المجموع : 48
اتْلُ آيَ الكِتابِ للعِلمِ فيهِ
اتْلُ آيَ الكِتابِ للعِلمِ فيهِ / وَتأَمَّلْ بِهِ بِفِكرِ النَّبيهِ
إِذْ أَسَرَّ النّبِيُّ فيهِ حَديثًا / عِندَ بَعضِ الأَزواجِ مِمّنْ يَليهِ
فأَتَتْ أُختُها إلَيها فَلَمّا / حَضَرَتْ عِندَها لِما تَحتَويهِ
نَبَّأَتْها بِهِ وَأَظهَرَهُ اللهُ / عَلَيهِ وجاءَ مِن قِيلِ فيهِ
سُئِلَ المُصْطَفى فَعَرَّفَ بَعضًا / ثُمَّ أَخْفى بَعضًا لِما يَستَحيهِ
فَبَدا العَتبُ لِلّتَيْنِ بِقَصْدٍ / أَبْدَتا سِرَّهُ إلى حاسِديهِ
فَأَبى الوَحْيُ أَن تَتوبا إلى اللهِ / فَقَدْ صاغَ قَلبُ مَنْ يَبتَغيهِ
أَوْ تُحِبّا تَظاهُرًا فَهْوَ مَولا / هُ وَجِبْريلُ ناصِرٌ في ذَويهِ
ثُمَّ خَيرُ الوَرى أَخوهُ عَلِيٌّ / ناصِرُ المُؤْمِنينَ مِنْ ناصِريهِ
أَيُساوى مَنْ يَنصُرُ المُصْطَفى الـ / ـمُختارَ لِلْوَعدِ مِنهُ في خاذِليهِ
أَتبَعَ النَّصْرَ مِنهُ نَصرًا بِجِبْريـ / ـلَ وَثنّى جِبْريلَهُ بِأَخيهِ
أَلا لا تَلُمني في وَلائي أبا الحَسَنْ
أَلا لا تَلُمني في وَلائي أبا الحَسَنْ / فَما تابِعٌ حقًّا يُلامُ على الزَّمِنْ
إِذا ما اشتَرى المَرْءُ الجِنانَ بِحُبِّهِ / غَدا رابِحًا في البَيْعِ ما قاربَ الغَبَنْ
يُعادونَهُ إِذْ أَخْفَقَ الكُفرَ سَيفُهُ / وَأَضحى بِهِ الدّينُ الحَنيفِيُّ قَدْ عَلَنْ
وَكَسَّؤَ أَصنامًا لَدى فَتحِ مَكَّةٍ / فَأَوْرَثَ حِقدًا كُلَّ مَنْ عَبَدَ الوَثَنْ
وأَبْدَتْ لَهُ عَليا قُرَيشٍ ضُغونَها / فَأَصْبَحَ بَعدَ المُصْطَفى الطُّهْرِ في مِحَنْ
أُحِبُّ أَميرَ المُؤْمِنينَ فَحُبُّهُ / جَرى في عُروقِ القَلبِ والرَّأْسِ وَالبَدَنْ
هُوَ البِئْرُ وَالقَصرُ المَشيدُ بِناؤُهُ / وَعَينُ إلهِ الخَلقِ والجَنْبُ والأُذُنْ
انْظُرْ إلى القُرآنِ إِن لمْ تَهتَدِ
انْظُرْ إلى القُرآنِ إِن لمْ تَهتَدِ / بِرُوايةٍ مَعروفةٍ لمْ تُجْحَدِ
إِذ فاخَرَ العَبّاسُ عَمُّ المُصْطَفى / لِعَلِيٍّ الكَرّارِ صِنْوِ مُحمّدِ
بِعِمارةِ البيتِ المُعظَّمِ شأْنُهُ / وَسِقايةِ الحُجّاجِ وَسْطَ المَسْجِدِ
فَأَتى بِها جِبريلُ عَنْ ربِّ السَّما / يُقْري السَّلامَ على النَّبِيِّ المُهْتَدي
أَجَعَلتُمُ سَقْيَ الحَجيجِ وَما يُرى / مِنْ ظاهِرِ الأَستارِ فوقَ الجَلمَدِ
كَالمُؤمِنينَ الضارِبي هامَ العِدى / وَسْطَ العَجاجِ بِساعِدٍ لمْ يَرعَدِ
وَلَقَدْ تَبيَّنَ فَضْلُهُ في هَلْ أَتى / فَضْلٌ تَذوبُ بِهِ قُلوبُ الحُسَّدِ
إِذْ أَطعَموا مَنْ أَطْعَموا وتَجَلَّدوا / عَنْ قُوتِهِم صَبراً بِحُسنِ تَجَلُّدِ
فَجَزاهُمُ بِالصَّبْرِ أَكرَمَ جَنَّةٍ / فيها الحَريرُ لِباسُهُمْ لَمْ يَنفَدِ
يُسْقَوْنَ فيها السَّلْسَبيلَ يُديرُها / وِلدانُ حورٍ بَينَ حورٍ خُرَّدِ
رَوى لنا أَنَسٌ فيما روى أَنَسٌ
رَوى لنا أَنَسٌ فيما روى أَنَسٌ / وَكانَ يَروي حَديثًا في الهُدى عَجَبا
وافى عَلِيٌّ وَعَمْرٌو في وَقائِعِهِ / حتّى إِذا ما رآهُ حارَ واضطَرَبا
واسْتَعْمَلَ الصَّمتَ حتّى مالُ في جِهَةٍ / فَقالَ يُومي إِليهِ وَهْوَ قَدْ رَعبا
هذا الذي تَرَكَ الأَلبابَ حائِرةً / وأَبْلَسَ العُجْمَ بالإِقْدامِ وَالعَرَبا
هذا الذي ما رأى قَرْمٌ بَسالَتَهُ / إِلاّ رأَى خَيْرَ ما يَنجو بِهِ الهَرَبا
هذا أَحاديثُهُ مِنْ عِظمِها أَكلَتْ / كُلَّ الأَحاديثِ حتّى قَد تُرِكنَ هَبا
في كَفِّهِ كُنتُ مَأَسورًا فَأَطْلَقَني / فَقَدْ غَدَوْتُ عَلى شُكري لَهُ حَدِبا
وَقى النَّبِيَّ بِنَفْسٍ كانَ يَبْذُلُها / دونَ النَّبِيِّ قَريرَ العَينِ مُحتَسِبا
حَتّى إِذا ما أَتاهُ القَوْمُ عاجَلَهُمْ / بِقَلبِ لَيْثٍ يَعافُ الرُّشْدَ ما وَجَبا
فَساءلوهُ عَنِ الهادي فَشاجَرَهُمْ / وَخَوَّفوهُ فَلمّا خافَهُم وَثَبا
كَأَنَّهُ أَسَدٌ دِيسَتْ عَرينَتُهُ / فَهَبَّ لا يَدَّري خَوفًا ولا رَهَبا
فَعِندَما أَبْصَروا ما أَنكَروا ذَهَبوا / وَبَعْدَما ذَهَبوا عَنْ وَجْهِهِ ذَهَبا
آلُ النَّبِيِّ وَمنْ كَآلِ مُحَمَّدٍ
آلُ النَّبِيِّ وَمنْ كَآلِ مُحَمَّدٍ / قَدْ ذَلَّ شانِيها وَعُظِّمَ شانُها
قَوْمٌ كَأَقْمار البُروجِ مُنيرةً / في بُرْجِ ثاني العَشْرِ تَمَّ قِرانُها
وَمَنازِلُ القَمَرِ المُنيرِ عَلَيْهِمُ / سَعْدُ السُّعودِ وَغَيْرُهُمْ دَبَرانُها
شَرُفَتْ بِوَطئِهِمُ البِقاعُ فَإِنْ عَلَوا / قُلَلَ المَنابِرِ شُرِّفَتْ عيدانُها
سَلْ عَنْهُمُ اللَّيْلَ البَهيمَ فَإِنَّهُمْ / في كُلِّ حِنْدِسِ لَيْلَةٍ رُهْبانُها
فَإِذا بَدا ضَوْءُ النَّهارِ فَإِنَّهُمْ / صُوّامُهُ وَلَدى الوَغى فُرسانُها
وَهُمُ سُقاةُ الحَوضِ في الأُخْرى وَفي / أَيْديهِمُ نيرانُها وَجِنانُها
انْظُرْ لِقَولِكَ ماذا أَنتَ تَحكِيهِ
انْظُرْ لِقَولِكَ ماذا أَنتَ تَحكِيهِ / فَقَدْ هَدَمتَ بِهِ ما كُنتَ تَبنيهِ
قَدْ قُلتَ رَبّي يَشا شَيئًا وَيَسْخَطُهُ / وَإِنَّهُ قَدْ قَضى ما لَيْسَ راضِيهِ
وَإِنَّهُ قَد يَكونُ العَبْدُ مُتَّبِعاً / لمّا يَشاءُ وَيَقْذي وَهْوَ عاصِيهِ
وَإِنَّهُ جائِزٌ في عَدْلِ خالِقِنا / تَكليفُ عَبدٍ ضَعيفٍ لا قُوىً فِيهِ
وَإِنَّهُ أَرسَلَ الدّاعي لِيَدعُوَنا / وَصَدَّ أَكْثَرُنا عَنْ أَمْرِ داعيهِ
وَقالَ مَنْ لَمْ يُجِبْ داعِيَّ مُسْتَبِقًا / فَسَوْفَ أُدْخِلُهُ نارًا وأُصْليهِ
كَفِعْلِ ذي حَنَقٍ قاسٍ وَذي عَنَتٍ / يَعيبُ جَورَ القَضا مِنّا وَيَأْتيهِ
يُقَدِّرُ الكُفْرَ مِنّا ثُمَّ يَسْخَطُهُ / يَقولُ لِمْ كانَ ما أَقْضي وأُنشيهِ
قَدْ جَلَّ رَبِّيَ مِن هذا وَعَزَّ فَما / أَرْضى لِنَفسِيَ ذا أَوْ مَنْ أُصافيهِ
إِنّي أُنَزِّهُهُ عَمّا تَقولُ بِهِ / سُبْحانَ رَبّي بِتَقْديسٍ وتَنْزيهِ
أَما شَجاكَ يا سَكَنْ
أَما شَجاكَ يا سَكَنْ / قَتلُ الحُسَينِ والحَسَنْ
ظَمآنَ مِنْ فَرْطِ الحَزَنْ /
وَكُلُّ وَغْدٍ ناهِلُ /
يَقولُ يا قَومُ أَبي / عَلِيٌّ البَرُّ الأَبي
وَفاطِمٌ بِنْتُ النَّبِي /
أُمّي وَعَنّي سائِلوا /
مُنّوا عَلى طِفْلي بِما / فَقَدْ ضَرا فيهِ الظَّما
وَلَمْ يَكُنْ قَدْ أَجْرَما /
حَيثُ الفُراتُ سائِلُ /
قالوا فَلَنْ يَرْتَوِيا / فَإِنْ تَجِئْ مُسْتَجْدِيا
فَانْزِلْ بِحُكْمِ الأَدْعِيا /
فَقالَ بَلْ أُناضِلُ /
وَأَجْمَعوا لِخَتلِهِ / وَاعْصَوْصَبوا لِقَتلِهِ
وَذَبْحِهِ مَعْ طِفْلِهِ /
فَاسْتُنَّتِ المَناصِلُ /
حتّى أَتاهُ مِشْقَصٌ / رَماهُ وَغْدٌ أَبْرَصُ
مِنْ سَقَرٍ لا يَخلُصُ /
رِجْسٌ دَعِيٌّ واغِلُ /
فَوَصَلوا عَرينَهُ / وَخَضَّبوا جَبينَهُ
بِالدّمِ يا مُعينَهُ /
ما أَنتَ عَنْهُ غافِلُ /
وَذَبَحوا فَطيمَهُ / وانْتَهَكوا حَريمَهُ
وَقَيَّدوا سَقيمَهُ /
وَسِيقَتِ الحَلائِلُ /
يُسَقْنَ بِالتَّنائِفِ / في ضّجَّةِ الهَواتِفِ
وَأَدْمُعٍ ذَوارِفِ /
عُقولُها ذَواهِلُ /
يَصِحْنَ يا مُحَمَّدُ / يا جَدَّنا يا أَحْمَدُ
قَدْ أَسَرَتْنا الأَعْبُدُ /
فَكُلُّنا ثَواكِلُ /
نُحْدى سِبا مِنْ كَرْبَلا / إِلى الشَّآمِ في الفَلا
يَنْفِثْنَ كَرْبًا وَبَلا /
لَيْسَ لَهُنَّ كافِلُ /
إِلى يَزيدَ الطاغِيَهْ / مَعْدِنِ كُلِّ داهِيَهْ
مِنْ نَحْوِ بابِ الجابِيَهْ /
فَجاحِدٌ وَخاذِلُ /
حتّى دَنا بَدْرُ الدُّجى / رَأْسُ الحُسَيْنِ المُرتَجى
في طسْتِ مَعْدومِ الحِجى /
وَهْوَ اللَّعِينُ القاتِلُ /
أَمالُ في بَنانِهِ / قَضِيبَ خَيْزُرانِهِ
يَنْكُتُ في أَسْنانِهِ /
قَطِّعَتِ الأَنامِلُ /
فَيا عُيونِيَ اسْكُبي / عَلى بَني بِنْتِ النَّبي
بِفَيْضِ دَمْعٍ وَاهْضْبي /
كَذاكَ يَبْكي العاقِلُ /
أَقولُ وَما بي فَوقَ ما أَنا قائِلٌ
أَقولُ وَما بي فَوقَ ما أَنا قائِلٌ / وَلكِنْ لِأَمْرٍ ما تُقادُ النَّجائِبُ
أَفيقوا مِنَ السُّكرِ الذي قَدْ طحا بِكُمْ / فَكَمْ قَدْ صحا مِنْ سَكرَةِ الخَمْرِ شارِبُ
لَئِنْ كايَدَتْ نَصْبًا أُمَيَّةُ هاشِمًا / فَكُلُّهُمُ مِنْ سالِفِ الدَّهْرِ ناصِبُ
فآباؤُهُمْ كادوا بِحَربِ مُحَمَّدٍ / أَبناؤُهُمْ للدّينِ كُلٌّ مُحارِبُ
وَلكِنْ بَني الأَعْمامِ ما بالُهُمْ بَغَوْا / عَلَيهِمْ وَهُمْ في الواشِجاتِ أَقارِبُ
إِلَيكُمْ بَني العبّاسِ عَنّي فَإِنّني / إِلى اللهِ مِنْ مَيْلٍ إِلَيكُمْ لَتائِبُ
تَرَكتُمْ طَريقَ الحَقِّ بَعدَ اتِّضاحِهِ / وَأَقْصَتْكُمُ عَنهُ ظُنونٌ كَواذِبُ
أَتَرْضَونَ أَنْ تُطْوى صَحائِفُ عُصْبَةٍ / كِرامٍ لَهُمْ في السابِقينَ مَناقِبُ
أَلمْ تَعلَموا أَنَّ التُّراثَ تُراثُهُمْ / وَأَنْتُمْ لِذاكَ الإِرثِ مِنْ بَعْدُ غاصِبُ
هُمُ أَظْهَروا الإِسْلامَ بِالسَّيْفِ وَالقَنا / وَهُمْ طُهِّروا فَالرِّجْسُ والإِثمُ ذاهِبُ
سَيَظهَرُ أَهْلُ الحَقِّ بِالحَقِّ عاجِلاً / وَتَمْحَقُكُمْ سُمْرُ القَنا وَالقَواضِبُ
فَلا تَذْكُروا فيهِمْ مَثالِبَ إِنّما / مَناقِبُهُمْ عِندَ العَدُوِّ مَثالِبُ
كَأَنَّ مَشيبي إِذْ يَلوحُ عَقاربٌ
كَأَنَّ مَشيبي إِذْ يَلوحُ عَقاربٌ / وأَقتَلُ ما أَبْصَرْتَ بِيضَ العَقارِبِ
كَأَنَّ الثُّرَيّا عَوْذَةٌ في تَميمَةٍ / وَقَدْ حَلِيَتْ واسْتُودِعَتْ حِرْزَ كاعِبِ
وَأَكْلُهُ قَطْفَ العِنَبْ
وَأَكْلُهُ قَطْفَ العِنَبْ / مَعَ النَّبِيِّ المُنْتَخَبْ
مِنَ السَّماءِ المُقْتَرِبْ /
وَهذِهِ دَلائِلُ /
الدَّهرُ أَيامُهُ ماضٍ وَمُرتَقَبُ
الدَّهرُ أَيامُهُ ماضٍ وَمُرتَقَبُ /
فَارْحَلْ إِلى حَلَبٍ فَالخَيرُ مُنْجَلِبٌ
فَارْحَلْ إِلى حَلَبٍ فَالخَيرُ مُنْجَلِبٌ / مِنْ نَيْلِ كَفِّكَ إِنْ لاحَتْ لَنا حَلَبُ
هذا نَبِيٌّ وَهذا خَيرُ أَمَّتِهِ
هذا نَبِيٌّ وَهذا خَيرُ أَمَّتِهِ / دِنًا وَأَعلى البَرايا كُلِّهِمْ نَسَبا
لَهُ في كُلِّ وَجْهٍ سِـ
لَهُ في كُلِّ وَجْهٍ سِـ / ـمَةٌ تُنْبي عَنِ الحِقْدِ
فَتَسْقي الرِّجْسَ بِالغَيِّ / وتُحْظي البِرَّ بِالرُّشْدِ
إِذا ما قَصَدَ الجَنَّةَ
إِذا ما قَصَدَ الجَنَّةَ / رَبُّ الغِلِّ وَالحِقْدِ
يُناديهِ التَمِسْ نورًا / بِهِ ذو البَينِ يَستَهدي
وَأَئِمَّةٍ مِنْ آلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ
وَأَئِمَّةٍ مِنْ آلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ / حَفِظوا الشَّرائِعَ وَالحَديثَ المُسنَدا
عَلِموا المَنايا وَالبَلايا وَالذي / جَهِلَ الوَرى وَالمُنْتَهى وَالمُبْتَدا
خُزّانُ عِلْمِ اللهِ مَنْ بِرَشادِهِمْ / دَلَّ الإِلهُ عَلى هُداهُ وَأَرْشَدا
وَهُمُ الصِّراطُ المُسْتَقيمُ وَمَنْهَجٌ / مِنْهُ إِلى رَبِّ المَعالي يُهْتَدى
حُجَجٌ إِذا هَمَّ العَدُوُّ بِكَتْمِها / أَمَرَ المُهَيمِنُ قَلبَهُ أَنْ يَشْهَدا
إِنَّ الذي قَبِلَ الوَصِيَّةَ ما أَتى
إِنَّ الذي قَبِلَ الوَصِيَّةَ ما أَتى / غَيْرَ الذي أَرضى الإِلهَ وما اعْتَدى
أَصْلَحْتَ حالَ الدينِ بِالأَمرِ الذي / أَضْحى لِحالِكَ في الرِّياسَةِ مُفْسِدا
وَعَلِمتَ أَنَّكَ إِنْ أَرَدْتَ قِتالَهُمْ / وَلّوا عَنِ الإِسلامِ خَوْفَكَ شُرَّدا
فَجَمَعتَ شَمْلَهُمُ بِتَركِ خِلافِهِمْ / وَإِنِ اغْتَدَيتَ مِنَ الخِلافَةِ مُبعَدا
لِتُتِمَّ دينًا قَدْ أُمِرْتَ بِحِفْظِهِ / وَجَمَعتَ شَملًا كادَ أَنْ يَتَبَدَّدا
صَدَّ بِخَدٍّ أَرَقَّ مِنْ رِقَّةِ الـ
صَدَّ بِخَدٍّ أَرَقَّ مِنْ رِقَّةِ الـ / ـخَمْرِ وَقَلبٍ أَقْسى مِنَ الحَجَرِ
يا لَيتَ شِعْري لِمَ ابْتُليتُ بِمَنْ / شَيَّبَني قَبْلَ مَبلَغِ الكِبَرِ
لَقَدْ كُسِرَت للدّينِ في يَوْمِ كَرْبَلا
لَقَدْ كُسِرَت للدّينِ في يَوْمِ كَرْبَلا / كَسائِرُ لا تُوسى وَلا هِيَ تُجْبَرُ
فَإِمّا سَبِيٌّ بِالرِّماحِ مَسوقَةٌ / وَإِمّا قَتيلٌ بِالتُّرابِ مُعَفَّرُ
وَجَرْحى كَما اخْتارَتْ رِماحٌ وَأَنْصُلٌ / وَصَرْعى كَما شاءَتْ ضِباعٌ وَأَنْسُرُ
هُمُ الآلُ آلُ اللهِ وَالقُطُبُ التي
هُمُ الآلُ آلُ اللهِ وَالقُطُبُ التي / بِها فَلَكُ التَّوحيدِ أَصبَحَ دائِرا
أَئِمَّةُ حَقٍّ خاتَمُ الرُّسْلِ جَدُّهُمْ / وَوالِدُهُمْ مَنْ كانَ للحَقِّ ناصِرا
عَلِيٌّ أَميرُ المُؤْمِنينَ وَسَيِّدٌ / إِلى قَرْنِهِ بِالسَّيفِ ما زالَ باتِرا
وَأُمُّهُمُ الزَّهراءُ أَكرَمُ بَرَّةٍ / غَدا قَلبُها مُضْنىً عَلى الجَوْرِ صابِرا
وَمِنهُمْ قَتيلُ السُّمِّ ظُلمًا وَمِنْهُمُ / إِمامٌ لهُ جِبريلُ يَكدَحُ زائِرا
قَتيلٌ بِأَرضِ الطَّفِّ أَرْوَتْ دِماؤُهُ / رِماحَ الأَعادي وَالسُّيوفَ البَواتِرا
وَمِنهُمْ لَدى المِحرابِ سَجّادُ لَيْلِهِ / وَقَرْمٌ لِفَضْلِ العِلْمِ أَصْبَحَ باهِرا
وَسادِسُهُمْ ياقوتَةُ العِقْدِ جَعفَرٌ / إِمامُ هُدىً تَلقاهُ بِالعَدلِ آمِرا
وَسابِعُهُمْ موسى أَبو العَلَمِ الرِّضا / وَمَنْ لَمْ يَزَلْ بِالعِلمِ لِلحَقِّ ناشِرا
وَثامِنُهُمْ ثاوٍ بِطُوسٍ وَمَنْ بِهِ / طَفِقْتُ حَزينًا لِلهُمومِ مُسامِرا
وَتاسِعُهُمْ زَينُ الأَنامِ مُحَمَّدٌ / أَبو عَلَمٍ لِلقَوْمِ أَصْبَحَ عاشِرا
وَمِنْهُمْ إِمامٌ سُرّا مَنْ را مَحَلُّهُ / تَمامٌ لِحادي العَشْرِ ظَلَّ مُجاوِرا
وَآخِرُهُمْ مَهْدِيُّ دِينِكَ إِنَّهُ / إِمامٌ لِعقدِ الفاطِمِيّينَ أُخِّرا