المجموع : 899
إِن غِبتَ عَن عِياني
إِن غِبتَ عَن عِياني / يا غايَةَ الأَماني
فَالفِكرُ في ضَميري / وَالذِكرُ في لِساني
ما حالَ عَنكَ عَهدي / وَلا اِنثَنى عِناني
وَجَدي عَلَيكَ باقٍ / وَالصَبرُ عَنكَ فاني
وَرَقيقِ الخَدَّينِ مُذ قابَلَ الكَأ
وَرَقيقِ الخَدَّينِ مُذ قابَلَ الكَأ / سَ بِوَجهٍ كَرِقَّةِ الديباجِ
جَرَحَت خَدَّهُ أَشِعَّةُ نورِ ال / راحِ شَفَّت وَراءَ جِرمِ الزُجاجِ
أَوهَمتُها صَمَماً في مَسمَعي فَغُدَت
أَوهَمتُها صَمَماً في مَسمَعي فَغُدَت / تُكَرِّرُ اللَفظَ أَحياناً وَتَبتَسِمُ
قَبِلتُ ما رُمتُ مِن رَجعِ الكَلامِ فَلا / عَدِمتُ لَفظاً بِهِ يُستَعذَبُ الصَمَمُ
أَشَرتُ عَليكَ فَاِستَغشَشتَ نُصحي
أَشَرتُ عَليكَ فَاِستَغشَشتَ نُصحي / لِظَنِّكَ أَنَّ مَقصودي أَذاكا
وَأَغراكَ الخِلافُ بِضِدِّ قَولي / فَكانَ الفِعلُ مِنكَ بِضِدِّ ذاكا
وَشاروني العُداةُ وَبايَعوني / فَأَنجَحَ حُسنُ رَأيي في عِداكا
فَصِرتُ إِذا خَطَبتَ جَميلَ رَأيي / أُشيرُ بِما أَرى فيهِ هَواكا
وَلَم أَتَبِع خُطاكَ لِضُعفِ رَأيِي / وَلا أَنّي أُريدُ بِهِ رَداكا
وَلَكِنّي أُحاذِرُ مِنكَ سُخطاً / فَأَتبَعُ كُلَّ ما فيهِ رِضاكا
وَنَصرانِيَّةٍ بِتنا جِواراً
وَنَصرانِيَّةٍ بِتنا جِواراً / لَها فَلَنا بِساحَتِها جُنوحُ
خَطَبنا عِندَها راحاً فَجاءَت / بِراحٍ لِلنَفوسِ بِها تُريحُ
وَأَبدَت مَنظَراً حَسَناً فَظَلنا / وَكُلٌّ مِن تَلَهُّفِهِ قَريحُ
فَلَمّا أَن دَنَت نَحوِ بِكَأسٍ / يُضاعِفُ نورَها الوَجهُ الصَبيحُ
مَسَحتُ يَدي عَلى خَدٍّ أَسيلٍ / فَعادَت فِيَّ بَعدَ المَوتِ روحُ
فَهَزَّت عِطفَها مَرَحاً وَقالَت / قَضى نَحباً فَأَحياهُ المَسيحُ
لِلَّهِ بِالحَدباءِ عَيشي فَكَم
لِلَّهِ بِالحَدباءِ عَيشي فَكَم / وَرَدتُ مِن عَينٍ بِها جارِيَه
وَكَم تَقَنَّصتُ بِها جُؤذُراً / وَرُدتُ مِن عَينٍ بِها جارِيَه
وَدِّعوني مِن قَبلِ تَوديعِ حِبّي
وَدِّعوني مِن قَبلِ تَوديعِ حِبّي / أَنا مِنهُ أَحَقُّ بِالتَوديعِ
ذاكَ يُرجى لَهُ الرُجوعُ وَلا يُط / مَعُ إِن مُتُّ بَعدَهُ بِرُجوعي
عَبَثَ النَسيمُ بِقَدِّهِ فَتَأَوَّدا
عَبَثَ النَسيمُ بِقَدِّهِ فَتَأَوَّدا / وَسَرى الحَياءُ بِخَدِّهِ فَتَوَرَّدا
رَشَأٌ تَفَرَّدَ فيهِ قَلبي بِالهَوى / لَمّا غَدا بِجَمالِهِ مُتَفَرِّدا
قَمَرٌ هَدى أَهلَ الضَلالِ بَوَجهِهِ / وَأَضَلَّ بِالفَرعِ الأَثيثِ مَنِ اِهتَدى
كَحَلَ العُيونَ بِضَوءِ نورِ جَبينِهِ / عِندَ السُفورِ فَلا عَدِمتُ الإِثمِدا
مُغرىً بِإِخلافِ المَواعِدِ في الهَوى / يالَيتَهُ جَعَلَ القَطيعَةَ مَوعِدا
سَلَبَت مَحاسِنُهُ العُقولَ بِناظِرٍ / يُصدي القُلوبَ وَمَنظَرٍ يَجلو الصَدا
يا صاحِيَ الأَعطافِ مِن سُكرِ الطِلى / ما بالُ طَرفِكَ لا يَزالُ مُعَربِدا
وَحُسامُ لِحظِكَ كامِنٌ في غِمدِهِ / ما بالُهُ قَدَّ الضَرائِبَ مُغمَدا
قاسوكَ بِالغُصنِ الرَطيبِ جَهالَةً / تَاللَهِ قَد ظَلَمَ المُشَبِّهُ وَاِعتَدى
حُسنُ الغُصونِ إِذا اِكتَسَت أَوراقُها / وَنَراكَ أَحسَنَ ما تَكونُ مُجَرَّدا
تَعَرَّضَ بي فَقُلتُ إِلَيكَ عَنّي
تَعَرَّضَ بي فَقُلتُ إِلَيكَ عَنّي / كَفاني فيكَ عَيشِيَ بِالتَمَني
أَخافُ مِنَ اللِحاظِ عَليكَ حَتّى / أُغارُ عَليكَ حينَ أَراكَ مِنّي
أَلَم تَرَني إِذا أَرسَلتُ طَيفاً / وَزادَ عَليكَ خَوفي بَعدَ أَمني
أُقَبِّلُ تُربَ مَسعاهُ بِطَرفي / وَأَمحو إِثرَ وَطأَتِهِ بِجِفني
مَلَكتَ رِقّي وَأَنتَ فيهِ
مَلَكتَ رِقّي وَأَنتَ فيهِ / يا حَسَناً جَلَّ عَن شَبيهِ
يا مَن حَكى يوسُفاً وَلَكِن / قَد زينَ في عَينِ مُشتَريهِ
طافَ بِالكَأسِ عَلى عُشّاقِهِ
طافَ بِالكَأسِ عَلى عُشّاقِهِ / رَشَأٌ كَالبَدرِ في إِشراقِهِ
فَكَأَنَّ الراحَ مِن وَجنَتِهِ / وَكَأَنَّ الماءَ مِن أَخلاقِهِ
لَيِّنُ العِطفِ وَلَكِن لَم يَزَل / قاسِيَ القَلبِ عَلى مُشتاقِهِ
لَم يَكُن أَوهى قوًى مِن خَصرِهِ / غَيرُ صَبري عَنهُ أَو ميثاقِهِ
أَقسَمَ الحِبُّ أَن يُبالِغَ في الصَ
أَقسَمَ الحِبُّ أَن يُبالِغَ في الصَ / دِ لِيَبلو عَلى الصِدودِ جِناني
بَرَّ في حَلفِهِ فَيا لَيتَهُ كا / نَ وَلَو مِن دَمي خَضيبَ البَنانِ
يَغارُ عَليكَ قَلبي مِن عِياني
يَغارُ عَليكَ قَلبي مِن عِياني / فَأُجفي ما أُكابِدُ مِن هَواكا
مَخافَةَ أَن أُشاوِرَ فيكَ قَلبي / فَيَعلَمَ أَنَّ طَرفي قَد رَآكا
وَظَبيٍ حازَ رِقّي وَهوَ رِقّي
وَظَبيٍ حازَ رِقّي وَهوَ رِقّي / بِصِحَّةِ كَسرَةِ الطَرفِ السَقيمِ
يُناسِبُ يوسُفَ الصِدّيقَ حُسناً / وَوَصفاً في قِياسِ ذَوي العُلومِ
فَذَلِكَ قَبلَ ذا مَلِكٌ كَريمٌ / وَهَذا قَبلُ مَملوكٌ كَريمُ
بُعِثتَ بِآياتِ الجَمالِ فَآمَنَت
بُعِثتَ بِآياتِ الجَمالِ فَآمَنَت / بِحُسنِكَ أَبصارٌ لَنا وَبَصائِرُ
وَأَبدَيتَ حُسناً بِاللِحاظِ مُمَنَّعاً / فَلا خاطِرٌ إِلّا وَفيكَ يُخاطِرُ
وَلَمّا بَدَت زُهرُ الثُغورِ وَتاهَتِ ال / خَواطِرُ وَاِمتَدَّت إِلَيكَ النَواظِرُ
خَتَمتَ عَلى دُرِّ الثَنايا بِخاتَمٍ / عَقيقٍ وَتَحتَ الخَتمِ تُخبى الجَواهِرُ
لا حُبَّ إِلّا لِلحَبيبِ الأَوَّلِ
لا حُبَّ إِلّا لِلحَبيبِ الأَوَّلِ / فَاِصرِف هَواكَ عَنِ الحَبيبِ الأَوَّلِ
وَدَعِ العَتيقَ فَلِلجَديدِ حَلاوَةٌ / تُنسيكَ ماضي العَيشِ بِالمُستَقبَلِ
أَعلى المَراتِبِ في الحِسابِ أَخيرُها / فَقِسِ المِلاحَ عَلى حِسابِ الجُمَّلِ
أَتَشُكُّ في أَنَّ النَبِيَّ مُحَمَّداً / خَيرُ البَرِيَةِ وَهوَ آخِرُ مُرسَلِ
إِلى مُحَيّاكَ ضَوءُ البَدرِ يَعتَذِرُ
إِلى مُحَيّاكَ ضَوءُ البَدرِ يَعتَذِرُ / وَفي مَحَبَّتِكَ العُشّاقُ قَد عُذِروا
وَجَنَّةُ الحُسنِ في خَدَّيكَ موثَقَةَ / وَنارُ حُبِّكَ لا تُبقي وَلا تَذَرُ
يا مَن يَهُزُّ دَلالاً غُصنَ قامَتِهِ / الغُصنُ هَذا فَأَينَ الظِلُّ وَالثَمَرُ
ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الوَصلَ مُمتَنِعٌ / وَأَنَّ وَعدَكَ بَرقٌ ما بِهِ مَطَرُ
خاطَرتُ فيكَ بِغالي النَفسِ أَبذُلُها / إِنَّ الخَطيرَ عَليهِ يَسهُلُ الخَطَرُ
لَمّا رَأَيتُ ظَلامَ الشَعرِ مِنكَ بَدا / خُضتُ الظَلامَ وَلَكِن غَرَّني القَمَرُ
نَظَروا الهِلالَ فَأَعظَموهُ وَأَكبَروا
نَظَروا الهِلالَ فَأَعظَموهُ وَأَكبَروا / حَتّى سَفَرتَ فَقيلَ هَذا أَكبَرُ
وَدَرَوا بِأَنَّهُم بِذَلِكَ أَخطَأوا / فَأَتاكَ كُلٌّ تائِباً يَستَغفِرُ
يا جَنَّةً يَصلى المُحِبُّ بِها لَظىً / وَيَموتُ مِن ظَمَإٍ وَفيها الكَوثَرُ
صَيَّرتَني في نارِ حُبِّكَ خالِداً / قَلبٌ يَذوبُ وَأَدمُعٌ تَتَحَدَّرُ
فَكَأَنَّ قَلبي في الحَقيقَةِ مِرجَلٌ / نارُ الصَبابَةِ حَولَهُ تَتَسَعَّرُ
فَإِذا تَصاعَدَ بِالتَنَفُّسِ حَولَها / تُهدي إِلى عَيني الدُموعَ فَتَقطُرُ
قَد هَتَكَ الدَمعُ مِنهُ ما سَتَرا
قَد هَتَكَ الدَمعُ مِنهُ ما سَتَرا / وَإِن تُرِد خُبرَ حالِهِ سَتَرى
صَبٌّ أَسَرَّ الهَوى وَكَتَّمَهُ / فَعِندَما فاضَ دَمعُهُ ظَهَرا
لا تَعجَبوا إِن جَرَت مَدامِعُهُ / بَلِ اِعجَبوا لِلفِراقِ كَيفَ جَرى
شامَ بُروقَ الشامِ ناظِرُهُ / فَأَرسَلَت سُحبُ دَمعِهِ مَطَرا
لَمّا تَراقى مِن حَرِّ لَوعَتِهِ / لَهيبُ نارٍ بِقَلبِهِ اِستَعَرا
تَكاتَفَ الدَمعُ في مَحاجِرِهِ / فَإِن أَذابَتهُ نارُهُ قَطَرا
بُشرايَ قَد تَنَبَّهَ لي الطالِعُ السَعيد
بُشرايَ قَد تَنَبَّهَ لي الطالِعُ السَعيد / قَد زارَني الحَبيبُ فَذا اليَومُ يَومُ عيد
قَد تَمَّ لي السُرورُ وَكَمُلَت مَجلِسي / مِن خَمرِنا العَتيقِ وَمِن زَهرِنا الجَديد
نادَيتُ إِذ رَأَيتُ حَبيبي بِمَجلِسي / عَن جانِبي القَريبِ وَقَد جاءَ مِن بَعيد
مَن شاهَدَ الكَواكِبَ تَمشي عَلى الثَرى / أَو عايَنَ المَوالي تَسعى إِلى العَبيد
مِن خَمرِهِ سُقيتُ وَمِن بَردِ ريقِهِ / خَمرَينِ ذي تُزيلُ خَبالي وَذي تَزيد
إِن فاتَني التَمَتُّعُ بِالطَيفِ في الكَرى / في يَقظَتي حَظيتُ بِأَضعافِ ما أُري