المجموع : 318
يا ربِّ أنت حَسيبُ الخَلْقِ في قمرٍ
يا ربِّ أنت حَسيبُ الخَلْقِ في قمرٍ / حلو الشمائل لا يَرْثِي لمن عَشِقَهْ
أكاد أدعو عليه حين يظلمني / لكنْ لفرط غرامي تَمْنَع الشفقة
وَصَل الكتابُ فكان موقعُ قُرْبِه
وَصَل الكتابُ فكان موقعُ قُرْبِه / مني مواقعَ أَوْجُهِ الأحبابِ
فكأنه أهدى أَجلَّ مآربي / حتى لقاءَك ثم عصرَ شبابي
وقرأتُه وفهمتُ ما فيه فيا / لله ما يَحْوِيهِ من آداب
فجزالةُ العلماءِ في أثنائه / ممزوجةٌ بحلاوةِ الكتّاب
يذم المحبون الرقيبَ وليت لي
يذم المحبون الرقيبَ وليت لي / من الوصل ما يُخْشَى عليه رقيبُ
خاض الظلامَ فاهتدى بغُرّةٍ
خاض الظلامَ فاهتدى بغُرّةٍ / كوكبُها لمُقْليته قائدُ
يُجاذب الريح على الأرضِ ومِنْ / قَلائد الأفْقِ له قلائد
ينصاع كالمرّيخ التهابه / وأنت فوق ظهره عُطارِد
تُعطِي وأنت مُعدِمٌ وإنما / يُعطِي أخوك الغيثُ وهْو واجد
انظرْ فقد أَبْدَى الأَقاحِي مَبْسِما
انظرْ فقد أَبْدَى الأَقاحِي مَبْسِما / يَفترُّ ضَحْكا فوقَ قَدٍّ أَمْلَدِ
كفُصوصِ دُرٍّ لُطِّفَتْ أجرامُه / وتَنظَّمتْ من حولِ شَمْسةِ عَسْجدِ
جاء بلَوْزٍ أخضرِ
جاء بلَوْزٍ أخضرِ / أصغرُهُ مِلْءُ اليدِ
كأنما زِئْبِرُه / نَبْتُ عِذارِ الأمردِ
كأنما قلوبه / من تَوْءَمٍ ومفرد
جواهرٌ لكنما ال / أصدفُ من زبرجدِ
فتَمِيسُ الغصون زَهْوا إذا غَنْ
فتَمِيسُ الغصون زَهْوا إذا غَنْ / نَتْ عليهن مُطْرِباتُ الطيورِ
وكأن المياهَ في الجدول الجا / ري حُسامٌ في راحَتَيْ مذعور
سائلِ الدارَ إنْ سألتَ خبيرا
سائلِ الدارَ إنْ سألتَ خبيرا / واستجِرْ بالدموع تَدْعُ مُجيرا
وتَعوَّذْ بالذِّكْر من سُنَّةِ الغد / ر ولا غَرْوَ أن تكون ذَكورا
أَفْهمَتْني على قُحولِ رُباها / فكأني قرأتُ منه سطورا
دمُ عيني بالسفح حلَّ لدارٍ / لا يرى أهلُها دما محظورا
هيَ دارُ العيش العزيز بما ضَمْ
هيَ دارُ العيش العزيز بما ضَمْ / مَتْ قَضيبا لَدْنا وظبيا غَريرا
ما تخليتُ أنها جنة الخُلْ / د إلى أنْ رأيتُ فيها الحُورا
يا لُواةَ الديون هل في قَضاءِ ال / حُسْنِ أن يَمْطُل الغنيُّ الفقيرا
احفظوا في الإسار قلبا تَمنَّى / شغفا أن يموت فيكم أسيرا
وقتيلا لكمُ ولا يشتكيكم / هل رأيتم قبلي قتيلا شكورا
نَصَلَ الحَوْلُ وأراني
نَصَلَ الحَوْلُ وأراني / بعدُ من سَكْرةِ النوى مخمورا
أرجِعوا لي أيامَ رامةَ إنْ كا / ن لِما كان وانقضى أنْ يَحورا
وشبابا ما كنتُ من قبل نَشْرِ ال / شيب أخشى غُرابَه أنْ يَطيرا
إنْ تكنْ أَعيُنُ المَها أنكرتْنِي / فلَعَمْرِي لقد أَصَبْن نكيرا
زاورتْ خُلَّتَيْن منيَ إقتا / را يُقَذِّى عيونَها وقَتيرا
كنتُ ما قد عَرَفْنَ ثم انْتَحَتْني / غِيَرٌ لم أُطِق لها تغييرا
وخُطوبٌ تُحيل صِبْغتها الأب / شارَ فضلا عن أن تُحيل الشعورا
وافتقادي من الكرام رجالا / كان عيبي في ظلهم مستورا
فارقوني فقلَّلوني وكم كا / ثَرْتُ دهري بهم فكنت كثيرا
ولقد أَبقتِ الليالي أبا الفض
ولقد أَبقتِ الليالي أبا الفض / ل فأبقتْ في المجد فضلا كبيرا
لاح فينا فأَقمرتْ ليلةُ البد / ر وأَعطَى فكان يوماً مَطيرا
وللهِ مَجْرَى النيل فيها إذا الصَّبا
وللهِ مَجْرَى النيل فيها إذا الصَّبا / أَرتْنا به في سيرها عسكرا مَجْرا
فشَطٌّ يهزّ السَّمْهَريَّة ذُبَّلا / ونهر يهز البيض هِنْديةً بُتْرا
إذا مَدَّحاكَي الوردَ غَضّا وإنْ صَفا / حَكَى ماءَه لونا ولم يَعْدُه شبرا
كم قد رأيتُ بهذا القصر من مَلِكٍ
كم قد رأيتُ بهذا القصر من مَلِكٍ / دارتْ عليه صروفُ الدهر فاخْتُلِسا
كأنه والذي قد كان يجمعه / طيفٌ تَصوَّر للرائي إذا نَعَسا
انظر لقرن الشمس بازغة
انظر لقرن الشمس بازغة / في الشرق تبدو ثم ترتفع
كسبيكة الزّجّاج ذائبة / حمراء ينفخها فتتسع
انظرْ إلى البُسْرِ إذ تَبَدَّى
انظرْ إلى البُسْرِ إذ تَبَدَّى / ولونُه قد حكى الشَّقيقا
كأنما خوصُه عليه / زبرجد مُثْمِر عقيقا
أرى الناس قد أغْروا ببَغْىٍ وغِيبةٍ
أرى الناس قد أغْروا ببَغْىٍ وغِيبةٍ / وقَدْحٍ ما مَيَّزَ الأمر عاقلُ
وقد لزموا مني الخلاف فكلُّهم / إلى كل من عادَى الخلائقَ مائل
إذا ما رأوا خيرا تعَامَوا وأُخرِسوا / وإن عايَنوا شرا فكلٌّ مناضل
فليس امرؤ منهم بناجٍ عن الأذى / ولا منهمُ عن ثَلْبِهِ متغافل
إذا كان ذا دينٍ رَمَوْهُ بِبدعة / وسَمَّوه زِنْديقا وقالوا مُجادل
وإنْ كان ذا زهدٍ يقولون أبلهٌ / وليس له حَزْم وما فيه طائل
وإن كان ذا صمت يقولون صورة / مُمثِّلة للعيِّ بل هو جاهل
وإن كان شريرا فويلٌ لأمه / لما عنه يحكي من تضم المحافل
وإن كان من بيت يقولون إنما / يُفاخر بالموتى ومن هو زائل
وإن كان مجهولا فذلك عندهم / كبيض دُمَيلٍ ليس يُعْرَف خامل
وإن قال قالوا فقُهه العلم قد أتى / كأنْ لم يكن من قبله قطُّ قائل
وإن كان مِقداما يقولون أَهْوَجٌ / وإِن كان ذا جُبْن يقولون نأكل
وإن كان ذا مالٍ يقولون مالُه / من السُّحْت قد أَرْبَى وبئس المآكل
وإن كان ذا فقر فذلك عندهم / حقير مَهين يزدريه الأراذل
وإِن يكتسب مالا يقولوا بهميةٌ / أتاه من المقدور حظ وطائل
وإن جاد قالوا أحمقٌ ومبذِّر / وإِن لم يَجُد قالوا شحيح وباخل
وإِن يَقْنع المسكينُ قالوا لعلةٍ / وذلة نفس قد حوتْها الرذائل
وإِن يَهْو للنسوان سمَّوه عاصيا / وإِن عفَّ قالوا ذاك خبث وباطل
وإن تاب قالوا لم يتب لزَهادةٍ / ولكنه خَبٌّ لعينٌ مُخاتل
وإن كان بالشِّطْرَنْج والنَّرْد لاعبا / ولاعَبَ ذا الألباب قالوا يُداخل
وإن واصَل الإخوان بالأكل عندهم / فذاك طفيليٌّ وللشرِّ واغِل
وإن رغِب المسكين عنهم بزهده / يقولون غَثٌّ بارد متثاقل
وإن رام شَرّا جَسَّروه لفعله / وإن كان فيه تُستباح المَقاتل
وإن ساد قالوا دأبنا وثراؤنا / وإن لم يَسُد وافاه خصم وخاذل
وإن يعتللْ يوما يقولوا عقوبة / لسيء ما يأتي وما هو فاعل
وإن صحَّ قالوا ليس لله حاجةٌ / بمن يَتحاماه الردى والنوازل
وإن مات قالوا لم يمت حتفَ أنفه / ولكنْ لتخليطٍ لما كان يأكل
فليس يُنجِّيه من القول عاجلٌ / وليس ينجيه من الويل آجل
وما الناس إلا شامتٌ ومُعاند / ذوو حسدٍ قد بان منه التحامل
فلا تتركنْ أمرا مخافةَ قائلٍ / فإن الذي تخشى وتَحْذَر حاصل
مُتلوِّنين على شواهدِ حبِّهم
مُتلوِّنين على شواهدِ حبِّهم / فالعينُ تُمطِرهم بذي ألوانِ
ولو أنه ماء لَقالوا دمعُه / ثغرٌ وجفناه به شفتان
عن سيفِ دينِ اللهِ سَلْ أَرْناطا
عن سيفِ دينِ اللهِ سَلْ أَرْناطا / حيث المنيةُ كأسُها يُتعاطَى
والمَشْرَفيةُ قد حكَتْ في جيشه / فِي العَلِّ والنَّهَل القَطا الفُرّاطا
قد شام طيرُ الكفرِ منه مِنْسَرا / أَشْغَى وعاين مِخْلبا عَطّاطا
هو مُلبِسٌ جُثَث العِدا في الحرب مِن / حُلَل النَّجيع مَجاسدا ورِياطا
فجيادهُ تشكو مُزاحمةَ القنا / وتردُّ خِرْصَان الرماح سِياطا
هو فارسُ الإسلام يحفظ بالظُّبا / من دينه الأطرافَ والأوساط
كم قد أنار من الأسنةِ أنجُما / لما أثار من العَجاج غُطاطا
فتخالُه مَلَكا رمى بشهابه / في الرَّوع شيطانَ الحروب فشاطا