المجموع : 66
لنا في كُلِّ مُتَرَح وصوتٍ
لنا في كُلِّ مُتَرَح وصوتٍ / مُناجاة بأسرارِ القلوبِ
فنفهم بالتشاكي ما نلاقي / بلا واشٍ ولا رقيب
وساقٍ كمثل الغزال الربيب
وساقٍ كمثل الغزال الربيب / بصيرِ اللِّحاظ بصيدِ القلوبِ
جريتُ عليه فَقَبَّلتُهُ / مجاهرةً في جفون الرقيب
فلما توسَّد كفَّ الكرى / وأهداه لي سُكرُهُ من قريب
تَعَجَّلتُ ذنبا بفتكي به / ولكنَّهُ من مليح الذنوبِ
كتبتَ فهلا إذ رددتَ جوابي
كتبتَ فهلا إذ رددتَ جوابي / جعلتَ الرضى عنّي مكان عتابي
لئن كانَ ذنباً أنني لم أزركمُ / لَفَقدي للقياكم أشَدُّ عِقابِ
اسم الذي أضحى فؤادي به
اسم الذي أضحى فؤادي به / مُعَّذبا صَبّآ بتعذيبه
إن صَيَّروا أوَّلَهُ ثانيا / غدا اسمُهُ بعضَ صفاتي به
اللهُ يعلم كيف سرى
اللهُ يعلم كيف سرى / وما لقيت وكيف بِتُّ
حَذَراً عليكَ وُقيتُ فيك / من الحوادث ما حَذرِتُ
إن لم تَمُنَّ بوصف حا / لِكَ لي بِخطِّ يديك متُّ
فديتك ما هذا القلى والتجنب
فديتك ما هذا القلى والتجنب / فإن تك ذا عتب فإني معتّب
وروضٍ حديقٍ كالشبابِ طرقتُه
وروضٍ حديقٍ كالشبابِ طرقتُه / وللنجمِ في أفقِ السماءِ ركودُ
ترقرقَ في أحداقِ نرجسِه الندى / كما استعير العُشاقُ وهو جليدُ
وتفتر فيه للأقاحي مباسمُ / فتخجلُ فيه للشَقيق خُدود
وتَرتجُ من فوق الغُصونِ ثمارُها / كما ارتجّ من بانِ القُدود نهود
يَسُلّ عليها المشرفيات جدولٌ / له ثغَبٌ عذبُ الرُضاب بَرودُ
وقامَت عذارى النخلِ من كل جانبٍ / حواسرَ في لبَاتِهنّ عُقودُ
أتراني أحيا إلى أن يعودا
أتراني أحيا إلى أن يعودا / نازحٌ لم يَدَع لعيني هجودا
كيف أرجو الحياةَ بعد حبيب / كان يومي به من الدهر عيدا
كنت أشكو الصدود في القرب وال / آن قد استغرق البعادُ الصدودا
أشتهي أن أبوح باسمك لكن / لقنتني الوشاةُ فيك الجحودا
وغزالٍ مُشَنَّفٍ
وغزالٍ مُشَنَّفٍ / قد رثى لي بَعدَ بُعدي
لما رأى ما لقيتُ /
مثل روض مُفَوَّفٍ / لا أبالي وهو عندي
في حُبِّهِ إذ ضنيتُ /
وجهه البدرُ طالعاً / تاه لمّا حاز ودّي
فانني قد شَقِيتُ /
في قضيب مُهَفهَفٍ / لذّ فيه طول وجدي
جفا فكدت أموت /
مانع غيرُ مُسعِفٍ / ليس يأبى نقض عهدي
وليس إلاّ السكوتُ /
جائر غير مُنصفٍ / حالَ عمّا كان يُبدي
إنّ الوصالَ بخوتُ /
قالت سعاد وقد جدّ الوداع بنا
قالت سعاد وقد جدّ الوداع بنا / ودمعها واكف ينهل كالبرد
كم من شجاع بلا سيف ولا ترس / ومن جبان بآلات من العدد
ومن كريم بلا مال يجود به / ومن لئيم كثيرالمال والصف
جاد الزمان على هذا وضنّ على / هذا فاصبح لا يخلو من الكمد
إن الأمور على الأقدار جارية
إن الأمور على الأقدار جارية / وكل ذي أمل يسعى إلى أمد
جادَ الزمان على هذا وضنّ على / هذا فأصبح لا يخلو من الكمدِ
إنّ الأمور على الأقدار جارية / وكل ذي املٍ يسعى إلى أمدِ
إلى الله أشكو دخيلَ الكمد
إلى الله أشكو دخيلَ الكمد / فليس على البعد عندي جَلَد
ومن كنتُ في القرب أشتاقُهُ / فكيف أكون إذا ما بعُد
توالت فتوحات وأدرك ثارُ
توالت فتوحات وأدرك ثارُ / وقرَّ لأمر المسلمين قرارُ
وجرد سيف الله ناصرُ دينه / فصال به حَدَّ له وغِرارُ
ودانت له الحرب العوان وأنها / وإن لئن أنساً به لَنوار
يُرَدّ إليه أمرها وهي شامسٌ / لها مسحل من قهره وعرار
كأنّ مطاف الحادثات بشاهق / منيف الذري للفتح فيه مطارُ
تزلّ خطوب الدهر عن صفحاته / كما زلّ عن صفح الحسام غبار
فيا ناصرَ الدين الذي فخرت به / بناةُ المعالي يعربُ ونزارُ
لقد علم الأعداء إنك منتضٍ / حساماً لهم هُلكُ به ودمار
وإنك حزب الله تسعى بهديه / وتغضب في مرضاته وتغار
بكفك سيف الله تضربهم به / وهل يحتمي من ذي الفقار فقار
تَسُلُّهُمُ خيل الإلَه عوابسآ / كما طرد الليلَ البهيم نهارٌ
كتائب في ذات الإله مشيحةٌ / لها بغياث المسلمين شعار
فولّوا فِراراً والرماحُ تنوشهم / لهم حَيَدٌ عن وقعها ونِفارُ
وجاؤوك في دوح قناك غصونه / فليس لها إلاّ الرؤوس ثمارُ
أضفتهم حتى إذا ما تمردوا / أضفت بهم تبآ لهم وخسار
وأروع بسام عليه سكينة / من الله بادٍ نورها ووقارُ
عمرت به جيد المعالي قلائداً / يطول بها الإمتاع وهي قصار
فيا علم المجد الذي طرزت به / حلاه واضحى في ذراه منار
تنام الرعايا ملء أجفانها كرىً / ونومُك تسهادٌ له وغرارُ
فلا عُطِّلَت منك الوزارة أنها / هي المعصم الحالي وأنت سوار
وعش يا غياث المسلمين فإنما / حياتك عزٌ للورى وفخار
ودم مَلِكاً ما ساوت العين أختها / وما صحبت بمنى اليدين يسارُ
ألا أنعم بنارنجك المجتنى
ألا أنعم بنارنجك المجتنى / فقد حضر السعدُ لمّا حَضَر
يا مرحباً بخدودِ الغصونِ / ويا مرحباً بنجومِ الشجر
كأنَّ السماءَ هَمت بالنُضارِ / فصاغَت لنا الأرضُ منه أُكَر
جاء بكمثرى جنّيٍ غدا
جاء بكمثرى جنّيٍ غدا / منظره يبدي لنا خُبره
من كل زهراء خلوقية / تجمع بين النهد والسُرّه
إليك أشكو عيونا أنت قلتَ لها
إليك أشكو عيونا أنت قلتَ لها / فيضي فقد فضحتني بين جُلاّسي
وما تركتَ عدًواً لي علمتَ به / ألا وقد رقّ لي من قلبك القاسي
فإن رضيتَ بأن القى الحِمامَ فيا / أهلاً بذاك على العينين والراس
تولَّوا وأسرابُ الدموع تفيضُ
تولَّوا وأسرابُ الدموع تفيضُ / وليلي طويلٌ بالهموم عريضُ
ولمّا استقلُّوا أسلمَ الوجد مهجتي / إلى عَزَماتٍ ما لهنّ نهوض
تَوَقَّدُ نيران الجوى بين أضلُعي / إذا لاح من برق العشاء وميض
ولم تبق لي إلا جفون قريحةٌ / وعَظم بَراهُ الشوق فهو مهيض
فَغَنِّ لمحزون جفا النومُ جفنَهُ / فليس له حتى الوصالِ غموض
شجاني مغاني الحي وانشقت العصا / وصاح غراب البين أنت مريض
شَرِبنا مَع غروب الشمس شمسآ
شَرِبنا مَع غروب الشمس شمسآ / مُشَعشَعةً إلى وقتِ الطُّلوعِ
وضوءُ الشمسِ فوقَ النيل بادٍ / كأطراف الأسِنَّةِ في الدروعِ
ألم يأنِ لطيف ان يعطفا
ألم يأنِ لطيف ان يعطفا / وأن يطرُقَ الهائمَ المُدنفا
جفا بعد ما كان لي واصلاَ / وخلَّف عنديَ ما خلَّفا
أما تعطِفَنَّ على خاضع / لديك يناجيك مستعطفا
إذا كتبت يدُه أحرفآ / إليك محا دمعُهُ أحرُفا
ولو كنتُ أملك غَربَ الدموع / منعتُ جفوني أن تذرفا
غراماً بأشكال نار الغرام / وما عذر صَبٍّ بكى واشتفى
قد أنصف السقم من عينيكَ وانتصفا
قد أنصف السقم من عينيكَ وانتصفا / فها هما يحكيان العاشقَ الدّنفا
يا ساحرَ الطرف قد أغريتَ بي كلَفآ / بَرحآ وصيرتني أستحسنُ الكلفا
أظُنّ خديكَ من جاري دمي اختَضبَا / لقد تناهيتَ في قتلي وقد ظَرُفا