المجموع : 121
يا عالماً بالذي ألقى من الكرب
يا عالماً بالذي ألقى من الكرب / أرفق بعينك لا تعطب فداك أبي
لا تغتنم صفح مطويٍّ على كبدٍ / حرى وقلبٍ بنار الشوق ملتهب
لو كنت مثلي لم تصبر على كمدي / أو كنت مثلك لم أفعل كفعلك بي
إن كان ذا الهجر تأديباً فحسبك ما / قدمت منه فقد بالغت في أدبي
مباشرة النسيم لشخص الفي
مباشرة النسيم لشخص الفي / أشد علي من فقد الحبيب
نأى عني الحبيب فصار قلبي / يغار على الصبا وعلى الجنوب
ولو يسطيع ما درجت دبورٌ / إذن ونهى الشمال عن الجنوب
خليلي من نواك أخذت حظي / فهل لي في نوالك من نصيب
نفيت من الهوى إن كان قلبي / دعا وداً كودك في المغيب
أمرٌ على المنازل كالغريب
أمرٌ على المنازل كالغريب / أسائل من لقيت عن الحبيب
وما يغني الوقوف على الأثافي / ونؤي الدار عن دنفٍ كثيب
حبست بها المطي فلم تجبني / ولم ترحم بلا شك نحيبي
شكوت إلى الديار فما شفتني / بلى شاقت إلى وجه الحبيب
فمن ينجي العليل من المنايا / إذا كان البلاء من الطيب
لئن كان الرقيب بلاء قومٍ
لئن كان الرقيب بلاء قومٍ / فما عندي أجل من الرقيب
حجاب الألف أيسر من نواه / وهجر الخل خير للأديب
ولا وأبيك ما عاينت شيئاً / أشد من الفرق على القلوب
إلى اللَه أشكو عبرةً قد أظلت
إلى اللَه أشكو عبرةً قد أظلت / ونفساً إذا ما عزها الشوق ذلت
تحن إلى أرض الحجاز ودونها / تنائف لو تسري بها الريح ظلت
وإني بها لو لا أماني تغرها / وقد أرجفت هوج المطايا وكلت
أأمنع من وادي زبالة شربةٍ / وقد نهلت منه الكلاب وعلت
سقى اللَه رمل القاع والقاع فاللوى / فقد عطفت نفسي إليه وحنت
وأسقي لوى جبلي زرود ومربخاً / سحائب لا يلقي الظما ما أظلت
هممت فلم أربع على الفكر لحظةً / وقد كان حظ النفس أن لو تأنت
وأصبحت لهفاناً على ما أضعته / كذاك يكون الرأي ما لم يثبت
أمولاي لم تبعد عليك مطالبي
أمولاي لم تبعد عليك مطالبي / ولم تخش إن فكرت في فواتي
أمولاي لا أين المفر من الهوى / فقل لي لما بادرت بالنقمات
أأنسيت عهدينا بوادٍ معظمٍ / وليس بذي زرعٍ سوى الحسنات
وأنت حرام حرمة الحج والهوى / على العين ألا هفوة اللحظات
أخنتك كان العفو أولى بذي الهوى / أم أبلغت زوراً لم شفيت وشاني
سقى اللَه رمل القاع في النخلات
سقى اللَه رمل القاع في النخلات / فذاك الكثيب الفرد في السمرات
فقبر العبادي الذي دون مربخٍ / فمربخ فالغدران فالهضبات
فجبلي زرودٍ فالطليحة فاللوى / فإن لها عندي يداً وهنات
ولم يبق من لذاتها غير ذكرةٍ / تقطع نفسي عندها حسرات
لقصرٍ على وادي زبالة مشرفٍ / أكفكف في أكنافه عبراتي
أحب إلى نفسي وأشقى لشجوها / وأولى بها من هذه القريات
عسى اللَه لا تيأس سيأذن عاجلاً / بنصرة مظلومٍ وفك عناة
وترضى قلوبٌ قد تواتر سخطها / علي فعادتني بغير ترات
زبالة لا هم أسقها ثم روها
زبالة لا هم أسقها ثم روها / وقلت لها أضعاف ذي الدعوات
ألا هل إلى نجدٍ وماءٍ بقاعها / سبيل وأرواحٍ بها عطرات
وهل لي إلى تلك الطليحة عودة / على مثل تلك الحل قبل وفاتي
فأشرب من ماء السماء فأرتوي / وأرعى من الغزلان في الفلوات
وألصق أحشائي برمل زبالةٍ / وآنس بالظلمان والظبيات
أرقت بنارٍ بالطليحة أوقدت
أرقت بنارٍ بالطليحة أوقدت / تراءت للحظ العين ثم تسرت
علت وخبت ثم انجلت وتطاولت / على هضبات الرمل ثم تخفضت
فلم خب شوقي إذا خبت بل تلهبت / صبابة قلبي بالهوى إذ تلهبت
وما رد عنها الطرف بعد مكانها / ولكن دموع العين لما تهللت
ذكرت بها الدهر اذي ليس عائداً / وما نسيت أيامه بل تنسيت
فما أنصفت أذكت هوىً حين أذكيت / ولم تطف نيران الهوى حين أطفئت
نظرت إليه نظرة مستهامٍ
نظرت إليه نظرة مستهامٍ / فأتر ناظري في وجنتيه
فلا حظني وقد أثبت وجداً / فأثر في الفؤاد بمقلتيه
كم دون أرضك من وادٍ ومن علمٍ
كم دون أرضك من وادٍ ومن علمٍ / كأن أعلاه بالأفلاك منتسج
ومن مروجٍ كظهر الترس مظلمةٍ / كأن حصباءها تحت الدجى سبج
حتى إذا الشمس لاحت في سباسبها / حسبت أعلامها في الآل تختلج
وكم فلاةٍ يفوت الطرف آخرها / للجن بالليل في أقطارها وهج
يهماء غبراء لا يدري الدليل بها / في أي أرجائها له الفرج
قطعتها بابن حرفٍ ضامر قطمٍ / صلب المناسم في أرقاله هوج
شوقاً إليك ولولا ما أكابده / لكن لي في بلاد اللَه منفرج
فإن تجد لي فمحقوق بذاك وإن / تبخل علي فلا لوم ولا حرج
وقد كان يسبي القلب في كل ليلةٍ
وقد كان يسبي القلب في كل ليلةٍ / ثامنون بل تسعون نفساً وارجح
يهيم بهذا ثم يعشق غيره / ويسلاهم من فوره حين يصبح
وكان فؤادي صاحياً قبل حبكم / وكان بحب الخلق يلهو ويمزح
فلما دعا قلبي هواك أجابه / فلست أراه عن ودادك يبرح
رميت بهجرٍ منك إن كنت كاذباً / وإن كنت في الدنيا بغيرك أفرح
وإن كان شيء في البلاد بأسرها / إذا غبت عن عينيَّ عندي يصلح
فإن شئت واصلني وإن شئت لم تصل / فلست أرى قلبي لغيرك يصلح
وكم ليلةٍ قد بت أرقب صبحها
وكم ليلةٍ قد بت أرقب صبحها / وأنجمها في الجو ما تتزحزح
ويماني فوق القلب تبرد حره / ويسراي تحت الخد والعين تسفح
فأصبحت مجهوداً عميداً من الهوى / وقد كان قلبي بالصبابة يطفح
وما علم الواشون عن العدى / بسرٍّ وما مثلي بسرك يصفح
فإن كان هذا القول عذراً قبلته / وإن كان تعذيراً فمثلك يصفح
يعاتبني أناس في التصابي
يعاتبني أناس في التصابي / بألبابٍ وأفئدة صحاح
إذا اختلط الظلام وهم سكارى / بكاسات الرقاد إلى الصباح
ولي سكرٌ يجنبني رقادي / فما أدري الغدو من الرواح
بلى في الأرض متسع عريض / ولكن قد منعت من البراح
وما يغني العقاب عيان صيدٍ / إذا كان العقاب بلا جناح
أهيم بذكر الكرخ مني صبابةً
أهيم بذكر الكرخ مني صبابةً / وما بي إلا حب من حل بالكرخ
تجرعت كأساً من صدود محمدٍ / فقد أوهنت عظمي وجازت على المخ
فلست أبالي بالردى بعد فقده / وله يجزع المذبوح من ألم السلخ
دعاني الشوق والركبان قد هجدوا
دعاني الشوق والركبان قد هجدوا / والشمس في آخر الجوزاء تنقد
والقيظ محتدم والروح منصرم / والرأي مختلف والحتف مطرد
والبيد مغبرة الأرجاء مقفرةٌ / كأن أعلامها في الآل ترتعد
فظلت طوعاً لداعي الشوق أوقظهم / وعل أكثرهم ساهون ما رقدوا
حتى إذا قلت شدوا قال بعضهم / قد جن هذا فخلوا عنه وابتعدوا
يدرون ما وجدوا من حر يومهم / وقت النزول ولا يدرون ما أجد
حر الفراق إذا ما الهجر ساعده / حر تخص به الأحشاء الكبد
ولما وقفنا للوداع وبيننا
ولما وقفنا للوداع وبيننا / أحاديث يعيي الحاسبين عديدها
تبادر دمعي فانصرفت تهضني / إلى عبرتي بقيا عليك أذودها
فما أشبهت عيناي ألا سحابة / دنا صربها واستعجلتها رعودها
فما زال زجر الرعد يحدو سحابها / فتبدو وأرواح الشمال تحيدها
فما أقلعت حتى بكت فتضاحكت / رياض الربى فأخضر بالعشب عودها
وهل تتلافى ذات عقدٍ جمانها / إذا انسل من تلك النظام فريدها
فقال رفيقي ما للونك حائلاً / وعينيك ما يعدو جفونك جودها
فأغضيت عن رد الجواب تبلداً / وخير قلوب العاشقين بليدها
ولما أتونا بالمطايا وقربوا
ولما أتونا بالمطايا وقربوا / محامل لم تشدد عليها قيودها
تيممتكم عمداً لأحظى بلحظةٍ / لعلي أن فارقتكم لا أعيدها
فلم أنس إذ قيدت رحل مطيتي / وقلت لحادي الذود لم لا تقودها
كأنك لم تعلم بأن رب لحظةٍ / تفوتك لا تدري متى تستفيدها
فلو لم تكن تهوى الفراق نحرتها / ولم تلتمس عمداً لها من يقودها
فيا عجباً مني ومن صبر مهجتي / علي وقد أعيت على من يكيدها
أضن بها عمن يرى الملك دونها / وأبذلها طوعاً لمن لا يريدها
وقائلة قد كان عذرك واسعاً
وقائلة قد كان عذرك واسعاً / ليالي كان الشعر في الرأس أسودا
فقلت لها والدمع جارٍ كأنه / نظام تعدى سلكه متبددا
لئن كان هذا الشيب غرك فاعلمي / بأني صحبت الشيب مذ كانت أمردا
أبا الشيب ينهي عن مساعدة الهوى / ولولا الهوى ما كنت للشيب مسعدا
أنا بالرق في الهوى منك أولى
أنا بالرق في الهوى منك أولى / وأرى ذاك يشهد اللَه مجدا
علم اللَه أنني منك راضٍ / أن تراني لعبد عبدك عبدا