القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : البُرَعي الكل
المجموع : 95
ألسيع صل ماله من راقى
ألسيع صل ماله من راقى / أَم مُبتَلى بتحمل الأَشواق
أَم لحظة سَبَقَت عليه فَأَمرَضَت / أَحشاءَه بِمَريضة الأَحداق
شَغَلَته ذاتَ الخال وَهيَ خَلية / فَمَتى تلاقى بعض ما هُوَ لاقى
لَولا بدور في الخد وَركوا نس / ماهامَ ذو شجر بذات نطاق
تَجري الخطوب فَما أَمر عَلى الفَتى / من يوم بين بعد يوم تَلاقى
يا ساقي العشاق راح صبابة / أَدر الصَبابة واسقنى يا ساقى
المَطى اذا مررت بذى اللقا / نَبكي الرسوم وَلَو بقدر فواق
ان كنت لَم تذق الغَرام فإِنَّني / ثمل بكأس لِلغَرام دهاق
ما كنت أَعرف ما الصبابة وَالبكا / لَولا فراق خَريدة معتاق
وَدعتها وَالدَمعُ يقطر بَيننا
وَدعتها وَالدَمعُ يقطر بَيننا / وَكذاك كل مودع مشتاق
شغلت بِتَنشيف الدموع يَمينها / وَشمالها مَشغولة مناقى
لَو أَنَّ مالك عالم بجوى الهوى / وَمحله من أَكبد العشاق
ما عذب العشاق الا بالهوى / وَلَو اِستَغاثوا غاثهم بفراق
والى حَبيب الزائرين محمد / طربت حداة العيس بالاعناق
يَهديهم في اللَيل نور جلالة / كالشَمس طالعة عَلى الآفاق
لَم يَبقَ منهم للهَواجِر وَالسرى / وَالشوق غير بقية الأرماق
يا حَسرَتاه عَلى زَمان عاقنى / عنه وَسار أَحبتي وَرِفاقي
نَزَلوا عَلى الكرم العَريض بِماجد / نفحاته كالغَيث في الاغداق
حيث الغياث المُستَغاث المُرتجى / علم السوء صفوة الخلاق
ذو الحسن والاحسان سر اليمن وال / أيمان حاوى الخلق والاخلاق
حاوى المحامد كامل الصنفين في / نفع وَضر فاتح الاغلاق
يَلقى المَوالى وَالمَعالي منه في ال / حالين حلو جنى وَمر مذاق
فاذا سمعت فاحمد وَمُحَمَّد / وَإِذا كنتي فَقاسِم الارزاق
العاقب الماحي الضلاة بالهدى / ساجى الذوائِب ثابت الاعراق
هُوَ من فروع خَزيمة بدر سرى / في لَيل كفر مظلم وَنفاق
أمن الاله نضاه سيفا مصلتا / فيهم وهم في عزة وَشقاق
لنجاره تعنوا لمفاخر مثل ما / يَعنوا السها لِلشَمس في الاشراق
وَلمعجزات الرسل باع قاصر / عَن معجزات اللاحق السياق
وَبمعكم التَنزيل طهر قَلبه / فَكَفاه فضل كآبه المصداق
هُوَ واهب الاعناق يوم الجودبل / يَوم الكَريهة ضارب الاعناق
لِلَّه من أَسرى به الرحمن في / أفق العلى بدرا بِغَير محاق
وَلمسجد الاقصى استمر رحيله / وَثَنى الى عرش المُهَيمِن راقى
يا صاحِب القبر المُنير بِيَثرِب / أَنا من ذنوبي في أَشد وثاق
ناداك من برع أَسير ذنوبه / أَفلا تمن عليه بالاطلاق
أَثقلت ظَهري بِالكَبائر سالِكا / سبل المهالك صحبة الفساق
وَنقضت عهدا قَد تقادم عهده / يا وافيا بالعهد والميثاق
فاعطف عَلى عَبد الرَحيم برحمة / وافسح له عَن ضيق كل خناق
وامنع حماه من السعاة وكن له / خطبا عَلى الاعداء غير مطاق
واشفع الى الباري له وَلسربه / وَقهم عذابا ماله من واق
وَبهجرة المرواح ثم صويحب / هُوَ من عَبيد للذنوب رقاق
متعرض العريض فضلك يا رَسو / ل اللَه يوم الفقر والاملاق
يَرجوك في الدنيا لنجح مطالب / وَرَجاؤُنا بك يوم كشف الساق
ازقت بي وَبه أمنا كل ما / نَخشاه من وجل ومن اشفاق
صدرت من النيابَتين اليك من / مهدى حواش لِلمَديح رقاق
تَذرى رياح المسك من نَفحاته / فَيَهيج كل نَسيم خفاق
زفت اليك وأَنتَ مالك عنقها / لَبيك يا ذا لمن والاعتاق
وَعَليك صلى اللَه يا علم الهدى / عدد الحصى وَالنبت والاوراق
وَعَلى صحابتك الكِرام وآلك ال / أعلام ما وجدت حداة نياق
أَفي نيابَتي برع تقيم
أَفي نيابَتي برع تقيم / وَقَد رحل الأَحِبَّة يا نَديم
وَمالك وَلتخلف عَن فَريق / مَتى رَحَلوا حللن بك الهُموم
طوت بهم المَراحِل في الفَيافي / قَلائص تذرع الفلوات كوم
فَلَمسان فسر ددثم مور / فَحَيران لهن به رَسيم
إِلى حرض الى خلب تراث / الى جازان جازَت وهيَ هيم
وَمرت في ربا ضمد وَصيبا / وَلؤلؤة وَغَوان تهيم
وَذهبان وَفي عمق وَحلى / تساورها المفاوز وَالرسوم
وَفي ببة وَفي كنفي قنوتا / سرت وَاللَيل منعكر بهيم
فَذوقة فالرياضة فاِستمرت / بجنب الحفر يطربها النَسيم
إِلى الميقات ظلت خائضات / غمار الآل يلحقها السموم
وَباتَت عند ما وردت اذا ما / تحن فَلا تَنام وَلا تنيم
وَفي أم القرى قرت عيون / عشية لاح زمزم وَالحَطيم
أَولاك الوفد وفد اللَه لاذوا / اليه بفقرهم وَهُوَ الكَريم
وَطافوا قادمين يبيت رب / فتم لهم طوافهم القدوم
وَبين المروتين سعوا سبوعا / لكي يمحوا شقاءهم النَعيم
وَقاموا في تَمام الحج فرضا / وَندبا طالبين رضا يدوم
وأدوا في المَشاهِد كل حق / وَما سَمعوا مَلامة من يَلوم
وَراحوا بعد للتَوديع لما / قضوا تفثا هناك وَلَم يقيموا
وَعادوا راحلين إِلى حَبيب / لَه العَلياء وَالحسب الصَميم
هُوَ القَمَر المضىء لكل سار / وَملته الصراط المُستَقيم
رَسول اللَه أَشرف من يصلى / وَمَن يَتلوا الكتاب ومن يَصوم
محمد الأَمين حَبيب رَبي / عَريض الجاه نائله عَميم
بَشير منذر قمر منير / أَخو صفح عَن الجاني حَليم
أَناف بفخره حسبا وَمَجدا / وَفرعا زاد ذاكَ الفخر خيم
جعلتك يا رَسول اللَه مالي / وَمأمولي اذا حضر الغَريم
وَسيرت الجِبال باذن رَبي / وَجاء الحق واجتمع الخصوم
فَقُم يَومَ القيامَة بي فَإنّي / لِنَفسي يا ابن آمنة ظلوم
أَلَست ابن العَواتك من قريش / لَك التَبجيل وَالشَرَف القَديم
لَك الخلق الَّذي وسع البَرايا / وَحق لمثلك الخلق العَظيم
لَك التَنزيل معجزة وَفَخرا / نسخن به الشَرائع وَالعلوم
لَك القمر المُنير انشق طوعا / وَحق الجذع واخضر الهَشيم
وَمنطق ظبية وَخطاب ضب / وَفي الرمضاء ظللت الغيوم
وَقَد ناداك سم العضو صَوتا / أغيرك من تكلمه السموم
وَأَنتَ حيابه تحيا البَرايا / وَتَنتَعِش الارامل وَاليَتيم
فَيا كنز العديم أقل عثارى / فاني عبدك الفلس العَديم
أَضعت العمر لا عمل رَضى / أَفوز به وَلا قَلب سَليم
أَبارز بالقَبائح من يَراني / وأخفى الذنب وَهوَ بِهِ عَليم
وَمالي يا رَسول اللَه ذخر / أَلوذ به سواك وَلا كَريم
فحط عَبد الرَحيم ومن يَليه / فأَنتَ بكل مطرح رَحيم
وَكن يد نصرَتي وأَمان خَوفي / وَبلغني بجاهك ما أَروم
عَلَيك صَلاة ربك ما تَناغَت / حمام الايك أَو سرت النجوم
صَلاة تبلغ المأمول منها / صحابتك المهذبة القروم
طيف الخَيال من النيابَتين سَرى
طيف الخَيال من النيابَتين سَرى / إِلى الحجاز فَوافي مَضجَعي سحرا
سَرى عَلى بعد دار بناينم به / روح النَسيم فأهدى منهلا عطرا
فَكَم وَكَم حازَ من سهل ومن جبل / ومن وعور الى أم القُرى وَقرى
أَفديه من زائر ما زارَني أَبَدا / وذاكر ما نسى ودي وَلا ذكرا
وَحاضر نصب عَيني وَهُوَ مُبتَعِد / عَني فَما غابَ عَن عَيني ولا حضرا
لَيت الاراك الَّتي مر النَسيم بها / تَدري بِشَكواي بَل ليت النَسيم دَرى
ما صبر صب له في كل جارحة / جرح أَعاد عليه صبره صَبرا
وَطالَما هاجَت الشَكوى له شجنا / فذكرته زَمانا مر فادكرا
مَن لي بطفلين من خَلفي كَأَنَّهما / زغب القطا اذعد من الماءِ وَالشَجَرا
فارقت ريحانَتي قَلبي وَما رَضيت / نَفسي الفراق وَلا اِخترت النَوى بطرا
وَلَم يَكونا حَبيبين افتقدتهما / في غُربَتي بل فقدت السمع وَالبَصرا
هما وَديعة من يَرعى وَدائعه / وَمَن يَرى وَهو داني القرب لَيسَ يَرى
في ذمة اللَه مَحفوظان أسأله / يَكفيهما المكر وَالمَكروه وَالضررا
يا قطعة مِن فؤادي ان عتبت فَما / جَفاك والدك النائي وَلا هجرا
وانما هي أَحكام مقدرة / موصولة بقضاء سابق قدرا
لا كات الريح أن تُبدي لَنا خَبَرا / من المحبين أَو تهدي لهم خبرا
حَسى من الوجد أَني ما ذكرتهم / الا تكفكف ماء العين واِنحدرا
رحلت عنهم عداة البين من برع / وَفي الحَشا لهب النيران مستعرا
وَسرت وَالشَوق يطويني وَينشرني / موصلا بهجير بين وَسرى
حَتّى انتهيت الى الميقات في زمر / من وفد مكة يا طوبى لها زمرا
ثم اِغتَسَلنا وأحرمنا وَساربنا / حادى المطى يَخوض الهَول وَالخَطرا
وَلَم أزل رافِعا صَوتي بِتَلبيَتي / مَع الملبين مِمَّن حج واِعتَمرا
حَتّى أَناخَت مطايانا بِذي كَرم / لكل وفد لديه زلفة وَقرى
من ريف رأفة رب الحجر وَالحجر / لما وصلنا الحجر وَالحَجرا
طفنا القدوم وَصلينا الندرك ما / رمنا وَجئنا بركن السعي ان شكرا
ثم اطمأن بنا التعريف بعداذ / في موقف جمع السادات وَالكبرا
وَفي المفيضين عدنا حين تم لهم / رَمى الجمار وَهاجَ النفر من نفرا
حجوا فَراحوا يَزورون ابن آمنة / لوعدت في الفرقة الحافين مستطرا
عَسى لِطائف رَبي أَن تبلغني / قبرا بقر بعيني رأيه نظرا
قبرا بطيبة يَسهو نوره صعدا / فَيَجعَل النيرين الشمس وَالقَمَرا
حيث الكَرامات والآيات ظاهرة / لمن حَوى الفخر تَعظيما وَمُفتَخرا
وَحيث مهبط جبريل وَمصعده / يَتلو عَلى أَحمد الآيات وَالسورا
فرد الجَلالة فرد الجود مكرمة / فرد الوجود عن الأشياء وَالنَظرا
أعلا العلا في العلا قدرا وأمنعهم / دارا وجارا واسما في السَماء ذرا
سرّ السَرارة لب اللب منتخب / من هاشِم خير مدفون بخير ثَرى
هداية اللَه في الدنيا وَصَفوته / فيها وَخيرته مِمَّن ذرا وَبرا
ان كان في الكَون موجودا وآدم في / ماء وَطين حماء لم يكن بشرا
نبوّة قبل خلق الخلق سابقة / ان الامام امام وَالوراء ورا
السهلة السمعة الغراء ملته / وآله الطيبون السادة الغررا
أَتى وأمته العَمياء قد حملت / اصرا فخفف أَثقالا وحل عرا
عَلى شفا جرف هار فأنقذها / لما أقل بحسن البشر من عثرا
وَقامَ يَتلو من التَنزيل معجزة / تمحو الاناجيل وَالتَوراة وَالزبرا
دينا قَويما أحل الطَيبات لنا / لا دين من سيب الانعام أَو بحرا
وَحرم الدم وَالميتات محكمه / وَما أَهل لغير اللَه أَو نذرا
يَكفيك أَنَّ الفَتى المَكي طلعته / في ظلمة الشرك بدرا ساطِعا ظهرا
فقل لمن يحط علما برفعته / عَلى النَبيين سل من قد قرا وَدَرى
يس فيه وَطس امتداح علا / وَالطور وَالنور وَالفُرقان وَالشعرا
كَم عاندته قريش وَهيَ عالمة / بأنه خير من فوق الثَراء يَرى
وَكَم رَعى بالتَعنى حق حرمتهم / مبالغا فيهم التَحذير وَالنذر
يَلقى المسيئين بالحسنى كَعادته / وَيوسع المذنبين العفو مُقتدرا
لما غدا واعظا صموا فَخالطهم / بالسَيف بأسا فَلبى السيف اذ شهرا
وَشن غاراته في كل ناحية / وَقامَ لِلَّه والاسلام منتصرا
بفتية من قريش الابطحين ومن / أَبناء قيلة أَهل الدار أَسد شرى
قَوما أَقاموا حدود اللَه واِبتَدروا / ظل السيوف ليعطا وأجر من صبرا
وَأَخلصوا دينهم لِلَّه واِعتَصَموا / بِاللَه واِمتَثَلوا لِلَّه ما أَمرا
باعوا نَفائسهم منه وأنفسهم / بجنة الخلد بيعا رابحا فَشَرى
وَدمروا كل باغ عز جانبه / بالسَيف حَتّى اِستَباحوا البدور وَالحضرا
محبة لِنَبي بين أَظهرهم / غدا به الدين في الآفاق مشتهرا
مبارك الوجه يَستَسقي الغمام به / غوث الارامل والايتام وَالفقرا
كهف المرجين كنزا السائلين اذا / غبر السنين كمت أَنواؤها المطرا
يا رحمة اللَه حي روحه أَبَدا / عنى وَظلى وَباتى حيثما قبرا
هدية من أَسير الذئب مرتجيا / أن يطلق اللَه بالغفران من أَسرا
اليك يا صاحب الجاه العَريض رمت / بي الاماني وَالباع الَّذي قصرا
مستعديا من زَمان لا نصير به / يرجى سواك ولا ملجا وَلا وزرا
أَرجو السَعادة في الدارين جائزة / لا حرف فيك منى تشبه الدررا
فاعطف حنانا عَلى عَبد الرَحيم ومن / يَليه باللطف حَتّى يبلغ الوطرا
فأَنتَ مالي وَمأمولي وَمُعتَمدي / وَحجتي يوم أَلقى اللَه معتذرا
لعل ظل لواء الحمد يشملني / مَع الحَبيب اذا النار اِرتَمَت شررا
مني عليه تحيات مباركة / تنمى فَتَستَغرِق الآصال وَالبكرا
ما لاحَ زهرا لرياض الغر مبتسما / او عانق الريح غصنا مائسا خضرا
تخص ارواح قوم هاجَروا معه / وَالتابعين ومن آوى ومن نصرا
مَوصولة بسلام اللَه دائِمة / ما البرق من علويات الحجاز سرى
أَتحب مسئلة بغير جَواب
أَتحب مسئلة بغير جَواب / فاذا دَعَوت دعوت غير جاب
قضت الصَبابَة أَن تَكون متيما / فاصبر تنل بالصبر اجر مصاب
فدع الاقامة دون مطلبك الَّذي / تَرجوه وارحل قعدة التجواب
دَعها من النيابَتين تحثها / نغمات حادى العيس بالاطراب
غلبا اذا رحلت تخال كانها / فلك تَرامى في خضم سراب
وَجناء لم يَبقَ السرى منها سوى / رمق يَسير بجيئة وذهاب
وَبقية من أَعظم مَهزولة / طفقت تغلغل في أرق اهاب
أَفلا تحن إِلى الاراك وَقَد رأت / حلل الرَبيع كست جسوم روابى
وأذابها عبق النَسيم وانما / كَيفَ الهَوى وَالجسم غير مذاب
يا نازلين بذي الاراكة أَو بذا / ت الجزع رسمى عزة وَرَباب
هَل عندكم علم عَن العلمين أَو / عَن معهد بالرقمتين خراب
أَنى أحن إِلى العذيب وأهله / والى مياه بالعذيب عذاب
وَيشوقني من نحو طيبه نسمة / تنبي المشوق بطيب الاطياب
للعب ما أَبقى فراق أَحِبتي / مني وَما لَم يَبقَ للأحباب
يَخفى الغَرام تجلدى فَتذيعه / عبرات جفن عَن صبابة صابى
ما زالَت الايام تقرع مروتي / حَتّى التجأت إِلى اعز جناب
وَنزلت من حرم الحجاز بما جد / من آل غالب قاهر غلاب
العاقِب الماحي الضَلالة بالهدى / ومدمر الازلام والانصاب
قمر تشعشع من ذوابة هاشم / في الارض نور هداية وَصَواب
وَغدا نَبيا حيث كانَ وآدم / سَيَكون من ماء وطن تراب
فَمَضى الزَمان وَنعته وَصِفاته / من قبل مبعثه بكل كتاب
اخباره مَع سائر الاحبار وَالرُهبان / وَالكهان وَالحساب
عرفوه قبل ظهور بدلائل / عنوانهن مناصب الانساب
وَرأوه بدرا ساطِعا متنقلا / بالنور في الارحام والاصلاب
حَتّى نضاه اللَه سَيفا مصلتا / بالحق يدحض حج المرتاب
كَم عاندته قريش أَول وَهلة / سفهاء كم نبزوه بالالقاب
وَسموه مَع صفة الجنون بكاهِن / وَبشاعر وَبساحر كذاب
فَهُنالِك اِرتَفع الحجاب وأشرقت / شمس النبوة فوق كل حجاب
عَبد المُهيمن وحده سبحانه / بالسَيف بعد تعدد الارباب
وَغدا منار الدين متضح الهدى / وَالشرك منتكض عَلى الاعقاب
رفعت لك الرايات يا قمر العلا / وَنهاية التَمكين قرب القاب
فغدوت بالقدمين أَشرف من مشى / في الأَرض من عجم ومن اعراب
وَلك العلا وَالفخر غير مدافع / بين الوَرى يا واضح الاحساب
في ملة نكحتك كفأ بعدما / عدمت وجود الكفء في الخطاب
ولأنت أَسمى المرسلين مكانة / بجلال قدرا وعلو ركاب
يا سَيدي أَنا من علمت أذابَني / حمل الذنوب وجور دهر نابى
لَو لَم يَكن لي اذ حججت وَلَم أزر / الا غناؤك وحده لكفى بي
ماذا تَقول لآمل متعرض / لعريض فضلك واقف بالباب
وافاك لا علم وَلا عمل وَلا / قلب سَليم لائذ بمآب
فاِعطف عَلى عَبد الرَحيم برحمة / واشفع له من هول كل عذاب
وانهض به وَبمن يَليه فانه / مستعتب في موضع الاعتاب
واقمع بحولك باغضيه وكل من / يؤذيه من متمرد مرتاب
وَبجامع النيابَتين صو يحب / واهى القوى متقطع الاسباب
ان قمت بي وبه بلغنا كل ما / نَرجوه من خير وحسن مآب
وَعليك صَلى اللَه يا علم الهُدى / وَعَلى جَميع الآل والاصحاب
أَرياح نجد تممي الهابا
أَرياح نجد تممي الهابا / وَتقطعي طرق الحجاز ذهابا
وَصلي مسيرك بالاصائل وَالضحى / لتعود روح العطف منك ايابا
فَعَساكَ ان تصلى بلاد محمد / تجدى رياضا بالوفود رحابا
حيث المظلل بالغَمامة وَالَّذي / ملأ الزَمان هداية وَصوابا
لمى به وقفي قبالة وجهه / واستأذنيه وبلغيه خطابا
من عبده عبد الرَحيم فانه / من أم ملدم قد أذيق عذابا
نفخت عليه بحر نار جهنم / وأذابَت الجسم الضَعيف فذابا
حَتّى اذا لم تَبقَ من أَعضائه / الا عظاما قد وهت واهابا
ناداك مرتجيا بجاهك عطفة / يا خير من سمع الندا فأجابا
يا صاحب الجاه العَظيم لمثلها / أَحسنت ظني في الزَمان فحابا
قم بي وَبالمرضى فجودك عارض / ما زالَت المَرضى اليه عيابا
فَلَقَد جَعلتك في الخطوب وَسيلَتي / ان نابَني زمن قرعت البابا
قل أَنتَ في الدارين منا لا تَخف / من بعدها يا صاحب النيابا
أَنتَ الَّذي جو الجنان بجاهه / وَنجاور الولدان والاترابا
مني السَلام عَلى المقيم بطيبة / من طاب من خبث العيوب فَطابا
وَحمى حمى الاسلام واتبع الهدى / وَتجنب الازلام والانصابا
وَدَعا الى الدين الحَنيف بسيفه / فغدت رؤس المشركين جوابا
من بعد ما جحَدوا جلالة قدره / سفها وَقالوا ساحرا كَذابا
فسل المشاهد وَالثغور من الَّذي / هزم الجيوش وَشتت الاحزابا
ومن الَّذي طمس الضلال بسيفه / وأعاد عامره المنيع خرابا
يا أَكرم الكرماء يا أَعلى الورى / شرفا وأمنع ذروة وَجنابا
أَنا عبدك الجاني حججت وَلَم أَزر / ولئن عتبت فَما أُطيق عتابا
وَلئن صفحت فشيمة نبوية / شملت عَلى عبد أَساء فَتابا
لَم ألف غيرك من أَلوذُ به اذا / مكر الزَمان وَقطع الاسبابا
فاخفض جناحك لي وَكن يد نصرتي / ولمن يَليني نسبة وَصحابا
وَعليك صَلى اللَه يا علم الهُدى / ما ارفض منسجم الغمام وَصابا
وَعَلى صَحابتك الَّذين تشرفوا / وَسموا عَلى شهب السما احسابا
لاقيت يا نفس حقا ما حَكى الحاكي
لاقيت يا نفس حقا ما حَكى الحاكي / فامضى لشأنك اني لست أَلحاك
واستعذ بي غصص التَعذيب راضية / وَحكمى الحب علّ الحب يَرعاك
واِستنظري فرص الايام عائدة / واِستعملي الصبر وارعى ترك شكواك
عَساكَ ان مت في ذكراك مت علي / شهادة الحق حيث الحق يَلقاك
وَاللَه لَولا امانىّ تجاذبني / ذمام عهد قَديم كنت انعاك
اغفلت من غفلات الدهر آونة / آوت من الجيرة الغادين مثواك
ايام لَيلى بوادي السدر نازِلَة / مقيمة خدرها المَضروب يمناك
وَالعَيش اخضر والايام مشرقة / وَعين رب الهَوى العذرى تَرعاك
وَنظرة جلبت حتفي وَلَيسَ لَها / شاك لانى أَنا المشكوّ وَالشاكي
رَدى بقية روح فات من رمقى / يا شمس حسن بدت من برج شباك
وارنى لِقَلبي بما في سحر عينك من / حَبائِل مرصدات لي واشراك
وبين سفح جياد فالمسيل إِلى / دار الامير غروس ثورها زاكى
سحارة الطرف تَرمي من لواحظها / حب القلوب باحياء واهلاك
خذي بحقك من عينيك لي خفرا / حتفا فعائفتي عَيناك عَيناك
وَساعدني عَلى التَقبيل مغتنما / فَما أَلذك تَقبيلا وَأَحلاك
فَكَم وَديعة شوق لي اليك مضت / قَد كنت يوم النَوى اودعتها فاك
عواطل السرب تَرعى في الخزام وَما / يحن ذو شجن الا لذكراك
صفت صفاتك للعشاق وابتهجت / انوار حسنك من أَنوار حسناك
خلف الخمار جمال منك خامره / حسن بديع محانى في محياك
وَدون سنرك سر في طلائعه / نور كبهجة نور الشمس غشاك
وَرَوضَة من رياض الخلد قد ملئت / من الجَمال حواها منك ركناك
وَثم روح من الفردوس منتفح / في الجم يعبق من رياء رياك
وَفي المشاهد آيات مبينة / تنبى شواهدها عَن فضل معناك
ما يملأ العين من حسن ومن حسن / وَيشرح الصدر الا حسن مرآك
كَم من قيل الهَوى العذرى احسبه / لا يَستَفيق بشيء غير لقياك
حياك رَبي عني كل آونة / بكل مركمة حياك حياك
وَكَم طيبة صوب المزن منسجما / ما طابَ نفسا بغير حين وافاك
وَجاد طيبة صوب المزن منسجما / تشجعه معصرات ذات احلاك
حيث النبوة مضروب سرادقها / والحق يَزهو بِسامي النور سيماك
وَحيث من ظهر الاقطار قاطبة / بالسَيف من كل ذي بغي واشراك
محمد سيد السادات من مضر / حامى الحمى فرع اصل طيب زاكى
هداية اللَه في شام وَفي يَمَن / وَخيرة اللَه من رسل وأملاك
مهذب قرشى الاصل يشرف عَن / حام وَسام وعن روم واتراك
مستجمع الحسن والاحسان وَالكرم / الفيّاض فاض فَلَم يعرف بامساك
لسانه الوحى وَالتَنزيل معجزة / ينسيك عجمة قبطى وانطاكي
معطى الحقوق لمن والى وقاطع من / عادى وَعاند منهم قط فتاك
طلق المحيا لكل النازلين به / وَفي الكَريهة حتف الفارس الشاكي
غضيان تحت ظلال السمر ممتلئا / بأسا وَعند عبوس الدهر مضجاك
وَراسِخ العلم وَالصفح الجَميل اذا / يرجى وَلَيسَ لذي ستر بهتاك
جلالة ملئت جودا وَمرحمة / عَن ماجد لدم الطاغين سفاك
اغنى واقنى واحيادين امته / بصولة بثها في كل معراك
وَالحرب قامَت عَلى ساق به وَسمت / اذقام منتقما من كل أَفاك
فاتوا فأدركهم بالسيف منتصرا / فَما يفيقون من فوت وادراك
نكاية لم تدع للمشركين يدا / تَعلو وَما كل مَن يبغى العلانا كي
يا سَيدي يا رَسول اللَه يا أَملى / يا راحَة الروح من ضيم واضناك
ناداكَ من برع الغراء قائلها / عَبد الرَحيم المسىء الخائف الباكي
امليتها فيك من بعد وَلست بها / بغير عروتك الوثقى بمساك
اذ لَم أَكن لِسَبيل الرشد متبعا / وَلا لمنهج زلاتي بتراك
ولا من الجهل وَالعصيان ممتنعا / وَلا بنسك اولى التَقوى بنساك
فاجعل جَزائي عليها كل مكرمة / من أَنعم لا قَناطير وألكاك
والبس شعار صَلاة اللَه دائمة / ممتدة مرّ أَعصار وأَفلاك
صدوا عَن الصب الكَئيب واعرضوا
صدوا عَن الصب الكَئيب واعرضوا / وَالهجر اطول ما يَكون واعرض
كثر السقام فقمت اطلب برءه / من أَينَ يبرأ وَالطَبيب الممرض
ان يستحلوا بالفراق دمى فَلي / يَومَ القيامة حجة لا تدحض
قف بالمطى عَلى ما ثارهم وَلَو / مقدار ما يتمضمض المتمضعض
هم جيرتي قبل الفراق وانما / كتب الفراق وَلا رضيت وَلا رضوا
يا حسرة العشاق من غصص النَوى / لَو أَنَّهم بالهجر وَصلا عوّضوا
لِلَّه ركب أَزمعوا راد الضحى / وَالشَمس تلفح وَالقَلائض تركض
رحلوا المطيّ يؤمهم من يثرب / رعد يحن وَبارقات تومض
وَغَمائم تكسوا الرباض مطارقا / يفترّ عَنها مذهب وَمفضض
بلدنه المجد المؤثل والسخا / وَالبَدر وَالبحر الطَويل الاعرض
بحر يَموج غني لمغر فيه لا / وَشل به يتبرض المتبرض
قمر تسلسل من ذؤابة هاشم / لمكانة عنها المراتب تخفض
صفوا السَرارة صفوة العز الَّذي / في اللَه يبرم ما يشاء وَينقض
ناهى الوَرى عَن فعل كل دنية / وَعَلى المَكارِم وَالوفاء محضض
برّ بمن والى عدوّ للعدا / في اللَه شيمته يحب وَيبغض
فنزيله خصب الرحاب وَجاره / عالي الجناب وَبسطه لا يقبض
هُوَ مكرم للناسكين بهديه / هو ضغيم تحت العجاج محرض
هُوَ مقبل القلب السَليم عَلى الهدى / وَعن الغواية وَالضلالة معرض
وله الحَنيفة ملة مرضية / دين الخَليل وَكل دين نفرض
باسيد الثقلين يامن هديه / في الناس نور واضح لا يغمض
وَمن الصَلاة عليه حق واجِب / أَبَدا يسن عَلى العباد وَيفرض
نطقت بفضلك معجزات جمة / فالكل فيك مصرح وَمعرض
أَدعوك عَن نيابَتي برع وَفي / كبد من الاشواق حرّ مرمض
فاعطف عَلى عَبد الرَحيم برحمة / واجبر بفضلك ما الحوادث تمهض
أَنا في جوارك يوم ما تَطوي السما / وَالنار تسعر وَالخلائق تعرض
أَوردني الحوض الَّذي أَوصافه / من دونها لبن وشهد أَبيض
وانظر إِليَّ بعين لطفك انني / لعريض جودك آمل متعرض
وائذن لمشتاق يزرك فانه / لا يَستَطيع من الكَبائر ينهض
فكم امرىء ادنيته من بعده / فأتَت به الاقدار سيعا تركض
وَمضى الزَمان وَما اِنقَضى وَطرى بكم / وَالنَفس تأمل وَالحوادِث تعرض
وَعليك صَلّى اللَه يا من عرضه / عَن كل ذنب بالمحامد يرحض
دمى طلل بين الطلول بحا جر
دمى طلل بين الطلول بحا جر / فَلا تعجَبوا من عبرة بمحاجري
وَخلوا فؤادي يستبيد فراقهم / غراما يَرى ما بين ناس وَذاكر
فذكرى حييمات الاباطح لم تزل / تهيج لِقَلبي وَجد مَجنون عامر
وَما الحب الا لوعة وَصَبابة / تذيب وَمهجور يحن لهاجر
وخل الهَوى العذرى ينم به الفَتى / بخلع عذار الحب من غير عاذر
عَسى نسمة من سفح نجد تهب لي / بريح الخزامى وَاليشام النواضر
وَتشرَح لي حال الغَريق فَربما / ازاحَت بذكري منجد وجد غائر
فَلِلَّه عيش بالحمى سمحت به / شحاح الغواني في المغاني الدوائِر
ليال سرقناهن من زمن مضت / به غفلات العيش من شعب حاجر
أَما وَالَّذي حج الخَلائق بيته / رجالا وَركباناعَلى كل ضامر
وَمن طاف تعظيما وهرول ساعيا / وَكرر أَذكار الصفا وَالمَشاعِر
لاستعطفن الوصل منكم عَلى النَوى / بلوعة قلب أَو بعبرة ناظر
فَما برحت مَرضى الرياح تنم عَن / قديم غرام في خفى ضمائري
وَيوم كظل الرمح خلفت طوله / وَرائي واِستقبلت ليلة ساهر
أَشيم بروقا من غوير تهامة / وأخرى بنجد نصب تلك الغَوائِر
وَتنظر عيني نور شمس جلاله / قبال قبا تجلود ياجى الدياجر
شعاع تسامى من ضَريح محمد / وأشرقن منه طالعات البَشائِر
هُوَ الرَحمة المهداة للخلق حبذا / كَريم السَجايا خير باد وَحاضِر
أَلَيسَ انشقاق البدر معجزة له / وَظل غمام الجو عند الهواجر
وَسجدة أَجمال وَسجدة ظبية / وَحنة جذع من هشيم المنابر
وَتَسبيح حصباء ليمن يَمينه / وَفيض زلال الماء يوم العَساكِر
واخبار عضو الشاة أنى مسمم / فتبا لافعال اليهود الاصاغر
وَيوم دعا الاشجار من غير حاجة / سعت نحو خير الخلق سعى مبادر
وأشبع يوم الخندق الجيش كله / بصاع شعير كان في بيت جابر
وَفي ثمر أَهوى بسهم فَلَم يزل / بِجيش لهم بالرمى من غير حافِر
وَمسرى رَسول اللَه من بطن مكة / الى المَسجد الاقصى كلمحة ناظر
فأم بها الاملاك وَالرسل واِنثَنى / الى الملا الاعلى بقدرة قادِر
وَساربه جبريل في سمر الرضا / وَبشر من أَهل السما كل سامر
وَزج به في النور حَتّى اذا اِنتَهى / الى موقف ما فيه نهج لسائر
اشار إِليه اللَه بالبشر فاِنثَنى / يَخوض بحار النور خوض مباشر
مشاهد لم توطأ بأخمص غيره / وآثار تخصيص عَلى كل آثر
وَبَيداء نور وحده جاز جنحها / عَلى قدم ساع إِلى الخير طاهر
فَلَمّا دَنا من قاب قَوسين رفعة / وألبسه الرحمن تاج المفاخر
سَقاه بكأس الحب من فوق عرشه / سلافة قرب لا سلافة عاصر
وَتوأه فوق النبيين رتبة / تحاشى بها عَن مشبه وَمناظر
وَشفعه في المذنبين مدائحا / خَصائص أخرى لا تعد لحاصر
غداة لواء الحمد وَالكوثر الَّذي / يوافيه ظامى الورد بالمصادر
اليك شفع المذنبين مدائحا / مؤلفة تزوى بنظم الجَواهِر
أَتيتك يا شمس الهدى متشفعا / بها لاخى في اللَه أَعنى الحصاورى
سميك يا مَولاي أَثقل ظهره / بفعل المناهى واِجتناب الاوامر
فَكن من جَميع النائبات حمى له / وَعامله بالحسنى وواصل وَناصر
ازح محن الدارين بالعطف منك عَن / مؤلفها عَبد الرَحيم المهاجري
وأتمم لنا النعمى عَلى ذي قَرابة / وَصحب وأَشياخ وَحار وَمجاور
وَصلى عليك اللَه ما هبت الصبا / وَما حن رعد في عريض المواطر
صَلاة اذا خصتك عمت بنورها / بقية أَصحاب وآل أَخاير
حروف معان أَو عقود جواهر
حروف معان أَو عقود جواهر / تحاكى مصابيح النجوم الزواهر
وابر يزتبر بزمن النظم فتحت / قوافيه زهرا في رياض الدفاتر
يَروح بأرواح المحامد حسنها / فيرقى بها في ساميات المفاخر
فَتلك عَلى بعد الديار وَقربها / قَريبة عهد بالحَبيب المهاجر
عَرائس لا ينكحن غير مهذب / كَريم وَلا يعشقن من لم يخاطر
اذا ما هَداها الفكر أَهدت لذي النهي / شَمائل أَشهى من شمول المعاصر
تشعشع من نور المَعاني عناية / بها تضرب الامثال بين المَعاشِر
وَتنظم مِن نثر المثانى قَلائدا / تزخرف جيد الجود من كل فاخر
وَتنشر من طي المروءة لِلفَتى / مَكارِم أَخلاق وَحسن سرائر
اذا ستروها بالحجاب تبرجت / محاسن تَبدو من وَراء السَتائِر
وان فض في الاكوان مسك ختامها / تعطر منها كل نجد وَغائر
تخيرتها للهاشمي محمد / حَميد المَساعي خير باد وَحاضِر
نبيّ أَتى وَالناس في جاهلية / يَخوضون في بحر من الشرك زاخر
عَلى الغي في طغيانهم يعمهون قد / هوت بهم الاهوا إِلى غير ناصر
فمد عليهم منه ظل هداية / وأرشد منهم للهدى كل حائِر
واحكم أَسباب النجاة وَهم عَلى / شفا جرف هار لانقاذ عاثر
له معجزات الوحي لا قولَ كاهِن / كَما زعموا زورا وَلا قول شاعِر
عَزيز عَن الافك الَّذي يَفتَرونه / عَلى اللَه مِن تَحريم ذات البحائر
وَعن رجس أَوثان وَخمر وَميسر / وَطغيان أَنصاب وازلام فاجر
فَنحن به في ملة خير ملة / عَلى خير دين ظاهر متظاهر
هدانا الصراط المُستَقيم بهديه / وأورى بنور الحق نور البَصائر
وَعلمنا الاحكام والرشد رحمة / لنا ووقانا دائرات الدوائر
سَقى واكف الوسمى اكناف طيبة / وَروى ربا تلك الرياض النَواضِر
مشاهد يَرضى اللَه مسح ترابها / وَيوضع فيها الوزر عن كل وازِر
وارض بها للهاشميّ مآثر / يَعود عَلَينا خير تلك المآثر
فَيا زائِرا روح الحَبيب محمد / بِنَفسي وَأَهلي من حَبيب وَزائِر
اذا ما رأت عَيناك روضة أَحمد / فَباه رياض الخلد فيها وَفاخر
وَقبل ثرى ذاكَ الحَبيب مسلما / عَلى خيرمَقبور بخير المَقابِر
سَلام اذا ما عد بالرمل وَالحصى / وَنبت الفلا حصرا وقطر المواطر
فَضاعف عَلى أَعشاره وَمئينه / بسبعين أَلفا ثم ضاعف وَكاثر
وَقل يا شَفيع المذنبين اعانة / لذى دعوة يَرجو اقالة عاثر
أَتاكَ يُنادي بالجاه محمد / وأَنتَ جواد باعه غير قاصر
وَما الظن يا مَولايَ فيك بخائب / وَلا العائذ اللاجي اليك بخاسر
فانى عَلى قربى وَبعدي رَفيقكم / وما دحكم في كل ناد وَسامر
فكن من أَذى الدنيا غياثي وَناصري / وَغوثى عَلى باغ عليّ وَغادر
وان ضاق يوم الحشر بالناس جانبا / فَقل لا تخف عَبد الرَحيم المهاجري
وَبرّ وأَكرم من يَليه لاجله / اذا قيل قم فاشفع لاهل الكَبائِر
فَلَيسَ لنا يَوم المعاد ذَخيرة / بلا وجهك المَيمون خير الذخائِر
فَما أَمل الراجين من مطلب الغنى / سواك وَما راجى سواك بظافر
وَصلى عَليك اللَه ما حن راعد / وَما لاحَ برق في دياجى الدياجر
صَلاة تسامى الشمس نورا وَرفعة / وَتزرى برياها عَبير المجامر
من الازل استفتاحها مستمرة / الى أَبد الآباد آخر آخر
تخصك يا فرد الوجود وَتنثني / عَلى آلك الغر الكِرام العَناصِر
ضربت سعاد خيامها بِفؤادي
ضربت سعاد خيامها بِفؤادي / من قَبل سفك دَمي بسفح الوادي
وَغدت تجرعني الهموم فمن لي / قصمت عراه شماتة الحساد
وَكأَنَّني وَكأَنَّها متودد / متلطف لظويلم متمادي
لعب الفراق بها وَبي فَلَها وَلي / خبر كوى كبدي بغير زناد
وتوعرت طرق التَواصل بَينَنا / فغدوت نضو صبابة وَبعاد
ما كان حجة من أَقام بِمَكَّة / أَن لا يحدثني حَديث سعاد
بعثت إِلي من الحجاز خَيالها / شتان بين بلادها وَبلادي
يا هذه عودتني أَلم الضنا / وأَراكَ لست أَراك في العواد
وَبأى آونة أَزورك بَعدَما / حملت هجرك أَضعف الاجساد
فجق حقك ان ملكت فأسحجي / شيم الكِرام وان أَسرت فَفادى
فَقف المطيّ وَلَو كلمحة ناظر / بربا المحصب أَو مني يا حادي
وأعد حَديثك عَن أباطح مكة / وَعن الفَريق أَرائح أَم غادي
وَمسرة للناظرين بدت لَنا / ما بين سوق سويقة وَجياد
قنصت عقول أَولى النهي بحبائل / الصبوات لا بِحَبائل الصياد
وَمحاسن طلعت طَلائعهن عَن / حلل الكمال لحاضر وَلبادي
عكفت بساحتها الرفاق وانما / عكفوا عَلى كبد من الاكباد
هطل الغمام عَلى الحطيم وَزَمزَم / وَعَلى بقاع بالنقا وَوهاد
وَسَرى النَسيم بطيب نسمة طيبة / فنشقت نفحة عنبر وَجساد
بلد سمت أَوطانه وَتشرفت / بمحمد قمر الكمال الهادي
فمر محادين الضَلالة بالهدى / وأذل أَهل البَغي والالحاد
قمر أَضاء النور لَيلة وَضعه / من مكة لدمشق أَو بغداد
قمر حمى الدين الحَنيف بسيفه / شرفا وأحرز سبق كل جهاد
قمر أَباد المشركين بسادة / فاقَت عزائمهم عَلى الآساد
قمر سقى الجَيش العَظيم بكفه / نهرا أَزالَ غَليل كل فؤاد
هُوَ أَشرَف العربين مجدا باذخا / وأحق من يَعلو عَلى الامجاد
هُوَ شمس عبد مناف العلياعات / مضر بجديه عَلى الانجاد
هُوَ جاوز السبع السَموات العلى / وَالعرش فيما صح من اسناد
هُوَ في الجَلالة قال سيده له / سل ما تحب فأَنتَ خير عبادي
هُوَ خير من كمل الاناس به من ال / أَبناء والآباء والاجداد
هُوَ سيد الكَونين وَالثقلين لا / شمه له في الغور والانحاد
هُوَ أَكرَم الكُرماء ان عصفت به / ريح السماح وأجود الاجواد
هُوَ ذخرتي هو موئلى وَمأملي / هُوَ عمدتي هو عدتي وَعتادي
هُوَ أَحمَد الهادي المجاهد والَّذي / يروى بكوثره الغَليل الصادي
هُوَ تحت ساق العرش يسجد شافِعا / في الخلق ان حشروا الى الميعاد
هُوَ مَن يَلوذ غدا بظل لوائه / كل الوَرى وَالرسل والاشهاد
هُو عمدة الامم الَّتي لَو لَم يَكُن / فيها لقد كانَت بغير عماد
هُو هازم الاقران في فتكاته / وَمدمر العشرات بالآحاد
ما ان رجوت به الهدى لِضَلالَتي / الا لقيت بها صلاح فَسادى
مَولاي خد بيدي وأقض حَوائجي / واعطف عَليّ ولبّ حين أُنادي
واقبل خويدمك المعلم انه / فلس من التَقوى قَليل الزاد
حملت ذي النفس الضَعيفة ثقلها / وَشغلت بين أصادق وأعادي
في الخيمة انقصمت عراي لزلتي / وَالنار للعاصين بالمرصاد
وَعَريض جاهك يا محمد عصمتي / وَكِفايَتي وَهدايَتي وَرَشادي
فاشدد عرا عَبد الرَحيم برحمة / يَلقى بِها في الحشر خير مهاد
واجعل يديك حمى له وَلاهله / وَالصحب والآباء والاولاد
فَلأنت أَمنع من لجأت اليه في / دار اقامَتي وَمَعادي
واعطف عَليّ بنفحة نبوية / لا نال غاية مطلبي وَمُرادي
وَمكارم موصولة بمكارم / وَلطائف وَعَواطِف وَأَيادي
واسمع جواهر أَحرف عربية / زفت اليك فَصيحة الانشاد
وانهض بقائلها وَصاحبه فقد / خصاك اذ صدا عَن الوراد
فَتَراهما وفدا عليك ليحظيا / يا سَيدي بِكَرامة الوفاد
وَتول كاتبها الضَعيف وكن له / يد نصرة من شر كل عناد
وعليك صَلى اللَه يا علم الهدى / ما ارفضَّ في الاقطار صوب عهاد
وَعلى صحابتك الكرام الزهر ما / نادىّ بحي عَلى الصَلاة منادى
أَيرجع لي قرب الحَبيب المعاهد
أَيرجع لي قرب الحَبيب المعاهد / وَتَجديد عهد الوصل بين المعاهد
وَهَل بعد شت الشمل وصل علائق / علقن بقلب فاقد غير فاقد
فَما زلت مطلولا دمي وَمدامعي / عَلى طلل بالابرق الفرد هامد
وَسفك دمي عَن سفح دمعي مفهم / بان عيون العين سم الاساود
وَبين بطاح الرمل من شعب عامر / خدور بدور ناعمات نواهد
كأن شعاع النور في قسماتها / شَقائق حسن في رياض خرائد
يرنحها سكر الشَبيبة وَالصبا / فعند الهَوى العذرى مطل الموارد
فَيالَيتَ شعري عَن خيمات حاجِر / وَسكان ذاك البرزخ المُتَباعِد
وَعن روضة كانَت مقيلا وَمسمرا / لنا وَلليلى في الزَمان المساعد
وَما كانَ من علم الفَريق وَما حكموا / عَن الطالِب المَهجور خلف العَضائد
قفا بي بذات الاثل من أَيمن الحمى / لا نشد قَلبا لا يرد بناشد
وأستخبر النجدى ان هب عائدا / بربع اللوى عَن ظنتي وَعقائدي
لعل عَليل الريح يهدى روائحا / لراحة صب للصبو مكابد
أَما وَالَّذي حج الملبون بَيتَه / يؤمونه بالهدى ذات القَلائد
ومن طافَ بالبَيت المعظم ناسِكا / وَشاهد من أَنوار تلك المشاهد
لئن ندرت لي عطفة بوصا لكم / عَلى بعد دارينا وَقرب الحواسِد
لاستغرقن العمر شكرا عَلى الَّذي / مَنَنتُم بِهِ مستعز ما غير جاحد
فَما صدني من بعدكم بعد منزلي / وَلا خوف قطع من ظَلام الشَدائد
وَبين قبا وَالشام شمس جَلالة / جلا الكَون سامى نورها المُتَصاعِد
نبيّ نضاه اللَه سيفا لدينه / وَمكنه من كل عاد معاند
وَناداه باسمي أَحمَد وَمُحَمَّد / عَلى أَنه مستجمع للمحامد
فَها هو خير الخلق من خير أُمة / يدل عَلى نهج لا رَشاد قاصِد
وَنحن به نَعلو عَلى الامم الَّتي / مضت وَكتاب اللَه أَعدل شاهِد
أَتانا بنور الحق وَالشرك عامر / فأصبح رسم الشرك واهى القَواعِد
وَمد عَلَينا منه ظل هداية / وَأَمطَرنا من بره كل جائد
ألا يا نَسيما هب من قبر طيبة / بثثت رياح المسك بين التَلائد
أَعدلي الى تلك الرياض هدية / لا كرم ساع في الانام وَقاعد
سلاما كعد الرمل وَالقطر وَالحصى / وَنبت الاراضي وَالنجوم الشواهد
جَديدا عَلى مر الجديدين جاريا / الى أَبدالا باد لَيسَ بنافد
عَلى خير خلق اللَه حيا وَمَيتا / وأشرف مَولود لا شرف والد
حَبيب زرعت الحب في كبدي له / وَلست لزرع الحب أَوّل حاسِد
وَقدمت مدح الهاشمي تجارة / الى موسم الارباح كنز الفَوائد
اليك شَفيع المذنبين انتهت بنا / طَلائِع فكر تَبتَغي حق وافد
كان فتيت المسك مسود خطها / وألفاظها تزرى بدر الفَرائد
هنيأ لها ان أَدركت مطلب الغنى / لديك وأَضحى سوقها غير كاسد
أَتَتكَ من النيابَتين مجيدة / بمدحك تَرجو منك مهر القَصائِد
لقائلها عَبد الرَحيم بن أَحمد / وَصاحبه عانى الذنوب ابن راشد
فَما زالَ في أَرضي المَغارِب حامِلا / لثقل ذنوب كالجبال الرواكِد
فَقيراً حَقيرا مستقرا بذنبه / يُبارِز بالعصيان أَعدل ناقد
وَذَنبي يا مَولاي أَضعاف ذنبه / وَبحرك للراجين عذب المَوارِد
وَجودك مَوجود وَفضلك فائض / وَمَهما سئلت الشيء جدت بزائد
فَلا تخلنا يا سيد المرسلين من / عَواطف بر أَو جَميل عَوائد
وَقل أَنتُما في ذِمَتي من جهنم / وَمن محن الدنيا وَمكر الحَواسِد
وَمن سَكَرات المَوت وَالقَبر وحده / وَعن كل هول واقف بالمراصد
وَبر وأَكرم من يَلينا رحامة / وَصحبة دين واتفاق عقائد
فَلَيسَ لنا ركن يَقينا مِن الَّذي / نحاذر لَولاك سهل المَقاصِد
وَلا عمل نَرجو النَجاة به سِوى / شفاعتك العظمى لساه وَعامد
وَصلى عليك اللَه ما لاحَ بارق / تجاوبه في الجوحنة راعد
وَما ارفض من واهى العراكل مسجم / وَقوّم من نبت الثرى كل ساجد
وَما غردت وَرقاء في عذباتها / سحيرا عَلى غصن من الايك مائد
صَلاة تبارى الريح مسكا وَعَنبرا / وَتَعلو بسامى النور فَوقَ الفراقد
وَتَستَغرِق الاعصار وَالحقب عمرها / بغير اِنتهاء خالد في الخَوالد
تخصك يا فرد الوجود وَتنثني / عموما عَلى الصحب الكِرام الموالد
عَتيق وَفاروق وَعثمان وَالفَتى / عَليّ وأتباع وآل أَماجد
ضحكت بروق الابرقين تبسما
ضحكت بروق الابرقين تبسما / وَسمت نجوم الحق في كبد السما
وَسَقى الغمام ربا الحجاز مسحرا / وَمصبحا وَمفجرا وَمعتما
وَبَكى الحمام عَلى الربا مترنما / فأجبت ذاك الساجع المترنما
وَمَكثت في النيابَتين متيما / وَلَقَد رَضيت بأن أَعيش متيما
يا ساجِعات الورق في عذب الحمى / ما كل ذي شجن يحن إِلى الحمى
أَعلىّ لوم ان جَرى دَمعي دما / أوذبت من وَلهى إِلى البيض الدمى
صد الحَبيب عَن الزيارة بعدَما / قد كنت أَرجو أَن يرق وَيرحما
يا صاح لا تَرضَ الاقامة متجدا / ان كنت فارقت الفَريق المنهما
أرخل من النيابَتين قَلائصا / في الدونا فرة تَبارى الاسهما
فاذا دَنَت أَعلام مكة منك أَو / ميقاتها أَحرمت فيمن أَحرما
وَطف القدوم هناك واسع مهرولا / في المروتين وَلب وادع معظما
واقض الَّذي فرض الاله عليك من / تفث وعد نحو الحجاز ميمما
فاذا بلغت الى رياض محمد / فانزل هناك مصليا وَمسلما
تلق البَشير المنذر المزمل / المدثر المتأخر المتقدما
كانَت نبوّته وآدم صورة / في الماء وَالطين المصوّر منهما
وَبه وجود الكون من عدم فقد / ملأ الزَمان تفضلا وَتكرما
قمر تعلقت النفوس بحبه / فكأَنَّه في كل قلب خيما
فَمَتى أَجوز إِلى البَقيع وَظبية / وأَحوز ملء العين من نور بهما
وَأَقوم في حرم النبوّة منشدا / مدحا كازهار الرَبيع منظما
لِلعاقِب الماحي الَّذي ملا الوَرى / كَرما وَمرحمة وعم وأَنعما
وابن العَواتِق خير من وطىء الثرى / وأجل من ركب المطي وأَكرما
فالوَجد أَوجدني اليك صَبابة / وَحشا الحشا شوقا يشق الاعظما
يسري حجازي النَسيم بنشره / فأبيت ملتهب الحَشاشة مغرما
أَصل الصَلاة إِلى الصَلاة عَلى الَّذي / صَلى عليه ذو الجَلال وَسلما
مَن لي بأن أَصل المَدينة زائِرا / وأقبل الترب الكَريم والثما
جادَت عَلى حرم النَبي محمد / وَطفاء تنشرد معها المتسجما
وَسرى إِلى أَكناف طيبة عارض / غدقا اذا ضحكت بوارقه همى
بلد به المَلأ الَّذين تبووا / رتب العلى بالسمر وَالبيض الظما
وَتفيؤا ظل العجاج وأَعملوا / أَسيافهم لمصارع الصيد الكما
بمبارك الوجه الَّذي نفحاته / في المحل تحكى الزاخر المتلطما
فرد الكَرامة بالشَفاعة وَاللوا / وَالكَوثر المروى العباد من الظما
وَمظفر العزمات يصدع عزمه / صم الجبال وَيستحط الانجما
ملأ الثغور صواهلا وَقبائلا / كالاسد تَستَبقي العجاج الادهما
وَسَقى ديار الشرك غيم عَواسِل / وَمناصل يرفض عارضها دنا
ذاكَ المظلل بالغَمامة وَالَّذي / سجد البعير له وحن وأرزما
وَالظَبي حَياه بأحسن منطق / وَالعضو خاطبه وكان مسمما
وَبخمسة الاقراص أَشبع جيشه / وَسَقى خَميسا من يديه عرمرما
وَرَمى هوازن في حنين بقبضة / من تربة الوادي فولوا اذرمى
وَدَعا بأَشجار الفلاة فأَقبلت / عنقا تسير تأخرا وَتقدما
وَهُوَ الَّذي نطق الحصا في كفه / وَالجذع حن تذكرا وَتندما
وانشق بدر التمّ من بَركاته / وَالحق يشهد قبل أَن أَتَكَلما
صَلى عليه اللَه ما هب الصبا / أَوحن رعد في الدجى وَتزرجما
وَعلى أَبي بكر فقد سبق الوَرى / فضلا وَتصديقا له مد أَسلَما
عضد الرَسول بنفسه وَبماله / طوبى لذلك ما أَبر وأَرحما
وَعلى الفَتى عمر الَّذي بجهاده / في اللَه حل بسيفه ما استبهما
فتح الفتوح وغادرت فتحاته / رسم الضَلالَة دارسا متهدما
وَعلى شهيد الدار عثمان الَّذي / من نوره استَحيت ملائكة السما
من انزلت فيه أمن هو قانت / ذاك الَّذي جمع الكتاب المحكما
وَعلى أَبي السطين حيدرة الَّذي / ما زالَ في الحَرب الهزبر الضيغما
تَرتاده الآمال رمضة ممل / وَتذوقه الاعداء سما علقما
وَعلى الحسين وَصنوه حسن فقد / سميا بأمهما علا وابيهما
والآل وَالصحب الكِرام فانهم / شهب اذا ليل الحَوادِث اظلما
الضاحكِون اذا الوجوه عَوابِس / وَالمقدمون اذا المقدم احجما
سحب النَدى شهب الهداية كلهم / يَلقى العدا اسدار اسود أرقما
للوحش رزق من حصاد سيوفهم / شبعا وَريا كان لحما اودما
جَعَلوا نَفائسهم وانفسهم حمى / للدين حَتّى كانَ دينا قيما
لِلَّه در اولئكم من فتية / ما كانَ اولاهم بذاك واقدما
شملتهم بركات احمد الَّذي / ساد الانام فصيحها والاعجما
قمر سما سبعا وكلم ربه / ليلا وَعاد مبجلا وَمُعَظما
وَتقدم الرسل الكِرام لفضله / فيهم وَكبر بالصَلاة واحرما
صَلى عليه اللَه كَم ملك سَرى / فيه صعودا في السَماء وَكَم سما
يا سيد الثقلين يامأ مولنا / في الحشر يا هادي العباد من العمى
ان قمت يا ابن الاطيبين مشفعا / بالمذنبين وَمشفقا مترحما
فاعطف عَلى عَبد الرَحيم برحمة / فَلَقَد طغى وَبَغى وَجاروا جرما
وَجفاك اذ زار الرِفاق وَلَم يزر / ما يَستَطيع يرد امرا مبرما
لكنه لما رأى زلاته / عظمت عليه راى نوالك اعظما
فالطف به واعطف عليه وكن له / حصنا من الخطب النظيم وَملزما
واشفع الى الباري له وَلسربه / اذ صار سبحن الظالمين جهنما
وأجره في الدارين مِمّا يتقي / هو في حماك وَلَم تزل حامى الحمى
واجره يا مَولاي كل كَرامة / ترحى وزده عَلى المَكارِم أَنعما
وَعَليك صَلى اللَه طول الدهر ما / ضحكت بروق الابرقين تبسما
أفق هديت من التبريح وَالكمد
أفق هديت من التبريح وَالكمد / وان تكن قطعة ذابت من الكبد
واقنع بمن لم يزل سبحانه عوضا / عَن كل ما فات من أَهل وَمن وَلَد
واشكر عَلى نعمة من نعمة نشأت / لمن أَرادَ بك الحُسنى وَلَم ترد
واصبر عَلى الكسر علّ اللَه يجبره / بمعظم الاجر واطلب جوده تجد
وكلما قرعت النائبات فقل / يا سَيدي يا رَسول اللَه خُذ بِيَدي
تلق ابن آمنة غوث الطر يداذا / ضاقَ الخِناق بخطب غير مئد
خير البَريّة من عجم ومن عرب / وأكرم الخلق في الاغوار والنجد
محمد خير سادات الورى مضر / من جاره جار عز غير مضطهد
أَتى به اللَه شمسا غير آفلة / تَسمو نور عَلى الآفاق متقد
فرع تسلسل من سر النبوة في / أَقيال مكة مغنى الطارق الكمد
من عنصر المجد بجوح الفخار سرى / من سيد سند في سيد سند
هدى به اللَه قوما الاخلاق لهم / من أمة عميت عن منهج الرشد
أمت شفا جرف هار فأنقذها / وحل منها محل الروح في الجَسَد
أقال عثرة غاويها وأدركها / رشدا واصلح ما فيها من الاود
وَقام يهدى إلى قصد السَبيل فَكَم / بالحق من سابق منا وَمُقتَصَد
وَجاءَ باليمن والايمان يرشدنا / بالنور من ظلمات الزيع وَالنَكَد
له السَموات والارضون شاهدة / بمعجزات وآيات بلا عدد
تنأى عَن الرمل وَالقطر الملث وعن / عد النبات وَموج البحر وَالزبد
كَم ذا احن إِلى ذاك الحَبيب عَلى / بعدى وأمسى ضنين الوجد وَالسهد
أَستودع الرب تَسليمي إليه اذا / جد الرَحيل بهم عني وَعَن بَلَدي
وَكَم وَكَم بينَنا من مجهل درس / ومن فراسخ لا تحصى ومن برد
يا نازلا بديار الشام لا تربت / يَداكَ فاخر بمدح المُصطَفى تفد
وَحي عَني حَبيب الزائرين وَلا / تضع وَديعَة واهى الصبر وَالجلد
ردد عليه سَلاما لا انتهاء له / كرمل عالج اضعافا وَزدوزد
وَقل لا شرف خلق اللَه مرتبة / ومن تبوّأ مجدا غير منجد
ماذا تعامل يا شمس النبوّة من / اضحى اليك من الاشواق في كمد
فامنع جناب ضريح لا صَريخ له / نائى المزار غَريب الدار مُبتَعد
حَليف ودك واهى الصبر منتظر / لغارة منك يا ركني وَيا عضدي
اسير ذَنبي وَزلاتي وَلا عمل / أَرجو النجاة به ان انت لَم تجد
قرعن ايام دَهري قوتي فوهت / عراى من محن تَجري إِلى الامد
وَضاقَ ذَرعي لاحوال منكرة / لديّ أَعظم أَن أَشكو إِلى أَحَد
ما زالَ يحسدني دَهري عَلى نعم / وَالحر ما عاشَ لا يَخلو عَن الحسد
كَم من خطوب الى الدنيا أَعد لها / حسن اعتنائك بي مع قلة المدد
فاقبل بفضلك اذلالي وَمعذرتي / وَقوّ ضعفي بفضل فائض رغد
وانظر إِلى بعين منك مشفقة / وَقم بحالي وَلاطفني وجد وعد
وحل عقده كربى يا محمد من / هم عَلى خطرات القلب مطرد
أَرجوك في سكرات الموت تشهدني / كيما يَهون اذا الانفاس في صعد
وان نزلت ضر يحالا أَنيس به / فكن أَنيس وحيد فيه منفرد
حَتّى إِذا نشر الاموات يوم غد / وكل نفس رأت ما قدمت لغد
والحق يحكم الاعضاء شاهدة / وَالنار تؤصد للطاغين في عمد
فكن دَليلي بحسن الستر منك إِلى / لواء حمد بظل العرش منعقد
قل أَنتَ منا عَلى ما كانَ منك فجز / عَلى الصراط وَهَذا حوضنا فرد
وَكن رَفيقي في دار السلام اذا / كنا بمقعد صدق جيرة الصمد
وارحم مؤلفها عَبد الرَحيم ومن / يَليه من أَهله وأنعشه وافتقد
اذا اِستَعدت له الاعداء قاصدة / أعد حبك منهم أَمنع العدد
وان دَعا فاجبه واحم جانبه / من حاسد شامت أَو ظالم نكد
فَما بلينا بِمَكروه نساوره / الا استندنا بركن منك معتمد
وَلا سلكا سَبيلا نَرتَجيك به / الا وجدناكَ للراجين بالرصد
صَلى عليك الهي يا محمد ما / تنوّعت نغمات الطائر الغرد
تحية كَشُعاع الشمس طيبة / تَستَغرِق الامد الجاري الى الابد
يندى عَلى الآل والازواج عارضها / وَالصحب من نسمات الند كل ندى
أَنسمة طيب أَم صبا طيبة هبا
أَنسمة طيب أَم صبا طيبة هبا / سحيرا دَعا قَلبي فأسرع مالبى
وَطَلعَة نور التم أَم نور أَحمَد / تشعشع حَتّى شق ساطعه التربا
فذانك زاداني سروار وَفرجا / همومي وَحلا من عرا كبدي كربا
وَهَيهات ما كل النَسيم حجازيا / وَلا كل نور يبهج الشرق وَالغربا
لسكان تلك الأَرض عهد مؤكد / لدى وَخبر العهد ما أَنصب الحبا
وَما زلت أَستَسري النَسيم لا رضهم / عَلى بعد دارينا وأستمطر السحبا
تذكرني الاشواق من لست ناسيا / فَتَجري دُموعي في محاجرها صبا
فَيا لي من الذكرى وَيالي من الهَوى / وَيا دَمع ما أَجرى وَيا قَلب ما أَصبي
خَليلي من حبي كأن لَم يَرعَكما / رَحيل فَريق فارَقوا الهائم الصبا
فاصبح لا عهد قَريب بهم وَلا / طَليعَة علم عنهم تشرح القَلبا
دَعَته حمامات الحمى للبكا فَلَم / تدع اذ تَداعَت في الاراك له لبا
وأثمله مر النَسيم فَما دَرى / أنسمة طيب أَم ضيا طيبة هبا
وَما ذاكَ الا روح روضة جنة / ثَرى في ثراها سيد العرب العربا
نَبي هدى من ضل منا بهديه / وأدرك بالتَوحيد من يعبد النصبا
رجونا به من ظلمة الظلم رحمة / فمد علينا ظل ملته الغلبا
وَما زالَ يَدعونا إِلى اللَه وحدهِ / إِلى أَن رضينا اللَه سبحانه رَبا
وَلَولاه ما كانَ الوجود بموجد / وَلا أرسل الرحمن رسلا وَلا نبا
فما اشتملت أَرض عَلى مثل أَحمد / وَلا استودع الرحمن رحما وَلا صلبا
تَظاهَرَت الاخبار من قبل بعثه / بأن يظهر الرحمن أَعلا الوَرى كعبا
وَبشرنا موسى وَعيسى بن مَريَم / به ومن الاحبار من قرأ الكُتبا
فَلما اِستقلت أمه حمله رأت / به بَركات من عَديد الحصى أربى
وأهبطت الاملاك لَيلة وضعه / وَناداه من في الكَون رحبا به رحبا
ونكست الاصنام في كل وجهة / وَغلت يد الشَيطان تبا له تبا
وأخمدت النيرات في أَرض فارِس / وَكل يَهود الشام قد عدموا خبا
وَلاحَ شعاع النور في شعب مكة / فَقامَت رِجال الحق تَستَبقِ الشُعَبا
فَلما رأوه أَكبروه وَفاخرت / بطلعته البَطحاء أفق السما عجبا
رأوا منه ملء العين طفلا مُباركا / يَناسب غرا من بَني غالب غلبا
وَلَم ينكروا من آل وهب بن زهرة / خؤلتهم اذ كان أَكرَمهم وهبا
فَلاقَت قُرَيش منه ايمن طائر / واسعد فأل واِنثَنى جدبها خصبا
وَجلل أَهل الشرق وَالغَرب انعما / يقل مداد البحر عَن حصرها كتبا
وَعلم اهل الرشد ذكرا مُباركا / حوى الزجر والاحكام وَالفرض وَالندبا
وَبالغ في الانذار حَتّى اذا عتت / عليه رجال الشرك خاطبهم حربا
وَما زالَ حَتّى فل شوكة بأسهم / وابد لهم بالسَيف من امرهم رعبا
وَحل بلطف اللَه عقدة عزهم / وَذَلك حين اِستَعمل الطعن وَالضربا
وَلَم يَبقَ للكفار حصنا ممنعا / وَلا مَسلكا وَعرا وَلا مرتقى صعبا
فَكانَ فنا الطاغين في كل بلدة / وَمنتجع الراجين في السنة الشهبا
يبارى هبوب الريح جود يَمينه / اذا ما شمال الشام ناوحت النكبا
لئن كانَ ابراهيم خص بخلة / فَهَذا نبي أَوتى القرب والحبا
وان كان فوق الطور موسى مكلما / فأَحمد جاز السبع وأخترق الحجبا
وان فجر اليَنبوع موسى من الصفا / فأحمد أَروى من أَنامله الركبا
وان كلم الاموات عيسى بن مَريَم / فأحمد في عَيناه سجت الحصبا
لَقَد فضل الاملاك والرسل رفعة / عليهم وَساد الجن وَالعجم وَالعربا
أَلَم تَرَ أَن الانبياء جَميعهم / عليه يَحيلون الشَفاعة في العقبى
فَما أَحد منهم يَقول انا لها / سواه واى يَنتَهي مثله قربا
غداه نَرى من تحت ظل لوائه / حَبيبا وَحوضا طيبا بارِدا عذبا
عَلَيك سَلام اللَه عد بِكَرامة / لمن لا يَرى غير الذنوب له كسبا
وَقل أَنتَ يا عَبد الرَحيم غدامعي / بحضرة قدس عند من يغفر الذَنبا
وَكن من اذى الدارين حصتي فانني / اعدك لي من كل نائبة حسبا
وَمَهما تَناءَت عنك داري فانني / لا صبح يا شمس الهدى جارك الجنبا
فَما كانَ عودى ان حججت وَلَم أعد / اليك جفاء لا ومن فلق الحبا
وَلكن تَصاريف الزَمان عجيبة / وانت اذا اِستَعتَبت اجدر بالعتبى
فصل حبل مَدحي فيك واقبل وَسيلَتي / لادرك حسانا بفضلك اوكعبا
واكرم مَعي نسلي واهلي وَحيرَتي / وَسالف آبائي وَصَحبي وَذا القربى
وَصلى عليك اللَه ما ذر شارق / وَما اِبتَهجت في اللَيل افق السما شهبا
صَلاة وَتَسليما عَليك وَرَحمَة / مُباركة تَنمو فَتَستَغرِق الحصبا
تخصك يا مَولاي حيا وَميتا / وَتشمل في تَعميمها الآل وَالصحبا
أرى بَرق الغوير اذا تراءى
أرى بَرق الغوير اذا تراءى / بأقصى الشام زوّدني بكاء
وَما عبر الصبا النجدى الا / ليمطر ناظريّ دما وَماء
تقسمني الهَوى العذرى هما / وَسقما لا أَرى لهما دواء
وامرضني الطَبيب فَيا لِقَومي / طَبيب زادَني بدواه داء
فما للعاذلين وَطول عذلي / جعلت لمن احبهم فداء
اكاتم عنهم عبرات وَجدي / واختلق السلو لهم رداء
مضت ايام جيرتنا بنجد / فأصبح كل ما وهبت هباء
أمنكري الآخاء بغير جرم / علام وَفيم تنكرني الاخاء
فَدَعني وَالَّذين ارى حَياتي / وَمَوتي بعدما رَحَلوا سواء
بحقك هَل سألت حلول نجد / أَلَم يجدوا لفرقتنا التقاء
وَهَل لَك بالخبا المَضروب علم / فتعلمني بمن ضرب الخباء
بَقيت اسائل الركبان عمن / أَقام بذي الاراك ومن تنآى
وَفي اكناف طيبة هاشمي / تصرفه السَماحَة حيث شاء
امام المرسلين وَمنتقاهم / حوى الخَيرات ختما واِبتداء
تناهى فخر كل اخى فخار / وان تَلقى لمفخره انتهاء
كفته كَرامة المعراج فَضلا / بها في القرب ساد الانبياء
سَرى من مكة ببراق عز / لا قصى مسجد وَعلا السَماء
مفتحة لَهُ الابواب منها / يجاوزها الى العرش اِرتقاء
فسر به المَلائكة ابتهاجا / وَصلى خلفه الرسل اقتداء
وَكلم ربه من قاب قوس / وألهم في تحيته الثناء
فَقالَ اللَه عز وَجل سلني / فلست أَشاء الا أَن تَشاء
خَزائن رَحمَتي لك فاقض فيها / بحكمك لست امنعك العَطاء
وَشفعه الاله بكل عاص / وكل مقصر يَخشى الجَزاء
وَشرفه عَلى الثقلين قدرا / وحقق في المعاد له الجَزاء
نَبي ما رأته الشمس الا / وَكلت من محاسنه حَياء
عَظيم ان تواضع عَن علو / كَبير ليس يَرضى الكبرياء
حَوى جمل الكلام فَقالَ صدقا / واحسن في السؤال وَما اساء
اياد بدينه الاديان حقا / وَكانَت قبل زورا وافتراء
زمام صوافن شهدت مغاز / وحدّ صوارم قطرت دماء
وَسيد سادة في كل ثغر / يروى البيض والاسل الظماء
فَلا برح الغمام يَصوب ارضا / دفنا الجود فيها والسخاء
وَذَلك خير من حملته ام / ومن لبس العمامة وَالرداء
انح بجنابه الانضاء وابذل / لزائره المودة وَالصَفاء
وَقل للركب ان هجَعوا فاني / ارى برق الغوير اذا تَرآى
اما جبريل روح اللَه وجدا / بمن تحت الكَسا ورد الكساء
نحن لذكره طربا وَشَوقا / فتحسبنا تَساقينا الطلاء
وَمالي لا احن إِلى حَبيب / ثملت براح مدحته اِنتشاء
رَسول اللَه اعلى الناس قدرا / واكرمهم وارحمهم فَناء
من اختار الوَسيلَة في المَعالي / ومن اوتى الوَسيلة وَاللواء
شَفيع المذنبين أَقل عثارى / فانك خير من سمع النداء
دَعوتك بعدَما عظمت ذنوبي / وَضاعَ العمر فاستجب الدعاء
ومن لي ان ازورك بعد بعد / صباحا يا محمد أَو مساء
والثم تربة نفحت عَبيرا / وانظر قبة ملئت ضياء
وان كنت المصر عَلى المَعاصي / فكن للداء من ذَنبي دواء
وَهب لي منك في الدارين فضلا / واوردني من الحوض ارتواء
وَصل عَبد الرَحيم ومن يَليه / بحبل الانس واكفهم البلاء
جَزاكَ اللَه عنا كل خَير / وَزادك يا ابن آمنة سناء
عَلَيك صَلاة ربك ما تَبارَت / صبا نجد نَسيما أَو رَخاء
وَلا برحت تَحياتي تحيى / صحابتك الكِرام الاتقياء
كلام بلا نحو طعام بِلا ملح
كلام بلا نحو طعام بِلا ملح / وَنحو بلا شعر ظلام بلا صبح
وَمن يتخذ علما وَيلغهما يعد / بِلا رأس مال في الكَلام وَلا ربح
اذا شرحوا فضل العلوم فانني / غني بفضل النحو عن ذلك الشرح
يَليق الخطاب اليعربي بأهله / فيهدى الوفا للنقص والحسن للقبح
ومن شرف الاعراب ان محمدا / اتى عَربي الاصل من عرب فصح
وان المَثاني انزلت بلسانه / بما خصصته في الخطاب من المدح
يَكون محال الشعر وصفا لغيره / وَيَكفيه ما في سورة الشرح وَالفَتح
نَبي دَعاه المُذنِبون وهم عَلى / شفا جرف هار فَمَديد الصفح
واحيا منار الدين في كل وجهة / وَذب عَن الاسلام بالسَيف وَالرمح
وايام غارات تظل بها القنا / محطمة وَالخيل مشتدة الصبح
وَكَم في عيون الغي بالرشد من قذى / وَكَم في فؤاد الشرك من كبد نزح
محا نوره المَشهور نار عنادهم / وَهد بطود الهدى منهدم الصرح
وَفل جهادة اشوكة الشرك اذ دَعا / كباش جهاد المشركين الى الذبح
وَهدم رسم الكفر بالسَيف عنوة / واودع ذا البين داعية الصلح
وَما زالَ يَدعونا بِتَوفيق ربنا / الى الملة الغراء وَالمذهب السمح
اذا خابَت الآمال فانزل بطيبة / وَزر قبرها تظهر هنالك بالنجح
نضحت لظى ذَنبي بلذة ذكره / فاطفأت نار الذنب بالذكر وَالنضح
مَكين اذا اِستَنصَرته أَو دَعوته / لخطب أَتاك الغوث أسرع من لمح
وَلي لمن والى شديد عَلى العدا / عطوف عَلى العافين ذو خلق سمح
حَوى الشرف الاعلى بمجد مؤثل / منيف واحساب مهذبة وضح
وَرفعة قدر زانها طيب عنصر / وَطول يد أَندى من العارض السح
وَعز جناب مخضر السوح دائما / اذا اِغبرت الآفاق منحصر السوح
تَلوح عليه شيمة هاشمية / جَلال أَبيه البرّ أَو عمه اللح
خلاصة سر السر من عز غالب / أَولى الفضل لا شهم وَلا جمح الجمح
تسلسل في الاصلاب من عهد آدم / فَسارَ مسير الشمس في طالع النطح
وأشرق في شرق البلاد وَغربها / سناه وَما أَبقى الى الشرك من جنح
اليك رَسول اللَه جاءَت بسرعة / قلوب من الاشواق داعية الفرح
فأنتَ الَّذي لَولاكَ ما كانَ كائِن / وَلا كر من ليل بهيم وَلا صبح
كَفاكَ علا ان الجمادات سلمت / عليك ابتداء كالسجود من السرح
وانك في لفح الظَهيرة ظللت / عليك الغمام الهاطلات من اللفح
وَكَم لمست يمناك ذا المس فاِنثَنى / صَحيحا وَداوت معضل الداء بالمسح
وَسليت محزونا وأرشدت غاويا / وأشفيت من سقم وأبرأت من جرح
عَساكَ رَسول الَه تقبل عذر من / يظل وَيمسى في الذنوب كَما يضحى
يُناديك من نيابَتي برع فَقَد / كبازنده في الصالِحات عَن القدح
فشد عرا عَبد الرَحيم وَسربه / بمرحمة واغلل يد الضيق بالفسح
وان خضت في بحر الذنوب جهالة / فعطفك يا فرد الجَلالة بالصفح
فَبي فاقة للجود منك وَللندى / كفائه ظمآن صدىّ الى الرشح
واني اذا ضاقَت وجوه طالبي / أَسير بآمالي الى بابك الفسح
فصني لمدحي فيك واقبل وَسيلَتي / اليك وقم بي في مَعادي وَفي منحى
وصل حبل راويها وارحامه غدا / اذا طرحوا في النار مستوجب الطرح
وَصَلي عَليك اللَه ما هبت الصبا / وَما اِعتقبت دار الضحى عذب السفح
صَلاة تبارى الريح مسكا وَعَنبرا / وَتزرى بنور النور في طلع ذي الطلح
أَراني ما ذكرت لك الفراقا
أَراني ما ذكرت لك الفراقا / وَدمعك واقف الاهراقا
بلحظك لا هجرت وأى لحظ / أَراقَ دمي وأي دم أَراقا
لَقَد طالَ المَطال عَلى لولا / خَيالك زارَ مَضجَعي اِستراقا
وَما شيء بأعظم من جسوم / مفرقة وأَرواح تلاقى
فَكَم سمح الهوى بدمي وَدَمعي / وَكلفني بكم وَلَها وشاقا
وأمرضني وأضرم نار وَجدي / وَذلك مذهب الحب اِتفاقا
وَلَو كانَ الهَوى العذرى عَدلا / لحمل كل قب ما أَطاقا
اذا هب الصبا النجدى وَهنا / بريح الرند أَطربني اِنتشاقا
وَلَم أَهو الكَثيب وَساكنيه / وَلا مصر الخَصيب وَلا العراقا
وَلا شوقي لكاظمة وَلكن / الى من ساد أمته وفاقا
محمد المخصص باسم أَحمد / من المَحمود كانَ له اِشتقاقا
امام المرسلين وَمنتقاهم / وأكرمهم وأطهرهم نطاقا
نبيّ أنزل الرحمن فيه / تَبارك وَالضحى والانشقاقا
كِتابا ذا صراط مُستَقيم / مبين لا اِفتراء وَلا اختلاقا
فَلا برح الغمام يجود أَرضا / نَرى لضياء قبتها ائتلاقا
بِها شمس تفوق الشمس نورا / وَبدر يلبس البدر المحاقا
هُوَ الكرم الَّذي مَلأَ البَرايا / هوَ العلم الَّذي ركب البراقا
نبيّ لَم يَزَل يَسمو علوّا / الى أَن جاوزَ السبغ الطباقا
نضاه اللَه للاسلام سَيفا / أَزال به الضَلالة وَالنِفاقا
فَكانَ لاهل دين اللَه عزا / وَللهيجاء حين تَقوم ساقا
أَباد المُشركين بكل ثغر / وَقاد الخيل شاذبة وَساقا
وَفرّق شوكة الفرق الطَواغي / وأروى منهم القَضب الرقاقا
وأقدم وَالصوافن صافنات / وَقَد ضرب العجاج لها رواقا
وَعادَت شامخات الكفر وهدا / وَمشى فوقه الخيل العتاقا
وَمن عَلى الاساري يوم بدر / وَفادى بعد ما شد الوثاقا
وعم الخلق مكرمة وَجودا / فَلما جا فارق ما أَذاقا
أَتَقبل يا محمد عذر عبد / يحن اليك من برع اِشتياقا
حججت وَلَم أَزرك لسوء حَظي / وَعبد السوء يَعتاد الاباقا
ومن لي أَن أسلم مِن قَريب / وألتَثم التراب وَلَو فواقا
وأنظر قبة ملئت جَمالا / وأشبع من جوانبها عناقا
أَتاكَ الزائِرون من النَواحي / يحثون السوابق وَالنياقا
وَعاقتني ذنوبي عنك فاِعلَم / بأن الذنب أَوقفني وَعاقا
فصل عَبد الرَحيم بحبل جود / تعمّ به الاحبة وَالرفاقا
أَتَيتك سَيدي بالعذر فاعطف / عَلى اذا الفَضاء عليّ ضاقا
قصرت خَطاي عنك من الخَطايا / وَذَنبي لَم أطق معه انطلاقا
فكن ظلي غَدا وَشَفيع ذَنبي / وَحوضك فاسقني منه دهاقا
وآنس بالقبول غَريب لَفظي / وَنفس عَن مؤلفه الخناقا
فَقَد ملكتني الاوزار عَبدا / وَلكني رجوت بك العتاقا
وَكَيفَ يَخاف لفح النار مِثلي / وَجار حماك لم يخف اِحتراقا
عَليك صَلاة ربك ما تَبارَت / رياح الجوّ تَستَبِق استباقا
ضَرَبوا الخيام عَلى الكَثيب الاخضر
ضَرَبوا الخيام عَلى الكَثيب الاخضر / ما بين روضة حاجر وَمحجر
وَتفيؤا في الأَرض ظلا واِرتَووا / من مائة المنسجم المتفجر
واخضر فَردوس الخَمائِل اذ غَدا / وَسرى عليه حيا العَريض الممطر
فكأن لؤلؤ ظله راد الضحى / درر مَتى تسر النَسائِم تنثر
أَوما تَرى عذبات بانات اللوا / تَرتاح روح نَسيمها المتعطر
وَلع البشام بنفحة نجدية / تغشى الرياض بعنبر وَمعنبر
ان النفوس عَلى اختلاف طباعها / طمعت من الدنيا بما لم تظفر
وَعَلى الكَريم دلالَة عذرية / بصرت به فأرته ما لَم ينظر
يا نازِلا بربا الأراك عداك ما / حملت من وَلَهي وَطول تذكري
سل جيرة الجرعى غداة عدت بهم / نزل الرَكائِب في الفَريق المصحر
هَل جددوا عهدا بمعهد رامة / أَم طنبوا في الشعب شعب العرعر
لِلَّه در العيس وَهي رواسم / بموّح وَمصبح وَمهجر
يخرقن من حجب السراب سرادقا / ما بين طيبة وَالمقام الاكبر
وَيلحن في لجج الظلام ضوامرا / شوقا إِلى المزمل المدثر
الابطحي المنتقى من غالب / وَالطاهِر الطهر البَشير المنذر
الصادِق الهادي الامين المجتَبى / وَالسابِق المتقدم المتأخر
وابن العواتق من سَليم انه / ذو الخفر احماعا ومن لم يفخر
ملأت محاسنه الزَمان وأشرقت / بوجوده الاكوان فاسمع وانظر
وَتَتابَعَت نعم به وَتَطاوَلَت / رتب تَناهى في عراض المشتري
هَذا مَنارك يا محمد مذسمها / طلعت طَلائعه بنور النير
كَم نازعتك الفخر سادة مكة / حسدا وَهَل صدف يقاس بجوهر
ولأنت سر المُرسَلين وَخير من / وَطىء الثرى من منجد وَمغوّر
ضربت رواق العز دونك هيبة / قصمت عرا المتكبر المتجبر
وَسمت نجومك بالسعود وأَشرقَت / شمس الوجود بحظك المتوفر
وأرتك أَنوار النبوّة ما اِنطَوى / في الكون من مَكنون سر مضمر
وَوقتك من لفح السموم غَمائم / مَبسوطَة من فوق بدر مزهر
وَعَلَيكَ سلمت الغَزالَة مذرأت / بك من بَديع الحسن أَكمل منظر
وأَوابد الوحش الكَوانِس في الفَلا / نادتك باسم معرف لم ينكر
وَبِبَطن كفك سبحت صم الحصى / وَكَذاكَ حن الجذع يوم المنبر
وَبنت عليك العَنكَبوت بنسجها / في الغار توهم أَن منهجه بري
وَغدت مغيرة لا ثرك في الثَرى / وَرق الحمام فَعاد غير مؤثر
وَجعلت شق البدر معجزة لمن / في الحي من بدو هديت وَحضر
وَلمدحك الوحي المنزل فصلت / آياته عَن معجزاتك فاشكر
وَمَكارِم قد عمت الدنيا نَدى / وَهدى وأخرى أخرت للمحشر
فخر الجَلالَة وَالمَهابَة وَالعلى / وَشفاعة العقبى وَحوض الكوثر
يا بهجة الدنيا وَعصمة أَهلها / من كل خطب عابس متنكر
كن من أَذى الدارين نصرى واحمنى / وَلنيل ما أَرجوه موسم متجري
وَاِجعل مَديحي فيك حبل تَواصل / بيني وَبينك يا رَفيع المفخر
قل أَنتَ يا عَبدَ الرَحيم وكل من / واليته في ذمة لم تخفر
وَلمن يَليني صحبة وَرحامة / بالخير يا خير العباد فبشر
وادرأ بصولك في نحور حَواسدي / أَبَدا وَقم بي حيث كنت وَشمر
واذا دَعوتك للملمه فاِستَجِب / واذا انتصرت بجاه وَجهك فانصر
وَعليك صَلى اللَه يا علم الهدى / ما لاحَ ملتثم الصباح المسفر
وَعلى المهذبة الكِرام كَواكِب ال / سلام صحب الخير للمتخير
سجعت بأيمن ذي الاراك حَمائمه
سجعت بأيمن ذي الاراك حَمائمه / وَهمت عَلى عذب العذيب غمائمه
وَسرى حِجازي النَسيم يعانق ال / خضر من أَثلاته وَيلاثمه
فأجبت ساجع وَرقه بِمَدامع / ذرفت عَلى طلل درسن مَعالمه
سحبت سحاب الجوفيه ذيولها / وَمحاه من غدق الحيا متراكمه
وَتضاحكت أَنواره وَتنوعت / أَزهاره حين ابتسمن كَمائمه
وَتنكرت أَعلامه وَربوعه / وَتفرقت هنداته وَفواطمه
يا لائمي فيمن كلفت به أفق / عَن لوم صب أَمرضته لوائمه
وأبيك قد أنصفت في عذلى وَلا / علمت قَلبي غير ما هو عالمه
الحب ما أَجرى الدموع صَبابَة / وأباح سرا ما برحت أُكاتمه
وَأَنا الَّذي لعب الفراق بعقله / لما تَناءَت بالفَريق رواسمه
يحدو الحِجاز حيا الغمامة كلها / من بعده عقداته وَصرائمه
فَسَقى الحجاز حيا الغمامة كلها / تَبكي سحائبه وَيَضحَك باسمه
بلدا أَضاءَت من ضياء محمد / أَحرانه وَنجوده وَتهائمه
وَتَطاوَلَت رتب الفخار لمن دَنا / لعلاه اكليل العلا وَنعائمه
علم النبوّة خاتم الرسل الَّذي / ملأت جَميع العالمين مَكارمه
سيف حمائله عَلى عنق الهدى / وَبكف أَخيار الخَليقَة قائمه
لما دَعا الكفار بالبيض الظبا / لبته من جند الضَلال جماجمه
وَمحت نجوم الشرك شمس ظهوره / وَتَتابَعَت في الملحدين ملاحمه
بعر مرم في الخافقين غباره / صعدا وَفي أذن السماك زمائمه
ملأ اذا لبسوا الحَديد رأَيتهم / بحرا تموّج بالظبا متلاطمه
وأَبو اليَتامى بين أَظهرهم اذا / زأرت ضراغمه نهشن اراقمه
فَقلد سرت مسرى النجوم همومه / وَمضى مضىّ الباترات عزائمه
شمس النبوّة من ذؤابة هاشم / أَضحى به فوق الكَواكِب هاشمه
وَحسام دين ما تَناآى فعله / وَكَريم قوم انجبته كَرائمه
ان جاد يوم الجود فهو غمامة / أَوصال يوم الروع فهو صوارمه
وَمن الملائك في المَعارك جنده / وَالمَوت في حرب الضَلالة خادمه
وَالبيض والاسل الطوال ظلاله / يَوم الكَريهة وَالنفوس غَنائمه
ذاكَ الَّذي سجدا لبعير لوجهة / وَالجذع حن وَظَللته غمائمه
وَعليه سلمت الاوابد مثل ما / فاضَت من الضرع الاجد سواجمه
صَلى عليه اللَه ما زهرزها / وَضحكن في خضر الرباء بواسمه
فهو المتوج بالكَرامَة والَّذي / عصبت عَلى الكرم العَريض عمائمه
شرف الزَمان به فَطالَ فخاره / وَتقطعت ظلماته وَمظالمه
وَزها بأحمد برده وَقَضيبه / وَالتاج وَالحوض المعين وَخاتمه
وَبه اِستَبان الرشد بعد دروسه / وَزكت مطالعه وأشرق ناجمه
وأضاء مصباح الهدى بمحمد / وَالحق أَشرَق واِستقمن قوائمه
لذ من جَميع النائبات به تجد / حرما علا ان تستَباح محارمه
وارم الزَمان بعظم جاه محمد / مَهما رمتك من الزمان عظائمه
يا من له البيت الحَرام وَفضله / وَمقامه وَحطيمه وَمواسمه
وَله الصفا وَالحجر والحجر الَّذي / يَزداد ما سحه النَعيم وَلاثمه
ماذا تُعاملني جعلت فداك يا / من يَرتَجيه عربه وأعاجمه
في يوم المَظلوم منتصر له / وَبسجن سَجين يعاقب ظالمه
وَلخصمه يَرجو الجزا وَشهوده ال / اعضاء وَالملك المهيمن حاكمه
ناداك من برع أَسير ذنوبه / لما حمته عَن المزار مآثمه
فاشفع الى الباري له فَلَرُبما / تمحي بجاهك في المعاد جرائمه
ان لم تصل عَبد الرَحيم برحمة / من ذاك واصله سواك وَراحمه
فاِخفض جناحك يا ابن آمنة له / ولمن يَليه مودة وَيلائمه
وتلق مَدحي بالبشارة واِستَمِع / ما قالَ ناثره عليك وَناظمه
فالفخر مفتخر وَفيك فخاره / وَالجود مَوجود منك غمائمه
وَعليك صَلى اللَه ما هب الصبا / برياح نجد أو نسمن نسائمه
وَعَلى جَميع الآل والاصحاب ما / سجعت بأيمن ذي الاراك حمائمه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025