القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أَوْس بن حَجَر الكل
المجموع : 54
هَل عاجِلٌ مِن مَتاعِ الحيِّ مَنظورُ
هَل عاجِلٌ مِن مَتاعِ الحيِّ مَنظورُ / أَم بَيتُ دومَةَ بَعدَ الإِلفِ مَهجورُ
أَم هَل كَبيرٌ بَكى لَم يَقضِ عَبرَتَهُ / إِثرَ الأَحِبَّةِ يَومَ البَينِ مَعذورُ
لَكِن بِفِرتاجَ فَالخَلصاءِ أَنتَ بِها / فَحَنبَلٍ فَلِوى سَرّاءَ مَسرورُ
وَبِالأُنَيعِمِ يَوماً قَد تَحِلُّ بِهِ / لَدى خَزازَ وَمِنها مَنظَرٌ كيرُ
قَد قُلتُ لِلرَكبِ لَولا أَنَّهُم عَجِلوا / عوجوا عَلَيَّ فَحَيّوا الحَيَّ أَو سيروا
قَلَّت لِحاجَةِ نَفسٍ لَيلَةٌ عَرَضَت / ثُمَّ اِقصِدوا بَعدَها في السَيرِ أَو جوروا
غُرٌّ غَرائِرُ أَبكارٌ نَشَأنَ مَعاً / حُسنُ الخَلائِقِ عَمّا يُتَّقى نورُ
لَبِسنَ رَيطاً وَديباجاً وَأَكسِيَةً / شَتّى بِها اللَونُ إِلّا أَنَّها فورُ
لَيسَ الحَديثُ بِنُهبى يَنتَهِبنَ وَلا / سِرٌّ يُحَدِّثنَهُ في الحَيِّ مَنشورُ
وَقَد تُلافي بِيَ الحاجاتِ ناجِيَةٌ / وَجناءُ لاحِقَةُ الرِجلَينِ عَيسورُ
تُساقِطُ المَشيَ أَفناناً إِذا غَضِبَت / إِذا أَلَحَّت عَلى رُكبانِها الكورُ
حَرفٌ أَخوها أَبوها مِن مُهَجَّنَةٍ / وَعَمُّها خالُها وَجناءُ مِئشيرُ
وَقَد ثَوَت نِصفَ حَولٍ أَشهُراً جُدُداً / يَسفي عَلى رَحلِها بِالحيرَةِ المورُ
وَقارَفَت وَهيَ لَم تَجرَب وَباعَ لَها / مِنَ الفَصافِصِ بِالنُمِّيِّ سِفسيرُ
أَبقى التَهَجُّرُ مِنها بَعدَ كِدنَتِها / مِنَ المَحالَةِ ما يَشغى بِهِ الكورُ
تُلقي الجِرانَ وَتَقلَولي إِذا بَرَكَت / كَما تَيَسَّرَ لِلنَفرِ المَها النورُ
كَأَنَّ هِرّاً جَنيباً تَحتَ غُرضَتِها / وَاِصطَكَّ ديكٌ بِرِجلَيها وَخِنزيرُ
كَأَنَّها ذو وُشومٍ بَينَ مَأفِقَةٍ / وَالقُطقُطانَةِ وَالبُرعومِ مَذعورُ
أَحَسَّ رَكزَ قَنيصٍ مِن بَني أَسَدٍ / فَاِنصاعَ مُنثَوِياً وَالخَطوُ مَقصورُ
يَسعى بِغُضفٍ كَأَمثالِ الحَصى زَمِعاً / كَأَنَّ أَحناكَها السُفلى مَآشيرُ
حَتّى أُشِبَّ لَهُنَّ الثَورُ مِن كَثَبٍ / فَأَرسَلوهُنَّ لَم يَدروا بِما ثيروا
وَلّى مُجِدّاً وَأَزمَعنَ اللَحاقَ بِهِ / كَأَنَّهُنَّ بِجَنبَيهِ الزَنابيرُ
حَتّى إِذا قُلتَ نالَتهُ أَوائِلُها / وَلَو يَشاءُ لَنَجَّتهُ المَثابيرُ
كَرَّ عَلَيها وَلَم يَفشَل يُهارِشُها / كَأَنَّهُ بِتَواليهِنَّ مَسرورُ
فَشَكَّها بِذَليقٍ حَدُّهُ سَلِبٌ / كَأَنَّهُ حينَ يَعلوهُنَّ مَوتورُ
ثُمَّ اِستَمَرَّ يُباري ظِلَّهُ جَذِلاً / كَأَنَّهُ مَرزُبانٌ فازَ مَحبورُ
يالَ تَميمٍ وَذو قارٍ لَهُ حَدَبٌ / مِنَ الرَبيعِ وَفي شَعبانَ مَسجورُ
قَد حَلَّأَت ناقَتي بُردٌ وَراكِبَها / عَن ماءِ بَصوَةَ يَوماً وَهوَ مَجهورُ
فَما تَناءى بِها المَعروفُ إِذ نَفَرَت / حَتّى تَضَمَّنَها الأَفدانُ وَالدورُ
قَومٌ لِئامٌ وَفي أَعناقِهِم عُنُفٌ / وَسَعيُهُم دونَ سَعيِ الناسِ مَبهورُ
وَيلُ اُمِّهِم مَعشَراً جُمّاً بُيوتُهُمُ / مِنَ الرِماحِ وَفي المَعروفِ تَنكيرُ
إِذ يَشزِرونَ إِلَيَّ الظَرفَ عَن عُرُضٍ / كَأَنَّ أَعيُنَهُم مِن بُغضِهِم عورُ
نَكَّبتُها مائَهُم لَمّا رَأَيتَهُمُ / صُهبَ السِبالِ بِأَيديهِم بَيازيرُ
مُخَلَّفونَ وَيَقضي الناسُ أَمرَهُمُ / غُسُّ الأَمانَةِ صُنبورٌ فَصُنبورُ
لَولا الهُمامُ الَّذي تُرجى نَوافِلُهُ / لَنالَهُم جَحفَلٌ تَشقى بِهِ العورُ
لَولا الهُمامُ لَقَد خَفَّت نَعامَتُهُم / وَقالَ راكِبُهُم في عُصبَةٍ سيروا
يُعلونَ بِالقَلَعِ البُصرِيِّ هامَهُمُ / وَيُخرِجُ الفَسوَ مِن تَحتُ الدَقاريرُ
تَناهَقونَ إِذا اِخضَرَّت نِعالُكُمُ / وَفي الحَفيظَةِ أَبرامٌ مَضاجيرُ
أَجلَت مُرَمَّأَةُ الأَخبارِ إِذ وَلَدَت / عَن يَومِ سَوءٍ لِعَبدِ القَيسِ مَذكورُ
إِنَّ الرَحيلَ إِلى قَومٍ وَإِن بَعُدوا / أَمسَوا وَمِن دونِهِم ثَهلانُ فَالنيرُ
تُلقى الأَوَزّونَ في أَكنافِ دارَتِها / تَمشي وَبَينَ يَدَيها التِبنُ مَنثورُ
نُبِّئتُ أَنَّ دَماً حَراماً نِلتَهُ
نُبِّئتُ أَنَّ دَماً حَراماً نِلتَهُ / فَهُريقَ في ثَوبٍ عَلَيكَ مُحَبَّرِ
نُبِّئتُ أَنَّ بَني سُحَيمٍ أَدخَلوا / أَبياتَهُم تامورَ نَفسِ المُنذِرِ
فَلَبِئسَ ما كَسَبَ اِبنُ عَمروٍ رَهطَهُ / شَمِرٌ وَكانَ بِمَسمَعٍ وَبِمَنظَرِ
زَعَمَ اِبنُ سُلمِيٍّ مُرارَةُ أَنَّهُ / مَولى السَواقِطِ دونَ آلِ المُنذِرِ
مَنَعَ اليَمامَةَ حَزنَها وَسُهولَها / مِن كُلِّ ذي تاجٍ كَريمِ المَفخَرِ
إِن كانَ ظَنّي في اِبنِ هِندٍ صادِقاً / لَم يَحقُنوها في السِقاءِ الأَوفَرِ
حَتّى يَلُفَّ نَخيلَهُم وَزُروعَهُم / لَهَبٌ كَناصِيَةِ الحِصانِ الأَشقَرِ
سائِل بِها مَولاكَ قَيسَ بنَ عاصِمٍ
سائِل بِها مَولاكَ قَيسَ بنَ عاصِمٍ / فَمَولاكَ مَولى السَوءِ إِن لَم يُغَيِّرِ
لَعَمرُكَ ما أَدري أَمِن حَزنِ مِحجَنٍ / شُعَيثُ بنِ سَهمٍ أَم لِحَزنِ بنِ مِنقَرِ
فَما أَنتَ بِالمَولى المُضَيَّعِ حَقُّهُ / وَما أَنتَ بِالجارِ الضَعيفِ المُسَتَّرِ
حَسِبتُمُ وَلَدَ البَرشاءِ قاطِبَةً
حَسِبتُمُ وَلَدَ البَرشاءِ قاطِبَةً / نَقلَ السَمادِ وَتَسليكاً غَفا الغِيَرِ
أَجاعِلَةٌ أُمُّ الحُصَينِ خِزايَةً
أَجاعِلَةٌ أُمُّ الحُصَينِ خِزايَةً / عَلَيَّ فِراري أَن لَقيتُ بَني عَبسِ
وَرَهطَ بَني عَمرٍ وَعَمروَ بنِ عامِرٍ / وَتَيماً فَجاشَت مِن لِقائِهِمُ نَفسي
كَأَنَّ جُلودَ النُمرِ جيبَت عَلَيهِمُ / إِذا جَعجَعوا بَينَ الإِناخَةِ وَالحَبسِ
لَقونا فَضَمّوا جانِبَينا بِصادِقٍ / مِنَ الطَعنِ حَشَّ النارِ في الحَطَبِ اليَبسِ
وَلَمّا دَخَلنا تَحتَ فَيءِ رِماحِهِم / خَبَطتُ بِكَفّي أَطلُبُ الأَرضَ بِاللَمسِ
فَأُبتُ سَليماً لَم تُمَزَّق عِمامَتي / وَلَكِنَّهُم بِالطَعنِ قَد خَرَّقوا تُرسي
وَلَيسَ يُعابُ المَرءُ مِن جُبنِ يَومِهِ / وَقَد عُرِفَت مِنهُ الشَجاعَةُ بِالأَمسِ
مَطاعينُ في الهَيجا مَطاعيمُ لِلقِرى / إِذا اِصفَرَّ آفاقُ السَماءِ مِنَ القَرسِ
أَيَّتُها النَفسُ أَجمِلي جَزَعا
أَيَّتُها النَفسُ أَجمِلي جَزَعا / إِنَّ الَّذي تَحذَرينَ قَد وَقَعا
إِنَّ الَّذي جَمَّعَ السَماحَةَ وَال / نَجدَةَ وَالحَزمَ وَالقُوى جُمَعا
الأَلمَعِيَّ الَّذي يَظُنُّ لَكَ ال / ظَنَّ كَأَن قَد رَأى وَقَد سَمِعا
وَالمُخلِفَ المُتلِفَ المُرَزَّأَ لَم / يُمتَع بِضَعفٍ وَلَم يَمُت طَبَعا
وَالحافِظَ الناسَ في تَحوطَ إِذا / لَم يُرسِلوا تَحتَ عائِذٍ رُبَعا
وَاِزدَحَمَت حَلقَتا البِطانِ بِأَق / وامٍ وَطارَت نُفوسُهُم جَزَعا
وَعَزَّتِ الشَمأَلُ الرِياحَ وَقَد / أَمسى كَميعُ الفَتاةِ مُلتَفِعا
وَشُبِّهَ الهَيدَبُ العَبامُ مِنَ ال / أَقوامِ سَقباً مُلَبَّساً فَرَعا
وَكانَتِ الكاعِبُ المُمَنَّعَةُ ال / حَسناءُ في زادِ أَهلِها سَبُعا
أَودى وَهَل تَنفَعُ الإِشاحَةُ مِن / شَيءٍ لِمَن قَد يُحاوِلُ البِدَعا
لِيَبكِكَ الشَربُ وَالمُدامَةُ وَال / فِتيانُ طُرّاً وَطامِعٌ طَمِعا
وَذاتُ هِدمٍ عارٍ نَواشِرُها / تُصمِتُ بِالماءِ تَولَباً جَدِعا
وَالحَيُّ إِذ حاذَروا الصَباحَ وَقَد / خافوا مُغيراً وَسائِراً تَلِعا
وَرِثنا المَجدَ عَن آباءِ صِدقٍ
وَرِثنا المَجدَ عَن آباءِ صِدقٍ / أَسَأنا في دِيارِهِمُ الصَنيعا
إِذا الحَسَبُ الرَفيعُ تَواكَلَتهُ / بُناةُ السوءِ أَوشَكَ أَن يَضيعا
أَلَم تَرَ أَنَّ اللَهَ أَنزَلَ مُزنَةً
أَلَم تَرَ أَنَّ اللَهَ أَنزَلَ مُزنَةً / وَعُفرُ الظِباءِ في الكِناسِ تَقَمَّعُ
فَخُلِّيَ لِلأَذوادِ بَينَ عُوارِضٍ / وَبَينَ عَرانينِ اليَمامَةِ مَرتَعُ
تَكَنَّفَنا الأَعداءُ مِن كُلِّ جانِبٍ / لِيَنتَزِعوا عَرقاتِنا ثُمَّ يَرتَعوا
فَما جَبُنوا أَنّا نَسُدُّ عَلَيهِمُ / وَلَكِن لَقوا ناراً تَحُسُّ وَتَسفَعُ
وَجاءَت سُلَيمٌ قَضُّها وَقَضيضُها / بِأَكثَرِ ما كانوا عَديداً وَأَوكَعوا
وَجِئنا بِها شَهباءَ ذاتَ أَشِلَّةٍ / لَها عارِضٌ فيهِ المَنِيَّةُ تَلمَعُ
فَوَدَّ أَبو لَيلى طُفَيلُ بنُ مالِكٍ / بِمُنعَرَجِ السُؤبانِ لَو يَتَقَصَّعُ
يُلاعِبُ أَطرافَ الأَسِنَّةِ عامِرٌ / وَصارَ لَهُ حَظُّ الكَتيبَةِ أَجمَعُ
كَأَنَّهُمُ بَينَ الشُمَيطِ وَصارَةٍ / وَجُرثُمَ وَالسُؤبانِ خُشبٌ مُصَرَّعُ
فَما فَتِئَت خَيلٌ تَثوبُ وَتَدَّعي / وَيَلحَقُ مِنها لاحِقٌ وَتَقَطَّعُ
لَدى كُلِّ أُخدودٍ يُغادِرنَ دارِعاً / يُجَرُّ كَما جُرَّ الفَصيلُ المُقَرَّعُ
فَما فَتِئَت حَتّى كَأَنَّ غُبارَها / سُرادِقُ يَومٍ ذي رِياحٍ تَرَفَّعُ
تَثوبُ عَلَيهِم مِن أَبانٍ وَشُرمَةٍ / وَتَركَبُ مِن أَهلِ القَنانِ وَتَفزَعُ
لَدُن غُدوَةٍ حَتّى أَغاثَ شَريدَهُم / طَويلُ النَباتِ وَالعُيونُ وَضَلفَعُ
فَفارَت لَهُم يَوماً إِلى اللَيلِ قِدرُنا / تَصُكُّ حَرابِيَّ الظُهورِ وَتَدسَعُ
وَكُنتُم كَعَظمِ الريمِ لَم يَدرِ جازِرٌ / عَلى أَيِّ بَدأَي مُقسِمُ اللَحمِ يوضَعُ
وَجاءَت عَلى وَحشِيِّها أُمُّ جابِرٍ / عَلى حينِ سَنّوا في الرَبيعِ وَأَمرَعوا
لَعَمرُكَ ما آسى طُفَيلُ بنُ مالِكٍ
لَعَمرُكَ ما آسى طُفَيلُ بنُ مالِكٍ / بَني عامِرٍ إِذ ثابِتِ الخَيلُ تَدَّعي
تَقَبَّلَ مِن خَيفانَةٍ جُرشُعِيَّةٍ / سَليلَةِ مَعروقِ الأَباجِلِ جُرشُعِ
وَوَدَّعَ إِخوانَ الصَفاءِ بِقُرزُلٍ / يَمُرُّ كَمِرّيخِ الوَليدِ المُقَزَّعِ
وَلَو أَدرَكَتهُ الخَيلُ شالَ بِرِجلِهِ / كَما شالَ يَومَ الخالِ كَعبُ بنُ أَصمَعِ
فِراراً وَأَسلَمتَ اِبنَ أُمِّكَ عامِراً / يُلاعِبُ أَطرافَ الوَشيجِ المُزَعزَعِ
وَقَد عَلِمَت عِرساكَ أَنَّكَ آيِبٌ / تُخَبِّرُهُم عَن جَيشِهِم كُلَّ مَربَعِ
تَنَكَّرَ بَعدي مِن أُمَيمَةَ صائِفُ
تَنَكَّرَ بَعدي مِن أُمَيمَةَ صائِفُ / فَبِركٌ فَأَعلى تَولَبٍ فَالمَخالِفُ
فَقَوٌّ فَرَهبي فَالسَليلُ فَعاذِبٌ / مَطافيلُ عوذِ الوَحشِ فيهِ عَواطِفُ
فَبَطنُ السُلَيِّ فَالسِخالُ تَعَذَّرَت / فَمَعقُلَةٌ إِلى مُطارٍ فَواحِفُ
كَأَنَّ جَديدَ الدارِ يُبليكَ عَنهُمُ / تَقِيُّ اليَمينِ بَعدَ عَهدِكَ حالِفُ
بِها العينُ وَالآرامُ تَرعى سِخالُها / فَطيمٌ وَدانٍ لِلفِطامِ وَناصِفُ
وَقَد سَأَلَت عَنّي الوُشاةُ فَخُبِّرَت / وَقَد نُشِرَت مِنها لَدَيَّ صَحائِفُ
كَعَهدِكِ لا عَهدُ الشَبابِ يُضِلُّني / وَلا هَرِمٌ مِمَّن تَوَجَّهَ دالِفُ
وَقَد أَنتَحي لِلجَهلِ يَوماً وَتَنتَحي / ظَعائِنُ لَهوٍ وُدُّهُنَّ مُساعِفُ
نَواعِمُ ما يَضحَكنَ إِلّا تَبَسُّماً / إِلى اللَهوِ قَد مالَت بِهِنَّ السَوالِفُ
وَأَدماءَ مِثلَ الفَحلِ يَوماً عَرَضتُها / لِرَحلي وَفيها جُرأَةٌ وَتَقاذُفُ
فَإِن يَهوَ أَقوامٌ رَدايَ فَإِنَّما / يَقيني الإِلَهُ ما وَقى وَأُصادِفُ
وَعَنسٍ أَمونٍ قَد تَعَلَّلتُ مَتنَها / عَلى صِفَةٍ أَو لَم يَصِف لِيَ واصِفُ
كُمَيتٍ عَصاها النَقرُ صادِقَةِ السُرى / إِذا قيلَ لِلحَيرانِ أَينَ تُخالِفُ
عَلاةٍ كِنازِ اللَحمِ ما بَينَ خُفِّها / وَبَينَ مَقيلِ الرَحلِ هَولٌ نَفانِفُ
عَلاةٍ مِنَ النوقِ المَراسيلِ وَهمَةٍ / نَجاةٍ عَلَتها كَبرَةٌ فَهيَ شارِفُ
جُمالِيَّةٍ لِلرَحلِ فيها مُقَدَّمٌ / أَمونٍ وَمُلقىً لِلزَميلِ وَرادِفُ
يُشَيِّعُها في كُلِّ هَضبٍ وَرَملَةٍ / قَوائِمُ عوجٌ مُجمَراتٌ مَقاذِفُ
تَوائِمُ أُلّافٌ تَوالٍ لَواحِقٌ / سَواهٍ لَواهٍ مُربِذاتٌ خَوانِفُ
يَزِلُّ قُتودُ الرَحلِ عَن دَأَياتِها / كَما زَلَّ عَن رَأسِ الشَجيجِ المَحارِفُ
إِذا ما رِكابُ القَومِ زَيَّلَ بَينَها / سُرى اللَيلِ مِنها مُستَكينٌ وَصارِفُ
عَلا رَأسَها بَعدَ الهِبابِ وَسامَحَت / كَمَحلوجِ قُطنٍ تَرتَميهِ النَوادِفُ
وَأَنحَت كَما أَنحى المَحالَةَ ماتِحٌ / عَلى البِئرِ أَضحى حَوضُهُ وَهوَ ناشِفُ
يُخالِطُ مِنها لينَها عَجرَفِيَّةٌ / إِذا لَم يَكُن في المُقرِفاتِ عَجارِفُ
كَأَنَّ وَنىً خانَت بِهِ مِن نِظامِها / مَعاقِدُ فَاِرفَضَّت بِهِنَّ الطَوائِفُ
كَأَنَّ كُحَيلاً مُعقَداً أَو عَنِيَّةً / عَلى رَجعِ ذِفراها مِنَ الليتِ واكِفُ
يُنَفِّرُ طَيرَ الماءِ مِنها صَريفُها / صَريفَ مَحالٍ أَقلَقَتهُ الخَطاطِفُ
كَأَنّي كَسَوتُ الرَحلَ أَحقَبَ قارِباً / لَهُ بِجُنوبِ الشَيِّطَينِ مَساوِفُ
يُقَلِّبُ قَيدوداً كَأَنَّ سَراتَها / صَفا مُدهُنٍ قَد زَحلَفَتهُ الزَحالِفُ
يُقَلِّبُ حَقباءَ العَجيزَةِ سَمحَجاً / بِها نَدَبٌ مِن زَرَهِ وَمَناسِفُ
وَأَخلَفَهُ مِن كُلِّ وَقطٍ وَمُدهُنٍ / نِطافٌ فَمَشروبٌ يَبابٌ وَناشِفُ
وَحَلَّأَها حَتّى إِذا هِيَ أَحنَقَت / وَأَشرَفَ فَوقَ الحالِبَينِ الشَراسِفُ
وَخَبَّ سَفا قُريانِهِ وَتَوَقَّدَت / عَلَيهِ مِنَ الصَمّانَتَينِ الأَصالِفُ
فَأَضحى بِقاراتِ السِتارِ كَأَنَّهُ / رَبيئَةُ جَيشٍ فَهوَ ظَمآنُ خائِفُ
يَقولُ لَهُ الراؤونَ هَذاكَ راكِبٌ / يُؤَبِّنُ شَخصاً فَوقَ عَلياءَ واقِفُ
إِذا اِستَقبَلَتهُ الشَمسُ صَدَّ بِوَجهِهِ / كَما صَدَّ عَن نارِ المُهَوِّلِ حالِفُ
تَذَكَّرَ عَيناً مِن غُمازَةَ ماؤُها / لَهُ حَبَبٌ تَستَنُّ فيهِ الزَخارِفُ
لَهُ ثَأَدٌ يَهتَزُّ جَعدٌ كَأَنَّهُ / مُخالِطُ أَرجاءِ العُيونِ القَراطِفُ
فَأَورَدَها التَقريبُ وَالشَدُّ مَنهَلاً / قَطاهُ مُعيدٌ كَرَّةَ الوِردِ عاطِفُ
فَلاقى عَلَيها مِن صُباحَ مُدَمِّراً / لِناموسِهِ مِنَ الصَفيحِ سَقائِفُ
صَدٍ غائِرُ العَينَينِ شَقَّقَ لَحمَهُ / سَمائِمُ قَيظٍ فَهوَ أَسوَدُ شاسِفُ
أَزَبُّ ظُهورِ الساعِدَينِ عِظامُهُ / عَلى قَدَرٍ شَثنُ البَنانِ جُنادِفُ
أَخو قُتُراتٍ قَد تَيَقَّنَ أَنَّهُ / إِذا لَم يُصِب لَحماً مِنَ الوَحشِ خاسِفُ
مُعاوِدُ قَتلِ الهادِياتِ شِواؤُهُ / مِنَ اللَحمِ قُصرى بادِنٍ وَطَفاطِفُ
قَصِيُّ مَبيتِ اللَيلِ لِلصَيدِ مُطعَمٌ / لِأَسهُمِهِ غارٍ وَبارٍ وَراصِفُ
فَيَسَّرَ سَهماً راشَهُ بِمَناكِبٍ / ظُهارٍ لُؤامٍ فَهوَ أَعجَفُ شارِفُ
عَلى ضالَةٍ فَرعٍ كَأَنَّ نَذيرَها / إِذا لَم تُخَفِّضهُ عَنِ الوَحشِ عازِفُ
فَأَمهَلَهُ حَتّى إِذا أَن كَأَنَّهُ / مُعاطي يَدٍ مِن جَمَّةِ الماءِ غارِفُ
فَأَرسَلَهُ مُستَيقِنَ الظَنِّ أَنَّهُ / مُخالِطُ ما تَحتَ الشَراسيفِ جائِفُ
فَمَرَّ النَضِيُّ لِلذِراعِ وَنَحرِهِ / وَلِلحَينِ أَحياناً عَنِ النَفسِ صارِفُ
فَعَضَّ بِإِبهامِ اليَمينِ نَدامَةً / وَلَهَّفَ سِرّاً أُمَّهُ وَهوَ لاهِفُ
وَجالَ وَلَم يَعكِم وَشَيَّعَ إِلفَهُ / بِمُنقَطَعِ الغَضراءِ شَدٌّ مُؤالِفُ
فَما زالَ يَفري الشَدَّ حَتّى كَأَنَّما / قَوائِمُهُ في جانِبَيهِ الزَعانِفُ
كَأَنَّ بِجَنبَيهِ جَنابَينِ مِن حَصىً / إِذا عَدوُهُ مَرّا بِهِ مُتَضايِفُ
تُواهِقُ رِجلاها يَدَيهِ وَرَأسَهُ / لَها قَتَبٌ فَوقَ الحَقيبَةِ رادِفُ
يُصَرِّفُ لِلأَصواتِ وَالريحِ هادِياً / تَميمَ النَضِيِّ كَدَّحَتهُ المَناسِفُ
وَرَأساً كَدَنِّ التَجرِ جَأباً كَأَنَّما / رَمى حاجِبَيهِ بِالحِجارَةِ قاذِفُ
كِلا مِنخَرَيهِ سائِفاً أَو مُعَشِّراً / بِما اِنفَضَّ مِن ماءِ الخَياشيمِ راعِفُ
وَلَو كُنتُ في رَيمانَ تَحرُسُ بابَهُ / أَراجيلُ أُحبوشٍ وَأَغضَفُ آلِفُ
إِذاً لَأَتَتني حَيثُ كُنتُ مَنِيَّتي / يَخُبُّ بِها هادٍ لِإِثرِيَ قائِفُ
إِذِ الناسُ ناسٌ وَالزَمانُ بِعِزَّةٍ / وَإِذ أُمُّ عَمّارٍ صَديقٌ مُساعِفُ
طُلسُ العِشاءِ إِذا ما جَنَّ لَيلُهُمُ
طُلسُ العِشاءِ إِذا ما جَنَّ لَيلُهُمُ / بِالمُندِياتِ إِلى جاراتِهِم دُلُفُ
وَالفارِسِيَّةُ فيهِم غَيرُ مُنكَرَةٍ / فَكُلُّهُم لِأَبيهِ ضَيزَنٌ سَلِفُ
نيكوا فُكَيهَةَ وَاِمشوا حَولَ قُبَّتِها / مَشيَ الزَرافَةِ في آباطِها الخَجَفُ
لَولا بَنو مالِكٍ وَالإِلُّ مَرقَبَةٌ / وَمالِكٌ فيهِمُ الآلاءُ وَالشَرَفُ
أَم دَلَّكُم بَعضُ مَن يَرتادَ مَشتَمَتي / بِأَيِّ أَكلَةِ لَحمٍ تُؤكَلُ الكَتِفُ
أَضَرَّت بِها الحاجاتُ حَتّى كَأَنَّها
أَضَرَّت بِها الحاجاتُ حَتّى كَأَنَّها / أَكَبَّ عَلَيها جازِرٌ مُتَعَرِّقُ
تَضَمَّنَها وَهمٌ رَكوبٌ كَأَنَّهُ / إِذا ضَمَّ جَنبَيهِ المَخارِمُ رَزدَقُ
عَلى جازِعٍ جَوزِ الفَلاةِ كَأَنَّهُ / إِذا ما عَلا نَشزاً مِنَ الأَرضِ مُهرِقُ
يُوازي مِنَ القَعقاعِ مَوراً كَأَنَّهُ / إِذا ما اِنتَحى لِلقَصدِ سَيحٌ مُشَقَّقُ
كِلا طَرَفَيهِ يَنتَهي عِندَ مَنهَلٍ / رَواءٍ فَعُلوِيٌّ وَآخَرُ مُعرِقُ
يَدُفُّ فُوَيقَ الأَرضِ فَوتاً كَأَنَّهُ / بِإِعجالِهِ الطَرفُ الحَديدُ مُعَلَّقُ
وَتَبري لَهُ زَعراءُ أَمّا اِنتِهارُها / فَفَوتٌ وَأَمّا حينَ يَعيى فَتَلحَقُ
كَأَنَّ جِهازاً ما تَميلُ عَلَيهِما / مُقارِبَةٌ أَخصامُهُ فَهوَ مُشنَقُ
إِذا اِجتَهَدا شَدّاً حَسِبتَ عَلَيهِما / عَريشاً عَلَتهُ النارُ فَهوَ يُحَرَّقُ
عَسَلَّقَةٌ رَبداءُ وَهوَ عَسَلَّقُ /
أَطَعنا رَبَّنا وَعَصاهُ قَومٌ
أَطَعنا رَبَّنا وَعَصاهُ قَومٌ / فَذُقنا طَعمَ طاعَتِنا وَذاقوا
فَمالَ بِنا الغَبيطُ بِجانِبَيهِ / عَلى أَرَكٍ وَمالَ بِنا أُفاقُ
كَأَنَّ جِيادَنا في رَعنِ زُمٍّ / جَرادٌ قَد أَطاعَ لَهُ الوَراقُ
زَعَمتُمُ أَنَّ غَولاً وَالرَجامَ لَكُم
زَعَمتُمُ أَنَّ غَولاً وَالرَجامَ لَكُم / وَمَنعِجاً فَاِذكُروا وَالأَمرُ مُشتَرَكُ
وَقُلتُمُ ذاكَ شِلوٌ سَوفَ نَأكُلُهُ / فَكَيفَ أَكلُكُمُ الشِلوَ الَّذي تَرَكوا
هَل سَرَّكُم في جُمادى أَن نُصالِحَكُم / إِذِ الشَقاشِقُ مَعدولٌ بِها الحَنَكُ
أَو سَرَّكُم إِذ لَحِقنا غَيرَ فَخرِكُمُ / بِأَنَّكُم بَينَ ظَهرَي دِجلَةَ السَمَكُ
نَفسي الفِداءُ لِمَن أَداكُمُ رَقَصاً / تَدمى حَراقِفُكُم في مَشيِكُم صَكَكُ
صَحا قَلبُهُ عَن سُكرِهِ فَتَأَمَّلا
صَحا قَلبُهُ عَن سُكرِهِ فَتَأَمَّلا / وَكانَ بِذِكرى أُمِّ عَمروٍ مُوَكَّلا
وَكانَ لَهُ الحَينُ المُتاحُ حَمولَةً / وَكُلُّ اِمرِئٍ رَهنٌ بِما قَد تَحَمَّلا
أَلا أَعتِبُ اِبنَ العَمِّ إِن كانَ ظالِماً / وَأَغفِرُ عَنهُ الجَهلَ إِن كانَ أَجهَلا
وَإِن قالَ لي ماذا تَرى يَستَشيرُني / يَجِدني اِبنَ عَمٍّ مِخلَطَ الأَمرِ مِزيَلا
أُقيمُ بِدارِ الحَزمِ ما دامَ حَزمُها / وَأَحرِ إِذا حالَت بِأَن أَتَحَوَّلا
وَأَستَبدِلُ الأَمرَ القَوِيَّ بِغَيرِهِ / إِذا عَقدُ مَأفونِ الرِجالِ تَحَلَّلا
وَإِنّي اِمرُؤٌ أَعدَدتُ لِلحَربِ بَعدَما / رَأَيتُ لَها ناباً مِنَ الشَرِّ أَعصَلا
أَصَمَّ رُدَينِيّاً كَأَنَّ كُعوبَهُ / نَوى القَسبِ عَرّاصاً مُزَجّاً مُنَصَّلا
عَلَيهِ كَمِصباحِ العَزيزِ يَشُبَّهُ / لِفِصحٍ وَيَحشوهُ الذُبالَ المُفَتَّلا
وَأَملَسَ صولِيّاً كَنَهيِ قَرارَةٍ / أَحَسَّ بِقاعٍ نَفحَ ريحٍ فَأَجفَلا
كَأَنَّ قُرونَ الشَمسِ عِندَ اِرتِفاعِها / وَقَد صادَفَت طَلقاً مِنَ النَجمِ أَعزَلا
تَرَدَّدَ فيهِ ضَوءُها وَشُعاعُها / فَأَحسِن وَأَزيِن بِاِمرِئٍ أَن تَسَربَلا
وَأَبيَضَ هِندِياً كَأَنَّ غِرارَهُ / تَلَألُؤُ بَرقٍ في حَبِيٍّ تَكَلَّلا
إِذا سُلَّ مِن جَفنٍ تَأَكَّلَ أَثرُهُ / عَلى مِثلِ مِصحاةِ اللُجَينِ تَأَكُّلا
كَأَنَّ مَدَبَّ النَملِ يَتَّبِعُ الرُبى / وَمَدرَجَ ذَرٍّ خافَ بَرداً فَأَسهَلا
عَلى صَفحَتَيهِ مِن مُتونِ جِلائِهِ / كَفى بِالَّذي أُبلي وَأَنعَتُ مُنصُلا
وَمَبضوعَةً مِن رَأسِ فَرعٍ شَظِيَّةٍ / بِطَودٍ تَراهُ بِالسَحابِ مُجَلَّلا
عَلى ظَهرِ صَفوانٍ كَأَنَّ مُتونَهُ / عُلِلنَ بِدُهنٍ يُزلِقُ المُتَنَزِّلا
يُطيفُ بِها راعٍ يُجَشِّمُ نَفسَهُ / لِيُكلِئَ فيها طَرفَهُ مُتَأَمِّلا
فَلاقى اِمرَأً مِن مَيدَعانَ وَأَسمَحَت / قَرونَتُهُ بِاليَأسِ مِنها فَعَجَّلا
فَقالَ لَهُ هَل تَذكُرَنَّ مُخَبِّراً / يَدُلُّ عَلى غُنمٍ وَيُقصِرُ مُعمِلا
عَلى خَيرِ ما أَبصَرتَها مِن بِضاعَةٍ / لِمُلتَمِسٍ بَيعاً بِها أَو تَبَكُّلا
فُوَيقَ جُبَيلٍ شامِخِ الرَأسِ لَم تَكُن / لِتَبلُغَهُ حَتّى تَكِلَّ وَتَعمَلا
فَأَبصَرَ أَلهاباً مِنَ الطَودِ دونَها / تَرى بَينَ رَأسَي كُلِّ نيقَينِ مَهبِلا
فَأَشرَطَ فيها نَفسَهُ وَهوَ مُعصِمٌ / وَأَلقى بِأَسبابٍ لَهُ وَتَوَكَّلا
وَقَد أَكَلَت أَظفارَهُ الصَخرُ كُلَّما / تَعايا عَلَيهِ طولُ مَرقى تَوَصَّلا
فَما زالَ حَتّى نالَها وَهوَ مُعصِمٌ / عَلى مَوطِنٍ لَو زَلَّ عَنهُ تَفَصَّلا
فَأَقبَلَ لا يَرجو الَّتي صَعَدَت بِهِ / وَلا نَفسَهُ إِلّا رَجاءً مُؤَمَّلا
فَلَمّا نَجا مِن ذَلِكَ الكَربِ لَم يَزَل / يُمَظِّعُها ماءَ اللِحاءِ لِتَذبُلا
فَأَنحى عَلَيها ذاتَ حَدٍّ دَعا لَها / رَفيقاً بِأَخذٍ بِالمَداوِسِ صَيقَلا
عَلى فَخِذَيهِ مِن بُرايَةِ عودِها / شَبيهُ سَفى البُهمى إِذا ما تَفَتَّلا
فَجَرَّدَها صَفراءَ لا الطولُ عابَها / وَلا قِصَرٌ أَزرى بِها فَتَعَطَّلا
كَتومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دونَ مَلَئِها / وَلا عَجسُها عَن مَوضِعِ الكَفِّ أَفضَلا
إِذا ما تَعاطَوها سَمِعتَ لِصَوتِها / إِذا أَنبَضوا عَنها نَئيماً وَأَزمَلا
وَإِن شَدَّ فيها النَزعُ أَدبَرَ سَهمُها / إِلى مُنتَهىً مِن عَجسِها ثُمَّ أَقبَلا
فَلَمّا قَضى مِمّا يُريدُ قَضاءَهُ / وَصَلَّبَها حِرصاً عَلَيها فَأَطوَلا
وَحَشوَ جَفيرٍ مِن فُروعٍ غَرائِبٍ / تَنَطَّعَ فيها صانِعٌ وَتَنَبَّلا
تُخُيِّرنَ أَنضاءً وَرُكِّبنَ أَنصُلاً / كَجَمرِ الغَضا في يَومِ ريحٍ تَزَيَّلا
فَلَمّا قَضى في الصُنعِ مِنهِنَّ فَهمَهُ / فَلَم يَبقَ إِلّا أَن تُسَنَّ وَتُصقَلا
كَساهُنَّ مِن ريشٍ يَمانٍ ظَواهِراً / سُخاماً لُؤاماً لَيِّنَ المَسِّ أَطحَلا
يَخُرنَ إِذا أُنفِزنَ في ساقِطِ النَدى / وَإِن كانَ يَوماً ذا أَهاضيبَ مُخضِلا
خُوارَ المَطافيلِ المُلَمَّعَةِ الشَوى / وَأَطلائِها صادَفنَ عِرنانَ مُبقِلا
فَذاكَ عَتادي في الحُروبِ إِذا اِلتَظَت / وَأَردَفَ بَأسٌ مِن حُروبٍ وَأَعجَلا
وَذَلِكَ مِن جَمعي وَبِاللَهِ نِلتُهُ / وَإِن تَلقَني الأَعداءُ لا أُلقَ أَعزَلا
وَقَومي خِيارٌ مِن أُسَيِّدَ شِجعَةٌ / كِرامٌ إِذا ما المَوتُ خَبَّ وَهَروَلا
تَرى الناشِئَ المَجهولَ مِنّا كَسَيِّدٍ / تَبَحبَحَ في أَعراضِهِ وَتَأَثَّلا
وَقَد عَلِموا أَن مَن يُرِد ذاكَ مِنهُمُ / مِنَ الأَمرِ يَركَب مِن عِنانِيَ مِسحَلا
فَإِنّي رَأَيتُ الناسَ إِلّا أَقَلَّهُم / خِفافُ العُهودِ يُكثِرونَ التَنَقُّلا
بَني أُمِّ ذي المالِ الكَثيرِ يَرَونَهُ / وَإِن كانَ عَبداً سَيِّدَ الأَمرِ جَحفَلا
وَهُم لِمُقِلِّ المالِ أَولادُ عَلَّةٍ / وَإِن كانَ مَحضاً في العُمومَةِ مُخوَلا
وَلَيسَ أَخوكَ الدائِمُ العَهدِ بِالَّذي / يَذُمُّكَ إِن وَلّى وَيُرضيكَ مُقبِلا
وَلَكِن أَخوكَ النائي ما دُمتَ آمِناً / وَصاحِبُكَ الأَدنى إِذا الأَمرُ أَعضَلا
يُبَصبِصنَ بِالأَذنابِ حَولَ لَبانِهِ
يُبَصبِصنَ بِالأَذنابِ حَولَ لَبانِهِ / تَخالُ عَلى لَبّاتِهِنَّ الخَصائِلا
لِلَيلى بِأَعلى ذي مَعارِكَ مَنزِلُ
لِلَيلى بِأَعلى ذي مَعارِكَ مَنزِلُ / خَلاءٌ تَنادى أَهلُهُ فَتَحَمَّلوا
تَبَدَّلَ حالاً بَعدَ حالٍ عَهِدتُهُ / تَناوَحَ جِنّانٌ بِهِنَّ وَخُبَّلُ
عَلى العُمرِ وَاِصطادَت فُؤاداً كَأَنَّهُ / أَبو غَلِقٍ في لَيلَتَينِ مُؤَجَّلُ
أَلَم تَرَيا إِذ جِئتُما أَنَّ لَحمَها / بِهِ طَعمُ شَريٍ لَم يُهَذَّب وَحَنظَلُ
وَما أَنا مِمَّن يَستَنيحُ بِشَجوِهِ / يُمَدُّ لَهُ غَربا جَزورٍ وَجَدوَلُ
وَلَمّا رَأَيتُ العُدمَ قَيَّدَ نائِلي / وَأَملَقَ ما عِندي خُطوبٌ تَنَبَّلُ
فَقَرَّبتُ حُرجوجاً وَمَجَّدتُ مَعشَراً / تَخَيَّرتُهُم فيما أَطوفُ وَأَسأَلُ
بَني مالِكٍ أَعني بِسَعدِ بنِ مالِكٍ / أَعُمُّ بِخَيرٍ صالِحٍ وَأُخَلِّلُ
إِذا أَبرَزَ الرَوعُ الكَعابَ فَإِنَّهُم / مَصادٌ لِمَن يَأوي إِلَيهِم وَمَعقِلُ
وَأَنتَ الَّذي أَوفَيتَ فَاليَومَ بَعدَهُ / أَغَرُّ مُمَسٌّ بِاليَدَينِ مُحَجَّلُ
تَخَيَّرتُ أَمراً ذا سَواعِدَ إِنَّهُ / أَعَفُّ وَأَدنى لِلرَشادِ وَأَجمَلُ
وَذا شُطُباتٍ قَدَّهُ اِبنُ مُجَدَّعٍ / لَهُ رَونَقٌ ذِرِّيُّهُ يَتَأَكَّلُ
وَأَخرَجَ مِنهُ القَينَ أَثراً كَأَنَّهُ / مَدَبٌّ دَباً سودٍ سَرى وَهوَ مُسهِلُ
وَبَيضاءَ زَغفٍ نَثلَةٍ سُلَمِيَّةٍ / لَها رَفرَفٌ فَوقَ الأَنامِلِ مُرسَلُ
وَأَشبَرَنيهِ الهالِكِيُّ كَأَنَّهُ / غَديرٌ جَرَت في مَتنِهِ الريحُ سَلسَلُ
مَعي مارِنٌ لَدنٌ يُخَلّي طَريقَهُ / سِنانٌ كَنِبراسِ النِهامِيِّ مِنجَلُ
تَقاكَ بِكَعبٍ واحِدٍ وَتَلَذُّهُ / يَداكَ إِذا ما هُزَّ بِالكَفِّ يَعسِلُ
وَصَفراءَ مِن نَبعٍ كَأَنَّ نَذيرَها / إِذا لَم تُخَفِّضهُ عَنِ الوَحشِ أَفكَلُ
تَعَلَّمَها في غيلِها وَهيَ حَظوَةٌ / بِوادٍ بِهِ نَبعٌ طِوالٌ وَحِثيَلُ
وَبانٌ وَظَيّانٌ وَرَنفٌ وَشَوحَطٌ / أَلُفُّ أَثيثٌ ناعِمٌ مُتَغَيِّلُ
فَمَظَّعَها حَولَينِ ماءَ لِحائِها / تُعالى عَلى ظَهرِ العَريشِ وَتُنزَلُ
فَمَلَّكَ بِاللَيطِ الَّذي تَحتَ قِشرِها / كَغِرقيءِ بَيضٍ كَنَّهُ القَيضُ مِن عَلُ
وَأَزعَجَهُ أَن قيلَ شَتّانَ ما تَرى / إِلَيكَ وَعودٌ مِن سَراءٍ مُعَطَّلُ
ثَلاثَةُ أَبرادٍ جِيادٍ وَجُرجَةٌ / وَأَدكَنُ مِن أَريِ الدَبورِ مُعَسَّلُ
فَجِئتُ بِبَيعي مولِياً لا أَزيدُهُ / عَلَيهِ بِها حَتّى يَؤوبَ المُنَخَّلُ
وَذاكَ سِلاحي قَد رَضيتُ كَمالَهُ / فَيَصدُفُ عَنّي ذو الجُناحِ المُعَبَّلُ
يَدُبُّ إِلَيهِ خاتِياً يَدَّري لَهُ / لِيَفقُرَهُ في رَميِهِ وَهوَ يُرسِلُ
رَأَيتُ بُرَيداً يَزدَريني بِعَينِهِ / تَأَمَّل رُوَيداً إِنَّني مَن تَأَمَّلُ
وَإِنَّكُما يا اِبنَي جَنابٍ وُجِدتُما / كَمَن دَبَّ يَستَخفي وَفي الحَلقِ جَلجَلُ
يا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلِّغَن
يا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلِّغَن / يَزيدَ بنَ عَبدِ اللَهِ ما أَنا قائِلُ
بِآيَةِ أَنّي لَم أَخُنكَ وَأَنَّهُ / سِوى الحَقَّ مَهما يَنطِقُ الناسُ باطِلُ
فَقَومُكَ لا تَجهَل عَلَيهِم وَلا تَكُن / لَهُم هَرِشاً تَغتابُهُم وَتُقاتِلُ
وَما يَنهَضُ البازي بِغَيرِ جَناحِهِ / وَلا يَحمِلُ الماشينَ إِلّا الحَوامِلُ
وَلا سابِقٌ إِلّا بِساقٍ سَليمَةٍ / وَلا باطِشٍ ما لَم تُعِنهُ الأَنامِلُ
إِذا أَنتَ لَم تُعرِض عَنِ الجَهلِ وَالخَنا / أَصَبتَ حَليماً أَو أَصابَكَ جاهِلُ
إِذا ناقَةٌ شُدَّت بِرَحلٍ وَنُمرُقٍ
إِذا ناقَةٌ شُدَّت بِرَحلٍ وَنُمرُقٍ / إِلى حَكَمٍ بَعدي فَضَلَّ ضَلالُها
كَأَنَّ بِهِ إِذ جِئتَهُ خَيبَرِيَّةً / يَعودُ عَلَيهِ وِردُها وَمُلالُها
كَأَنّي حَلَوتُ الشِعرَ حينَ مَدَحتُهُ / صَفا صَخرَةٍ صَمّاءَ يَبسٍ بِلالُها
أَلا تَقبَلُ المَعروفَ مِنّا تَعاوَرَت / مَنولَةُ أَسيافاً عَلَيكَ ظِلالُها
هَمَمتَ بِخَيرٍ ثُمَّ قَصَّرتَ دونَهُ / كَما ناءَتِ الرَجزاءُ شُدَّ عِقالُها
مَنَعتَ قَليلاً نَفعُهُ وَحَرَمتَني / قَليلاً فَهَبها بَيعَةً لا تُقالُها
تَلَقَّيتَني يَومَ النُجَيرِ بِمَنطِقٍ / تَرَوَّحُ أَرطى سُعدَ مِنهُ وَضالُها
عَينيَّ لا بُدَّ مِن سَكبٍ وَتَهمالِ
عَينيَّ لا بُدَّ مِن سَكبٍ وَتَهمالِ / عَلى فَضالَةَ جَلِّ الرِزءِ وَالعالي
جُمّا عَلَيهِ بِماءِ الشَأنِ وَاِحتَفِلا / لَيسَ الفُقودُ وَلا الهَلكى بِأَمثالِ
أَمّا حَصانُ فَلَم تُحجَب بِكِلَّتِها / قَد طُفتُ في كُلِّ هَذا الناسِ أَحوالي
عَلى اِمرِئٍ سوقَةٍ مِمَّن سَمِعتُ بِهِ / أَندى وَأَكمَلَ مِنهُ أَيَّ إِكمالِ
أَوهَبَ مِنهُ لِذي أَثرٍ وَسابِغَةٍ / وَقَينَةٍ عِندَ شَربٍ ذاتِ أَشكالِ
وَخارِجِيٍّ يَزُمُّ الأَلفَ مُعتَرِضاً / وَهَونَةٍ ذاتِ شِمراخٍ وَأَحجالِ
أَبا دُلَيجَةَ مَن يوصى بِأَرمَلَةٍ / أَم مَن لِأَشعَثَ ذي طِمرَينِ طِملالِ
أَم مَن يَكونُ خَطيبَ القَومِ إِن حَفَلوا / لَدى مُلوكٍ أُلي كَيدٍ وَأَقوالِ
أَم مَن لِقَومٍ أَضاعوا بَعضَ أَمرِهِمِ / بَينَ القُسوطِ وَبَينَ الدينِ دَلدالِ
خافوا الأَصيلَةَ وَاِعتَلَّت مُلوكُهُمُ / وَحُمِّلوا مِن أَذى غُرمٍ بِأَثقالِ
فَرَّجتَ غَمَّهُمُ وَكُنتَ غَيثَهُمُ / حَتّى اِستَقَرَّت نَواهُم بَعدَ تَزوالِ
أَبا دُلَيجَةَ مَن يَكفي العَشيرَةَ إِذ / أَمسَوا مِنَ الأَمرِ في لَبسٍ وَبَلبالِ
أَم مَن لِأَهلِ لَوِيٍّ في مُسَكَّعَةٍ / في أَمرِهِم خالَطوا حَقّاً بِإِبطالِ
أَم مَن لِعادِيَةٍ تُردي مُلَملَمَةٍ / كَأَنَّها عارِضٌ مِن هَضبِ أَوعالِ
لَمّا رَأَوكَ عَلى نَهدٍ مَراكِلُهُ / يَسعى بِبَزِّ كَمِيٍّ غَيرِ مِعزالِ
وَفارِسٍ لا يَحُلُّ الحَيُّ عُدوَتَهُ / وَلَّوا سِراعاً وَما هَمّوا بِإِقبالِ
وَما خَليجٌ مِنَ المَرّوتِ ذو حَدَبٍ / يَرمي الضَريرَ بِخُشبِ الطَلحِ وَالضالِ
يَوماً بِأَجوَدَ مِنهُ حينَ تَسأَلُهُ / وَلا مُغِبٌّ بِتَرجٍ بَينَ أَشبالِ
لَيثٌ عَلَيهِ مِنَ البَردِيِّ هِبرِيَةٌ / كَالمَرزَبانِيِّ عَيّالٌ بِآصالِ
يَوماً بِأَجرَأَ مِنهُ حَدَّ بادِرَةٍ / عَلى كَمِيٍّ بِمَهوِ الحَدِّ قَصّالِ
لا زالَ مِسكٌ وَرَيحانٌ لَهُ أَرَجٌ / عَلى صَداكَ بِصافي اللَونِ سَلسالِ
يَسقي صَداكَ وَمُمساهُ وَمُصبَحَهُ / رِفهاً وَرَمسُكَ مَحفوفٌ بِأَظلالِ
وَرَّثتَني وُدَّ أَقوامٍ وَخُلَّتَهُم / وَذَكرَةٌ مِنكَ تَغشاني بِإِجلالِ
فَلَن يَزالَ ثَنائي غَيرَ ما كَذِبٍ / قَولَ اِمرِئٍ غَيرَ ناسيهِ وَلا سالي
لَعَمرُ ما قَدَرٍ أَجدى بِمَصرَعِهِ / لَقَد أَخَلَّ بِعَرشي أَيَّ إِخلالِ
قَد كانَتِ النَفسُ لَو ساموا الفِداءَ بِهِ / إِلَيكَ مُسمِحَةٍ بِالأَهلِ وَالمالِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025