القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الخَطِيب الحَصْكَفِيّ الكل
المجموع : 80
جَلَّنارٌ أم شَقيقُ
جَلَّنارٌ أم شَقيقُ / وَجْنَتاهُ أم عَقيقُ
وسيوفٌ أم جُفون / تلك أم خَمرٌ عَتيقُ
بَرَدٌ في الفَم أمْ ثَغْ / رٌ وريقٌ أم رَحيقُ
غُصنُ بانٍ ماس في البُرْ / دَة أم قدٌّ رشيقُ
رَشَأٌ كلَّفني في / حُبِّه ما لا أُطيقُ
فكأني وهَواهُ / رِدْفُه الخصرُ الدقيقُ
يا عَذولي كُفَّ عن عَذَلِي
يا عَذولي كُفَّ عن عَذَلِي / إنَّ قلبي عنك في شُغُل
فأنا الراضي به حَكَمَاً / في الذي يَقْضِي عليّ ولي
هوَ في حِلٍّ وفي سَعَةٍ / لا يخافُ الإثْمَ من قِبَلي
وَيْحَ مَن طَلَّ الهوى دَمَه / فَغَدَا يشكو إلى طلَلِ
غريقَ الذنوبِ أسيرَ الخَطايا
غريقَ الذنوبِ أسيرَ الخَطايا / تنَبَّه فدُنياك أمُّ الدَّنايا
تَغُرُّ وتعطي ولكنّها / مُكَدِّرةٌ تسترِدُّ العَطايا
وفي كلِّ يومٍ تُسَرِّي إليك / داءً فجِسمُك نَهْبُ الرَّزايا
أما وَعَظَتْك بأحداثِها / وما فعلت بجميع البرايا
ترى المرءَ في أَسْرِ آقاتِها / حَبيساً على الهمِّ نُصْبَ الرّزايا
وإطلاقه حين تَرْثِي له / وَحَسْبُك ذا أن تُلاقي المنايا
ويا راحلاً وهو ينوي المقام / تزَوَّد فإنّ الليالي مَطايا
قُمْ سَقِّني صَفْوَها يا صاحِ والعَكَرا
قُمْ سَقِّني صَفْوَها يا صاحِ والعَكَرا / مُدامَةً تُذهِبُ الأحزان والفِكَرا
ويا نَديمي تنَبَّهْ إنّما سَكَني / مَن لا يَلَذُّ على حُبِّ السُّلافِ كَرا
المالُ يستُر كلَّ عَيبٍ ظاهرٍ
المالُ يستُر كلَّ عَيبٍ ظاهرٍ / والفقرُ يُظهِرُ كلَّ عيبٍ باطنِ
فترى مثالبَ ذي اليَسار مَناقِباً / ومَحاسِنَ الصُّعْلوكِ غيرَ مَحاسن
حَنَّتْ فَأَذْكتْ لَوْعَتي حَنينا
حَنَّتْ فَأَذْكتْ لَوْعَتي حَنينا / أَشْكُو من البَيْن وتشكو البِينا
قد عاثَ في أشخاصِها طُولُ السُّرى / بقَدرِ ما عاثَ الفِراقُ فِينا
فخَلِّها تَمْشِي الهُوَيْنا طالما / أَضْحَتْ تُباري الريح في البُرِينا
فكيف لا نَأْوِي لها وهي التي / بها قَطَعْنا السَّهْل والحُزونا
ها قد وَجَدْنا البَرّ بَحْرَاً زاخِراً / فهل وجدتُم غيرَها سَفِينا
إنْ كُنّ لا يُفصِحْنَ بالشَّكوى لنا / فهُنَّ بالإرزامِ يَشْتَكينا
قد أَقْرَحَتْ بما تَئِنُّ كَبِدي / إنّ الحزين يَرْحَمُ الحزينا
لو عَذُبَتْ لها دموعي لم تَبِتْ / هِيماً عِطاشاً وترى المَعينا
وقد تياسرتَ بهِنّ جائراً / عن الحِمى فاعْدِل بها يَمينا
نُحَيِّ أطلالاً عفا آياتِها / تَعاقُبُ الأيام والسِّنينا
يقولُ صَحْبِي أَتَرَى آثارَهم / نعم ولكن لا أرى القَطينا
لو لم تَجِدْ رُبوعُهم كَوَجْدِنا / للبَيْنِ لم تَبْلَ كما بَلينا
ومن رأى قَبْلَ اللِّحاظِ أَنْصُلاً / أَرْدَتْ وما فارقَتِ الجُفونا
أكُلَّما لاحَ لعَيْني بارِقٌ / بَكَتْ فَأَبْدتْ سِرِّيَ المَصونا
لا تأخذوا قلبي بذَنبِ مُقلَتي / وعاقِبوا الخائنَ لا الأمينا
ما اسْتَتَرتْ بالورَقِ الوَرْقاءُ كي / تَصْدُقَ لمّا علَتِ الغُصونا
كم وَكَلَتْ بكلّ باكٍ شَجْوَهُ / يُعينُه إنْ عَدِمَ المُعينا
هذا بُكاها والقَرينُ حاضرٌ / فكيف مَن قد فارَق القَرينا
أقسمتُ ما الرَّوض إذا ما بَعَثَتْ / أرجاؤُه الخِيرِيَّ والنِّسْرينا
وعَذُبَتْ أنهارُه وأدركتْ / ثِمارُه وأبدَتِ المَكْنونا
أَشْهَى ولا أَبْهَى ولا أَوْفَى ولا / أَحْلَى بعَيْني لينا
مِن قَدِّها ووجهها وثَغرِها / وشَعرِها فاستمِع اليَقينا
سألتُه اللَّثْمَ يومَ البين فالْتَثما
سألتُه اللَّثْمَ يومَ البين فالْتَثما / وصَدَّه التِّيهُ أنْ يَثْنِي إليَّ فَما
فكيف أطلُب حِفظ الودّ من صَلِفٍ / سألتُه قُبلَةً يوم الوَداع فما
أقول وربّما نفعَ المَقالُ
أقول وربّما نفعَ المَقالُ / إليك سُهَيْلُ إذ طَلَعَ الهلالُ
تُكاثرني بآلات المعاني / وكيف يُكاثر البحرَ الهلالُ
أتطمَعُ أن تنال المجدَ قبلي / وأنّى تَسْبِقُ النُّجْبَ الهلالُ
وَتَبْسِمُ حين تُبصِرُني نِفاقاً / وَشَخْصي في جَوانِحِكَ الهلالُ
وتُبْطنُ شِرَّةً في لِينِ مَسٍّ / كما لانت مع اللَّمس الهلالُ
وتنتظر الدوائرَ بي ولكن / عليك تدور بالشرّ الهلالُ
كأنّ وُجوههم في ذُلّ مَثْوَى / وفَرطِ صَلابةٍ فيها الهلالُ
وأعراضاً أُذِيلَتْ للأهاجي / كما يبدو على القِدَم الهلالُ
وما تُغني الكثائفُ عن صُدوعٍ / بها أن يَرْأَبَ الصَّدعَ الهلالُ
وأعجَب كيف يَلْزَمُكُم كِتابٌ / وَأَعْقَلُ من لَبيبكمُ الهلالُ
طِرْ أَيُّها الطَّير واهْجُرْ ما خُدِعْتَ به
طِرْ أَيُّها الطَّير واهْجُرْ ما خُدِعْتَ به / فليس للحُبِّ نُلقي الحَبَّ لِلعاصي
وإنَّما هذه الأشياءُ سائرُها / وإنْ حلَتْ لك أشراكٌ لأَقفاص
مال والأغْصانُ مائِلةٌ
مال والأغْصانُ مائِلةٌ / فَعَنَتْ صُغْراً لقامتِه
وَرَنَا والكأسُ في يده / فغَنينا عن مُدامته
لائمي والعُذر طَلْعَتُه / أيُّ عذرٍ في مَلامتِه
فاقْنَي حَياءَكِ أنْ تصيحي
فاقْنَي حَياءَكِ أنْ تصيحي / وتقبَّلي قول النَّصيحِ
والصَّمْتُ أجملُ فاصْمُتي / إذْ ليس نُطقُكِ بالفصيح
كأنَّ حِرْباءها في كلِّ هاجرةٍ
كأنَّ حِرْباءها في كلِّ هاجرةٍ / ذو شَيْبَةٍ من شيوخ الهند مَصلوبُ
ولمّا رأيتُ الخال في صَحْنِ خَدِّه
ولمّا رأيتُ الخال في صَحْنِ خَدِّه / ذكرتُ احتراقَ القلبِ في نارِ صَدِّه
وعَرَّفَنا خَفْتَانُه حَيْفَ رِدفِه / وبالغ في شَكْوَاه عن ضَعْفِ قَدِّه
فحينَ أدار البَنْدَ مِن فوق خَصْرِه / رَأَيْناه في الحالَيْن لازِمَ حَدِّه
فلم يَطُلِ المَشدودُ شيئاً بحِلَّه / ولم يَقْصُرِ المَحلولُ شيئاً بشَدِّه
سِرُّ حَياةٍ وشَرُّ مَوتٍ
سِرُّ حَياةٍ وشَرُّ مَوتٍ / حياةُ نَفسٍ وَمَوْتُ قلبِ
حِزْبان مِن باطلٍ وحَقٍّ / ما بَرِحَا في عظيمِ حَرْبِ
فَكَوْنُ ذا في نعيمِ رُوحٍ / بكَوْنِ ذا في أليم كَرْبِ
حمراءُ تَكْثُف للعقولِ فِعالها
حمراءُ تَكْثُف للعقولِ فِعالها / أبداً وَتَلْطُف للنفوس طِباعُها
شمسٌ لشمسِ العقلِ منها ظُلمةٌ / من حيثُ يظهر في الخدود شُعاعها
أمُّ الخبائثِ مُستطابٌ دَرُّها / إنّ الفِصال من الهموم رِضَاعها
أَليفُ الشَّتات شَتيتُ الأَليف
أَليفُ الشَّتات شَتيتُ الأَليف / بعيدُ القَرين قَرين البِعاد
يا خائفاً عليَّ أسبابَ الرَّدى
يا خائفاً عليَّ أسبابَ الرَّدى / أما عَرَفْتَ حِصنيَ الحَصينا
إنّي جعلتُ في الخطوبِ مَوْئِلي / محمداً والأنْزَع البَطينا
سُبْل النجاة والمُناجاةِ ومَن / آوى إلى الفُلك وطورِ سِينا
سِجنُكمُ سِجِّين إنْ لم تحفظوا / عَلِيَّنا دَليلَ عِلِّيّينا
أَما لهذا البِعاد مِن أمَدِ
أَما لهذا البِعاد مِن أمَدِ / فيُطفِئَ القربُ لاعِجَ الكَمَدِ
ويجمع الدَّهر شملَ مُنفردٍ / أصبح يبكي لنأْي مُنفردِ
فوالّذي راعَني بِبَينِكُمُ / فَعيلَ صَبري وخانَني جلَدي
ما أَتّقي الموتَ عند ذِكرِكُمُ / إلاّ بوَضْعي يدي على كبِدي
وطالما بِتُّ فيكمُ قَلِقاً / أقطع ليل التَّمام بالسَّهَد
فما درى النّاسُ ما أُكاتِمُهُ / ولا شكوْتُ الهَوى إلى أَحَدِ
أرى الدَّهر أغنى خَطْبُه عن خِطابه
أرى الدَّهر أغنى خَطْبُه عن خِطابه / بوَعظٍ شفى ألبابَنا بلُبابه
وجرَّد سيفاً في ذُباب مَطامعٍ / تهافتَ فيها وهي فوق ذُبابه
له قلبٌ تهدي القلوب صَوادِياً / إليها وتَعمى عن وشيك انقلابه
هو اللَّيثُ إلاّ أَنَّه وهو خادِرٌ / سطا فأَغاب الليثَ عن أُنس غابه
إذا جال أَنساكَ الرِّجالَ بظُفره / وإنْ صال أنساكَ النِّصال بنابه
فكم من عروشٍ ثلَّها بشُبوبه / وكم من جيوشٍ فلَّها بشبابه
ومن أُمَمٍ ما أُوزِعَتْ شُكرَ عَذبه / فصبَّ عليها الله سَوطَ عذابه
وأشهد لمْ تسلَمْ حلاوة شُهده / لِصابٍ إليه من مَرارة صابه
مُبيدٌ مَباديه تَغُرُّ وإنَّما / عواقبه مختومةٌ بعِقابه
ألَمْ ترَ مَن ساس الممالكَ قادراً / وسارت ملوك الأرض تحت رِكابه
ودانت له الدُّنيا وكادت تُجِلُّه / على شُهْبِها لولا خُمودُ شِهابه
أَليس أتاه كالأتِيِّ حِمامُه / وفاجأَه ما لم يكن في حِسابه
ولم يخش من أعوانه وعُيونه / ولا ارتاع من حُجّابه وحِجابه
لقد أسلمتْه حِصْنُه وحَصونه / غداةَ غدا عن كَسبه باكتسابه
فلا فِضَّةٌ أنجتْهُ عند انقضاضه / ولا ذَهَبٌ أنجاه عند ذَهابه
فحَلَّتْ شِمالُ الحَيْنِ تأليف شَمله / وعَفَّت جُنوب البين إلْفَ جنابه
وغُودِرَ شِلواً في الضَّريح مُلحَّباً / وحيداً إلى يوم المآب لما به
يترجِمُ عنه بالفَناء فِناؤه / وما أَوْحشَتْ من سُوحِه ورِحابه
وعرِّجْ على الغَضِّ الشَّباب برَمسِه / وسائلْه عن صُنع الثَّرى بشَبابه
ففي صَمته تحت الجُيوب إشارةٌ / تُجيب بما يُغني الفتى عن جوابه
سلا شخصَه وُرّاثُه بتُراثه / وأَفْرَده أترابُه في تُرابه
وأعجَبُ من دهري وعُجْبُ ذوي الفَنا / لعَمرُكَ فيه من عجيب عُجابه
وحتّى متى عَتبي عليه ولم يزَلْ / يَزيد أذى مَن زادَه في عِتابه
إذا كنتُ لا أخشى زئير سِباعه / فحتّامَ يُغري بي نَبيحَ كِلابه
يُناصبُني مَن لا تَزيد شهادة / عليه سوى بُغضي بلؤم نِصابه
إذا اغْتابَني فاشْكُرْهُ عنّي فإنَّما / يُقَرِّظُ مِثلي مِثلُه باغتيابه
ويرتاب بالفضل الذي غمرَ الورى / وفي بعضه لو شئتَ كَشفُ ارتِيابه
ويَنحَس شِعري إنْ دبَغْتُ إهابهُ / بهَجوي فقد نزَّهْته عن إهابه
حاسِرٌ بالليلِ حافِ
حاسِرٌ بالليلِ حافِ / ودُجى الليلِ لِحافي
وأعُدُّ الماء غُماً / وهو صافٍ للتّصافي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025