المجموع : 81
بئس المجد اذ اقام طَويلا
بئس المجد اذ اقام طَويلا / ثم ولى وقال صبرا جَميلا
املك الصبر بعد قولك هَذا / زدتني ويك رقة ونحولا
يا غَليلي ومن لغلة قَلبي / يبست نجعة تبل الغَليلا
جف عود الرجا فالعين لا / تعرف لا آملا ولا مأمولا
دك طود الحجى ودكدكت / الارض وَكادَت جبالها ان تزولا
غاب بدر الدجى وَكورت الشمس / وَخرت شهب السماء افولا
مال جيد العلى وعما قَريب / كان في الجو قائما مستطيلا
عثر الدهر واِستَقال وانى / يغضب المجد ان يراني مقيلا
مات مهديها فحي عَلى الموت / ويا طيبه قبيلا قبيلا
ولَو انَّ الخَليل يقبل منه / لافتدى بالذَبيح اسماعيلا
أي هدي يسوقه بالغ الكعبة / لو انَ هديه مقبولا
يا امام الهدى كفى الدين ذلا / ان يبيت العريز فيه ذَليلا
كنت كهفا وَللعفاة مقيلا / وعلى المسلمين ظلا ظَليلا
يا رَفيع الذرى وقد كنت طودا / ضعتي ان ترى كثيبا مهيلا
يا ربيع العفاة غير كثير / لو ابت ان تقيم الا قَليلا
يا هلالا يأوى ثرى القبر برجا / وهزبرا تبوء القفر غيلا
يا عَليما ببعض ما علم اللَه / وكانَ المضعقول والمَنقولا
يا لَطيفا رقت شمائله الحسنى / فاوهن شمألا وشمولا
يا مُغيثا وكنت غيثا مريعا / صوت مستصرخ وربعا محيلا
يا مخفا الى العلى غير وان / حاملا للإِسلام عبا ثقيلا
وَبِنَفسي من راحل انت صاح / الجود من بعده الرَحيل الرَحيلا
ان كفا تجاه نعشك مدت / طالما قد مددتها مستنيلا
وجفونا اغضت على لين / نعماك لسهدتها زمانا طَويلا
فاذا ما كبا برزئك ضعفي / فَلَقَد قام في السماء جَليلا
يغضب المجد ان يرى لك ندا / وسوى صهرك الاغر بديلا
كنتما الفرقدين في الافق / الاعلى تضيئآن هاديا ودَليلا
فهوى فرقد برغم اخيه / يا اخاه صبرا عليه جَميلا
وَبحسب الهدى فرائدك / الغر له نسجتها اكليلا
زنت جيد الهدى بهن عقودا / عن سواها خلا خلا وحجولا
يهن عينيك ان ترى من علي / جعفر افاض بالمَكارِم نيلا
فاِستوى الماء طافحا وهو علم / رب علم تخاله سَلسَبيلا
طالَ والحق ان يطول واولى / بيد اللَه ان تكون الطولى
فرقى منبر النبوة يوحي / من سما فكره اليه رسولا
وَتلافى جناية الدهر حينا / ظل فيه ذوو العقول السَبيلا
حسبك اللَه من بَديع صفات / لنعما بهرت فيها العقولا
دمت ما دامَت السماوات والارض / وكلتاهما اذاً لَن تَزولا
عملا صالِحا ومولى امينا / وَكليما بكل وصف نَبيلا
اللَه ما ذا الحادِث الجلل
اللَه ما ذا الحادِث الجلل / قَد دَكَّ من السهل والجبل
جلل تلهب صدره شررا / قذفت به الاملاك والرسل
فالدهر لا شمس ولا قمر / وَالناس لا علم ولا عمل
فكأَنَّما الأَيّام طالعها / زحل واسوء طالع زحل
وَالناس سكرى حين تنظرها / فكأَنَّ كلا شارب ثمل
واصم اعجم جد في عذلى / اولى بسمعك ويحك العذل
فَلَقَد جهلت وكلهم علموا / لا بل جننت وكلهم عقلوا
سل بالسماء فمالها التَهَبَت / حتىّ كأَنَّ نجومها شعل
وكأَنَّها حلبات عادية / فيها الملائك في السما قتلوا
تنبيك عن سهمين قد فعلا / في الدين ما لا تفعل الأسل
يا للرجال لحادث جلل / يَتلوه رزء حادث جلل
فترى العباد وكلها نكد / وَترى البلاد وملؤها زجل
يا ضلة الأسلام اذ عميت / عيناه حتىّ ضلت السبل
يا روعة المعروف اذ قطعت / كلتا يديه فراعه الوجل
يا مثلة شنعاء قد عبثت / في الدين فيها يضرب المثل
مات الرجاء وكلنا امل / غاض العباب وكلنا وشل
يا غلة المعروف فالتَهبي / اليوم لا على ولا نهل
خفي الصواب وكلنا خطأ / اودى الرشاد وكلنا زلل
فاذا دنت شهب السنين فمن / فيه يغاث الناس ان سأَلوا
يا سَيدي قوميهما وكفي / شرفا بساق العرش يتصل
شرف ابر على النجوم فذا / تعنو له الجوزا وذا الحمل
يا غيبة المهدي جئت بها / برجاء لم تبرد لها غلل
بكر النعي على النَقي بها / وَلذاك رزء ليس يحتمل
حتّى قَضى اسفا على رجل / ما ان له من بعده بدل
هَذا الوفاء وَياله شرفا / ثبتت عليه السادة النبل
واساه في الدنيا وحيث إِلى / الاخرى ترحل فهو مرتحل
كذبتك عينك حين تنظره / فَتَقول قد اودت به العلل
ومفند بالعتب قلت له / فند لرأَيك ايها الرجل
اجهلت رزء الغاضرية ام / سيان منك العلم والجهل
ان الالى بالطف قد ضربت / لهم على همام السهى كلل
كان الرَجاء بان يكون لنا / بهم العزاء فخيب الامل
حتىّ غَدونا اسوة لهم / وكذا لكم اسلافنا الاول
طرقتك مرزئة تأجج نارها
طرقتك مرزئة تأجج نارها / وَتَكاد تلحق بالسماء شرارها
درست رسوم مدارس العلم الَّتي / صحف الخَليل قضت بها اوطارها
عمدت الى موسى الكليم بزفرة / منه اليد البيضاء تصلى نارها
وعلى علي وهو في محرابه / عطف بحاسمة تبل غرارها
وبمهجة الحسن الزكي تمثلت / سما تمكن من حشاه مرارها
وعلى الامين محمد بمصابها / عمدت فادركت الرزية ثارها
وعلى الفتى جاشَت فتنة / عمياء قد عصفت تثير غبارها
لمعت بآفاق البلاد فسعرت / بالنار من اعصارها اعصارها
حتىّ تبوء لغيبة بغيابه / انوار يوسف جللت اقطارها
وعلى النقي بن الزكي تأَلبت / نوب الخطوب فضاعفت اوزارها
ما للشَريعة والحوادِث لم تزل / تَجتاح في ارزائها اقمارها
جذت يمين المكرمات وبعدها / عطفت على نسق اليَمين يسارها
نوب تشاكل بدءها وختامها / فكانَ من ايرادها اصدارها
عبرت على الشعرى العبور فقصرت / من خطوها وغدا العويل شعارها
حتىّ توارَت بالحجاب فَلَم تزر / عين الهداية ليلها ونهارها
يا طَلعة الشمس المنيرة حجبت / بالطف اسرار القضا انوارها
يا غيبة المهدي وهي رَزيَّة / دهت العلوم فهتكت استارها
واِستشعرت نفسي الرواجف بعدها / اذ كل نفس لا تقر قرارها
قَد آن نفخ الصور لولا رجعة / المهدي كذبت الورى اخبارها
هي رجعة منه اِستعارتها العلى / لاخ الفضائل جعفر فاعارها
يا قر بما ابتعث الاله لدينه / ذاتا تصفح قدسها فاِختارها
قرت به عين الرسالة صادعا / بالأَمر يجلو بالقضاء غبارها
وافى دعامة عزها فاقامها / ورقى منابر وحيها فانارها
واعاد ذاك الغرس غضا يانعا / في روضة تجني الأَنام ثمارها
في دارة الشرف الرَفيع ببقعة / بل جنة قد فجرت انهارها
بمهابط الوحي الَّتي يوحى بها / كشف الفطاء لكاشف اسرارها
بمطاف املاك السماء وحسبها / فخراً ان أعتبرت هناك مزارها
وبحضرة القدس الَّتي ود السهى / لو طاف معتمرا بها اوزارها
فَعليك صلى اللَه من متوسد / حصباء احسد عن دياري دارها
جاءَت بخاتمة الرَزايا كلها
جاءَت بخاتمة الرَزايا كلها / ومضت بفاتحة الكتاب المنزل
على الذكرات البيض من ايمن الحمى
على الذكرات البيض من ايمن الحمى / اقيما بنعش زلزل الأَرض والسما
فَيا لك من خطب عرفنا بوقعه / لليلة يوم القدر ما كان مبهما
أَكاسه من وجنتيه التهبا
أَكاسه من وجنتيه التهبا / ام من دم العنقود قد تخضبا
وَبالشقيق خده مذهب / ام بدمي لما اطل اختضبا
وَتلك شمس بالنجوم احتبكت / او الحميا ما ارى والحببا
ولست ادري ارضابا احتسي / من سَلسَبيل ثغره ام ضربا
وما دريت بشذا انفاسه / ام بشذا المسك جرت ريح الصبا
وفوق عرش خده الخال اِستوى / ام ملك زنج حل دستا مذهبا
يسبي الظبا في لفتات جيده / في لفتات جيده يسبي الظبا
يَحكي كبا بطيب نشر عطفه / بطيب نشر عطفه يحكي كبا
فَلَو تراه اذ تهادى طربا / رأَيت في برديه غصنا رطبا
ولَو ترى الأَكواب حين اشرقت / لقلت ما رأَيت الا كوكبا
ودون ان يمزجها بريقه / هيهات ان اشربها او يشربا
وَالراح ما اشرق منها كوكب / الا وفي فم الندامى غربا
عتقها عاد وعندما نشا / حبابها في الكأس عادت عنبا
يا بابي بدرا تجلى طالعا / من فوق مياد القوام طربا
قد ساب افعى جعده في خده / لكنه افلاذ قَلبي سلبا
وعندما اوجس منه خيفة / القى من الصدغ عليه عقربا
زار فنبه الرَقيب جرسه / ما خلت ان الجرس بعض الرقبا
فَلَم ازل اهصر فودا حالكا / ولم ازل ارشف ثغرا اشنبا
رشا يريك الشمس والبدر معا / ان قابل الشمس والقى الحجبا
كَم سلب القلب بسيف جفنه / وكم بسحر عينه العقل سبى
وَطالَما غازَلني مرتجزا / بمثل ايام الزَكي المجتَبي
الحسن الفعل شقيق محسن / فَتى صبا للمجد من قبل الصبا
تراه شبا اذ تراه واذا / فاه تراه الألمعي الأشيبا
قد انجب الطهر به محمد / محمد الطهر به قد انجبا
قد احتَبي طفلا بابراد النهى / طفلا بابراد النهى قد احتبا
وَيافعا جرى بكل حلبة / فجازَ بالجري وحاز القصب
فهن من قام باعباء العلى / ولَم يكن يلقي اليها السببا
القائم المهدي والطرف الَّذي / في حلبات العلم قط ما كبا
وَثاقب الفكر الَّذي في نوره / يكشف عن كشف الغطاء الغيهبا
اما تراه سلسا قياده / وكانَ صعبا امره مستصعبا
جامع اشتات العلوم وهي لو / لاه لكانَت ابدا ايدى سبا
فقل لمن جاراه في مضماره / اقصر فقد غالبت ليثا اغلبا
الى علي انتمى وفاطم / فكان خير الناس اما وابا
يسبقني اليراع مدحا فارى / من اليراع ما يريني العجبا
من عصبة سما بها الى العلى / عليها ابو الهداة النجبا
ان مر طعم الشعر في سواهم / فَما احيلاه بهم واعذبا
رووا حديث مجدهم عن جعفر / وجعفر يرويه عن اهل العبا
ما ابعد المعنى عن الفكر وان / اردته فيهم فياما اقربا
وان يكن في غيرهم مشوشا / ها هو ذا عاد بهم مهذبا
فلا برحتم يا بني العم حمى / اقدح زندي بكم اذا خبا
قدمت بالاقبال والعز معا
قدمت بالاقبال والعز معا / فكنت خير ذاهب قد رجعا
فالف اهلا بك من مزدلف / يَرمي الجمار في منى تطوعا
وَيالَك البشرى بما خولته / مستلما ذاك الصفيح الارفعا
ملبيا لِلَّه حول بيته / يا خير من طاف ولبى وسعى
يممته نافلة فكنت من / ذى الفرض ذاك المتواني اسرعا
فَلَم تَزَل تطوي الفلاة والها / وفي ذميل اليعملات مولعا
حتىّ اصبت من شعاب مكه / ما شعب الفواد حتىّ انصدعا
وجداً لهاتيك الديار انها / كانَت لاقمار السماء مطلعا
ديار اهليك الالى بسرهم / قد امسك اللَه السما ان تقعا
طوبى لذياك الصعيد انه / بالمسك من وطأته تضوعا
وَنالَت البشرى بطاح مكَّة / هَذا محمد اليها رجعا
شد لذي الجحفة فضل ميزر / فحل اوزار العباد اجمعا
وان قوما فيهم محمد / لو نزل العذاب عنها ارتفعا
يا ايُّها السالك في منهاجه / ينشر نهجا للندى ما شرعا
جاء من الجود بكل بدعة / ما ضل من يستن تلك البدعا
ينحر للضيفان كل ليلة / مثنى ويزداد عطاء اربعا
لو ادعى المجد سواه مدع / رد لسان المجد ذاك المدعى
فسل به البيداء اذ ينبتها / نداه بالدهن صحافا شرعا
لكنه متى اِستقل ذاهبا / لا ينبت الرَبيع منها مربعا
فَيا لطيف الطبع لا احسبه / الا على خلق النسيم طبعا
ان الحمى بعدك ضاق رحبه / ذرعا واذ نزلت فيه اتسعا
والحلة الفيحاء لو قد علمت / سارَت باهليها اليك خضعا
هبوا اهيل الود من فياحة / ما ضمنت الا بليغا مصقعا
حتىّ كان حيدرا اعارها / لسانه ذاك البديع المبدعا
يا من نهني الدين بابن كهفه / وكهفه كان الاعز الامنعا
مستودع السر الَّذي في روعه / كانَ ضَمير الغيب سرا مودعا
ومظهر النور الَّذي اوهمته / من جانب الطور لموسى لمعا
المستطيل شرفا من دونه / لو حلق النسر كبا فلا لعا
الراشد المهدي والقطب الَّذي / قام باعباء الهدى مضطلعا
فاصدع ولي الامر بالامر فمن / احق منك بالهدى ان يصدعا
وليتلاف المجد منك جعفر / ولا اقول البحر ساء جرعا
فالبحر لو ساورت منه غرفة / تذهب بالامعاء او تقطعا
وَذاكَ عذب سائغ شرابه / اوحى لكل غلة ان تنجعا
فَلَم يكن الا اماما صادقا / يأوي اليه كل مت تشيعا
ولَم يكن للدين الا صالحا / يملأ آفاق البلاد ورعا
ذاك ابو الهادي ومن عن مثله / قد عقمت ام العلى ان تضعا
فما اِستشف منه وجه ابلج / الا وقيل بدر ثم طلعا
ولو اعار البدر من جبينه / ما خسف البدر فعاد اسفعا
وَبالحسين من شعاع نوره / لَو قابل الشمس ابت ان تطلعا
ذاكَ الَّذي اذ ولدته امه / عدت اباة الضيم منها اربعا
الواصلين المجد بالمجد ولو / نيط بغير هاشم لانقطعا
فَلَم تقم انثى عن ابن حرة / كمثلهم متى استهل برعا
ولَم تلد مرضعة كمثلهم / من طيبين مولدا ومرضعا
يا عصمة اللاجين من اخوالهم / وعدة الداعي اذا الداعي دعا
وَالقائمين الليل اما سجدا / لِلَّه تعظيما واما ركعا
من انجم ما شع منها كوكب / الا وفرق الافق منها نصعا
ولا اِستهل الودق من ايمانهم / الا الحيا منه حياء اقلعا
قرت به اعينكم من قادم / من بعده طرف الهدى ماهجعا
فَما برحت شغفا اضمه / ضم الكمي سيفه ان يقطعا
وَكَم اذلت فرحا من ادمعي / يا رب فرحة اذالت ادمعا
فَيا رَعاك اللضه من مغترب / آب الى الأهلين شوقا مسرعا
أهلا بطيفك يا سعاد ومرحبا
أهلا بطيفك يا سعاد ومرحبا / فَلكم به قبلت ثغراً أشنبا
عاودت بالحسن الجميل فاجملي / وهبي ثناياك العذاب معذبا
ايصان ذياك الجمال بساتر / لا عذر للوجنات او تتلهبا
فاِستقبلي غض النسيم خلاعة / ومري قوامك ان تميل به الصبا
وَعَلى العيون الشاخصات تصدقي / ان لا ترى قمر السماء محجبا
فالى يا نالتك جلوة قادم / قد شع في افق الرصافة كوكبا
اهوى الى دار السلام فاشرقت / بقدومه تلك المعاهد والربى
ضمته وهو المُصطَفى فتخالها / بالبشر حين استقبلته يثربا
طاف البلاد فعمها بنواله / وَكَذا السحاب مشرقا ومغربا
بانامل ساجلن عشر سحائب / لَو لم يكن بعض السحائب خلبا
شملتك يا دار الاحبة بهجة / كالربع لاطفه السحاب فاعشبا
من ريق كالبدر عند كماله / صدع الدجى فاحال منه الغيهبا
من مقدم تلقاه في وثباته / وَثباته ليثا وطودا اخشبا
يمسي العدو وماله من عاصم / سيان شرق خائفا او غربا
فاعجب لمن نزع المروة والحيا / وغدا بمدرعة الهوان مجلببا
ومن العظيم على العظيم هجومه / لا خائفا وجلا ولا مترقبا
وَوَاء ذاك الامر امر دونه / سيف نبا وجواد مستبق كبا
امر وماذا انت من تحديده / لَولا مس الصعب الحرون لأَصحبا
لِلَّه غيرة آمر قد اوجبت / حكم القصاص واكدت ما اوجبا
واما وما في حكمه من حكمة / لَولاه ذاك السيل قد بلغ الزُبى
اممنع الاسلام ضلة غاشم / وَحفيظ دين اللَه ان يتشعبا
شكرا لنعمتك الَّتي اسديتها / فبررت فيها المُصطَفى والمجتَبي
السابقين الى العلى ابناءها / باب وام ما اعف وانجبا
الذائدين الضيم عن جاريهما / وَالسامعين نداهما ان ثوبا
القابضين على الشهامة في يد / وَالمسكين بحرص اخرى المذهبا
ضدان في نيل الثناء تغالبا / وَالماء يوشك طبعه ان يغلبا
فَمَتى طغت نار الشهامة اطفآ / بالنسك تلك النار ان تتلهبا
وَالطيبين زكت منابت غرسهم / فتزودى يا ريح من نشر الكبا
والماجدين تمج من ايمانهم / لجج البحار وعاذر ان تعذبا
من كل ابيض ييتشف كريمه / بشرا اذا وجه الحوادث قطبا
متبتلا لِلَّه يسأَله الرضا / وسواه ليس يضيره ان يغضبا
اخوي في حلل المسرة فارفلا / متقابلين على الأَسرَّة وادأبا
واليكما العود الذكي فانما / اذكيت للملكين ان يتطيبا
صبرا جَميلا فَلعل وعسى
صبرا جَميلا فَلعل وعسى / يورق عود الوصل بعد ما عسا
وَالدهر قاس قلبه وربما / يَلين قلب الدهر بعدما قسا
يا دهر كم مارستني في موقف / شاهدت منني فيه قرما اشوسا
لا ينثَني عن غاية يطلبها / او يبلغ الغاية صعبا اشرسا
ابوه قد اسس بيتا للهدى / وهو بني فشاد ما قد اسسا
من فتية ابوهم عليها / وامهم فاطمة خير النسا
ما اصبح الصبح على امثالهم / اطواد عز لا ولا امسى المسا
من كل وضاح الجَبين نوره / استعار نور الشمس منه قبسا
ما عسعس الليل على آملهم / الا وصبح جودهم تنفسا
وَعيلم ان اعضلت معضلة / كانَ لبرء دائها نعم الاسا
يا دهر خذ بالقرب مني نفسا / وعد كل العمر ذاك النفسا
اسلمتني الى الاسى من بعدهم / من بعدهم اسلمتني الى الأَسى
أَهاتيك سلمى في بديع جمالها
أَهاتيك سلمى في بديع جمالها / ام اختلس التهويم طيف خيالها
بلى بكرت سلمى علي فاعشبت / خمائل كاد البير يزري بحالها
وَيا حبذا عهد لسلمى بذي الغضا / به نعمت عيني زَمان وصالها
كَما نعمت هذي المرابع بالرضا / وَبالمُصطَفى بدر العلى وهلالها
فبشراهما بالفوز في نيل غاية / تقاصرت التيجان دون منالها
فقد ادركا ما املا من مثوبة / اماثل قوم احجمت عن منالها
وَطافا ببيت اللَه سبعا ولبيا / اذ الاس خرس من مضيق مجالها
وَطوبى لكل منهما في التثامه / ثرى كعبة دان السهى لجلالها
فقد خلعا ثوب الخطا فكساهما / حجى كل نفس من حميد خلالها
فقم بي نهني الصالح البر انها / لساعة انس اطلقت من عقالها
فَتى فيه للعافين امنع جنة / اذا استلت الايام بيض نصالها
قد استعبد الاحرار جودا فاصبحت / تقيه بيمناها الردى وشمالها
وقد طلق الدنيا فالقت بنفسها / فَلَم يرض مختارا بغير اعتزالها
وَمال الى الاخرى بنفس زكيَّة / يفوه فم التقوى بمدح خصالها
وَعبدالكَريم المرتضى في خليقة / تريك كمال المُصطَفى في كمالها
نشا يافعا والنسك ملؤ اهابه / ففات اهيل النسك غب اكتهالها
يجود على العافين سرا وربما / شجته اذا ما اعلنت بسؤالها
وهن الفَتى الهادي بمقدم آله / وَلِلَّه نفس اذ تهنى بآلها
فَكَم بات يَرعاها بعين قريحة / وقلب عليها راح هيمان والها
فَبشراه في عميه ساعة اقبلا / على كل حرف تنبري عَن ظلالها
وَطوبى له من لو ذعي مهذب / تغنى به البيض الدمى في حجالها
به خلف المهدي نفسا زكيَّة / تفوق سموا في جميع فعالها
اليكم بني المجد الرَفيع خَريدة / بكم راق معنى حسنها وَجَمالها
من ألبس الظبي حلة القمر
من ألبس الظبي حلة القمر / وَتوج الغصن حلية الشعر
وعلم الحور فتك احورها / فسل للسفك صارم الحور
يسطوا على العاشقين منتصرا / بسيف جفن للغنج منكسر
يخطر نشوان في غلائله / كالبان والعاشقون في خطر
مهما تجلى قامَت قيامتهم / فهم سكارى منه بلا سكر
منعطفا كالقَضيب من هيف / ملتفتا كالغَزال من ذعر
والدر والورد بين منتظم / في شفتيه وبين منتثر
والخمر من عذب فيه معتصر / من لي بخمر من فيه معتصر
شمس مدام يديرها قمر / على ندامى كالانجم الزهر
في مجلس للسعود منعقد / وَمريع بالسرور منعمر
يا حبذا ليلة بها اقترنت / بطلعة الشمس طلعة القمر
هنيء به جعفرا واسرته / خير سراة تنمى لخير سري
وهن قطب العلى محمد / الموفي بمعروفه على البشر
ازكى امام للخلق قام بامر اللَه / بعدا الائمة الغرر
خلافة جاءَها على قدر / كما اتاها موسى على قدر
اصبح كسر العلوم منجبرا / به وَلَولاه غير منجبر
ان تلقه والدهور عابسة / يَلقك فيها بالمنظر النضر
من غيره يلتَجي لجانبه / ومن سواه يرجى لدى الغير
يهمى على الناس بالندى كرما / ان ضن هامى السحاب بالمطر
بني علي دمتم لملتجأ / حمى وعشتم غنى لمفتقر
رعت العهود فانجزت ميعادها
رعت العهود فانجزت ميعادها / من بعد ما قصرت عليك ودادها
لك نَفسي ايُّها الساقي فدى
لك نَفسي ايُّها الساقي فدى / وَلجفنيك اذا ما هو ما
هاتها اعذب من قطر الندى / من لماك العذب يا عذب اللمى
وَعَلى شرط لبانات الهوى / فاروعن اسحاق ما يطفي الجوى
وَرَعى اللَه هذيما اذ روى / نبأ عنه صحيحا مسندا
عن هزار الايك لما نغما /
وَعَلى الندمان يا حلو الدَلال / فاحثث الكأس يمينا وَشمال
وَالَّتي في فيك من خمر حلال / لا تنل غيري منها احدا
انها ما شرعت للندما /
وَبِذاكَ القد فاخطر مرحا / وازح عنا العنا والترحا
ومن الابريق فامل القدحا / من طلا الطف من قطر الندى
او لمى اعذب من ماء السما /
وانتبذ بالراح شرقي الغضا / نعطف الآتي على ما قد مضى
هاجَني لامع برق اومضا / فهو كالسيف اذا ما جردا
او كبرق الثغر لما ابتسما /
لك قد يخجل الغصن النضير / وجفون ما لها قط نظير
وَبعينيك احورار مستدير / يصرع الليث ويردي الاسدا
ما عهدنا الظبي يردي الضيغما /
قسما بالطرف لما ان سها / فوق خد فوقه الورد زها
ان قَلبي عنك يوما ما سها / لا ولا هم بلهو ابدا
انه من حبكم لن يسأما /
حبذا ذيالك الروض الانيق / فوق خد مثل محمر الشقيق
ام تراه بدمي لما اريق / منه قد ضرج خدا فغدا
من دمي المطلول يحكي العندما /
قم من النغمة فاملأ مسمعي / واعد في الحي ميتا لا يعي
واذا كنت نديما لوذعي / دونك الليل فخذه موعدا
رب سر بسرار كتما /
ومن الليل ارتقب وقت السحر / علنا نقضي ولَو بعض الوطر
وقبيل الفجر ما احلى السمر / سل به القمري لما غردا
وَالصبا الغربي لما نسما /
فهو ينبيك وان لم يفصح / انه وقت تعاطي القدح
ومتى قمت قبيل الوضح / فادع لي بين الندامى معبدا
انه اعذب صوتا وفما /
هلا لايام بحزوى ان تعود / في الحمي بيضا كايام السعود
علما يخضر عودي فيعود / بعدما قد كان يَشكو الاودا
خضل الاعطاف بالبشر نما /
يا مهاة ملكت في دلها / اريحيا فرعه من اصلها
وبما قد منحت من وصلها / سمحت رغما لآناف العدى
لغلام جعفري المنتمى /
فلك البشرى بها عبدالحسين / فَلَقَد نلت بها قرة عين
وَيَمينا صادقا من غير مين / انها من خير ابيات الندى
بل هي الخيرة من اهل الحمى /
يا ابا المهدي بشراك الهنا / فَلَقَد خولك اللَه المنى
ولان لقبت فينا المحسنا / فَبِما طلت على الناس يدا
طوقت جيد المَعالي كرما /
فمَتى جد الحيا في صوبه / فهو لَولا قطره من سيبه
واذا ضم يدا في جيبه / خرجت بيضاء تهمي عسجدا
دونها الغيث اذا الغيث همى /
من رجال ورثوا مجد الالى / عقمت عن مثلهم ام العلى
ليسَ يبعي الدين عنهم بدلا / فاذا ما اللَه بالعز بدا
اول الدين ففيهم ختما /
من ترى منهم ترى بحرا خضم / يلفظ اللؤلؤ من موج الكلم
كل فرد منهم الفرد العلم / شأنه مرتفع عند الندا
وَكذاك الرفع خص العلما /
حيثما ملت تجد عين الرضا / من فَتى في حكمه الفصل قضى
كابن موسى وابي موسى الرضا / عامل يرفع اعلام الهدى
فَلِلَّه للدين امسى علما /
خازن الاسرار عن كشف الغطا / وهو العصمة من كل خطا
منه كم فاض نوالا وعطا / وابل لو ترك الناس سدى
اصبحت وهي وجود عدما /
هو عن اهليه يروي ما روى / باشارات بها الفقه اِنطَوى
وعلى منبره لما اِستوى / بث ما بل به منه الصدى
وَالزلال العذب ري للضما /
ليت شعري أي معنى اصف / من مَعانيه الَّتي لا توصف
حسب فيه الورى لو انصفوا / كلها القت اليه المقودا
لو غدت ترعى لحق ذمما /
وَبحسب المرء اذ يكبوا النصيب / صالح الفعل ابو الفضل الحبيب
من علي نسبا غير عجيب / لَو غدا كالبحر موسى في الندا
شيخنا المولى امين العلما /
هم نجوم الدين اعلام الزمن / والادلاء على فرض السنن
اخلصوا لِلَّه سرا وعلن / شيدوا الدين فكانوا عمدا
وَبِذاكَ الافق لاحوا انجما /
لهم دام الهنا والجذل / وَجميعا ادركوا ما املوا
عشقوا العلم وفيه عملوا / شيمة الساري طريقا جددا
وَكثيرا تارك ما علما /
طاف بالكأس غرير احور
طاف بالكأس غرير احور / غنج الالحاظ ممشوق القوام
طاف يجلوها على ندمانه / والشذا يعبق من اردائه
فرأَيت السحر في اجفانه / آية للحب ليست تنكر
فغراما يا بني حام وسام /
حبذا الايام في وادي العقيق / مذ تهادى حاملا كأس الرحيق
فلكم اطفأ فيها من حريق / في سويداء فؤاد يسعر
وهو لولا الظلم لم يطف الاوام /
فشربنا الراح اذ ولى الصباح / وانتشينا طربا والدهر صاح
ويح ديك الصبح اذ حس فصاح / فانتشرنا لؤلؤا ينتثر
بعد ما راق جمانا ونظام /
يا خَليلي بسلع فالغضا / قد ذكت في مهجتي نار الغضا
هَل تعودان الى ما قَد مَضى / فعسى يخبوا شواظ يسجر
في فواد ذاب وجدا وهيام /
فتعيدان لي العهد القَديم / في الاثيلات وبانات النعيم
اذ جلا الراح لنا ظبي رخيم / ناعس الجفنين احوى احور
ما احيلاه وما احلى المدام /
يا له عصر تصاب سلفا / بين اكناف المصلى والصفا
طاب فيه العيش والورد صفا / وانجلى الهم به والكدر
اذ تعاطينا الطلا جاما فجام /
كليال نال فيهن المنى / خلف الغر الهداة الامنا
حسن ما انفك يولي الحسنا / وكفى حسناه لما تذكر
عبق في طيبه نشر الخزام /
من بني جعفر اعلام الهدى / وشقيق المحسن المولي الندى
منهما لم الف الا سيدا / عرق المعروف فيه جعفر
ولما اسس قد شاد دعام /
قم نهني بهما المهدي من / طوق الاجياد في جود ومن
وعلى الدهر له كم من منن / كل حي من بنيه يشكر
بعض ما تولي اياديه الجسام /
هو شيخ الكل في الكل الَّذي / لم يزل يجلو قذى الطرف القذي
واذا شئت فدع ذاك وذي / وانتظر ما سوف منه يظهر
فهو المهدي ان لدّ الخصام /
يا ابا المولى ومولى الملوين / من سرت آلاؤُه في الخافقين
بك قرت من قريب كل عين / فلكل فيك يرجى وطر
مثلما قرت باهليك الكرام /
عيلم في العلم زخار خضم / منه كم من جعفر فاض وكم
هو في الاعلام كالفرد العلم / كل موصول له مفتقر
مستعيدا صلة في كل عام /
يا بني المجد لكم دام السرور / وارتدى الكل باثواب الحبور
كنظامي ساحبا ذيل الغرور / فوق هام النجم وهو الاجدر
ليس يثنيه عتاب وملام /
وبكم لا زالَ يرتاح الوجود / كل عصر فيه منكم ضاع عود
دون ادنى نشره نشر الورود / كنظامي وهو فيكم عطر
حيث قد كان له المسك ختام /
منازل الحي من نعمان
منازل الحي من نعمان / حياك صوب الحيا الهتان
بوركت يا دارنا من دار / حياك صوب الحيا المدرار
وَفاح فيك النسيم الساري / بنفحة الشيح والريحان
يا دارنا عن يمين الضال / حياك صوب الحيا الهطال
كم فيك من ذي لمى عسال / يقتل في لحظه الوسنان
ما زلت يا دارنا بالخيف / مونقة بالشتا والصيف
من آخذ لي بحد السيف / بالحيف من فاتك الاجفان
منازل الشوق في تيماء / ذكرتني العهد من لمياء
وزدتني الداء فوق الداء / عياء اعيا على لقمان
مَلاعب للدمى كم فيها / مها شربنا الطلا من فيها
ما تطلع الشمس في ناديها / الا وغابت بوجه قاني
منابت الشيح والقيصوم / ابحت من سري المكتوم
ابكيك باللؤلؤ المنظوم / تمزجه العين بالمرجان
من ناشدلي بوادي سلع / وفي العقيق انتثار الدمع
تلك حشى قد جرت بالجزع / لجيرة الحي من قحطان
يا ظبية الانس من اغراك / بقتل من قلبه يهواك
وَبالجفا ما الَّذي افتاك / فدنت بالصد والهجران
ان تعطفي في طريق الحب / على فواد المعنى الصب
فلفتة منك تحي قَلبي / او فابعثي الغمض للأَجفان
ومن لجفني بغمض يوما / قد نذرت عنه عيني صوما
تاللَه من قد رآك نوما / او زرته يقظة سيان
لَولاك ما هامَ قَلبي وجدا / ولا تذكرت يوما نجدا
ولا تنشقت منه الوردا / ولا تعشقت غصن البان
اذلت يا درة الغواص / دَمعي ذاك الجموح العاصي
اقسم في سورة الاخلاص / لانت اشركت في الاديان
الية بالقوافي الغر / واللؤلؤ المنتقي من شعري
وما تحملته من ضر / لما حدا سائق الاضعان
ما نالَني من سرور الا / غداة وافى شقيق المولى
اولى بنيل الأَماني اولى / من طاب في السر والاعلان
ان سار في البر فهو البحر / او ذكر النسك فهو البر
غوث صريخ وغيث غمر / ينهل في خالص العقيان
ذو نائل اين منه الغيث / وعزمة ابن منها الليث
فَفي الملمات نعم الغوث / قد علمت سائر الاقران
طوبى له يوم زج العيسا / للبيت لا يعرف التعريسا
مهاجر بالسوى لو قيسا / لفاته في حجى سلمان
اجاب داعي اله الخلق / منتهجا منهجا للحق
فحاز فيه فخار السبق / في حلبة الدين والأَيمان
الية بالصفا والحجر / والأَسعد المصطفى للسر
وما حوته منى من بر / وَبالمقامات والأَركان
ان سليل المعالي الغر / وابن حليف التقى والفخر
اكرم من حجها في الدهر / واستلم الركن من انسان
ما زارَ ذاك المقام السامي / لمحو ذنب ولا المام
لكنما طاعة العلام / قادته للموقف الرحماني
سعى إِلى اللَه لا عن دعوه / فطاف بين الصفا والمروه
وعندما هام فيه صبوه / لباه من شاسع الأَوطان
فَلَم يزل سعيه مشكورا / وحجه لم يزل مبرورا
طوبى له اذ اتى مسرورا / جذلان افديه من جذلان
نال المنى في منى والسولا / وعندها ادرك المأمولا
اخويد في المَعالي طولى / نيطت بها عروة الأَيمان
ومن تربى بحجر المهدي / فهو رضيع العلى في المهد
من والد منجب بالولد / ليس له في الورى من ثاني
ذاكَ اخو جعفر من فاقا / بسمعة تملأ الآفاقا
فجوده طوق الأَعناقا / وعلمه حلية الآذان
ذو خلق كالنَسيم الساري / لاطف عذب الزلال الجاري
وفكرة كالزناد الواري / تقدح بالفقه والمرفان
والعصر هَذا امام العصر / من ضل عن نهجه في خسر
وفقت فاصدع ولي الأَمر / بالأَمر يا نظرة الديان
وفقت فاصدع بامر فينا / مهدينا انت بل هادينا
قد ظهر الحق في نادينا / بل اِنزوى طائف الشيطان
قم فاملأ الأَرض قسطا عدلا / فجائر الحكم عنها ولى
كل لسان لعمري كلا / وانحط عن مدح ذاك الشان
ما يسع المرء من تعديد / قد دق كنها عن التَحديد
الية بالمها والغيد / لانت لاهوتها الروحاني
مسدد الرأي عن تَدقيق / وآية اللَه بالتَحقيق
ازهى من الروض في التَنسيق / قد حف بالروح والريحان
فكم له من صفات حسنى / منها ابن سينا استفاد المعنى
قد قرطت للمَعالي اذنا / اذ ملأت اعين الاعيان
هنئت يا صالح الاعمال / القى امين عصى الترحال
فنم هنيئا خلي البال / قرين عين مدى الازمان
من عالم عامل بالعلم / وَحاكم عادل بالحكم
وحازم آمر بالحزم / عن زلق الشيب والشبان
فرأَيه معقل الآراء / ان خبط القوم في عشواء
وَسامع الشيء غير الراء / ان قام بالوصف والتبيان
ليس له في الوَرى من ند / وليس كل الشذا كالند
ما بين جنبيه نفس المهدي / وَهو لها صالح الجثمان
بالحمد احرى وفيه اولى / من عم كل البرايا طولا
فهم مواليه وهو المولى / والحر رق لذي الاحسان
في كل عرف غدا معروفا / وفي الندى والعلى موصوفا
هل ورث العلم والمَعروفا / عن جده العالم الرباني
فَلا برحتم ذوي الارحام / لشرعة الدين كالاعلام
اليكم كل طرف سامي / من كل ناء نأى او داني
ولم يزل نجمكم وضاحا / تخاله في الدجى مصباحا
في ظل من احسن الاصلاحا / لما وهي قبل من بنيان
فهو رضا للمَعالي الغر / وخيرة للعقول العشر
ما زالَ في جهرة او سر / يدعو الى طاعة المنان
دعا واكرم به من داعي / رعى واعظم به من راعي
وعى واسمع به من واعي / قد اثبت الحكم بالبرهان
أيُّها الساقي ادرها كلما
أيُّها الساقي ادرها كلما / لمعت في الأفق نار الفرس
قهوة اعذب من ماء السما / لاطفتها نسمات القدس
بنت كرم زوجت بابن السحاب / فاِنثنت ترقص اطفال الحباب
تجتلها من بني الفرس كعاب / برزت كالشمس تجلو انجما
من كؤوس نثرت في المجلس / تارة فذا واخرى توأما
شيمة القينات بالاندلس /
لك نفسي ايُّها الساقي فدا / هاتها الطف من قطر الندى
لم يطب للصب عيش ابدا / دون ان ينتاش كأسا مفعما
راق في ايدي الجواري الكنس / وَرَحيقا عاد ممزوجا بما
لا شكت عينك يا ظبي الصَريم / هاتَها ممزوجة في ظلم ريم
فَلَقَد هاج بي الشوق القديم / لعهود سالفات بالحمى
وَرَقيباي بلحظ اشوس / فرصة خذها لانس مغنما
قبل ان ينشق جيب الغلس /
ليلة حل بها شرب المدام / سحرا من بعد ما كانَت حرام
فاجل من جاماتها جاما فَجام / واسقني الصهباء يا عذب اللمى
فَلَقَد طاب تعاطي الاكؤس / وانل منها اكف الندما
وَيك وأذن في ذهاب الانفس /
لا ارى امثل من شرب الرَحيق / طافَ فيها غنج معسول ريف
يكبس الوفرة بالمسك السَحيق / كلما ناولنيها ابتسما
عن لمى يطفي لهيب القبس / ورَماني من لحاظ اسهما
فتكت في القلب من دون قسي /
حبذا الحسناء زارَت في الدجى / فوهبناها الحجى والمهجا
فاز عباس بها واِبتهجا / عندما القت اليه معصما
وهي ترنو في عيون النرجس / وانزوى عن حسنها بدر السما
اذ بدت في حلة من سندس /
قم نهني شيخنا الفرد العلم / قطبها المهدي والطود الاشم
ذاك شمس الدين ما بين الامم / نوره يجلو عن العين العمى
اذ بدا في ثوب نسك اطلس / من علي وهو نعم المنتمى
او بتول طهرت من دنس /
جعفري من بني كشف الغطا / لم يزل ازهاره ملتقطا
يا لدر منه سمعي قرطا / وبه روى نفوسا هيما
سكرا تحسبه اذ تحتَسي / باصول تخذتها سلما
لمدى قصر ايدي الفرس /
وَبِذاكَ البشر هنى ابن جلا / جعفر الفضل وعين الفضلا
رب سر غامض فيه انجلى / بعدما قد كانَ صعبا مبهما
عاد طوعا ذا قياد سلس / لابِسا ثوب الجلاء المعلما
وهو للأَبناء اسنى ملبس /
هاكَها من دون من واذى / كاعبا تجلو عن العين القذى
مهرها منك قبول واذا / شئت توجها بلطف مثلما
توجتها فكرتي في برنس / برنس فكري له قد نَمنَما
وَكَفاها منه تاجا تَكتَسي /
أرح العيس على رمل الحمى
أرح العيس على رمل الحمى / انه رضراض در النجف
واستلم قدس ضريح قد سما / مثل افلاك السما في الشرف
ارح العيس فقد طال النوى / والاسى اعوز والسلوان عيل
قائلا ما بين بانات اللوى / والنَسيم الغض بالروض يميل
علما يخضل لي عود ذوى / اذ يدير الطرف ذو طرف كحيل
يا لطرف بابلى المنتمى / فقصارى الغمز فيه تلفي
ولا هداب براها اسهما / اسرفت في القتل كل السرف
سل اهيل الود لما احتملوا / في ظلام الليل عن وادي السلام
اترى هل ادركوا ما املو / بحمى طيبة والبيت الحرام
ام تراهم بلغوا ما املوا / بالدعا بين المصلى والمقام
شكر اللَه مساعيهم كما / اخلصوا لِلَّه ذل الموقف
شخصا ابصارهم نحو السما / بخشوع ودموع ذرّف
أَسر اليه هل علمت مودتي
أَسر اليه هل علمت مودتي / فقال وهل يخفى الوداد لذي ود
وقلت وعهدي هل رعيت ذمامه / فردّ بطرف اللحظ اني على العهد
فحدت عن الاظهار عمد السره / وما حاد ذو الاسرار يوما عن القصد
واظهرت ما تخفى السرائر من هوى / وافشى الَّذي يخفى الفواد على عمد
واني على ما كنت لست مغيرا / مزاياه من علم غزير ومن مجد
ومن كانَ لي خلا فلست مجانبا / ودادا له حتىّ اغيب في لحدى
وما كانض ظني اذ رجوت بفضله / بلوغ مني منه لدى القرب والبعد
فقد ردني عما سالت ولَم يكن / يرد سؤالي ويخالف في وعدي
واني لاهوى ماله مال طبعه / وَناهيك من طبع تضمخ بالند
فان كان ما اهوى فذاك بفضله / وان كان ردي فهو احلى من الشهد
وَيلاه من ليلة قد زارَني رشأ
وَيلاه من ليلة قد زارَني رشأ / فيها كما شع في جنح الدجى قمر
اشكو واشكر الحاظا لذي غنج / حلو الشَمائل في اجفانه حور
ما زارَ الا وواشيه يفرقنا / فليته فارقاه السمع والبصر
يلج بالعذل مشغولا بفرقتنا / حتىّ افترقنا ودمعي دونه المطر
وَيلاه لم اقض منه في الدجى وطرا / اذ زارَ وهو بجنح الليل مستتر
ما ضر لو رمت احظى منه في وطر / فينعش الروح مني ذلك الوطر
افديه من ذابح في حد مديته / فواد كل محب شأنه الحذر
وَمرهف الجفن احوى لا يَزال به / يفري رقاب اسود للوغى ادخروا
آل المَعالي الغر آل جعفر
آل المَعالي الغر آل جعفر / وَجعفر خيراب للسؤدد
ابناؤُهُ آباء كل مفخر / وآل كل سؤدد مؤيد
لان قضوا قبل اوان موتهم / فالورد قد يذبل والعود ندي
وان تناهَت قصرا اعمارهم / فمجدهم جاوز عمر الابد