القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحمّد بنُ داوُد الظّاهِري الكل
المجموع : 121
يا عالماً بالذي ألقى من الكرب
يا عالماً بالذي ألقى من الكرب / أرفق بعينك لا تعطب فداك أبي
لا تغتنم صفح مطويٍّ على كبدٍ / حرى وقلبٍ بنار الشوق ملتهب
لو كنت مثلي لم تصبر على كمدي / أو كنت مثلك لم أفعل كفعلك بي
إن كان ذا الهجر تأديباً فحسبك ما / قدمت منه فقد بالغت في أدبي
مباشرة النسيم لشخص الفي
مباشرة النسيم لشخص الفي / أشد علي من فقد الحبيب
نأى عني الحبيب فصار قلبي / يغار على الصبا وعلى الجنوب
ولو يسطيع ما درجت دبورٌ / إذن ونهى الشمال عن الجنوب
خليلي من نواك أخذت حظي / فهل لي في نوالك من نصيب
نفيت من الهوى إن كان قلبي / دعا وداً كودك في المغيب
أمرٌ على المنازل كالغريب
أمرٌ على المنازل كالغريب / أسائل من لقيت عن الحبيب
وما يغني الوقوف على الأثافي / ونؤي الدار عن دنفٍ كثيب
حبست بها المطي فلم تجبني / ولم ترحم بلا شك نحيبي
شكوت إلى الديار فما شفتني / بلى شاقت إلى وجه الحبيب
فمن ينجي العليل من المنايا / إذا كان البلاء من الطيب
لئن كان الرقيب بلاء قومٍ
لئن كان الرقيب بلاء قومٍ / فما عندي أجل من الرقيب
حجاب الألف أيسر من نواه / وهجر الخل خير للأديب
ولا وأبيك ما عاينت شيئاً / أشد من الفرق على القلوب
إلى اللَه أشكو عبرةً قد أظلت
إلى اللَه أشكو عبرةً قد أظلت / ونفساً إذا ما عزها الشوق ذلت
تحن إلى أرض الحجاز ودونها / تنائف لو تسري بها الريح ظلت
وإني بها لو لا أماني تغرها / وقد أرجفت هوج المطايا وكلت
أأمنع من وادي زبالة شربةٍ / وقد نهلت منه الكلاب وعلت
سقى اللَه رمل القاع والقاع فاللوى / فقد عطفت نفسي إليه وحنت
وأسقي لوى جبلي زرود ومربخاً / سحائب لا يلقي الظما ما أظلت
هممت فلم أربع على الفكر لحظةً / وقد كان حظ النفس أن لو تأنت
وأصبحت لهفاناً على ما أضعته / كذاك يكون الرأي ما لم يثبت
أمولاي لم تبعد عليك مطالبي
أمولاي لم تبعد عليك مطالبي / ولم تخش إن فكرت في فواتي
أمولاي لا أين المفر من الهوى / فقل لي لما بادرت بالنقمات
أأنسيت عهدينا بوادٍ معظمٍ / وليس بذي زرعٍ سوى الحسنات
وأنت حرام حرمة الحج والهوى / على العين ألا هفوة اللحظات
أخنتك كان العفو أولى بذي الهوى / أم أبلغت زوراً لم شفيت وشاني
سقى اللَه رمل القاع في النخلات
سقى اللَه رمل القاع في النخلات / فذاك الكثيب الفرد في السمرات
فقبر العبادي الذي دون مربخٍ / فمربخ فالغدران فالهضبات
فجبلي زرودٍ فالطليحة فاللوى / فإن لها عندي يداً وهنات
ولم يبق من لذاتها غير ذكرةٍ / تقطع نفسي عندها حسرات
لقصرٍ على وادي زبالة مشرفٍ / أكفكف في أكنافه عبراتي
أحب إلى نفسي وأشقى لشجوها / وأولى بها من هذه القريات
عسى اللَه لا تيأس سيأذن عاجلاً / بنصرة مظلومٍ وفك عناة
وترضى قلوبٌ قد تواتر سخطها / علي فعادتني بغير ترات
زبالة لا هم أسقها ثم روها
زبالة لا هم أسقها ثم روها / وقلت لها أضعاف ذي الدعوات
ألا هل إلى نجدٍ وماءٍ بقاعها / سبيل وأرواحٍ بها عطرات
وهل لي إلى تلك الطليحة عودة / على مثل تلك الحل قبل وفاتي
فأشرب من ماء السماء فأرتوي / وأرعى من الغزلان في الفلوات
وألصق أحشائي برمل زبالةٍ / وآنس بالظلمان والظبيات
أرقت بنارٍ بالطليحة أوقدت
أرقت بنارٍ بالطليحة أوقدت / تراءت للحظ العين ثم تسرت
علت وخبت ثم انجلت وتطاولت / على هضبات الرمل ثم تخفضت
فلم خب شوقي إذا خبت بل تلهبت / صبابة قلبي بالهوى إذ تلهبت
وما رد عنها الطرف بعد مكانها / ولكن دموع العين لما تهللت
ذكرت بها الدهر اذي ليس عائداً / وما نسيت أيامه بل تنسيت
فما أنصفت أذكت هوىً حين أذكيت / ولم تطف نيران الهوى حين أطفئت
نظرت إليه نظرة مستهامٍ
نظرت إليه نظرة مستهامٍ / فأتر ناظري في وجنتيه
فلا حظني وقد أثبت وجداً / فأثر في الفؤاد بمقلتيه
كم دون أرضك من وادٍ ومن علمٍ
كم دون أرضك من وادٍ ومن علمٍ / كأن أعلاه بالأفلاك منتسج
ومن مروجٍ كظهر الترس مظلمةٍ / كأن حصباءها تحت الدجى سبج
حتى إذا الشمس لاحت في سباسبها / حسبت أعلامها في الآل تختلج
وكم فلاةٍ يفوت الطرف آخرها / للجن بالليل في أقطارها وهج
يهماء غبراء لا يدري الدليل بها / في أي أرجائها له الفرج
قطعتها بابن حرفٍ ضامر قطمٍ / صلب المناسم في أرقاله هوج
شوقاً إليك ولولا ما أكابده / لكن لي في بلاد اللَه منفرج
فإن تجد لي فمحقوق بذاك وإن / تبخل علي فلا لوم ولا حرج
وقد كان يسبي القلب في كل ليلةٍ
وقد كان يسبي القلب في كل ليلةٍ / ثامنون بل تسعون نفساً وارجح
يهيم بهذا ثم يعشق غيره / ويسلاهم من فوره حين يصبح
وكان فؤادي صاحياً قبل حبكم / وكان بحب الخلق يلهو ويمزح
فلما دعا قلبي هواك أجابه / فلست أراه عن ودادك يبرح
رميت بهجرٍ منك إن كنت كاذباً / وإن كنت في الدنيا بغيرك أفرح
وإن كان شيء في البلاد بأسرها / إذا غبت عن عينيَّ عندي يصلح
فإن شئت واصلني وإن شئت لم تصل / فلست أرى قلبي لغيرك يصلح
وكم ليلةٍ قد بت أرقب صبحها
وكم ليلةٍ قد بت أرقب صبحها / وأنجمها في الجو ما تتزحزح
ويماني فوق القلب تبرد حره / ويسراي تحت الخد والعين تسفح
فأصبحت مجهوداً عميداً من الهوى / وقد كان قلبي بالصبابة يطفح
وما علم الواشون عن العدى / بسرٍّ وما مثلي بسرك يصفح
فإن كان هذا القول عذراً قبلته / وإن كان تعذيراً فمثلك يصفح
يعاتبني أناس في التصابي
يعاتبني أناس في التصابي / بألبابٍ وأفئدة صحاح
إذا اختلط الظلام وهم سكارى / بكاسات الرقاد إلى الصباح
ولي سكرٌ يجنبني رقادي / فما أدري الغدو من الرواح
بلى في الأرض متسع عريض / ولكن قد منعت من البراح
وما يغني العقاب عيان صيدٍ / إذا كان العقاب بلا جناح
أهيم بذكر الكرخ مني صبابةً
أهيم بذكر الكرخ مني صبابةً / وما بي إلا حب من حل بالكرخ
تجرعت كأساً من صدود محمدٍ / فقد أوهنت عظمي وجازت على المخ
فلست أبالي بالردى بعد فقده / وله يجزع المذبوح من ألم السلخ
دعاني الشوق والركبان قد هجدوا
دعاني الشوق والركبان قد هجدوا / والشمس في آخر الجوزاء تنقد
والقيظ محتدم والروح منصرم / والرأي مختلف والحتف مطرد
والبيد مغبرة الأرجاء مقفرةٌ / كأن أعلامها في الآل ترتعد
فظلت طوعاً لداعي الشوق أوقظهم / وعل أكثرهم ساهون ما رقدوا
حتى إذا قلت شدوا قال بعضهم / قد جن هذا فخلوا عنه وابتعدوا
يدرون ما وجدوا من حر يومهم / وقت النزول ولا يدرون ما أجد
حر الفراق إذا ما الهجر ساعده / حر تخص به الأحشاء الكبد
ولما وقفنا للوداع وبيننا
ولما وقفنا للوداع وبيننا / أحاديث يعيي الحاسبين عديدها
تبادر دمعي فانصرفت تهضني / إلى عبرتي بقيا عليك أذودها
فما أشبهت عيناي ألا سحابة / دنا صربها واستعجلتها رعودها
فما زال زجر الرعد يحدو سحابها / فتبدو وأرواح الشمال تحيدها
فما أقلعت حتى بكت فتضاحكت / رياض الربى فأخضر بالعشب عودها
وهل تتلافى ذات عقدٍ جمانها / إذا انسل من تلك النظام فريدها
فقال رفيقي ما للونك حائلاً / وعينيك ما يعدو جفونك جودها
فأغضيت عن رد الجواب تبلداً / وخير قلوب العاشقين بليدها
ولما أتونا بالمطايا وقربوا
ولما أتونا بالمطايا وقربوا / محامل لم تشدد عليها قيودها
تيممتكم عمداً لأحظى بلحظةٍ / لعلي أن فارقتكم لا أعيدها
فلم أنس إذ قيدت رحل مطيتي / وقلت لحادي الذود لم لا تقودها
كأنك لم تعلم بأن رب لحظةٍ / تفوتك لا تدري متى تستفيدها
فلو لم تكن تهوى الفراق نحرتها / ولم تلتمس عمداً لها من يقودها
فيا عجباً مني ومن صبر مهجتي / علي وقد أعيت على من يكيدها
أضن بها عمن يرى الملك دونها / وأبذلها طوعاً لمن لا يريدها
وقائلة قد كان عذرك واسعاً
وقائلة قد كان عذرك واسعاً / ليالي كان الشعر في الرأس أسودا
فقلت لها والدمع جارٍ كأنه / نظام تعدى سلكه متبددا
لئن كان هذا الشيب غرك فاعلمي / بأني صحبت الشيب مذ كانت أمردا
أبا الشيب ينهي عن مساعدة الهوى / ولولا الهوى ما كنت للشيب مسعدا
أنا بالرق في الهوى منك أولى
أنا بالرق في الهوى منك أولى / وأرى ذاك يشهد اللَه مجدا
علم اللَه أنني منك راضٍ / أن تراني لعبد عبدك عبدا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025