المجموع : 56
نُجلُ العُيونِ قَواصِدُ النَبلِ
نُجلُ العُيونِ قَواصِدُ النَبلِ / قَتَّلْنَنا بِعُيونِها النُجلِ
كَحَلَ الجَمالُ جُفونَ أَعيُنِها / تَفتَرُ عَن كَحَلٍ بِلا كُحلِ
وَكَأَنَّهُنَّ إِذا أَرَدنَ خُطىً / يَقلَعنَ أَرجُلَهُنَّ مِن وَحلِ
بِالَّذي أَنبَتَ في خَدَّ
بِالَّذي أَنبَتَ في خَدَّ / يكَ وَرداً لَيسَ يُقطَفُ
لا تَميلَنَّ فَإِنّي / خائِفٌ أَن تَتَقَصَّف
إِنَّما مَيلُكَ في مَش / يَكَ مَرعوبٌ مُخَوّف
بِكَفَّيكَ تَقليبُ القُلوبِ وَإِنَّني
بِكَفَّيكَ تَقليبُ القُلوبِ وَإِنَّني / لَفي تَرَحٍ مِمّا أُلاقي فَما ذَنبي
خَلَقتَ وُجوهاً كَالمَصابيحِ فِتنَةً / وَقُلتَ اِهجُروها عَزَّ ذَلِكَ مِن خَطبِ
فَإِمّا أَبَحتَ الصَبَّ ما قَد خَلَقتَهُ / وَإِمّا زَجَرتَ القَلبَ عَن لَوعَةِ الحُبِّ
مُدمِنُ التَخفيفِ مَوصولُ
مُدمِنُ التَخفيفِ مَوصولُ / وَمُطيلُ اللَبثِ مَملولُ
لَيسَ لي خِلٌّ فَيُعطِفُني / فارَقَت نَفسي الأَباطيلُ
أَنا مَوصولٌ بِنِعمَةِ مَن / حَبلُهُ بِالحَمدِ مَوصولُ
أَنا مَشمولٌ بِمِنَّةِ مَن / مَنُّهُ في الخَلقِ مَبذولُ
أَنا مَغبوطٌ بِزَورَةِ مَن / رَبعُهُ بِالجودِ مَأهولُ
مَلِكٌ عَزَّ النَظيرُ لَهُ / زانَهُ الغُرُّ البَهاليلُ
طاهِرِيُّ في مَواكِبِهِ / عُرفُهُ في الناسِ مَبذولُ
دَمُ مَن يَشقى بِصارِمِهِ / مَع هُبوبِ الريحِ مَطلولُ
يا أَبا العَبّاسِ صِن أَدَباً / حَدُّهُ بِالدَهرِ مَفلولُ
وَكيفَ صَبرُ النَفسِ عَن غادَةٍ
وَكيفَ صَبرُ النَفسِ عَن غادَةٍ / تَظلِمُها إِن قُلتَ طاووسَه
وَجُرتَ إِن شَبَّهتَها بانَةً / في جَنَّةِ الفِردَوسِ مَغروسَه
وَغَيرُ عَدلٍ إِن عَدَلنا بِها / لُؤلُؤةً في البَحرِ مَنفوسَه
جَلَّت عَنِ الوَصفِ فَما فِكرَةٌ / تَلحَقُها بِالنَعتِ مَحسوسَه
زَعَموا أَنَّ مَن تَشاغَلَ بِالـ
زَعَموا أَنَّ مَن تَشاغَلَ بِالـ / ـلَّذّاتِ عَمَّن يُحِبُّهُ يَتَسَلّى
كَذَبوا وَالَّذي تُساقُ لَهُ البُـ / ـدنُ وَمَن عاذَ بِالطَوافِ وَصَلّى
إِنَّ نارَ الهَوى أَحَرُّ مِنَ الجَمـ / ـرِ عَلى قَلبِ عاشِقٍ يَتَقَلّى
إِن وَصَفوني فَناحِلُ الجَسَدِ
إِن وَصَفوني فَناحِلُ الجَسَدِ / أَو فَتَّشوني فَأَبيضُ الكَبِدَ
أَضعَفَ وَجدي وَزادَ في سَقَمي / أَن لَستُ أَشكو الهَوى إِلى أَحَدِ
وَضَعتُ كَفّي عَلى فُؤادي مِن / حَرِّ الأَسى وَاِنطَوَيتُ فَوقَ يَدي
آهٍ مِنَ الحُبِّ آهٍ مِن كَبِدي / إِن لَم أَمُت في غَدٍ فَبَعدَ غَدِ
كَاَنَّ قَلبي إِذا ذَكَرتُهُم / فَريسَةٌ بَينَ ساعِدَي أَسَدِ
ما أَقتَلَ البَينَ لِلنفوسِ وَما / أَوجَعَ فَقَدَ الحَبيبِ لِلكَبِدِ
عَرَّضتُ نَفسي مِنَ البَلاءِ لِما / أَسرَفَ في مُهجَتي وَفي جَلَدي
يا حَسرَتي أَن أَموتَ مُعتَقَلاً / بَينَ اِعتِلاجِ الهُمومِ وَالكَمَدِ
في كُلِّ يَومٍ تَفيضُ مُعوِلَةً / عَيني لِعُضوٍ يَموتُ في جَسَدي
دَعَتني إِلى وَصلِها جَهرَةً
دَعَتني إِلى وَصلِها جَهرَةً / وَلَم تَدرِ أَنّي لَها أَعشقُ
فَقُمتُ وَلِلسَقمِ في مَفرِقي / إِلى قَدَمي أَلسُنٌ تَنطِقُ
وَما غاضَت مَحاسِنُهُ وَلكِن
وَما غاضَت مَحاسِنُهُ وَلكِن / بِماءِ الحُسنِ أَورَقَ عارِضاهُ
سَمِعتَ بِهِ فَهِمتَ إِليهِ شَوقاً / فَكيفَ لَكَ التَّصَبُّرُ لَو تَراهُ
شادِنٌ وَجهُهُ مِنَ البَدرِ أَوضا
شادِنٌ وَجهُهُ مِنَ البَدرِ أَوضا / بَعضُهُ في الجَمالِ يَعشَقُ بَعضا
بِأَبي مَن يُزَرفِنُ الصُدغَ بِالعَنْـ / بَرِ في خَدِّهِ المُوَرَّدِ عَرضا
أَينَ لِلوَردِ مِثلُ وَردٍ بَخَدَّيـ / ـكَ إِذا ما قَطَفتَهُ صارَ غَضّا
لَيسَ يُعطيكَ ذاكَ مِنهُ سِوى الشَـ / ـمِّ وَهَذا يُعطيكَ شَمّاً وَعَضّا
عَدِمتُ جَهالَتي وَفَقَدتُ حُمقي
عَدِمتُ جَهالَتي وَفَقَدتُ حُمقي / لَقَد أَخطَأتُ وَجهَ طَريقِ عِشقي
كَذَبتُ عَلى لِساني في مُزاحٍ / فَقُلتُ لَهُ وَلَم أَنطِق بِحَقِّ
أَنا الصَبُّ المُسَهَّدُ في هَواكُم / وَجَنَّبتُ المَقالَةَ مَحضَ صِدقِ
فَبادَرَ حينَ مِلتُ إِلى اِعتِناقي / بِوَجهِ عَظايَةٍ وَنَهاجٍ سِلقِ
وَساقَي صَعوَةٍ بِخَطمِ قِردٍ / وَريحِ كَنائِفٍ وَبِنَتنِ شِدقِ
تُرى ما أَخفَتا شَفَتاهُ نَحوي / كَأَنَّ لُثاثَةً عُلَّت بِدِبقِ
وَلَقَد قُلتُ حِينَ قَبَّلتُ مِنهُ
وَلَقَد قُلتُ حِينَ قَبَّلتُ مِنهُ / مَبسَماً مِثلَ نَكهَةِ النَمّامِ
رَبِّ إِن كانَ ذا حَراماً فَإِنّي / أَشتَهي أَن تَخُصَّني بِالحَرامِ
أَما تَرَيني ناحِلَ الجِسمِ
أَما تَرَيني ناحِلَ الجِسمِ / أَصيرُ مِن هَمٍّ إِلى هَمِّ
أُنقَلُ مِن ثوبٍ إِلى دونِهِ / حَتَّى كَأَني بَدَنُ الكُمِّ
أَقفَرَ مَغنى الدِيارِ بِالنَجِفِ
أَقفَرَ مَغنى الدِيارِ بِالنَجِفِ / وَحُلتُ عَمّا عَهِدتُ مِن لَطَفِ
طَوَيتُ عَنها الرِضا مُذَمَّمَةً / لَمّا اِنطَوى غَضُّ عَيشِها الأُنُفِ
حَلَلتُ عَن سَكرَةِ الصِبابَةِ مِن / خَوفِ إِلَهي بِمَعزَلٍ قَذُفِ
سَئِمتُ وِردَ الصِبا فَقَد يَئِسَت / مِنّي بَناتُ الخُدورِ وَالخَزَفِ
سَلَوتُ عَن نُهَّدٍ نُسِبنَ إِلى / حُسنِ قَوامٍ وَاللَحظُ في وَطَفِ
يَمَدُدنَ حَبلَ الصِبا لِمَن أَلِفَت / رِجلاهُ قِدَّ المُحولِ وَالدَنَفِ
وَمُدنَفٍ زادَ في النُحولِ مِنَ ال / وَجدِ إِلى مِثلِ دِقَّةِ الأَلِفِ
يُشارِكُ الطَيرَ في النَحيبِ وَلا / يُشرِكُهُ في النُحولِ وَالقَضَفِ
وَمُسمِعاتٍ نَهَكنَ أَعظُمَهُ / فَهوَ مِنَ الضَيمِ غَيرُ مُنتَصِفِ
مُفتَخِراتٍ بِالجَورِ عُجباً كَما / يَفخَرُ أَهلُ السَفاهِ بِالجَنَفِ
وَقَهوَةٍ مِن نِتاجِ قُطرَبُلٍ / تَخطِفُ عَقلَ الفَتى بِلا عُنُفِ
تُرجِعُ شَرخَ الشَبابِ لِلخَرِفِ الف / اني وَتُدني الفَتى مِنَ الشَغَفِ
يا نَسيمَ الرّيحِ في السَحَرِ
يا نَسيمَ الرّيحِ في السَحَرِ / وَشَبيهَ الشَمسِ وَالقَمَرِ
إِنَّ مَن أَسهَرتَ مُقلَتَهُ / لَقَريرُ العَينِ بِالسَهَرِ
جَعَلتُ عِنانَ وُدّي في يَدَيكا
جَعَلتُ عِنانَ وُدّي في يَدَيكا / فَلَم أَرَ ذاكَ يُنفَعُني لَدَيكا
وَقَد وَاللَهِ ضِقتُ فَلَيتَ رَبّي / قَضى أَجَلي عَلَيَّ وَلا عَلَيكا
فَلَم أَرَ عاشِقاً لَكَ قَطُّ مِثلي / أَغارُ عَلَيكَ مِن نَظَري إِلَيكا
سَلي عائِداتي كَيفَ أَبصَرنَ كُربَتي
سَلي عائِداتي كَيفَ أَبصَرنَ كُربَتي / فَإِن قُلتِ حابَينَني فَاِسأَلي الناسا
فَإِن لَم يَقولا ماتَ أَو هُوَ مَيتٌ / فَزيدي إِذَن قَلبي جُنوناً وَوَسواسا
وَعاشِقٍ جاءَهُ كِتابُ
وَعاشِقٍ جاءَهُ كِتابُ / فَزالَ عَنهُ بِهِ العَذابُ
وَقالَ قَد خَصَّني حَبيبي / بِنِعمَةٍ ما لَها ثَوابُ
فَحُقَّ لي أَن أَتيهَ تيهاً / يَقصُرُ عَن وَصفِهِ الخِطابُ
حَتّى رَمَتهُ بِصَرفِ دَهرٍ / عُيونُ حُسّادِهِ الصِلابُ
فَاِستَلَّ مِنهُ الكِتابَ واشٍ / بِحيلَةٍ شَأَنُها عُجابُ
فَلَيسَ يَهنيهِ طيبُ عَيشٍ / وَلا طَعامٌ وَلا شَرابُ
لَيتَ شِعري أَيُّ قَومٍ أَجدَبوا
لَيتَ شِعري أَيُّ قَومٍ أَجدَبوا / فَأُغيثوا بِكَ مِن طولِ العَجَف
نَظَرَ الرَحمَنُ بِالصُنعِ لَهُم / وَحُرَمناكَ لِذَنبٍ قَد سَلَف
يا أَبا إِسحَقَ سِر مُستَودِعاً / وَاِمضِ مَحموداً فَما مِنكَ خَلَف
إِنَّما أَنتَ رَبيعٌ صَيِّبٌ / حَيثُ ما صَرَّفَّهُ اللَهُ اِنصَرَف
بَنانُ يَدٍ تُشيرُ إِلى بَنانِ
بَنانُ يَدٍ تُشيرُ إِلى بَنانِ / تَجاوَبَتا وَما يَتَكَلَّمانِ
جَرى الإيماءُ بينَهُما رَسولاً / فَأَحكَمَ وَحيَهُ المُتَناجِيانِ
فَلَو أَبصَرتَهُ لَغَضَضتَ طَرفاً / عَنِ المُتَناجِيَينِ بِلا لِسانِ