المجموع : 64
متى فلك الحادثات استدارا
متى فلك الحادثات استدارا / فغادر كل حشىً مستطارا
كيوم الحسين ونار الوغى / تصاعد للفرقدين الشرارا
فلم تر إلا شهاباً ورى / وسهماً بنقع المنايا توارى
إلى أن أطل بها فادحاً / تزلزل منه الوجود ومارا
وعاد ابن أزكى الورى محتداً / وأمنع كل البرايا جوارا
تجول على جسمه الصافنات / وتكسوه من نقعها ما استثارا
فيا ثاوياً يملأ الكائنات / علاً ويضيء الوجود منارا
ويا سابقاً قد دهاه العثار / فليت العثار أصاب العثارا
فكيف وأنت حسام الإله / تقلل منك المنايا غرارا
وتدعو وأنت حمى المستجير / فيعي عليك الورى إن تجارا
وتستسقى من لفحات الظما / فتسقى من المشرفي الغرارا
وتبقى ثلاثاً بديمومة / معرى بجرعائها لا توارى
فكيف يعفر منك الصعيد / محياً به الملكوت استنارا
وصدرك عيبة علم الاله / بعد لخيل الأعادي مغارا
فذلك أجرى دموعي دماً / وأوقد ما بين جنبيّ نارا
أتسري وأنك مأوى الأسير / بناتك فوق المطايا أسارى
تجوب بها مربعاً مربعاً / وتجتاز فيها دياراً ديارا
فهل تعلم العيس من فوقها / تجاذبها السير ولهى حيارى
فما للحرائر واليعملات / وما لاقتحام الفلا والعذارى
وان تركب التيب مهزولة / وتوسعها في الترامي مغارا
وما لعقائل أزكى الأنام / لينحى بها في الفلا أو يسارا
وزينب تدعو الأهل مجير / يجير وأنى لها أن تجارا
بقلب يذيب الصفا شجوه / ودمع سكوب يضاهي القطارا
سأهجر إلا البكاء والعويل / وءآلف إلا الهنا والقرارا
أرى واحدي مركزاً للرماح / ومن بعد يوجس قلبي اصطبارا
وتدعو أخاها وأنى تجاب / وما كان أن لا يجيب احتقارا
أخي صرت قطب مدار الخطوب / يدور علي مدى ما استدارا
يشاطرني الدهر أحداثه / وتدعو بي النائبات البدارا
الوث على المرزئات الأزار / والوي على المعضلات الخمارا
وقلبي من الثكل في كل آن / يموت مراراً ويحيى مرارا
أراك تكابد وقع الحمام / بحر حشىً يضرم القلب نارا
ويجلى كريمك في السمهري / وجسمك حلبة قب المهارى
وحولك من هاشم عصبةٌ / وصحب وفوا للمعالي ذمارا
أصاتت بهم هاتفان المنون / وجد الحمام عليهم وجارا
كشهب تنكب عن أوجها / وتهوي إلى الأرضين انتثارا
ظماة وما أوردوا غلة / على الغب إلا قناً وشفارا
فياليتني وارد وردهم / وحسبي بذاك الورود افتخارا
أقول وماذا يفيد المقال / ولكن شرار الفؤاد استطارا
أمية هل أحجمت هاشم / عن الثار أم هل أمنت المثارا
وإن لأوتارها قائم / ينال ولو في المقادير ثارا
أبا القاسم انهض وزج القضا / وجاوز مدى النيرات الغبارا
فليس لنا مدرك الإصطبار / وأنى ننال عليه اقتدارا
وهذا تراثكم في النهاب / وهذي عقائلكم في الأسارى
وإني لارعاك يوما أغر / يطبق بالصافنات القفارا
تدك بهن جبال الضلال / وتشرع للدين فيها منارا
فأنتم غياث جميع الورى / إذا انغمروا في الخطوب انغمارا
بدنياي كنتم منال الرجا / وكنتم بأخراي لي مستجار
وأيان أنمى إلى مدحكم / فأرقى لام السماء مطارا
وأنى أحاول أوصافكم / وكيف أحيط بهن اختبارا
عليكم صلاة الإله العلي / ما عاقب الليل وقتا النهارا
دع المطايا تجوب البيد في السحر
دع المطايا تجوب البيد في السحر / وعج بربع أبي الضيم من مضر
أعني الغري ومن قد حل دارته / مولى الورى نفس طاها سيد البشر
عين الإله التي للخلق راعيةٌ / وأذنه جلَّ عن سمع وعن بصر
وآية الملك العظمى لناظرها / نعم بل الحجة الكبرى لمعتبر
بحر أمد البرايا رشح طافحه / وسورة علمت من سائر السور
لو شاء تكوير ما في الكون من فلك / يوماً لمدَّ إليه كف مقتدر
أحاط في كل شيء علمه فغدت / محتارة في علاه سائر النذر
قل ما تشاء به يا سعد من مدح / ودع ملام جهول كاذب أشر
أنظر إلى سائر الأكوان سوف / ترى كلا يمد إليه كف مفتقر
له على الكون حق في رعايته / وإنه النعمة العظمى على البشر
فاقر السلام عليه ثم ناد ألا / يا خيرة الله من بدو ومن حضر
يا سامع السر والنجوى ومن نزلت / في بعض أوصافه الآيات في الزبر
يا علة الكون يا بدء الوجود ومن / غدا القضا طوع يمناه مع القدر
إنهض فديتك إن السبط منفرد / صفر الأنامل من حام ومنتصر
عليه دار مدار الحرب حيث غدا / قطب الدوائر لولاه فلم تدر
يسعى إلى الموت مشتاقاً إليه كما / اشتاقت محول الربى والآكم للمطر
وحوله صحبه صرعى على كثب / من الرمال وهم أبهى من الدرر
حاموا لعمري على الإسلام والهفي / لهم إلى أن هووا في أرفع الحفر
وبعدهم أحدقت خيل الطغاة به / بالنبل والسمر والهندية البتر
ما شد نحوهم إلا وصيرهم / شطرين ما بين منحور ومنجحر
ففوق البين سهم الحادثات له / صمداً فأصمى حشاه عن يد القدر
فانحط عن سرجه للأرض منقلباً / فريسةً بين ناب الخطب والظفر
أليةً بالذي حج الأنام له / وبالصفا ومنى والركن والحجر
لو شاء رد قضاء الموت خاسئةً / أبصاره آيساً من ذلك الظفر
لكنه اشتاق ما الباري أعد له / من النعيم ومن موضونة السرر
فخر عن صهوة الميمون ممتثلاً / لأمره ثم أدى سجدة الشكر
تكسرت عمد الإسلام حين قضى / ظماً وذلك كسرٌ غير منجبر
أبكت رزيته عين السماء دماً / ثراً وأجرت عيون السحب بالمطر
أورت قلوب البرايا في شواظ لظىً / حتى لقد عمت الآفاق بالشرر
وهذه خفرات المصطفى هتكت / بين الطواغيت هتك الزنج والخزر
برزن من حجب الأستار حاسرةً / ما بين أرجاس كوفان بلا خمر
لم أنس أم الرزايا بنت فاطمةِ / ودمعها بين منهلٍ ومنهمر
تدعو أخي يا حمى الإسلام رزؤك قد / أوهى قواي إلى أن قل مصطبري
تلك الرزايا لعمر الله قد عظمت / في العالمين فكانت عبرة العبر
يابن النبيين هذا الدين قد طمست / أعلامه وغدت مكفوفة البصر
والعلم والحلم والأحكام قاطبةً / ما بين مندرسٍ منها ومندثر
وهذه ظلمات الجور ضافية / على الكواكب من شمس ومن قمر
لولا بقية ما أبقيت من عقبٍ / لم يلف يوماً لهذا الكون من أثر
وكاد أفق الهدى يظلم من دهش / لولا سنا رأسك السامي على السمر
خذها أمام الهدى عذراء كاعبةً / أرجو القبول بها يا خيرة الخير
عروس خدرٍ وافكاري لها نظمت / قلائداً من يواقيت ومن درر
يا كعبة الوفد إني جئت متجراً / في كل ما ملكت نفسي من الفكر
أرجو بها الربح منكم يوم لا عملٌ / ينجي سوى حبكم يا خير مدخر
ترضون حاشاكم أصلى بنار لظىً / ترمي أعاديكم بالشهب والشرر
فما أقول إذا ما قال قائلهم / محب آل الهدى مأواه في سقر
ما هكذا الظن فيكم تتركون فتىً / ولاؤه لكم صاف من الكدر
تشرف اسمي إذ وافى مركبه / محمدٌ وعليٌ فهو مفتخري
صلى عليكم آله الخلق ما طلعت / شمس وما شدت الورقا على الشجر
أنامل مولانا علي لدى الندى
أنامل مولانا علي لدى الندى / لمن يجتديها كل أنملة بحر
فواعجباً للفلك كيف جرت به / وفي ضمنها إني جرت أبحر عشر
واعجب من الواحها حيث مسها / بيمنا علم تثمر ولا اخضرت الدسر
عصيت هوى نفسي صغيراً فعندما
عصيت هوى نفسي صغيراً فعندما / دهتني لليالي بالمشيب وبالكبر
اطعت الهوى عكس القضية ليتني / خلقت كبيراً ثم عدت إلى الصغر
إن كشف الغطا وهتك الستور
إن كشف الغطا وهتك الستور / قد أذاعا سري الذي في ضميري
وعليَّ استطال من لم يفرق / قط بين الشعرى وبين الشعير
حسَن النقيبة هل تجارى
حسَن النقيبة هل تجارى / صبراً جميلاً واعتبارا
يا كعبة المجد التي / من طورها آنست نارا
تهدي الورى نهج الهدى / أبداً وتأبى أن توارى
فليقتدِ بك من أناب / فلا يقول لك اصطبارا
جار الزمان ولم يجر / إلا على الندب اختبارا
ومتى دهتك صروفه / أعرضت عنهن احتقارا
لو طاول القدرَ امرؤٌ / وعلاه طلتهما اقتدارا
بل لو يجاريك القضا / لرأى قضاءً لا يجاري
بدرٌ توارى في الثرى / أكمل به بدراً توارى
ورد الردى لكنه / أورى بقلب المجد نارا
فكأنه لما سرى / لمزاره يبغي القرارا
فلكٌ تغير دوره / فتساقط النجم انتثارا
فالشمع يوقد حوله / والناس تقفوه حيارى
يا أمنع الدنيا حمىً / وأعز أهل الأرض جارا
كيف اجترى صرف الردى / واغتال موسعه حذارا
أخفى جمال محمدٍ / ولكم به الدهر استنارا
خفت موازين الوزير كعقله
خفت موازين الوزير كعقله / والوزر أثقله فتاه غرورا
تالله ما ترك الوزارة زائراً / لكنه قصد الزيارة زورا
لله من قمرٍ بتنا نناظره
لله من قمرٍ بتنا نناظره / قرت نواظرنا من وجهه النضر
خط العذار على خديه دائرةً / كأنه رام يحميه عن النظر
فالبدر أمسى يباهينا بهالته / وبالعذار نباهي هالة القمر
رأيت من التسميط ما سلب النهى
رأيت من التسميط ما سلب النهى / وقرط لي أُذناً وقلد لي نحرا
مضى لابن ميكال وجاء مسمطاً / لمخدوم ميكال فكان به أحرى
ولما أتى موسى به قلت معجزٌ / ولو لم يكن موسى تيقنته سحرا
يابن محي الدين الذي عم فضلاً
يابن محي الدين الذي عم فضلاً / وبه خصني لفرط خلوصي
أنا للفضل أحرص الناس جداً / ولما نلت لم أكن بالحريص
كنت في الحزن مثل يعقو حتى / جاء فضلٌ فكان لي كالقميص
لست أدري وللزمان شؤونٌ / وسوى الصبر ليس لي من محيص
بالمجنين تارةً يبتليني / دون غيري وتارةً باللصوص
سرق الفضل عامداً كيس توتني / وانزوى خائفاً بدار خليصي
ها أنا منكما نويت فراراً / حيث هيأت للمسير قلوصي
سبقنا فلا أحد قبلنا
سبقنا فلا أحد قبلنا / سوى من برانا ومنا الصنيع
فذا الخلق منا إلينا لنا / فمنا المنادي ومنا السميع
نسيم الصبا هيجت لاعج أشواقي
نسيم الصبا هيجت لاعج أشواقي / والحقت بالماضي من الرمق الباقي
يخبرني مسراك عن بانة الصبا / بأن لها شوقي اليهم وأعلاقي
تضوع نشر العامرية باللوى / فطاب لمشتاق الفؤاد بمشتاق
فيا صاحبي نجواي عوجا على الحمى / لعل به رقياً لما أعجز الراقي
فكم لي عهداً بالحمى متقادماً / ذوى غصن جسمي وهو ينمو بايراق
ويا عاذلي في حب ليلى وما عسى / تروم وميثاقي على الحب ميثاقي
تعالت بأفق العز ليلى عن الذرى / وعزت عن التكوين في أوج آفاق
لعل الذي أعي الورى كنه وصفه / يمن على علاني الأسير باطلاق
فدع عنك لومي لست أسمع لائماً / وكن مسعداً لي في جواي وأشواقي
الأمُ على منخصه الله في العلى
الأمُ على منخصه الله في العلى / وصيره في شرب كوثره الساقي
وزين فيه العرش فانتقش اسمه / على جبهة العرش المعظم والساق
وأودع من عاده نار جهنمٍ / فخلد في كفار قومٍ وفساق
لهم من ضريعٍ مطعمٌ ومواردٌ / إذا ورودها من حميم وغساق
أما إنني اكترت ذنبا وإنه / سيبدل أحمالي بعفوٍ وأوساقي
غداة أرى صحفي بكفيه في الولا / ينسق منها زلتي أي نساق
وأنظر لوامي تدع إلى لظىً / فيسقط منساقٌ على أثر منساق
تقصدت لفظ الساق في ذكر نعته / لانجو إذا ما التفت الساق بالساق
إِن الوزير لعلمه
إِن الوزير لعلمه / بحقائق النكت الدقيقه
ترك الوزارةَ زائراً / حيث استقام على الطريقة
يا حب هذا الإنتقال / من المجاز إلى الحقيقه
اتخذ للبعد عمن ظلما
اتخذ للبعد عمن ظلما / سلما تسمو به جوَ السما
واتبع من قال قولاً محكما / إنما الحكام نارٌ كلما
زدتَ من قربٍ اليهم تحترق /
فالزم الأدبار عن آثارهم / قبل وشك الذل من إدبارهم
أو تبوأ مقعداً من دارهم / فإذا لم تحترق في نارهم
عشتَ ما دمت لديهم تحت رق /
قيل ما بال السما مصفرةً
قيل ما بال السما مصفرةً / بعد صفوٍ وهي ذات الحبك
قلت لما هلَّ عاشورُ بدا / أثر الحزن بوجه الفلك
والدراري أدمعٌ في وجهه / نثرتهن عيون الملك
وقال مناجياً في مربع /
أنت منا بنا أبرّ وأوصل / وعليك اعتمادنا والمعول
هل يخيب الذي رجاك وأمل / بعض ما عم من فيوض نداكا
أنا عبدٌ قد اعترفت برقي / بيدي مالكي فكاكي وعتقي
أتراني بعد اعترافي وصدقي / أن أذوق العذاب حاشا علاكا
بعلاك العلي يا ذا المعالي / وبطاها وآله خير آل
ورجالٍ طووا طوال اللَّيالي / ركعاً سجداً أجرِ مولاكا
قبة فوق قبر نفس الرسول
قبة فوق قبر نفس الرسول / طاولت بالجلال عرش الجليل
عظمت هيبة وجلت مقاماً / وتعالت شأناً عن التمثيل
قدرة الله فصلتها مثالا / رائعاً قبل عالَم التفصيل
وجلاها جمال نورِ التجلي / فتجلت بكل وجه جميل
هي مشكاة نور مصباح قدس / طبع النور في مرايا العقول
الهيُ ما ادخرت غنى لنفسي
الهيُ ما ادخرت غنى لنفسي / وولدي من حطام الدهر مالا
لعلمي أنك الكافي وأني / وكلت على خزائنك العيالا
قتل السبط بأسياف الضلال
قتل السبط بأسياف الضلال / ظامئاً قد منع الورد الحلال
بأبي علة إيجاد الورى / بأبي من جده السامي الذرى
جسمه عار على وجه الثرى / قد كسته حلة ريح الشمال
بأبي نجل عليّ المرتضى / كيف أرداه القضا وهو القضا
كظ أحشاه الظما حتى قضى / كيف مادكت لما نال الجبال
وا إماماً بالظبى أمسى صريع / رأسه في صارم الشمر قطيع
ما رووه بسوى فيض النجيع / وهو كم أحي البرايا بالنوال
وا أماماً حرن الفؤاد / في ظبى قوم يزيد وزياد
وزؤه كل زمان بازدياد / فالبرايا منه في أسوء حال
واماماً خطبه أبكى السما / عندما طاح خضيباً عندما
من يعزي فيه طاها الاكرما / وعليَّ الطهر محمود الفعال
مذ قضى بالطف مطروحاً طعين / واغتدى بالسيف مقطوع الوتين
قطع الجمال أخزى العالمين / كفه اليمنى عنادا والشمال
أي قلب لم يكن حلف اكتئاب / وحسينٌ عافرٌ فوق التراب
ونساه أبرزت بعد الحجاب / حاسرات فوق أقتاب الجمال
تنظر الأرؤس من فوق الصعاد / وترى الأجساد في عفرالوهاد
وزعتها المشرفيات الحداد / والعوالي والعوادي والنبال
وترى في الأسر زين العابدين / يشتكي أغلاله وهو حزين
أن بكى أو أن بدا منه الأنين / كلما فوق الثرى ودّ الزوال
أين صهر المصطفى خير الورى / ينظر السبط عفيراً في الثري
والنسا أودى بها طول السرى / في الفيافي وهي ربات الحجال
ليت شعري ما جنى سبط الرسول / فأبارته ظماً أهل الذخول
وسروا بين جبال وسهول / بيتاماه أسارى في الحبال
هل من العدل تساق الطاهرات / في السبا تطوى بهن الفلوات
حسراً تهدى لاولاد البغاة / أي خطب مثل ذايا للرجال
يا بني الحجر المعلى والصفا / بكم لاذ سمي المصطفى
وعليٌ وهو من أهل الصفا / وقديم الود يا أكرم آل
أصبح السبط جديلا في الرمال
أصبح السبط جديلا في الرمال / رأسه في رأس عسال يشال
بأبي من جده خير الورى / ثاويا من فوق بوغاء الثرى
عارياً شلواً مخلى بالعرا / سلبت أطماره أيدي الضلال
بأبي من كظ أحشاه الظما / وسقاه السيف من فيض الدما
فانطوي طي سجلٍ يا سما / أبد الدهر وموري يا جبال
والبسي يا شمس أبراد الكسوف / واندبي حزنا على يوم الطفوف
فحسينٌ قد سُقي كاس الحتوف / من بني الزرقاء عن ماء الزلال
حيدرٌ لو أن عينيك تراه / دامياً قد رَّضت الخيل قراه
عارياً قد سلب القوم رداه / فكست أشلاءه ريح الشمال
وترى بالطف هاتيك النساء / معولات بين نوح وبكاء
تلحق الندب بآفاق السماء / لرأت عيناك منها ما أهال
كلما في متنها السوط هفا / هتفت بالمرتضى والمصطفى
أركبوهن النياق العجفا / وسروا فيها على غير رحال
أوقفوهن على تلك الجسوم / فتهاوت من ذراها كالنجوم
هذه تجثو وهاتيك تقوم / تلثم الأوصال ما بين الصنال
زينب الكبرى تنادي يا حسين / أنظر الجسم لقى في أي عين
وأخي العباس مقطوع الوتين / قطعوا من بعد يمناه الشمال
يا أخي من ذا لربات الحجال / ربقوهن وأركبن الجمال
يابن أمي من يحامي للعيال / تقطع البيداء ما بين الرجال