المجموع : 168
يا خيرَ مَولىً بِنَدى كفِّهِ
يا خيرَ مَولىً بِنَدى كفِّهِ / قَد أَصبَحت مصرُ كَرَوضٍ مَطير
فُقتَ الوَرى في الفَضل أَو سُدتَه / فَحَبَّذا الفَضلُ وَنِعمَ الأَمير
وَخَصَّك اللَهُ بما تَرتَضى / مِن سُؤدُدٍ مَحضٍ وَمُلكٍ كَبير
وَزانَ أَيّامكَ حتى غدت / خالاً على خدِّ الزَمانِ النَضير
وَصاغَ أَخلاقَكَ تُزرى بِأز / هارِ الرُبا طيباً وَنَشرِ العَبير
بُشرى فَأَعتابُك قد أَمَّها / عيدٌ بِأَنواعِ الأَماني بَشير
طالِعُه يُمنٌ وَتاريخُه / توفيقُ عيدُ الفِطر باهٍ مُنير
مولايَ إنّ الزمانَ صافٍ
مولايَ إنّ الزمانَ صافٍ / وَالعيدُ في حُسنهِ كبيرُ
فَاِجتَل بشرَ الزمان نَضراً / فذاكَ رَوضُ المنى نَضيرُ
وَاِهنَأ وَقل لِلزَمان أَرِّخ / تَوفيقُ عيدُ الفِدا بَشيرا
شوقٌ يَهيّجه نَواك
شوقٌ يَهيّجه نَواك / وَجَوىً يؤجِّجه هواك
كَم ذا أَراك تَميلُ عَن / مُضناك يا غصنَ الأَراك
وَتَسومُنى صَبراً وَصب / رى عنك أَقتَلُ من جفاك
صَيَّرتَ بُعدَك من مُحِبِّ / كَ بُعدَ وَعدِك من وَفاك
يا فِتنَةَ العُشّاق حَس / بُ الناس ما جرّت يداك
وَكفاك ما صَنعت بَأر / بابِ الصَبابَة مُقلَتاك
أَنت النَعيم فما لَقا / بي لَيسَ يَسلَم من أَذاك
إِنّي وَإن بالَغتَ في / هَجري وَآلَمني قِلاك
أَصبو إِلَيك إذا النَسي / مُ سَرى يمثِّل لي شَذاك
أَو دارَت الكاساتُ بِالصَه / باءِ تُخبِر عن لماك
وَأَعُدُّ قربَك مُشتَها / يَ وَغايَتي القُصوى رِضاك
عِش يا أَبا العَبّاس وَاِب / لُغ ما يَسُرُّك من مُناك
وَاِستَقبِل الأَيّامَ ضا / حِكَةَ المَباسِم عن هَناك
وَاِحكُم تَجدها بِالذي / تَهوى ملبِّيَةً نِداك
أَنتَ الذي أَلبَستَها / حُللا تُطرِّزها حُلاك
لمَ تُبقِ فَضلةَ مَفخَرٍ / يُزهى بِبَهجَتِها سواك
وَسَموتَ حَتّى ظُنَّ أَن / لكَ حاجةٌ عند السِماك
يا قَصرَ رأسِ التين با / لَغَ في جَمالِك مَن بَناك
مولايَ قد حَشَدَ المَفا / خرَ وَالمَآثرَ في ذَراك
وَكَسَتكَ أَنواعَ المَحا / سنِ أُسرةٌ سكنوا حماك
فَغَدَوتَ بَين مَعاهِدِ الدُنيا / فَريداً في بَهاك
مَولايَ إِنَّ اللَه خَصَّ / كَ بِالمَكارم وَاِصطَفاك
فَاِهنَأ بِعيدٍ أَكبَرٍ / هنّاه عيدٌ من لِقاك
أَيّامُه الزَهراءُ تَر / فُلُ في ثِيابٍ من سَناك
وافَتكَ مُعجبةً بما / عَقَدَ القلوبَ على وَلاك
من حكمَةٍ ما زال يَج / لوها على الدُنيا نُهاك
وَعدالةٍ جلَّ الذي / لِقَويم مَنهَجِها هَداك
نَجلاك يِاِبن الأَكرَمي / نَ إلى العُلا تَبِعا خُطاك
عَلِما بِأنّ رِضاك في / أَن يُشبِهاك فَأَشبَهاك
فَاِهنا فَقد حقَّ الهَنا / ءُ بِذا وَطِب عيشا بِذاك
وَاسعَد بعيدٍ سَعدهُ / في كلّ عامٍ أَن يَراك
مُتمتِّعاً بِالعِزِّ وَالتَ / أييدِ مَنصورا لِواك
شُكراً على ما بدا من صِدقِ وُدِّكُم
شُكراً على ما بدا من صِدقِ وُدِّكُم / فَإِنَّني من صَميم القَلب مَمنونُ
وَاللَهِ ما بِعتُكم حُبّا بِغَيرِكُم / وَلو فعلتُ إذاً إِنّي لِمَغبونُ
وَإِنَّما قد قَضى أَمرُ المَليك بذا / وَكلُّ عبدٍ بِأَمر المَلكِ مَرهونُ
وَبعدُ فَالقَلب إِن أَجسامُنا اِفتَرَقَت / مقيَّدٌ بحبال الوُدِّ مَقرونُ
فَأَسأَلُ اللَهَ إِبقاءَ الهناءِ لكم / إِنَّ الهناء بحمد اللَهِ مَضمونُ
يا أُلى الفَضلِ وَالكَمالِ وَيا قُرَّ
يا أُلى الفَضلِ وَالكَمالِ وَيا قُرَّ / ةَ عينِ الوَفا وَعينِ الودادِ
بِالذي زانَكم وَميَّزَكُم بِال / عِلمِ وَالحِلمِ وَالهُدى وَالرَشادِ
أَنصِفوني من لُطفِكُم فَلَقَد غا / دَرَني راحِلا بِغَير فُؤاد
وَاِحفَظوا عهدي القَديمَ فَإني / حافظٌ عهدَكم بِرَغم البِعاد
فَإِذا قَرَّبَ النفوسَ اِئتِلافٌ / هان عِندي تفرُّقُ الأَجسادِ
مولايَ قد وافى حِماك مهنِّئا
مولايَ قد وافى حِماك مهنِّئا / عامٌ يُصاحِبه الصَفاءُ رِفيقا
يُهدي لِسُدَّتِك الكَريمة كلَّ ما / تَهوى كما يُهدي الصَديقُ صَديقا
فَاِهنَأ به فَالسَعد قال مؤرِّخا / عامٌ يبشِّر بِالهَنا توفيقا
أهجُرِ النَومَ في طِلابِ العَلاءِ
أهجُرِ النَومَ في طِلابِ العَلاءِ / وَصلِ الصُبحَ دائِباً بِالمَساءِ
وَالتَمِس بِالمسير في كل قُطرٍ / رُتبةَ العارِفين وَالحُكماءِ
إِن غَضَّ الشَباب فَقَّهَهُ التَر / حالُ شَيخٌ في أَعيُنِ العُقَلاءِ
وَمُقامُ الحُسامِ في الغِمدِ يُزري / بِالذي حازَ مَتنُه من جَلاءِ
فَدَعِ الغِمدَ يَبدُ لِلعَينِ مِن فَض / لِكَ ما كانَ في زَوايا الخَفاءِ
إِنَّ أَمضى الرِجال مَن كانَ سهماً / نافِذاً في حُشاشَةِ الغَبراءِ
وَاللَبيبُ اللَبيبُ مَن دارَ في الأَر / ضِ لِعلمٍ يناله أَو ثَراء
إِنما الأَرضُ وَالفَضاءُ كِتابٌ / فَاِقرَأوهُ معاشِرَ الأَذكِياءِ
وَاِقرِنوا العِلمَ بِالسُرى رُبَّ علمٍ / لم تَحُزهُ قَرائِحُ العُلَماءِ
وَأَطيلوا ما كانَ من قِصَرِ العَي / شِ بحَثِّ الرِكابِ في الأَنحاءِ
وَطَنُ المَرءِ مَهدُه وَبَقايا ال / كَونِ بَيتٌ له رَفيعُ البِناءِ
وَمَعيبٌ أَن تَصرِفَ العُمرَ في المَه / دِ وَتَنسى البَيتَ الوَسيعَ الفِناءِ
هذه الفُلكُ يَستَحِثُّ خُطاها / هَزَجُ الريحِ في صحارى الماء
كَم أَطالَت مدى الرَحيل وَوالَت / هُ فعادَت بِالخَير وَالسَرّاءِ
وَهلالُ السَماءِ يَزدادُ نوراً / كلَّما خاضَ لُجَّة الظُلماء
لَو وَنى عَزمهُ لما فازَ بِالقِد / حِ المُعَلّى في القُبَّةِ الزَرقاء
خُلِقَ المرءُ لِلتَنَقُّلِ في الأَر / ضِ وَلِلسَعيِ لا لِمَحضِ الثَواء
فَتَحَرَّك بِحُكم طَبعِك أَو كُن / حَجرا في مَجاهلِ البَيداء
حَبَّذا رِحلةٌ تُمَثِّلُ تَمثي / لاً مزايا الأَسفارِ لِلقُرّاء
قد أَجادَت فيها يَراعةُ مُنشي / ها اِختِيارَ الأَخبارِ وَالأَنباء
فَأَجِل في جَمالِها نَظراتٍ / فهيَ بِكرُ الآدابِ وَالإِنشاء
وَتَفَهَّم حديثَها ثم سافِر / ليس مَن يَسمعُ الحديثَ كرائي
بِعلاكَ يَختال الزَمانُ تَبَختُرا
بِعلاكَ يَختال الزَمانُ تَبَختُرا / وَبِقَدرِكَ الأَسمى يَتيه تَكبُّرا
وَمَفاخِرُ الآباءِ زِدتَ جَمالَها / كَالرَوضِ حيّاه الرَبيعُ فَنَوَّرا
حَسبُ الديار ديارِ مصرَ إِذا دَجى / ليلُ الخُطوبِ بحُسنِ رأيك نَيِّرا
وَكَفى الرَعِيَّةَ أَن يَقوم بِرَعيها / مَولىً يَلَذُّ بِأن تَنامَ وَيَسهَرا
لِلمُلكِ سَيفٌ منك أُحكِمَ صَقلُه / وَبدت بِمَتنَيه خلالُك جوهرا
شَهدَت سيوفُ الهند حين رَأينه / أَنَّ السُيوفَ بِمصرا أَكرمُ عُنصُرا
وَغَدَت تُقِرُّ بِأَنَّ ماضي حدِّه / قد رَدَّ باتِرَها المُصَمِّمَ أَبتَرا
عَبّاس فَد سُستَ البِلادَ سِياسَةً / سيحدِّثُ التاريخُ عنها الأَعصُرا
أَنفَذتَ حُكمَك بادِهاً بمسائِلٍ / دَقَّت على الحكماء أَن تُتصوَّرا
طَرِبت لحِكمتِها الشيوخُ وَأَذعَنت / فَلو أَنَّ رَسطاليسَ ثمَّ لكبَّرا
زَيَّفتَ قول المُرجِفين مبيِّنا / لِلحَقِّ نَهجا كاد أن يَتَنكَّرا
وَبَنيتَ سدّاً من ذكائك دونهم / فَأَرَيتَنا يَأجوجَ وَالإِسكِندرا
يا صاحبَ النيل الذي جرَّت به / مصرٌ على البُلدان ذَيلا أَخضرا
حَقَّتَ آمالَ البِلادِ وَجُزتَها / شَأواً وما جُزتَ الشبابَ الأَنضَرا
رامَتكَ شِبلا كي تُعِزّ عَرينَها / فَأَبَيتَ إِلّا أَن تَكون غَضَنفَرا
هِمَتٌ إِذا مَدَّت لِمفتخَرِ يَداً / لا تَرتَضى إِلّا الأَعزَّ الأَكبرا
وَعزيمَةٌ مَيمونةٌ لو لامَسَت / صَخرا لعادَ الصَخرُ رَوضاً أَزهرا
لِلَّه كيف رَكَضتَ في طرُق العُلا / فَقَطَعتَها حينَ المجوِّدُ قَصَّرا
لو أَنَّ غيرَك سالِكٌ هَضَباتِها / وَرأى مجاهلَ سُبلِها لتَعثَّرا
لكنَّ جَأشَك لا يمكِّن مَنهَجا / يُفضى إِلى العلياء أَن يَتَوَعَّرا
يا لَيتَ أَصلاً أَنت خيرُ فروعِه / يوماً يُرَدُّ إلى الحَياة لِيَنظرا
وَيراكَ تَبني المجدَ مثلَ بنائه / وَتَذودُ عن حَوض الجُدودِ مظفَّرا
وَتُحَيِّر الدُنيا بِسيرَتك التي / قَد سارَها قِدماً فَأَكبَرَها الوَرى
يِاِبنَ الذين سَموا لأَبعدِ غايةٍ / فَتَسَنَّموا القُنَنَ الشَوامخَ وَالذُرا
عَزِّز بناءهم الذي قد وَطَّدوا / تَشكَر وَشيِّده يَشِد لك مفخَرا
وَتَولَّ تَذليلَ الصِعابِ فإنَّها / مرهونةٌ حتى تقول وَتأمُرا
إِن الذي جعل العزائِم بعضَ ما / أوتيتَ قَدَّرَ أن تُعانَ وَتُنصَرا
لم يَخلُق اللَهُ الشَهامةَ في امرىءٍ / إِلّا لخير قد أَراد وَدبَّرا
وَمُغالِبُ العَقَباتِ حَتماً غالبٌ / إِلّا إذا اطَّرَحَ الثَبات وَأَقصَرا
بُشرى فَشهرُ الصَوم أَقبَلَ باسماً / يُهدى إليك من السلام الأَعطَرا
وَيُثيبُك الأَجرَ المُضاعفَ راحِلا / إِذ كنتَ أَفضَلَ من يُثاب وَأَجدَرا
شهرٌ كما زِنتَ الإِمارةَ ناشِرا / فينا لواءَ العدل زانَ الأَشهُرا
لِلَّهِ درُّ نَداكما فَلَقَد جَرَت / أَيّامُه أَجراً وَكفُّك أَبحُرا
بُشراك بِالعيدِ السَعيد فَإِنَّه / قد أَمَّ بابَك راضيا مُستَبشرا
وَرأى بناديك البهيِّ مهابةً / كَتبت على جنَبات عرشِك أَسطُرا
وَاهنَأ فَإنَّ لنا هناءً طيِّبا / في أَن تُسَرَّ به وحظّاً أَوفَرا
خَبِّري القَومَ يا سميَّةَ إِسكَن
خَبِّري القَومَ يا سميَّةَ إِسكَن / دَرَ يا رَبَّةَ النُهى وَالذَكاءِ
هَل لوجهِ الأَنيسِ بعد احتجِابٍ / من سُفورٍ في عالَم الأَدباءِ
فَنَرى فيه كلَّ بحثٍ جديدٍ / يَقِفُ الحقَّ في صُفوفِ النِساء
إِنَّ لِلغانِياتِ حقّا عَلينا / ليس يَخفى إِلّا عَلى الجُهلاءِ
فاِجمَعي جيشَهنَّ حَولَكِ إِن شِئ / نَ طلابَ الحقوقِ حَولَ لِواءِ
وَاِبعَثي من ضياءِ فِكركِ في النا / سِ سَفيراً مسدَّدَ الآراء
وَاِفتَحي بابَ كلِّ بحثٍ بِلُطفٍ / إِنَّما اللُطفُ عُدَّةُ الحَسناء
إِن تُعارِض بكِ الرجالَ نساءٌ / عارَضتهم بالحُجَّةِ البَيضاء
إِنَّ لَلفُضلَياتِ في كلّ عصرٍ / أَثرا في خَواطِر الفُضلاء
أَشَوقي لقد نِلتَ ما تَشتَهي
أَشَوقي لقد نِلتَ ما تَشتَهي / بِفَضلِ أَميرٍ رَفيعِ الذُرا
وَمن كانَ مَمدوحُه في السَماء / تَسَنَّمَ مَتنَ السَنا مِنبَرا
أَيُّها الناطِقونَ بِالضاد هذا
أَيُّها الناطِقونَ بِالضاد هذا / مَنهَلٌ قد صَفا لأَهلِ الضادِ
ذا كتاب تجاوَرت كلماتٌ / فيهِ كانَت مِن قَبلُ كَالأَضدادِ
أَلَّفَت بينَها أَواصرُ معنىً / خَفيَت أَعصُرا على النُقادِ
جَفوةٌ عولِجَت فعادَت وِئاما / وَهوىً طَوعَ خاطرٍ وَقّادِ
أُخَيَّ هذا هو القاموس مختَصَرا
أُخَيَّ هذا هو القاموس مختَصَرا / ضَمَّت صحائِفه في طَيِّها عَجَبا
يجاوِرُ اللَفظُ فيه اللَفظَ يَنفحُه / معنىً يكون له إِن ينتَسِب نَسَبا
طالِبَ الحكمَةِ خُذها جملَةً
طالِبَ الحكمَةِ خُذها جملَةً / عن سَطيحٍ من لَدُن أَفصحِ لافِظ
قِطَعٌ تَبهَر أَلبابَ الوَرى / ضُرِبت في مصرَ في أَيّامِ حافِظ
يا طالِبَ الآداب دونكَ فاقَتِطِف
يا طالِبَ الآداب دونكَ فاقَتِطِف / من رَوضِها ما تَشتَهيه نَضيرا
إن رُمتَ شعرا هذه أَفنانُه / يَحمِلن من طيب الكلامِ زُهورا
أَو رُمتَ نَثراً هذه فَقَراتُه / قد مَثَّلَت بجمالِها المَنثورا
حِكَمٌ تُقِرُّ لها النُهى وَمناظِرٌ / إِن جالَ فيها الطَرفُ عادَ قَريرا
لو كانَت الآدابُ تُصبِحُ أُمَّةً / لَتَخَيَّرَت صِدقَ الإِخاءِ أَميرا
لكَ في الشِعرِ يا نَسيمُ مَعانٍ
لكَ في الشِعرِ يا نَسيمُ مَعانٍ / باهراتٌ تحارُ فيها العُقولُ
كلُّ بَيتٍ يُطِلُّ منهُ على أَف / هامِ أَهلِ النُهى محَيّاً جَميلُ
لَو أَنَّ أَطلالَ المَنازِل تَنطِقُ
لَو أَنَّ أَطلالَ المَنازِل تَنطِقُ / ما ارتّدَّ حرّانَ الجوانِح شَيِّقُ
هَل عندَ ذاك السِربِ أَنّا بعدَه / في الحَيِّ مِن آماقِنا نَتَدَفَّقُ
أَو أَنَّ أَضلُعنا على ما اِستودِعت / يومَ الفراقِ من الجَوى تتحَرَّقُ
أَمَنازِلَ الأَقمارِ أَهلُكِ أَسرَفوا / في النَايِ إِسرافَ الغَنيِّ وَأَغرَقوا
لَو أَنَّهم قد أَنصَفوكِ منازِلاً / ما حازَهُم في الكَون بعدَكِ مَشرِق
عيدَ الفِداءِ ألا سَعِدتَ بسُدَّةٍ / أَمسى يحيط بها الجلالُ وَيُحدِق
هلّا رَأَيتَ بعابدين مع المَلا / ملِكا خلائِقهُ تَضوعُ وَتَعبَق
وَجَمعتَ من تِلكَ الشَمائِل طاقةً / تَزدان أَيّاما بها وَتُخَلَّق
وَرجعتَ من نور الأَميرِ مزَوَّدا / حَتّى تعود وَأَنتَ زاهٍ مُشرِق
أَحرَزتَ يا عبّاسِ كلَّ فضيلَةٍ / وَبَلغتَ شَأواً في العُلا لا يُحلَقُ
من ذا يُجاري أَخمَصَيكَ إلى مَدىً / وَهواكَ سَبّاقٌ وَعزمُك أَسبَقُ
إِن يُرتَجَل عُرفٌ فَأَنت إِلى الذي / لَم يَرتَجِله المالِكون موفَّقُ
سَدِّد سِهامَ الرَأي بِالشورى يحِط / بك منهُ في ظُلَمِ الحوادِثِ فَيلَق
وَاِسبِق به وَاِضرِب به وَاِفتَح به / ما شِئتَ من بابٍ أَمامَك يُغلَق
عَوَّذتُ مجدَكَ أَن تَنامَ وَفي الحمى / أَملٌ عَقيمٌ أو رجاءٌ مُخفِق
وَلَرُبَّ محلٍ في النُهى متحكِّمٍ / قد كادَ يخترم النفوسَ وَيوبِق
أَرسَلتَ فيه نظرةً ضَمِنَ الحِجا / وَالعِلمُ نُصرَتَها وَقلبٌ مشفِق
وَأَخذتَ رَأيَ النُهى مُستَوثِقا / مُستَوزِرا وَكذا الحَكيم يدقِّقُ
حتى اهتَديتَ إلى الصَوابِ وَلم يَزَل / بينَ الصَواب وَبينَ رَأيك موثِقُ
وَوَهَبتَ فَاِبتَكَر النُضارُ سحائِبا / تَهمي وَتَفتقِد المَحيلَ وَتُغدِقُ
إِن أَمرعت تلكَ المواتُ وَأَورَقَت / فيها الرِياض فَإِنَّما لك تورِق
وَأَقَلتَ عثرَةَ قريَةٍ حكمَ الهوى / في أَهلِها وَقَضى قضاءٌ أَخرَق
إِن أَنَّ فيها بائِسٌ مِمّا بهِ / وَأرَنَّ جاوَبه هناك مطوَّق
وَاِرحَمتى لجناتِهم ماذا جَنَوا / وَقُضاتِهم ما عاقَهُم أَن يَتَّقوا
ما زالَ يُقذى كلَّ عين ما رَأوا / فيها وَيُؤذى كلَّ سَمعٍ ما لَقوا
حَتّى حَكمتَ فجاء حُكمُك آيةً / لِلنّاسِ طيَّ صحيفَةٍ تَتَأَلَّقُ
نَزلت تُرَفرِفُ حَولَ كاتبِ نَصِّها / زُمَرا مَلائكَةُ الرِضا وَتُحَلِّق
شَكَرتك مصرُ على سلامَة بعضِها / شكراً يُغرِّب في الوَرى وَيُشرِّق
ذكرت لك الصَفح الجَميلَ وَلم تَزَل / تَرمى إِلى أَمرٍ أَجلَّ وَتَرمُق
قانونُ دِنشاوايَ ذاك صحيفةٌ / تُتلى فترتاعُ القلوب وَتَخفِق
هل يُرتَجى صَفوٌ وَيَهدَأ خاطِرٌ / وَالمَوتُ حول نُصوصِها يترقرق
وَمضاجعُ القَوم النيامِ أَواهِلٌ / بِمعذَّبٍ يَردى وَآخرَ يُرهَق
لن تَبلُغَ الجرحى شِفاءً كامِلا / ما دام جارِحُها المُهنَّدُ يبرُق
فاِحكُم بغير العُنف وَاِكسِر سَيفَه / فَالحلمُ أَجمَلُ وَالمكارمُ أَليَق
لك مصرُ ماضيها وَحاضِرُها معاً / وَلك الغدُ المتحتِّم المُتَحقِّق
وَاللَهُ عونُك إن رَكبتَ إلى العُلا / طُرُقاً تَضِلُّ بها الهُداةُ وَتَفرَق
وَالأَمرُ أَمرُك لا يُشابُ بريبَةٍ / وَالحكمُ حُكمُكَ وَالإِلهُ مصدِّق
يا رائِدَ الشِعر لا تَقرَب مناهِلَه
يا رائِدَ الشِعر لا تَقرَب مناهِلَه / إِلّا وَراءَ دليلٍ صادقِ النَظَرِ
وَإِن حَفِظتَ فلا تَحفَظ سوى كلمٍ / غُرٍّ جوامع مِثلِ الآيِ وَالسُوَرِ
ما كُلُّ شَيءٍ تراه ناضِراً زَهَرٌ / شَتّانَ بينَ هَشيمِ النَبتِ وَالزَهَر
يا طالِبَ الدُرِّ بحرُ الشِعر ثمَّ فِقِف / هذي معادِنُه ملآى من الدُرَر
أوتيتَ سُؤلكَ فَاِقرَأ ما تَخَيَّرَه / من خالِد الشِعر سامى خالِدُ الأَثَر
مسجَّلا في كِتابٍ قيِّمٍ حَفِلٍ / بِقَولِ كلِّ طويلِ الباع ذي خَطَرِ
نِعَمَ الكتابُ وَما أَمسَت صحائِفُه / وَأَصبَحت تهبُ الأَيّامَ من غُرَر
خُذ ما حواه وَأَغفِل ما تَجنَّبَه / وَاِستَغنِ عن عاطِل الأَوراقِ بِالثَمَر
يا قائِلَ الشِعر خذ لِلشِّعر أُهبَتَه / وَطِر به في سماء الحُسنِ أَو فَذَر
لا تَأخذَن بِتَلابيبِ الكلامِ وَكُن / من أَني َرُدَّك مَدحورا على حَذَر
في النَثر إِن لم تَعُد بِالفَخرِ قافيةٌ / على امرىء صاغها سلوى لِمُفتَخر
كَم عَربَدَ الغِرُّ حولَ البَيت يَقرِضُه / وَآبَ بعد جهادٍ بيِّنَ الحَصَر
شعرُ الفَتى عِرضُه الثاني فَأَحرِ به / أَلّا يشوَّه بِالأَقذارِ وَالوَضَر
فَاِنقُد كلامَكَ قبلَ الناقِدينَ تحُط / ثاني النَفيسَين من لَغوٍ ومن هَذَر
وَاِقرَأ فديتُك تَأمَن ما تُحاذِره / من قارىء هازىءٍ أَو قارىءٍ ضَجِر
أَيُّ غُصنٍ في الرَوضِ هزَّ نَسيمٌ
أَيُّ غُصنٍ في الرَوضِ هزَّ نَسيمٌ / نُثِرَت منهُ هذه الأَزهارُ
حَبَّذا شِعرهُ الجَنِيُّ وَأَهلاً / بِبَيانٍ تُزهى به الأَشعارُ
يا مُطرِيَ المَولى الرَفيعِ الذُرا
يا مُطرِيَ المَولى الرَفيعِ الذُرا / نِلتَ المُنى فَاِنزِل بِوادٍ خَصيب
يا واقِفاً بَين مغاني اللِوى / فَتَحتَ بِالأَغزالِ بابَ الحَبيب
يا ساقيَ النَدمانِ حَسبى الذي / يُرَدِّدُ الشاعرُ ساقي الأَريب
يا شعراءَ العَصر جوزيتُمُ / خيراً عن الإِحسانِ قُل يا خَطيب
أَيُّها الساجعُ المُرَدِّدُ في السو
أَيُّها الساجعُ المُرَدِّدُ في السو / دانِ آيَ الوفاءِ وَالشَوقِ نَثرا
قَد قَرَأتُ الكِتابَ لا شَلَّتِ اليُم / نى التي أَودَعَت ثَناياهُ دُرّا
كُلَّما قد بَعَثتَ لي بِكتابٍ / قُلتُ هذا أَوفى البَرِيَّةِ طُرّا
فَإِذا ما بَحَثتُ في طيِّ قَلبي / قُلتُ لا بَل أَنا بذا الوَصفِ أَحرى