المجموع : 114
رغبتُ في ملةِ عيسى وما
رغبتُ في ملةِ عيسى وما / يخيبُ من يرغبُ في ملتِه
رغبني في دينه شادنٌ / رأيته يخطرُ من بيعته
صُنعُ حكيمٍ ما أرى أنه / يسلطُ النار على حكمته
إن كان ذا من ساكني نارهِ / فنارهُ أطيبُ من جنته
حلقوا شعره ليكسوه قُبحا
حلقوا شعره ليكسوه قُبحا / غيرةً منهم عليه وشحا
كان صبحاً عليه ليلٌ بهيمٌ / فمحوا ليلهُ وأبقوه صبحا
لو لم أسمكَ الوصلَ إلا لأنه
لو لم أسمكَ الوصلَ إلا لأنه / أمينٌ على سرِّ المحبِّ شحيحُ
يسرُّ قلوبَ العاشقين فلا ترى / عليهم أمارات الفراقِ تلوح
ولم أر مثل الهجر للسرِّ هاتكاً / يعلم جفنَ العينِ كيف ينوح
تركتُ بشطِّ النيلِ لي سكناً فردا
تركتُ بشطِّ النيلِ لي سكناً فردا / حبستُ عليه الدمعَ أن يطأ الخدا
غزالٌ طواه الموتُ من بعد هجرةٍ / أطعنا فلا كنا بها الأسدَ الوردا
فسقياً لمهجورِ الفِناءِ كأنني / أعدّ له ذنباً وأطوي له حقدا
أسميه من فرطِ الصبابةِ مضجعاً / ولو طاوعت نفسي لسميته لحدا
وآخر عهدي من حبيبيَ أنه / مضى يحسبُ الإعراضَ عن هجره قصدا
وزودني يومَ الحمامِ صحيفةً / وثني شعارٍ لا جديداً ولا جردا
أُداوي به تخفاقَ قلبي كأنني / أضمُّ إليه صاحبَ البردِ لا البردا
وقد كنتُ بالتقبيل أمحو رقاعَهُ / فصرتُ بماءِ الدمع أغسلها وجدا
عدمتُ فؤادي كم أرجّي انصداعه / ويبقى على غدرِ الزمان صفاً جلدا
بكيتُ دفيناً ليته كان باكياً / عليَّ فقاسى دونيَ الثكلَ والفقدا
مضى والتقى والنسكُ حشوُ ثيابهِ / ورحَّلَ عنها الحسنَ والظرفَ والحمدا
حرامٌ على أيدي الحرامِ ممنَّعُ / وإن كان أندى الحبّ يشعله وقدا
فيا ليتَ شعري عنك والتربُ بيننا / وذاك وإن قربته نازحٌ جدا
منحتَ الرى تلك المحاسنَ أم ترى / غُصِبتَ عليها أم سَمَحتَ بها عمدا
أَبَحتَ الرضابَ العذبَ بعد تمنعٍ / وأبرزتَ ذاك الجيدَ والفاحمَ الجعدا
طوت بعدك الدنيا رداءَ جمالها / فلا روضها يُجلَى ولا تُربَها يَندى
حبيبٌ سرى يستقبلُ الليلَ وحدَهُ
حبيبٌ سرى يستقبلُ الليلَ وحدَهُ / ويسبقُ آرامَ الصريمِ وأُسدَهُ
فلا الأُنسُ من أمثالهِ الأُدمِ عاقَهُ / ولا الذعرُ من أعدائِهِ الغُلبِ صدَّهُ
يخوضُ إليَّ الليلَ ما بُلَّ عِطفُهُ / ويفرجُ غيلَ الدَّوحِ ما حُلَّ عقده
وقد طلعت في الرأس منِّي رايةٌ / ثكلتُ بها هَزلَ النعيم وجدّه
كُلوحُ مشيبٍ لو يكون تبسماً / كما زعموا ما إنم بكى القلب عنده
وما زَهَرات الشيبِ فيه ظوالمٌ / كذا العشبُ يأتي يانعُ الزهرِ بعده
أخذتُ من الدهر التجاريبَ جملةً / وقبل أشدي ما بلغتُ أشدّه
أذكرتنا يا ابن النبيِّ محمدٍ
أذكرتنا يا ابن النبيِّ محمدٍ / يوماً طوى عنّا أباك محمدا
ولقد عرفتُ الدهرَ قبلك سالياً / إلا عليك فما أطاق تجلُّدا
ما زلتَ نصلَ الدهرِ تأكلُ غِمدَهُ / حتى رأيتكَ في حشاهُ مُغمدا
لا تشاور من ليس يُصفيك ودّا
لا تشاور من ليس يُصفيك ودّا / إنه غيرُ سالكٍ بكَ قصدا
واستشر في الأمورِ كلَّ لبيبٍ / ليس يألوك في النصيحةِ جهدا
غزالٌ لم ألابس قَب
غزالٌ لم ألابس قَب / لهُ التبريحَ والكمدا
أظن عراه جانية / لعشقي مولداً رصدا
أطعت العلى في هجرِ ليلى وإنني
أطعت العلى في هجرِ ليلى وإنني / لأضمرُ فيها مثل ما يضمرُ الزند
صريمةُ عزمٍ لم يكن من رجالها / سواي من العشاقِ قبلُ ولا بعد
رأيتُ فراق النفس أهون ضَيرةً / عليّ من الفعلِ الذي يكرهُ المجد
مرضٌ بقلبك لا يعادُ
مرضٌ بقلبك لا يعادُ / وقتيل حبٍّ ما يقادُ
يا آخرَ العشاقِ ما / أبصرتَ أولها يقاد
يقضي المتيم منهمُذ / نحباً ولو ردوا لعادوا
ملكوا النفوس فهل لها / من بعدها ما يستعاد
ما خلت غزلان اللوى / كظباء مكة لا تصاد
بالعذل يوقد لوعتي / وبقدحه يوري الزنادِ
لم يستطع إطفاءها / دمع كما انخرق المزاد
لا أشكون جرحي فللعذ / ال ألسنة حداد
طمِعٌ وأنت برامة / في من تضمنه النجاد
والحيُّ قد هبطت خيا / مهم وقعقعت العماد
والورد من زهر الخدو / د كمامه الكِلَلُ الوراد
لو يسمعون بوقعه / أتت المطايا والجياد
ولأجلها غبط الغبي / ط حجاب قلبي والسواد
تعفو المنازل إن نأوا / عنها وتغبرُّ البلاد
والحيّ أولى بالبلى / شوقاً إذا بلي الجماد
أو ما رأت قلبي قري / ش وهو للجلى عماد
وله المعاني والمبا / ني والكلام المستفاد
فكأنه قس وها / شم حول منطقه إياد
يا مصعباً جرته في / أرسانها اللمم الجواد
ولمن رضاب النحل يش / هد أن ريقته شهاد
قد كان قبلك في سبي / ل الحب لي أبداً جهاد
حتى عفا ذاك الغرا / م وغاية النار الرماد
فإذا رأيت الكون فاع / لم أن سيتبعه فساد
واعجب لقوم في الزما / ن على السفاهة كيف سادوا
لا عندهم كلهم يع / زّ ولا نضار يستفاد
أستغفر الله العلي / لقد تذأبتِ النقاد
تحصنت من كيد العدوّ وآلهِ
تحصنت من كيد العدوّ وآلهِ / بمجنبةٍ من حبِّ آل محمدِ
ودون يد الجبارِ من أن تنالني / جواشنُ أمنٍ صُنتها بالتهجد
ألحُّ على مولىً كريمٍ كأنما / يباكَرُ مني بالغريمِ اليلندد
أَيسلمني من بعد من أنا جارُهُ / وقد علقت إحدى حبائِله يدي
لو خَطرَف الشيبُ عقداً كنت أعذرُهُ
لو خَطرَف الشيبُ عقداً كنت أعذرُهُ / لكنما سهوه بالضعفِ في العددِ
أعطى الثلاثين في ريعان شرَّتها / ما لابن ستينَ من شَيبٍ ومن كمد
ما للمطيعِ هواهُ
ما للمطيعِ هواهُ / من الملام ملاذُ
فاختر لنفسك إما / عرضٌ وإما التذاذ
فيا أمتا إن غالني غائلُ الردى
فيا أمتا إن غالني غائلُ الردى / فلا تجزعي بل أحسني بعدي الصبرا
فما متُّ حتى شيَّدَ المجدَ والعلا / فعالي واستوفت مناقبي الفخرا
وحتى شفيتُ النفسَ من كلِّ حاسدٍ / وأبقيتُ في أعقابِ أولادك الذكرا
تأمّلَ من أهواه صُفرَةَ خاتمي
تأمّلَ من أهواه صُفرَةَ خاتمي / فقال بلطفٍ لم تجنبت أحمره
فقلت لعمري كان أحمر لونُهُ / ولكن سقامي حلَّ فيه فغيَّرَه
خاف المشيبُ تعتبي فأجاره
خاف المشيبُ تعتبي فأجاره / طلُّ الهموم وعزَّ ذاك مجيرا
فمضى الشبابُ مظلماً متعسفاً / وأتى المشيبُ مجاملاً معذورا
يا ربَّ ظبيٍ قد طرق
يا ربَّ ظبيٍ قد طرق / تُ وساده في الليلِ سرا
ففششت قفلاً من عقي / قٍ أحمرٍ وسرقتُ درا
كفى حزناً أني مقيمٌ ببلدةٍ
كفى حزناً أني مقيمٌ ببلدةٍ / يعللني بعدَ الأحبةِ داهرُ
يحدثني مما يجمِّعُ عقلُهُ / أحاديثَ منها مستقيمٌ وجائر
من بعد ملكي رمتمُ أن تغدروا
من بعد ملكي رمتمُ أن تغدروا / ما بعد فرقةِ بائعين تخير
ردوا الفؤاد كما عهدتم للحشا / ولطرفيَ الساهي الكرى ثم اهجروا
وزعمتم ان الليالي غيرت / عهد الهوى لا كان من يتغير
قمرٌ ببغدادٍ وقفتُ له
قمرٌ ببغدادٍ وقفتُ له / فرجعتُ عنه ومذهبي الجَبرُ
قالوا ضللتَ فقلتُ ويحكمُ / أيضلُّ سارٍ قادهُ البدر