القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْسِن الخُضَري الكل
المجموع : 81
بئس المجد اذ اقام طَويلا
بئس المجد اذ اقام طَويلا / ثم ولى وقال صبرا جَميلا
املك الصبر بعد قولك هَذا / زدتني ويك رقة ونحولا
يا غَليلي ومن لغلة قَلبي / يبست نجعة تبل الغَليلا
جف عود الرجا فالعين لا / تعرف لا آملا ولا مأمولا
دك طود الحجى ودكدكت / الارض وَكادَت جبالها ان تزولا
غاب بدر الدجى وَكورت الشمس / وَخرت شهب السماء افولا
مال جيد العلى وعما قَريب / كان في الجو قائما مستطيلا
عثر الدهر واِستَقال وانى / يغضب المجد ان يراني مقيلا
مات مهديها فحي عَلى الموت / ويا طيبه قبيلا قبيلا
ولَو انَّ الخَليل يقبل منه / لافتدى بالذَبيح اسماعيلا
أي هدي يسوقه بالغ الكعبة / لو انَ هديه مقبولا
يا امام الهدى كفى الدين ذلا / ان يبيت العريز فيه ذَليلا
كنت كهفا وَللعفاة مقيلا / وعلى المسلمين ظلا ظَليلا
يا رَفيع الذرى وقد كنت طودا / ضعتي ان ترى كثيبا مهيلا
يا ربيع العفاة غير كثير / لو ابت ان تقيم الا قَليلا
يا هلالا يأوى ثرى القبر برجا / وهزبرا تبوء القفر غيلا
يا عَليما ببعض ما علم اللَه / وكانَ المضعقول والمَنقولا
يا لَطيفا رقت شمائله الحسنى / فاوهن شمألا وشمولا
يا مُغيثا وكنت غيثا مريعا / صوت مستصرخ وربعا محيلا
يا مخفا الى العلى غير وان / حاملا للإِسلام عبا ثقيلا
وَبِنَفسي من راحل انت صاح / الجود من بعده الرَحيل الرَحيلا
ان كفا تجاه نعشك مدت / طالما قد مددتها مستنيلا
وجفونا اغضت على لين / نعماك لسهدتها زمانا طَويلا
فاذا ما كبا برزئك ضعفي / فَلَقَد قام في السماء جَليلا
يغضب المجد ان يرى لك ندا / وسوى صهرك الاغر بديلا
كنتما الفرقدين في الافق / الاعلى تضيئآن هاديا ودَليلا
فهوى فرقد برغم اخيه / يا اخاه صبرا عليه جَميلا
وَبحسب الهدى فرائدك / الغر له نسجتها اكليلا
زنت جيد الهدى بهن عقودا / عن سواها خلا خلا وحجولا
يهن عينيك ان ترى من علي / جعفر افاض بالمَكارِم نيلا
فاِستوى الماء طافحا وهو علم / رب علم تخاله سَلسَبيلا
طالَ والحق ان يطول واولى / بيد اللَه ان تكون الطولى
فرقى منبر النبوة يوحي / من سما فكره اليه رسولا
وَتلافى جناية الدهر حينا / ظل فيه ذوو العقول السَبيلا
حسبك اللَه من بَديع صفات / لنعما بهرت فيها العقولا
دمت ما دامَت السماوات والارض / وكلتاهما اذاً لَن تَزولا
عملا صالِحا ومولى امينا / وَكليما بكل وصف نَبيلا
اللَه ما ذا الحادِث الجلل
اللَه ما ذا الحادِث الجلل / قَد دَكَّ من السهل والجبل
جلل تلهب صدره شررا / قذفت به الاملاك والرسل
فالدهر لا شمس ولا قمر / وَالناس لا علم ولا عمل
فكأَنَّما الأَيّام طالعها / زحل واسوء طالع زحل
وَالناس سكرى حين تنظرها / فكأَنَّ كلا شارب ثمل
واصم اعجم جد في عذلى / اولى بسمعك ويحك العذل
فَلَقَد جهلت وكلهم علموا / لا بل جننت وكلهم عقلوا
سل بالسماء فمالها التَهَبَت / حتىّ كأَنَّ نجومها شعل
وكأَنَّها حلبات عادية / فيها الملائك في السما قتلوا
تنبيك عن سهمين قد فعلا / في الدين ما لا تفعل الأسل
يا للرجال لحادث جلل / يَتلوه رزء حادث جلل
فترى العباد وكلها نكد / وَترى البلاد وملؤها زجل
يا ضلة الأسلام اذ عميت / عيناه حتىّ ضلت السبل
يا روعة المعروف اذ قطعت / كلتا يديه فراعه الوجل
يا مثلة شنعاء قد عبثت / في الدين فيها يضرب المثل
مات الرجاء وكلنا امل / غاض العباب وكلنا وشل
يا غلة المعروف فالتَهبي / اليوم لا على ولا نهل
خفي الصواب وكلنا خطأ / اودى الرشاد وكلنا زلل
فاذا دنت شهب السنين فمن / فيه يغاث الناس ان سأَلوا
يا سَيدي قوميهما وكفي / شرفا بساق العرش يتصل
شرف ابر على النجوم فذا / تعنو له الجوزا وذا الحمل
يا غيبة المهدي جئت بها / برجاء لم تبرد لها غلل
بكر النعي على النَقي بها / وَلذاك رزء ليس يحتمل
حتّى قَضى اسفا على رجل / ما ان له من بعده بدل
هَذا الوفاء وَياله شرفا / ثبتت عليه السادة النبل
واساه في الدنيا وحيث إِلى / الاخرى ترحل فهو مرتحل
كذبتك عينك حين تنظره / فَتَقول قد اودت به العلل
ومفند بالعتب قلت له / فند لرأَيك ايها الرجل
اجهلت رزء الغاضرية ام / سيان منك العلم والجهل
ان الالى بالطف قد ضربت / لهم على همام السهى كلل
كان الرَجاء بان يكون لنا / بهم العزاء فخيب الامل
حتىّ غَدونا اسوة لهم / وكذا لكم اسلافنا الاول
طرقتك مرزئة تأجج نارها
طرقتك مرزئة تأجج نارها / وَتَكاد تلحق بالسماء شرارها
درست رسوم مدارس العلم الَّتي / صحف الخَليل قضت بها اوطارها
عمدت الى موسى الكليم بزفرة / منه اليد البيضاء تصلى نارها
وعلى علي وهو في محرابه / عطف بحاسمة تبل غرارها
وبمهجة الحسن الزكي تمثلت / سما تمكن من حشاه مرارها
وعلى الامين محمد بمصابها / عمدت فادركت الرزية ثارها
وعلى الفتى جاشَت فتنة / عمياء قد عصفت تثير غبارها
لمعت بآفاق البلاد فسعرت / بالنار من اعصارها اعصارها
حتىّ تبوء لغيبة بغيابه / انوار يوسف جللت اقطارها
وعلى النقي بن الزكي تأَلبت / نوب الخطوب فضاعفت اوزارها
ما للشَريعة والحوادِث لم تزل / تَجتاح في ارزائها اقمارها
جذت يمين المكرمات وبعدها / عطفت على نسق اليَمين يسارها
نوب تشاكل بدءها وختامها / فكانَ من ايرادها اصدارها
عبرت على الشعرى العبور فقصرت / من خطوها وغدا العويل شعارها
حتىّ توارَت بالحجاب فَلَم تزر / عين الهداية ليلها ونهارها
يا طَلعة الشمس المنيرة حجبت / بالطف اسرار القضا انوارها
يا غيبة المهدي وهي رَزيَّة / دهت العلوم فهتكت استارها
واِستشعرت نفسي الرواجف بعدها / اذ كل نفس لا تقر قرارها
قَد آن نفخ الصور لولا رجعة / المهدي كذبت الورى اخبارها
هي رجعة منه اِستعارتها العلى / لاخ الفضائل جعفر فاعارها
يا قر بما ابتعث الاله لدينه / ذاتا تصفح قدسها فاِختارها
قرت به عين الرسالة صادعا / بالأَمر يجلو بالقضاء غبارها
وافى دعامة عزها فاقامها / ورقى منابر وحيها فانارها
واعاد ذاك الغرس غضا يانعا / في روضة تجني الأَنام ثمارها
في دارة الشرف الرَفيع ببقعة / بل جنة قد فجرت انهارها
بمهابط الوحي الَّتي يوحى بها / كشف الفطاء لكاشف اسرارها
بمطاف املاك السماء وحسبها / فخراً ان أعتبرت هناك مزارها
وبحضرة القدس الَّتي ود السهى / لو طاف معتمرا بها اوزارها
فَعليك صلى اللَه من متوسد / حصباء احسد عن دياري دارها
جاءَت بخاتمة الرَزايا كلها
جاءَت بخاتمة الرَزايا كلها / ومضت بفاتحة الكتاب المنزل
على الذكرات البيض من ايمن الحمى
على الذكرات البيض من ايمن الحمى / اقيما بنعش زلزل الأَرض والسما
فَيا لك من خطب عرفنا بوقعه / لليلة يوم القدر ما كان مبهما
أَكاسه من وجنتيه التهبا
أَكاسه من وجنتيه التهبا / ام من دم العنقود قد تخضبا
وَبالشقيق خده مذهب / ام بدمي لما اطل اختضبا
وَتلك شمس بالنجوم احتبكت / او الحميا ما ارى والحببا
ولست ادري ارضابا احتسي / من سَلسَبيل ثغره ام ضربا
وما دريت بشذا انفاسه / ام بشذا المسك جرت ريح الصبا
وفوق عرش خده الخال اِستوى / ام ملك زنج حل دستا مذهبا
يسبي الظبا في لفتات جيده / في لفتات جيده يسبي الظبا
يَحكي كبا بطيب نشر عطفه / بطيب نشر عطفه يحكي كبا
فَلَو تراه اذ تهادى طربا / رأَيت في برديه غصنا رطبا
ولَو ترى الأَكواب حين اشرقت / لقلت ما رأَيت الا كوكبا
ودون ان يمزجها بريقه / هيهات ان اشربها او يشربا
وَالراح ما اشرق منها كوكب / الا وفي فم الندامى غربا
عتقها عاد وعندما نشا / حبابها في الكأس عادت عنبا
يا بابي بدرا تجلى طالعا / من فوق مياد القوام طربا
قد ساب افعى جعده في خده / لكنه افلاذ قَلبي سلبا
وعندما اوجس منه خيفة / القى من الصدغ عليه عقربا
زار فنبه الرَقيب جرسه / ما خلت ان الجرس بعض الرقبا
فَلَم ازل اهصر فودا حالكا / ولم ازل ارشف ثغرا اشنبا
رشا يريك الشمس والبدر معا / ان قابل الشمس والقى الحجبا
كَم سلب القلب بسيف جفنه / وكم بسحر عينه العقل سبى
وَطالَما غازَلني مرتجزا / بمثل ايام الزَكي المجتَبي
الحسن الفعل شقيق محسن / فَتى صبا للمجد من قبل الصبا
تراه شبا اذ تراه واذا / فاه تراه الألمعي الأشيبا
قد انجب الطهر به محمد / محمد الطهر به قد انجبا
قد احتَبي طفلا بابراد النهى / طفلا بابراد النهى قد احتبا
وَيافعا جرى بكل حلبة / فجازَ بالجري وحاز القصب
فهن من قام باعباء العلى / ولَم يكن يلقي اليها السببا
القائم المهدي والطرف الَّذي / في حلبات العلم قط ما كبا
وَثاقب الفكر الَّذي في نوره / يكشف عن كشف الغطاء الغيهبا
اما تراه سلسا قياده / وكانَ صعبا امره مستصعبا
جامع اشتات العلوم وهي لو / لاه لكانَت ابدا ايدى سبا
فقل لمن جاراه في مضماره / اقصر فقد غالبت ليثا اغلبا
الى علي انتمى وفاطم / فكان خير الناس اما وابا
يسبقني اليراع مدحا فارى / من اليراع ما يريني العجبا
من عصبة سما بها الى العلى / عليها ابو الهداة النجبا
ان مر طعم الشعر في سواهم / فَما احيلاه بهم واعذبا
رووا حديث مجدهم عن جعفر / وجعفر يرويه عن اهل العبا
ما ابعد المعنى عن الفكر وان / اردته فيهم فياما اقربا
وان يكن في غيرهم مشوشا / ها هو ذا عاد بهم مهذبا
فلا برحتم يا بني العم حمى / اقدح زندي بكم اذا خبا
قدمت بالاقبال والعز معا
قدمت بالاقبال والعز معا / فكنت خير ذاهب قد رجعا
فالف اهلا بك من مزدلف / يَرمي الجمار في منى تطوعا
وَيالَك البشرى بما خولته / مستلما ذاك الصفيح الارفعا
ملبيا لِلَّه حول بيته / يا خير من طاف ولبى وسعى
يممته نافلة فكنت من / ذى الفرض ذاك المتواني اسرعا
فَلَم تَزَل تطوي الفلاة والها / وفي ذميل اليعملات مولعا
حتىّ اصبت من شعاب مكه / ما شعب الفواد حتىّ انصدعا
وجداً لهاتيك الديار انها / كانَت لاقمار السماء مطلعا
ديار اهليك الالى بسرهم / قد امسك اللَه السما ان تقعا
طوبى لذياك الصعيد انه / بالمسك من وطأته تضوعا
وَنالَت البشرى بطاح مكَّة / هَذا محمد اليها رجعا
شد لذي الجحفة فضل ميزر / فحل اوزار العباد اجمعا
وان قوما فيهم محمد / لو نزل العذاب عنها ارتفعا
يا ايُّها السالك في منهاجه / ينشر نهجا للندى ما شرعا
جاء من الجود بكل بدعة / ما ضل من يستن تلك البدعا
ينحر للضيفان كل ليلة / مثنى ويزداد عطاء اربعا
لو ادعى المجد سواه مدع / رد لسان المجد ذاك المدعى
فسل به البيداء اذ ينبتها / نداه بالدهن صحافا شرعا
لكنه متى اِستقل ذاهبا / لا ينبت الرَبيع منها مربعا
فَيا لطيف الطبع لا احسبه / الا على خلق النسيم طبعا
ان الحمى بعدك ضاق رحبه / ذرعا واذ نزلت فيه اتسعا
والحلة الفيحاء لو قد علمت / سارَت باهليها اليك خضعا
هبوا اهيل الود من فياحة / ما ضمنت الا بليغا مصقعا
حتىّ كان حيدرا اعارها / لسانه ذاك البديع المبدعا
يا من نهني الدين بابن كهفه / وكهفه كان الاعز الامنعا
مستودع السر الَّذي في روعه / كانَ ضَمير الغيب سرا مودعا
ومظهر النور الَّذي اوهمته / من جانب الطور لموسى لمعا
المستطيل شرفا من دونه / لو حلق النسر كبا فلا لعا
الراشد المهدي والقطب الَّذي / قام باعباء الهدى مضطلعا
فاصدع ولي الامر بالامر فمن / احق منك بالهدى ان يصدعا
وليتلاف المجد منك جعفر / ولا اقول البحر ساء جرعا
فالبحر لو ساورت منه غرفة / تذهب بالامعاء او تقطعا
وَذاكَ عذب سائغ شرابه / اوحى لكل غلة ان تنجعا
فَلَم يكن الا اماما صادقا / يأوي اليه كل مت تشيعا
ولَم يكن للدين الا صالحا / يملأ آفاق البلاد ورعا
ذاك ابو الهادي ومن عن مثله / قد عقمت ام العلى ان تضعا
فما اِستشف منه وجه ابلج / الا وقيل بدر ثم طلعا
ولو اعار البدر من جبينه / ما خسف البدر فعاد اسفعا
وَبالحسين من شعاع نوره / لَو قابل الشمس ابت ان تطلعا
ذاكَ الَّذي اذ ولدته امه / عدت اباة الضيم منها اربعا
الواصلين المجد بالمجد ولو / نيط بغير هاشم لانقطعا
فَلَم تقم انثى عن ابن حرة / كمثلهم متى استهل برعا
ولَم تلد مرضعة كمثلهم / من طيبين مولدا ومرضعا
يا عصمة اللاجين من اخوالهم / وعدة الداعي اذا الداعي دعا
وَالقائمين الليل اما سجدا / لِلَّه تعظيما واما ركعا
من انجم ما شع منها كوكب / الا وفرق الافق منها نصعا
ولا اِستهل الودق من ايمانهم / الا الحيا منه حياء اقلعا
قرت به اعينكم من قادم / من بعده طرف الهدى ماهجعا
فَما برحت شغفا اضمه / ضم الكمي سيفه ان يقطعا
وَكَم اذلت فرحا من ادمعي / يا رب فرحة اذالت ادمعا
فَيا رَعاك اللضه من مغترب / آب الى الأهلين شوقا مسرعا
أهلا بطيفك يا سعاد ومرحبا
أهلا بطيفك يا سعاد ومرحبا / فَلكم به قبلت ثغراً أشنبا
عاودت بالحسن الجميل فاجملي / وهبي ثناياك العذاب معذبا
ايصان ذياك الجمال بساتر / لا عذر للوجنات او تتلهبا
فاِستقبلي غض النسيم خلاعة / ومري قوامك ان تميل به الصبا
وَعَلى العيون الشاخصات تصدقي / ان لا ترى قمر السماء محجبا
فالى يا نالتك جلوة قادم / قد شع في افق الرصافة كوكبا
اهوى الى دار السلام فاشرقت / بقدومه تلك المعاهد والربى
ضمته وهو المُصطَفى فتخالها / بالبشر حين استقبلته يثربا
طاف البلاد فعمها بنواله / وَكَذا السحاب مشرقا ومغربا
بانامل ساجلن عشر سحائب / لَو لم يكن بعض السحائب خلبا
شملتك يا دار الاحبة بهجة / كالربع لاطفه السحاب فاعشبا
من ريق كالبدر عند كماله / صدع الدجى فاحال منه الغيهبا
من مقدم تلقاه في وثباته / وَثباته ليثا وطودا اخشبا
يمسي العدو وماله من عاصم / سيان شرق خائفا او غربا
فاعجب لمن نزع المروة والحيا / وغدا بمدرعة الهوان مجلببا
ومن العظيم على العظيم هجومه / لا خائفا وجلا ولا مترقبا
وَوَاء ذاك الامر امر دونه / سيف نبا وجواد مستبق كبا
امر وماذا انت من تحديده / لَولا مس الصعب الحرون لأَصحبا
لِلَّه غيرة آمر قد اوجبت / حكم القصاص واكدت ما اوجبا
واما وما في حكمه من حكمة / لَولاه ذاك السيل قد بلغ الزُبى
اممنع الاسلام ضلة غاشم / وَحفيظ دين اللَه ان يتشعبا
شكرا لنعمتك الَّتي اسديتها / فبررت فيها المُصطَفى والمجتَبي
السابقين الى العلى ابناءها / باب وام ما اعف وانجبا
الذائدين الضيم عن جاريهما / وَالسامعين نداهما ان ثوبا
القابضين على الشهامة في يد / وَالمسكين بحرص اخرى المذهبا
ضدان في نيل الثناء تغالبا / وَالماء يوشك طبعه ان يغلبا
فَمَتى طغت نار الشهامة اطفآ / بالنسك تلك النار ان تتلهبا
وَالطيبين زكت منابت غرسهم / فتزودى يا ريح من نشر الكبا
والماجدين تمج من ايمانهم / لجج البحار وعاذر ان تعذبا
من كل ابيض ييتشف كريمه / بشرا اذا وجه الحوادث قطبا
متبتلا لِلَّه يسأَله الرضا / وسواه ليس يضيره ان يغضبا
اخوي في حلل المسرة فارفلا / متقابلين على الأَسرَّة وادأبا
واليكما العود الذكي فانما / اذكيت للملكين ان يتطيبا
صبرا جَميلا فَلعل وعسى
صبرا جَميلا فَلعل وعسى / يورق عود الوصل بعد ما عسا
وَالدهر قاس قلبه وربما / يَلين قلب الدهر بعدما قسا
يا دهر كم مارستني في موقف / شاهدت منني فيه قرما اشوسا
لا ينثَني عن غاية يطلبها / او يبلغ الغاية صعبا اشرسا
ابوه قد اسس بيتا للهدى / وهو بني فشاد ما قد اسسا
من فتية ابوهم عليها / وامهم فاطمة خير النسا
ما اصبح الصبح على امثالهم / اطواد عز لا ولا امسى المسا
من كل وضاح الجَبين نوره / استعار نور الشمس منه قبسا
ما عسعس الليل على آملهم / الا وصبح جودهم تنفسا
وَعيلم ان اعضلت معضلة / كانَ لبرء دائها نعم الاسا
يا دهر خذ بالقرب مني نفسا / وعد كل العمر ذاك النفسا
اسلمتني الى الاسى من بعدهم / من بعدهم اسلمتني الى الأَسى
أَهاتيك سلمى في بديع جمالها
أَهاتيك سلمى في بديع جمالها / ام اختلس التهويم طيف خيالها
بلى بكرت سلمى علي فاعشبت / خمائل كاد البير يزري بحالها
وَيا حبذا عهد لسلمى بذي الغضا / به نعمت عيني زَمان وصالها
كَما نعمت هذي المرابع بالرضا / وَبالمُصطَفى بدر العلى وهلالها
فبشراهما بالفوز في نيل غاية / تقاصرت التيجان دون منالها
فقد ادركا ما املا من مثوبة / اماثل قوم احجمت عن منالها
وَطافا ببيت اللَه سبعا ولبيا / اذ الاس خرس من مضيق مجالها
وَطوبى لكل منهما في التثامه / ثرى كعبة دان السهى لجلالها
فقد خلعا ثوب الخطا فكساهما / حجى كل نفس من حميد خلالها
فقم بي نهني الصالح البر انها / لساعة انس اطلقت من عقالها
فَتى فيه للعافين امنع جنة / اذا استلت الايام بيض نصالها
قد استعبد الاحرار جودا فاصبحت / تقيه بيمناها الردى وشمالها
وقد طلق الدنيا فالقت بنفسها / فَلَم يرض مختارا بغير اعتزالها
وَمال الى الاخرى بنفس زكيَّة / يفوه فم التقوى بمدح خصالها
وَعبدالكَريم المرتضى في خليقة / تريك كمال المُصطَفى في كمالها
نشا يافعا والنسك ملؤ اهابه / ففات اهيل النسك غب اكتهالها
يجود على العافين سرا وربما / شجته اذا ما اعلنت بسؤالها
وهن الفَتى الهادي بمقدم آله / وَلِلَّه نفس اذ تهنى بآلها
فَكَم بات يَرعاها بعين قريحة / وقلب عليها راح هيمان والها
فَبشراه في عميه ساعة اقبلا / على كل حرف تنبري عَن ظلالها
وَطوبى له من لو ذعي مهذب / تغنى به البيض الدمى في حجالها
به خلف المهدي نفسا زكيَّة / تفوق سموا في جميع فعالها
اليكم بني المجد الرَفيع خَريدة / بكم راق معنى حسنها وَجَمالها
من ألبس الظبي حلة القمر
من ألبس الظبي حلة القمر / وَتوج الغصن حلية الشعر
وعلم الحور فتك احورها / فسل للسفك صارم الحور
يسطوا على العاشقين منتصرا / بسيف جفن للغنج منكسر
يخطر نشوان في غلائله / كالبان والعاشقون في خطر
مهما تجلى قامَت قيامتهم / فهم سكارى منه بلا سكر
منعطفا كالقَضيب من هيف / ملتفتا كالغَزال من ذعر
والدر والورد بين منتظم / في شفتيه وبين منتثر
والخمر من عذب فيه معتصر / من لي بخمر من فيه معتصر
شمس مدام يديرها قمر / على ندامى كالانجم الزهر
في مجلس للسعود منعقد / وَمريع بالسرور منعمر
يا حبذا ليلة بها اقترنت / بطلعة الشمس طلعة القمر
هنيء به جعفرا واسرته / خير سراة تنمى لخير سري
وهن قطب العلى محمد / الموفي بمعروفه على البشر
ازكى امام للخلق قام بامر اللَه / بعدا الائمة الغرر
خلافة جاءَها على قدر / كما اتاها موسى على قدر
اصبح كسر العلوم منجبرا / به وَلَولاه غير منجبر
ان تلقه والدهور عابسة / يَلقك فيها بالمنظر النضر
من غيره يلتَجي لجانبه / ومن سواه يرجى لدى الغير
يهمى على الناس بالندى كرما / ان ضن هامى السحاب بالمطر
بني علي دمتم لملتجأ / حمى وعشتم غنى لمفتقر
رعت العهود فانجزت ميعادها
رعت العهود فانجزت ميعادها / من بعد ما قصرت عليك ودادها
لك نَفسي ايُّها الساقي فدى
لك نَفسي ايُّها الساقي فدى / وَلجفنيك اذا ما هو ما
هاتها اعذب من قطر الندى / من لماك العذب يا عذب اللمى
وَعَلى شرط لبانات الهوى / فاروعن اسحاق ما يطفي الجوى
وَرَعى اللَه هذيما اذ روى / نبأ عنه صحيحا مسندا
عن هزار الايك لما نغما /
وَعَلى الندمان يا حلو الدَلال / فاحثث الكأس يمينا وَشمال
وَالَّتي في فيك من خمر حلال / لا تنل غيري منها احدا
انها ما شرعت للندما /
وَبِذاكَ القد فاخطر مرحا / وازح عنا العنا والترحا
ومن الابريق فامل القدحا / من طلا الطف من قطر الندى
او لمى اعذب من ماء السما /
وانتبذ بالراح شرقي الغضا / نعطف الآتي على ما قد مضى
هاجَني لامع برق اومضا / فهو كالسيف اذا ما جردا
او كبرق الثغر لما ابتسما /
لك قد يخجل الغصن النضير / وجفون ما لها قط نظير
وَبعينيك احورار مستدير / يصرع الليث ويردي الاسدا
ما عهدنا الظبي يردي الضيغما /
قسما بالطرف لما ان سها / فوق خد فوقه الورد زها
ان قَلبي عنك يوما ما سها / لا ولا هم بلهو ابدا
انه من حبكم لن يسأما /
حبذا ذيالك الروض الانيق / فوق خد مثل محمر الشقيق
ام تراه بدمي لما اريق / منه قد ضرج خدا فغدا
من دمي المطلول يحكي العندما /
قم من النغمة فاملأ مسمعي / واعد في الحي ميتا لا يعي
واذا كنت نديما لوذعي / دونك الليل فخذه موعدا
رب سر بسرار كتما /
ومن الليل ارتقب وقت السحر / علنا نقضي ولَو بعض الوطر
وقبيل الفجر ما احلى السمر / سل به القمري لما غردا
وَالصبا الغربي لما نسما /
فهو ينبيك وان لم يفصح / انه وقت تعاطي القدح
ومتى قمت قبيل الوضح / فادع لي بين الندامى معبدا
انه اعذب صوتا وفما /
هلا لايام بحزوى ان تعود / في الحمي بيضا كايام السعود
علما يخضر عودي فيعود / بعدما قد كان يَشكو الاودا
خضل الاعطاف بالبشر نما /
يا مهاة ملكت في دلها / اريحيا فرعه من اصلها
وبما قد منحت من وصلها / سمحت رغما لآناف العدى
لغلام جعفري المنتمى /
فلك البشرى بها عبدالحسين / فَلَقَد نلت بها قرة عين
وَيَمينا صادقا من غير مين / انها من خير ابيات الندى
بل هي الخيرة من اهل الحمى /
يا ابا المهدي بشراك الهنا / فَلَقَد خولك اللَه المنى
ولان لقبت فينا المحسنا / فَبِما طلت على الناس يدا
طوقت جيد المَعالي كرما /
فمَتى جد الحيا في صوبه / فهو لَولا قطره من سيبه
واذا ضم يدا في جيبه / خرجت بيضاء تهمي عسجدا
دونها الغيث اذا الغيث همى /
من رجال ورثوا مجد الالى / عقمت عن مثلهم ام العلى
ليسَ يبعي الدين عنهم بدلا / فاذا ما اللَه بالعز بدا
اول الدين ففيهم ختما /
من ترى منهم ترى بحرا خضم / يلفظ اللؤلؤ من موج الكلم
كل فرد منهم الفرد العلم / شأنه مرتفع عند الندا
وَكذاك الرفع خص العلما /
حيثما ملت تجد عين الرضا / من فَتى في حكمه الفصل قضى
كابن موسى وابي موسى الرضا / عامل يرفع اعلام الهدى
فَلِلَّه للدين امسى علما /
خازن الاسرار عن كشف الغطا / وهو العصمة من كل خطا
منه كم فاض نوالا وعطا / وابل لو ترك الناس سدى
اصبحت وهي وجود عدما /
هو عن اهليه يروي ما روى / باشارات بها الفقه اِنطَوى
وعلى منبره لما اِستوى / بث ما بل به منه الصدى
وَالزلال العذب ري للضما /
ليت شعري أي معنى اصف / من مَعانيه الَّتي لا توصف
حسب فيه الورى لو انصفوا / كلها القت اليه المقودا
لو غدت ترعى لحق ذمما /
وَبحسب المرء اذ يكبوا النصيب / صالح الفعل ابو الفضل الحبيب
من علي نسبا غير عجيب / لَو غدا كالبحر موسى في الندا
شيخنا المولى امين العلما /
هم نجوم الدين اعلام الزمن / والادلاء على فرض السنن
اخلصوا لِلَّه سرا وعلن / شيدوا الدين فكانوا عمدا
وَبِذاكَ الافق لاحوا انجما /
لهم دام الهنا والجذل / وَجميعا ادركوا ما املوا
عشقوا العلم وفيه عملوا / شيمة الساري طريقا جددا
وَكثيرا تارك ما علما /
طاف بالكأس غرير احور
طاف بالكأس غرير احور / غنج الالحاظ ممشوق القوام
طاف يجلوها على ندمانه / والشذا يعبق من اردائه
فرأَيت السحر في اجفانه / آية للحب ليست تنكر
فغراما يا بني حام وسام /
حبذا الايام في وادي العقيق / مذ تهادى حاملا كأس الرحيق
فلكم اطفأ فيها من حريق / في سويداء فؤاد يسعر
وهو لولا الظلم لم يطف الاوام /
فشربنا الراح اذ ولى الصباح / وانتشينا طربا والدهر صاح
ويح ديك الصبح اذ حس فصاح / فانتشرنا لؤلؤا ينتثر
بعد ما راق جمانا ونظام /
يا خَليلي بسلع فالغضا / قد ذكت في مهجتي نار الغضا
هَل تعودان الى ما قَد مَضى / فعسى يخبوا شواظ يسجر
في فواد ذاب وجدا وهيام /
فتعيدان لي العهد القَديم / في الاثيلات وبانات النعيم
اذ جلا الراح لنا ظبي رخيم / ناعس الجفنين احوى احور
ما احيلاه وما احلى المدام /
يا له عصر تصاب سلفا / بين اكناف المصلى والصفا
طاب فيه العيش والورد صفا / وانجلى الهم به والكدر
اذ تعاطينا الطلا جاما فجام /
كليال نال فيهن المنى / خلف الغر الهداة الامنا
حسن ما انفك يولي الحسنا / وكفى حسناه لما تذكر
عبق في طيبه نشر الخزام /
من بني جعفر اعلام الهدى / وشقيق المحسن المولي الندى
منهما لم الف الا سيدا / عرق المعروف فيه جعفر
ولما اسس قد شاد دعام /
قم نهني بهما المهدي من / طوق الاجياد في جود ومن
وعلى الدهر له كم من منن / كل حي من بنيه يشكر
بعض ما تولي اياديه الجسام /
هو شيخ الكل في الكل الَّذي / لم يزل يجلو قذى الطرف القذي
واذا شئت فدع ذاك وذي / وانتظر ما سوف منه يظهر
فهو المهدي ان لدّ الخصام /
يا ابا المولى ومولى الملوين / من سرت آلاؤُه في الخافقين
بك قرت من قريب كل عين / فلكل فيك يرجى وطر
مثلما قرت باهليك الكرام /
عيلم في العلم زخار خضم / منه كم من جعفر فاض وكم
هو في الاعلام كالفرد العلم / كل موصول له مفتقر
مستعيدا صلة في كل عام /
يا بني المجد لكم دام السرور / وارتدى الكل باثواب الحبور
كنظامي ساحبا ذيل الغرور / فوق هام النجم وهو الاجدر
ليس يثنيه عتاب وملام /
وبكم لا زالَ يرتاح الوجود / كل عصر فيه منكم ضاع عود
دون ادنى نشره نشر الورود / كنظامي وهو فيكم عطر
حيث قد كان له المسك ختام /
منازل الحي من نعمان
منازل الحي من نعمان / حياك صوب الحيا الهتان
بوركت يا دارنا من دار / حياك صوب الحيا المدرار
وَفاح فيك النسيم الساري / بنفحة الشيح والريحان
يا دارنا عن يمين الضال / حياك صوب الحيا الهطال
كم فيك من ذي لمى عسال / يقتل في لحظه الوسنان
ما زلت يا دارنا بالخيف / مونقة بالشتا والصيف
من آخذ لي بحد السيف / بالحيف من فاتك الاجفان
منازل الشوق في تيماء / ذكرتني العهد من لمياء
وزدتني الداء فوق الداء / عياء اعيا على لقمان
مَلاعب للدمى كم فيها / مها شربنا الطلا من فيها
ما تطلع الشمس في ناديها / الا وغابت بوجه قاني
منابت الشيح والقيصوم / ابحت من سري المكتوم
ابكيك باللؤلؤ المنظوم / تمزجه العين بالمرجان
من ناشدلي بوادي سلع / وفي العقيق انتثار الدمع
تلك حشى قد جرت بالجزع / لجيرة الحي من قحطان
يا ظبية الانس من اغراك / بقتل من قلبه يهواك
وَبالجفا ما الَّذي افتاك / فدنت بالصد والهجران
ان تعطفي في طريق الحب / على فواد المعنى الصب
فلفتة منك تحي قَلبي / او فابعثي الغمض للأَجفان
ومن لجفني بغمض يوما / قد نذرت عنه عيني صوما
تاللَه من قد رآك نوما / او زرته يقظة سيان
لَولاك ما هامَ قَلبي وجدا / ولا تذكرت يوما نجدا
ولا تنشقت منه الوردا / ولا تعشقت غصن البان
اذلت يا درة الغواص / دَمعي ذاك الجموح العاصي
اقسم في سورة الاخلاص / لانت اشركت في الاديان
الية بالقوافي الغر / واللؤلؤ المنتقي من شعري
وما تحملته من ضر / لما حدا سائق الاضعان
ما نالَني من سرور الا / غداة وافى شقيق المولى
اولى بنيل الأَماني اولى / من طاب في السر والاعلان
ان سار في البر فهو البحر / او ذكر النسك فهو البر
غوث صريخ وغيث غمر / ينهل في خالص العقيان
ذو نائل اين منه الغيث / وعزمة ابن منها الليث
فَفي الملمات نعم الغوث / قد علمت سائر الاقران
طوبى له يوم زج العيسا / للبيت لا يعرف التعريسا
مهاجر بالسوى لو قيسا / لفاته في حجى سلمان
اجاب داعي اله الخلق / منتهجا منهجا للحق
فحاز فيه فخار السبق / في حلبة الدين والأَيمان
الية بالصفا والحجر / والأَسعد المصطفى للسر
وما حوته منى من بر / وَبالمقامات والأَركان
ان سليل المعالي الغر / وابن حليف التقى والفخر
اكرم من حجها في الدهر / واستلم الركن من انسان
ما زارَ ذاك المقام السامي / لمحو ذنب ولا المام
لكنما طاعة العلام / قادته للموقف الرحماني
سعى إِلى اللَه لا عن دعوه / فطاف بين الصفا والمروه
وعندما هام فيه صبوه / لباه من شاسع الأَوطان
فَلَم يزل سعيه مشكورا / وحجه لم يزل مبرورا
طوبى له اذ اتى مسرورا / جذلان افديه من جذلان
نال المنى في منى والسولا / وعندها ادرك المأمولا
اخويد في المَعالي طولى / نيطت بها عروة الأَيمان
ومن تربى بحجر المهدي / فهو رضيع العلى في المهد
من والد منجب بالولد / ليس له في الورى من ثاني
ذاكَ اخو جعفر من فاقا / بسمعة تملأ الآفاقا
فجوده طوق الأَعناقا / وعلمه حلية الآذان
ذو خلق كالنَسيم الساري / لاطف عذب الزلال الجاري
وفكرة كالزناد الواري / تقدح بالفقه والمرفان
والعصر هَذا امام العصر / من ضل عن نهجه في خسر
وفقت فاصدع ولي الأَمر / بالأَمر يا نظرة الديان
وفقت فاصدع بامر فينا / مهدينا انت بل هادينا
قد ظهر الحق في نادينا / بل اِنزوى طائف الشيطان
قم فاملأ الأَرض قسطا عدلا / فجائر الحكم عنها ولى
كل لسان لعمري كلا / وانحط عن مدح ذاك الشان
ما يسع المرء من تعديد / قد دق كنها عن التَحديد
الية بالمها والغيد / لانت لاهوتها الروحاني
مسدد الرأي عن تَدقيق / وآية اللَه بالتَحقيق
ازهى من الروض في التَنسيق / قد حف بالروح والريحان
فكم له من صفات حسنى / منها ابن سينا استفاد المعنى
قد قرطت للمَعالي اذنا / اذ ملأت اعين الاعيان
هنئت يا صالح الاعمال / القى امين عصى الترحال
فنم هنيئا خلي البال / قرين عين مدى الازمان
من عالم عامل بالعلم / وَحاكم عادل بالحكم
وحازم آمر بالحزم / عن زلق الشيب والشبان
فرأَيه معقل الآراء / ان خبط القوم في عشواء
وَسامع الشيء غير الراء / ان قام بالوصف والتبيان
ليس له في الوَرى من ند / وليس كل الشذا كالند
ما بين جنبيه نفس المهدي / وَهو لها صالح الجثمان
بالحمد احرى وفيه اولى / من عم كل البرايا طولا
فهم مواليه وهو المولى / والحر رق لذي الاحسان
في كل عرف غدا معروفا / وفي الندى والعلى موصوفا
هل ورث العلم والمَعروفا / عن جده العالم الرباني
فَلا برحتم ذوي الارحام / لشرعة الدين كالاعلام
اليكم كل طرف سامي / من كل ناء نأى او داني
ولم يزل نجمكم وضاحا / تخاله في الدجى مصباحا
في ظل من احسن الاصلاحا / لما وهي قبل من بنيان
فهو رضا للمَعالي الغر / وخيرة للعقول العشر
ما زالَ في جهرة او سر / يدعو الى طاعة المنان
دعا واكرم به من داعي / رعى واعظم به من راعي
وعى واسمع به من واعي / قد اثبت الحكم بالبرهان
أيُّها الساقي ادرها كلما
أيُّها الساقي ادرها كلما / لمعت في الأفق نار الفرس
قهوة اعذب من ماء السما / لاطفتها نسمات القدس
بنت كرم زوجت بابن السحاب / فاِنثنت ترقص اطفال الحباب
تجتلها من بني الفرس كعاب / برزت كالشمس تجلو انجما
من كؤوس نثرت في المجلس / تارة فذا واخرى توأما
شيمة القينات بالاندلس /
لك نفسي ايُّها الساقي فدا / هاتها الطف من قطر الندى
لم يطب للصب عيش ابدا / دون ان ينتاش كأسا مفعما
راق في ايدي الجواري الكنس / وَرَحيقا عاد ممزوجا بما
لا شكت عينك يا ظبي الصَريم / هاتَها ممزوجة في ظلم ريم
فَلَقَد هاج بي الشوق القديم / لعهود سالفات بالحمى
وَرَقيباي بلحظ اشوس / فرصة خذها لانس مغنما
قبل ان ينشق جيب الغلس /
ليلة حل بها شرب المدام / سحرا من بعد ما كانَت حرام
فاجل من جاماتها جاما فَجام / واسقني الصهباء يا عذب اللمى
فَلَقَد طاب تعاطي الاكؤس / وانل منها اكف الندما
وَيك وأذن في ذهاب الانفس /
لا ارى امثل من شرب الرَحيق / طافَ فيها غنج معسول ريف
يكبس الوفرة بالمسك السَحيق / كلما ناولنيها ابتسما
عن لمى يطفي لهيب القبس / ورَماني من لحاظ اسهما
فتكت في القلب من دون قسي /
حبذا الحسناء زارَت في الدجى / فوهبناها الحجى والمهجا
فاز عباس بها واِبتهجا / عندما القت اليه معصما
وهي ترنو في عيون النرجس / وانزوى عن حسنها بدر السما
اذ بدت في حلة من سندس /
قم نهني شيخنا الفرد العلم / قطبها المهدي والطود الاشم
ذاك شمس الدين ما بين الامم / نوره يجلو عن العين العمى
اذ بدا في ثوب نسك اطلس / من علي وهو نعم المنتمى
او بتول طهرت من دنس /
جعفري من بني كشف الغطا / لم يزل ازهاره ملتقطا
يا لدر منه سمعي قرطا / وبه روى نفوسا هيما
سكرا تحسبه اذ تحتَسي / باصول تخذتها سلما
لمدى قصر ايدي الفرس /
وَبِذاكَ البشر هنى ابن جلا / جعفر الفضل وعين الفضلا
رب سر غامض فيه انجلى / بعدما قد كانَ صعبا مبهما
عاد طوعا ذا قياد سلس / لابِسا ثوب الجلاء المعلما
وهو للأَبناء اسنى ملبس /
هاكَها من دون من واذى / كاعبا تجلو عن العين القذى
مهرها منك قبول واذا / شئت توجها بلطف مثلما
توجتها فكرتي في برنس / برنس فكري له قد نَمنَما
وَكَفاها منه تاجا تَكتَسي /
أرح العيس على رمل الحمى
أرح العيس على رمل الحمى / انه رضراض در النجف
واستلم قدس ضريح قد سما / مثل افلاك السما في الشرف
ارح العيس فقد طال النوى / والاسى اعوز والسلوان عيل
قائلا ما بين بانات اللوى / والنَسيم الغض بالروض يميل
علما يخضل لي عود ذوى / اذ يدير الطرف ذو طرف كحيل
يا لطرف بابلى المنتمى / فقصارى الغمز فيه تلفي
ولا هداب براها اسهما / اسرفت في القتل كل السرف
سل اهيل الود لما احتملوا / في ظلام الليل عن وادي السلام
اترى هل ادركوا ما املو / بحمى طيبة والبيت الحرام
ام تراهم بلغوا ما املوا / بالدعا بين المصلى والمقام
شكر اللَه مساعيهم كما / اخلصوا لِلَّه ذل الموقف
شخصا ابصارهم نحو السما / بخشوع ودموع ذرّف
أَسر اليه هل علمت مودتي
أَسر اليه هل علمت مودتي / فقال وهل يخفى الوداد لذي ود
وقلت وعهدي هل رعيت ذمامه / فردّ بطرف اللحظ اني على العهد
فحدت عن الاظهار عمد السره / وما حاد ذو الاسرار يوما عن القصد
واظهرت ما تخفى السرائر من هوى / وافشى الَّذي يخفى الفواد على عمد
واني على ما كنت لست مغيرا / مزاياه من علم غزير ومن مجد
ومن كانَ لي خلا فلست مجانبا / ودادا له حتىّ اغيب في لحدى
وما كانض ظني اذ رجوت بفضله / بلوغ مني منه لدى القرب والبعد
فقد ردني عما سالت ولَم يكن / يرد سؤالي ويخالف في وعدي
واني لاهوى ماله مال طبعه / وَناهيك من طبع تضمخ بالند
فان كان ما اهوى فذاك بفضله / وان كان ردي فهو احلى من الشهد
وَيلاه من ليلة قد زارَني رشأ
وَيلاه من ليلة قد زارَني رشأ / فيها كما شع في جنح الدجى قمر
اشكو واشكر الحاظا لذي غنج / حلو الشَمائل في اجفانه حور
ما زارَ الا وواشيه يفرقنا / فليته فارقاه السمع والبصر
يلج بالعذل مشغولا بفرقتنا / حتىّ افترقنا ودمعي دونه المطر
وَيلاه لم اقض منه في الدجى وطرا / اذ زارَ وهو بجنح الليل مستتر
ما ضر لو رمت احظى منه في وطر / فينعش الروح مني ذلك الوطر
افديه من ذابح في حد مديته / فواد كل محب شأنه الحذر
وَمرهف الجفن احوى لا يَزال به / يفري رقاب اسود للوغى ادخروا
آل المَعالي الغر آل جعفر
آل المَعالي الغر آل جعفر / وَجعفر خيراب للسؤدد
ابناؤُهُ آباء كل مفخر / وآل كل سؤدد مؤيد
لان قضوا قبل اوان موتهم / فالورد قد يذبل والعود ندي
وان تناهَت قصرا اعمارهم / فمجدهم جاوز عمر الابد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025