المجموع : 99
زُرتُ اِمرءاً في بَيتِهِ مَرَّةً
زُرتُ اِمرءاً في بَيتِهِ مَرَّةً / لَهُ حَياءٌ وَلَهُ خيرُ
يَكرَهُ أَن يُتخِمَ إِخوانَهُ / إِن أَذى التُّخمَةِ مَحذورُ
وَيَشتَهي أَن يُؤجَروا عِنده / بِالصَّومِ وَالصّائِمُ مَأجورُ
يا اِبنَ أَبي شُهدَةَ أَنتَ امرُؤٌ / بِصِحَّةِ الأَبدانِ مَسرورُ
لَقَد صارَ بَشّارٌ بَصيراً بِدُبرِهِ
لَقَد صارَ بَشّارٌ بَصيراً بِدُبرِهِ / وَناظِرُهُ بَينَ الأَنامِ ضَريرُ
لَهُ مُقلَةٌ عَمياءُ واستٌ بَصيرَةٌ / إِلى الأَيرِ مِن تَحتِ الثِّيابِ تُشيرُ
عَلى وُدِّهِ أَنَّ الحميرَ تَنيكُهُ / وَإِنَّ جَميعَ العالَمينَ حميرُ
إِنَّ اِبنَ برد رَأى رُؤيا فَأَوَّلَها
إِنَّ اِبنَ برد رَأى رُؤيا فَأَوَّلَها / بِلا مَشورَةِ إِنسانٍ وَلا أَثَرِ
رَأى العَمى نِعمَةً لِلَّهِ سابِغَةً / عَلَيهِ إِذ كانَ مَكفوفاً عَنِ النَّظَرِ
وَقالَ لَو لَم أَكُن أَعمى لَكُنتُ كَما / قَد كانَ برد أَبي في الضّيقِ وَالعُسُرِ
أكدُّ نَفسي بِالتَّطيينِ مُجتَهِداً / إِمّا أَجيراً وَإِمّا غَيرُ مُؤتَجَرِ
أَو كُنتُ إِن أَنا لَم أَقنَع بِفِعلِ أَبي / قَصّابَ شاءٍ شَقِيَّ الجَدِّ أَو بَقَرِ
كَإِخوَتي دائِباً أَشقى شَقاءَهُم / في الحَرِّ وَالبَردِ وَالإِدلاجِ وَالبُكَرِ
فَقَد كَفاني العَمى مِن كُلِّ مَكسَبَةٍ / وَالرِّزقُ يَأتي بِأَسبابٍ مِنَ القَدرِ
فَصِرتُ ذا نَشَبٍ مِن غَيرِ ما طَلَبٍ / إِلّا بِمَسأَلَتي إِذ كُنتُ في صِغَري
أَضُمُّ شَيئاً إِلى شَيءٍ فَاِذخَرُهُ / مِما أجمعُ مِن ثَمرٍ وَمِن كِسرِ
مَن كانَ يَعرِفُني لَو لَم أَكُن زَمناً / أَو كانَ يَبذُلُ لي شَيئاً سِوى الحَجَرِ
فَقُل لَهُ لا هَداهُ اللَّهُ مِن رَجُلٍ / فَإِنَّها عَرَّةٌ تُربي عَلى العُرَرِ
لَقَد فَطِنتَ إِلى شَيءٍ تَعيشُ بِهِ / يا اِبنَ الخَبيثَةِ قَد أَدقَقتَ في النَّظَرِ
يا اِبنَ الَّتي نَشَزَت عَن شَيخِ صِبيَتِها / لِأَيرِ ثَوبانَ ذي الهاماتِ وَالفُجَرِ
أَما يكُفُّكَ عَن شَتمي وَمَنقَصَتي / ما في حِر أُمِّكَ مِن نَتنٍ وَمِن دَفَرِ
نَفَتكَ عَنها عُقَيلٌ وَهي صادِقَةٌ / فَسَل أُسَيداً وَسَل عَنها أَبا زُفَرِ
يا عَبدَ أُم الظِباءِ المُستَطِبِّ بِها / مِنَ اللَّوى لَستَ مَولى الغُرِّ مِن مُضَرِ
بَل أَنتَ كَالكَلبِ ذُلّاً أَو أَذَلّ وَفي / نَزالَةِ النَّفسِ كَالخِنزيرِ وَاليَعَرِ
وَأَنتَ كَالقِردِ في تَشويهِ مَنظَرِهِ / بَل صورَةُ القِردِ أَبهى مِنكَ في الصُوَرِ
نُبِّئتُ بَشّاراً نُعاني وَلل
نُبِّئتُ بَشّاراً نُعاني وَلل / مَوتِ بَراني الخالِقُ الباري
يا لَيتَني مُتُّ وَلَم أَهجُهُ / نَعَم وَلَو صِرتُ إِلى النارِ
وَأَيُّ خِزيٍ هُوَ أَخزى مِن أَن / يُقالَ لي يا سِبَّ بَشّارِ
كَيفَ بَعدي كُنتَ يا يو
كَيفَ بَعدي كُنتَ يا يو / نسُ لا زِلتُ بِخَيرِ
وَبِغَيرِ الخَيرِ لا زا / لَ قُيَيسُ بنُ الزُّبَيرِ
أَنتَ مَطبوعٌ عَلى ما / شِئتَ مِن خَيرٍ وَمَيرِ
وَهوَ إِنسان شَبيبهٌ / بِكُسَيرٍ وَعُوَيرِ
رَغمُهُ أَهونُ عِندَ الن / ناسِ مِن ضَرطَةِ عَيرِ
لا مُؤمِنٌ يُعرَفُ إيمانُهُ
لا مُؤمِنٌ يُعرَفُ إيمانُهُ / وَلَيسَ يحيى بِالفَتى الكافِرِ
مُنافِقٌ ظاهِرُهُ ناسِكٌ / مُخالِفُ الباطِنِ لِلظّاهِرِ
قُل لِلشَقِيِّ الجَدِّ في رَمسِهِ
قُل لِلشَقِيِّ الجَدِّ في رَمسِهِ / وَمَن يَفِرُّ الناسُ مِن رِجسِهِ
لِلقِردِ بَشّارِ بنِ بُردٍ وَلا / تَحفِل بِرَغمِ القِردِ أَو تَعسِهِ
لِلقِردِ بِاللَّيثِ اِغتِرارٌ بِهِ / فَما الَّذي أَدناكَ مِن مَسِّهِ
يا اِبنَ اِستِها فَاِصبِر عَلى ضَغمَةٍ / بِنابِهِ يا قِردُ أَو ضِرسِهِ
نَهارُهُ أَخبَثُ مِن لَيلِهِ / وَيَومُهُ أَخبَثُ مِن أَمسِهِ
وَلَيسَ بِالمُقلِعِ عَن غَيِّهِ / حَتّى يُدَلَّى القِردُ في رَمسِهِ
ما خَلَقَ اللَّهُ شَبيهاً لَهُ / مِن جَنَّة طرّاً وَمِن إِنسِهِ
وَاللَّهِ ما الخِنزيرُ في نَتنِهِ / مِن رُبعِهِ بِالعُشرِ أَو خُمسِهِ
بَل ريحهُ أَطيَبُ مِن ريحِهِ / وَمَسّه أَليَنُ مِن مَسِّهِ
وَوَجهه أَحسَنُ مِن وَجهِهِ / وَنَفسه أَنبَلُ مِن نَفسِهِ
وَعوده أَكرَمُ مِن عودِهِ / وَجِنسه أَكرَمُ مِن جِنسِهِ
صِرتَ بَعدي يا سَعيدُ
صِرتَ بَعدي يا سَعيدُ / مِن أَخِلّاءِ حُشَيشِ
أَتَلَوَّطتَ أَم اِستَخ / لَفتَ بَعدي أَم لأيشِ
حلقة مِن استه أَو / سَعُ مِن استِ بُحَيشِ
ثُمَّ بَغّاءٌ عَلى ذا / أَبلَغُ النّاسِ لِفَيشِ
يا بَني الأَشعَثِ ما عَي / شُكُم عِندي بِعَيشِ
حينَ لا يوجَدُ مِنكُم / غَيرَهُ قائِدُ جَيشِ
هَل تَذكُرَن دَلجي إِلَي
هَل تَذكُرَن دَلجي إِلَي / ك عَلى المُضَمّرَةِ القِلاصِ
أَيّامَ تُعطيني وَتَأ / خُذُ مِن أَباريق الرّصاصِ
إِن كان نسكُكَ لا يَتِم / مُ بِغَيرِ شَتمي وَاِنتِقاصي
أَو كُنتَ لَستَ بِغَيرِ ذا / كَ تَنالُ مَنزِلَةَ الخَلاصِ
فَعَلَيكَ فَاِشتُم آمِنا / كُلَّ الأَمانِ مِنَ القِصاصِ
وَاِقعُد وَقُم بي ما بَدا / لَكَ في الأَداني وَالأَقاصي
فَلَطالَما زَكَّيتَني / وَأَنا المُقيمُ عَلى المَعاصي
أَيّامَ أَنت إِذا ذُكِر / تُ مَناضِلٌ عَنّي مُناصِ
وَأَنا وَأَنتَ عَلى اِرتِكا / بِ الموبِقاتِ مِنَ الحِراصِ
وَبنا مواطِنٌ ما ينا / في البَرَّ آهِلَةُ العِراصِ
لَقَد كانَ في عَينَيكَ يا حَفصُ شاغِلُ
لَقَد كانَ في عَينَيكَ يا حَفصُ شاغِلُ / وَأَنفٌ كَثيرُ العودِ عَمّا تَتبعُ
تَتَبع لَحناً في كَلامٍ مرقّش / وَوَجهُك مَبنِيٌّ عَلى اللَّحنِ أَجمَعُ
فَأُذناكَ إِقواءٌ وَأَنفُكَ مُكفَأٌ / وَعَيناكَ إيطاءٌ فَأَنتَ المُرَقَّعُ
يا مُطيعُ يا مُطيعُ
يا مُطيعُ يا مُطيعُ / أَنتَ إِنسانٌ رَقيعُ
وَعَنِ الخَيرِ بَطيءٌ / وَإِلى الشَرِّ سَريعُ
أَبَني غَزالَةَ يا بَني جُشَمِ اِستِها
أَبَني غَزالَةَ يا بَني جُشَمِ اِستِها / لَيَحُقُكُم أَن تَفرَحوا لا تَجزَعوا
أوصَلُ الناسِ إِذا كانَت لَهُ
أوصَلُ الناسِ إِذا كانَت لَهُ / حاجَةٌ عيسى وَأَقصاهُم لِحَق
وَلِعيسى إِن أَتى في حاجَة / مَلَقٌ يُنسى بِهِ كُلُّ مَلَق
فَإِن اِستغنى فَما يَعدِلُهُ / نَخوَة كِسرى عَلى بَعضِ السُّوَق
إِن تَكُن كُنتَ بِعيسى واثِقاً / فَبِهَذا الخُلقِ مِن عيسى فَثِق
أَبا عونٍ لَقَد صَف
أَبا عونٍ لَقَد صَف / فرَ زُوّارُكَ أُذنَيكا
وَعَيناكَ تَرى ذاكَ / فَأَعمى اللَّهُ عَينَيكا
أَبا النَّضيرِ اِسمَع كَلامي وَلا
أَبا النَّضيرِ اِسمَع كَلامي وَلا / تَجعَل سِوى الأَنصافِ مِن بالِكا
سَأَلت عَن حالي وَما حالُ مَن / لَم يَلقَ إِلّا عابِداً ناسِكا
يُظهِرُ لي ذا فَمَتى يَفتَرِض / شَيئاً تَجِدهُ عادِياً فاتِكا
أَتوبُ إِلى اللَّهِ مِن مالِكٍ
أَتوبُ إِلى اللَّهِ مِن مالِكٍ / صَديقاً وَمِن صُحبَتي مالِكا
فَإِن كُنتُ صاحَبتُهُ مَرَّةً / فَقَد تُبتُ يا رَبِّ مِن ذَلِكا
مَن كانَ مِثلَ أَبيكَ يا
مَن كانَ مِثلَ أَبيكَ يا / أَعمى أَبوهُ فَلا أَبا لَه
أَنتَ اِبنُ بردٍ مِثلُ بر / دٍ في النَّذالَةِ وَالرَّذالَه
زَحَرَتكَ عَن جُحرِ اِستِها / في الحَشِّ جارِيَةٌ غَزالَه
مِن حَيثُ يَخرُجُ جَعرُ مُن / تِنَةٍ مُدَنَّسَةٍ مُذالَه
أَعمى كَسَت عَينَيهِ مِن / وَذَحِ اِستِها وَكَسَت قَذالَه
خِنزيرَةٌ بَظراءُ مُن / تنهُ البُداهَةِ وَالعُلالَه
وَشماءُ خَضراءُ المَغا / بِنِ ريحُها ريحُ الإِهالَه
عَذراءُ حُبلى يا لَقَو / مي لِلمَجانَةِ وَالضَّلالَه
مَرَقَت فَصارَت قَحبَةً / بِجِعالَةٍ وَبِلا جِعالَه
وَلَقَد أَقَلتُكَ يا اِبنَ بُر / دٍ فَاِجتَرَأتَ فَلا إِقالَه
لَهُ جِسمُ بُرغوثٍ وَعَقلُ مُكاتِبٍ
لَهُ جِسمُ بُرغوثٍ وَعَقلُ مُكاتِبٍ / وَغُلمَةُ سِنّورٍ يبيتُ يُوَلوِلُ
يا مُطيعُ النَّذلُ أَنتَ ال
يا مُطيعُ النَّذلُ أَنتَ ال / يَومَ مَخذولٌ جَهولُ
لا يَغُرَّنَّكَ غُرورٌ / ذو أَفانينَ مَلولُ
لَيسَ يَحلو الفِعلُ مِنهُ / وَهوَ يَحلو ما يَقولُ
مَلذانِيٌّ مَعَ الري / حِ إِذا مالَت يَميلُ
وَجَوادٌ بِالمَواعي / دِ وَبِالبَذلِ بَخيلُ
لَيسَ يُرضيهِ مِن الجُع / لِ كَثيرٌ أَو قَليلُ
ذاكَ ما اِختَرتَ خَليلاً / بِئسَ وَاللَّهِ الخَليلُ
إِنَّما يَكفيكَ أَن يَأ / تيكَ في السرِّ رَسولُ
ساخِراً مِنكَ يُمَنّي / كَ أَمانِيَّ تَطولُ
لَو تَأَتّى لَكِ التَحَوُّلُ حَتّى
لَو تَأَتّى لَكِ التَحَوُّلُ حَتّى / تَجعَلي خَلفَكِ اللَطيفَ أَماما
وَيَكونَ القدّامُ ذو الخِلقَةِ الجَز / لَةِ خَلفاً مُؤَثَّلاً مُستَكاما
لإذن كُنتِ يا مَنيعَةُ خَيرَ الن / ناسِ خلفاً وَخَيرَهُم قُدّاما