المجموع : 48
عَجَباً لي ومِن رضايَ بحالٍ
عَجَباً لي ومِن رضايَ بحالٍ / أنا منها على شَفَا تغريرِ
عالماً لا أشكُّ أني إلى عدْ / نٍ إذا مُتُّ أو عذابِ السَّعير
كلّما مُرَّ بي على أهل نادٍ / كنتُ حيناً بهم كثيرَ المرورِ
قيل مَن ذا على سرير المنايا / قيل هذا محمَّدُ بن يَسيرِ
أقول والأرض قد غشى وجللها
أقول والأرض قد غشى وجللها / ثوب الدجى فهو فوق الأرض ممدود
وسد كل فروج الجو منطبقاً / وكل فرجٍ به في الجو مسدود
وفي الوداع وفي الإبداء لي عنتٌ / دون المسير وباب الدار مسدود
من لي بداود في ذي الحال يرشدني / من لي بداود لهفي أين داود
لهفي على رجله ألا أقدمها / قدام رجلي فتلقاها الجلاميد
إذا لا أزال إذا أقبلت ينكبني / حرفٌ وجرفٌ ودكانٌ وأخدود
فإن تكن شوكةٌ كانت تحل به / أو نكتةٌ في سواد الليل أو عود
قد كنت منقبضاً وأنت بسطتني
قد كنت منقبضاً وأنت بسطتني / حتى انبسطت إليك ثم قبضتني
أذكرتني خلق النفاق وكان لي / خلقاً فقد أحسنت إذ أذكرتني
لو دام ودك وانبسطت إلى امرىءٍ / في الود بعدك كنت أنت غررتني
فهلم نجتذب التذاكر بيننا / ونعود بعد كأننا لم نفطن
قل لمن رام بجهلٍ
قل لمن رام بجهلٍ / مدخل الظبي الغرير
بعد أن علق في خ / ديه مخلاة الشعير
ليته يدخل إن جا / ء من الباب الكبير
نشت بأبي النجم المغني سحابةٌ
نشت بأبي النجم المغني سحابةٌ / عليه من الأيدي شآبيبها القفد
نشا نوءها بالنحس حتى تصرمت / وغابت فلم يطلع لها كوكبٌ سعد
سقته بجادت فارتوى من سجالها / ذو رأسه والوجه والجيد والخد
فلا زال يسقيه بها كل مجلس / به فتيةٌ أمثالها الهزل والجد
يا رب رب الرائحين عشيةً
يا رب رب الرائحين عشيةً / بالقوم بين منًى وبين ثبير
والواقفين على الجبال عشيةً / والشمس جانحةٌ إلى التغوير
حتى إذا طفل العشي ووجهت / شمس النهار وآذنت بغئور
رحلوا إلى خيفٍ نواحل ضمها / طول السفار وبعد كل مسير
ابعث على طير المديني الذي / قال المحال وجاءني بغرور
ابعث على عجلٍ إليها بعدما / يأخذون زينتهن في التحسير
في كل ما وصفوا المراحل وابتدوا / في المبتدين بهن والتكسير
ومضين عن دور الخريبة زلفةً / دون القصور وحجرة الماخور
مع كل ريح تغتدي بهبوبها / في الجو بين شواهن وصقور
من كل أكلف بات يدجن ليله / فغدا بغدوة ساغبٍ ممطور
ضرمٍ يقلب طرفه متأنساً / شيئا فكن له من التقدير
يأتي لهن ميامناً ومياسراً / صكًّا بكل مزلقٍ ممكور
من طائرٍ متحيرٍ عن قصده / أو ساقطٍ خلج الجناح كسير
لم ينج منه شريدهن فإن نجا / شيءٌ فصار بجانبات الدور
لمشمرين عن السواعد حسرٍ / عنها بكل رشيقة التوتير
سدد الأكف إلى المقاتل صيبٍ / سمت الحتوف بجؤجؤ ونحور
ليس الذي تخطي يداه رميةً / منهم بمعدودٍ ولا معذور
يتبوعون وتمتطي أيديهم / في كل معطية الجذاب نتور
عطف السيات دوائراً في عطفها / تعزى صناعتها إلى عصفور
ينفثن عن جذب الأكف ثواقباً / متشابهات القد والتدوير
تجري بها مهج النفوس وإنها / لنواصلٌ سلتٌ من التحبير
ما إن تقصر عن مدى متباعدٍ / في الجو يحسر طرف كل بصير
حتى تراه مزملاً بدمائه / فكأنه متضمحٌ بعبير
فيظل يومهم بعيشٍ ناصبٍ / نصب المراجل معجلي التنوير
ويئوب ناجيهن بين مضرجٍ / بدمٍ ومخلوبٍ إلى منسور
عاري الجناح من القوادم والقرا / كاسٍ عليه مائر التامور
فيئوده متبهنسٌ في مشيه / خطف المؤخر مشبع التصدير
ذو حلكه مثل الدجى أو غبثةٍ / شغبٌ شديد الجد والتشمير
فيمر منها في البراري والقرى / من كل أعصل كالسنان هصور
في حين تؤذيها المبايت موهناً / أو بعد ذلك آخر التسحير
يختص كل سليل سابق غايةٍ / محض النجار مجربٍ مخبور
عجل عليه بما دعوت له به / أره بذاك عقوبة التنوير
حتى يقول جميع من هو شامتٌ / هذي إجابة دعوة ابن يسير
فلألفينك عند حالي حسرةٍ / وتأسفٍ وتلهفٍ وزفير
ولتلفين إذا رمتك بسهمها / أيدي المصائب منك غير صبور
أقول لما رأيته كلفاً
أقول لما رأيته كلفاً / بكل سوداء نزرةٍ قذره
أهلٌ لعمري لما كلفت به / عند الخنازير تنفق العذره
يا باسطاً كفه نحوي يطيبني
يا باسطاً كفه نحوي يطيبني / كفاك أطيب يا حبي من الطيب
كفاك يجري مكان الطيب طيبهما / فلا تزدني عليها عند تطييبي
يا لائمي في هواها أنت لم ترها / فأنت مغرًى بتأنيبي وتعذيبي
انظر إلى وجهها هل مثل صورتها / في الناس وجهٌ مجلًى غير محجوب
يا سائلي عن مقالة الشيع
يا سائلي عن مقالة الشيع / وعن صنوف الأهواء والبدع
دع عنك ذكر الأهواء ناحيةً / فليس ممن شهدت ذو ورع
كل أناسٍ بديهم حسنٌ / ثم يصيرون بعد للسمع
أكثر ما فيه أن يقال لهم / لم يك في قوله بمنقطع
أبقت الألواح إذ أخذت
أبقت الألواح إذ أخذت / حرقةً في القلب تضطرم
زانها فصان من صدفٍ / واحمرار السير والقلم
وتولى أخذها قثمٌ / لا تولى نفعها قثم
إن عمراً جنى بعينيه ذنباً
إن عمراً جنى بعينيه ذنباً / قل مني فيه عليه الدعاء
عان عينا فعينه للتي عا / ن فداءً وقل منه الفداء
شر عينٍ تعين أحسن عينٍ / تحمل الأرض أو تظل السماء
تَأتِي المكارهُ حين تَأتِي جملةً
تَأتِي المكارهُ حين تَأتِي جملةً / وترى السُّرورَ يَجيءُ في الفَلَتاتِ
لم يَضِرْها والحمدُ للّه شيءٌ
لم يَضِرْها والحمدُ للّه شيءٌ / وانثنَتْ نحو عَزْف نفسي ذَهُولِ
قامتْ تُخاصرني لِقُبَّتِها
قامتْ تُخاصرني لِقُبَّتِها / خَوْدٌ تَأَطَّرُ ناعِمٌ بِكْرُ
كلٌّ يَرَى أنَّ الشَّبابَ له / في كل مبلغ لَذَّةٍ عُذْرُ
إذا ما جاوَزَ النُّدَمَاءُ خَمْساً
إذا ما جاوَزَ النُّدَمَاءُ خَمْساً / بربِّ البيت والسّاقي اللَّبيبِ
فأيرٌ في حِرِ امِّ فتىً دَعَانا / وأيرٌ في حِرِ امِّ فتىً مجيبِ
هَلْ مُعينٌ على البُكا والعويلِ
هَلْ مُعينٌ على البُكا والعويلِ / أم مُعَزٍّ على المُصاب الجليلِ
ميِّتٌ مات وَهو في وَرَق العَيش / مقيمٌ به وظلٍّ ظليلِ
في عِدَادِ الموتى وفي عامِري الدُّنْ / يا أبو جعفرٍ أخي وخليلي
لم يَمُتْ مِيتة الوفاةِ ولكنْ / مات من كلِّ صالحٍ وجميلِ
لا أُذيل الآمالَ بعدك إنِّي / بَعْدَها بالآمالِ حقُّ بَخيلِ
كم لها وَقفةً ببابِ كريمٍ / رجعَتْ من نَدَاه بالتعطيل
أيا عجباً من ذا التَّسَرِّي فإنه
أيا عجباً من ذا التَّسَرِّي فإنه / له نخوة من نفسه وتكابرُ
يشارط لما زار حتى كأنه / مُغَنٍّ مجيدٌ أو غلامٌ مؤاجر
فلولا ذمامٌ كان بيني وبينه / للطم بشارٌ قفاه وياسر
إذا ما غدا الطلاّب للعلم ما لهم
إذا ما غدا الطلاّب للعلم ما لهم / من الحظّ إلاّ ما يدوّن في الكتب
غدوت بتشمير وجدّ عليهم / فمحبرتي أذني ودفترها قلبي
وطعن خليسٍ كفرْغ النّضيح
وطعن خليسٍ كفرْغ النّضيح / أُفْرِغَ منْ ثَعبِ الحاجِرِ
تُهالُ العوائدُ من فَتْقِها / تردُّ السِّبارَ على السّابرِ
ما دخل الحمام من علمي
ما دخل الحمام من علمي / فذاك ما فاز به سهمي
والعلم لا ينفعني جمعه / إذا جرى الوهم على فهمي