المجموع : 80
جَلَّنارٌ أم شَقيقُ
جَلَّنارٌ أم شَقيقُ / وَجْنَتاهُ أم عَقيقُ
وسيوفٌ أم جُفون / تلك أم خَمرٌ عَتيقُ
بَرَدٌ في الفَم أمْ ثَغْ / رٌ وريقٌ أم رَحيقُ
غُصنُ بانٍ ماس في البُرْ / دَة أم قدٌّ رشيقُ
رَشَأٌ كلَّفني في / حُبِّه ما لا أُطيقُ
فكأني وهَواهُ / رِدْفُه الخصرُ الدقيقُ
يا عَذولي كُفَّ عن عَذَلِي
يا عَذولي كُفَّ عن عَذَلِي / إنَّ قلبي عنك في شُغُل
فأنا الراضي به حَكَمَاً / في الذي يَقْضِي عليّ ولي
هوَ في حِلٍّ وفي سَعَةٍ / لا يخافُ الإثْمَ من قِبَلي
وَيْحَ مَن طَلَّ الهوى دَمَه / فَغَدَا يشكو إلى طلَلِ
غريقَ الذنوبِ أسيرَ الخَطايا
غريقَ الذنوبِ أسيرَ الخَطايا / تنَبَّه فدُنياك أمُّ الدَّنايا
تَغُرُّ وتعطي ولكنّها / مُكَدِّرةٌ تسترِدُّ العَطايا
وفي كلِّ يومٍ تُسَرِّي إليك / داءً فجِسمُك نَهْبُ الرَّزايا
أما وَعَظَتْك بأحداثِها / وما فعلت بجميع البرايا
ترى المرءَ في أَسْرِ آقاتِها / حَبيساً على الهمِّ نُصْبَ الرّزايا
وإطلاقه حين تَرْثِي له / وَحَسْبُك ذا أن تُلاقي المنايا
ويا راحلاً وهو ينوي المقام / تزَوَّد فإنّ الليالي مَطايا
قُمْ سَقِّني صَفْوَها يا صاحِ والعَكَرا
قُمْ سَقِّني صَفْوَها يا صاحِ والعَكَرا / مُدامَةً تُذهِبُ الأحزان والفِكَرا
ويا نَديمي تنَبَّهْ إنّما سَكَني / مَن لا يَلَذُّ على حُبِّ السُّلافِ كَرا
المالُ يستُر كلَّ عَيبٍ ظاهرٍ
المالُ يستُر كلَّ عَيبٍ ظاهرٍ / والفقرُ يُظهِرُ كلَّ عيبٍ باطنِ
فترى مثالبَ ذي اليَسار مَناقِباً / ومَحاسِنَ الصُّعْلوكِ غيرَ مَحاسن
حَنَّتْ فَأَذْكتْ لَوْعَتي حَنينا
حَنَّتْ فَأَذْكتْ لَوْعَتي حَنينا / أَشْكُو من البَيْن وتشكو البِينا
قد عاثَ في أشخاصِها طُولُ السُّرى / بقَدرِ ما عاثَ الفِراقُ فِينا
فخَلِّها تَمْشِي الهُوَيْنا طالما / أَضْحَتْ تُباري الريح في البُرِينا
فكيف لا نَأْوِي لها وهي التي / بها قَطَعْنا السَّهْل والحُزونا
ها قد وَجَدْنا البَرّ بَحْرَاً زاخِراً / فهل وجدتُم غيرَها سَفِينا
إنْ كُنّ لا يُفصِحْنَ بالشَّكوى لنا / فهُنَّ بالإرزامِ يَشْتَكينا
قد أَقْرَحَتْ بما تَئِنُّ كَبِدي / إنّ الحزين يَرْحَمُ الحزينا
لو عَذُبَتْ لها دموعي لم تَبِتْ / هِيماً عِطاشاً وترى المَعينا
وقد تياسرتَ بهِنّ جائراً / عن الحِمى فاعْدِل بها يَمينا
نُحَيِّ أطلالاً عفا آياتِها / تَعاقُبُ الأيام والسِّنينا
يقولُ صَحْبِي أَتَرَى آثارَهم / نعم ولكن لا أرى القَطينا
لو لم تَجِدْ رُبوعُهم كَوَجْدِنا / للبَيْنِ لم تَبْلَ كما بَلينا
ومن رأى قَبْلَ اللِّحاظِ أَنْصُلاً / أَرْدَتْ وما فارقَتِ الجُفونا
أكُلَّما لاحَ لعَيْني بارِقٌ / بَكَتْ فَأَبْدتْ سِرِّيَ المَصونا
لا تأخذوا قلبي بذَنبِ مُقلَتي / وعاقِبوا الخائنَ لا الأمينا
ما اسْتَتَرتْ بالورَقِ الوَرْقاءُ كي / تَصْدُقَ لمّا علَتِ الغُصونا
كم وَكَلَتْ بكلّ باكٍ شَجْوَهُ / يُعينُه إنْ عَدِمَ المُعينا
هذا بُكاها والقَرينُ حاضرٌ / فكيف مَن قد فارَق القَرينا
أقسمتُ ما الرَّوض إذا ما بَعَثَتْ / أرجاؤُه الخِيرِيَّ والنِّسْرينا
وعَذُبَتْ أنهارُه وأدركتْ / ثِمارُه وأبدَتِ المَكْنونا
أَشْهَى ولا أَبْهَى ولا أَوْفَى ولا / أَحْلَى بعَيْني لينا
مِن قَدِّها ووجهها وثَغرِها / وشَعرِها فاستمِع اليَقينا
سألتُه اللَّثْمَ يومَ البين فالْتَثما
سألتُه اللَّثْمَ يومَ البين فالْتَثما / وصَدَّه التِّيهُ أنْ يَثْنِي إليَّ فَما
فكيف أطلُب حِفظ الودّ من صَلِفٍ / سألتُه قُبلَةً يوم الوَداع فما
أقول وربّما نفعَ المَقالُ
أقول وربّما نفعَ المَقالُ / إليك سُهَيْلُ إذ طَلَعَ الهلالُ
تُكاثرني بآلات المعاني / وكيف يُكاثر البحرَ الهلالُ
أتطمَعُ أن تنال المجدَ قبلي / وأنّى تَسْبِقُ النُّجْبَ الهلالُ
وَتَبْسِمُ حين تُبصِرُني نِفاقاً / وَشَخْصي في جَوانِحِكَ الهلالُ
وتُبْطنُ شِرَّةً في لِينِ مَسٍّ / كما لانت مع اللَّمس الهلالُ
وتنتظر الدوائرَ بي ولكن / عليك تدور بالشرّ الهلالُ
كأنّ وُجوههم في ذُلّ مَثْوَى / وفَرطِ صَلابةٍ فيها الهلالُ
وأعراضاً أُذِيلَتْ للأهاجي / كما يبدو على القِدَم الهلالُ
وما تُغني الكثائفُ عن صُدوعٍ / بها أن يَرْأَبَ الصَّدعَ الهلالُ
وأعجَب كيف يَلْزَمُكُم كِتابٌ / وَأَعْقَلُ من لَبيبكمُ الهلالُ
طِرْ أَيُّها الطَّير واهْجُرْ ما خُدِعْتَ به
طِرْ أَيُّها الطَّير واهْجُرْ ما خُدِعْتَ به / فليس للحُبِّ نُلقي الحَبَّ لِلعاصي
وإنَّما هذه الأشياءُ سائرُها / وإنْ حلَتْ لك أشراكٌ لأَقفاص
مال والأغْصانُ مائِلةٌ
مال والأغْصانُ مائِلةٌ / فَعَنَتْ صُغْراً لقامتِه
وَرَنَا والكأسُ في يده / فغَنينا عن مُدامته
لائمي والعُذر طَلْعَتُه / أيُّ عذرٍ في مَلامتِه
فاقْنَي حَياءَكِ أنْ تصيحي
فاقْنَي حَياءَكِ أنْ تصيحي / وتقبَّلي قول النَّصيحِ
والصَّمْتُ أجملُ فاصْمُتي / إذْ ليس نُطقُكِ بالفصيح
كأنَّ حِرْباءها في كلِّ هاجرةٍ
كأنَّ حِرْباءها في كلِّ هاجرةٍ / ذو شَيْبَةٍ من شيوخ الهند مَصلوبُ
ولمّا رأيتُ الخال في صَحْنِ خَدِّه
ولمّا رأيتُ الخال في صَحْنِ خَدِّه / ذكرتُ احتراقَ القلبِ في نارِ صَدِّه
وعَرَّفَنا خَفْتَانُه حَيْفَ رِدفِه / وبالغ في شَكْوَاه عن ضَعْفِ قَدِّه
فحينَ أدار البَنْدَ مِن فوق خَصْرِه / رَأَيْناه في الحالَيْن لازِمَ حَدِّه
فلم يَطُلِ المَشدودُ شيئاً بحِلَّه / ولم يَقْصُرِ المَحلولُ شيئاً بشَدِّه
سِرُّ حَياةٍ وشَرُّ مَوتٍ
سِرُّ حَياةٍ وشَرُّ مَوتٍ / حياةُ نَفسٍ وَمَوْتُ قلبِ
حِزْبان مِن باطلٍ وحَقٍّ / ما بَرِحَا في عظيمِ حَرْبِ
فَكَوْنُ ذا في نعيمِ رُوحٍ / بكَوْنِ ذا في أليم كَرْبِ
حمراءُ تَكْثُف للعقولِ فِعالها
حمراءُ تَكْثُف للعقولِ فِعالها / أبداً وَتَلْطُف للنفوس طِباعُها
شمسٌ لشمسِ العقلِ منها ظُلمةٌ / من حيثُ يظهر في الخدود شُعاعها
أمُّ الخبائثِ مُستطابٌ دَرُّها / إنّ الفِصال من الهموم رِضَاعها
أَليفُ الشَّتات شَتيتُ الأَليف
أَليفُ الشَّتات شَتيتُ الأَليف / بعيدُ القَرين قَرين البِعاد
يا خائفاً عليَّ أسبابَ الرَّدى
يا خائفاً عليَّ أسبابَ الرَّدى / أما عَرَفْتَ حِصنيَ الحَصينا
إنّي جعلتُ في الخطوبِ مَوْئِلي / محمداً والأنْزَع البَطينا
سُبْل النجاة والمُناجاةِ ومَن / آوى إلى الفُلك وطورِ سِينا
سِجنُكمُ سِجِّين إنْ لم تحفظوا / عَلِيَّنا دَليلَ عِلِّيّينا
أَما لهذا البِعاد مِن أمَدِ
أَما لهذا البِعاد مِن أمَدِ / فيُطفِئَ القربُ لاعِجَ الكَمَدِ
ويجمع الدَّهر شملَ مُنفردٍ / أصبح يبكي لنأْي مُنفردِ
فوالّذي راعَني بِبَينِكُمُ / فَعيلَ صَبري وخانَني جلَدي
ما أَتّقي الموتَ عند ذِكرِكُمُ / إلاّ بوَضْعي يدي على كبِدي
وطالما بِتُّ فيكمُ قَلِقاً / أقطع ليل التَّمام بالسَّهَد
فما درى النّاسُ ما أُكاتِمُهُ / ولا شكوْتُ الهَوى إلى أَحَدِ
أرى الدَّهر أغنى خَطْبُه عن خِطابه
أرى الدَّهر أغنى خَطْبُه عن خِطابه / بوَعظٍ شفى ألبابَنا بلُبابه
وجرَّد سيفاً في ذُباب مَطامعٍ / تهافتَ فيها وهي فوق ذُبابه
له قلبٌ تهدي القلوب صَوادِياً / إليها وتَعمى عن وشيك انقلابه
هو اللَّيثُ إلاّ أَنَّه وهو خادِرٌ / سطا فأَغاب الليثَ عن أُنس غابه
إذا جال أَنساكَ الرِّجالَ بظُفره / وإنْ صال أنساكَ النِّصال بنابه
فكم من عروشٍ ثلَّها بشُبوبه / وكم من جيوشٍ فلَّها بشبابه
ومن أُمَمٍ ما أُوزِعَتْ شُكرَ عَذبه / فصبَّ عليها الله سَوطَ عذابه
وأشهد لمْ تسلَمْ حلاوة شُهده / لِصابٍ إليه من مَرارة صابه
مُبيدٌ مَباديه تَغُرُّ وإنَّما / عواقبه مختومةٌ بعِقابه
ألَمْ ترَ مَن ساس الممالكَ قادراً / وسارت ملوك الأرض تحت رِكابه
ودانت له الدُّنيا وكادت تُجِلُّه / على شُهْبِها لولا خُمودُ شِهابه
أَليس أتاه كالأتِيِّ حِمامُه / وفاجأَه ما لم يكن في حِسابه
ولم يخش من أعوانه وعُيونه / ولا ارتاع من حُجّابه وحِجابه
لقد أسلمتْه حِصْنُه وحَصونه / غداةَ غدا عن كَسبه باكتسابه
فلا فِضَّةٌ أنجتْهُ عند انقضاضه / ولا ذَهَبٌ أنجاه عند ذَهابه
فحَلَّتْ شِمالُ الحَيْنِ تأليف شَمله / وعَفَّت جُنوب البين إلْفَ جنابه
وغُودِرَ شِلواً في الضَّريح مُلحَّباً / وحيداً إلى يوم المآب لما به
يترجِمُ عنه بالفَناء فِناؤه / وما أَوْحشَتْ من سُوحِه ورِحابه
وعرِّجْ على الغَضِّ الشَّباب برَمسِه / وسائلْه عن صُنع الثَّرى بشَبابه
ففي صَمته تحت الجُيوب إشارةٌ / تُجيب بما يُغني الفتى عن جوابه
سلا شخصَه وُرّاثُه بتُراثه / وأَفْرَده أترابُه في تُرابه
وأعجَبُ من دهري وعُجْبُ ذوي الفَنا / لعَمرُكَ فيه من عجيب عُجابه
وحتّى متى عَتبي عليه ولم يزَلْ / يَزيد أذى مَن زادَه في عِتابه
إذا كنتُ لا أخشى زئير سِباعه / فحتّامَ يُغري بي نَبيحَ كِلابه
يُناصبُني مَن لا تَزيد شهادة / عليه سوى بُغضي بلؤم نِصابه
إذا اغْتابَني فاشْكُرْهُ عنّي فإنَّما / يُقَرِّظُ مِثلي مِثلُه باغتيابه
ويرتاب بالفضل الذي غمرَ الورى / وفي بعضه لو شئتَ كَشفُ ارتِيابه
ويَنحَس شِعري إنْ دبَغْتُ إهابهُ / بهَجوي فقد نزَّهْته عن إهابه
حاسِرٌ بالليلِ حافِ
حاسِرٌ بالليلِ حافِ / ودُجى الليلِ لِحافي
وأعُدُّ الماء غُماً / وهو صافٍ للتّصافي