المجموع : 45
حق أن نسكب حزناً
حق أن نسكب حزناً / هاطلات الأدمع
لقتيل بات بالطف / رضيض الأضلع
أطلت على الإسلام أم الصوارق
أطلت على الإسلام أم الصوارق / فدكت له بالرغم أي شواهق
وجانحه هزت على الدين سمرها / وسلت على وجه الهدى كل بارق
غداة كست برد المذلة هاشماً / وجدت لها بالطب أي مرافق
وجب بها من غالب أي عازب / فأصبح منها محارباً كل شارق
هل ترى بعدك لي
هل ترى بعدك لي / غير عليلٍ وعيال
من حايرى والها / ت وظماياً جوع
فدعا يا زينب ليس / على الذل اصطبار
كيف صبري والعدا / قد ضيقوا رحب القفار
ليس لي عون سوى / اللَه وفيه المستجار
مفرداً بين عتاة / من زنيم أو دعي
وانثنى قطب رحى / الهيجا كبرق أومضا
فتنادت زمر ال / أعداء جاء المرتضى
وأراهم كيف يج / ري طوع يمناه القضا
بحسام بسوى بر / ق الردى لم يلمع
وهوت أشلاؤهم حمراً / كحمر ثاويه
واغتدت من بأسه أعجا / ز نخلٍ خاويه
وأبيه لو يشا لم / يبق منه باقيه
ولأفناهم بقول / منه يا أرض ابلعي
ما سطا حتف العدى / في الجمع إلا كسره
فتراهم في الفيافي / حرماً مستنفره
ها لها الرعب ففرت / من هزبر قسوره
هائج ذي لبدةٍ عن / عزمه لم يرجع
ما دعا آجالهم إلا / ولبت رعبا
وعراب البين والحت / ف بهم قد لعبا
أروع لا غرو أن / صيرهم أيدي سبا
فهو لولاه قديماً / شملهم لم يجمع
ومذ اللَه تجلى / لحسين وقضى
أن يلاقيه فلبى / مسرعاً داعي القضا
فقضى حزناً عليه / المجد لما أن قضى
والهدى من بعده / أعلامه لم ترفع
ومضى المهر إلى الفسطا / ط يدعو بانتحاب
يا بنات الوحي إن / البدر تحت النقع غاب
فتبادرن وقد ضا / قت عليهن الرحاب
ناشرات الشعر حزناً / والهاتٍ لا تعي
وغدت من دهشةٍ تعد / وعلى جمر الغضا
إن هوت مما عراها / لم تطق أن تنهضا
فرأين الشمر فوق / الصدر منه ربضا
عجباً كيف السما / فوق الثرى لم تقع
فتساقطن يخضبن / النواصي بالدما
وينادين ودمع / العين يجري عندما
قم أيا شمر فقد / دست كتاباً محكما
وهسمت الصدر من / غوث الورى والمفزع
فأبى أسقى الورى / إلا خلاقاً وعناد
وبرى رأس هدى / لا زال للأرشاد هاد
وغدا واخز قلبي / في صعيد وصعاد
زاهر يشرق أز / ري بالبدور الضلع
للَه وقعة كربلا
للَه وقعة كربلا / تركت مدامعنا ذروفه
في يوم قد صف ابن / سعدٍ في محانيها صفوفه
تعساً لها من أمةٍ / أضحى يزيد بها خليفه
حتى اشتفى الطاغي / وروى من دم الهادي سيوفه
وهوى ابن أحمدٍ بينها / كالبدر أن لاقى خسوفه
قد جرعته بنو الطليق / على الظما جرعاً حتوفه
سلبوا قطيفته ومن / دمه له نسجت قطيفه
وسبوا إلى ذاك الوضيع / بنات فاطمة الشريفه
من بعد ما أرخى الجلا / ل على مضاربها سجوفه
اللَه أكبر حق للأر / واح إن زهقت أسيفه
تهدي لغير بني العفا / ئف كل زاكيةٍ عفيفه
وسروا إلى أرض الشئا / م بها على وجل وخيفه
تكبي وتندب قومها / كالألف إذ يبكي أليفه
يا من بهم أنجو غداً / وتعود أثقالي خفيفه
بكم اعتصمت فلم أخف / نوب الزمان ولا صروفه
واغريبا بأرض الطفوف
واغريبا بأرض الطفوف / جرعوه كؤوس الحتوف
لست أنساه بين الأعادي / ماله من معين وقاد
غير بيضٍ وسمر حداد / وهو يسطو بتلك الألوف
ضيقوا آل حرب الرحابا / جردوا البيض هزو الحرابا
وابن طه أراها العذابا / يوم يسطو كريحٍ عصوف
زلزل الأرض شرقاً وغربا / صمم السمع طعناً وضربا
مركز الحرب أن سل عضبا / فالضبا دانيات القطوف
ذكر القوم أحداً وبدراً / جرع الأسد في الحرب مرا
آهٍ مذ خر للَه شكرا / ساجداً بين تلك الصفوف
لست أنسى سليباً مُعَرَّى / أحزن الكون براً وبحرا
يا لسيفٍ برى منه نحرا / سود اليوم وجه السيوف
جسمه عافرٌ في الوهاد / فوق أشلاه تعدوا العوادي
رأسه فوق عالي الصعاد / وسناه على الشمس موفي
غداة أمي توجت رأس لدنها
غداة أمي توجت رأس لدنها / برأس له دانت رؤوس الخلائق
وروت ظباها من عظيم كم اغتدى / سناه بأوج العرش نور السرادق
فيا لحسام ضرج الدين حدهن / لسود من خزي وجوه البوارق
ويا لعواد فوق مهجة أحمد / لقد عقرت من هاشم كل سابق
وإن رماحاً شجرته لحطمت / لهم كل خطي لدى الضعن صادق
فمن مبلغ من شيبة الحمد أسرةً / يبين إباها في بياض المفارق
وأسداً متى هاجت تدرك بعزمها / مغارب أعدها بأقصى المشارق
بني مضرٍ ماذا القعود وقد غدا / حسين سهاماً للسهام المووارق
قد استأصلت من مجدكم كل ثامر / أمي ومن أغصانكم كل وارق
فتلك على حر الصعيد سراتكم / وتلك بنو سفيان فوق النمارق
تطرقهم ريب المنون فصرعوا / وكانوا عصام الوفد من كل طارق
مصاعب كانت لا تقاد لقائدٍ / أباة كماة لا تساق لسائق
تغادر نهب البيض بيض جسومها / فتصبغها محمرة كالشقائق
وترفع في أوج العوالي رؤوسها / فتخسف في أوج السما كل شارق
وأعظم خطب قد أطل فدك من / رواسي علاكم شاهقاً بعد شاهق
ركوب بنات الوحي فوق هوازل / تدافع عن قرع القنا بالمرافق
سبين وأنى تعرف السبي والسرى / ربائب حجبٍ أو بنات سرادق
فقل لخدور المحصنات تهتكي / فزينب تسبي فوق عجف الأيانق
فما بعد بنت المرتضى من مهابةٍ / بهتك حصان من بنات البضارق
تنادي بصوت طبق الكون شجوه / وقلب كأجناح الحمائم خافق
أضام ومن أهلي الأباة تعلمت / إباها وىبائي كرام المعارق
وأظمى وكم ذبل الشفاه قد ارتوت / بصابح مزن من نوالي وغابق
واسى وكم مدت على رواقها / أعراه أبنا نجدةٍ وسوابق
فأين نزار في متون عناقها / ترى في السبا قد جرح القيد عاتقي
تهز أمامي كالأراقم سمرها / فتركزها بالظعن في عين رامق
ترى صبيتي ذي شفها سوط قارعٍ / وذي في يديها تتقي كف صافق
نشدتهم هل يرجعون لحيهم / فتورق أغصاني ويثمر وارقي
وهل تأرج الدنيا بطيب نوالهم / وتعبق أيديهم لعرنين ناشق
نبي الوحي صبراً إن للثار صارماً / له الوصم في الهامات أو في المفارق
بكف فتى يروي المغارب بالدما / متى شحذته كفه في المشارق
ألا إن ركباً قد أناخ بكربلا
ألا إن ركباً قد أناخ بكربلا / قلائصه واعتد مجرى السوابق
قصاره في الإيجاد خطب ألم بال / مغارب حتى دكها بالمشارق
يقل به رأس الحسين على القنا / ونسوته من فوق عجف الأيانق
وإيدا يمير الدهر فيض نوالها / به سامها المقدار قطع المرافق
وزاكية ممن أبوهن أحمد / جرى الوجد في أحشائها جرى سابق
تنادي بصوتٍ يملأ الكون شجوه / ويوهي احتكام الراسيات الشواهق
لقد كنت مأوى كل من خطر حلها / وفاجأها صرف الزمان بطارق
ورحلي على المجد الأثيل موطأ / وصرف القضا ينهل دون سرادقي
فأصبحت لا ذو عزمةٍ فيحوطني / ويصرف عني كيد كل مشاقق
أهان وأني أنثني قصد موئل / رأيت سهام النائبات رواشقي
وأسبي ولا ذاك الحسام بمنتضي / أمامي ولا ذاك اللواء بخافق
أقلب طرفي لا حمي ولا حمى / سوى هفوات السوط من فوق عاتقي
قد قلت للركب سارت
قد قلت للركب سارت / فيه حادة النياق
عوجوا فلي في وقفةٌ في / عراص طف العراق
كيما أروى ثراها / بعارض رقراق
أريق فيها دموعي / على دم مهراق
قد روت الأرض منه / شفار أهل النفاق
لم أنس فيها ابن طه / في الحرب من غير واق
سوى لها ذم سمر / هزت وبيض رقاق
يسطو بهم فوق طرفٍ / يشأى الصبا في السباق
حتى دعاه منادي / إلهه للتلاقي
فخر كالبدر شكراً / له على ما يلاقي
قد هشم الصدر منه / عدو الجياد العتاق
عجبت للأرض قرت / وللشداد الشباق
وإن أعظم خطبٍ / أدمى دموع المآقي
سبى الفواطم حسرى / على متون النياق
والعابد الطهر أضحى / مقيداً في وثاق
قد جرعته الرزايا / سقماً بكأسٍ دهاق
لهفي لزينب تدعو / بلوعة واحتراق
يا كهف عزي إثني / من أسر أهل الشقاق
إن العدى قد سقتنا / في السير مر المذاق
قد سرت عنك برغمي / والقلب عندك باق
لا أبتغي لي حياةً / بعد النوى والفراق
هذا الوداع فقل لي / متى يكون التلاقي
من مبلغن نزاراً / ذوي المحداد الرقاق
إن الفواطم أسرى / تستاق في الأسواق
هل يغمضن الجفن منكم / وبدركم في محاق
تربة الطف لا عدتك السجال
تربة الطف لا عدتك السجال / بل سقاك الرذاذ والهطال
وتمشى النسيم في روضتيك / الصبح والعصر جائل يختال
طاولي السبعة الشداد ببوغا / ء على سبط أحمد تنهال
إنما أنت مطلع الوحي عنده في هبوط / وعروج جبريلها ميكال
إنما أنت مجمع الرسل لكن / لهم عنك بالأسى أشغال
فيك قد حل سيد الرسل طه / وعلي وفاطم والآل
وسرايا بني نزارٍ ولكن / فيك جذت يمينها والشمال
يوم في عثير الضلال أمي / عثرت أي عثرةٍ لا تقال
واستفزت لحرب آل علي / عصباً قادها العمى والضلال
وعليهم قد حرمت يالقومي / ورد ماء الفرات وهو الحلال
فاستثارت لنصرة الدين أسد / ترجف الأرض منهم والجبال
وأقاموا مضارباً مست النجم / علواً لكنهم قسطال
حيث سمر الرماح عمتها الها / م وللشزب الجسوم نعال
فامتطت للوغى العتاق رجال / كنجوم السما زهير هلال
أفرغوا السابغات وهي دلاص / شحذوا المرهفات وهي صقال
بأكف ما استنجدت غير نصل / ولأيديهم خلقن النصال
طعنوا بالقنا الخفاف فعادت / وهي من حملها القلوب ثقال
صافحتهم أيدي الصفاح المواضي / ودعاهم داعي القضا فانثالوا
فانثنى ليث أجمة المجد فرداً / ناصراه الهندي والعسال
فسطا شاحذاً من الباس عضباً / كتبت في فرنده الآجال
فرأت منه آل سفيان يوماً / فيه للحشر تضرب الأمثال
وأبيه لولا القضا والمقادي / ر محتهم دون اليمين الشمال
لكن اللَه شاء أن يتناهبن / حشاه سمر القنا والنبال
حين شام الحسام وامتثل الأمر / إمام من شأنه الامتثال
فرماه الضلال سهماً أصيب / الدين فيه وهاشم الأبطال
وهوى ساجداً على الترب ذاك / الطود للَه كيف تهوى الجبال
كادت الأرض والسما أن تزولا / وعلى مثله يحق الزوال
يا لقومي لمعشر بينهم لم / ترع يوماً لأحمد أثقال
لم توقر شيوخه لمشيبٍ / وليتم لم ترحم الأطفال
ورضيع يا للبرية لم يبلغ / فصالاً له السهام فصال
ونساء عن سلبها وسابها / لم تصنها خدورها والحجال
أبرزوها حسرى ولكن عليها / أسدل النور حجبه والجلال
فتعادين والقلوب حرار / وتداعين والدموع تذال
أيها الراكب المجد إذا ما / نفحت فيك للسرى مرقال
عج على طيبة ففيها قبور / من شذاها طابت صباً وشمال
إن في طيها أسوداً إليها / تنتمي البيض والقنا والنزال
فإذا استقبلتك تسأل عنا / من لوي نساؤها والرجال
فاشرح الحال بالمقال وما ظن / ني تخفى على نزار الحال
ناد ما بينها بني الموت هبوا / قد تناهبنكم حداد صقال
هذه جردكم صدرن عراةً / جز منها معارف وقذال
تلك أشياخكم على الأرض صرعى / لم يبل الشفاه منها الزلال
غسلتها دماؤها قلبتها / أرجل الخيل كفنتها الرمال
ونساء عودتموها المقاصير / ركبن النياق وهي هزال
هذه زينب ومن قبل كانت / بفنا دارها تحط الرحال
والتي لم تزل على بابها الشا / هق تلقي عصيها السؤال
أمست اليوم واليتامى عليها / يا لقومي تصدق الأنذال
ما بقي من رجالها الغلب إلا / من على جوده الوجود عيال
وهو يا للرجال قد شفه السقم / وسير الهزال والأغلال
آل سفيان لا سقى لك ربعاً / مغدق الودق والحيا الهطال
أي جرم لأحمد كان حتى / قطعت من أبنائه الأوصل
فالحذار الحذار من وثبة ال / أسد فلليث في الشرى أشبال
إنما يعجل الذي يختشي الفو / ت ومن لم يكن إليه المئال
هل المحرم فالسلو محرمٌ
هل المحرم فالسلو محرمٌ / فاسعد محلا بالبكا يا محرم
شهر به شهر الضلال حداده / فأريق للدين الحنيف به دم
للَه شهر ما استهلت مقلتي / لهلاله إلا استهل العندم
كم ناح فيه المجد والعليا معاً / والدين أعول والكتاب المحكم
وتجاوبت بالنوح أملاك السما / والعرش فيه قد أقيم المأتم
شهر سرى فيه الحسين بعزمةٍ / من بأسها كادت تحط الأنجم
في فتيةٍ تقري الصفاح أكفهم / فكأنما عصم الحداد المعصم
ما أبرقت يوم الكريهة بيضهم / إلا وسال سحاب هامٍ مسجم
شم الجبال تصدعت عن بأسهم / وانهد منها يذبل ويلملم
سمكوا سماك المجد واستبقوا له / فكأنما له العوادي سلم
حتى دعاهم ربهم لجواره / فرضوا بما رضي الإله وسلموا
فسطا مدير رحى الوجود يكسر / البيض الصفاح وللرماح يحطم
بيديه آجال العدا فكأنما / اللوح البسيطة والمهند يرقم
وكأنما الخطي عما شاء من / حتف العداة معبر ومترجم
ليث متى بلحظه شزراً رنا / فالكل من فزع أصم أبكم
حتى إذا الأقدار شائت إن ترى / عجباً وساعدها القضاء المبرم
وله تجلى اللَه جل جلاله / فهوى على الرمضاء وهو مكلم
حطمت قنا الإسلام وانهد الهدى / واسر كوكبه سرار مظلم
لاغر وإن كادت على الأرض السما / تنقض فهو مشيد ومقوم
فاعجب له يشكو الظما وبكفه / بحر على الوفاد يجري مفعم
من مبلغ الهادي بأن حبيبه / أضحى تناهيه الظبا والأسهم
من مبلغ بنت النبي بنجلها / أضلاعه بالصافنات تهشم
من مبلغ الكرار إن عزيزه / ورد لسمر بني الضلال ومطعم
من مبلغ حامي الحمى عن آله / حسرى وستر الوجه منها المعصم
أترى درى أن الحسين مجدل / وعليه بالأيدي الفواطم تلطم
أتراه يصبر والأعادي قد عدت / لخيامه والنار فيها تضرم
من مبلغ عدنان إن فخارها / أكفانه البوغاء والغسل الدم
علموا بأن عمادهم وسنادهم / ملقى على الرمضاء أم لم يعلموا
من مبلغ عدنان أن نساءها / أسرى بها تحدو العدى وتزمزم
أو ما دروا أن رأس ثغر رئيسهم / بالشام يقرع بالقضيب المبسم
خطب أبي إن ينجلي إلا بمن / هو الموجود مكمل ومتمم
مولى به في الكون قد بدئ الهدى / وبعضبه عهد الضلالة يختم
أيا تربة ضمت ذوابة هاشمٍ
أيا تربة ضمت ذوابة هاشمٍ / سقتك ملثات الغيوث السواجم
وحياك أرض الطف منسكب الحيا / يجر حياء منك ذيل الغمائم
حقيق عليه أن تذوب سجاله / ويقرع سن الرعد في كف نادم
ويقضي بهاتيك الطلول حقوق من / قضوا يوم هياجهم حقوق المكارم
غداة توالت آل حربٍ ذبابها / تطن بغابات الأسود الضياغم
وجرت على أبناء فاطم فيلقاً / كبحر بأمواج الطبا متلاطم
فهاج إلى الهيجاء قوم تقلدوا / لنصر ابن طه مبرمات العزائم
فما بين بسام لدى السلم عباس / وما بين عباس لدى الحرب باسم
وبين زهير رنق القين حده / وبين هلال زان أفق الملاحم
متى هزت السمر الرماح أكفهم / رأت آل سفيان اضطراب الأراقم
أكف وما أدراك ما تلك أنها / أكف عرفن البيض قبل المعاصم
سطوا وامتطوا في حومة الحرب شزراً / مهاراً لهم ألقت مناط الشكائم
وكم أنعلوها بالجسوم وتوجوا / لها ذمهم من أكبد بعمائم
أيخطي يوم الطعن خطي هاشم / وتنبوا بأيديها ذوات القوائم
وقد نازعتها آل حرب عرينها / وسلت عليها بارقات الصوارم
فإفرغ كل نفسه جسمه / إلى أن قضوا بالعز حق ابن فاطم
فدارت على قطب الوجود رحى الوغى / وغودر يال اللَه قطب الملاحم
سطا مغضباً فارتجت الأرض قائلاً / أنا ابن علي الطهر من آل هاشم
أثار سحاب النقع ضابح عزمه / فزمجر رعد السيف فوق الجماجم
ومذ شام برق العهد والعهد وامضاً / له شام سيف الغيظ في جفن كاظم
هناك رماه الشرك سهماً محدداً / فأصمى نزار في الحشى والحلاقم
فإن قلت لم أخطئ مقالاً لقد هوى / على الأرض عرش اللَه سامي الدعائم
إذا لك جسم ابن النبي به ارتوت / برغم بني فهر صوادي المخاذم
وأي يدٍ جذت لعمرك أنها / يد اللَه كانت في جميع العوالم
فيال نزار والضراغم يعرب / ومن طبعت أيمانهم بالقوائم
لقارعةٍ قد غادرت بدمائم / صوارم حربٍ راعفات الخياشم
فهلا استفزوا للقراع رجالهم / وهزوا القنا قبل امتطاء الأداهم
ليستنقذوا من أسر آل أمية / حرائر لم تعرف سوى خدر هاشم
أذيعت وكانت سر طه فأصبحت تدافع / عن قرع القنا بالمعاصم
فليت الطلاح القود جب سنامها / لقد سودت خزياً وجوه الرواسم
أتسبي عليها من أظلت حجالها / عن الشمس أجناح النسور القشاعم
أتلك بنات الخزر أم آل أحمدٍ / تراها بنو سفيان بعض الغنائم
وتلك على الأكوار زينب هاشمٍ / إذاً لا أقلتهم متون العزائم
تنادي بصوت صدع الأرض من شجى / وأدمعها كالعارض المتراكم
أتربة وادي الطف يهنيك جسم من / ترعرع في حجري علي وفاطم
أتربة وادي الطف يهنيك فتيةً / لأنت بهم غاب الأسود الضراغم
لأنت سماء زينب بكواكب / علي وعباس وعون وقاسم
فإن أنا قسراً عن جوارك إنني / إليك سأدهى أدمعي في الغمائم
أنخ الطلاح ففي الطفوف مرامها
أنخ الطلاح ففي الطفوف مرامها / واعقل فقد بانت لنا أعلامها
أحرم وطف سبعاً فما في بكة / ما في الطفوف وإن ترفع هامها
وارو بدمعك تربها فكم أر ترى / بدماً نحور بني النبي رغامها
شمخت على السبع الشداد بأنجمٍ / بزغت غداة ابن النبي إمامها
حتى إذا الدنيا تنفس صبحا / بالرشد عسعس بالضلال ظلامها
طافت أمية بالطفوف يسوقها / لرحى المية حتفها وحمامها
حسبت سفاهاً أن ستصرع هاشم / ويسود آساد العرين سوامها
فتسنمت قب البطون ضياغم / لجج الوغى غاباتها وأجامها
أسد كأن الهام عن هياجها / أقداح تبر والدماء مدامها
وترى اللهاذم تلوي بأكفهم / كأراقم سد الفضاء سمامها
والبيض مهمها أبرقت بسحائبٍ / لنقع فوق البيض أمطر هامها
حتى إذا شاء الإله بأن يرى / شمس العوالم نكست أعلامها
سالت على البيض الصفاح نفوسهم / وجرت بمحتوم القضاء أقلامها
صبغت بحمر الدم بيض وجوههم / فأسود من بيض الظبا أيامها
فناك جرد شبل حيدر صارماً / ذابت لومض فرنده أجسامها
فأصم أسماع العراق برنةٍ / كادت بأصداها تسيخ شآمها
سئم الحياة غداة أبصر صحبه / حلوا الثرى وعليه هان مقامها
فهنا لك الباري تجلى في ذرى / طور الجلالة داعياً علامها
فانهار قضب الكائنات مكلماً / يحكي الكليم فنكست أعلامها
فترى الملائك معولين لفقده / والأنبياء له تطأطأ هامها
ويحق لرسل الكرام عوليها / من بعده فاليوم مات إمامها
الوم مات المصطفى ووصيه / اليوم صغر للبتول مقامها
اليوم بالنيران أضرم بابها / فذكت بقارعة الطفوف خيامها
اليوم أسقط محسن فلذا ترى / أطفالها جرع السهام فطامها
اليوم رضت بالجدار فهشمت / بالطف من مهج النبي عظامها
اليوم قادوا المرتضى بنجاده / واستأمنت بطش الحليم لئامها
فلذا سرى زين العباد مقيداً / يبكيه من عجف النياق بغامها
اليوم أبرزت الضغون فأبرزت / بعد الخدور حواسراً أيتامها
فصرت معاصم ندبها عن كافل / يحمي فطال قعودها وقيامها
وحليفة الأرزاء زينب بينها / قد شب في طي الضلوع ضرامها
تنعى أعزتها بأية عولةٍ / أدمت نواظر هاشم الآمها
أرواق أخبيتي ومن قذيت بهم / أجفان حسادي وطال سقامها
أتغض أجفان لكم وحريمكم / هتكت جهاراً واستبيح حرامها
حملت على قتب النياق حواسراً / اللَه كيف سرت بها أقدامها
اللَه أي حرائر حملت على / أكوارها لم لا يجب سنامها
إن أحرقت منها البراقع زفرةً / فالمعصرات منن الدموع لثامها
طالت معاصم عصبة من نيلكم / قصرت فنالتكم وبل أوامها
للَه فادحة أصابت هاشماً / فاندك شامخاً وفل حسامها
هد الهداية رزء حالك الشجن
هد الهداية رزء حالك الشجن / أبكى الفخار بدمع عندم هتن
للَه رزء به كم للرشاد هوى / ركن وكم فيه بيت للضلال بني
رزء به عرصات العلم قد بقيت / دوارساً من فروض اللَه والسنن
لا غر وأن تكن الأكوان قد خلعت / ثوب المحاسن من حزن على الحسن
فإنه كان في الأشياء بهجتها / قد قام فيها مقام الروح في البدن
ما للقضاء واللأقدار فيه مضت / وهو الذي أبداً لولاه لم تكن
للَه كم أقرحت جفن النبي وكم / قد ألبست فاطماً ثوباً من الحزن
لم أنس يوم عميد الدين دس به / لجعدة السم سراً عابد الوثن
كيما تهد من العليا دعامتها / فجرعته الردى في جرعة اللبن
فقطعت كبداً ممن غدا كبداً / لفاطم وحشى ومن واحد الزمن
حتى قضى بنجيع السم ممتثلاً / لأمر بارئه في السر والعلن
فأعولت بعده العليا وبرقعت / الشمس المنيرة في ثوب من الدجن
والكون أصبح داجي اللون مكتئباً / والمجد بعد نداه ذابل الغصن
من مبلغ حيدر الكرار منتدباً / يا منزل المن والسلوى بلا منن
كيف اصطبارك والسبط الزكي غدا / نبهاً لحق ذوي الأضغان والإحن
من مبلغ المصطفى والطهر فاطمةً / إن الحسن دماً يبكي على الحسن
يدعوه يا عضدي في كل نائبةٍ / ومسعدي إن رماني الدهر بالوهن
قد كنت لي من بني العلي بقيتهم / واللعدو قناتي فيك لم تلن
فاليوم بعدك أضحت وهي هينةٌ / لغامز وهني العيش غير هني
لهفي لزينب تدعوه ومقلتها / عبرى وادمعها كالعارض الهتن
مات الحبيب وابان الحب ثم مضى / فلم أجد كافلاً ذ اليوم يكفلني
لم أنس راكبه الأجمال حين أتت / على البغال تشب الحرب بالفتن
كان للمصطفى آي التبرج لم / تنزل وفي محكم التنزيل لم تكن
أتت لتنفي عن المختار عترته / كما أبوها نفى عنه أخا المنن
نادت ومن خلفها حزب الضلال ألا / لا تدخلوا ابنكم بيتي بلا أذني
يال الرجال بم اختصت / به ولها بحكم خالقها تسع من الثمن
فأي أم ترى للمؤمنين رمت / جسم ابن سيدهم في أسهم الضغن
فلو رأت فاطم تطريد مهجتها / بلت عليه بدمع فاضل الردن
لا غر وإن حاربت سبط الهدى فعلى / الكرار قدماً أثارت أعظم المحن
وإن تكن فعلت بالآل ما فعلت / فذا البناء على ذاك الأساس بني
صبراً جميلاً بني اللامختار إن لكم / ليثاً متى رام أمراً قال كن يكن
ذو عزمةٍ إن يشا يفني الوجود ومن / فيه رنا لحظه شزراً إليه فنى
للَه يوم عظيمٍ إذ يخوض به / من آل سفيان تياراً بلا سفن
فذلك الليث للغارات مدخرٌ / بعضبةٍ للردى يدني لكل دنى
يا مصدر الجود والفيض العميم ومن / ودادهم وولاهم جنة الجنن
عطفاً على بائس يرجو نوالكم / في غير حبكم للَه لم يدن
فحققوا فيكم يا سادتي أملي / عند الممات وعند الدرج في الكفن
فحجتي أنني عبد الحسين وذي / لا شك عند كرام الخلق لم تهن
فهاكم غادة في جيد جوهرها / يجول ذكركم كالقرط في الأذن
أتت إليكم تهادي من محبكم / عذراء قد زانها ثوب من الشجن
عليكم صلوات اللَه ما هطلت / إلاؤكم للورى في السر والعلن
من شل ساعد هاشمٍ فيمينها
من شل ساعد هاشمٍ فيمينها / من جذ في بيض الضبا عرنينها
من خط في أقلام وقعة كربلا / بالضيم مفرق صيدها وجبينها
من قاد أصعب مارن منها ومن / قد نازع الغلب الأباة عرينها
ومن اشترى بالدين مرضاة التي / باعت بدنياها الدنية دينها
يوم ابن أحمد في رجال لا ترى / إلا الحسام خدينها وقرينها
تستنصر البيض الصوارم كلما / أفنى الزمان نصيرها ومعينها
سطحت من الأجسام أرضاً فجرت / بدم الطلى أنهارها وعيونها
تأبى تشيم حداها ولو أنها / شيمت لكان الرعب قاتل دونها
وتخوض بحر وغى تلاطم موجه / حيث الضوابح كن فيه سفينها
فأصثرن نقعاً عدن منه ثمانياً / سبع الطباق وتسةً أرضونها
فتذكرت حرب وقائع حيدرٍ / ورأت بعرصة كربلا صفينها
بضبا نزارٍ إليه لولا القضا / ما أرخصت منها أمي ثمينها
ولما أحلت قتلها أو حرمت / يوماً على آل النبي معينها
فمن المعزى من لوي أسرةٍ / هزت على قب البطون جنينها
قلت أعاديها أراكةً مجدها / ورمت بأسهام الذبول غصونها
فلتشحذ البيض الرقاق بوراقاً / ولتمتطي قب المهار بطونها
في غارةٍ شعواء لو شائت طوت / طي السجل سهولها وحزونها
لترى حرائرها لقرط أومها / في السبي تستقي الدموع عيونها
وترى مخدرة النبوة زينباً / والقوم تصفق بالأكف جبينها
من حولها أيتام آل محمدٍ / يتفيأون شمالها ويمينها
لا تبزغي يا شمس في أفق حياً / من زينب فلقد أطلت أنينها
ذوبي فإنك قد أذبت فؤاد من / كانت تظللها الأسود عرينها
وتقشعي يا سحب من خجل ولا / تسقي الظماء مدى الزمان معينها
فبنات أحمد في الهجير صوادياً / أودى بها ظمأ يشيب جنينها
حرم لهاشم ما هتفن بهاشمٍ / إلا وسودت السياط متونها
يدعين يا للضاربين قبابهم / في هامة العليا فكل دونها
هتكت نساؤكم التي طرزت / بالبيض والسمر اللدان حصونها
ما للأسود وغمضها لنواظر / ملأ العدو من القذاء جفونها
أبني نزارٍ طأطأوا هاماتكم / جذت أمي وجوهكم عرنينها
هذا حسين رأسه فوق القنا / أدمت عليه الكائنات عيونها
وجسوم عترة أحمد منبوذةً / رهن الفيافي لا ترى تكفينها
تربت ديار بني الطليق ولا رأت / في الدهر من قطع السحاب هتونها
ما كان ذنب محمدٍ في قومه / حتى تقاضت من بنيه ديونها
وترت ببدر في القديم فأكمنت / غلا وأبدت في الطفوف كمينها
مهلاً فليس على نزار وبأسها / هون وإن حال المقدر دونها
فلها بغاب الغيب ليث إن سطا / بالرعب يزهب من تهامة صينها
ملك ترى زمر الملائك تقتفي / من خلفه ميكالها جبرينها
حتى إذا شحذت يداه حدودها / للفتك عزرائيل كان قرينها
بعزائم تولى الصوارم منهما / ونفوس أبناء الضلال منونها
فهناك يحمي دين أعداء الهدى / أبداً وتظره آل أحمد دينها
ماذا أصاب عوالم التكوين
ماذا أصاب عوالم التكوين / فتجلببت أقمارها بدجون
هل قامت الأخرى فاظلم أوجهاً / وأصيبت الدنيا بسهم منون
أم غاب عنها بدرها أم حجبت / شمس الهداية من بني ياسين
لا غرو أن حزن الوجود على فتى / هو علة الإيجاد والتكوين
للَه رزء هد أركان الهدى / عظماً ونادى بالرزايا هوني
للَه يوم لابن موسى زلزل / السبع الطباق فأعولت برنين
يوم به أشجى البتولة خائن / يدعى بعكس الحال بالمأمون
يوم به أضحى الرضا متجرعاً / سماً بكأس عداوةٍ وضغون
صانوه في عنب ورمان لكي / يخفى على علام كل مصون
أو ما دروا أن الخلائق طوعه / في عالم التكوين والتدوين
لكنه لما دعاه من ارتضى / مثوى له في دار عليين
لبي وغاب عن الوجود بحضرة / الملك الودود ودان للتمكين
فقضى عليه المجد حزناً مذ قضى / والدين ناح ومحكم التبيين
فمن المعزى المرتضى أن الرضا / نال العدى منه قديم ضغون
ومن المعزى من نزار أسرةٍ / ألفت شبا بيض وقب بطون
أذوي الحمية من يبين أباؤهم / في كل أبيضٍ مفرق وجبين
هبو من الأجداث أن عداكم / خطت لكم ضيماً على العرنين
تركت بني طه وهم أمراؤكم / ما بين مسومٍ وبين طعين
فبطيبةٍ وثرى الغري وكربلا / قد غيبت منكم شموس الدين
وبأرض سامراء وبغداد لكم / حفر بها الإيمان خير دفين
وبطوس قبر ضم أي معظم / أبكي الأمين عليه أي خؤون
للَه مفتقد عليه تجلبب / الدين الحنيف أسى ثياب الهون
ومجرع سماً لكم قد شاهدوا / آياته بالنص والتعيين
كم في وثوب الأسد يوم بأمره / فتكت بعزم الحاجب الملعون
آيات حق قد أبان لجاحد / كيما يبدل شكه بيقين
هو آية أوصافها جلت عن / الإحصاء بل عزت عن التبيين
يا ضامن الجنات يدخل من يشا / فيها ومن قد شاء في سجين
خذني إلى مثواك في الدنيا وفي / الأخرى إلى مأواك عليين
وصحيفتي مشحونةٌ وزراً ففض / لاً نجني في فلكك المشحون
فوسيلتي في كل سؤلٍ أنني / عبد الحسين وعصمتي في ديني
وعليك صلى ذو الجلال مسلماً / ما دمت علة عالم التكوين
ولرب لائمةٍ تقول وعينها
ولرب لائمةٍ تقول وعينها / نثرت لحالي في الثرى مرجانها
أسفت على حلمي الرزين وعهدها / بي استخف من الجبال رزانها
خفض عليك فإنما الأيام لا / تنفك ينقض غدرها إيمانها
وتشن ما برحت على ساداتها / شعوائها وتسومهم شنآنها
أو ما أتاك حديثها مع هاشم / البطحاء من عقدت بهم تيجانها
أقصت قصي وهشمت من هاشم / أضلاعها واستأصلت فتيتانها
أغرت أمي بلآل شيبة حمدها / حتى أشابت في الوغى شبانها
يوم به أشبال حيدرٍ أججت / ناراً تصعد للسماء دخانها
يوم الطفوف وياله من موقف / في الأسنة كشرت أسنانها
والسمر حمرٌ الدما تدلى إلى / قلب القلوب عن الدلا مرانها
يوم به حمت ابن فاطمٍ فتية / الموت يرهب قضبها ولدانها
حيث الضوابح زمجرت في رعدها / والبيض ترمي للسما قربانها
زاروا فساور والفوارس بينهم / جمر تفر فبكتوا آذانها
ندبوا السوابق فامتطوها شزباً / لا زلن في لجج الوغى حيتانها
فحوى أبو الفضل المثير قتامها / قصبات سبقتها وبذر هانها
آلى لعمر أبيه أن لا يبتغي / نفساً تغض على القذى أجفانها
وأبي يرى ذاك الأبي نسائه / كض الأوام جنينها وجنانها
ذبل اشفاه صوادياً لكنها / بلت بفيض دموعها أردانها
فعلا المطهم وانتضى ذا شفرةٍ / أم المنية أرضعته لبانها
وانصعا يرفل في مضعف سرده / والحرب تردي بكرها وعوانها
وسطا فرد الجيش يركب ردعه / والخيل عاديها يدك حرانها
ولواه يخفق فوقه كقلوبهم / إذ فارقت من بأسه أبدانها
لم يهو صرامه عليها راكعاً / إلا وغادر سجداً أذقانها
يطفو ويرسب في الكتائب خائضاً / في فلك متن سبوحه طوفانها
حتى إذا شرعت بروق حسامه / سبل الشريعة أو جلت أدجانها
ملأ المزاد ولم يبل ببارد / الأمواه من أحشائه حرانها
أنساء ناضب ريقه ذو غلةٍ / مدت له شمس الهجير لسانها
وحرائر عطشى ولولا هديها / وعت الملائك في السما أرناها
فلو العنان إلى الخيام بهمةٍ / بلغت من السبع الطباق عنانها
فتراكمت سحب السوابح دونه / حشدت عليها مصرة آذانها
فغدا يقشعها بعضب أجرت / الأقدار في إفرنده فرقانها
في همة همت بمحو أمية / بالسيف لولا أن رأت برهانها
حتى إذا سبق القضاء وسابقت / شوقاً إليه حورها ولدانها
جذت يديه أمية فكأنها / جذت لهاشم في الوغى إيمانها
فهنالكم نادى السلام على الأولى / وفيت عن نفسي لهم إيمانها
فانقض نجم سماء آل محمدٍ / تذري تناهبت الصروف بنانها
ينعى هزبر عرينةٍ في عولة / هدت من الشمس الجبال رعانها
عباس يا عضدي إذا ابتسم الوغى / ويمين ساعد عزمتي ويمانها
الآن حدبت الفقار أميةٍ / الآن لي قد ثقفت خرصانها
الآن قد نسفت عواصف حقها / المكنون يذبل هاشم وأبانها
يا فارس الهيجاء إن أمية / حشدت علي لوحدتي فرسانها
أغمضت أجفانها وكنت لها قذى / وبكت عيون لم تزل إنسانها
أنى تلام الصارخات وإنما / ثكلتك إذ في الروع كنت أمانها
حق لزينب إن بكتك بعولةٍ / حتى تجرد هاشم أكفانها
فقدت بيوم أربعاً ما حال من / فقدت بيوم أربعاً أخوانها
يا من ضننت على العيون بلحظه / من شك فيك من الرماح لدانها
ما كنت أرضى بالثرى لك موطئاً / واليوم توقرك الثرى كثبانها
يا موحش الجرد الشوازب بعده / والسمر تؤنس بالحشى مرانها
إن الفواطم بانتظارك عللت / مهجاً قد انتهب الظما سلوانها
فأعر سكينة يا رجاها مسمعاً / لتعي شكابتها وتعلم شأنها
لو كان يرجع ميت أو كانت / الأقدار تلوي بالدفاع عنانها
أطبقت بالأرضين سبع طباقها / ونسفت من شم الجبال رعانها
وتركت رنة صارمي فوق الطلى / للحشر تستمع الورى الحانها
لهفي لجسم أضحى
لهفي لجسم أضحى / بالطف عريان
تبكي عليه حزناً / الأنس والجان
ليت علياً يدري / غوث المنادي
إن حسيناً فرد / بين الأعادي
ولم يجد من عون / يحمي وفادي
سوى حداد سلت / وهن خرصان
يرى حسيناً تهمي / عيناه دمعا
متى يرى أهليه / في الترب صرعى
لبوا نداء الداعي / للحق جمعا
كأنهم أقمار / غابت بكوفان
وينثني للأعداء / كالليث كرا
منه رأت أعداه / أحداً وبدرا
حتى تجلي الباري / فخر شكرا
والقلب منه صاد / والسيف ريان
لهفي لآل الهادي / فوق النياق
ليس لها من حام / يحمي وواق
بعد حماهم ذاقوا / مر المذاق
ليت تراهم أسري / ليوث عدنان
أهل درت عدنان / وآل غالب
إن بنات الزهرا / أسرى سواغب
وجسم سبط الهادي / دامي الترائب
والرأس منه يتلو / في الرمح قرآن
أمن ذكر وادي النقا فاللوى
أمن ذكر وادي النقا فاللوى / بدا في المحاجر ما في الجوى
أم القلب في أدمع العين سال / غادةً تذكرت يوم النوى
وصحباً رعوى في رياض الجنان / وصرف الزمان بهم ما ارعوى
حنانيك خفض عداك الحجى / فما هام ذو مرةٍ فاستوى
إلى م تهيم بوادي الوداد / وما الحب إلا اتباع الهوى
هل الحزن إلا على معشر / بنوا طنب المجد في نينوي
لقد طاولت في العلو الشداد / غداة ابن فاطمٍ فيها ثوى
دعاه إلى القدس رب العلا / فخر صريعاً كنجم هوى
فما السبع من بعد ما أصبحت / له عرش عز عليه استوى
تلجى له الحق سبحانه / كما قد تجلى بوادي طوى
ووأين ابن طه وموسى الكيلم / فما صعق وملب سوى
برغم المعالي قضى ظامياً / ومن منحريه الحسام ارتوى
وغير عجيب إذا ما الهدى / عليه تولى حطيم ارتوى
حقيق دعائمه إن تميد / فكيف استقام عقيب القوى
فمن مبلغن بني هاشمٍ / برزه لوي عضبهم فالتوى
لقد ألبس الرسل ثوب الحداد / أبكى ملائكها في الهوى
بني الوحي هل تغمضون الجفون / وغصن المكارم منكم ذو
السم بيوم الوغى معشراً / يخوضون نزاعة للشوى
أطلت رزايا على مجدكم / طوين رواق العلا فانطوى
حرائركم في السبا ثكل / أضر بهن الظما والطوى
متى شمت فوق الصعاد الرؤوس / بأدمعهن الصعيد ارتوى
وتلك بنو الوحي أجسامهم / بضيء بها أم وادي طوى
وطالت على شهبها مذ حوت / ملكياً على المكرمات احتوى
فقوموا بني هاشمٍ علكم / تجازون كل امرئٍ ما نوى
دهيتم بدهماء من معشر / أقاموا من الغي بيتاً خوى
فما آل سفيان لولا الألى / ولولا السقيفة ما نينوى
هم ابتدعوا غصب ميراثكم / وقام بهم ليزيد اللوا
وهم جرأوا القوم من قولهم / لأحمد قد ضل أو قد غوى
زووا حق فاطمة والوصي / لذا عن حسين يزيد زوى
لئن آمنوا اليوم من مكرمكم / فلا يأمنوا من شديد القوى
فسوف يبددهم صارم / ردى نفخة الصور فيه انطوى
بكف إمام يقيم الهدى / ويورق للدين غصناً ذوي
ويح قوم رضوا عن الدين بالدن
ويح قوم رضوا عن الدين بالدن / يا فما للقلوب ما أعماها
ستراها غداً تنادي ولكن / ليت لم آخذ فلاناً نداها
أيولي من لم يول لعجز / منه تبليغ سورة واداها
غاصب بضعة لنبي عناداً / مسقط للجنين من أحشاها
رام أحراق دارها ومن اللَه / تعالى تطهيرها قد أتاها
أسخطوا المصطفى بما خالفوه / في وصايا قاص ودان وعاها
كم وكم بالبتول أوصى جهاراً / حيث أوصى إلهها بولاها
فاطم من محمد بضعة بل / سخطي سخطها رضاي رضاها
فاحفظوني يا أيها الناس فيها / فهي القصد من ولا قرباها
لست أنسى لما أتت وهي ثكلى / يوم بالأرث طالبت من زواها
أشبهت أحمداً أباها بمشي / وحكته في نطقه وحكاها
ودعت والعيون عبرى وقاني / الدمع كالمعصرات يروي ثراها
أيها الناس لا تخونوا عهوداً / أوجب اللَه والرسول وفاها
أمن العدل كان غصبكم أر / ثى هل المصطفى بذلك فاها
جئتم بالخلاف حيث نبذتم / ما به عن إلهه جاء طه
أو ما أنبأ به عن / إرث يحيى لمن أراد انتباها
هل أتت آية بمنعى أم ه / خالفت ابنة النبي أباها
أم سوانا أدري بما أزل / اللَه بصحف في بيتنا أوحاها
ثم أبدت لهم كتاب رسول / اللَه في نحلة بها قد حباها
فنفوها وكذبوا فتيةٍ قد / شهد اللَه أنهم أزكاها
آهٍ وأذلة الهدى بعد عزٍ / وانتهاك الأستار بعد رخاها
فتولت مكسورة القلب تدعو / بأبيها وهل يفيد دعاها
يا كفيل الأيتام أبدت رجال / بعدما غبت في الثرى شحناها
غصب القوم نحلتي وتراثي / وعلى الأيام صبت بلاها
كنت لا أختشي عظيم الرزايا / وأنا اليوم أتقي أدناها
قم يا وصي الهادي يا حجة اللَه
قم يا وصي الهادي يا حجة اللَه / في آلك الأمجاد آجرك اللَه
من ذا يعزي طه فيما دهاه / من فادحات كدرت منه صفاه
حزناً كفى الدين بأن سرت عداه / في قتل من لم يك دين اللَه لولاه
من ذا يعزي حيدراً والطهر فاطم / والحسن الزاكي بما نال الفواطم
تسبي ولا من أحدٍ في القوم راحم / فتنثني هاتفة يا جد غوثاه
يا جد قد ساروا بنا على الجمال / طول السرى أنحلنا فوق الهزال
فلو ترانا اليوم في أسوأ حال / فينا عدانا أدركت ما تتمناه
رؤوس فهر حملت فوق الصعاد / وغودرت أجسادها رهن الوهاد
ووأفرحة الحساد حيث المنادي / منهم ينادي الثار من طه أخذناه
يا ويلهم ساروا بنا مفتخرينا / بهتكهم حرمة رب العالمينا
قد كفروا فيها فويل الكافرينا / والكل منهم في غد يعرف سيماه
بنات من بسوطهم قد ضربوها / نساء من في خدرها قد سلبوها
دماء من بالطف ظلماً سفكوها / وجفن دين اللَه من بالسهد أقذاه