المجموع : 100
عانَقتُ مِنهُ وَقَد مالَ النُعاسُ بِهِ
عانَقتُ مِنهُ وَقَد مالَ النُعاسُ بِهِ / وَالكَأسُ تُقسَمُ سُكراً بَينَ جُلّاسي
رَيحانَةً ضُمِّخَت بِالمِسكِ ناضِرَةً / تَمُجُّ بَردَ النَدى في حَرِّ أَنفاسي
قَلبٌ تَقَطَّع فَاِستَحالَ نَجيعا
قَلبٌ تَقَطَّع فَاِستَحالَ نَجيعا / فَجَرى فَصارَ مَعَ الدُموعِ دُموعا
رُدَّت إِلى أَحشائِهِ زَفَراتُهُ / فَفَضَضنَ مِنهُ جَوانِحاً وَضُلوعا
عَجَبا لِنارٍ ضُرِّمَت في صَدرِهِ / فَاِستَنبَطَت مِن جَفنِهِ ينبوعا
لَهَبٌ يَكونُ إِذا تَلَبَّسَ بِالحَشا / قَيظاً وَيَظهَرُ في الجُفونِ رَبيعا
وَدَّعتُهُ حينَ لا تُوَدِّعُهُ
وَدَّعتُهُ حينَ لا تُوَدِّعُهُ / روحي وَلِكِنَّها تَسيرُ مَعَه
ثُمَّ اِفتَرَقنا وَفي القُلوبِ لَنا / ضيقُ مكانٍ وَفي الدُموعِ سَعَه
وَما في الأَرضِ أَشقى مِن مُحِبٍّ
وَما في الأَرضِ أَشقى مِن مُحِبٍّ / وَإِن وَجَدَ الهَوى حُلوَ المَذاقِ
تَراهُ باكِياً في كُلِّ وَقتٍ / مَخافَةَ فُرقَةٍ أَو لِاِشتِياقِ
فَيَبكي إِن نَأى شَوقاً إِلَيهِم / وَيَبكي إِن دَنَوا خَوفَ الفِراقِ
فَتَسخنُ عَينُهُ عِندَ التَنائي / وَتَسخنُ عَينُهُ عِندَ التَلاقي
غَرّاءُ لَو جَلَتِ الخُدورُ شُعاعَها
غَرّاءُ لَو جَلَتِ الخُدورُ شُعاعَها / لِلشَمسِ عِندَ طُلوعِها لَم تشرقِ
غُصنٌ عَلى دِعصٍ تَأَوَّدَ فَوقَهُ / قَمَرٌ تَأَلَّقَ تَحتَ لَيلٍ مُطبِقِ
لَو قيلَ لِلحُسنِ اِحتَكِم لَم يَعدُها / أَو قيلَ خاطِب غَيرَها لَم يَنطُقِ
وَكَأَنَّنا مِن فَرعِها في مَغرِبٍ / وَكَأَنَّنا مِن وَجهِها في مَشرِقِ
تَبدو فَيَهفو لِلعُيونِ ضِياؤُها / الوَيلُ حَلَّ بِمُقلَةٍ لَم تُطبَقِ
أَمِن نَحوِ العَقيقِ شَجاك بَرقٌ
أَمِن نَحوِ العَقيقِ شَجاك بَرقٌ / كَأَنَّ وَميضَهُ رَجعُ الجُفونِ
أَيا بَرقَ العَقيقِ أَقِم فَما لي / سِواكَ عَلى الصَبابَةِ مِن مُعينِ
أَحِنُّ إِلى العَقيقِ وَساكِنيهِ / وَما يَخلو المُتَيَّمُ مِن حَنينِ
صارَمتِهِ فَتَواصَلَت أَحزانُهُ
صارَمتِهِ فَتَواصَلَت أَحزانُهُ / وَهَجَرتِهِ فَتَهاجَرَت أَجفانُهُ
قَالَت تُعَرِّضُ مَسُّ شَيطانٍ بِهِ / بَل أَنتِ حينَ مَلَكتِهِ شَيطانُهُ
قَد ضَلَّ عَنهُ فُؤادُهُ فَاِستَخبِري / عَينَيكِ أَينَ مَحَلُّهُ وَمَكانُهُ
أَبقَيتَ لي سَقَماً يُمازِجُ عَبرَتي
أَبقَيتَ لي سَقَماً يُمازِجُ عَبرَتي / مَن ذا يلذُّ مَعَ السَقامِ لِقاءَ
أَشمَتَّ بي الأَعداءَ حينَ هَجَرتَني / حاشاكَ مِمّا يُشمِتُ الأَعداءَ
أَبكَيتَني حَتّى ظَنَنتُ بِأَنَّني / سَيصيرُ عُمري ما حَييتُ بُكاءَ
أُخفي وَأُعلِنُ بِاِضطِرارٍ أنَّني / لا أَستَطيعُ لِما أُجِنُّ خَفاءَ
بِقَلبِيَ لَذعٌ مِن هَواكَ مُبَرَّحٌ
بِقَلبِيَ لَذعٌ مِن هَواكَ مُبَرَّحٌ / نَعَم دامَ ذاكَ اللَذعُ ما عِشتَ لِلقَلبِ
بِكَ اِستَحسَنَت نَفسي الصَبابَةَ وَالصِبا / وَقَد كُنتُ قَبلَ اليَومِ أزري عَلى الصَبِّ
بَذَلتُ لَهُ الدَمعَ الَّذي كُنتُ صائِناً / لِأَدناهُ إِلّا في الجَليلِ مِنَ الخَطبِ
بُليتُ بِبَعضِ الحُبِّ وَالحُبُّ مَوعِدي / مُجاوَرَةً بَعدَ المَنِيَّةِ في التُربِ
تَمَنَّيتُ المَنِيَّةَ يَومَ قالوا
تَمَنَّيتُ المَنِيَّةَ يَومَ قالوا / غَداً مَجموعُ شَملِكُمُ شَتيتُ
تَعيشُ صَبابَتي وَيَموتُ صَبري / وَنَفسي لا تَعيشُ وَلا تَموتُ
تَراء لِيَ الأسى فَصَدَفتُ عَنهُ / فَقالَ إِلَيكَ إِنَّكَ لا تَفوتُ
تَكَلَّمَ ماءُ عَيني عَن فُؤادي / وَقَلبي مِن سَجِيَّتِهِ السُكوتُ
ثَوى بَينَ أَثناءِ الحَشا مِنك لَوعَةٌ
ثَوى بَينَ أَثناءِ الحَشا مِنك لَوعَةٌ / يَجِدُّ بِنَفسي شَوقُها وَهوَ يَعبَثُ
ثَلَلتُ الهَوى إِن كُنتُ أَكرَهُ قُربَهُ / عَلى أَنَّهُ الداءُ الَّذي لا يُلَبَّثُ
ثَنى قَلبَهُ لَمّا ثَنَت عَنهُ طَرفَها / عَلى مَضَضٍ أَحشاؤُهُ مِنهُ تُفرَثُ
ثِقي بِجُفونٍ إِن دَعا ماءَها الهَوى / بِذِكرِكِ يَوماً أَقبَلَت لا تَمَكَّثُ
جَريءٌ عَلى قَتلِ النُفوسِ وَإِنَّهُ
جَريءٌ عَلى قَتلِ النُفوسِ وَإِنَّهُ / لَيَجزَعُ مِن لبسِ الحَريرِ وَيَهرَجُ
جَرى خاطِرٌ بِالوَهمِ يَوماً بِحُبِّهِ / فَظَلَّ لِوَهمي خَدُّهُ يَتَضَرَّجُ
جَمالٌ يُغَصُّ الطَرفُ عَنهُ جَلالَةً / وَفِعلٌ مِنَ البَينِ المُشَتّتِ أَسمَجُ
جَلا وَجهَهُ لِلَيلِ في غَسَقِ الدُجى / فَنابَ عَنِ الإِصباحِ وَاللَيلُ أَدعَجُ
حَماهُ الكَرى طَيفٌ يَهُمُّ بِجَفنِهِ
حَماهُ الكَرى طَيفٌ يَهُمُّ بِجَفنِهِ / وَيَبعَثُ ماءَ العَينِ فَهوَ سَفوحُ
حَرامٌ عَلى عَينٍ يُسامِرها البُكا / وَجَفنٍ رَماهُ الوَجدُ فَهوَ قَريحُ
حَرامٌ عَلى ماءِ السُلُوِّ وَلِلهَوى / خَواطِرُ تَغدو نَحوَهُ وَتَروحُ
حَوى غايَةَ البَلوى فُؤادٌ مُعَذَّبٌ / طَوى عَنهُ صَدّ حُبّهُ وَنزوحُ
خامَرَت قَلبَهُ هُمومٌ تَلَظَّت
خامَرَت قَلبَهُ هُمومٌ تَلَظَّت / نارُها في الحشا فَلَيسَت تَبوخُ
خَفِيَت في الفُؤادِ ثُمَّ أَذاعَت / لِدُموعٍ تَجيشُ ثُمَّ تَسوخُ
خافَ نَأيَ الحَبيبِ فَاِستَخرَخَ الدَم / عَ وَماءُ الجُفونِ نعمَ الصَريخُ
خُنتَ مَن لَو دَعَوتَهُ وَهوَ مَيتٌ / ظَلَّ يُصغي مُسارِعاً وَيُصيخُ
دَعا دَمعَةَ الشَوقِ المُبَرّحِ دَعوَةً
دَعا دَمعَةَ الشَوقِ المُبَرّحِ دَعوَةً / فَأَقبَلَ لا يَلوي وَلا يَتَرَدَّدُ
دُموعٌ هِيَ الماءُ الزُلالُ وَتَحتَهُ / تَضَرَّمَ وَجدٌ جَمرُهُ يَتَوَقَّدُ
دَواءُ فُؤادٍ أَنتَ أَعظَمُ دائِهِ / لِقاؤُكَ وَالعُذّالُ عَنِّيَ رُقَّدُ
دَنَوتُ فَكافى بِالدُنُوِّ تَباعُداً / فَحَتّى مَتى أَدنو إِلَيهِ وَيَبعدُ
ذابَ مِن فَرطِ شَوقِهِ القَلبُ حَتّى
ذابَ مِن فَرطِ شَوقِهِ القَلبُ حَتّى / عادَ مِمّا عَراهُ وَهوَ حَنيذُ
ذُقتُ طَعمَ الهَوى مَعَ الهَجرِ مُرّاً / وَهوَ إِن مازَجَ الوِصالَ لَذيذُ
ذَرعُ صَبري يَضيقُ إِن مارَسَ الشَو / قَ فَصَبري إِلَيكَ مِنهُ يَعوذُ
ذاعَ ما كُنتُ كاتِماً مِن جَوى الحُب / بِ الَّذي ضَمَّهُ الفُؤادُ الوَقيذُ
رُبَّ لَيلٍ أَطالَهُ أَلَمُ الشَو
رُبَّ لَيلٍ أَطالَهُ أَلَمُ الشَو / قِ وَفَقدُ الرُقادِ وَهوَ قَصيرُ
راعَ فيهِ الكَرى تَباريحُ شَوقٍ / وَخَيالٌ جُنحَ الظَلامِ يَزورُ
راقَهُ مَنظَرٌ أَنارَ فَأَورى / لِسَناهُ ضَوء الصَباحِ المُنيرُ
رَشَأٌ يَقتُلُ الأُسودَ غَريرٌ / كَيفَ يُردي الأُسودَ ظَبيٌ غَريرُ
زفَراتٌ لِلقَلبِ فيها إِذا ما
زفَراتٌ لِلقَلبِ فيها إِذا ما / ضَرَّمَتها الهُومُ فيهِ أَزيزُ
زَعَموا أَنَّ مَن يُحِبُّ ذَليلٌ / فَكَذا كُلُّ مَن يُحِبُّ عَزيزُ
زارَ تَحتَ الكرى فَسَهَّلَ أَمراً / كانَ إِن رُمت وَهوَ صَعبٌ حَريزُ
زِلتُ في أَمرِهِ أَكَفكِفُ دَمعاً / ساقَهُ لِلجُفونِ شَوقٌ حَميزُ
سيرَةُ الوامِقِ اِنقِيادٌ إِذا قي
سيرَةُ الوامِقِ اِنقِيادٌ إِذا قي / دَ ذَلولاً وَهوَ الجَموحُ الشَريسُ
سيمَ خَسفاً فَقالَ إِن كانَ حَظّي / مِنهُمُ الضَيمُ فَهوَ حَظٌّ نَفيسُ
ساعَدَت عَينُهُ الفُؤادَ فَجادَت / فَهيَ غَرقى وَنورُها مَطموسُ
سَئِمَت نَفسُهُ الحَياةَ وَأَكدِر / بِحَياةٍ إِذا اِجتَوَتها النُفوسُ
شابَ ماءَ الجُفونِ بِالدَمِ شَوقٌ
شابَ ماءَ الجُفونِ بِالدَمِ شَوقٌ / مَلَأَ القَلبَ مِنهُ فَهوَ يَجيشُ
شَفَّهُ الهَمُّ فَهوَ نِضوٌ سَقيمٌ / أَيُّ نَفسٍ مَعَ الهُمومِ تَعيشُ
شَقِيَت بِالسُهادِ مُقلَةُ حبٍّ / باتَ وَالجَمرُ تَحتَهُ مَفروشُ
شامَ بَرقاً يَحدو الرَدى فَحَداهُ / لِوُرودِ الحِمامِ حادٍ كَميشُ