القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابن غَلبون الصُّوري الكل
المجموع : 626
أكذا كلّ غائبٍ
أكذا كلّ غائبٍ / غاب عمَّن يحبُّه
غابَ عنه ودادُه / وسلا عنه قلبُه
توقَّ إذا ما حُرمة العدل جلَّتِ
توقَّ إذا ما حُرمة العدل جلَّتِ / ملامي لتقضي صَبوتي ما تمنَّتِ
أغرَّك أن لم تستفزَّك لوعةٌ / بقلبي ولا استبكاكَ بينٌ بمُقلَتي
لك الخيرُ هذا حين شئت تلومُني / لَجاجاً فألا لُمتَ أيامَ شرَّتي
غداة أُجيبُ العيسَ إذ هيَ حنَّتِ / وأحدو إذا ورق الحمائِم غنَّتِ
وأنتهبُ الأيامَ حتّى كأنّني / أُدافع من بعد الحلولِ منيَّتي
واستصغِر البَلوى لمن عَرف الهوى / واستكثر الشكوى وإن هي قلَّتِ
أطيلُ وقوفي في الطلول كأنني / أحاولُ منها أن تردَّ تحيَّتي
لياليَ ألقى كلَّ مَهضومةِ الحشا / إذا عدلَت في ما جناه تجنَّتِ
أصدُّ فيدعوني إلى الوصل طرفُها / وإن أنا سارعتُ الإجابةَ صدَّتِ
وإن قلتُ سُقمي وكَّلت سقم طرفِها / بأبطالِ قولي أو بادحاضِ حُجَّتي
وإن سَمِعَت وأنار قَلبي شناعةً / عليها أجابَتني بوانارِ وجنتي
وأصرفُ همِّي عن هواها بهمَّتي / عزوفاً فتَثنيني إذا ما تثنَّتِ
وأنشدُ بينَ البينِ والهجرِ مُهجتي / ولم أدرِ في أيِّ السَّبيلين ضَلَّتِ
وما أحسبُ الأيامَ أيام هَجرِها / تطاولُني إلا لتقصيرِ مُدَّتي
دعوا الأمة اللاتي استحلَّت دمي تَكن / مع الأمَّة اللاتي بغَت فَاستَحلَّتِ
فما يُقتدى إلا بها في اغتِصابِها / ولا أقتَدي إلا بصَبرِ أئِمتي
أليس بَنو الزهراءِ أدهى رَزيَّةً / عليكم إذا فكَّرتُم في رَزِيَّتي
حُماتي إذا لانَت قَناتي وعُدَّتي / إذا لم تَكن لي عُدَّةٌ عند شِدَّتي
عُهودي إذا حالَت عُهودٌ فغيِّرت / عقودي إذا عانَت عُقودٌ فحلَّتِ
أقامَت لحَربِ اللَهِ حزب أيمَّةٍ / إذا هي ضلَّت عن سَبيلٍ أضلَّتِ
قلوبٌ على الدين العَتيقِ تَألَّفَت / لهم ومنَ الحقد القديم استملَّتِ
بماذا تُرى تحتجُّ يا آلَ أحمدٍ / على أحمدٍ فيكم إذا ما استعدَّتِ
وأشهرُ ما يَروونَه عنه قولهُ / تركتُ كتابَ اللَهِ فيكُم وعِترَتي
ولكنَّ دُنياهم سعت فسعوا لها / وتلك التي فلت ضميراً عن التي
هو اليأسُ إلا من حديثٍ مقوَّت
هو اليأسُ إلا من حديثٍ مقوَّت / يروحُ إليه باجتماع موَقَّتِ
يسيرُ ندىً يَبقى يَسيراً من المَدى / وما مثلُ هذا الماء يُبردُ غُلَّتي
وقد جَمعوا أخبارَ من شفَّه الهوى / وتِلك أحاديثي وأخبارُ إخوتي
لحا اللَهُ داراً في الحشا تنزلونها / فإنَّكم شرُّ الجوارِ لِمُهجَتي
وأغيدَ لوَّى بغضَه لأَحبَّتي / على ما أرى من بغضِه لِمَحَبَّتي
وقد كنت أمضى منه فيما يريده / وأولى به لولا فؤادي ومقلتي
وقالوا أفِق واستأنفِ العمرَ سالياً / فقلتُ لهم بل مدَّة الحبِّ مدَّتي
وكأسٍ عليها مسحةٌ من مُديرها / مذاقاً وتشبيهاً بريقٍ ووَجنةِ
إذا عبَّ فيها قابلَتهُ تصفُّحا / فصحَّ لها من وجهه ما استملَّتِ
وقد كان قبلَ اليوم حرَّم وصلها / فحرَّمتها والآن حلَّ فحلَّتِ
فهاتِ اسقِنيها وانسني الناس أنسَهم / إذا اقتطعَتني نشوةٌ بعد نَشوةِ
كأن يد المعروف حسناء حرةٌ / من الفخر كلَّ الفَخرِ إن هي ضنَّتِ
فأما حسِبتَ الجودَ من عثراتِهم / فخذ كلَّ رجلٍ بالمفضَّل زلَّتِ
تجد عدَّةً يَستثقل البخلُ حملها / فإن حملتها راحة الجود خفَّتِ
وكم ضَمنت عنه تباشيرُ وجههِ / نجاحاً لراجيه فوفَّت وأوفَتِ
أضافَ إلى القُربى القريبة مثلها / من الجود واستَغنت به واستقلَّتِ
وكانت صروفُ الدَّهر عندي مقيمةً / إلى أن تولَّى صَرفَها فتولَّتِ
يدٌ تتمنى أن ترى من تُنيلُه / على أنها لم تخلُ مما تمنَّتِ
وكم كسبت مالاً قريباً منالُه / عليها فما استَغنت فجادت فأغنَتِ
أخو نجدةٍ في المكرمات سريعةٍ / يكاد بها يصغي لمن لم يصوِّتِ
رأى الناسُ أسباب العلى فيه سهلةً / فهمت نفوسٌ لم تكن قطُّ همَّتِ
ولم يعرفوا أفكارَه وهمومَه / ولو عَرفوا دقَّت عليهم وجلَّتِ
من أين جئتَ غراماً
من أين جئتَ غراماً / مستطرَفاً ما عرفتُك
على اغترابٍ وعُدمٍ / إرجع فما جاء وقتُك
يا قلبُ لا تدنُ منه / فإن دنوتَ اطَّرحتُك
ثم انجلى لك لا عليكَ ومن
ثم انجلى لك لا عليكَ ومن / بَعدِ التحاسب يُعرفُ الربحُ
والعيد مبتسمٌ إليك كمن / يُطوى على شعفٍ له كشحُ
مستَبشرٌ فَكأنَّه أملٌ / لاقاهُ عند لقائِك النُّجحُ
إذا أنت لم ترعَ البروقَ اللوامحا
إذا أنت لم ترعَ البروقَ اللوامحا / ونمتَ جرى من تحتِكَ الماء طافِحا
غرستَ الهوى بالوصل ثم احتقرتَه / فأهملته مستأنساً ومُسامِحا
ولم تدرِ حتى أينعَت ثمراتُه / وهبَّت رياح الهجر فيه لواقِحا
وأمسيتَ تستدعي من الوصلِ عازِباً / عليك وتَستكري من النوم نازِحا
فأما حديثي كيف قضَّيتُ ليلتي / فإني وجدت الدهرَ سكرانَ طافِحا
فقابلتُ إنساناً بإنسانِ مُقلتي / فألفيتُه في ماءِ خديه سابِحا
فبرح بي لون التباريح واقفاً / على خدِّه من خدِّه ليسَ بارِحا
وفي العذر ما يلقاك أسود حالكاً / يقوم عليه أبيضُ اللون واضِحا
وولَّى وطال الشوق والليل بعده / ووكل طرفي بالطويلين ماسِحا
وماذا على المهموم من طولِ ليله / إذا اعترضَ الهمُّ المُماسي مُصابِحا
وأين يكون المستجدُّ من الضَّنى / وقد شَغلَ الماضي الحشا والجَوانِحا
نوائب لو كانت توالت صروفها / بحيث يراها صالحٌ كنت صالِحا
ولكن خَلت بي حيثُ لا يَبطش الندى / فيُخشى ولا يُصغي إذا قمتُ مادِحا
إلى أن دَعاني جودُه فاستَجرها / ولم أدر من ألقى إليه النصائِحا
فأقبل بي راجٍ من العُرف غادِياً / وولَّى بها ناجٍ من الخوفِ رائِحا
فتىً ينظر الأقوالَ من غير فعلِه / فيُبصر فيها من نداهُ ملامِحا
فمجدٌ يحثُّ القول من كلِّ قائلٍ / إليه وجودٌ يستحثُّ القَرائِحا
وإن أشرقَت ألفاظُه فطروسُه / دجى الليل ما بين النهارين جانِحا
بأرقشَ ماضٍ ما يداوي جريحه / وقد ينشر الموتى ويأسو الجرائِحا
إذا أنا قلت الشعر فيك وجدته / من الشعر ممدوحاً وإن كان مادِحا
فألفيتُهم يستعرضونَ حوائجي / إليهم ولو كانَت عليهم جوانِحا
تحمل لي الثقلَ الذي يستخفُّه / نداك وإن ألقاه غيركَ طارِحا
وكيف وهل يستنهضُ البحرُ للندى / أقلني فإني قلتُ ما قلتُ مازِحا
والدهرُ ليسَ بمُستجيزٍ
والدهرُ ليسَ بمُستجيزٍ / أن تجيزَ على جَريحِ
أوجبتُ من ضجرٍ إلى / نكباته روحي بروحي
حتى إذا أصبحتُ أح / سَبُني طريحاً في ضريحي
ولى فأبرزَ لي مَسي / حاً من يدَي عبدِ المسيحِ
فلأقسمَنَّ الشكر ما / بين المناحِ إلى المنيحِ
لو كنتَ فينا ما عرفتَ ال / مُستميح من المميحِ
إني على الحال العَلي / لَةِ صاحبُ الودِّ الصحيحِ
مازحتُ بالحبِّ ضامر الكشحِ
مازحتُ بالحبِّ ضامر الكشحِ / وأوَّلُ الجدِّ آخر المزحِ
يجرحُني لحظُه فكيف يُدا / وينِيَ إذ لا يرى فم الجرحِ
فخُذ حديثي واسأل فإنك إن / تسأل تجِد مدخلاً إلى الشرحِ
لمحتُه فاستثرتُ كامنةً / أسرع في قيلها من اللمحِ
ورمتُ عنه لا يستقلُّ ولا / يبرح بي لاعجٌ من البرحِ
قد انتقلتُ الطريق وانتقلَت / عادة رجلي في النقلِ والطرحِ
وطال ليلي والشوقُ أطولُ بي / إلى شبيهٍ بالصبح لا الصبحِ
وأنت فيما زعمتَ تنصحُ لي / تهوى ويأتيكَ مثل ذا النصحِ
إن كنتَ لا بدَّ لائماً أحداً / أحب شيئاً فلُم أبا الفتحِ
لو كانَ يصحو من المكارم في / وقتٍ لكانت سماؤه تُصحي
سبحان من أنبتَ العُلى قصباً / في قلمٍ مرةً وفي رمحِ
وخصَّهُ منهما بمُختَصرٍ / يبعدُ تأثيره مِن القُبحِ
إن أنتَ لم تَعدُ لي على الزمن ال / عادي فلم تقضِ فامضِ في الصّلحِ
والحَق فلم يبقَ للنوائب بع / دَ القَرح إلا نكايةُ القَرحِ
وأخٍ مسَّه نُزولي عليه
وأخٍ مسَّه نُزولي عليه / مثل ما مسني من الجوع قرحُ
قيلَ لي إنه جواد كريم / والفتى يعتريه بخل وشحُّ
بتُّ ضيفاً له كما حكمَ الده / رُ وفي حُكمه على المرء قبحُ
فابتَداني وقالَ وهو مِن الكُر / هِ والهمِّ طافحُ ليس يَصحو
لِم تغرَّبت قلت قال رسول ال / لَهِ والقول منه نصحٌ ونجحُ
سافِروا تَغنَموا فَقالَ وقَد قا / لَ تمام الحديثِ صُوموا تَصحُّوا
ملتَمساً صلح الليالي ومن
ملتَمساً صلح الليالي ومن / ما بيننا بعد من الصلحِ
لا فجرَ يتلوهنَّ لكنَّني / أنقلُ من جُنحٍ إلى جُنحِ
آليتُ لا استعديتُ إلا فتىً / أعدى عليهنَّ من الصبحِ
آراؤه مشتقَّة بالندى / فيهنَّ من رأي أبي الفتحِ
يُغني إذا استغنى بتلويح ما / يشكو عن التصريح والشرحِ
نِسبتُه في وجههِ لم تزل / تبشِّرُ الآمالَ بالنجحِ
يُحسبُ سكرانَ إذا كفُّه / سحَّت فما يَصحو ولا يُصحي
كل ذا مطلٌ ويأسٌ
كل ذا مطلٌ ويأسٌ / أم رجاءٌ ونجاح
ما على المضروب إن صا / حَ أبا عمرٍو جُناح
ليتَ الهوى كان علةً تُعدي
ليتَ الهوى كان علةً تُعدي / من يدنُ مني يصِبهُ من وجدي
ليَستوي العاذلونَ في ضرر ال / عِلَّة والظاعنونَ في البعدِ
لئن تولَّوا فليسَ بي رمقٌ / أحسّ فيه بفجعةِ الفَقدِ
ولا تقل كيف أنتَ بعدهُم ال / يومَ فقد صار بعدهم بُعدي
والشادنُ المستقلُّ في أولِ ال / ظَعنِ هو المستقلُّ ما عندي
عجبتُ فيما عجبتُ من شفةٍ / ظامئةٍ ضمَّها على وِردِ
ومِن جفونٍ بضعفِها قويَت / والسقم يُعدي واللَّحظُ يَستعدي
وسارَ يستصحبُ المحاسنَ لا / يتركُ إلا الوفاءَ بالعهدِ
فاعترضَ الدهرُ في نوائِبه / يَجلو همومَ الهوى بما يُصدي
يَجلو شديداً أشدُّ منه وكم / تليت شداً يلينُ في شدِّ
حتى إذا أنجُم العُلى طلعَت / في فلكٍ سَعدُهُ أبو سَعدِ
ألقَت شِهاباً لكلِّ نائبةٍ / فما يُردى إلا لكي يُردى
أجرامُها المكرماتُ والمننُ البي / ضُ تَوالَت سوابقَ الوعدِ
خلائق كلَّما لمعنَ سرى / كلّ كريم بهنَّ يَستهدي
وهمَّةٌ تركبُ السّماكَ ولا / تبرحُ في الأرض مع ذوي القصدِ
رأى العلى والندى قواعِدها / فليس يبني إلا بما يُسدي
كأنه كلما مضى قلم / في يده إذ يُعيدُ أو يُبدي
يكتبُ بالأملس المثقفِ أو / بأملسِ المتنِ قاطعِ الحدِّ
وإن جرى حادثٌ جرت يده / يلحقُ فيه اليراعُ بالجردِ
في حلبةٍ لونُها كلون أيا / ديه إلى أن تصيرَ كالبردِ
يريكَ فيها نظامَ خاطِره / مفصلاً من قلائِد المجدِ
وما المساعي في الجود راجيةً / إلا دواعي الثناءِ والحمدِ
يَرمي فلا أتحيَّدُ
يَرمي فلا أتحيَّدُ / وأقولُ ما يتعمَّدُ
فأقيمُ عذركَ عند عُذ / ذالي وعذرُك يَقعُدُ
ونحسُّ منكَ وساوساً / أفماردٌ أم أمرَدُ
لا تبعُدنَّ فما بعِد / ت بل المفارق يبعَدُ
قالوا الجهاد فقلت ما / خَلفي أشدّ وأجهَدُ
خلَّفتُ خلفيَ مقلةً / كاساتُها تتردَّدُ
إني لأشربُهنَّ والس / ساقي بهنَّ يُعربدُ
وإذا خَمِرتُ فعندَه / بردٌ به أتبرَّدُ
والعَودُ أحمدُ لي ول / كن عاقَ عنه محمدُ
بخلائِق يُنسى لرق / قَتها الحبيبُ المسعدُ
وندىً غدا بئسَ الخَلي / طُ له ونعم المقصدُ
حملت يداه لجوده / ما ليس تحمله يدُ
والمَكرُمات كأنها / من كفِّه تتولدُ
علماً بأنَّ المال يف / ني والثناءُ مخلدُ
عن عادةٍ سلفت ولل / إنسانِ ما يتعودُ
وأبو المعالي منكر / وأبو المعالي يشهدُ
ليكن عقابكِ لي بحسب تجلدي
ليكن عقابكِ لي بحسب تجلدي / لا بالنوى فضعيفةٌ عنها يدي
جهِل الوعيد فراع لي قالت كذا / جهلُ الوعيد بحيث حكم الموعدِ
قل للرسوم محت مالمَها النوى / بيدِ الصبا فكأنها لم تُعهدِ
أبكى فؤدي في ذراك وناظري / من كان ينزل منهما في الأسودِ
وغريرةٍ مغرورةٍ بجمالها / وتظنُّ أن المنتهي كالمبتدي
وإن اعتدى اليوم الزمان لها على / أهل الهوى فغداً عليها يعتدي
سهِدت لتبعثَ من سهادي قاطعاً / عن طيفِها وافى رسولكِ فارقُدي
وغدت تناكرني الهوى من بعد ما / اعترفت به زمناً فقلت تقلَّدي
ليس التناصفُ في الهوى إلا الذي / بين العلى وعليٍّ بن محمدِ
لا بين بينهما ولا متشرقٌ / برسالةٍ غير الندى والسؤددِ
قاضٍ تُرى الأيام قاضيةً له / أبداً تروح بما يحبُّ وتغتدي
يلقاكَ بالخُلق الرضي مصاحبَ ال / جودِ السني مقارب الوجه الندي
فاعذر أبا حسنٍ حسودَك إنها / لمناقبٌ قامت بعذر الحُسَّدِ
ضَلَّ العُفاةُ التابِعونَ ظُنونهم / ولأتبعنَّ الظنَّ فيك فأهتَدي
لما رأيت علو همك قلتُ ذا / مجدٍ وخلقك قلت هذا مجتدي
فلأنتَ أولى أن تكون المقتدى / أبداً بحسن فِعاله لا المُقتدى
وأرى من الأضحى ومنكَ عجائباً / كلٌّ أراه معيداً لمعيِّدِ
قل لي فأيكما يُهنى دلني / فلقد ضللتُ عن الطريق الأرشدِ
من يسأل الطرف المسهَّد
من يسأل الطرف المسهَّد / ما باله يجني ويسهَد
يبكي فألبس كلَّ يو / مٍ بُرقعاً منه مجدَّد
بين المعصفر والمسي / يَر والمسهم والمعضَّد
لا أستطيع أردُّه / عن ذلك القلب المصدَّد
فأنا المولَّد في الهوى / أو فالهوى مني تولَّد
ولربَّ أهيفَ جر أه / يَل حين قام وماسَ أملَد
فسبى بذلكَ واستبا / حَ وما تجاوزَ ما تعوَّد
لما اقتَفى أثر الملا / ح فدانَ دينهم وقلَّد
كل يزهدُني وير / غَبُ وهو يرغبني ويزهَد
إني لأعجبُ منك تف / علُ ما تذمُّ به فتُحمَد
وأراك تملكُ ما ملك / تَ من القلوب وليس تُحسَد
نصلَ الشبابُ مسارعاً / فكأن أسوَدَه مسوَّد
وكأنما المعهودُ منه / من المسرة كان معهَد
لو كان مما كان في / كفِّ الأمير أبي محمَّد
ماذا تظنُّ به أين / فَدُ في الندى أم ليس يَنفَد
ما عند زائرِه من ال / أمثالِ إلا العَود أحمَد
فكأنَّ بيت عطائه / من كثرةِ الزوارِ مَشهَد
يتزوَّد الغادي إِلَي / هِ بفضل ما عنه تزوَّد
ما في حَميلته كما / في غِمده مما تقلَّد
لكن ذاكَ يسلُّ أح / ياناً وهذا ليسَ يغمَد
قطعَ الحديثُ عن الأكا / رِم ثم صار إليه يُسنَد
وبذكره أبداً يُكَر / رَرُ بيننا وبه يُردَّد
للَه أنت ومرهف ال / حدَّين في الحيين مفرد
وأقبّ من خلف السوا / بِقَ مُجفر الجنبينِ أجرَد
ومثقفٌ سبطُ الكعو / بِ إذا ركِبت به تجعَّد
عَلِقَ النجيع به فصا / رَ كأنه شطَنٌ معقَّد
وكتيبةٌ لمعت فأب / رق جَوُها وجرت فأرعَد
رجَعت فأنت لِواؤها / لا ما رأيتَ عليك يُعقَد
أنكروها غَوايةً من رشيد
أنكروها غَوايةً من رشيد / فغَدوا يهتفون بالتفنيدِ
ولقد صيِّر الوفاء من الغد / رِ فكان الوفاءُ غدرَ الجودِ
أيُّها المرتقي إلى ذِروة ال / مَجد بعزمٍ مستفرغ المجهودِ
قف فلم يبقَ من يُماريك فيها / حصل الصاعدون تحت الصعيدِ
وتَماديتَ في العلوِّ ارتفاعاً / فادنُ منا تنلك أيدي القصيدِ
قال قومٌ بالعلم فيك وقومٌ / تبِعوهم في القول بالتقليدِ
يشهد الناسُ بعضهم عند بعضٍ / كلّ يومٍ بفضلكَ المشهودِ
ولقد كان في المكارم قومٌ / أخذوها بيضاً وجاؤا بسودِ
بعد ثقلٍ تحمَّلوهُ لكي تع / مُرَ أبوابُهم بوفد الوفودِ
ما بال همك لا يزيدُ
ما بال همك لا يزيدُ / والليلُ نتّاجٌ ولودُ
أتراكَ تقتلُ بالمُدا / مَة مثلَ ما يجني الصدودُ
إن كانَ ذاكَ بذا فعَي / شُك بينَ ذاك وذا حميدُ
ومعلقاتٍ بالخدو / دِ تظلَّمت منها الخدودُ
إن حاصَرَتها بالعيون / فما لها عنها محيدُ
واللحظُ موقعُه على / ما رقَّ رقَّتها شديدُ
أوَ ما تَرى في السودِ بي / ضاً مذ بدت في البيضِ سودُ
يظهرنَ بهجتَها وهن / نَ لسترِ بهجتها يريدوا
وطريح حانوتٍ ترا / هُ كأنَّما فمُه وَريدُ
ذي أربعٍ قامت بغي / رِ جنايةٍ فيها حدودُ
زرناه كالمتوجعين / وليس يعلمُ ما نريدُ
نُخليه من دمِه وحي / نَ يعود مملوءاً نعودُ
عجباً لصاحبه يرا / نا قاتليهِ ولا يُقيدُ
لكنَّها ديةٌ نؤد / ديها ويُخلفُها فريدُ
سبطُ الخليقةِ واليَدَي / نِ وكلُّ جعدٍ لا يسودُ
وإذا يذودُ الناسُ عن / أموالِهم فبِها يذودُ
وبكلِّ أجردَ تحتَ أش / وَس فوق صَهوته يميدُ
ويهزُّ عِطفَيه كما / يهتزُّ بعد الريِّ عودُ
نشوانُ من كأس الكري / هَةِ وهو منها مستزيدُ
يَرتادُ سَكرتهُ وسك / رتُه على الساقي يعيدُ
ويعدُّ هَمهَمة الكُما / ةِ من النَشيد فيستعيدُ
تلك المناقبُ أصبحَت / وأبو الوحيد بها وحيدُ
لا يسبقُ الوعدُ الندى / والبأسُ يسبقهُ الوعيدُ
إني سرقتُ إليكَ نف / سي والخطوبُ معي شهودُ
وهي القوافي ربما ات / تَفقَت وتختلفُ النقودُ
والشعرُ ما طالَت معا / نيه وإن قلَّ النشيدُ
ولقد نصحتُ عليكَ إذ / حلَّت بساحتِك الوفودُ
قلتُ البَثوا لا تسألوه / فليس يلبثُ أو يجودُ
أرأيتَ إن أخذ الغرام على يَدي
أرأيتَ إن أخذ الغرام على يَدي / أن أنتهي في حبهنَّ وأبتَدي
أيكونُ لومُك عند ذلك نافعي / أم مانعي أم مصلحي أم مفسدي
وأغن يقطر ماءُ خدَّيه ندىً / لو كان يَندى صاحبُ الخد الندي
يَغدو وفي نظراته سنةُ الكرى / أيكونُ أولى بالرواح المغتَدي
أبصرتُه ما تستقلُّ جُفونُه / فعجبتُ من قطع الحسام المغمدِ
ولقد رأى الضرب الدارك مكذباً / ذاك الفتورَ فأتقي بتجلُّدي
بئسَ المجنّ وبئسَ ما حملت يَدي / يوم اللحاظِ الضاربان الأيدِ
طال الوقوف على صفاءِ مودة / تُرجى وتُطلب من صفاةِ الجَلمدِ
وتول عنه مجانباً وتولَّني / لك صاحباً واشرَب وسق وغرِّدِ
كأساً إذا جُليت علينا في الدجى / لم يبق منه غيرُ صدعٍ أسودِ
وتظنُّها دارت عليكَ وإنما / دارت على نوبِ الزمان بمرقدِ
شيء تخصُّ به وكيفَ وإنما / هو من خلائق أحمد بن محمدِ
يَلقى الخطوبَ مصرعاتٍ حوله / والدهر يندبُها فيبكي حُسَّدي
وتراه بين لقائه وعطائه / ما بين مستبقٍ إلى مُستَنفدِ
وإذا الفتى اختار البقاء على الفنا / فهنالِكَ المجدي يكون المجتدي
نقلت مكارمُه الندى عن هيبه / عرفت لنا بالحاتميّ الأحمدي
وتشابهت أفعالهُ في حُسنها / والغانياتُ وزِدنَ صدقَ الموعدِ
ولدت رئاستُه الرئاسَةَ مولداً / عُرفت طوالعُه وإن لم تُرصدِ
جمعَت له الأفلاكُ بين سعودها / ودنَت إليه وكان سعدَ الأسعدِ
فإذا ترنَّم راكبٌ بحديثه / ملأ الفلاةَ بمثل ما ملأَ الندي
من فضل هذا اليوم أن أصبحتُما / تَتَشابهان معيداً لمعيِّدِ
لو لم تكن في كل عام مفرداً / ما كان مشتبهاً بهذا المفردِ
سقياً لأيامٍ أزورُك راغباً / فيها ويعرفُ من سواك تزهُّدي
فيكَ اهتدى من ضلَّ عن طُرق الهُدى / حتى إذا ناواك ضلَّ المُهتدي
سل الظعنَ هل من نظرةٍ تستَزيدها
سل الظعنَ هل من نظرةٍ تستَزيدها / لزادك أم من وقفةٍ تستَعيدُها
وإلا فدع شيئاً هناك تُريده / لأشياءَ تأتي بعدَه لا تريدُها
وقد كنت تعتدُّ الهوى أمس نعمةً / وها أنتَ تبكي والبكاء جُحودُها
وظمياءَ إلا من دمي أفلا فتىً / يحلِّئُها عن وِردِها ويَذودُها
لها شفَةٌ تشكو برقَّتها الصدى / وحمرتها تنبيكَ كيفَ ورودُها
من الوحشِ أعيت أن تَرى من يَصدُّها / عن الفتكِ فضلاً أن ترى من يَصيدُها
إذا اختلَست باللحظ وافتَرست به / فلا عجبٌ سود العيونِ أسودُها
رأت طمعي فيها فأمست وأصبحَت / مواعيدُها من مثله وعهودُها
وكم أتناساها وللراح نشوةٌ / تذكِّرنيها ما لها جفَّ عودُها
ورُدَّ على شيطانها كيدُه بها / فأصبحَ من غيظٍ عليها يَكيدُها
وقام عليها ثائرٌ بعدَ ثائرٍ / بتلكَ العقولِ الخالياتِ يقيدُها
ودالَت عليه دولةُ الحقِّ والذي / سعى سَعيها حتى أقيمَت حدودُها
وسُدَّت به أطرافُها وثُغورُها / وشُدَّت به أركانها وعقودُها
فصحَّت لها أسماؤه وصفاتُه / مباركها وعزُّها وسعيدُها
خليلُ الردَينيَّاتِ لولا عقوقه / يبيد بها أعداءه ويبيدُها
ومازال معتاداً لخيلٍ يسوقها / إلى حيث لا يُدرى بخيلٍ يقودُها
وتسفرُ بيض الهند عن مثل وجههِ / إذا اشتَبَهت بيض الوجوه وسُودها
يفتشُ عما في القلوب بحدِّها / فتبدو على تلك الشِّفار حقودُها
وإن ضُربَت يوماً من النقع خيمةٌ / وطالَ على الأبطالِ منها ركودُها
تنادَوا وهُم أوتادها كلُّ واحدٍ / له طنبٌ منها وأنتَ عمودُها
وكم من يمينٍ أقسمَ الدهرُ أقسمَت / على حسنِها تلك اليمين وجودُها
يفيضُ نداه كل يوم سحابةً / صواعقها من بأسه ورعودُها
وتبقى بقاء الصيف عند عفاتِه / سيولُ العطايا بينهم ومُدودُها
لك اللَهُ ما دامت كماةٌ تجرُّها / لكسبِ المعالي أو كرامٌ تَسودُها
وما سَرحَت بالقول فيك قصيدةٌ / يسوق إليك السامعينَ نشيدُها
ومادام في الدنيا لها من يقولُها / ويسمعُها منه ومن يَستجيدُها
فكلٌّ أراه مستفيدُك نعمةً / لإحدوثةٍ من بعده يستفيدُها
دار ما دار بيننا وتردَّد
دار ما دار بيننا وتردَّد / والهوى من حديثه يتردَّد
وافترقنا ولم أنم وأنا أذ / كرُ بعد السهاد ما يتجدَّد
فانتظِرني أقل وأنتَ مع النا / سِ تراني كما أقولُ وتشهَد
وألدِّ الخصام أحوى أحم الط / طَرفِ ألوى أغنَّ أهيف أغيَد
مر بي نافراً من الصيدِ إلا / أنَّه في نفورِه يَتصيَّد
بأبي أنت كيف صرت من الوح / شِ نفاراً وأنت فينا مُولَّد
نفعت صحبةُ الهوى بالتجاري / بِ فسهلٌ على الفتى ما تعوَّد
فاسقِني مثل ما سقاني بعَينَي / هِ حَنيفيَّةً عن الشيخِ تُسنَد
بنت نارٍ أخذتها عنه بالنق / لِ وقلَّدتُ شيخها ما تقلَّد
وبهذا نصرتها حين ناظر / تُ عليها المبارك بنَ محمَّد
قلت بالرأي والقياسِ ولكن / كان رأيُ القاضي السروجيِّ أحمَد
وهو مما احتَسَبتُه من أيا / ديهِ وعدَّدتها وكيفَ تُعدَّد
طالما جاد لي وظنَّ بأن ال / جودَ يَبلى مع الزمانِ فجدَّد
بيمينٍ طالت وكم يضربُ ال / أيامَ عني بها وكم يتجلَّد
أحسنَ الفعل بي فأحسنتُ قَولاً / فاشتبَهنا فقيل جاد وجَوَّد
وإذا اعتدَّ كل بانٍ من المج / دِ على الناسِ بالقَصيرِ المعدَّد
ظلَّ يبني ولا يحدّ ارتفاعاً / واتساعاً وكل بيتٍ يحدَّد
إن أنا قلتُ قلتُ ما يفسِد النا / سَ أقاويلَهم إذا كان ينشَد
أبسطُ التيه والدليلُ قليلٌ / في طريقي وربَّما ليسَ يُوجَد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025