المجموع : 318
لا تَكِلْ لذةً إلى التسويفِ
لا تَكِلْ لذةً إلى التسويفِ / وانتهزْها بالفعل قبلَ الصُّروفِ
فزمانُ الشبابِ أشرفُ من أنْ / ينقضِي في الغُموم والتكليفِ
لا تُهِنْ نفسَك النفيسة بالبخ / ل بهَوْنٍ من تالدٍ وطريف
حَبَّذا مصرُ والجزيرةُ للمر / ء قَرارا في مَرْبعٍ ومَصيف
سيَّما في زمانِ دولة شاهٍ / شاهَ في ظل عدله المألوف
والعطايا من فيض كفَّيْه قد عَمْ / مَتْ جميع الأنامِ بالمعروف
ألِفَ الحمدُ ذكرَه مثل ما قد / أَلِفتْ كفّه عطايا الألوف
رأيتُ ببابِك هذا المُنيفِ
رأيتُ ببابِك هذا المُنيفِ / شِباكا فداخَلني بعضُ شَكّْ
وفكّر فيما رأى خاطرِي / فقلتُ البحارُ مكان الشَّبَك
من سَرَّهُ كسبُ مالٍ لا نفاذَ له
من سَرَّهُ كسبُ مالٍ لا نفاذَ له / وراحةٌ قُرِنت بالعز والجَذَلِ
فلا يَمُدَّنَّ عينيه إلى سبب / سوى القَناعة من مال ومن خَوَل
فيال لها رتبة جَلَّت بلا طلبٍ / ولا حسود ولا ذل ولا كَلَل
أعرجٌ عَرَّج عن عِشْرَتي
أعرجٌ عَرَّج عن عِشْرَتي / فكدتُ أن أَتلفَ من أَجْلِهِ
فصَّر عن وصلي كما قَصَّرتْ / حوادثُ الأيام من رِجْله
وذي بَخَرٍ لج في فَسْوةٍ
وذي بَخَرٍ لج في فَسْوةٍ / وكان من الناس في مَحْفِلِ
فقالوا له كُفَّ عنا أذاك / وإلا تَنَحَّ إلى مَعْزِل
فلما تكلم قالوا له / أَعِدْنا إلى حالنا الأول
تَولَّى شبابٌ واقترابٌ فأَمْعَنا
تَولَّى شبابٌ واقترابٌ فأَمْعَنا / ووالَى مَشيبٌ واغترابٌ فأَدْمَنا
فيا حَبَّذا ليلُ الشبابِ الذي نأى / ولا حبذا صبح المشيب الذي دنا
إذا ما رأيتَ الشيبَ في عارضِ امرىءٍ / وإنْ لم يمتْ فاحسِبْه مَيْتا مُكفْنا
وإنْ ظهرتْ بيضاءُ في مَفْرِق الفتى / فأَوْلَى بذاك الموضع الضربُ بالقَنا
وقد كان صبري حارب الهجر والنوى / فما صَدَّه ضعفٌ ولا غالَه ونا
فلما ثنى عنه الشباب عنانه / وشاهَد من جيش المَشيب مُكمَّنا
تولى وكم ناديتُه بعد أنْ رأى / طليعةَ شيبي للرجوع فما انثنى
سقى العهدَ عهدَ الثغرِ بل عهدَ أهلِه / حَياً كدموعي تجعل السيل دَيْدَنا
فكم لي به من غُدوة وعشية / يقصِّر عن إدراك أمثالها المُنى
فطَوْرا لنا بين الكروم مَرابع / يشاهد فيها البدرُ أمثاله بنا
وطورا على ماء الخليج وقد جَلا / عليه نسيمُ الريح كَشْحا مُعَكَّنا
كأن حَباب الماء ثوب بَرقِش / وقد شابَه لون الضحى فتَلَوَّنا
حَبابٌ حكى بطنَ الحُباب وظهرَه / إذا الريحُ صاغتْ منه درعا وجَوْشَنا
فكان كأجيادِ الظباء تلفَّتت / فأظهرْنَ تدريجا هناك مُغَضَّنا
إذا أبرم التيار داراته حكى / أنامل خرّاط يحرّر مُدْهُنا
وفوق الثَّرى خَزٌّ من الروض أخضرٌ / يُقابل خَزّافي ذرَا الغيثِ أَدْكَنا
ترى ذا بطُرْز النَّوْر سُفْلا مُخَمَّلا / وذاك برَقْم البرق عُلْوا محسَّنا
وفي خَلل الأوراق وُرْقٌ غناؤها / ألذُّ وأحلى في القلوب من الغنى
شَدَتْ فهْي مثلُ الصَّبِّ أَوْدَى غرامه / بكتمانه حتى تلاشى فأعلنا
إذا راسلتْها شَمْأَلٌ خِلْتَ صِبْيةً / يُغَنِّين شيخاً أعجم اللفظ أَلْكَنا
مكانٌ به زهر البَساتين والفَلا / تَخال عليه منه ثوبا مُفَنَّنا
بَهارا وأزهارا ووردا ونرجسا / وآسا ونسْرينا وجُلاّ وسَوْسنا
تخال حصى الياقوت فيه ملوَّنا / فلو صَلُبت أحجاره كان مَعْدِنا
وقطرُ الندى فيهن أنصاف لؤلؤ / فلو جَمَدت كانت تُصان وتُقتَنى
رياضٌ حكى الديباجُ منها محاسنا / فلو كُنّ ديباجا لأصبح مُثْمَنا
لَعَمْري لقد خلَّفتُ منها مَواطنا / أبى الدهرُ أنْ أعتاضَ منهن موطنا
أنا ابْنُ مُضاضٍ وهْي أوطانُ جُرْهُمٍ / فلا فرقَ في طول التفرّق بيننا
عسى مُنْيَةٌ قبلَ المنيةِ تنقضي / فيرشفَ ثغرَ الثغرِ طرفي إذا رنا
سألتُك يا رَبّاه عَوْدا فجُدْ به / وجازِ بخيرٍ من دعوتُ فأَمَّنا
ما أَسْعَدَ المرء تُغْنيه قَناعتُه
ما أَسْعَدَ المرء تُغْنيه قَناعتُه / عن كل مُقتدِر بالمال والجاه
يَزيده الفقرُ عزا فهْو يُبِطن ما / يَقضِي بذلٍّ ويُبدِي حالَ تَيّاهِ
تجمُّلا منه خوفَ أن تُشاهده / عينُ العدو بحالِ العاجز الواهي
يا سادةٌ قد كَمُلوا
يا سادةٌ قد كَمُلوا / خَلْقا وخُلْقا وشَرَفْ
أظن دهري نادما / على الذي كان اقترف
رأى عظيم ذنبه / عندي فتاب واعترف
وقد حَباني بكم / كفَّارةً لِما سلف
ولو دَرَى مقدارَ ما / أهدى من هَذي التُّحَف
لانقضتْ قوّتُه / ومات غيظاً وأسف
حديثٌ إذا تمَّ اسْتُعِيد كأنه
حديثٌ إذا تمَّ اسْتُعِيد كأنه / لذاذةُ عذبِ الماءِ في فم حائمِ
يا سادةً حازُوا المَنا
يا سادةً حازُوا المَنا / صبْ والمَراتب والمَناقبْ
وتَحصَّنوا بالمكرما / تِ من المَعايب والمَثالب
فاقوا البريةَ مثلما / فاقت على التُّرْبِ الكواكب
لا تحسبوا أني جهل / تُ الحكم في سُنن الجذائب
فلها شروطٌ كلُّ شر / طٍ شائع في الناس دائب
طورا تكون بسكّرٍ / في اللوز تحت الدهن راسب
زهراءُ قد ستر الزجا / ج شعاعها من كل جانب
والطيبُ يُفشِى سِرَّها / بين الأباعد والأقارب
والرتبة الوسطى يٌقَدِّ / مها تَبابعةٌ وحاجب
مثل الخروف وجامة ال / حلواء تأتي في العواقب
ولربما جاءَت بجَدْ / يٍ أو بجنبٍ عنه نائب
وأقلَّ ما تأتي إذا / حضرتْ بعصيانٍ أطايب
إلا جذابتَنا فقد / جاءت مخالفةَ المذاهب
لم نتخذ في وقتها / شيئاً سوى الأُشْنان صاحب
فكُلوا فليس بحازمٍ / من باع موجودا بغائب
فلنا حديث باطن / لم تعلموه من الغرائب
تأمَّلْ فَدَتْكَ النفسُ يا صاحِ منظرا
تأمَّلْ فَدَتْكَ النفسُ يا صاحِ منظرا / يُثب به قلبُ اللبيبِ على الفِكْرِ
حَيا وابلٍ يَهْمِي على شجرٍ بدا / به ثمرُ النّارنجِ كالأُكَرِ التِّبْر
دموعٌ حَداها الشوقُ فانهملتْ على / خدودٍ تراءتْ تحتَ أَنْقَةٍ خُضْر
وقالوا يعود الماءُ للنهر بعد ما
وقالوا يعود الماءُ للنهر بعد ما / خَلتْ منه آبارٌ وجَفَّتْ مَشْارعُهْ
فقلنا إلى أنْ يرجعَ الماء عائداً / ويُنبتَ شَطّاهُ تموتُ ضفادعه
ووردةٍ يَقْصُرُ عنها الوصفُ
ووردةٍ يَقْصُرُ عنها الوصفُ / صورتُها لكلِّ طَرْفٍ ظَرْفُ
بيضاء فيها حمرةٌ تشْتَفُّ / بينَ بَنانٍ للنوالِ وَقْفُ
فيها حياةٌ للورى وحَتْفُ / كأنها حين جَناها القَطْف
ونافسَ الكافورَ منها العَرْفُ / وابتهج القلبُ بها والطَّرف
مجموعُ كِمٍّ قد حَوَتْه كفُّ / كانَ أحْمَرَ اللون وعاد يَصْفو
حتى لقد كاد الصِّباغ يَعْفُو / أو خامةٌ لم يعلُ منها الحرف
رُصَّتْ بها قَطائفٌ لا تجفو / محكمَةٌ من فوق صفٍّ صفُّ
لم يُفسد التحريرَ منها اللفُّ / ترسُب في جُلاَّبها وتطفو
كبارةٌ لاح بها
كبارةٌ لاح بها / زهرٌ عجيبُ الْخُلُقِ
كأنه لما بدا / في شكله المنمَّق
بيضُ القَباطي أُودعتْ / أنصافَ قشرِ الفُسْتق
منوطة أجوافُه / بشَعْرِ شِيب يَقَق
كأنَّ في أطرافه / أُثْرِ خِضاب قد بقِي
يشبه ما أَثارَه / شحْطُ النَّوى في مَفْرّقي
بَرٌّ وبحر جَفاه الوحشُ والسَّمَكُ
بَرٌّ وبحر جَفاه الوحشُ والسَّمَكُ / معنى الجِنانِ به والنارِ مشتَرَكُ
لا يَطرُق القَمَران الدهرَ ساحتَه / بلِ البدورُ به والشمس والفَلك
يكسو المقيم به ذلا ومكرمة / فيستوي فيهما السَّفْسافُ والملك
سماؤه الأرضُ ذات الزهر مونقةً / والأرض فيه سماءٌ ما لها حُبُك
يَلْقاك من بابه عمرو وعنترةٌ / فيَسْلبانك ما تحوي وتمتلك
مولاىَ قد وَصَلَ الكتابْ
مولاىَ قد وَصَلَ الكتابْ / كالرَّوض دَبَّجه السَّحابْ
كالعز وافَقه الغنى / والحسن وافقه الشباب
يُنبِي عنِ الودّ الذي / لا يَسْتحيل ولا يُشاب
وحلاوةِ العَتْب الذي / تحكي حلاوته الرضاب
عتبٌ يحث على الذنو / ب لكي يكون له إياب
مَلَك القلوب فما لها / عن سحر موقعه حجاب
ذكرتُ به عهداً كأنْ لم أفُزْ به
ذكرتُ به عهداً كأنْ لم أفُزْ به / وعيشاً كأني كنتُ أقطعه وَثبا
أنا المذنب الخَطّاء والعفوُ واسعٌ
أنا المذنب الخَطّاء والعفوُ واسعٌ / ولو لم يكن ذنبٌ لَماَ عُرف العفوُ
هلالٌ يُحاكِي نصفَ حَلْقةِ عاجِ
هلالٌ يُحاكِي نصفَ حَلْقةِ عاجِ / ومُعْوَجَّ صَدْعٍ في صفاء زُجاجِ
لقد دقَّ حتى أوهم العينَ أنها / تُراقبُ عَوْجَي شيبةٍ وحِجاج
جاءنا بعد أَكِلنا فُقّاعْ
جاءنا بعد أَكِلنا فُقّاعْ / قد أجادتْ إحكامَه الصُّناع
فكأن الكيزان سودُ السّي / سانِ لكنْ جلودها أقماع