المجموع : 504
أشارَ من شدةِ إشفاقِه
أشارَ من شدةِ إشفاقِه / بالصّبْرِ والحِميةُ رأيُ الطبيبْ
وثِقتُ بالودّ وصدقِ الوفا / منه وقد يخطئُ سهمُ المُصيب
فلما استنارَ سِراجُ السّما
فلما استنارَ سِراجُ السّما / وكاد رداءُ الصِّبا يُسحَبُ
وأشبهَ بدرُ الدُجى مَنْهلاً / تكشّفَ عن مائه الطُحْلُبُ
عوّادةٌ غنّت لنا صوتاً
عوّادةٌ غنّت لنا صوتاً / يشبهُ نزْعَ الروحِ والموتا
كأنها والعُودُ في حِجْرها / ثاكلةٌ قد أسندَتْ مَيْتا
شبّهتُها من فوقِ أوتارِه / بعنكبوتٍ نسجَتْ بيتا
ومتيّمٍ بالآبنوسِ وجسمُه
ومتيّمٍ بالآبنوسِ وجسمُه / عاجٌ ومن إذهابِه حُرُقاتُهُ
كتمَتْ دياجي الشَّعْرِ منه بدرَها / فوشَتْ به للعينِ عيّوقاتُهُ
رأيت الفقيهَ أبا طالب
رأيت الفقيهَ أبا طالب / إذا قلتُ مسألةً بتّها
لحازتْ يميناهُ جزْلَ العلومِ / وحازتْ يدا غيرِه سُحْتَها
فيا صاديَ الفقرِ رِدْ بحرَه / ودعْ للظِّباءِ بها قلْتَها
وطالبُ جودِ أبي طالب / يُحكّمُه فيه كيف اشتهى
دعاني الى سدرةٍ عندَهُ / وبالغَ في هزّها وانتهى
فقلتُ له دارُكم جنّةٌ / وسدرتُكم سدرةُ المنتهى
عرضَتْ لمُعتَرضِ الصّباحِ الأبلجِ
عرضَتْ لمُعتَرضِ الصّباحِ الأبلجِ / حوراءُ في طرفِ الظلامِ الأدعجِ
فتمزّقَت شيّة الدُجى عن غُرّتَيْ / شمسَيْنِ في أفُقٍ وكِلّةِ هودجِ
ووراء أستارِ الحُمولِ لواحظٌ / غازَلْنَ معتدِلَ الوشيجِ الأعوج
من كل مبتَسِمِ السنانِ إذا جرى / دمعُ النجيعِ من الكميّ الأهوجِ
ومروّعٍ وطِئَ الحُقودَ بشفْرَتَي / متوسِّعٍ في ضيق ذاك المنهجِ
قارعْتُه وعلِمْتُ أني ناكحٌ / طَمعاً متى ألقَحْتُه لم يَنتُجِ
ولرُبّ بابٍ مرتَجٍ حاولتُه / بلطافةٍ ففتحتُه للمرتجي
ومولّعٍ بالصّدِّ هزّتْ عِطفَه / خُدَعُ الهوى فأمال جيدَ معوّجِ
وإذا الفتى تبعَ الصّبابةَ والصِّبا / وجدَ المنيّة سهلة المتولَّجِ
لا تنكِرَنّ عليّ عاديةَ الأسى / فالحبُّ كأسٌ خمرُها لم يُمزَجِ
ولئن أرادَتْني الخُطوبُ بمرّها / فالريحُ تزلَقُ عن ثنايا منعِجِ
أو رحْتُ في سمَلِ الثياب فإنني / كالعَضْبِ يَفري وهو رثُّ المنسِجِ
ولقد صحبْتُ الليلَ قلّصَ بُردَه / لعُبابِ بحرِ صباحه المتموّجِ
وكأن منتثرَ النجومِ لآلئٌ / نُظمَتْ على صرْحِ من الفيروزَجِ
وسهرْتُ أرقُبُ من سُهيلٍ خافقاً / متفرِّداً فكأنه قلبُ الشّجي
واستعبرَتْ مُقلُ الغَمام فأضحكتْ / منها ثغورَ مفوّفٍ ومدبّجِ
وفضضْتُ عن مدحِ السديدِ خِتامَها / فغَنيتُ عن زهرِ الرُبى المتأرّجِ
ودعوْتُ يا هبةَ الإلهِ فقال لي / لفظُ النّجاحِ الْهَجْ بذلك تنهجِ
هو كعبةُ الإفضالِ إلا أنها / بعُدَتْ ومن لم يسَطِعْ لم يحْجُجِ
ولقد شداني العزمُ سرْ تلقَ المُنى / فشدا له الإمكانُ دونك تمرُجِ
للهِ منه أغرُّ مزّقَ سعيُه / سدفَ العوارضِ عن أغرّ متوّجِ
دمثُ الجنابِ تمجُّ تُربةُ أرضهِ / عَرْفاً متى يلقَ الحمامةَ تهزُجِ
يقظانُ يذهبُ بين طرفَي نائلٍ / متفخّرٌ في سُؤددٍ متبرّجِ
طلْقُ الجبين أريجُ أقطارِ الثّنا / حُلوُ السجيّة مُستنيرُ المنهَجِ
متنوّعُ الأوصافِ شابَ وقارَه / طرَبٌ فجاءَ بخالصِ المتمزّج
حُرُّ الفصاحةِ لو يُساجِلُ يعرُباً / لأبان فيه لُكْنةَ المتلجْلجِ
راسي حَصاة الحِلْمِ حيثُ تحللَتْ / عُقدُ الحُبا وارتاحَ كلُّ مدجّجِ
نشرَ المكارمَ واعتلى فكأنما / طُويَتْ له العلياءُ طيّ المدْرَجِ
متقمّصٌ بالزُهدِ لو بُذِلَتْ له الد / نْيا وقيلَ ادخُلْ بها لم يخرُجِ
ومُصيبُ سهمِ الظّنّ يُشرقُ رأيُه / في حيثُ نورُ الشمسِ لم يتوهّجِ
يَهديه في سُدَفِ الأمورِ قريحةٌ / تمشي على وضَحِ الصّباحِ الأبلجِ
فلأيّ خَطْبٍ ضيّقٍ أومى بها / يوماً على عجلٍ ولم يتفرّجِ
سبقَ الأكارمَ للمكارمِ فانثنى / يعدو على الغادي بحظِّ المُدلِجِ
ومصرِّفُ الأحكامِ لم يعلَقْ بها / طيشُ الضّجورِ ولا اختلالُ المُحرَجِ
هذا هو البيتُ العتيقُ فمن يُردْ / وِرْدَ التنسّكِ والتقى فليحجُجِ
فليَهْنِهِ العيدُ الذي هو عبدُه / وبعبدِه بالحُسنِ والحُسْنى حَجي
يَقضي فربُّ التاجِ تحت قضائه / بالعدل مُنقادٌ لذات الدُمْلُجِ
لا زالَ كالبدرِ المنيرِ منقّلاً / من أبرُجٍ مسعودةٍ في أبرُجِ
أكوكبُ بِشرٍ من جَبينكَ لائحُ
أكوكبُ بِشرٍ من جَبينكَ لائحُ / وصيّبُ يُسْرٍ من يمينكَ سائحُ
وإلا فما ذا البرقُ والغيمُ مقشِعٌ / وهذا النّوالُ السّكْبُ والجوّ واضحُ
لقد علمَ الأقوامُ شرقاً ومغرِباً / سواءٌ قريبُ الدارِ منهم ونازح
بأنك أهلٌ للسؤالِ مهذّبُ ال / فِعالِ مُبيدٌ للنوال مُسامِحُ
فما انتسبتْ إلا إليك مفاخرٌ / ولا حسُنَتْ إلا عليك مدائحُ
لك الله ما أنداكَ والغيثُ باخِلٌ / وأبهاكَ مرأىً والوجوهُ كوالِحُ
وأوفاك عهداً والحُقوق مُضاعةٌ / وأمضاكَ عزماً والخُطوبُ فوادِحُ
رعاك الذي أرعاكَ كلَّ فضيلةٍ / تغنّتْ بها وُرْقُ القريضِ الصّوادِحُ
شددْتَ يدي بالجاهِ فهي قويّةٌ / وشدْتَ مَناري بالعطا فهو طامِحُ
وأنقذَتَني من حبسِ فقرٍ تجرّدَتْ / على عاتِقي منه رِقاقٌ صفائحُ
ولي حاجةٌ حلّتْ وضامنُ نُجْحِها / لقلبي برقٌ من مُحيّاكَ لامِحُ
دعاني إليها أني أكتسي بها / سناً عمِيَتْ منه الغوادي الرّوائحُ
وما أنا ممّنْ يرتضي الشِّعرَ مكسباً / فخاسِرُه لا شك من هو رابِحُ
ولي ماءُ وجهٍ صُنْتُه بقناعةٍ / تُجاهِدُ عنه جُهدَها وتُكافحُ
ولكن رأيتُ النّظْمَ منك فريضةً / فقامتْ به خوفَ العِتابِ القرائحُ
إذا لم يصُغْ في مُرتقى المُلكِ خاطري / مديحاً فلا ضُمّتْ عليه الجوارحُ
فعِشْ يا جمالَ المُلكِ في ظلِّ نعمةٍ / به غُصَّ ما دامت عدوٌ وكاشحُ
سنّدوها من القُدودِ رِماحا
سنّدوها من القُدودِ رِماحا / وانتضَوْها من الجُفونِ صِفاحا
يا لها حالةً من السِّلْمِ حالَتْ / فاستحالَتْ ولا كِفاحَ كِفاحا
صِحْ إذا درّتْ العيونُ دِماءً / إنّهم أثخنوا القلوبَ جِراحا
يا فؤادي وقد أُخِذْتَ أسيراً / أتقنْطَرْتَ أم وضعتَ السِّلاحا
عجباً للجفون وهيَ مِراضٌ / كيف تستأسِرُ العُقولَ الصِّحاحا
قُلْ لأعشارِكَ التي اقتسَموها / ضربوا فيكِ بالعيونِ القِداحا
آه من موقفٍ يودّ به المُغْ / رَمُ لو مات قبلَه فاستراحا
حيثُ يخشى أن ينظِمَ اللثْمُ عِقْداً / فيه أو يعقِدَ العِناقُ وِشاحا
ظو المطايا جوامحٌ لِفراقِ / تستحثّ البُكورُ فيه الرّواحا
وجناحُ النّوى يضمُّ ظِباءً / لم يخفْ في دم الأسود جُناحا
يتجنّى على المَشوقِ ذُنوباً / يجتنيها ثنائِياً وانتزاحا
إنْ أبى دمعُه يُقالُ تسلّى / أو أتى قيلَ ذاك بالسّرِّ باحا
ما على من يقولُ في الحبِّ عارٌ / قاتل الخالقُ الوجوهَ الملاحا
قرّبوا لي الجوى وكان بعيداً / منعوني الكرى وكان مُباحا
ولقد راضَني الزمانُ ذَلولاً / بعد أن كنتُ أستطيلُ الجِماحا
وتناءَتْ مطارِحُ الصّيدِ عني / فأرَتْني لولا عليُّ اطّراحا
حسنٌ جاءَ من أبي الحسنِ النّدْ / بِ فردّ الحِسانَ عندي قِباحا
جدَّ في جودِ كفّه وتناهى / فخشينا بأن يكونَ مِزاحا
وابتداني وما سألتُ نَوالاً / كنتُ لولاهُ قد نسيتُ السّماحا
جاهُهُ شفْعُ مالِه فهو وَتْرٌ / يقتضينا من حالتَيْهِ اقتراحا
فإذا ما أردْتَ كان سَحاباً / وإذا ما أردتَ كان رياحا
ركضَتْ حلبةَ المدائح كما / أن أصابت طُرْقَ الثّناءِ فِساحا
والقوافي خُرْسٌ فإن جُعِلَ الجو / دُ مَسيحاً لها أُعيدَتْ فِصاحا
كم أُديرَتْ عليه كأسُ ثناءٍ / هزّ أعطافَه إليها ارتِياحا
مغرمٌ بالعُلا يسوقُ إليها / طِرْفَ جِدٍّ لنَيلِها طمّاحا
حسْبُه بالطُروسِ روضاً أنيقاً / يجتَنيها شقائقاً وأقاحا
وكفاهُ من المعاني اللواتي / يجتَليها حِجاهُ روْحاً وراحا
شيمٌ صُوِّرَتْ من السّؤدُدِ المحْ / ضِ فجاءتْ كالماءِ عذباً قَراحا
طُبعَتْ نفسُه على الخيرِ حتى / ليس يعدو الصّلاحَ والإصلاحا
يا هِلالا نَماهُ أكملُ بدرٍ / لست ممّنْ أخشى عليه الصّباحا
من أبي القاسم اقتسَمْتَ صِفاتٍ / زِدْتَ أوضاحَها لنا إيضاحا
مثلَ ما يُنظمُ الحليُّ على الغي / دِ وإن كُنّ كالصّباحِ صِباحا
زمني عندكم حديقةُ عزٍّ / تقتضيني تنزّهاً وانفِساحا
فأنا أقطعُ الزمانَ اغتباقاً / تحت أفنانِ دوحِها واصطِباحا
فرجٌ يا بني أبي الفرجِ اقتدْ / نَ إليّ السرورَ والأفراحا
قد تقضّى الصيامُ عنك حَميداً / شاكراً منك عفّةً وصلاحا
وأتى الفِطرُ سافراً عن مُحيّا / كاد يحكي جَبينكَ الوضّاحا
فتهنّأ به فقد صحّ لمّا / أن رأينا هِلالَ وجهِكَ لاحا
خُلقَ الإنسانُ من حَمأٍ
خُلقَ الإنسانُ من حَمأٍ / فإذا حرّكتَهُ نفَحا
وبعيدٌ أن ترى أحداً / بعد أصلِ فاسدٍ صلُحا
والفتى لولا تأدّبُه / كان منسيّاً ومطّرَحا
وزمانٍ ساقَ لي مِحَناً / ظنّها الأقوامُ بي منَحا
زعموا أني انخفَضْتُ به / وهو وزنُ الفضلِ قد رجَحا
وصديقٍ بتّ أُلبِسُه / عندما يهجوني المِدَحا
إن رأى المكروهَ يقصدُني / هزّ عِطفَيْهِ له فرَحا
ويكَ إن الحُرّ يُقنِعُهُ / من طفيفِ الرّزْقِ ما سنَحا
لا أحب النّخْلَ ذا سعَفٍ / قد حَماني شوكُه البلَحا
لم يُطِقْ هواهُ فَباحا
لم يُطِقْ هواهُ فَباحا / عندما رام الخليطَ ورواحا
قصدوا بالبينِ قتلَ المعنّى / وهْو لو ذاقَ الحِمامَ استراحا
حجبوا عنه التصبّر لما / حجبوا عنه المَهاةَ الرّداحا
لكِ يا أرضَ الحِمى في فؤادي / سرُّ حُبٍّ لا يُطيقُ انتِزاحا
كلما أبصرْتُ تلك المغاني / صِحْتُ من فرطِ الهوى لا بِراحا
ملَكَتْ رقّي لواحظُ ريم / سكنَ القلبَ وعافَ البِطاحا
وعجيبٌ من جفونٍ مِراضٍ / كيف تصطادُ العقولَ الصِّحاحا
ما رأينا قبل فتكِ الغواني ال / فاتراتِ الطّرْفِ فتْكاً مُباحا
إنما العيشُ ارتشافُ مُدامٍ / راضَها المزْجُ فزادَتْ جِماحا
فاسقِنيها يا نَديمي اغتِباقاً / واسقِنيها يا نديمي اصْطِباحا
عانسٌ بكرٌ وقد قلَدوها / حين درَتْ من حَبابٍ وشاحا
ما بدَتْ في الليلِ إلا وأبدَتْ / لك من قبلِ الصّباحِ صَباحا
زارَني طيفُ الخيالِ مُحبّاً / وغُرابُ الليلِ سد الجناحا
أي زَوْرٍ لو سَعى لي قصداً / لشَفى منّي السَّقامَ المُتاحا
قطف اللحظُ من الخدّ ورداً / ومن الثّغْرِ المصونِ أقاحا
وأمونٍ لا تشكّى كِلالاً / كلّما سارتْ تفوتُ الرياحا
قال لي صَحْبي لمّا سَما لي / إنّ في سيرِ المطيّ النّجاحا
حُثّها نحو النفيسِ المفدّى / واطّرِحْ كلَّ الأنامِ اطّراحا
علَماً أصبح كالطودِ حِلماً / والسّحابِ المُمطراتِ سَماحا
روضُ فضلِ من أتاه اجتَناهُ / بحرُ جودٍ من أتاهُ استَماحا
لم أُمِلْ فكري الى من سِواهُ / وطِلابُ الجِدِّ يُنسي المِزاحا
أوحدٌ يهتزّ عند العطايا / للعطايا فرَحاً وارتياحا
سِرْ إليه تلقَ عِرْضاً مَصوناً / حينَ تلقاهُ ومالاً مُباحا
أيها الغيثُ الذي فاضَ جوداً / فسقى أعلى الرُبى والبِطاحا
زعم الواشي افتِراء ومَيْناً / أنني آثرْتُ منكم بِراحا
لا وما أبدعْتَه من أيادٍ / تركَتْ خُرْسَ الرّجالِ فِصاحا
أيَعافُ الروضُ وبلاً وتأبى / كبدُ الظّمآنِ ماءً قَراحا
كأنما الرعدُ والسحابُ وقد
كأنما الرعدُ والسحابُ وقد / جدّ هُبوباً والبرقُ إذ لاحا
ثلاثةٌ من عدوّهمْ نفَروا / إليهُم قد غدا وقد راحا
فسلَّ هذا سيفاً له وبكى / هذا وهذا من خيفةٍ صاحا
عارضَ الصّفْحُ في يديكَ الصِّفاحا
عارضَ الصّفْحُ في يديكَ الصِّفاحا / ورأى اليأسُ أن يطيعَ السّماحا
فرفعْتَ الجناحَ عن جارِمِ الذّنْ / بِ بعفوٍ خفضَتْ منه الجَناحا
ووضعْتَ السّلاحَ حين أراك ال / حزْمُ والرأيُ أن وضعتَ السلاحا
وجنوحُ الإسلام للسِّلْمِ أولى / بأخي الحزْمِ ما كفاه الكِفاحا
أي ثغرٍ سَما إليه أبو الفتْ / حِ فلم يبْتَدِرْ إليه افتتاحا
وهو الباعثُ الكتائبَ لا تُخ / لي بِراحا وإن دعَتْ لا بِراحا
يدعُ المسرَحَ المُباحَ مَصوناً / ويرى المعقِلَ المصونَ مُباحا
بخُيولٍ طارتْ بأجنحةِ النّصْ / رِ فراحتْ تُباري الرِّياحا
وكُماةٍ غُرٍّ قد اقتَطَعوا الليْ / لَ وساقوهُ في العجاجِ صَباحا
ورماحٍ تجني فتُجْنيك في الحر / بِ شقيقاً ما كان قبلَ أقاحا
وظُبى تلقَحُ التّرائبَ مهما / ألقَحَتْ بالضِّرابِ حيّاً لَقاحا
شاركَتْ شيرِكوَه في النفسِ والما / لِ وصاحتْ به فِصاحاً فَصاحا
طلبَ الأمنُ فاستُجيبَ وما يعْ / رِفُ منك الطِّلابَ إلا النجاحا
جِدُّ عفوٍ أتاهُ لو كان في النوْ / مِ رآه ما قال إلا مزاحا
ورأى شِرْعةَ السّماحِ لديكم / غيرَ محجوبةِ النّدى فاسْتماحا
جاءَ شاكي السِّلاحِ حرباً فأضحى / شاكياً واغتدى لكم مدّاحا
فليُطِلْ بعدَها الفَخارَ فقد را / حَ طليقاً لبعضِكُم حيثُ راحا
بعد ما ضيّق الحِمامُ عليه / سُبُلا غُودرَتْ إليه فِساحا
وأقامتهُ حائراً لا يُحقُّ ال / وهْدَ وهداً ولا البِطاحَ بِطاحا
يحسَبُ الليلَ قسْطَلاً ويظنّ ال / بَرْقَ والشُهْبَ أنصُلاً ورِماحا
ويودّ النهارَ لو كان ليلاً / لا بَرى في ظلامِه مِصباحا
إذ أقامتْهُ كالجَزورِ كُماةٌ / ضربَتْ بالظُّبى عليه القِداحا
وأبوكَ الذي الخيلُ عنه / أنَفاً في اتّباعه واطِّراحا
وتولى أمرَ الرعيّةِ حتى / راضَ منهم بالثّغْرِ ذاك الجِماحا
غرّهُم حلمُه فحلّوا بخَلقا / ءَ وأخلِقْ بها له أن تُباحا
نظَموا فوقَها الكواكبَ عِقداً / وأداروا بها الرِّماحَ وشاحا
وفسادُ البَنين عُرّةُ جهلٍ / لا يَزيدُ الآباءَ إلا صَلاحا
كفّ عنهم كفّ الرّدى بعدما غنّى / عليهم طيرُ الحِمامِ وناحا
بُكراً ينهبُ الجُسومَ بُكورا / ورواحاً يُهدي له الأرواحا
يا معلَّ الظُبى البواتِرِ ضَرْباً / ترك المجدَ والمَعالي صِحاحا
والذي ما ادّعى الكمالَ سِواهُ / قطّ إلا أبان فيه افتضاحا
فيك للهِ والخليفةِ سرٌّ / أوضَحاهُ لمُبْصرٍ إيضاحا
ذاك أعطاكَ آيةَ النّصْر تصْري / حاً وهذا اصطفاكَ مَلْكاً صُراحا
ليقِفْ دونَك المُلوكُ فما تبْ / لُغُ في الرُتبةِ الصّريحِ الصراحا
أنت أمضى حزْماً أريباً لدى الرّوْ / عِ وأهْدى رأياً به جَحْجاحا
وإليكَ امتطيْتُ غاربَ عزمٍ / قلتُ إذا حطّ في ذَراك استراحا
حامِلاً روضةً من الشّعْرِ ما تُن / بِتُ إلا الثناءَ والإمداحا
يقطعُ السامعُ الزمانَ اغتِباقاً / تحت أفياءِ دوحِها واصطباحا
غير أني إذا اقترحتُ فحَسبي / وطني بعد ذا المُقامِ اقتراحا
فاستَمعْها تودِّعُ الروض نَضراً / أرجاً والنّدى زُلالا قَراحا
والمليكُ الذي تحارُ المعاني / في معاليهِ يُكثِر الأرباحا
حمِدَ السُرى من كُنتَ وجه صباحِه
حمِدَ السُرى من كُنتَ وجه صباحِه / من بعدِ ذمِّ غُدوّه ورواحِه
ورأى النجاحَ مؤمِّلٌ ألحقْتَهُ / من حُسنِ رأيك فيه ظلّ جناحِه
واقتادَ شاردَ حظّه ذو همّةٍ / راضَتْ بقصدِ ذَراك صعبَ جِماحِه
وأما وعزمِك وهو أنهضُ فاتِكٍ / لقد انْبَرى والصّفْحُ تِلْوَ صِفاحِه
وبديعِ مدحِك وهو أنفَقُ متجرٍ / لقدِ اغْتدى والعزّ من أرباحه
فالدّهرُ بين فِرندِه وفريدِه / متقلّدٌ بنِجادِه ووشاحِه
بأسٌ تورّد في خدودِ شقيقهِ / وندًى تبسّم عن ثُغورِ أقاحه
وشمائلٌ للمُلْكِ حيثُ شُمولها / لا زال يكرَعُ راحَها من راحِه
والكاملُ المسعود من سعدٍ لها / بدرٌ جَلا الإمساءَ عن إصباحه
بمناقبٍ سمَتْ النجومُ لنبْلِها / فاستخدمَتْها في رؤوس رِماحه
ومواهبٍ عانى السّحابُ معينَها / فاستغرَقَتْهُ في بحورِ سماحه
وكتائبٍ خطبَ الزمانُ خطوبها / فرمَتْ جوارحَه بفتْكِ جراحِه
وأغرّ مشحوذِ الغِرارِ تألُّقاً / وتألُّفاً في سِلْمِه وكِفاحه
ممنوعِ أطرافِ الفِناءِ مصونِه / ممنوع أوساطِ العطاءِ مُباحِه
وفتى النوالِ لسائلٍ غطريفَه / كهل الحجى لمسائلٍ جَحْجاحه
فلمُبْهَمٍ ما رقّ من إيضاحِه / ولأدْهَمٍ ما راقَ من أوضاحه
هذا وكم من مأزِقِ في مأزقٍ / ناجاهُ بالإفسادِ في إصلاحه
واعتز منهُ بعارضِ إعراضه / عنه جنى سحّ النَّكالِ بِساحه
فرَماه بالسّهْمِ المُعلّى سهمُه / في قدْحِه نارَ الوغى وقِداحِه
وأعاد عودَ الدّين لدْناً بعدما / عبثَتْ بعِطفَيهِ سَمومُ رِياحه
وأرى عيونَ المُلكِ صورةَ سَورةٍ / نقلتْ مآتمه الى أفراحِه
بابٌ أبو الفتح استجاشَ لفتحِه / بشجاعةٍ فأبانَ عن مفتاحِه
ملكان بل ملَكانِ بل فلَكان في اس / تِغلاقِ مُلكِ الأرضِ واستِفتاحه
مَسحا البلادَ بعدْلِ سيرٍ ودِّ لو / عادَ المسيحُ فعاد في أمْساحه
وتقدّما بالجيشِ يُلهِبُ عزمُه / نيرانِها تُذكى بماءِ سِلاحه
كالعارضِ اضطرَمَت لواقحُ برقِه / في مستهلِّ الويلِ من نضّاحِه
كم أنشرَا مستَرْهناً بضريحِه / واستَنزَلا مستَعصِماً بصِراحه
بالمنشآتِ تَسيرُ فوق عِبابه / والمُقرَباتِ تسيلُ بين بِطاحه
من كلِّ طائرةٍ تشفُّ فتغتدي / في اليمّ ظاميةً بعبِّ قَراحه
غِربانُ بل عِقبانُ نصرٍ فوقَها / خفقَتْ قوادمُ من جَناح نَجاحه
أو كُلّ ملتهِبِ الإهابِ تخالهُ / نَشوانُ خَمرةُ لونِه لمِراحه
وكأنه والنّقعُ عنه سافِرٌ / داجي دُخانٍ شقّ عن مصباحه
يا آل شاورَ أنتمُ دون الورى / للمُلكِ كالأرواحِ في أشباحه
والمُلكُ لولا غيثكُم أو غوثكم / لم يعترِفْ بدمائه وفساحه
فيكم سَرى الإخصابُ في أجدابِه / وبكم سَطا الأفراحُ في أتراحه
والى معاليكُم إشارةُ خُرْسِه / والى أياديكُم ثناء فِصاحه
والمِسْكُ فيه طِيبُه لكنه / يحتاجُ عوناً من يديْ جرّاحه
أربيعةُ الحالي مقلِّدَ هضبِه / ونسيمَه العالي شَذا أرواحه
لم لا يكون الشكْرُ عندك مُنتِجاً / ويداكَ قد قاما بأمرِ لقاحه
فأصِخْ لتسمعَ منه كلَّ محبَّرٍ / يَلقى حُبوراً منك في استِملاحِه
سيّاحِه سبّاحِه وضّاحه / سحّاحه سجّاحِه فوّاحه
كالأثْرِ مسُّ صِفاحه والروح بي / ن رياحِه والدّرِّ فوق نِصاحه
ممن رَماه إليك سعدُ جدوده / فاستقبلِ الإقبالَ في استنجاحه
ورآكَ في ذا الدّهرِ معنى جِدّه / وسواك معنى هولِه ومِزاحه
فاسْلَمْ وسلِّمْه لتبلُغَ غاية ال / مَنثورِ والمنظومِ من أمداحه
سرتْ وجَبينُ الجوّ بالطلّ يرشَحُ
سرتْ وجَبينُ الجوّ بالطلّ يرشَحُ / وثوبُ الغوادي بالبروق موشّحُ
فقابلتُ من أسماطِها الزّهْر يُجتَلى / وقبّلتُ من أمراطِها الزّهر ينفَحُ
بحيث الرُبى تخضلُّ والدّوحُ ينثني / ودمعُ الحَيا ينهلُّ والطيرُ يصدحُ
وفي طيّ أبرادِ النّسيم خميلةٌ / بأعطافِها نَوْرُ المُنى يتفتّحُ
تضاحَك في مَسْرى العواطِف عارِضاً / مدامعهُ في وجْنَةِ الروضِ تسفَح
وتوري به كفَّ الصَّبا زَند بارِقِ / شرارَتُه في فحْمةِ الليلِ تقدَحُ
تفرّسَ منه البدرُ في متنٍ أشقر / يُلاعبُ عِطفَيْهِ النّسيمُ فيرْمَح
على حين أوراقُ الصِّبا الغضِّ نضرةٌ / ووُرْقُ التصابي بالصّبابةِ تُفصِحُ
أشاقَك برقٌ بالدُجنّة لائحُ
أشاقَك برقٌ بالدُجنّة لائحُ / فقلبُك متبولٌ ودمعُك سافِحُ
ألاحَ فجِلبابُ الظّلامِ ممزّقٌ / كما مزّق النّقْعَ المُثارَ الصّفائح
أما وامتطاء العيسِ تُعنِقُ في البُرى / غوادٍ كما شاء السُرى وروائحُ
لقد ذكرَتْنا عهد ظَمياءَ باللِّوى / حمائمُ أيك في ذراهُ صوادِحُ
ودون ظِباء الحيّ بيضٌ صوارمٌ / وعسّالةٌ سُمْرٌ وجُرْدٌ سوابِح
وبيداء لا بيضُ النّسورِ بجوّها / بَوادٍ ولا حُمْرُ الذئابِ سوانِح
وقد كان ينأى بالبخيلةِ بُخلُها / فكيف وهذا بينَنا والكواشِحُ
ذكرْتُكُم والجوّ قد شبّ ناره / علينا ووجهُ الأرضِ أسود كالح
على أولَق يَطوي المراحلَ طاوياً / ويسري وأفواجُ الرّياح طلائح
فأنّ لتذكار الأحبّة مغرمٌ / وحنّ الى قُربِ المواطِن نازِح
ولم يستَطع كتْم الجوى ذو صبابة / له فيضُ دمعٍ بالتباريحِ بائحُ
هل الحبُّ إلا عبرَةٌ مستهلةٌ / ونار جوًى يُطوى عليها الجوانح
وأهيفَ أما من سويداء خاطري / فدانٍ وأما عن جنابي فجامح
إذا عنّ يرنو كالغزالِ فنابِلٌ / وإن ماسَ يزهو كالقضيبِ فرامِحُ
لئن كان ما يحويه منه وشاحُه / خفيفاً فما تحوي المآزر راجح
يَتيهُ بذِكراه النّسيب وتزدهي / بسَيدنا الحبر الإمام المدائحُ
إذا مدّ ممتنّاً عليك جناحَهُ / فنادِ صُروفَ الدّهرِ هل من يكافح
له هشّةٌ كالروضِ والروضُ مونِقٌ / الى حنكة كالطّودِ والطّودُ طامحُ
هو البدرُ إلا أنه زاد ضوؤه / فلم تنتقص منه الغوادي الروائح
هو البحرُ إلا أن جودَ يمينِه / لوارِده عذْبٌ وذلك مالح
هو الغيثُ إلا أنه كلما هَمى / تفيضُ بجَدواهُ الرُبى والأباطحُ
لك الله ما أنداك والغيثُ باخلٌ / وأمضاكَ عزْماً والخطوبُ فوادح
وأوفاك عهداً والحُقوقُ مُضاعةٌ / وأبهاكَ مرأى والوجوهُ كوالِح
أكوكبُ بِشرٍ من جَبينك لائحُ / وصبّ يُسرٍ من يمينك سافح
وإلا فما ذا البرقُ والغيم مقشعٌ / وما ذا النوال السكب والجو واضح
لقد علم الأعداءُ شرقاً ومغرباً / سواء قريبُ الدار منهم ونازح
لأنك أهلٌ للسؤال مهذب ال / فعال مبيدٌ للنوال مسامح
وللجود معنًى عند غيرك مبهم / وليس له إلا يمينك شارح
أحافظ أخبار النبي ومن له / بحار من العلم المصون طوافح
تهنّ بعيد النحر وابق مسَلما / وعرضِك موفور وسعيك رابح
لا تثْنِ جيدَك إنّ الروضَ قد جِيدا
لا تثْنِ جيدَك إنّ الروضَ قد جِيدا / ما عطّل القَطْرُ من نُوّارِه جيدا
إذا تبسّم ثغرُ المُزْنِ عن يقَقٍ / فانظُرْهُ في وجَناتِ الوردِ توريدا
وإن تنثّر درٌّ منه فاجْتَلِهِ / بمبسم الأقحوان الغضّ مَنصودا
واستنطق العودَ أو فاسمعْ غرائبَهُ / من ساجعٍ لحنُه يسترقصُ العودا
يشدو وينظرُ أعطافاً منمّقةً / كأنه آخذٌ منها الأغاريدا
ماذا على العيس لو عادتْ بربّتها / مِقدارَ ما تتقضّاها المواعيدا
رُدَّ الركابَ لأمرٍ عزّ نائبُه / وسمِّه في بديع الحُبِّ ترديدا
وقِفْ أبُثّك ما لانَ الحديدُ له / فإن صدقتَ فقُلْ هل صرْتَ داودا
حُلّتْ عُرى النوم عن أجفانِ ساهرة / ردّ الهوى هُدْبَها بالنجم معقودا
تفجّرتْ وعصا الجوزاءِ تضربُها / فذكّرَتْني موسى والجلاميدا
يا ثعلبَ الفجرِ لا سرحانَ أوله / خذ الثريا فقد صادفتَ عنقودا
مالي وما للقوافي لا أسيّرها / إلا وأقعُدُ محروماً ومحسودا
وكم أقوّمُ منها كلّ نافذةٍ / وأستجيشُ مناكساً رعاديدا
أسكرتُهُم بكؤوسِ المدح مترعةً / ولم أفِدْ منهمُ إلا العرابيدا
سمعتُ بالجودِ مفقوداً فهل أحدٌ / يقول لي قد وجدتُ الجودَ موجودا
الحمدُ لله لا والله ما نظرَتْ / عيناي بعد أبي المنصورِ محمودا
ملْكٌ إذا همّ ألقى الهمّ منتضياً / مهنّداً في جبينِ الخَطْبِ مغمودا
عهدي بعهدي يحوي منه ليثَ وغىً / فصار مذ سارعَتْهُ يحتوي سِيدا
ولو تكلّف حب فوقَ طاقتِه / سعتْ إليه رُباه تقطعُ البيدا
أغرُّ كالقمر الوضّاح مكتملاً / سرى تَمامَ قويمِ النهجِ مَسعودا
والقائدُ الخيلَ أرسالاً مضمّرةً / والقائدُ الجيشَ أبطالاً صناديداً
والطاعنُ الطعنةَ النّجلاءَ نافذةً / والضاربُ الضربةَ الفوهاءَ أخدودا
وجدي بنحوكَ لا عَطفاً ولا بدلاً / فانظُرْ إليه تجدْهُ الكلّ توكيدا
فإن قطعتَ هجيراً في مهاجرتي / فكم تفيأتُ ظلاً منك ممدودا
والصبُّ بالبيضِ ما احمرّتْ غلائلُها / إلا أتَتْ بالمنايا بينها سودا
والعاشقُ السُّمْرَ يثنيها الطعانُ كما / يثني نسيمُ الدلالِ الغادةَ الرّودا
من كل نجلاءَ مذ أيقظتَ ناظرَها / ملأت أعينَ مَنْ عاداك تسهيدا
وما تأخرتَ إخلالً فيُلزِمُني / ذنباً أبيتُ حرّانَ مجهودا
لكنْ سديدُك منّاني فأخْلفَني / فأسهُمي نحوَهُ لم تأتِ تسديدا
يا من ألمّت به الأهواءُ واتّفقتُ / على فضائلهِ علماً وتقليدا
ولم يزَلْ في العطايا غيرَ مقتصدٍ / وإن غدوتَ على التقديمِ مقصودا
سُمْرٌ تصولُ بزُرْقٍ كلما نظرت / من خلفِ سِتْرِ غبارٍ صادتِ الصّيدا
إذا هوَتْ في دياجي النقْعِ أنجمُها / مرّت ولم تتركْ في القوم مريَّدا
تنافسَ الجودُ في كفٍّ مباركة / يلقى لها السلمُ والبأسُ المقاليدا
ما إن يزال ليومي نائلٍ وُسطا / شهادة محفلاً ما كان مشهودا
يا من إذا لاذ ذو فَقْرٍ براحتِه / يروحُ عنها بجيشِ الجودِ مَنجودا
عبّت بك العرَبُ العرباءُ في يَمَنٍ / من مَنهَلٍ بات قيسٌ عنه مصدودا
واحرزتْ سنبسٌ إذ صفتها شرفاً / بها تُخلّدُ في العلياءِ تخليدا
والدهرُ موعدُ محمودٍ تضْمنَهُ / يومٌ أقامَتْهُ في أيامنا عيدا
واسترقصَ الفرحُ الأعطافَ فاشتهبتْ / فيه القوارعُ والهيفَ الأماليدا
مالكُ قلبي عن يدِ
مالكُ قلبي عن يدِ / يقتلُني ولا يدي
فأنثني ومهجتي / نهْبَ جيوشِ الكمَدِ
وإنما تخدعُني / بمُلق التودد
ينعَمُ بالطيفِ على / ناظريَ المسهَّدِ
وأين من إلمامِه / مُقلةُ مَن لم يرقدِ
وربما واصلني / لكن بخُلْفِ الموعد
وجاء بالحب بما / لم يعترض في خلدي
ولم يجُدْ بربّةٍ / لغُلّةِ القلبِ الصدي
وإنما يُبردُها / برشفِ ذاك البرَدِ
ودونه صَمصامةٌ / من لحظِه المعربدِ
قد أصبحتْ في جفنِها / كالصارمِ المهنّدِ
منكمْ أحومُ والهوى / يصدِفُني عن موردي
وقد أذاب طولَ ه / ذا المَطْلِ روحُ الجلدِ
الله في حُشاشةٍ / أنبَتُها عن جسدي
طرفي جنى فما الذي / أوجب ظُلْمَ الكبِدِ
وإنما حكمُ القِصا / صِ واقعٌ بالمُعتَدي
دهيتَني فصِرْتُ لا / أعرف أمسي من غَدي
ورّدْتَ دمْعَ مقلتي / بخدّك المورَّدِ
وأشبه الحالُ به / إنسانَ عينِ الأرْمَدِ
كعبةُ حُسنٍ كمُلَتْ / بالحجر المسوّد
لكنْ براحاتِ المُنى / تلمُسُ لا راحِ اليد
معطلُ اللبةِ إل / ا من حُليّ الغيَد
تجمّع الحُسنُ به / من مزوَجٍ ومفردِ
كأنما استعارَ من / بعضِ صِفاتِ أحمدِ
وأين منه حُسنُها / والصُّفرُ غيرُ المَسجَدِ
السيدُ بنُ السيد ب / نُ السيد بنُ السيدِ
جلالةٌ من آدمٍ / باقيةٌ للأبدِ
ورفعةٌ قضتْ له / بها نُجومُ المَولدِ
ذو راحةٍ قد ضمنَتْ / بالبَذْلِ برّ المُجتَدي
يقظانُ إلا أنه / نائمُ طرفِ الحسَدِ
تواضعٌ أنزلهُ / بين عِراضِ الفرقَدِ
وقد لوى اللهُ له / أخدعَ كلّ أصيدِ
فكلهمْ أجابَه / ولم يُنادِ أسعدِ
هذا وكم مدرسةٍ / تدرسُ إفكَ المُلحِدِ
تُضحِك عن لألائها ال / مُشرقِ ثغرَ البلَدِ
كأنما خريدةٌ / حاليةُ المقلَّدِ
حلّ سليمانُ بها / في صرْحِه المُمَرَّدِ
ورامَها الغيثُ فنا / دَتْهُ على البعدِ اجْهَدِ
وأتعبتْهُ فابْتَنى / عنها رسوخَ النجَدِ
لا تكذبنّ إنها / لولاهُ لم تُشيّدِ
قد أوضحَ اللهُ به / لنا طريقَ الرَّشَدِ
وزهّرَتْ نجومُه / فويلَ من لم يهتدِ
وإن روى الأخبارَ منْ / مُرسِلِها والمسنَّدِ
فاصغِ إليه والتقِطْ / من دُرِّه المنضَّدِ
وقلْ لقد سمعتُها / من فلقٍ محْمَدِ
يا ضامناً يُسْرَ النّدى / ببشْرِ وجهه النّدي
ومن إذا مدحتَه / قال لي العُلا زدِ
مثلُك من قوّم ما / في كلِمي منْ أوَدِ
فاهنأ بعشرٍ لم يزلْ / منه أخيرُ العددِ
هذا على أنك في / أولِ كلِّ سؤدَدِ
واسلمْ ودُمْ في نعمةٍ / باقيةٍ للأبدِ
شخص مُعاويُّ المِعِيْ
شخص مُعاويُّ المِعِيْ / يُهدي لها طَرفاه زَرْدا
يحكي العصا إن راح يب / تلعُ العصا لا بل أشدّا
وتظنه بلعا لشد / دة بلعه لو كان سعدا
ألا ربَّ يومٍ لنا صالحٍ
ألا ربَّ يومٍ لنا صالحٍ / مَحا خطأَ الزمنِ المُفسِدِ
أدرتُ به الخمرَ ناريّةً / تخيفُ المديرَ التهابَ اليدِ
وأمسيتُ أفقأ عين الحَبابِ / وأعتدُّها أعينَ الحُسّدِ
وقلتُ اسقِني الكأسَ ورديّةً / كما خجِلَتْ وجنةُ الأمْرَدِ
فقام وقد كاد طرفُ الصباحِ / من الليل يُكحَلُ بالإثْمِدِ
وللنيل تحت ثيابِ الأصيل / لُجينٌ توشّح بالعسْجَدِ
كأنّ الشُعاعَ على متنِه / فرنْدٌ بصفحةِ سيفٍ صَدي
وأشبهَ إن درجتْهُ الصَبا / بُرادةَ تبرٍ على مِبرَدِ
إن بلّغتك العيسُ نَجْدا
إن بلّغتك العيسُ نَجْدا / فازدَد بها كلفاً ووجْدا
واحلل عزالي أدمعِ / تستضحك الزهر المندّا
حتى إذا فوّقْتَ منْ / هُ بمسقَطِ الأنداءِ بُرْدا
وجرى النسيمُ مُلاعباً / فاهتزّ خوطَ البانِ قدّا
واشتاقَ ثغرُ الأقحوا / نِ من الشقيقِ الغضِّ خدّا
واستنشرتْ دُرَرُ الشؤو / نِ فنظّمتْ برباهُ عِقْدا
وجرى السّحابُ على رسو / مِ عن الديار تعيد ردا
فاحملْ لها طيبَ السلا / مِ رُبوعِها خمراً وشهدا
يا حاديَ الأظعانِ رِفْ / قاً فالقلوبُ لديكَ تُحدى
في مُنحنى الأحداجِ بد / رٌ قد أعاد البدرَ عَبْدا
وبطرفِه مرضٌ به / أعدى القلوبَ وما تعدّى
وافترّ عن مترشف / ترك الصدى حظي وصدّا
يا قاتلي بيدِ الظَما / هلاّ أبَحْتَ لذاك وِرْدا
أنا من علمتَ فلا تخَفْ / يقضي على العلاتِ عهْدا
مهّدْتَ عُذري في الهوى / وتخِذْتَ ظهرَ العيسِ مَهْدا
ومددْتَ جيبَ الليلِ عن / صدرِ الصَباحِ بهنّ قَدّا
حتى إذا الشفقُ استطا / رَ بفحمةِ الظلماءِ وقْدا
كبنفْسجٍ شقّ النسيْ / مُ بمُلتقى طرفَيْه وَرْدا
أجرَيْتَ ذكرى أحمدٍ / فملأتها مدْحاً وحَمْدا
وخطرْتَ في فرْدِ المدا / ئح باسمِه فغدوتَ فرْدا
حبْرٌ رأى حِبرَ الثنا / ء عليه أحسنَ ما تردّى
سبْطُ الأناملِ غارسٌ / منا أثَيْتَ النبْتَ جَعْدا
وعلى عُلاهُ قدِ انطوَتْ / أبداً رُواقُ العزّ مَدّا
ذو راحةٍ كالغيثِ بلْ / أجدى بلا ضررٍ وأنْدى
وقريحُهُ أروى وأوْ / رى من جبينِ الشمسِ زَنْدا
وأجرى الى شأوِ العُلا / هِمَماً تفوتُ الوهْمَ شدّا
وأعادَ فيها ما كسا / هُ بُرودَ أمداحٍ وأبدى
ورأى التُقى والدينَ من / عُدَدِ العواقبِ فاستعدّا
جمُّ العوارِفِ والمعا / رِفِ كيف جادلَنا أجدّا
متجنّبُ الإيعادِ حِلْ / ماً سابقٌ بالبذْلِ وعْدا
لو كان غيثاً لم يكُنْ / يُبدي إذا ما سحّ رَعْدا
يَلقى المُنيخُ ببابه / عيشاً كما يهواهُ رغْدا
سفِهَ الزّمانُ فلم يزَل / حتى كَسا عِطفَيْه رُشدا
للشّرعِ منه مشرِّعٌ / يُدعى لديهِ البحرُ ثَمْدا
صفّى موارِدهُ وسلْ / سلَ ماءه علماً ومدّا
وروى فأروى غُلّةَ الظ / مآنِ حيثُ هدى وأهدى
يا حافظَ الدينِ المُضيْ / عَ المالِ معرفةً ورِفْدا
لا زال فضلُك عاقداً / في نحرِ عيدِ النحرِ عَقْدا
وعليَّ نظمُ قصائدٍ / ينثُرْنَ شمْلَ عداك قَصْدا
عقدتْ عليكَ لواءَها / فحُباهُم تنحلّ حِقْدا
عُبِدَتْ وأفرطَ حُسنُها / فأعادَ حُرَّ الشِّعرِ عَبْدا
هيهاتَ لا تَصْدى أزا / هِرُها وأنت لها تصدّى