنْ مُعْجِزَاتٍ سَوَاطِعٍ / تَجِلُّ عَنِ الحَصْرِ المُوَاصَلِ وَالعَدِّ
وَأَعْظَمُهَا القُرْآنُ لاَ شَكَّ إِنَّهُ / لَبَاقٍ مُحِيلُ الشَّكِّ وَالقَوْلِ بِالْجَحْدِ
تَحَدَّى بِهِ أَهْلَ الفَصَاحَةِ مَعْجِزاً / فَمَا كَانَ جَهْلاً كُفْرُهُمْ بَلْ عَلَى عَمْدِ
رَسُولٌ أَتَى لِلْخَلْقِ أَجْمَعَ رَحْمَةً / وَأَنْجَحَ قَصْدَ المُبْتَغَى أَحْسَنَ الْقَصْدِ
وَآَدَمُ بَيْنَ الطِّينِ وَالمَاءِ كَان قَدْ / أُقِيمَ نَبِياً جَلَّ فِي الفَضْلِ عَنْ نِدِّ
وَأَيُّ شَفِيعٍ لِلْكُرُوبِ مُفرِّجٍ / إِذَا قِيلَ يَوْمَ الحَشْرِ يَا أَزْمَةُ اشْتَدِّي
وَلَنْ يَدْخُلَ النَّارَ امْرُؤٌ كَانَ بِاسْمِهِ / مُسَمًّى وَلَكِنْ دَارُهُ جَنَّةُ الْخُلْدِ
كَمِثْلِ أَمِيرِ المُسْلِمِينَ مُحَمَّدٍ / أَجَلِّ بِني نَصْرٍ وَخَيْرِ بَنِي سَعْدِ
إِمَامٌ أَطَاعَ الشَّرْقُ وَالغَرْبُ أَمْرَهُ / وَلَيْسَ لأَمْرٍ شَاءَهُ اللَّهُ مِنْ رَدِّ
وَعَمَّ الوَرَى دَفْعاً وَنَفْعاً كِلَيْهِمَا / فَلَيْلُ الرَّدَى يُخْفِي وَصْبْحُ الهُدَى يُبْدِي
وَمَهْمَا تَلَى أَوْ يَتْلُوَ فِي الحَرْبِ قِرْنُهُ / فَآيَاتُهُ وَالدِّرْعُ مُحْكَمَةُ السَّرْدِ
مُزِيرُ بَنِي الهَيْجَاءِ كُلَّ كَتِيبَةٍ / تُضَلِّلُ كَيْدَ القَادِرِينَ عَلَى حَرْدِ
وَأَرْعَنَ كَالبَحْرِ الخِضَمِّ تَخُوضُهُ / سَفَائِنُ لَكِنْ مِنْ مُضَمَّرَةٍ جُرْدِ
حَقِيقَةَ مَعْنَى الْفَتْكِ عَرَّفَ سَيْفُهُ / وَلاَ غَرْو لِلتَّعْرِيفِ إِنْ صَحَّ بِالحَدِّ
وَلَمْ يُلْهِهِ نَهْدٌ عَلَى الصَّدْرِ عِنْدَمَا / تَحَمَّلَ مِنْهُ الطِّرْفُ صَدْرَاً عَلَى نَهْدِ
لَهُ الهَضْبَةُ الشَّمَاءُ فِي آلِ يَعْرُبٍ / وَبُحْبُوحَةُ المَجْدِ الْمُؤَثِّلِ فِي الأزْدِ
مِنَ العَرَبِ الْغُرِّ البِهَالِيلِ أَخْفَرُوا / بِأَسْيَافِهِمْ مَا كَانَ لِلدِّرْعِ مَنْ عَهْدِ
كِرَامُ بَنِي زَيْدِ بْنِ كَهْلاَنَ قَادَةٌ / طَوَالَعُ أَنْجَادِ الأَصَالَةِ وَالْمَجْدِ
غَدَتْ وَرْدَةً مِثْلَ الدِّهَانِ هِضَابُهُمْ / لِكَثْرَةِ شَبِّ النَّارِ بِالعَنْبَرِ الوَرْدِ
فَهُمْ مَا هُمُ وَالسُّمْرُ تُشْرَعُ فِي الوَغَى / صُدُوراً بِهَا مَا بِالصُّدُورِ مِنَ الحِقْدِ
وَهُمْ مَا هُمْ وَالْمَحْلُ فِي الأُفْقِ ضَارِبٌ / بِأَرْوَاقِهِ فِي أَوْجُهِ الْبَرْقِ وَالرَّعْدِ
ذُؤَابَةُ مَجْدٍ مِنْ سُلاَلَةِ خَزْرَجٍ / بَنُو الْحَسَبِ الوَضَّاحِ وَالشَّرَفِ الْعَدِّ
لَهُمْ خَلَفٌ أَلْفَوْهُ فِي الْخُبْرِ مِثْلَهُمْ / وَلاَ غَرْوَ فَالأَشْبَالُ فِي الخُبْرِ كَالأُسْدِ
وَإِنَّ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ لَخَيرُ مَنْ / يَدِينُ بِتَقْوَى اللَّهِ في الحَلِّ وَالْعَقْدِ
وَأَرْعَفَ أَنْفَ الصُّبْحِ كَثْرَةُ شَمِّهِ / لِمِسْكِ الدُّجَى حَتَّى رَمَى الْمِسْكَ مِنْ يَدِ
وَقَدْ هَمَلَتْ وُطْفُ السَّحَابِ كَأَنَّهَا / مَدَامِعُ عَيْنِي أَوْ نَوَالُ مُحَمَّدِ
سَمِيُّ رَسُولِ اللَّهِ وَالمَلِكُ الَّذِي / لَهُ شَادَتِ الأَنْصَارُ أَشْرَفَ مَحْتَدِ
إِمَامُ الهُدَى الْمَنْصُورُ والبَطَلُ الَّذِي / بِهِ الأُسْدُ أُسْدُ الغَابِ فِي الوَثْبِ تَقْتَدي
سَلِيلُ أَبِي الحجَّاجِ أَكْرَم مُسْعِفٍ / بِأَكْرَمِ مَا يُرْجَى وَأَعْظَم مُسْعِدِ
مِنَ الرَّاكِضِينَ الخَيْلَ تَزْحَفُ لِلْوَغَى / سِرَاعاً كَأَمْثَالِ النَّعَامِ المُشَرَّدِ
صَوَاهِلَ غُرًّا لَمْ تَزَلْ مُنْذُ مُجِّدَتْ / تُنَقِّبُ عَنْ يَوْمٍ أَغَرَّ مُمَجَّدِ
ذُؤَابَةُ مَجْدٍ فِي الصَّرِيِح تَأَثَّلُوا / فُرُوعَ المَعَالِي بَيْنَ مَثْنَى وَمَوْحِدِ
سَرَاةُ بَنِي كَهْلاَنَ قَرَّتْ كُهُولُهُمْ / وَشُبَّانُهُمْ وَالشِّيْبُ في خَيْرِ مصْعَدِ
هُمُ القَوْمُ أَمَّا مَنْ حَصُوْا فَهْوُ غَالِبٌ / عِدَاهُ وَأَمَّا مَنْ هَدَوْا فَهْوَ مُهْتَدِي
وَهُمْ مَا هُمُ وَالْخَيْلُ تَرْدَى كَأَنَّهَا / سَفَائِنُ فِي بَحْرٍ مِنَ النَّقْعِ مُزْبِدِ
أَمِيرٌ حَوَى المُلْكَ الرَّفِيعَ وَدُونَهُ / مَقَامٌ لَهُ الْحَرْبُ الْعَوَانُ بِمَرْصِدِ
فَبَأْسٌ كَلَفْحِ الْبَرْقِ فِي قَلْبِ مُعْتَصٍ / وَجُودٌ كَسَفْحِ الْغَيْثِ فِي كَفِّ مُجْتَدِ
وَمَا كُلُّ مَنْ سَلَّ السّيوفَ بِضَارِبٍ / وَمَا كُلُّ مَنْ هَزَّ الرِّمَاحَ بِمُقْصِدِ
حَيَاةٌ لِمَظْلُومٍ وَمَوْتٌ لِظَالِمٍ / وَبُشْرَى لِمُعْتَدٍّ وَوَيْلٌ لِمُعْتَدِ
يَلَذُّ نَدَاهُ بَعْدَ إِرْهَابِ بَأْسِهِ / كَمَا لَذَّ نَوْمٌ بَعْدَ طُولِ تَسَهُّدِ
وَتَرْضَى رِمَاحُ الْخَطِّ حَطْمَ قُدُودِهَا / إِذَا هَزَّهَا لِلطَّعْنِ فِي كُلِّ مَشْهَدِ
وَيَحْسُنُ فِي سَمْعِ الْحُسَامِ ضِرَابُهُ / كَمَا تَحْسُنُ الأَمْدَاحُ فِي سَمْعِ سَيِّدِ
نَمَاهُ لِنَصْرِ الدِّينِ نَصْرٌ وَقدْ حَوَى / عَنِ الْجَدِّ سَعْدٍ أَيَّ سَعْدٍ مُجَدَّدِ
لَكَ اللَّهُ مَا أَزْكَى مَنَاقِبَكَ الَّتِي / تَبَوَّأْتَ مِنْهَا فِي الْجَنَابِ الْمُمَهَّدِ
وَمَا الْفَضْلُ إِلاَّ مَا حَوَيْتَ وَإِنَّهُ / لَعَنْ أَمْجَدٍ سَامِي الْعَلاَءِ فَأَمْجَدِ
صَدَعْتَ بِشَمْسِ الْعَدْلِ فِي مَشْرِقِ الْهُدَى / وَأَرْشَدْتَ مِنَّا لِلتُّقَى كُلَّ مرْشِدِ
وَقُمْتَ بِأَمْرٍ كَانَ فَرْضاً عَلَيْكَ أَنْ / تَقُومَ بِهِ رُحْمَى لِكُلِّ مُوَحِّدِ
وَأَذْهَبْتَ عَنَّا فِتْنَةً جَاهِلِيَّةً / لَهَا فِي حَشَى الإسْلاَمِ أَيُّ تَوَقُّدِ
وَقَدْ كُنْتَ أَوْحَشْتَ الْبِلاَدَ وَأَهْلَهَا / وَأَذْكَرْتَ حُسْنَ الْعَهْدِ فِي كُلِّ مَعْهَدِ
وَأَظْلَمَتِ الدُّنْيَا لِبُعْدِكَ وَاغْتَدَتْ / مُرَدِّدَةً ذِكْرَ الْحَنِينِ الْمُرَدَّدِ
إِلَى أَنْ أَرَانَا اللَّهُ غُرَّتَكَ الَّتِي / جَلَتْ كُلَّ بُشْرَى فِي مَطَالِعِ أَسْعُدِ
وَكُنْتَ كَمِثْلِ الرُّوحِ عَادَ لِجِسْمِهِ / وَكَالنَّوْمِ وَافَى الْعَيْنَ بَعْدَ تَسَهُّدِ
هَنِيئاً لِهَذَا الْقُطْرِ مَقْدَمكَ الَّذِي / بِهِ نِلْتُ آمَالِي وَبُلِّغْتُ مَقْصِدِي
وَبُشْرَى الْوَرَى طُرّاً بِبَيْعَتِكَ الَّتِي / غَدَتْ رِفْقَ مُولٍ لِلْجَمِيلِ وَمُشْهِدِ
هَنِيئاً لِهَذَا الدِّينِ بَيْعَتكَ الَّتِي / جَلَتْ كُلَّ بُشْرَى فِي مَطَالَعِ أَسْعُدِ
وَخَصَّتْكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَنْتَ أَهْلُهُ / فَمَا شِئْتَ مِنْ غَيْبٍ كَرِيمٍ وَمَشْهَدِ
وَقَدْ رُعْتَ دِينَ الْكُفْرِ مِنْكَ بِعَزْمَةٍ / سَتُودِعُ أَلْحَادَ الرَّدَى كُلَّ مُلْحِدِ
وَجُدْتَ بِمَا جَمَّعْت لاَ الْجُودُ مُوكِسٌ / وَمَا النَّيْلُ بَعْدَ العَوْدِ يَوْماً بِمُبْعَدِ
وَما أَصْلَحَ الْعَلْيَاءَ وَالْمَجْدَ مُصْلِحٌ / لأَمْوَالِهِ يَوْمَ النَّدَى غَيْرُ مُفْسِدِ
أَقُولُ لِحَادِي الْعِيسِ وَاللَّيْلُ ضَارِبٌ / بِأَكْوَارِهَا فِي كُلِّ قَفْرٍ وَفَدْفَدِ
وَقَدْ أَجْهَدَتْ عُوجَ الرِّكَابِ لِبَانَةٌ / ثَنَتْ كُلَّ صَبْرٍ دُونَهَا وَتَجَلُّدِ
وَرَاءَكَ عَنْ كُلِّ الْمُلوكِ وَعُجْ بِهَا / لأحْمَدِ مَلْكٍ سَاسَ أُمَّةَ أَحْمَدِ
وَأَمِّلْ أَمِيرَ الْمُسْلِمِينَ مُحَمَّداً / تَجِدْ خَيْرَ مَأْمُولٍ وَأَكْرَمَ مُنْجِدِ
أَمَوْلاَيَ حُبِّي مَا عَلِمْتَ وَإِنَّهُ / لأَكْرَمُ حُبٍّ بِالْخُلُوصِ مُؤَكَّدِ
وَأَمَّا مَدِيحِي فِي عُلاَكَ فَأَوْحَدٌ / يُقَدِّمُهُ صِدْقُ الرَّجَاءِ لأَوْحَدِ
فَعُدْ لِي بِمَا عَوَّدْتَ قَبْلُ مُوَاصِلاً / رِضَاكَ وَأحْمِدْ سَعْيَ عَبْدِكَ تُحْمَدِ
وَدَعْ عَنْكَ مَا قَالَ الْعدُوُّ فَإِنَّهُ / بِفَاسٍ أَتَى بِالزُّورِ فِعْلَ تَعَمُّدِ
رَمَانِي بِدَاءِ وَهْوَ وَاللَّهِ دَاؤُهُ / وَإِنْ يُسْأَلِ الحَقُّ الَّذِي بَانَ يَشْهَدِ
وَكُلُّ الَّذِي زَكَّاهُ فِي الغَرْبِ حَاسِدٌ / مَتَى نِلْتُ خَيْراً مِنْكَ مَوْلاَيَ يَكْمَدِ
وَإِنِّي لَرَاجٍ أَنْ يَخِيبَ احْتِيَالُهُمْ / فَعَادَةُ رَبِّي أَنْ يُخَيِّبَ حُسَّدِي
وَمَا لِيَ فِي غَيْرِ الْعِبَادَةِ مَقْصِدٌ / وَأَنْتَ أَيَا مَوْلاَيَ تُنْجِحُ مَقْصِدِي
وَقَدْ حَدَّثَتْنِي النَّفْسُ أَنَّكَ مُسْعِفِي / بِتَبْليغِ آمَالِي وَأَنَّكَ مُسْعِدِي
نَدِمْتُ وَعَادَ الْهَزْلُ جِداً وَإِنَّنِي / لأُشْفِقُ مِنْ ذَنْبِي وَمَا كَسِبَتْ يَدِي
فَلَهْفِي عَلَى عُمْرٍ تَقَضَّى سَفَاهَةً / بِتَذْكَارِ عَهْدٍ لِلْحَبِيبِ وَمَعْهَدِ
وَتَضْيِيعِ أَوْقَاتٍ بِمَا لاَ أَعُدُّهُ / لِيَوْمِ مَعَادِي وَالمَقَالِ الْمُرَدَّدِ
ضَلِلْتُ عَلَى عِلْمٍ وَلَوْ كُنْتُ جَاهِلاً / لَمَا قُلْتُ إِنِّي لَسْتُ كَالْمُتَعَمِّدِ
فَكُنْ لِي أَمِيرَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى التُّقَى / مُعِيناً وَأحْمِدْ سَعْيَ عَبْدِكَ تُحْمَدِ
وَجُدْ لِلَّتِي يُنْمَى لِمِثْلِكَ مِثْلُهَا / صَنِيعَةَ مَوْلىً لِلْجَمِيِل مُعَوِّدِ
بَقِيتَ بَقَاءَ الدَّهْرِ فِي خَيْرِ دَوْلَةٍ / يُقَصِّرُ عَنْهَا الْيَوْمُ فِي النَّصْرِ عَنْ غَدِ
وَلاَ زِلْتَ فِي غَزْوٍ وَفَتْحٍ مُوَاصَلٍ / وَسَعْدٍ وَإِسْعَادٍ وَمُلْكٍ مُشَيَّدِ
سَلِ العِيسَ وَالْبَرْقَ الَّذِي لاَحَ مِنْ نَجْدِ
سَلِ العِيسَ وَالْبَرْقَ الَّذِي لاَحَ مِنْ نَجْدِ / مَتَى عَهْدُهَا بِالْجَزْعِ وَالَعَلَمِ الْفَرْدِ
وَهَلْ عِنْدَهَا عِلْمٌ بِأَعْلاَمِ حَاجِرٍ / وَمَا هِجْنَ لِي مِنْ لاَعَجِ الشَّوْقِ وَالْوَجْدِ
وَهَلْ وَرَدَتْ مَاءَ الأَثِيلِ وَدُونَهُ / ظِبَاءٌ سَطَتْ أَلْحَاظُهَا النُّجْلُ بِالأُسْدِ
مَعَاهِدُ خَلَّفْنَ العِمَادَ بَوَاكِيَا / فَمَحَّتْ مَغَانِيهَا كَحَاشِيَةِ الْبُرْدِ
أَلاَ هَلْ أَرَاهَا وَالحُمُولُ كَأَنَّهَا / سَمَاءٌ حَدَا سَعْدٌ بِهَا أَنْجُمَ السَّعْدِ
وَهَلْ أَرَيَنْ بَانَ اللِّوَى وَمَنَازِلاً / أَضَعْتُ بِهَا قَلْبِي وَصُنْتُ بِهَا مَجْدِي
وَكَانَ الْهَوَى هَزْلاً فَلَمَّا تَلَوْتُهُ / بِمَنْ فِي القِبَابِ الحُمْرِ عَادَ إِلَى الجِدِّ
مِنَ الجَاعِلاَتِ النَّقْعَ بَعْضَ سُتُورِهَا / فَمَا بُعْدُهَا يُسْلِي وَلاَ قُرْبُهَا يُجْدِي
عَقَائِلُ خَامَرْنَ العُقُولَ فَلَمْ يَبِنْ / لَهَا الغَيُّ فِي شَرْعِ الغَرَامِ مِنَ الرُّشْدِ
فَقَدْتُ فُؤَادِي يَوْمَ عَارَضْنَنِي ضُحىً / وَسَلَّمْنَ تَسْلِيمَ البَشَاشَةِ وَالْوُدِّ
وَلَمْ أَنْسَ لاَ أَنْسَ الْحُدَاةَ وَأَيْنُقاً / بُرَاهَا سُرَاهَا بِالذَّمِيلِ وَبِالوَخْدِ
إِذَا الْتَفَتَتْ نَحْوَ الحُدُوجِ تَمَايِلَتْ / وَمَا دَمْعُهَا دَمْعِي وَلاَ سُهْدُهَا سُهْدِي
خَلِيلَيَّ هَلْ مِنْ وَقْفَةٍ دُونَ رَامَةٍ / فَأَشْكُو بِشُحِّ الشِّيحِ وَالْبَانِ وَالرَّنْدِ
وَيَا مُسْعِدِي مِنْ آلِ سَعْدٍ عَلَى هَوىً / غَدَا عِنْدَهُ مِنْ عِلْمِ بَلْواهُ مَا عِنْدِي
وَرَاءَكَ إِلاَّ عَنْ تَلَهُّبِ زَفْرَتِي / بِتِلْكَ الَّتِي تَزْدَادُ وَقْداً عَلَى وَقْدِ
سَرَى طَيْفُ سَلْمَى وَالنُّجُومُ كَأَنَّهَا / مَطَافِلُ غِزْلاَنٍ تَحُومُ عَلَى وِرْدِ
وَلاَحَتْ سُيُوفُ الْبَرْقِ فِي رَاحَةِ الدُّجَى / فَمَا اتَّخَذَتْ غَيْرَ الْغَمَامَةِ مِنْ غِمْدِ
وَقَدْ مَاسَ قَدُّ الغُصْنِ فِي حُلَّةِ الصَّبَا / وَسَالَتْ دُمُوعُ الطَلِّ فِي وَجْنَة الْوَرْدِ
فَيَا قَلْبُ لاَ تَذْهَبْ عَلَى الْقُرْبِ حَسْرَةً / فَأَحْسَنُ مِنْ قُرْبٍ وَفَاؤُكَ فِي بُعْدِ
وَيَا نَفْسُ لاَ يَأْخُذْ بِكِ الْيَأْسُ فِي الهَوَى / مَآخِذَهُ فَالْوَصْلُ فِي عَقِبِ الصَّدِّ
وَقَدْ يُدْرِكُ الإِنْسَانُ مَا لَمْ يَكُنْ لَهُ / بِرَاجٍ وَيُعْطَى فَوْقَ مَا نَالَ مِنْ قَصْدِ
كَمَا أُوْسِعَ القَوْمُ الَّذِينَ حَوَتْهُمُ / قَسَنْطِينَةٌ جُوداً وَرِفْداً عَلَى رِفْدِ
أَنَابُوا لِمَوْلاَنَا الْخَلِيفَةِ فَارِسٍ / فَفَازُوا بِنَيْلِ السَّعْدِ وَالْعِيشَةِ الرَّغْدِ
وَلَوْلاَ ضِيَاءُ الشُّهْبِ وَالْبَدْرِ في الدُّجَى / لَمَا سَارَ مَنْ يُهْدَى وَلاَ كَانَ مَنْ يَهْدِي
وَمِنْ بَيِّنَاتِ الْفَوزِ أَنْ يَنْظُرَ الْعِدَى / لِمَا حَازَ مَنْ عَادَوْهُ مِنْ شَرَفٍ عِدِّ
وَلِلَّهِ يَا لِلَّهِ فَارِسٌ الَّذِي / غَدَا كَاسْمِهِ وَالخَيْلُ خَوْفَ الرَّدَى تُرْدِي
وَتَأْبَى العُلاَ إِلاَّ السَّمَاحَةَ وَالنَّدَى / وَسِرُّ التُّقَى إِلاَّ البَقَاءَ عَلَى العَهْدِ
وَمَا يَوْم كَالْيَوْمِ الَّذِي جَاءَ بِالَّتِي / أَمَاطَتْ نِقَابَ النَّصْرِ فِي مَوْكِبِ العَضْدِ
عَرُوسٌ مِنَ الْفَتْحِ الْمُبِينِ تَزَيَّنَتْ / فَقَامَتْ مِنَ الرُّمْحِ الْقَوِيمِ عَلَى قَدِّ
وَمَا أَضْحَكَتْ غَيْرَ الظُّبَا مِنْ مَبَاسِمٍ / وَلاَ وَرَّدَتْ غَيْرَ الصَّوَارِمِ مِنْ خَدِّ
وَمَا نَشَرَتْ غَيْرَ الْعَجَاجِ ذَوَائِباً / وَمَا نَظَمَتْ غَيْرَ الجَمَاجِمِ مِنْ عِقْدِ
وَمَا اتَّخَذَتْ غَيْرَ الخُيُولِ مَجَالِساً / وَمَا افْتَرَشَتْ غَيْرَ الْمَآزِقِ مِنْ مَهْدِ
نَتِيجَةُ عَزْمٍ عَلَّمَ السُّمْرَ فِي الوَغَى / طِعَانَ العِدَى وَالدِرْعُ مُحْكَمَةُ السَّرْدِ
وَآثَارُ مَأْثُورِ الْحَفِيظَةِ لَمْ تَزَلْ / أَفَاعِيلُهُ وَقْفَاً عَلَى الشُّكْرِ وَالْحَمْدِ
أَزَارَ الْعِدَى لَجْأً وَأَزْحَفَ بِالرَّدَى / شَرُوباً دِمَاءَ المَارِقِينَ عَلَى حَرْدِ
وَأَرْعَنَ كَالْبَحْرِ الْخِضَمِّ تَخُوضُهُ / سَفَائِنُ لَكِنْ مِنْ مُضَمَّرَةٍ جُرْدِ
وَحَفَّتْ بِهَا الأَنْهَارُ لَكِنْ مِنَ الظُّبَا / فَصَيَّرَتِ الأَعْدَاءَ لِلْجَزْرِ وَالْمَدِّ
وَمَا اتَّبَعَتْ يَوْماً قَسَنْطِينَةُ الْهَوَى / هَوَاهَا وَلاَ كَانَ التَّمَنُّعُ عَنْ عَمْدِ
وَلَكِنْ لِتَحْظَى بِاقْتِرَابِ خَلِيفةٍ / يدِينُ بِتَقْوَى اللَّهِ فِي الحِلِّ وَالعَقْدِ
وَإِنَّ بِقَاعِ الأَرْضِ كَالنَّاسِ بَعْضُهُمْ / غَدَا غَيْرَ مَجْدُودٍ وَآخرُ ذَا جَدِّ
فَلِلَّهِ عَيْنَا مَنْ رَأَى يَوْمَ فَتْحِهَا / عَجَائِبَ قَدْ جَلَّتْ عَنِ الْحَصْرِ وَالْعَدَّ
أَتَتْهَا جُيُوشٌ زَاحِفاتٌ كَأَنَّهَا / مَعَ النَّصْرِ قَدْ كَانَتْ هُنَاكَ عَلَى وَعْدِ
فَأَذْعَنَ أَهْلُوهَا وَجَاءَ أَمِيرُهُمْ / لأَكْرَمِ مَوْلىً شَأْنُهُ الرِّفْقُ بِالْعَبْدِ
فَأَعْطَيْتَهُ حَتَّى الْحَيَاةَ مَوَاهِباً / لِرَبِّكَ مِنْهَا مَا تُعِيدُ وَمَا تُبْدِي
وَلاَ فَرْقَ عِنْدَ الحَاضِرِ الشَّهْمِ بَيْنَ مَنْ / غَدَا وَهْوَ مَحْصُورٌ وَمَنْ مَرَّ فِي لَحْدِ
وَمَنْ كَانَ جَيشُ الرُّعْبِ يُفْنِي عِدَاتَهُ / فَذَاكَ غَنِيٌّ فِي الْحُرُوبِ عَنِ الْجُنْدِ
مَتَتْتَ وَبَعْدَ الْمُلْكِ أَسْجَحْتَ مُنْعِماً / فَلِلَّهِ مَا أَسْدَيْتَ فَضْلاً وَمَا تُسْدِي
وَيَا حُسْنَ فَتْحٍ عَمَّ تَصْحِيفُهُ الْعِدَى / وَمَقْلُوبُهُ وَافَى لَهُمْ مُزْعِجَ الْوَفْدِ
هُمُ الْعَرَبُ الْعَرْبَاءُ لاَ دَرَّ دَرُّهُمْ / وَلاَ حَوَّمُوا بِالعِيسِ إِلاَّ عَلَى ثَمْدِ
سَلَبْتَهُمُ بِالسَّيْفِ أَمَّ قُرَاهُمُ / فَمَا ظَفِرُوا مِنْهَا بِغَوْرٍ وَلاَ نَجْدِ
وَقَدْ أَشْبَهُوا الْخَنْسَاءَ حُزْناً فَكُلُّهُمْ / يَنُوحُ عَلَى صَخْرٍ وَيَشْكُو مِنَ الْفَقْدِ
أُتِيحَتْ لَهُمْ فِيهَا الدَّوَاهِي دَوَاهِماً / فَأَعْطَتْهُمُ كُلَّ الْهُمُومِ وَلَم تَكْدِ
وَأَنْسَتْهُمُ نَهْداً عَلَى الصَّدْرِ مُعْجبِاً / حُرُوبُ إِمَامٍ جَاءَ صَدْراً عَلَى نَهْدِ
إِمَام هُدىً قَادَ الْجِيَادَ إِلَى الوَغَى / سِرَاعاً كَمَا طَارَ الشَّرَارُ مِنَ الزَّنْدِ
فَمَرَّتْ رِيَاحٌ كَالرِّيَاحِ سَحَابُهَا / دُمُوعُهُمُ خَوْفَ الْمَذَلَّةِ والطَّرْدِ
فَهَذِي رِمَاحُ الخطِّ تُشْرعُ نَحْوَهُمْ / صُدُوراً بِهَا مَا فِي الصُّدُورِ مِنَ الحِقْدِ
وَهَذِي السُّيُوفُ البِيضُ تَرْتَدُّ نَحْوَهُمْ / لِتَشْفِيرِهَا بِالْفَتْكِ مِنْ كُلِّ مُرْتَدِّ
مِنَ البَاتِرَاتِ الآكِلاَتِ غُمُودَهَا / فَوَاحِل لاَ عَنْ فِكْرَةٍ لاَ وَلاَ جَهْدِ
تَجُودُ عَلى نَارِ الوَغَى بِنُفُوسِهَا / كَأَنَّ سُيُوفَ الْهِنْدِ بَعْضُ بَنِي الْهِنْدِ
سَتَتْرُكُهُمْ فِي الأرْضِ لِلنَّاسِ عِبْرَةً / وَلَيْسَ لاَِمْرٍ شَاءَهُ اللَّهُ مِنْ رَدِّ
فَسِرْ فِي ضَمَانِ اللَّهِ مُلْكُكَ فَوْقَ مَا / تَسَنَّى قَدِيماً لِلرَّشِيدِ وَلِلْمَهْدِي
وَلاَ تُبْدِ شَمْسَ الشَّرْقِ فَالْغَرْبُ مُطْلِعٌ / شُمُوسَ هُدىً تُبْدِي لِذِي الرُّشْدِ مَا تُبْدِي
بَقِيتَ سَعِيداً فِي الْمُلُوكِ مُخَلَّداً / وَلاَ زِلْتَ تَهْدِينَا إِلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ
وَدُونَكَ مَدْحاً شَبَّهَ المِسْكَ عَرْفُهُ / فَطَيِّبُهُ يُنْسِي أَبَا الطَّيِّبِ الكِنْدِي
أَلاَ رُبَّ شَادٍ قَامَ يَضْرِبُ عُودَهُ
أَلاَ رُبَّ شَادٍ قَامَ يَضْرِبُ عُودَهُ / عَلَى حِينِ لَمْ يُوفِ الْحَبِيبَ بِمَوْعِدِ
فَأَضْرَمَ نَارَ الشَّوْقِ بَيْنَ جَوَانِحِي / وَلاَ عَجَبٌ أَنْ تُضْرَمَ النَّارُ بِالعُودِ
وَلَمَّا اخْتَبَرْتُ ذَوَاتَ الْوَرَى
وَلَمَّا اخْتَبَرْتُ ذَوَاتَ الْوَرَى / تَعَجَّبْتُ مِنْ حُسْنِ ذَاتِ العِمَادِ
فَتِلْكَ الَّتِي لَمْ أَكُنْ مُبْصِراً / مَدَى عُمُرِي مِثْلَهَا فِي الْبِلاَدِ
لِمَنِ الْكُمَاةُ تَقَلَّدُوا الفُولاَذَا
لِمَنِ الْكُمَاةُ تَقَلَّدُوا الفُولاَذَا / وَتَعَوَّدُوا الإرْقَالَ وَالإِغْذَاذَا
وَتَعَلَّمُوا لَعِبَ الْوَغَى فِي مَأْزِقٍ / عَنْهُ تَسَلَّلَتِ الْمُلُوكُ لِوَاذَا
وَفَوَارِسٍ وَافَوْا زَرَافَاتٍ وَكَمْ / قَدْ أَنْسَلُوا يَوْمَ الْوَغَى أَفْذَاذَا
وَحَمَوْا ضَعَائِنَهُمْ بِسُمْرِ ذَوَابِلٍ / قَدْ أَنْفَذَتْ ثَغْرَ العِدَى إِنْفَاذَا
مِنْ كُلِّ رَكَّابِ الْعظَائِمِ ضَارِبٍ / لِلْهَامِ ظَلَّ لأَهْلِهَا أَخَّاذَا
يَتَسَاءَلُ الْحُسَّادُ عَنْهُ كَأَنَّهُمْ / لَمْ يَجْعَلُوهُ مَلْجَأً وَمَلاَذَا
وَإِذَا رَأَوْهُ مِنَ الثَّنَايَا طَالِعاً / قَالُوا وَقَدْ عَرَفُوا أَلاَ مَنْ هَذَا
وَكَأَنَّمَا الْمِسْكُ الْفَتِيقُ بِبُرْدِهِ / مَدْحُ ابْنِ نَصْرٍ ذَا لِذَلِكَ حَاذَا
مَلِكٌ حَكَى كِسْرَى وَقَيْصَرَ إِذْ سَطَا / وَزَرَى بِهَامَانٍ وَفَاقَ قُبَاذَا
وَحَكى بَنِي العَبَّاسِ فِي الْمُلْكِ الَّذِي / تَحْكِي بِهِ غَرْنَاطَةٌ بَغْذَاذَا
مِنْ آلِ خَزْرَجَ فِي سَرَارَةِ ضِئْضِىءٍ / لاَذَتْ بِهِ الغُرُّ الكِرَامُ لِيَاذَا
مِنْ آلِ نَصْرٍ وَالأَحَامِرَةِ الأُلَى / كَانُوا لأكْبَادِ العُلاَ أَفْلاَذَا
وَالمُعْتَلِي لِلرُّومِ فِي رَجْرَاجَةٍ / عَاذَتْ بِهَا غُرُّ الفُتُوحِ عِيَاذَا
وَالجَاعِلُ الأَصْنَامَ تِلْكَ وَأَهْلَهَا / بِالسَّمْهَرِيَّةِ وَالسُّيُوفِ جُذَاذَا
فِي العِلْمِ أُسْتَاذٌ إِذَا صُرِفَتْ لَهُ / هِمَمُ الْمُلُوكِ وَيَا لَهُ أَسْتَاذَا
وَعَلَى المَعَالِي لَمْ يَزَلْ مُسْتَحْوِذاً / وَعَلَى الْمَكَارِمِ كُلِّهَا اسْتِحْوَاذَا
وَتَلاَ الْمُلُوكَ فَكَانَ أَفْضَلَ مِنْهُمُ / كَالْوَبْلِ يَتْلُو فِي الْبِطَاحِ رَذَاذَا
وَحَمَى بِلاَدَ المُسْلِمِينَ فَسَيْفُهُ / سَيْفٌ غَدَا لِلْعَائِذِينَ معَاذَا
وَأَزَالَ عَنْ أَهْلِ البِلاَدِ إِذَايَةً / لَهُمُ فَبَاءَ بِحَسْرَةٍ مَنْ آذَا
وَمَعَ المُلُوكِ نَعَمْ جَرَى فِي حَلْبَةٍ / وَجَرَوا فَبَذَّ وَلَمْ يَزَلْ بَذَّاذا
وَغَدَا يُسَاجِلُ جُودُهُ صَوْبَ الْحَيَا / لَكِنْ بِهِ صَوُبُ الْحَيَا قَدْ عَاذَا
وَغَدَا يُبَاهِي الْبَدْرَ نُورُ جَبِينِهِ / فَكِلاَهُمَا قَدْ دَاوَمَ اسْتِلْذَاذَا
وَعَلَى ابْنِ يُوسُفٍ الأَمِيرِ مُحَمَّدٍ / أُثْنِي فَأُلْفِي لِلثَّنَاءِ نَفَاذَا
مُسْتَنْقِذِ العَافِينَ مِنْ أَيْدِي الأُلَى / قَدْ أَسْلَمُوهُمْ لِلرَّدَى اسْتِنْقَاذَا
وَمُطِيلِ رَكْضِ الْخَيْلِ حَتَّى أَصْبَحَتْ / وَسُرُوجُهَا قَدْ مَلَّتِ الأَفْخَاذَا