المجموع : 50
أضحَت بِخدِّي للدُموعِ رُسُومُ
أضحَت بِخدِّي للدُموعِ رُسُومُ / أسفاً علَيكَ وفي الفُؤادِ كُلومُ
والصَبرُ يُحمَدُ في المَصائِبِ كُلِّها / إلا عَلَيكَ فانَّهُ مَذمُومُ
يا واحِداً مِن سِتَّةِ أَسكَنتُهُم / حُفَراً تُقَسَّمُ بَينهُم وَرُجُومُ
لولا مَعالِمُ رُوسِهِنَّ لما اهتَدَى / لحَمِيمِهِ بَينَ القُبُورِ حَميمُ
مَن كان أَغفلَهُ الزَمانُ فَقَد سَطَت / كَف عليهِ مِن الزَمانِ غَشُومُ
حتَّى بكى لي مَن رآني رَحمَةً / إنَّ المُصَابَ نَصِيبُهُ مَرحُومُ
فَدَعِ الزَمانَ فَليسَ يُعتِبُ عاتِباً / إنّ الَّذي لامَ الزَمانَ مَلُومُ
سُليمانُ واللَهِ الذي أنا عَبدُهُ
سُليمانُ واللَهِ الذي أنا عَبدُهُ / لَقَلبي عَليلٌ ما بَقِيت حَزِينُ
تَقاضَاكَ دَهرٌ فاقتضاكَ بِدَينهِ / ولِلدَهر في نَفسي عَليَّ دُيُونُ
فَقَرَّت عَيُونٌ كُنتَ شَملَ جُفونِها / وجاءَت بحُزنٍ بالدِماءِ عُيُونُ
فَلَيسَ على دَهرٍ مُجيرٌ إذا عَدا / بِكُرهٍ ولا خَلقٌ عليهِ مُعينُ
بَنيَّ لَئِن ضَنّت جُفونٌ بمائِها / لقد قَرِحَت مِنّي عليكَ جُفونُ
دَفَنتُ بكَفّي بعضَ نفسي فأصبحت / لها دافِنٌ مِن نَفسِها وَدَفِينُ
فَلِلّهِ ما أعطى ولِلّهِ ما حَوَى / وأحرِ بأمرٍ كائِنٍ سَيكونُ
فَيا فَجعَةَ الدُنيا بِمَن شِبتُ بَعدَهُ / فَسِيَّانِ مَضنونٌ بهِ وضَنينُ
لهُ في ذُرى المَعروفِ نُعمى كأنَّها
لهُ في ذُرى المَعروفِ نُعمى كأنَّها / مواقِعُ ماء المُزنِ في البَلَد القَفُرِ
إذا ما أتاهُ السائلونَ تَوقَّدت / عليهِ مصابيحُ الطَلاقةِ والبِشرِ
يَنام المُسعِدونَ ومَن يَلومُ
يَنام المُسعِدونَ ومَن يَلومُ / وتُوقِظُني وأوقِظُها الهُمُومُ
صَحيحٌ بالنَهارِ لِمَن يَراني / وَلَيلي لا يَنامُ ولا يُنِيمُ
كأَنَّ اللَيلَ مَحبوسٌ دُجاهُ / فأوَّلَهُ وآخِرُهُ مُقِيمُ
لِمَهلِكِ فِتيةٍ تَركُوا أَباهُم / وأصغَرُ ما بِهِ مِنهُم عَظيمُ
يُذَكِّرنيهمُ ما كنتُ فيهِ / فسِيَّانِ المَساءَةُ والنَعيمُ
فَبِالخَدَّينِ من دَمعي نُدُوبٌ / وبالأحشاءِ مِن وَجدِي كُلُومُ
فإن يَهلِك بَنيَّ فليسَ شَيء / مِن الدُنيا على أَحَدِ يَدومُ
لا خيرَ في عِدَةٍ إن كنتَ ماطِلَها
لا خيرَ في عِدَةٍ إن كنتَ ماطِلَها / وللوفاءِ على الإخلافِ تَفضِيل
الخيرُ أنفَعُهُ للنّاسِ أعجَلُهُ / وليسَ يَنفَعُ خَيرٌ فيهِ تَطويلُ
معي كُلُّ فضفاضِ القَميصِ كأنَّهُ
معي كُلُّ فضفاضِ القَميصِ كأنَّهُ / إذا خَطَرَت مِنهُ المُدامُ فَتِيقُ
أما والذي نادى من الطُورِ عَبدَهُ
أما والذي نادى من الطُورِ عَبدَهُ / وأنزلَ فُرقاناً وأوحى إلى النَملِ
لقد ولدت حَوَّاءُ فِيكَ بَليَّةً / عليَّ أقاسيها وثِقلاً من الثِقلِ
فيا وَيحَ قَلبِ عَذَّبَ العَينَ بالبكا
فيا وَيحَ قَلبِ عَذَّبَ العَينَ بالبكا / على كُلِّ شِفرٍ مِن مَدامِعها غَربُ
ويا ويحَ مُشتاقٍ محا اليأس مارجا / لحرقته شَرقٌ ولَيسَ لها غَربُ
بقلبيَ شيءٌ لَستُ أعرفُ قَدرَهُ
بقلبيَ شيءٌ لَستُ أعرفُ قَدرَهُ / على أنَّهُ ما كانَ فهوَ شَديدُ
تَمُرُّ بهِ الأَيَّامُ تَسحَبُ ذَيلَها / فَتَبلَى به الأَيَّامُ وَهوَ جَديدُ
يا ملكُ قَد صِرتُ الى خُطَّةٍ
يا ملكُ قَد صِرتُ الى خُطَّةٍ / رَضِيتُ مِنها فِيكِ بالضَيمِ
ما اشتَمَلت عَيِني عَلى رَقدَةٍ / مُذ غِبتِ عن عَيني إلى النَومِ
فَبِتُ مَفتوقَ مَجاري البُكا / مُعَطَّلَ العَينِ عَنِ النَومِ
ووجدِيَ الدَهرَ بكُم غُلمَةٌ / فالموتُ مِن نَفسي عَلى سَومِ
يَلومُني الناسُ على حُبِّكُم / والناسُ أولى فِيكِ باللَومِ
قَومٌ حُضُورٌ غائِبو ال
قَومٌ حُضُورٌ غائِبو ال / أذهانِ لَيسَ لها عُقُول
رأينَ الغَواني الشيبَ لاح بِعارضي
رأينَ الغَواني الشيبَ لاح بِعارضي / فأعرضن عنّي بالخُدودِ النَواضِرِ
وكُنَّ إذا أبصَرنني أو سَمِعنَ بي / سَعَينَ فَرَقَّعنَ الكُوى بالمحاجِرِ
لَئِن حُجَّبَت عَنَّي نواظِرُ أعينٍ / رَمينَ بأحداقِ المها والمحاجِرِ
فإني من قومٍ كِرامٍ أُصُولُهُم / لأقدامِهِم صِيغَت رُؤوسُ المنابِرِ
خلائِفُ في الإسلام في الشِّركِ قادَةٌ / بِهِم وإليهِم فَخرُ كُلِّ مفاخِرِ
وعما قليلٍ لن ترى باكياً لنا
وعما قليلٍ لن ترى باكياً لنا / سيضحكُ من يبكي ويُعرِضُ عن ذكري
ترى صاحبي يَبكي قليلاً لفُرقتي / ويضحكَ من طولِ الليالي على قبري
ويحدثُ إخواناً وينسى مَودَّتي / وتَشغَلُهُ الأحبابُ عنّي وعَن ذِكري
ولمَّا رأيتُكَ لا فاسِقاً
ولمَّا رأيتُكَ لا فاسِقاً / قوياً ولا أنت بالزاهدِ
وليسَ عدوكَ بالمتَّقي / وليس صديقكَ بالحامد
أقمتكَ في السوق سُوقِ الرقيقِ / وناديتُ هل فِيكَ من زائدِ
على رَجُلٍ غَادِرٍ بالصديقِ / كَفُورٍ لنعمائهِ جاحِد
فما جاءَني رجلٌ واحدٌ / يزيدُ على درهمٍ واحدِ
سِوى رَجُلٍ خانَهُ عَقلُهُ / وَحَلَّت بهِ دَعوَةُ الوالد
فَبِعتُكَ مِنهُ بلا شاهِدٍ / مخافَةَ ردَّكَ بالشاهدِ
وأبتُ حميداً إلى منزلي / وحلَّ البلاءُ على الناقِدِ
أَرى المَوتَ لِمَن أَمسى
أَرى المَوتَ لِمَن أَمسى / على الذُلِّ لَهُ أَصلَح
لقد شَمِتَ الأعداءُ بي وتَغيَّرت
لقد شَمِتَ الأعداءُ بي وتَغيَّرت / عُيونٌ أراها بعدَ مَوت أبي عَمرو
تَجَرا عليَّ الدَهرُ لمَّا فَقَدتُهُ / ولَو كان حيّاً لاجتَرأتُ على الدَهرِ
أسكانَ بَطنِ الأرض لو يُقبَلُ الفِدى / فَدَينا وأعطينا بِكُم ساكنَ الظَهرِ
فيا لَيتَ مَن فيها عَلَيها ولَيتَ مَن / عَليها ثَوى فيها مُقيماً الى الحَشر
وقاسمني دَهري بَنيَّ بشَطرِهِ / فلما تَوفَّى شَطرَهُ مال في شَطري
فَصاروا دُيوناً للمنايا ومَن يكُن / عليه لها دَينٌ قَضاهُ على عُسرِ
كأنهُمُ لم يَعرِفِ الموتُ غَيرَهُم / فَثُكلٌ على ثُكلِ وقَبرٌ على قَبرِ
وقد كُنتُ حَيَّ الخَوفِ قَبلَ وَفاتِهِم / فلمَّا تُوُفُّوا ماتَ خَوفي من الدَهرِ
وكنتُ به أُكنَى فأصبحت كُلَّما / كُنِيتُ بهِ فاضَت دُموعي على نَحري
ألا لَيتَ أُمّي لَم تلِدني وليتَني / سَبَقتُكَ إذْ كُنا إلى غايةٍ نَجري
وقد كُنتُ ذا نابٍ وظُفرٍ على العِدا / فأصبحتُ لا يَخشَونَ نابي ولا ظُفري
فللَّهِ ما أعطى ولِلَّهِ ما جرى / ولَيسَ لأيام الرَزِيَّةِ كالصَبرِ
فَحسبُك مِنهم مُوحِشاً فَقَدُ بِرّهِم / وحَسبُكَ مِنهُم مُسلِياً طَلَبُ الأجرِ
لمَّا رأتنيَ مُلكٌ قاصِراً بَصَري
لمَّا رأتنيَ مُلكٌ قاصِراً بَصَري / عنها وفي الطرفِ عن أمثالِها زَوَرُ
قالت عهدتُكَ مجنوناً فقُلت لها / إن الشبابَ جُنونٌ بُرؤُهُ الكِبَرُ
والمرءُ يجمَعُ مالَهُ مستهتَراً
والمرءُ يجمَعُ مالَهُ مستهتَراً / فرحاً وليس بآكِلٍ ما يجمَعُ
وليأتِيَنَّ عليكَ يَومٌ مرَّةً / يُنكى عليكَ مُقنَّعاً لا تَسمَعُ
لي صَديقٌ يَرَى حُقوقي عَليهِ
لي صَديقٌ يَرَى حُقوقي عَليهِ / نافِلاتٍ وحَقَّهُ الدَهرَ فَرضا
لو قَطَعتُ البلادَ طُولاً إليهِ / ثُمَّ مِن بَعدِ طُولها سِرتُ عَرضا
لرأى ما فَعَلتُ غَيرَ كَثيرٍ / واشتهى أن يزيدَ في الأرض أرضا
تَبَدًّلتَ من قلبي المَودَّةَ بالبُغضِ
تَبَدًّلتَ من قلبي المَودَّةَ بالبُغضِ / وصَيَّرتَ بَعدَ القُربِ منهُ إلى الرفضِ
وكان الهَوى غَضاً فلمَّا مَلَكتَهُ / تَقصَّفَ غُصناهُ وحالَ عَنِ الغَضِّ
فإن أكُ قَد أُخرِجتُ عن دارِ بِغضةٍ / فَليسَ بِكفَّيْ مُخرِجِي سَعَةُ الأَرضِ