القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ظافِر الحَدّاد الكل
المجموع : 318
لا غَرْوَ أنْ رَحَل الشبابُ وبانا
لا غَرْوَ أنْ رَحَل الشبابُ وبانا / ما كان أولَ من صَحِبتُ فخانا
فكذا عَهِدتُ الدهرَ منذ عرفتُه / والمالَ والإِخوان والْخُلاّنا
ما كنتُ أَحسَبُ ياشباب زيادتي / بالشيبِ تُوجِب بعدَك النقصانا
أحسنتَ مبتدِئاً وسُؤْت مُعقِّبا / ببياض شيبٍ ليتَه ما كانا
قد كنتُ أستجفِي النوائبَ آنفا / والآن أَصعبُها بقربك هانا
ما الشيبُ للإِنسان إلا غايةٌ / فيها يَزُمّ اللهوُ عنه عنانا
كم قد جريتُ مع الصِّبا في حَلْبةٍ / ولزمتُ فيها ذلك الميدانا
حتى سبقتُ السابقين لشَأوِها / وحويت أوطارا وحُزْتُ رِهانا
وقَنَصتُ مُقْتَنِصِى بمثل نبالِه / حتى تَساوى في الهوى قلبانا
غصنٌ على حِقْفٍ فهذا مُخْجِلٌ / يَبْرِينَ حين بدا وذا نَعْمانا
إنْ ماج أسفُله حَقَرْتَ له النَّقا / أو ماس أعلاه حَقَرْتَ البانا
فكأنما هو صَعْدَةٌ مهزوزة / حَملت من الطرف الضعيفِ سِنانا
والحبُّ يأمر والصَّبابةُ بالذي / عنه المروءةُ والتقى تَنْهانا
إلا حديثاً مثلَ ما سَرتِ الصَّبا / سَحَرا تُنبِّه زاهِرا رَياّنا
والطيرُ مُطْرِبةٌ كأنّ حنينَها / سَلَبَ الغَريضَ ومَعْبدَ الألحانا
يا من مضى فاعتضْتُ عن أيامه / أَوْفى نظامِ المدحِ في مولانا
الحافظُ الدينَ الذي غَمَر الورى / عدلا وعَمَّ جميعَهم إحسانا
هو رحمةُ اللهِ التي أحيا بها الْ / ثَقَليْنِ حتى الجودَ والإيمانا
إنْ قالتِ الشعراءُ فيه فأَفْصحتْ / فالله أنزل مدحَه قرآنا
ولئن أطال المادحون فلم يَدَعْ / لهمُ كلامُ اللهِ فيه مكانا
يا حجةَ اللهِ التي أبدتْ لنا / بكمالها الآياتِ والبرهانا
من كان يلتمس الدليلَ فقد بدتْ / حُجَجٌ مَلأَنَ مَسامِعا وعِيانا
أنتَ ابنُ من ركب البُراق إلى العُلا / ليلا يَؤمُّ عيانُها الأعيانا
وأمامه جبريلُ حتى استفتحا / بابَ السماءِ فجاوزاه وبانا
حتى حَوى أقصى مقامٍ ما حَوى / من قبله ملكا ولا إنسانا
ودَنا فكان كقاب قوسَيْ حاجبٍ / في القربِ بل أدنَى هناك قِرانا
يا أهلَ بيتِ الوحيِ أما مدحُكم / معْ فرطِ دُرْبتنا فقد أعيانا
تتنافسُ الفصحاءُ فيه وفضلُكم / أَحْلى وأفصحُ مِقْوَلا ولسانا
سِيما أبو الميمون إنّ صفاتِه / أَعْيَيْنَ قُسَّ وأفحمتْ سَحْبانا
أخلاقُه نبوية عَلَويّة / حُسَنِيّة أعظِمْ بها مِن شانا
حسناتُ منظرِه كمَخْبرِه فقد / ساوتْ مَحاسنُ سِرِّه الإعلانا
يا بْنَ البَتولِ لقد سَما بك منصبٌ / في المجد فاق تُرابُه كَيْوانا
وَدَّ النجومُ على مَعاليها بأنْ / تَضْحَى لأخْفِض رِجْلِه جيرانا
أغليتَ سعرَ الشعرِ بل أَعليتَه / لما بذلتَ لأهله الأثمانا
أَجرتْ لُهاك بفَيْضِها لهَواتِنا / مدحا فكلٌّ قد حَوى طوفانا
وكأنّ جودَك دِيمةٌ ومديحنا / نَشْر ونحن الزَّهْر حين سقانا
من فضل مدحى فيك أنّ مَقالتي / يُذْكِي العقول وتَفْتح الأذهانا
لو لم نَقُلْه لَقام فضلُك ناظما / يكسو القوافي حكمةً وبيانا
يا شمسَ أفلاكِ الجلالِ لقد جَلَتْ / أنوارُك الظلماتِ والأشجانا
وبدتْ كواكبُك المُنيرةُ في العُلى / والبدرُ يملأ ناظِرا وعيانا
ودعوتَه بوَليَّ عهدِك فاغتدَى / قلبُ العدو يُكابد الخَفَقانا
واستسلمتْ صِيدُ الملوكِ وأيقنتْ / إنْ لم تُطِعْه أطاعَت الخِرصانا
واهتزتِ البيضُ الرِّقاق لكفه / شوقا فكادت ترفض الأجفانا
وتَأطَّرتْ سُمْرُ العَوالي واغتدتْ / جُرْدُ المَذاكِي تَجذِب الأرسانا
لا زلتَ أصلا وهْو فرع يستِقي / منك الحياةَ ومنكما سُقْيانا
حتى يعمَّ الأرضَ مُلْككُما فلا / يبقَى عليها موضعٌ ما دانا
ها قد مضى رجبٌ وودّع وجهَك ال / باقي وقد هَنّى به شعبانا
شهرٌ له ولنا الهَناءُ بنظرةٍ / لضياءِ غُرَّتك الذي يَغْشانا
في موقفِ فَخَر الملوكُ بأنها / أبدا تُعَفرِّ عندَه التِّيجانا
فاسلمْ وعِشْ مسقبِلا ومُودِّعا / والدهرُ يطلب من يديك أمانا
أنت الحياةُ وفي يديك مَقرُّها / ونَداك يُحْيِي منهما الحيوانا
أَلاَ ليتَ صبرِي لم يَبِنْ مثلَما بانُوا
أَلاَ ليتَ صبرِي لم يَبِنْ مثلَما بانُوا / لقد كان نِعْمَ المُسْتَعانُ إذا خانُوا
ولكنْ أطاع البينَ مني أربعٌ / فؤادٌ ونوم واصطبار وسُلوان
ولازَمني وَجْدٌ إذا حلّ بعضُه / بساحةِ سِرٍّ لم يُجاوِرْه كتمان
ودمعٌ إذا كَفْكَفْتُه فهْو وابِلٌ / وشوقٌ إذا أخفيتُه فهْو إعلان
وسُقْمٌ إذا أخفيتُ ما بي تأكدتْ / به حُجَجٌ للعاشقين وبرهان
فكم ليلةٍ ظلَّ اصْطبارِي كصُبْحِها / يُسامِرني فيها على الأَيْكِ حَنّان
غريبٌ نأَى عنه حبيبٌ ومنزل / كما قد نأى عني حبيب وأوطان
دعتْنِي وإياه فَريدةُمَهمهِ / أَنافتْ بها في ساحةِ الرمل أغصان
ينوح وأبكي غيرَ أنّ مدَامِعي / تَجود وما تَنْدَى لعينيه أجفان
إذا خفَّ عني الشوقُ هزَّ جوانحي / بنوحٍ كما هزَّتْه في تِيكَ أَفْنان
ولو ساعدتْني عزمةٌ من جناحِه / ليَمَّمتُ أحبابي بها حيثُ ما كانوا
رَعَى اللهُ عيشاً ناعماً سَمَحتْ به / لنا في ظهورِ الظاهرية أَزْمان
فكان كما زار الخيالُ مسلِّما / وودَّع إلا أنني فيه يقظان
فكم لي تلك الرُّبا من عشيةٍ / تُغازِلني فيها لدى البان غزلان
قُدودٌ حَكَتْهنَّ الغصون تهزُّها / روادفُ تَحكِيها من الرمل كثبان
دُمىً عَبَدتْهُنَّ القلوبُ صَبابةً / كما عُبِدت في الجاهلية أَوْثان
توافقَ الناسُ في النسيان واختلفوا
توافقَ الناسُ في النسيان واختلفوا / فكلُّ ناسٍ له جنسٌ وأشباهُ
إلا أبا عامرٍ لم يَحْوِ خاطرُه / مذْ كان لفظا ولا معنى فينساه
إذا تَصعَّد لفظٌ من ضَمائرِه / ينساه من قبلِ أنْ يُجْرِي به فاه
يَصدُّ كلَّ حديثٍ في مَسامعِه / عن قلبه فكأنّ اللفظَ يَشْناه
ما مَرَّ قطُّ به خيرٌ فأَضْحَكه / ولا أَلمَّ به شرٌّ فأبكاه
لا فرطُ حلمٍ بل سهوٌ يُزِيلُهما / من قبلِ يَبْسِم أو تَنهلُّ عيناه
كأنه جاحد مُذْ قَطِّ وهْو على / حقٍّ ولكنْ بسرٍّ لاح معناه
إذا تَشَّهد أَبْدَى لا إله ولا / يتمُّها ثم ينسى بعدُ إلا هُو
يا مَنْ صَفا لي ظاهِرا ونِيَّهْ
يا مَنْ صَفا لي ظاهِرا ونِيَّهْ / ومَنْ يدي بِوُدِّه غَنِيَّةْ
وَقَتْك نفسي وافدَ المَنِيَّة / هَلُمَّ عندي تحفةٌ سَنِية
وأكلةٌ طيبة هَنِيّة / بنتُ نخيلٍ حلوةٌ جَنِيّة
أحلَى من الفرصةِ بالأُمنيَّة / بالغ فيها النُّضجُ وهْي نِيَّة
لا تُتِعب الضرس ولا الثَّنِيَّة / كأنها تُشْتَفُّ في الصِّينية
يا قوتة حمراء معدنية / في طمعها وزيها مكّية
كأنما البرنية البرنية / فهْي لها شَبيهة كَنِيَّة
هي الدنيا فلا يَحْزُنْك منها
هي الدنيا فلا يَحْزُنْك منها / ولا من أهلها سَفَهٌ وعابُ
أتطلبُ جيفةً وتنال منها / وتنكرُ أنْ تُهارشَك الكلاب
زيادةُ المالِ بابُ الهمُّ والتعبِ
زيادةُ المالِ بابُ الهمُّ والتعبِ / فكلَّما زدت مالا زدت في السَّبب
فالنفسُ تزداد فقرا بالغنى أبداً / كمُطْفِىء النارِ عندَ الوهْج بالحطب
لو أقنع المرءَ من دنياه منزلةٌ / ينالُها كان معذورا على الطلب
لكنْ إذا حَصَّلتْ آمالُه أَرَبا / رَقَى به أملٌ ثانٍ إلى أَرب
نهيتُ الحبيبَ عن المروحَةْ
نهيتُ الحبيبَ عن المروحَةْ / لمعنىً وحَسْبُك أنْ أشرحَهْ
لقد خِفتُ إنْ مرَّ فيها النسيم / فلامَسَ خَدَّيْه أن يجرحه
ثغْرٌ لاحْ يَسْتأسِرُ الأرواحْ
ثغْرٌ لاحْ يَسْتأسِرُ الأرواحْ / لما فاحْ ما الخمرُ ما التفاحْ
أَلْجانِي / ذا التائهُ الجانِي
أَنْساني / نظرةَ إنساني
أفناني / طيرٌ بأَفْناني
أحياني / في بعض أحياني
لما صاحْ ما خِلْتُه يا صاحْ / للأَرواحْ ذا نشوةٍ من راحْ
قلبي مالْ / فيه إلى الآمالْ
مالي حالْ / يا قوم لما حالْ
لولا الخالْ / ما كنتُ إلا خالْ
لما غالْ / قلبي فصبري غالْ
ذا المزّاحْ عاتبتُه ما زاحْ / والإِصلاحْ أن أتركَ الإِصلاحْ
أَعْلَى لي / موتي بأعلالي
أوصى لي / نيرانَ أوصالي
بل بالي / أَوْلَى ببَلبالي
يا حالِ / انظرْ إلى حالي
ما قد ساحْ من مُقلتي سَحّاح / ذو إفصاح بالسرِّ بالإفصاح
بدرٌ بانْ / في مثل خُوطِ البانْ
وجهٌ زانْ / قَدّا كعودٍ زان
فالإخوانْ / في اللومِ لي خُوّان
والعينانْ لما جَفا عينان /
جسمٌ راح يُدْميه لَمْسُ الراحْ / لما لاحْ لم أحتفل باللاح
يا فَتّاكْ / بالقتلِ من أَفتاكْ
ما أَسراك / ليلا إلى أَسْراك
ما أَحْلاك / سبحانَ من أَحْلاك
ما اسناك / وجها وما اسناك
كالمصباحْ نورا بلِ الإصباحْ / كم أرتاحْ للقرب لو ترتاح
قُلْ للحبيبِ الذي طالتْ قَطيعتُه
قُلْ للحبيبِ الذي طالتْ قَطيعتُه / ولجّ في الهجر معْ حبي وإشفاقي
لَتَقْرَعنَّ علىَّ السنَّ من ندمٍ / إذا تذكرت يوما صَفْوَ أخلاقي
لا تَشكوَنَّ إلىّ وَجْدَا بعدها
لا تَشكوَنَّ إلىّ وَجْدَا بعدها / هذا الذي جَرَّتْ عليك يداكا
توَالَى عليّ الغدرُ منكم وأخْلقتْ
توَالَى عليّ الغدرُ منكم وأخْلقتْ / حَبائلُ ودي وانقضى منكم وَجْدِي
وقد كنتُ أُغِضي جفنَ عِيني على القَذَى / حِفاظا وأُخفِي منكمُ بعضَ ما أُبدي
إلى أنْ أفادتْني التجاربُ والنُّهى / سبيلَ التسلِّى فاستمرّ بها قَصْدي
ليَهْنِ فؤادي أنه قد سَلاكمُ / وآمَن من خوف القَطيعةِ والصَّدَّ
يا مُذْنِبا أضحتْ لدىّ ذنوبه
يا مُذْنِبا أضحتْ لدىّ ذنوبه / حسنا وإحساني إليه جرائرْ
عَجَبا لأهِلك كيف أهلك بينهم / وأموت لم يشعر بقتلي شاعر
ليلِي كفرْعِك ظلمةً وتَطاوُلا / لاينتهي ولكل ليلٍ آخر
وكأنّ وجهَ الصبح وجهُك صَدَّه / عني رقيُبك فهْو ناءٍ نافر
لي ضَعفُ صبرٍ مثلُ خصرك شَفَّه / هجرٌ كردفك فهْو جافٍ جائر
يا لاحِ في سُمْرٍ كالسُّمْرِ
يا لاحِ في سُمْرٍ كالسُّمْرِ / مهلا فإن صبري كالصَّبْرِ
لم تُغْمِض مذ جَفاني / أجفاني
وصار دمعي شاني / في شاني
والحب مذ بلاني / أبلاني
يا صاح كم أَسْرِي معْ أسرِي / اعذِرْ فوجه عُذْري معْ عذري
أود لك خفضا / لا خفضا
ها قد رجعت أرضى / كي ترضى
ديني لعلّ يُقْضَى / أن يُقْضَى
هلا اغتنمت أجرى كم أجرِي / واعلم بأن هجري كالهجر
يا ليت من بَراني / أَبْراني
أوليت من عَداني / أعْداني
من ريقه الجاني / للجاني
مخامر لخمري كالخمر / محصن بثغر كالثغر
انظر لسوء حالي / يا حال
ملكتني بخالي / يا خال
ها فاسمع مقالي / يا قال
قد دق عليك مالشَّعر / موشح بزهر كالزهر
قُمْ نَصْطِبح عند نَقْرات النَّواقيسِ
قُمْ نَصْطِبح عند نَقْرات النَّواقيسِ / واشربْ على حسنِ ألحانِ الشَّمامِيس
فدير شَهْران مشهور الجمال على / ما فيه من عُظْمِ تقديسٍ وتنكيس
قد قلتُ لما تَبدَّت لي هَيا كلُه / كالروض من كل شَمّاس وقِسّيس
أغاب رضوانُ أم كَلَّت عزيمتُه / عن غلق أبواب جَنات الفَراديس
فاخلعْ عِذارَك معْ من لا عِذارَ له / ما دام حظُّك فيه غيرَ منحوس
رقَّتْ حواشيّ هذا اليوم وابتسمتْ / لأهله بِيعةٌ من كل قِسيس
على الغصون قيامٌ من حمائمه / وما اقترحتَ عليها غيرُ محبوس
وللنَّواعيرِ نَعْراتٌ عَلَتْ فحَكتْ / على الجداولِ أحداقَ القَواديس
والطلُّ يَنْفَحُ مسكا من أزاهره / والأرضُ تفتح أذنابَ الطواويس
فلو تَصاممت عن داعي السرور به / أجاب دونَك سكان النواويس
وليلةٍ مثل عين الظْبيِ سرتُ بها / في راحةٍ مثلِ ظهر الطِّرس مطموس
حتى اهتديتُ إلى دير القَصير فما / قَصَرتُ دمعي بشيء غير تَعْريس
وقلت للقس جُدْ لي من مُعتَّقةٍ / بها اهتديتُ عليها في الحَناديس
ولا تَجُدْ بمدامٍ غيرِ قانيةٍ / في جنة الخلد كانت شرب إبليس
فنَفَّس الدنّ عن صهباءَ صافيةٍ / عن القناديل أَعنتْ والفوانيس
حتى أتى بعد يأسٍ وهْي في يده / كأنه أسد في جوف عرّيس
وإنْ أتْتك عروس الدنِّ مُسِفرةً / فانثرْ على الكأس فيها فَضْلةَ الكيس
انظرْ إلى مُستنزَه الأَنفُسِ
انظرْ إلى مُستنزَه الأَنفُسِ / والبركةِ الغَنّاء في المَجْلِس
كأنها والنبتُ من حولها / في مَغْرِس ناهِيكَ من مَغْرِس
جامٌ من البلّور قد حَفَّه / غشاؤه الأخضر من سُنْدس
زَيَّنها التوفيقُ للآمر ال / منصور بالأَنْفَس فالأَنْفَس
حتى غَدْت كالشمس عند الضحى / والبدرِ حسنا في دُجَى الحِنْدِس
حَوى الملكَ مَلْكٌ أغاث النفوسا
حَوى الملكَ مَلْكٌ أغاث النفوسا / فأيُّ نفيسٍ تَولَّى نَفيسا
فإنْ تكُ أفعالُ آبائه / بُدورا فقد بثَّ فينا شموسا
هداياه أهدتْ لأرواحنا / بإحسانه أَنْعُما بعد بُوسا
فأحيا نفوسا وأذهب بوسا / وأخلى حُبوسا وأجلى مُكوسا
وشاع الأمانُ فكادت تعيش / به الرِّممُ الساكنات الرُّموسا
فيا رحمةٌ أُسْكِنتْ في البلاد / فعادتْ رياضا وكانت يَبيسا
ملكتَ القلوب فأما عِداك / فسعدُك يُلقِي عليهم نُحوسا
فإنْ أَضْمروا غدرَ فرعونَ فيك / فسيفُك مثل العصا عند موسى
وحَقِّك يا ثانيَ الأَفْضَلَيْنِ / يمينا تُرَى بَرَّةً لا غَموسا
لقد سُسْتما الملك في العالمين / وأعجزتما مَلِكا أن يسوسا
أَعِدَّ جيوشك للمشرقَيْنِ / وللمغربينِ لكيما تجوسا
فإنك إسكندر المُحْدَثين / فهل خَضِرٌ تصطفيه جليسا
يُذمُّ من الشَّعَر الأبيضُ
يُذمُّ من الشَّعَر الأبيضُ / فمنظرُه أبداً يُبْغَضُ
ويُحمَد أسودُه فهْو لا / يُملُّ بحالٍ ولا يرفض
وما ذاك إلا لأن الشباب / بدا مقبل وغدا مُرِض
ولو صاحَب الشيبُ عصرَ الشباب / لكانت محبتُه تُمحَض
وزيُّ السوادِ لباسُ الحزين / على ما يُمِضُّ وما يُرْمِض
وزي البياض لباس السرور / كذا العُرْفُ لكنْ هنا يُنْقَض
إذا قبض الدهرُ عنك الشبابَ / فروحُك ذاك الذي يقبض
أَمَا والهوى لو أن أحكامه قِسْطُ
أَمَا والهوى لو أن أحكامه قِسْطُ / لما اجترأتْ أنْ تملك العربَ القِبْطُ
وخَطَّتْ على لَبّاتها البيضِ أَسْطُرا / يكون بأطراف الوَشيجِ لها نَقْط
بأيدي رجالٍ تعرف الحربُ صبرهم / كأنهمُ من نَسْجِ عِثْيَرِها شمْط
بجُرْدٍ يُطير النار كالقاعِ رَكْضُها / كأنْ قد توارَى في سنابكها النِّفْط
وإلا فِلمْ تُنْمَى المَذاكي وتنتمي / شِفار المَواضي أو لما يُرْكَزُ الخَطّ
مَيَّزتُ ساقط ما سرّحتُ من شَمَطي
مَيَّزتُ ساقط ما سرّحتُ من شَمَطي / فما تَساقط إلا سودُهُ فقطِ
فقلتُ لا شكَّ هذا زهوُ مرِتحلٍ / وتلك غبطةُ ثاوٍ جدِّ مغتبِط
وكان ذلك أَوْفَى ما وُعِظتُ به / لو كنت أرجع عن غىٍّ غلط
عسى الجانبُ الغربيُّ يُهدي نسيمَه
عسى الجانبُ الغربيُّ يُهدي نسيمَه / من الثَّغْر بالعَرْفِ الذي كنتُ أعرفُ
به من ظهور الظاهرية نشوةٌ / يُولِّدها روضٌ مُطِلٌّ مُفوَّف
فيُخبِر هل آثارُ لهوِى كعَهْدِها / هناك إذِ الأيامُ تُعطِي وتُنصِف
فما اعتضْتُ من تلك الرُّبا غيرَ حسرةٍ / عليها ودمعُ العينِ يستهلُّ فيَذْرِف
وسُكْناي بالفسطاط عزٌّ وإنما / محلُّ فؤادي فيه أَسْنَى وأَشْرَف
صحبتُ به عيش الشبيبةِ خالعا / عذارى ولم أحِفلْ بلاحٍ يعُنِّف
وأهلٌ وإخوان وبشر وغبطة / وأمن ومحبوب وجاه ومُسْعِف
يخلّفتُ عن تلك الديار ضرورةً / وبالرغم مني دونَهن التخلف

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025