المجموع : 88
لقد ساءني أن ليس لي عنك مذهبُ
لقد ساءني أن ليس لي عنك مذهبُ / ولا لك عن سوء الخليقة مرغبُ
أفكر في ود تقادم بيننا / وفي دونه قربى لمن يتقرب
وأنت سقيم الود رث حباله / وخير من الود السقيم التجنب
تُسيء وتَأبى أن تعقب بعده / بحسنى وتلقاني كأني مذنب
وأحذرُ إن جازيتُ بالسوء والقلى / مقالة أقوام هُمُ منك أنجب
أساء اختياراً أو عَرَتْهُ ملالَةٌ / فعاد يسيء الظنّ أو يتعَتَّبُ
فخبت من الود الذي كان بيننا / كما خاب راجي البرق والبرق خُلَّبُ
يا واصف الشوق عندي من شواهده
يا واصف الشوق عندي من شواهده / قلب يهيم وعين دمعها يكف
والنفس شاهدةٌ بالودّ عارفةٌ / وأنفس الناس بالأهواء تأتلف
فكن على ثقة مني وبينّة / أني على ثقة من كل ما تصف
نظرت فقادتني إلى الحتف نظرة
نظرت فقادتني إلى الحتف نظرة / إليّ بمضمون الضمير تشير
فلا تصرفنّ الطرف في كل منظر / فإنّ معاريض البلاء كثير
ولم أر مثل الحب أسقم ذا هوى / ولا مثل حكم الحب كيف يجور
لقد صنت ما بي في الضمير لو انه / يصان لدى الطرف النموم ضمير
يا أيها الظالم مالي وَلَكْ
يا أيها الظالم مالي وَلَكْ / أهكذا تهجر من واصَلَكْ
لا تصرف الرحمة عن أهلها / قد يعطف المولى على من ملك
ظلمت نفسا فيك علقتها / فدار بالظلم علي الفلك
تبارك الله فما أعلم اللّه / بما ألقى وما أغفَلَك
موقف البين مأتم العاشقينا
موقف البين مأتم العاشقينا / لا ترى العين فيه إلا حزينا
إنّ في البين فرحتين فأما / فرحتي بالوداع للظاعنينا
فاعتناق لمن أحب وتقبيـ / ـلٌ ولَمْسٌ بمَحضَرِ الكاشِحينا
ثم لي فرحة إذا قدم النـ / ـاسُ لتسليمهم على القادمينا
رب هجر يكون خيفة هجرٍ
رب هجر يكون خيفة هجرٍ / وفراق يكون خوف فراقِ
سلام عليكم حالت الراح بيننا
سلام عليكم حالت الراح بيننا / وألوت بنا عن كل مرأى ومسمع
ولم يبق إلا أن يميل بنا الكرى / ويَجمعَ نومٌ بين جَنْبٍ ومضجَعِ
تنامين عن ليلي وأسهره وحدي
تنامين عن ليلي وأسهره وحدي / وأنهى جفوني أن تبثّك ما عندي
فإن كنت ما تدرين ما قد فعلته / بنا فانظري ماذا على قاتل العَمْدِ
كفانا اللّهُ شرَّ اليأسِ إني
كفانا اللّهُ شرَّ اليأسِ إني / لبُغضِ اليأس أَبغَضُ كلَّ آسي
العذر عندي لك مبسوطُ
العذر عندي لك مبسوطُ / والذنب عن مثلك مَحْطوطُ
ليس بمسخوطٍ فِعالُ امرِئٍ / كلّ الذي يأتيه مَسخوطُ
حفّت بسروٍ كالقيان تلبست
حفّت بسروٍ كالقيان تلبست / خضر الحرير على قوام معتَدِلْ
فكأنها والريح تخطرُ بينها / تنوي التعانق ثم يمنعها الخَجَلْ
يا صديقي ما كنت لي بصديق
يا صديقي ما كنت لي بصديق / إِنما كنتَ للزمان صديقا
أشكو إلى اللّه جفاءَ امرِىءٍ
أشكو إلى اللّه جفاءَ امرِىءٍ / ما كان بالجافي ولا بالمَلولْ
كان وصولاً دائما عهدَه / خيرُ الأخلاءِ الكريمُ الوَصولْ
ثم ثناه الدهرُ عن رأيِهِ / فحالَ والدهر بِقَومٍ يَحولْ
فإنْ يَعُدْ أَشكُرْ لهُ وُدَّهُ / وإنْ يُطِلْ هَجْرًا فَصَبرٌ جَميلْ
ما كنتُ أيامَ كنتِ راضِيَةً
ما كنتُ أيامَ كنتِ راضِيَةً / عَنّي بِذاك الرِّضا بِمُغتَبَطِ
عِلمًا بأنّ الرِّضا سيتبَعُهُ / مِنكِ التَّجَنّي وكثرةُ السَّخَطِ
فكلُّ ما ساءَني فعَنْ خُلُقٍ / مِنكِ وما سَرَّني فَعَنْ غَلَطِ
قلت زوري فأرسَلَتْ
قلت زوري فأرسَلَتْ / أنا آتيكَ سُحْرَه
قلت فالليل كان أخـ / ـفى وأدنى مَسَرَّه
فأجابت بحجة / زادت القلب حَسْرَه
أنا شمسٌ وإنمّا / تطلع الشمس بُكْرَه
الدهرُ أقصرُ مدةً
الدهرُ أقصرُ مدةً / من أن يُقطَّعَ بالعتابِ
أو أن يكَدَّرَ ما صفا / منه بِهجرٍ واجتنابِ
فتغنَّمِ الساعاتِ إنّ / ممرَّها مرُّ السَّحابِ
قلت للبدر حين أعتب زرني
قلت للبدر حين أعتب زرني / واشمَتِ الوصل بالقِلى والتجافي
قال اني مع العشاء سآتي / فانتظرني ولا تخف من خِلافي
قلت يا سيدي فزرني نهاراً / فهو أدنى لقربه وائتلافِ
قال لا استطيع تغيير رسمي / إِنما البدر في الظلام يوافي
لا مُتِّ قَبليَ بلْ أَحيا وأنتِ مَعًا
لا مُتِّ قَبليَ بلْ أَحيا وأنتِ مَعًا / ولا أَعيش إلى يومٍ تَموتِينا
لكن نعيش بما نهوى ونأمله / ويرغم الله فينا أنفَ واشِينا
حتى إذا قدرّ الرحمنُ مِيتَتَنا / وحان من أَمْرِنا ما ليس يعدونا
متنا جميعا كغُصْنَيْ بانةٍ ذَبُلا / من بعد ما نَضِرا واستَوْسَقا حِينا
في مثل طرفة عين لا أذوق شَجًى / من المَماتِ ولا أيْضًا تَذوقينا
ثم السَّلامُ عَلَيْنا في مضاجِعِنا / حتى نعودَ إلى ميزانِ مُنشِينا
وكم من قائل قد قال دعه
وكم من قائل قد قال دعه / فلم يك وده لك بالسليمِ
فقلت إذا جزيتُ الغدرَ غَدْرا / فما فَضلُ الكَريمِ على اللَّئيمِ
وأِين الإِلفُ يَعطِفُني عَلَيه / وأين رِعايةُ الحقِّ القديمِ
قد بعثنا إليك أكرمك الل
قد بعثنا إليك أكرمك الل / ه ببر فكن له ذا قبولِ
لا تَقِسْهُ إلى ندى كفك الجزْ / لِ ولا نَيلِكَ الكثير الجليلِ
واغتفر قلَّةَ الهديةِ منهُ / إِن جُهدَ المُقِلِّ غَيرُ قَليلِ