القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : صَفِيّ الدِّين الحِلّي الكل
المجموع : 899
أَصَدّاً وَسُخطاً كَيفَ يَحكُمُ
أَصَدّاً وَسُخطاً كَيفَ يَحكُمُ / أَلَيسَ لَهُ قَلبٌ يَرُقُّ فَيَرحَمُ
أَأَرضى بِقَتلي في الهَوى وَهوَ ساخِطٌ / وَأَبسِطُ أَعذاري لَهُ وَهوَ مُجرِمُ
نَبِيُّ جَمالٍ لِلغَرامِ مُشَرِّعٌ / يُحَلِّلُ ما يَختارُهُ وَيُحَرِّمُ
يُرينا خُدودَ المُحسِنينَ ضَوارِعاً / لَدَيهِ وَأَقدامَ المُسيئينَ تُلثَمُ
عَجِبتُ لَهُ يَجني وَيُصبِحُ عاتِباً / فَوا حَرَباً مِن ظالِمٍ يَتَظَلَّمُ
وَأَعجَبُ مِن ذا أَنَّهُ وَهوَ ظالِمي / غَدا لِيَ خَصماً وَهوَ في الفَصلِ يَحكُمُ
فَيا عاتِباً في سَكبِ دَمعٍ أَذالَهُ / فَأَمسى بِأَسرارِ الهَوى يَتَكَلَّمُ
أَسَرتَ فُؤادي ثُمَّ أَطلَقتَ أَدمُعي / وَحاوَلتُ أَنّي لِلصَبابَةِ أَكتُمُ
وَمَن قَلبُهُ مَعَ غَيرِهِ كَيفَ حالُهُ / وَمَن سِرُّهُ في جَفنِهِ كَيفَ يُكتَمُ
هَوَيتُهُ تَحتَ أَطمارٍ مُشَعَّثَةٍ
هَوَيتُهُ تَحتَ أَطمارٍ مُشَعَّثَةٍ / وَطالِبُ الدُرِّ لا يَغتَرُّ بِالصَدَفِ
وَخَبَّرَتني مَعانٍ في مَراسِمِهِ / بِهِ كَما خَبَّرَ العُنوانُ بِالصُحُفِ
وَلاحَ لي مِن أَماراتِ الجَمالِ بِهِ / ما كانَ عَن لَحظِ غَيري بِالخُمولِ خَفي
فَظَلتُ أُرخِصُ ما يُبديهِ مِن دَرَنٍ / بِهِ وَأَدحُضُ ما يُخفيهِ مِن جَنَفِ
حَتّى إِذا تَمَّ مَعنى حُسنِهِ وَبَدا / كَالبَدرِ في التَمِّ أَو كَالشَمسِ في الشَرَفِ
وَلاحَ كَالصارِمِ المَصقولِ أَخلَصَهُ / تَتَبُّعُ القَينِ مِن شَينٍ وَمِن كَلَفِ
وَجالَ في وَجهِهِ ماءُ الحَياةِ كَما / يَجولُ ماءُ الحَيا في الرَوضَةِ الأُنُفِ
وَأَولَدَ الحُسنُ في أَحداقِهِ حَوَراً / وَضاعَفَ الدَلُّ ما بِالجِسمِ مِن تَرَفِ
أَضحَت بِهِ حَدَقُ الحُسّادِ مُحدِقَةً / تَرنو إِلَيهِ بِطَرفٍ غَيرِ مُنطَرِفِ
وَظَلَّ كُلُّ صَديقٍ يَرتَضي سَخطي / فيهِ وَكُلُّ شَفيقٍ يَرتَجي تَلَفي
يا لِلرِجالِ أَما لِلحُبِّ مُنتَصِرٌ / لِضُعفِ كُلِّ مُحِبٍّ غَيرِ مُنتَصِفِ
ما أَطيَبَ العَيشَ لَولا أَنَّ سالِكَهُ / يُمسي لِأَسهُمِ كَيدِ الناسِ كَالهَدَفِ
يا رَبُّ أَعطِ العاشِقينَ بِصَبرِهِم
يا رَبُّ أَعطِ العاشِقينَ بِصَبرِهِم / في الخُلدِ غاياتِ النَعيمِ المُطلَقِ
وَأَذِقهُمُ بَردَ السُرورِ فَطالَما / صَبَروا عَلى حَرِّ الغَرامِ المُقلِقِ
حَتّى يَرى الجُبَناءُ عَن حَملِ الهَوى / غاياتِ عِزِّهُمُ الَّتي لَم تُلحَقِ
فَيَكونَ أَصغَرُ جاهِلٍ حَمَلَ الهَوى / يَلهو بِأَكبَرِ عالِمٍ لَم يَعشَقِ
يا ضَعيفَ الجُفونِ أَضعَفتَ قَلباً
يا ضَعيفَ الجُفونِ أَضعَفتَ قَلباً / كانَ قَبلَ الهَوى قَوِيّاً مَلِيّاً
لا تُحارِب بِناظِرَيكَ فُؤادي / فَضَعيفانِ يَغلِبانِ قَوِيّاً
أَطَعتُ ما سَنَّ أَعدائي وَما فَرَضوا
أَطَعتُ ما سَنَّ أَعدائي وَما فَرَضوا / وَشاهَدوكَ بِسُخطي راضِياً فَرَضوا
تَشَيَّعوا إِذ رَأوا تَفريقَنا شِيَعاً / وَسُنَّةَ العَدلِ في دينِ الهَوى رَفَضوا
أَعياهُمُ السَعيُ فيما بَينَنا زَمَناً / فَمُذ رَأوا فُرصَةً في بَينَنا نَهَضوا
بَنوا لَديكَ بِناءً لا ثَباتَ لَهُ / وَما دَروا أَيَّ وُدٍّ بَينَنا نَقَضوا
يا مَن تُقَطِّبُ مِنّي حينَ أَمنَحُهُ / أُنساً وَأَبسَطُ آمالي فَيَنقَبِضُ
وَمَن تَعَرَّضَ لي حَتّى أُعارِضُهُ / يَوماً فَيُعرِضُ عَنّي ثُمَّ يَعتَرِضُ
لا بارَكَ اللَهُ لِلأَعداءِ فيكَ وَلا / هَناكَ مَن لَكَ عَنّي مِنهُمُ العِوَضُ
وَلا تَعَدّى لِظُلمي في الوُثوقِ بِهِم / وَلا عَلا مِنكَ بَينَ الناسِ ما خَفَضوا
فَسَوفَ تَعرِفُ مِقداري إِذا سَمِيَت / نُفوسُهُم وَاِنقَضى مِن وَصلِكَ الغَرَضُ
حَرَّضوني عَلى السَلوِّ وَعابوا
حَرَّضوني عَلى السَلوِّ وَعابوا / لَكَ وَجهاً بِهِ يُعابُ البَدرُ
حاشا لِلَّهِ ما لِعُذرِيَ وَجهٌ / في التَسَلّي وَلا لِوَجهِكَ عُذرُ
حَديثُ الناسِ أَكثُرُهُ مُحالُ
حَديثُ الناسِ أَكثُرُهُ مُحالُ / وَلَكِن لِلعِدى فيهِ مَجالُ
وَأَعلَمُ أَنَّ بَعضَ الظَنِّ إِثمٌ / وَلَكِن لِليَقينِ بِهِ اِحتِمالُ
وَكُنتُ عَذَرتُكُم وَالقَولُ نَزرٌ / فَما عُذري وَقَد كَثُرَ المَقالُ
وَقُلتُم قيلَ ما لا كانَ عَنّا / فَمَن لي أَن يَكونَ وَلا يُقالُ
فَيا مَن ضاعَ فيهِ نَفيسُ عُمري / وَقُوِّضَ فيهِ مالي وَالرِجالُ
وَكَم قَد رامَهُ ضِدّي بِسوءٍ / فَراحَ وَآلُهُ في الحَربِ آلُ
سَأَلتُكَ لا تَدَع لِلقَولِ وَجهاً / فَيَكثُر حينَ أَذكُرُكَ الجِدالُ
وَإِنّي مَع صُدودِكَ وَالتَجَنّي / وَفيٌّ لَيسَ لي عَنكَ اِنتِقالُ
أَغارُ إِذا سَرى بِحِماكَ بَرقٌ / وَأَغضَبُ كُلَّما طَرَقَ الخَيالُ
وَأُوثِرُ أَن يَنالَ دَمي وَوَفري / وَمَحبوبي عَزيزٌ لا يُنالُ
لِأَنّي لا أَخونُ عُهودَ خِلٍّ / وَلَو حَفَّت بِيَ النُوَبُ الثِقالُ
وَإِنّي إِن حَلَفتُ لَهُ يَميناً / فَما غَيرُ الفِعالِ لَها شِمالُ
فَيا مَن سَرَّني بِاللَفظِ مِنهُ / وَلَكِن ساءَني مِنهُ الفِعالُ
إِلى كَم أَلتَقيكَ بِوَجهِ بِشرٍ / وَفي طَيّ الحَشا داءٌ عُضالُ
وَأَحمِلُ مِن عُداتِكَ كُلَّ يَومٍ / حَديثاً لَيسَ تَحمِلُهُ الجِبالُ
وَأَسمَعُ مِن وُشاةِ الحَيِّ فينا / كَلاماً دونَ مَوقِعِهِ النِبالُ
وَأُرسِلُ مَع ثِقاتِكَ مِن حَديثي / عِتاباً دونَهُ السِحرُ الحَلالُ
وَمَهما لَم يَكُن في السَيفِ أَصلٌ / لِجَوهَرِهِ فَما يُجدي الصِقالُ
جَعَلتَ جَميعَ إِحساني ذُنوباً / وَطالَ بِكَ التَعَتُّبُ وَالدَلالُ
وَقُلتَ بِكَ اِنهَتَكتُ وَذاكَ زورٌ / وَإِنَّ الزورَ مَوقِعُهُ مُحالُ
فَما نَفعي بِحُسنٍ في خَليلٍ / إِذا لَم يَصفُ لي مِنهُ الخِلالُ
إِذا عَدِمَ الفَتى خُلقاً جَميلاً / يَسودُ بِهِ فَلا خُلِقَ الجَمالُ
إِذا عَلِمَ العِدا عَنكَ اِنتِقالي
إِذا عَلِمَ العِدا عَنكَ اِنتِقالي / فَخُذ ما شِئتَ مِن قيلٍ وَقالِ
وَنالوا مِنكَ بِالأَقوالِ عِرضاً / وَقَيناهُ بِأَطرافِ العَوالي
وَقَد كانَ العَذولُ يَوَدُّ أَنّي / أُسيغُ لَهُ اليَسيرَ مِنَ المَقالِ
فَكَيفَ إِذا تَيَقَّنَ فيكَ زُهدي / وَكانَ يَسُرُّهُ عَنكَ اِشتِغالي
فَكَم سَخِطَ الأَنامُ وَأَنتَ راضٍ / وَكَم رَخُصَ المِلاحُ وَأَنتَ غالي
وَكَم هَدَمَت حِمى قَومي خُطوبٌ / تَهُدُّ الراسِياتِ وَأَنتَ عالي
وَكَم مِن وَقعَةٍ لِعِداكَ عِندي / نَذَرتُ بِها دَمي وَنَذَرتُ مالي
وَكَم هَمَّت كِلابُ الحَيِّ نَهضاً / وَقَد حَمَتِ الأُسودُ حِمى الغَزالِ
وَكَم لامَت عَليكَ سَراةُ أَهلي / فَأَحسَبُ قَولَ آلي لَمعَ آلِ
وَكَم خاطَرتُ فوكَ بِبَذلِ نَفسي / وَأَعلَمُ أَنَّ بالي فيكَ بالي
وَكَم صَبٍّ تَفاءَلَ في حَبيبٍ / وَفى لي إِنَّ حِبّي ما وَفى لي
وَكَم جَرَّبتُ قَبلَكَ مِن مَليحٍ / فَأَمسى جيدُ حالِيَ مِنهُ حالي
وَلَولا أَنَّ في التَجريبِ فَضلاً / لَما فَضُلَ اليَمينُ عَلى الشِمالِ
أَظُنُّكَ إِذ حَوَيتَ الحُسنَ طُرّاً / وَإِذ وَفَّيتَ أَقسامَ الجَمالِ
قَصَدتَ بِأَن جَعَلتَ العُذرَ عَيباً / عَساهُ يَقيكَ مِن عَينِ الكَمالِ
فَسَوفَ أَسوءُ نَفسي بِاِنقِطاعي / بِحيثُ أُسِرُّ نَفسَكَ بِاِرتِحالي
إِذا ما شِئتَ أَن تَسلو حَبيباً / فَأَكثِر دونَهُ عَدَدَ اللَيالي
تَيَقَّنَ مُذ أَعرَضتُ أَنّي لَهُ سالي
تَيَقَّنَ مُذ أَعرَضتُ أَنّي لَهُ سالي / فَأوهَمَ ضِدّي أَنَّهُ الهاجِرُ القالي
وَأَظهَرَ لِلأَعداءِ إِذ صَدَّ جافِياً / بِأَنَّ جَفاهُ عَن دَلالٍ وَإِذلالِ
فَلَمّا رَآني لا أُحَرِّكُ بِاِسمِهِ / لِساني وَلَم أَشغَل بِتَذكارِهِ بالي
وَأَيقَنَ أَنّي لا أَعودُ لَوَصلِهِ / وَلَو قَطَّعَت بيضُ الصَوارِمِ أَوصالي
تَعَرَّضَ لِلأَعداءِ يَحسُبُ أَنَّهُم / يَكونونَ في حِفظِ المَوَدَّةِ أَمثالي
فَأَصبَحَ لَمّا جَرَّبَ الغَيرَ نادِماً / كَثيفَ حَواشي العَيشِ مُنخَفِضَ الحالِ
إِذا ما رَآهُ عاشِقٌ قالَ شامِتاً / أَلا اِنعَم صَباحاً أَيُّها الطَلَلُ البالي
فَإِنّي إِذا ما اِختَلَّ خِلٌّ تَرَكتُهُ / وَبِتُّ وَقَلبي مِن مَحَبَّتِهِ خالِ
وَما أَنا مِمَّن يَبذُلُ العِرضَ في الهَوى / وَإِن جُدتُ لِلمَحبوبِ بِالروحِ وَالمالِ
عَلى أَنَّني لا أَجعَلُ الذُلَّ سُلَّماً / بِهِ تَرتَقي نَفسي إِلى نَيلِ آمالي
وَما زِلتُ في عِشقي عَزيزاً مُكَرَّماً / أَجُرُّ عَلى العُشّاقِ بِالتيهِ أَذيالي
فَقَولا لِمَن أَمسى بِهِ مُتَغالِياً / وَلَم يَدرِ أَنّي مُرخِصٌ ذَلِكَ الغالي
كَذا لَم أَزَل يَرعى المُحِبّونَ فَضلي / وَيَلبَسُ أَهلُ الحُبِّ في العِشقِ أَسمالي
عَذابُ الهَوى لِلعاشِقينَ أَليمُ
عَذابُ الهَوى لِلعاشِقينَ أَليمُ / وَأَجرُهُمُ يَومَ المَعادِ عَظيمُ
فَوَاللَهِ لا ذاقوا الجَحيمَ وَإِن جَنَوا / فَحَسبُهُمُ أَنَّ الغَرامَ جَحيمُ
بِروحِيَ مَن قَد نامَ عَن سوءِ حالَتي / وَعِندِيَ مِنهُ مُقعِدٌ وَمُقيمُ
وَما ذاكَ إِلّا أَنَّ مُخطَفَ خَصرِهِ / لَراجيهِ كَهفٌ وَالعِذارُ مُقيمُ
خَليلَيَّ ما أَغبى المُغالينَ في الهَوى
خَليلَيَّ ما أَغبى المُغالينَ في الهَوى / وَأَغفَلَهُم عَن حُسنِ كُلِّ مَليحِ
يَظُنّونَ أَنَّ الحُسنَ بِالعَينِ مُدرَكٌ / وَسِرُّ الهَوى بادٍ لِكُلِّ لَموحِ
وَلَيسَ طَموحُ الناظِرَينِ بِمُبصِرٍ / إِذا كانَ لَحظُ القَلبِ غَيرَ طَموحِ
فَلَيسَ جَميلٌ في الهَوى وَكُثَيِّرٌ / وَلا عُروَةُ العُذريُّ وَاِبنُ ذَريحِ
بِأَعرَفَ مِنّي لِلمِلاحِ تَوَسُّماً / وَلا جَنَحوا لِلعِشقِ بَعضَ جَنوحي
وَأَيُّ لَبيبٍ ما سَبى الحُسنُ لُبَّهُ / فَباتَ بِقَلبٍ بِالغَرامِ قَريحِ
إِذا ما خَلا القَلبُ الصَحيحُ مِنَ الهَوى / عَلِمتُ بِأَنَّ العَقلَ غَيرُ صَحيحِ
أَينَ في الحِمى عَرَبُ
أَينَ في الحِمى عَرَبُ / لي بِرَبعِهِم أَرَبُ
كُلَّما ذَكَرتُهُمُ / حَزَّني لَهُم طَرَبُ
جيرَةٌ بِحَيِّهِمُ / لَيسَ يُحفَظُ الحَسَبُ
العُهودُ وَالحُقو / قُ عِندَهُمُ تُغتَصَبُ
في خِيامِهِم قَمَرٌ / بِالصِفاحِ مُحتَجِبُ
ريقُهُ مُعَتَّقَةٌ / ثَغرُهُ لَها حَبَبُ
بِتُّ في دِيارِهِمُ / وَالفُؤادُ مُكتَئِبُ
الدُموعُ هاطِلَةٌ / وَالضُلوعُ تَلتَهِبُ
إِنَّ لِلغَرامِ يَداً / مَسَّني بِها العَطَبُ
إِن قَضَيتُ فيهِ أَسىً / فَهوَ بَعضُ ما يَجِبُ
أَبدَتِ الوُشاةُ رِضىً / مِنهُ يُلحَظُ الغَضَبُ
الوُجوهُ ضاحِكَةٌ / وَالقُلوبُ تَنتَحِبُ
لَو أَتوا بِمَكرُمَةٍ / أَعتَبوا وَما عَتَبوا
فَالغَرامُ نارُ لَظىً / عَذلُهُم لَها حَطَبُ
قُلوبُنا مودَعَةٌ عِندَكُم
قُلوبُنا مودَعَةٌ عِندَكُم / أَمانَةً نَعجَزُ عَن حَملِها
إِن لَم تَصونوها بِإِحسانِكُم / أَدّوا الأَماناتِ إِلى أَهلِها
وَلَقَد ذَكَرتُكِ وَالسُيوفُ مُواطِرٌ
وَلَقَد ذَكَرتُكِ وَالسُيوفُ مُواطِرٌ / كَالسُحبِ مِن وَبلِ النَجيعِ وَطَلِّهِ
فَوَجَدتُ أُنساً عِندَ ذِكرِكِ كامِلاً / في مَوقِفٍ يَخشى الفَتى مِن ظِلِّهِ
وَلَقَد ذَكَرتُكِ وَالعَجاجُ كَأَنَّهُ
وَلَقَد ذَكَرتُكِ وَالعَجاجُ كَأَنَّهُ / ظِلَّ الغَنِيِّ وَسوءُ عَيشِ المُعسِرِ
وَالشوسُ بَينَ مُجَدَّلٍ في جَندَلٍ / مِنّا وَبَينَ مُعَفَّرٍ في مِغفَرِ
فَظَنَنتُ أَنّي في صَباحٍ مُشرِقٍ / بِضِياءِ وَجهِكِ أَو مَساءٍ مُقمِرِ
وَتَعَطَّرَت أَرضُ الكِفاحِ كَأَنَّما / فُتِقَت لَنا ريحُ الجِلادِ بِعَنبَرِ
وَلَقَد ذَكَرتُكِ وَالجَماجِمُ وُقَّعٌ
وَلَقَد ذَكَرتُكِ وَالجَماجِمُ وُقَّعٌ / تَحتَ السَنابِكِ وَالأَكُفِّ تَطيرُ
وَالهامُ في أُفُقِ العَجاجَةِ حُوَّمٌ / فَكَأَنَّها فَوقَ النُسورِ نُسورُ
فَاِعتادَني مِن طيبِ ذِكرِكِ نَشوَةٌ / وَبَدَت عَلَيَّ بَشاشَةٌ وَسُرورُ
فَظَنَنتُ أَنّي في مَجالِسِ لَذَّتي / وَالراحُ تُجلى وَالكُؤوسُ تَدورُ
وَلَقَد ذَكَرتُكِ حينَ أَنكَرَتِ الظُبى
وَلَقَد ذَكَرتُكِ حينَ أَنكَرَتِ الظُبى / أَغمادَها وَتَعارَفَت في الهامِ
وَالنَبلُ مِن خَلَلِ العَجاجِ كَأَنَّهُ / وَبلٌ تَتابَعَ مِن فُروجِ غَمامِ
فَاِستَصغَرَت عَينايَ أَفواجَ العِدى / وَتَتابُعَ الأَقدامِ في الإِقدامِ
وَوَجَدتُ بَردَ الأَمنِ في حَرِّ الوَغى / وَالمَوتِ خَلفي تارَةً وَأَمامي
غارَت وَقَد قُلتُ لِمِسواكِها
غارَت وَقَد قُلتُ لِمِسواكِها / أَراكَ تَجني ريقَها يا أَراك
قالَت تَمَنّيتَ جَنى ريقَتي / وَفازَ بِالتَرشافِ مِنها سِواك
يا ظَبيَةً قَنَصَ الأُسودَ جَمالُها
يا ظَبيَةً قَنَصَ الأُسودَ جَمالُها / وَنَرى الظِباءَ يَصيدُها القَنّاصُ
أَصمَت لَواحِظُكِ القُلوبَ بِأَسهُمٍ / لَم يُغنِ عَنها نَثرَةٌ وَدِلاصُ
فَهَبي جَرَحتُ الخَدَّ مِنكَ بِنَظرَةٍ / أَفَما لِأَسرِ القَلبِ مِنكَ خَلاصُ
ها قَد جَرَحتِ بِنَبلِ عَينَيكِ الحَشى / فَدَعي فُؤادي فَالجُروحُ قِصاصُ
يا مَن حَمَت عَنّا مَذاقَةَ ريقِها
يا مَن حَمَت عَنّا مَذاقَةَ ريقِها / رِفقاً بِقَلبٍ لَيسَ فيهِ سِواكِ
فَلَكَم سَأَلتُ الثَغرَ وَصفَ رُضابِهِ / فَأَبى وَصَرَّحَ لي سَفيهُ سِواكِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025