المجموع : 380
ناولتُه تفّاحةً بتحيَّةٍ
ناولتُه تفّاحةً بتحيَّةٍ / يوماً فقال ولِم بها تخديشُ
فكأنها خدُّ الحبيب وقد يُرى / للعاشقين بصحنه تجميشُ
في هوى مثلِ ذا تطيب المعاصي
في هوى مثلِ ذا تطيب المعاصي / يوم وصلٍ بألف يوم قصاصِ
غصتُ في لجَّة الهوى حين أبصَر / تُ حبيبي كدُرَّة الغَوّاصِ
حُسنُ ذاك القوام قام بعذرٍ / لنفوسٍ على هواه حِرَاصِ
سبك الحسنُ فيه فضَّةَ لونٍ / فأذاب القلوبَ ذوبَ الرصاصِ
سيدي كم يكون هذا التَّعدي / إنَّ مِن دون ذا تشيب النَّواصي
فتحنَّن على محبٍّ قريبٍ / كم تَشَكّى له العُدَاةُ الأقاصي
طال بي ذا اللجاج لو قد تخلَّص / تُ وما كان من هواه خلاصي
غزالٌ عليه طُرَّةٌ وقُصاصُ
غزالٌ عليه طُرَّةٌ وقُصاصُ / يصيد فما للقلب منه مناصُ
تمكَّنتُ منه نظرةً فأذابني / كما ذاب بين الجمرتَينِ رصاصُ
وليس عليه حُجَّةٌ في قتيله / وليس عليه في الجروح قِصاصُ
أروم خلاصاً من تباريح حبِّه / وليس لمثلي من هواه خلاصُ
شفَّ قلبي مضاضةُ الإعراضِ
شفَّ قلبي مضاضةُ الإعراضِ / فتنغَّصتُ لذَّةَ الإغماضِ
كيف يُرجى شفاءُ مَن أمرَضَته / لحظاتٌ من الجفون المِرَاضِ
قد براني لهو الصدود وأضنا / ني عليلُ الصدود والإعراضِ
والذي أنبَتَ الرياضَ بخَدَّي / ك فأنبَتنَ حُمرةً في بياض
ما أُطيق السلوَّ عنك ولو جَر / رَعتني في هواك سمَّ مماض
أنا راضٍ بما صنعتَ فهل أن / تَ بقتلي يا أحسن الناس راض
إنَّ جسمي كمهجتي بك راضِ
إنَّ جسمي كمهجتي بك راضِ / فاحتكم فيهما فحكمك ماضِ
قد ملكتَ القيادَ فاحكم بما شِئ / تَ علينا وأنت خصمٌ وقاضِ
جَرَّده الحَمّامُ عن فِضَّه
جَرَّده الحَمّامُ عن فِضَّه / بُيِّضَ منها عُكَنٌ بَضَّهْ
كأنما الماء بأعطافِهِ / طَلٌّ على سوسنةٍ غَضَّهْ
قد جمع الأنوارَ في خدِّه / كأنه من حُسنه روضَهْ
يا ليت لي من فمه قُبلةً / وليت لي من خدِّه عَضَّهْ
وأعجبُ من جفائك لي وعسري
وأعجبُ من جفائك لي وعسري / ويسرك وارتفاعك وانخفاضي
سروري أن تدوم لك الليالي / بما تهوى كأني عنك راضِ
فكأنَّ مكرَكَ بي ودَم
فكأنَّ مكرَكَ بي ودَم / عَكَ إذ تجود بذارِفِهْ
مَكرُ ابن هندٍ بالوَصي / يِ ورَفعُه لمَصاحِفِهْ
يا مَن على وجناتِهِ
يا مَن على وجناتِهِ / من كلِّ نابتةٍ طريفَهْ
للشكل فيك لطائفٌ / يلعَبنَ بالفِطَن اللطيفَهْ
طرَّزنَ منك محاسناً / بطراز ألفاظٍ ظريفَهْ
ما آفة المحبوب من / ك سوى لواحظك الضعيفَهْ
عاقبتُ قلبي في هوا / كَ عقابَ مَن قَتَل الخليفَهْ
قد مرَّ بي أحمدٌ فما وَقَفا
قد مرَّ بي أحمدٌ فما وَقَفا / فليته في رجوعه عطفا
فقلتُ سُؤلي أما ترقُّ لمن / أمسى من الحبِّ هائماً دَنِفا
فاحمرَّ خدّاه من معاتبتي / كأنما الورد منهما قُطِفا
فقال لي لا تلم على صلفي / كلُّ مليحٍ ترى له صَلَفا
إن أعرضوا فهم الذين تعطَّفوا
إن أعرضوا فهم الذين تعطَّفوا / كم قد وَفَوا فاصبر لهم إن أخلَفوا
كم قد تصدَّوا للِّقاء فصنتُهم / عنه لمعرفتي بما لم يعرفوا
وحملتُ أثقال الفراق مخافةً / أن يحملوا ثقلَ العتاب فيضعفوا
فالآن قد خرج الهوى بأخيكمُ / عمّا يريد فساعِدوا وتلطَّفوا
هاتيكم دار الأحبَّة فاقصدوا / وقِفُوا بها لي وقفةً وتعرَّفوا
وصِفوا له شوقي إليه فما أرى / طبّاً يداوي علَّةً لا توصَف
حسب الأنام من الأيام ما عرفوا
حسب الأنام من الأيام ما عرفوا / قد وَقَّفتهم صروف الدهر لو وقفوا
هم عاكفون على الدنيا وزخرفها / والموتُ في مرصد الأعمار معتكفُ
هم غافلون وما الآجال غافلةٌ / ومطمئنون والأرواحُ تُختَطَفُ
ألهاهُمُ رشفُهم ماءَ المُنَى ونسوا / أن الزمان لماء العمر مُرتَشِف
فمَن تَعَجَّل مسلوبٌ ومُختَرَمٌ / ومَن تأخَّرَ فالإيهانُ والخَرَفُ
فأيُّ هذين محسود ومغتَبَطٌ / مَن عاجلَ الموتُ أو مَن ذا له خَلَفُ
للدهر ما بين الأنام وَزِيفُ
للدهر ما بين الأنام وَزِيفُ / ولصَرفه بين الورى تصريفُ
تلك النوائب وهي مأدبَة الفَتى / والزاعِبيُّ يقيمه التثقيفُ
غِيَرٌ تُحاجي ذا الحجا عن صبرِهِ / فإذا عرى فقويُّهنَّ ضعيفُ
وإذا تنكَّرتِ الليالي لن يُرى / نكرانُها إن يُعرَف المعروفُ
ما تُثقِل الأعناقَ إلا مِنَّةٌ / لفتىً له عن مُثقَلٍ تخفيفُ
نظرتْ إليَّ الحادثاتُ فرَدَّها / عنّي الأميرُ وطرفُها مطروفُ
لمّا استعنتُ على الزمان بأيِّدٍ / نكص الزمان فصَرفُه مصروفُ
لولا خلائق في الكريم كريمةٌ / لم يستَبِن أنَّ الشريف شريفُ
هذا نزارٌ زان فرعَ أرومةٍ / هو تالدٌ في المكرمات طريفُ
تنميه صِيدٌ أُسدُ حربٍ ما لهم / إلا القواضب والرماح غَرِيفُ
يمشون في الحَلَق الحَصِيف وتحتها / نَسجُ الشجاعةِ في القلوب حَصيفُ
لو أنهم عدمو السيوفَ تحدَّرَت / عزماتُهم في الروع وهي سيوفُ
تُجري النَّدى مجرى الدماء أكُفُّهم / فهمُ حياةٌ للورى وحتوفُ
مَن كان وهّابَ الأُلوف ولم يكن / ليروضه يومَ العِطاف أُلوفُ
يقسو ويعنُفُ في الحروب وشأنُه / في السلم بَرٌّ بالأنام رؤوفُ
يدنو ويبعد هيبةً وتواضعاً / فيجلُّ وهو مع الجلال لطيفُ
يا ابن المكارم إنَّ أولى ما به / تُبنى المكارمُ أن يُغاثَ لهيفُ
وإذا المَنَاسِب لم تكن معدودةً / لصنائع فبَدِينُهُنَّ نحيفُ
ذاك الفخار على المساعي دائرٌ / وله إذا وقف السُّعاة وقوفٌ
تمكَّنتَ من قلبي وجسمي ومهجتي
تمكَّنتَ من قلبي وجسمي ومهجتي / وعذَّبتَني بالهجر والتيه والصَّلَفْ
وصرَّفتَ عني الصبر فالصبر نائيٌ / وليس لقلبي بعد هجرك مُنصَرَفْ
أستغفر اللَه إن اللَه غفّارُ
أستغفر اللَه إن اللَه غفّارُ / وما على عاشقٍ إثمٌ ولا عارُ
بالنار خوَّفني قومٌ فقلتُ لهم / النارُ ترحم مَن في قلبه النارُ
ما ضاعف اللَهُ للعشّاق محنتهم / إلا وليس على العشّاق أوزارُ
لولا الحياء من العذّال يسترنا / إذَن تهتَّك للعشّاق أستارُ
ومن بلائي أنّي عاشق لكُمُ / عبدٌ وحَوليَ كل الناس أحرارُ
كلُّ أيّامِكَ هَجرُ
كلُّ أيّامِكَ هَجرُ / ونصيبي منك غَدرُ
واحتمالي عنك فرضٌ / في الهوى لو كان صَبرُ
كلما أذنبتَ ذنباً / كان في وجهك عُذرُ
قد تستَّرت ولكن / ليس عند العشق سترُ
غرَّني لينُك في القو / لِ وتحت اللِّين نَفرُ
ومعاني الحبِّ يَشهَد / نَ بأن العشق سِحرُ
ليت شعري وليتني كنتُ أدري
ليت شعري وليتني كنتُ أدري / أيّ ذنب أتيتُ يوجب هجري
يا قليل الإنصاف قلَّة إنصا / فِك في الحبِّ مثل قلَّة صبري
لا تلمني إن ضاق عفوك عنّي / في الهوى أن يضيق بالشوق صدري
كلُّ عذري إليك عندك ذنبٌ / فأنا الدهرَ في اعتذارٍ لعذري
كنتُ أبكي من هجر يومٍ بيومٍ / كيف إذ صار هجر شهرٍ بشهرِ
أخفيتُ حبَّك حتى كدتُ من حَذَري
أخفيتُ حبَّك حتى كدتُ من حَذَري / عليه أُخفيه عن سمعي وعن بصري
لي في الهوى سِيَرٌ لو أنها سُطِرت / في الكُتب أغنَت عن الأخبار والسِّيَرِ
إني تمسَّكتُ بالبقيا عليك إلى / أن كدتُ أحرم طرفي لذَّةَ النظَرِ
ولا عذر إلا للحسود الذي مشى / إليك ولكن أنت في أوسع العُذرِ
أيُّها الانسان صبرا
أيُّها الانسان صبرا / إنَّ بعد العسر يسرا
كم رأينا اليوم حُرّاً / لم يكن بالأمس حُرّا
لازَمَ الصبرَ فأمسى / مالكاً خيراً وصبرا
فاشرب الصبرَ وإن كا / نَ من المُرِّ أمَرّا
جُعِلتُ فداك من بؤسٍ وضُرِّ
جُعِلتُ فداك من بؤسٍ وضُرِّ / ومن مكروه حادِث كلِّ دهرِ
تعجَّلَ منك إلطافٌ وبرٌّ / وأبطأ عنك إلطافي وبرّي
بغير تغافلٍ منّي ولكن / لقول الناس في بدوٍ وحَضرِ
إذا أهدى الهديَّةَ مبتديها / فإسراعُ المُكافئِ ضِيقُ صَدرِ